زبدة التفاسير الجزء ٧

زبدة التفاسير10%

زبدة التفاسير مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: تفسير القرآن
ISBN: 964-7777-09-4
الصفحات: 579

  • البداية
  • السابق
  • 579 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 51526 / تحميل: 4100
الحجم الحجم الحجم
زبدة التفاسير

زبدة التفاسير الجزء ٧

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
ISBN: ٩٦٤-٧٧٧٧-٠٩-٤
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

(٦١)

سورة الصفّ

وتسمّى سورة الحواريّين، وسورة عيسىعليه‌السلام . مدنيّة. وهي أربع عشرة آية بلا خلاف.

أبيّ بن كعب عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: «من قرأ سورة عيسىعليه‌السلام مصلّيا عليه، مستغفرا له ما دام في الدنيا، وهو يوم القيامة رفيقه».

أبو بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: «من قرأ سورة الصفّ، وأدمن قراءتها في فرائضه ونوافله، صفّه الله تعالى مع ملائكته وأنبيائه المرسلين».

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (٣) إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (٤) )

ولـمّا ختم الله سبحانه السورة بقطع موالاة الكفّار، افتتح هذه السورة بإيجاب

٤١

ذلك ظاهرا وباطنا، ثمّ بالأمر بالجهاد، فقال :

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) مضى تفسيره.

روي: أنّ المسلمين قالوا: لو علمنا أحبّ الأعمال إلى الله لبذلنا أموالنا وأنفسنا، فأنزل الله:( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ ) (١) .

فولّوا يوم أحد، فنزلت تعييرا لهم:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ ) «لم» مركّبة من لام الجرّ و «ما» الاستفهاميّة. والأكثر حذف ألفها مع حروف الجرّ، في قولك: بم، وفيم، وممّ، وعمّ، وإلام، وعلام، لكثرة استعمالهما في الكلام المستفهم عنه. وقد جاء استعمال الأصل قليلا. والوقف على زيادة هاء السكت أو الإسكان. ومن أسكن في الوصل فلإجرائه مجرى الوقف. وفيه معنى التعجّب.

( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ ) إيثار المقت الّذي هو أشدّ البغض، ونصبه على التمييز، للدلالة على أنّ قولهم هذا مقت خالص كبير عند الله، بحيث يحقّر دونه كلّ عظيم، مبالغة في المنع عنه، لأنّه إذا ثبت كبر مقته عند الله فقد تمّ كبره وشدّته.

قيل: لـمّا أخبر الله بثواب شهداء بدر، قالوا: لئن لقينا قتالا لنفرغنّ فيه وسعنا، ففرّوا يوم أحد ولم يفوا، فنزلت.

وقيل: كان الرجل يقول: قتلت ولم يقتل، وطعنت ولم يطعن، وضربت ولم يضرب، وصبرت ولم يصبر.

وقيل: قد آذى المسلمين رجل ونكى فيهم، فقتله صهيب، وانتحل قتله آخر.

فقال عمر لصهيب: أخبر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّك قتلته. فقال: إنّما قتلته لله ولرسوله.

فقال عمر: يا رسول الله قتله صهيب. قال: كذلك يا أبا يحيى؟ قال: نعم. فنزلت

__________________

(١) الصفّ: ٤.

٤٢

في المنتحل.

وعن الحسن: نزلت في المنافقين. ونداؤهم بالإيمان على حسب ظاهر حالهم.

والّذي يدلّ على أنّ المقت قد تعلّق بقول الّذين وعدوا الثبات في قتال الكفّار، فلم يفوا، قوله بعد ذلك:( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا ) مصطفّين، أو صافّين أنفسهم. مصدر وصف به.( كَأَنَّهُمْ ) في تراصّهم وتلاصقهم من غير فرجة ولا خلل( بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ ) رصّ بعضه إلى بعض. وهذا الكلام حال من المستكن في الحال الأولى. والرصّ اتّصال بعض البناء بالبعض واستحكامه.

وقيل: يجوز أن يريد استواء نيّاتهم في الثبات حتّى يكونوا في اجتماع الكلمة كالبنيان المرصوص.

وعن بعضهم: فيه دليل على فضل القتال راجلا، لأنّ الفرسان لا يصطفّون على هذه الصفة. ومعنى محبّة الله إيّاهم أنّه يريد ثوابهم ومنافعهم.

( وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (٥) )

ثمّ ذكر سبحانه حديث موسىعليه‌السلام في صدق نيّته وثبات عزيمته على الصبر في أذى قومه، تسلية للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تكذيبهم إيّاه، فقال :

( وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ ) مقدّر بـ: اذكر( يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي ) كانوا يؤذونه بأنواع الأذى، من انتقاصه وعيبه في نفسه بالرمي بالأدرة(١) ، وجحود آياته ،

__________________

(١) الادرة: انتفاخ الخصية.

٤٣

وعصيانه فيما تعود إليهم منافعه، وعبادتهم البقر، وطلبهم رؤية الله جهرة، وقولهم:( اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ ) (١) .( فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ ) (٢) .

ونسبة قتل هارون إليه، والتكذيب الّذي هو تضييع حقّ الله وحقّه.

( وَقَدْ تَعْلَمُونَ ) في موضع الحال تقريرا للإنكار. و «قد» لتحقيق العلم، أي: تؤذونني عالمين علما يقينا.( أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ ) بما جئتكم من المعجزات.

وقضيّة علمكم بذلك وموجبه تعظيمي وتوقيري، لا أن تؤذوني وتستهينوا بي، لأنّ من عرف الله وعظمته عظّم رسوله، علما بأنّ تعظيمه في تعظيم رسوله.

( فَلَمَّا زاغُوا ) عن الحقّ( أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ ) بأن منع ألطافه عنهم، وخلّاهم وسوء اختيارهم، فصرفت قلوبهم عن قبول الحقّ والميل إلى الصواب تخلية وخذلانا( وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ ) لا يلطف بهم ليهتدوا، لأنّهم ليسوا من أهل اللطف، فلم يقبلوا الحقّ.

( وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٦) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٧) يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٨) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٩) )

__________________

(١) الأعراف: ١٣٨.

(٢) المائدة: ٢٤.

٤٤

ثمّ عطف سبحانه قصّة عيسى على قصّة موسى، فقال:( وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ ) لم يقل: يا قوم كما قال موسى، لأنّه لا نسب له فيهم( إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَ ) في حال تصديقي لـما تقدّمني( مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً ) وفي حال تبشيري( بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي ) والعامل في الحالين ما في الرسول من معنى الإرسال، لا الجارّ، لأنّه لغو، إذ هو صلة للرسول، فلا يجوز أن يعمل شيئا، لأنّ حروف الجرّ لا تعمل بأنفسها، ولكن بما فيها من معنى الفعل، فإذا وقعت صلات لم تتضمّن معنى فعل، فمن أين تعمل؟

( اسْمُهُ أَحْمَدُ ) يعني: محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . والمعنى: أنّ ديني التصديق بكتب الله وأنبيائه. فذكر أوّل الكتب المشهورة الّذي حكم به النبيّون والنبيّ الّذي هو خاتم النبيّين.

ولاسم أحمد معنيان :

أحدهما: أن يجعل مبالغة من الفاعل، أي: هو أكثر حمدا لله من غيره.

والآخر: أن يجعل مبالغة من المفعول، أي: يحمد بما فيه من الأخلاق والمحاسن أكثر ممّا يحمد غيره.

وصحّت الرواية عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ لي أسماء: أنا أحمد، وأنا محمد، وأنا الماحي الّذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الّذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الّذي ليس

٤٥

بعدي نبيّ». أورده البخاري في الصحيح(١) .

وفي هذه البشرى معجزة لعيسىعليه‌السلام عند ظهور محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأمر لأمّته أن يؤمنوا به عند مجيئه.

( فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ ) الإشارة إلى ما جاء به أو إليه.

وتسميته سحرا للمبالغة. ويؤيّده قراءة حمزة والكسائي: هذا ساحر، على أنّ الإشارة إلى عيسىعليه‌السلام .

( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ ) وأيّ الناس أشدّ ظلما؟ بمعنى: لا أحد أظلم ممّن يدعوه ربّه على لسان نبيّه إلى الإسلام الّذي له فيه سعادة الدارين، فيضع موضع إجابته إليه افتراء الكذب على الله، بقوله لكلامه الّذي هو دعاء عباده إلى الحقّ: هذا سحر مبين، لأنّ السحر كذب وتمويه.

والاستفهام للإنكار.( وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) الّذين ظلموا أنفسهم بفعل الكفر والمعاصي.

قال ابن جريج: هم الكفّار والمنافقون. ويدلّ عليه قوله:( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا ) أي: يريدون أن يطفؤا كما جاء في سورة البراءة(٢) . واللام مزيدة لـما فيها من معنى الإرادة تأكيدا لها، كما زيدت في قولك: لا أبالك، تأكيدا لمعنى الإضافة في: لا أباك. أو يريدون الافتراء ليطفؤا( نُورَ اللهِ ) يعني دينه: أو كتابه أو حجّته( بِأَفْواهِهِمْ ) بأن طعنوا فيه بأنّه سحر مبين. مثّلت حالهم بحال من ينفخ في نور الشمس ليطفئه.( وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ) مبلغ غايته بنشره وإعلائه. وقرأ ابن كثير وحفص بالإضافة.( وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ) إرغاما لهم.

( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى ) بالقرآن أو المعجزة( وَدِينِ الْحَقِ ) والملّة

__________________

(١) صحيح البخاري ٤: ٢٢٥.

(٢) البراءة: ٣٢.

٤٦

الحنيفيّة، وهي دين الإسلام( لِيُظْهِرَهُ ) ليعليه ويغلبه( عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) على جميع الأديان المخالفة له. والدين اسم الجنس.( وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) لـما فيه من محض التوحيد وإبطال الشرك. وفي هذه دلالة على صحّة نبوّة نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لأنّه سبحانه قد أظهر دينه على جميع الأديان بالاستعلاء والقهر وإعلاء الشأن، بحيث ما بقي من الأديان إلّا وهو مغلوب مقهور بدين الإسلام، كما وعده ذلك في حال الضعف وقلّة الأعوان.

وروى العيّاشي بالإسناد عن عمران بن ميثم، عن عباية أنّه سمع أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول حين تلاوة هذه الآية: «والّذي نفسي بيده حتّى لا تبقى قرية إلّا ينادى فيها بشهادة أن لا إله إلّا الله بكرة وعشيّا».

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١٣) )

ولـمّا قدّم ذكر الرسول عقّبه بذكر دعاء العباد إلى قبول قوله ونصرة دينه والعمل بشريعته، فقال :

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ) قرأ ابن عامر: تنجّيكم بالتشديد.

٤٧

ثمّ استأنف كلاما لبيان التجارة، كأنّهم قالوا: كيف نعمل؟ فقال:( تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ) يعني: التجارة المنجية من عذاب أليم هو الجمع بين الإيمان والجهاد المؤدّي إلى كمال عزّهم. والمراد به الأمر، وإنّما جيء بلفظ الخبر للإيذان بوجوب الامتثال، فكأنّه امتثل، فهو يخبر عن إيمان وجهاد موجودين. ونظيره قول الداعي: غفر الله لك، ويغفر الله لك. جعلت المغفرة لقوّة الرجاء، كأنّها كانت ووجدت. وأيضا إيراد الأمر على صورة الخبر تلطّف في الاستدعاء إلى الإخلاص في الطاعة، فإنّ المعنى: هل ترغبون في تجارة منجية من العذاب؟

عن ابن عبّاس: أنّهم قالوا: لو نعلم أحبّ الأعمال إلى الله لعملناه. فنزلت هذه الآية، فمكثوا ما شاء الله يقولون: ليتنا نعلم ما هي؟ فدلّهم الله تعالى على التجارة المذكورة بقوله: «تؤمنون». وهذا دليل على أنّ «تؤمنون» كلام مستأنف، وعلى أنّ الأمر الوارد على النفوس بعد تشوّف وتطلّع منها إليه، أوقع فيها وأقرب من قبولها له ممّا فوجئت به.

( ذلِكُمْ ) أي: ما ذكر من الإيمان والجهاد( خَيْرٌ لَكُمْ ) من أموالكم وأنفسكم( إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) إن كنتم من أهل العلم، إذ الجاهل لا يعتدّ بفعله. أو إن كنتم تعلمون أنّه خير لكم كان خيرا لكم حينئذ، لأنّه إذا علمتم ذلك واعتقدتموه أحببتم الإيمان والجهاد فوق ما تحبّون أنفسكم وأموالكم.

( يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) جواب للأمر المدلول عليه بلفظ الخبر، أو لشرط أو استفهام دلّ عليه الكلام، تقديره: إن تؤمنوا وتجاهدوا، أو هل تقبلون أن أدلّكم يغفر لكم؟ ويبعد جعله جوابا لـ «هل أدلّكم» كما قال الفرّاء، لأنّ مجرّد الدلالة لا توجب المغفرة.( وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً ) مستطابة مستلذّة( فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ) جنّات إقامة لا تبغون عنها حولا( ذلِكَ ) أي: ما ذكر من

٤٨

المغفرة وإدخال الجنّة( الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) لا ما يعدّه الناس فوزا، من طول البقاء وولاية الدنيا.

روي: أنّه سأل الحسن عمران بن الحصين وأبا هريرة عن تفسير قوله:( وَمَساكِنَ طَيِّبَةً ) . فقالا: سألنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن ذلك، فقال: «قصر من لؤلؤ في الجنّة، في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوت حمراء، في كلّ دار سبعون بيتا من زمرّدة خضراء، في كلّ بيت سبعون سريرا، على كلّ سرير سبعون فراشا من كلّ لون، على كلّ فراش امرأة من الحور العين، في كلّ بيت سبعون مائدة، على كلّ مائدة سبعون لونا من الطعام، في كلّ بيت سبعون وصيفا ووصيفة. فقال: يعطي الله المؤمن من القوّة في غداة واحدة ما يأتي على ذلك كلّه».

ثمّ بشّرهم بنعمة عاجلة مزيدا على الآجلة، فقال:( وَأُخْرى تُحِبُّونَها ) أي: ولكم إلى هذه النعمة المذكورة ـ أعني: المغفرة والثواب في الآجلة ـ نعمة اخرى عاجلة محبوبة إليكم. وفي «تحبّونها» تعريض بأنّهم يؤثرون العاجل على الآجل.

وقيل: «اخرى» منصوبة بإضمار: يعطيكم أو تحبّون. أو مبتدأ خبره( نَصْرٌ مِنَ اللهِ ) . وهو على الأوّل بدل أو بيان. وعلى قول النصب خبر محذوف.( وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ) عاجل. وهو فتح مكّة. وقال الحسن: فارس والروم. وقيل: جميع فتوح الإسلام.( وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) عطف على محذوف مثل: قل يا أيّها الّذين آمنوا وبشّر. أو على «تؤمنون» فإنّه في معنى الأمر، كأنّه قال: آمنوا وجاهدوا يثبكم الله وينصركم أيّها المؤمنون، وبشّرهم يا رسول الله بما وعدتهم على الايمان والجهاد آجلا وعاجلا.

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ (١٤) )

٤٩

ثمّ حضّ المؤمنين على نصرة دينه، فقال:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ ) وقرأ الحجازيّان وأبو عمرو بالتنوين واللام، لأنّ المعنى: كونوا بعض أنصار الله( كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ ) التشبيه محمول على المعنى. والمراد: كونوا أنصار الله، كما كان الحواريّون أنصار عيسى حين قال لهم. أو المراد: قل لهم كما قال عيسى للحواريّين:( مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ ) أي: من جندي متوجّها إلى نصرة الله؟ ليطابق قوله:( قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ) .

والإضافة الأولى إضافة أحد المتشاركين إلى الآخر، لـما بينهما من الاختصاص. والثانية إضافة الفاعل إلى المفعول. فمعنى «من أنصاري»: من الأنصار الّذين يختصّون بي، ويكونون معي في نصرة الله؟ ومعنى( نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ) : نحن الّذين ينصرون الله. ولا يجوز أن يكون معنى الأوّل: من ينصرني مع الله، لأنّه لا يطابق الجواب.

والحواريّون: أصفياء عيسى، فإنّ حواريّ الرجل صفيّه وخلصانه.

من الحور، وهو البياض الخالص. وقيل: كانوا قصّارين يحوّرون الثياب، أي: يبيّضونها. ونظير الحواريّ في زنته: الحواليّ، بمعنى: الكثير الحيل.

وقيل: كانوا يلبسون الثياب البيض. وهم أوّل من آمن به، وكانوا اثني عشر رجلا.

( فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ ) بعيسى( وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ ) به. وذلك أنّه

٥٠

لمّا رفع تفرّق قومه ثلاث فرق: فرقة قالت: كان الله، فارتفع. وفرقة قالت: كان ابن الله، فرفعه إليه. وفرقة قالت: كان عبد الله ورسوله، فرفعه إليه، وهم المؤمنون. واتّبع كلّ فرقة منهم طائفة من الناس فاقتتلوا، وظهرت الفرقتان الكافرتان على المؤمنين، حتّى بعث محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فظهرت الفرقة المؤمنة على الكافرين. وذلك قوله:( فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ ) بالحجّة أو بالحرب( فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ ) فصاروا غالبين. وعن مجاهد: بل أيّدوا في زمانهم على من كفر.

٥١
٥٢

(٦٢)

سورة الجمعة

مدنيّة. وهي إحدى عشرة آية بالإجماع.

أبيّ بن كعب عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: «ومن قرأ سورة الجمعة اعطي عشر حسنات، بعدد من أتى الجمعة وبعدد من لم يأتها في أمصار المسلمين».

منصور بن حازم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: «من الواجب على كلّ مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة وسبّح اسم ربّك الأعلى، وفي صلاة الظهر بالجمعة والمنافقين، فإذا فعل فكأنّما يعمل عمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنّة».

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣) ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ

٥٣

مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٤) مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥) )

ولـمّا ختم سبحانه سورة الصفّ بالترغيب في عبادته والدعاء إليها، وذكر تأييد المؤمنين بالنصر والظهور على الأعداء، افتتح هذه السورة ببيان قدرته على ذلك وعلى جميع الأشياء، فقال :

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ) ينزّهه عن جميع النواقص كلّ شيء من العلويّات والسفليّات( الْمَلِكِ ) القادر على تصريف الأشياء بأيّ وجه أراد( الْقُدُّوسِ ) كثير النظافة والنزاهة عن كلّ نقص( الْعَزِيزِ ) الغالب الّذي لا يمتنع عليه شيء( الْحَكِيمِ ) العالم الّذي يضع الأشياء موضعها.

وبعد إثبات الألوهيّة وصفاتها اللازمة قال في بيان الرسالة وما يتبعها:( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ ) أي: في العرب، فإنّ الأمّي منسوب إلى أمّة العرب، لأنّهم كانوا لا يكتبون ولا يقرؤن من بين الأمم. وقيل: بدئت الكتابة بالطائف، أخذوها من أهل الحيرة، وأهل الحيرة من أهل الأنبار. والمعنى: بعث منهم رجلا أمّيّا في قوم أمّيّين.

ووجه النعمة في أنّه جعل النبوّة في أمّيّ: موافقته لـما تقدّمت البشارة به في كتب الأنبياء السالفة، ولأنّه أبعد من توهّم الاستعانة على ما أتى به من الحكمة بالحكم الّتي تلاها والكتب الّتي قرأها، فبذلك يعلم علما ضروريّا بأنّ ما يخبرهم به من أخبار الأمم الماضية والقرون الخالية على وفق ما في كتبهم

٥٤

ليس ذلك إلّا بالوحي.

وقيل: منسوب إلى أمّ القرى، وهي مكّة.

( رَسُولاً مِنْهُمْ ) من جملتهم، كقوله:( مِنْ أَنْفُسِكُمْ ) (١) . فيعلمون نسبه وأحواله( يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ ) آيات القرآن المشتملة على الحلال والحرام والحجّ والأحكام، مع كونه أمّيّا مثلهم لم تعهد منه قراءة، ولم يعرف بتعلّم( وَيُزَكِّيهِمْ ) ويطهّرهم من خبائث الشرك وأعمال الجاهليّة( وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ) القرآن والشريعة، أو معالم الدين من المنقول والمعقول، ولو لم يكن سواه معجزة لكفاه( وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) في ضلال لا ترى ضلالا أعظم منه، من الشرك وخبث الجاهليّة. و «إن» هي المخفّفة، واللام تدلّ عليها. وهذا بيان لشدّة احتياجهم إلى نبيّ يرشدهم، وإزاحة لـما يتوهّم أنّ الرسول تعلّم ذلك من معلّم.

وقال في المجمع: «وإنّما قال: «منهم» لأنّهم إذا أسلموا صاروا منهم، فإنّ المسلمين كلّهم يد واحدة على من سواهم، وأمّة واحدة وإن اختلفت أجناسهم، كما قال سبحانه:( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ) (٢) . ومن لم يؤمن بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنّهم ليسوا ممّن عناهم الله بقوله:( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ ) »(٣) .

( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ ) عطف على «الأميّين»، أو المنصوب في «يعلّمهم» أي: يعلّم آخرين. وهم الّذين جاءوا بعد الصحابة إلى يوم الدين، فإنّ دعوته وتعليمه يعمّ الجميع من أبناء عصره وأبناء العصور الغوابر، لأنّ التعليم إذا تناسق إلى آخر الزمان كان كلّه مستندا إلى أوّله، فكأنّه هو الّذي تولّى كلّ ما وجد فيه من الأوّلين والآخرين.( لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ) لم يلحقوا بهم بعد وسيلحقون، من العجم والعرب.

__________________

(١) التوبة: ١٢٨.

(٢) التوبة: ٧١.

(٣) مجمع البيان ١٠: ٢٨٤.

٥٥

وقيل: لـمّا نزلت قيل: من هم يا رسول الله؟ فوضع يده على سلمان، ثمّ قال: «لو كان الإيمان عند الثريّا لتناوله رجال من هؤلاء».

( وَهُوَ الْعَزِيزُ ) في تمكينه من هذا الأمر الخارق للعادة( الْحَكِيمُ ) في اختياره وتعليمه من بين كافّة البشر.

( ذلِكَ ) أي: ذلك الفضل الّذي أعطاه محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبه امتاز عن أقرانه، وهو أن يكون نبيّ جميع العباد إلى آخر الدهر( فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ ) إعطاءه، وتقتضيه حكمته.

روى محمّد بن أبي عمير عن هشام بن سالم يرفعه قال: «جاء الفقراء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا: يا رسول الله إنّ للأغنياء ما يتصدّقون، وليس لنا ما نتصدّق.

ولهم ما يحجّون، وليس لنا ما نحجّ. ولهم ما يعتقون، وليس لنا ما نعتق.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كبّر الله مائة مرّة كان أفضل من عتق مائة رقبة. ومن سبّح الله مائة مرّة كان أفضل من سياق مائة بدنة. ومن حمد الله مائة مرّة كان أفضل من حملان(١) مائة فرس في سبيل الله يسرجها ويلجمها. ومن هلّل الله مائة مرّة كان أفضل الناس عملا في ذلك اليوم إلّا من زاد.

فبلغ ذلك الأغنياء فقالوه، فرجع الفقراء إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا: يا رسول الله قد بلغ الأغنياء ما قلت فصنعوه. فقال رسول الله: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء».

( وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) الّذي يستحقر دونه نعيم الدنيا ونعيم الآخرة.

ثمّ ضرب سبحانه مثلا لليهود الّذين تركوا العمل بالتوراة الّتي فيها الوعد ببعثة رسول الله ونعوته، فقال :

( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ) علّموها وكلّفوا العمل بها.( ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها ) أي: لم يعملوا ولم ينتفعوا بها، فكأنّهم لم يحملوها( كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً )

__________________

(١) الحملان: ما يحمل عليه من الدوابّ في الهبة خاصّة.

٥٦

كتبا من العلم يتعب في حملها، ولا ينتفع بها. يعني: صفة اليهود ـ في أنّهم حملة التوراة وقرّاؤها، وحفّاظ ما فيها، ثمّ إنّهم غير عالمين بها، ولا منتفعين بآياتها، وذلك أنّ فيها نعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والبشارة به، ولم يؤمنوا به ـ كصفة الحمار، حمل كتبا من كتب العلم، فهو يمشي بها ولا يدري منها إلّا ما يمرّ بجنبيه وظهره من الكدّ والتعب.

و «يحمل» حال، والعامل فيه معنى المثل. أو صفة، إذ ليس المراد من الحمار معيّنا، كقوله: ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني.

( بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا ) أي: مثل الّذين كذّبوا( بِآياتِ اللهِ ) الدالّة على نبوّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ويجوز أن يكون «الّذين» صفة للقوم، والمخصوص بالذمّ محذوفا، وهو: مثلهم.( وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) أي: لا يفعل بهم من الألطاف الّتي يفعلها بالمؤمنين الّذين بها يهتدون. وقيل: لا يثيبهم ولا يهديهم إلى الجنّة.

( قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٦) وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٧) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨) )

وبعد تبيين إنكار اليهود ما في التوراة، سكّتهم بما كانوا يقولون:( نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) (١) ، وألزمهم بقوله :

( قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا ) تهوّدوا. من: هاد يهود إذا تهوّد.

__________________

(١) المائدة: ١٨.

٥٧

( إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ ) أي: إن كان قولكم( نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) حقّا، وكنتم على ثقة منه( فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ ) فتمنّوا من الله أن يميتكم وينقلكم سريعا من دار البليّة إلى محلّ دار الكرامة الّتي أعدّها لأوليائه( إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) في زعمكم.

ثمّ أخبر سبحانه عن حالهم في كذبهم، وأنّهم غير واثقين بما يقولون، فقال:( وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ) بسبب ما قدّموا من الكفر والمعاصي( وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) فيجازيهم على أعمالهم. وقد قال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «والّذي نفسي بيده لا يقولها أحد منهم إلّا غصّ بريقه».

فلولا أنّهم كانوا مؤمنين بصدق رسول الله لتمنّوا، ولكنّهم علموا أنّهم لو تمنّوا لماتوا من ساعتهم ولحقهم الوعيد، فما تمالك أحد أن يتمنّى. وبرواية اخرى عنه: «لو تمنّوا لماتوا عن آخرهم». وهي إحدى المعجزات.

( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ ) ولا تجسرون أن تتمنّوه خيفة أن تؤخذوا بوبال كفركم( فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ) لاحق بكم لا تفوتونه. والفاء لتضمّن الاسم معنى الشرط باعتبار الوصف. ويجوز أن يكون الموصول خبرا، ثمّ استؤنف: إنّه ملاقيكم. والفاء للعطف، للدلالة على أنّ الفرار لا ينفع منه الموت، بل بمنزلة السبب في ملاقاته، فلا معنى للتعرّض للفرار، فكأنّه سبب الملاقاة، لأنّه لا يباعد منه. وإلى هذا المعنى

أشار أمير المؤمنينعليه‌السلام في قوله: «كلّ امرئ لاق ما يفرّ منه، والأجل مساق النفس، والهرب منه موافاته».

( ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ) يعلم سرّكم وعلانيتكم يوم القيامة( فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) بأن يجازيكم عليه.

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩) فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ

٥٨

فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠) وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١) )

اعلم أنّ الله سبحانه أبطل قول اليهود في ثلاث: أحدها: افتخروا بأنّهم أولياء الله وأحبّاؤه، فكذّبهم في قوله:( فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) . وثانيها: افتخروا بأنّهم أهل الكتاب، والعرب لا كتاب لهم، فشبّههم بالحمار يحمل أسفارا. وثالثها: افتخروا بالسّبت، وأنّه ليس للمسلمين مثله، فشرع الله لهم الجمعة، فقال :

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ ) أي: أذّن لها. ووقت الأذان عند قعود الامام. وقد كان لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مؤذّن واحد، فكان إذا جلس على المنبر أذّن على باب المسجد، فإذا نزل أقام الصلاة. ثمّ كان أبو بكر وعمر على ذلك إلى زمن عثمان، وكثر الناس وتباعدت المنازل، فزاد مؤذّنا آخر، فأمر بالتأذين الأوّل على داره الّتي تسمّى الزوراء، فإذا جلس على المنبر أذّن المؤذّن الثاني، فإذا نزل أقام للصلاة، ولم يعب ذلك عليه. وعند الإماميّة: الأذان الثاني حرام من جملة بدع عثمان.

وقوله:( مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) بيان لـ «إذا» وتفسير له. وإنّما سمّاه جمعة لاجتماع الناس فيه للصلاة. وكانت العرب قبل الإسلام تسمّيه العروبة. وقيل: سمّاه كعب بن لؤي، لاجتماع الناس فيه إليه.

وروي عن ابن سيرين: أنّ أهل المدينة جمّعوا قبل أن يقدم إليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقبل أن تنزل سورة الجمعة، وقالوا: لليهود يوم يجتمعون فيه كلّ سبعة أيّام، وللنصارى مثل ذلك، فهلمّوا نجعل لنا يوما نجتمع فيه، فنذكر الله فيه ونصلّي.

٥٩

فقالوا: يوم السبت لليهود، ويوم الأحد للنصارى، فاجعلوه يوم العروبة. فاجتمعوا إلى سعد بن زرارة، فصلّى بهم يومئذ ركعتين، وذكّرهم ووعّظهم، فسمّوه يوم الجمعة، لاجتماعهم فيه. فأنزل الله آية الجمعة، فهي أوّل جمعة كانت في الإسلام.

وأمّا أوّل جمعة جمّعها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فهي أنّه لـمّا قدم المدينة مهاجرا نزل قباء على بني عمرو بن عوف، وأقام بها يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسّس مسجدهم، ثمّ خرج يوم الجمعة عامدا المدينة، فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واد لهم، فخطب وصلّى الجمعة في دارهم.

( فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ ) فامضوا إليه مسرعين قصدا غير متثاقلين، فإنّ السعي دون العدو. والذكر الخطبة. وقيل: الصلاة. والأمر بالسعي إليها يدلّ على وجوبها.

( وَذَرُوا الْبَيْعَ ) أي: اتركوا المعاملة وجميع ما يذهل عن ذكر الله، من شواغل الدنيا.

وإنّما خصّ البيع من بينها لأنّ يوم الجمعة يوم يهبط الناس فيه من قراهم وبواديهم، وينصبّون(١) إلى المصر من كلّ أوب، ووقت هبوطهم واجتماعهم واغتصاص الأسواق بهم إذا تعالى الضحى ودنا وقت الظهيرة، وحينئذ يتكاثر البيع والشراء. فلمّا كان ذلك الوقت مظنّة الذهول بالبيع عن ذكر الله والمضيّ إلى المسجد، قيل لهم: بادروا إلى تجارة الآخرة، واتركوا تجارة الدنيا، واسعوا إلى ذكر الله الّذي لا شيء أنفع منه وأربح. وقيل: سمّي جنس المعاملة بيعا تسمية للشيء باسم أكثر أنواعها وقوعا.

( ذلِكُمْ ) أي: السعي إلى ذكر الله( خَيْرٌ لَكُمْ ) من المعاملة، فإنّ نفع الآخرة خير وأبقى( إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) الخير والشرّ الحقيقيّين، أو كنتم من أهل العلم.

وفي الحديث: «أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اعلموا أنّ الله تعالى قد افترض

__________________

(١) أي: ينحدرون.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

الملك الجبّار.

هكذا جاء قلب الحقائق، وتبديل المخازي محاسن، وثبتها مقلوبة في ذمّة التاريخ.

هذا وقد تمّ ترقيم هذا البحث بجوار مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) بخراسان في ظهيرة يوم الجمعة سادس عشر ربيع الثاني عام 1423 هـ ق = 7 / 4 / 1381 هـ ش.

والحمد للّه رب العالمين - محمّد هادي معرفة

٥٦١

٥٦٢

المصادر

آراء المستشرقين حول القرآن الكريم: عمر إبراهيم رضوان، دار طيبة - الرياض، 1413.

الآثار الباقية عن القرون الخالية: أبو ريحان البيروني، وزارت فرهنك وإرشاد إسلامي - طهران - 2000م.

آلاء الرحمان في تفسير القرآن: الشيخ محمّد جواد البلاغي، مكتبة الوجداني - قم - الطبعة الثانية.

الإتقان في علوم القرآن: جلال الدين السيوطي، مطبعة المشهد الحسيني - القاهرة - 1387.

الاحتجاج: أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي، النجف - 1386.

أحكام القرآن: أبو بكر أحمد بن علي الجصّاص، دار الكتاب العربي - 1335.

إحياء علوم الدين: أبو حامد الغزالي، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1358.

الأخبار الطوال: أحمد بن داود الدينوري، القاهرة - 1960 م.

أساس البلاغة: جار اللّه الزمخشري، دار الكتب - مصر - 1973م.

الاستبصار: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1390.

الإسرائيليات والموضوعات: أبو شهبة محمّد بن محمّد، مكتبة السنّة - القاهرة - 1408.

أُسد الغابة: ابن الأثير، المطبعة الوهبية - 1280.

الإصابة في تمييز الصحابة: ابن حجر العسقلاني، مطبعة السعادة - مصر - 1328.

إعراب القرآن: المنسوب إلى الزّجاج، القاهرة - 1963 م.

الأعلام: خير الدين الزركلي، بيروت - 1390.

الأمالي: السيد الشريف المرتضى علم الهدى، دار الكتاب العربي - بيروت - 1387.

الأمالي: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1389.

إملاء ما مَنَّ به الرحمان: أبو البقاء العكبري، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1380.

بحار الأنوار: محمّد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء - بيروت - 1983م.

بداية المجتهد: محمّد بن أحمد (ابن رشد الأندلسي)، مكتبة الكلّيات الأزهرية - مصر - 1389.

البداية والنهاية: ابن كثير، مكتبة المعارف - بيروت - 1977م.

البرهان في علوم القرآن: بدر الدين الزركشي، دار إحياء الكتب العربية - 1376.

البيان في تفسير القرآن: آية اللّه السيد أبو القاسم الخوئي، المطبعة العلمية - قم - 1394.

تأريخ الطبري: محمّد بن جرير، دار المعارف - مصر - 1971م.

تأريخ القرآن: نولديكه: (نقلاً عن آراء المستشرقين).

تأويل مشكل القرآن: ابن قتيبة، دار التراث - القاهرة - 1393.

التبيان في تفسير القرآن: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1390.

تفسير ابن أبي حاتم: عبد الرحمان الرازي، المكتبة العصرية - بيروت - 1419.

تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم): ابن كثير، دار إحياء الكتب العربية - مصر.

٥٦٣

تفسير البحر المحيط: أبو حيان الأندلسي، دار الفكر - بيروت - 1398.

تفسير البرهان: السيد هاشم بحراني، مؤسسة الأعلمي - بيروت - 1419.

تفسير البيضاوي: عبد اللّه بن عمر البيضاوي، مؤسسة شعبان - بيروت.

تفسير التحرير والتنوير: ابن عاشور، مؤسسة التأريخ العربي - بيروت - 1420.

تفسير الجلالين: دار إحياء الكتب العربية - مصر - 1342.

تفسير الجواهر في تفسير القرآن الكريم: الشيخ طنطاوي جواهري، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1350.

تفسير الصافي: المولى محمد محسن الكاشاني، المطبعة الإسلامية - طهران - 1384.

تفسير العيّاشي: أبو نضر محمّد بن مسعود، المكتبة العلمية الإسلامية - طهران.

تفسير الفرقان: الدكتور محمد الصادق، إسماعيليان - قم - 1410.

تفسير القاسمي (محاسن التأويل): محمّد جمال الدين القاسمي، مؤسسة التأريخ العربي - بيروت - 1415.

تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن): محمّد بن أحمد القرطبي، القاهرة - 1387.

تفسير القمّي: علي بن إبراهيم القمّي، النجف - 1387.

تفسير الماوردي (النكت والعيون): أبو الحسن علي بن محمّد - دار الكتب العلمية - بيروت - 1412.

تفسير المراغي: أحمد مصطفى المراغي، مصر - دار الفكر.

تفسر المنار: الشيخ محمّد عبده، تأليف محمد رشيد رضا، دار المعرفة - بيروت.

تفسير جزء عَمّ (تفسير القرآن العظيم): محمّد عبده نشر أدب الحوزة - 1341.

تفسير عبد الرزّاق: ابن همّام، دار الكتب العلمية - بيروت - 1419.

تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان: نظام الدين النيسابوري (هامش جامع البيان للطبري).

تفسير مقاتل بن سليمان: مؤسسة التأريخ العربي - بيروت - 1423.

التفسير الكبير (مفاتيح الغيب): فخر الدين الرازي، الطبعة الثانية - دار الكتب العلمية - طهران.

تفسير نور الثقلين: الشيخ عبد العلي الحويزي، إسماعيليان - قم - 1415.

التفسير المبين: محمّد جواد مغنية، دار الكتاب الإسلامي.

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): مطبعة مهر - قم - 1409.

التوحيد: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، دار المعرفة - بيروت.

تنزيه الأنبياء: السيد الشريف علم الهدى، مكتبة بصيرتي - قم.

تنزيه القرآن عن المطاعن: القاضي عبد الجبار، دار النهضة الحديثة - بيروت.

تهذيب التهذيب: ابن حجر العسقلاني، دار صادر - بيروت - 1325.

ثواب الأعمال: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1392.

جامع البيان في تفسير القرآن: محمد بن جرير الطبري، دار المعرفة - بيروت - 1392.

جامع الشواهد: محمّد باقر الشريف الأردكاني، الطبعة الحجرية.

جمهرة اللغة: ابن دريد محمّد بن الحسن البصري، حيدر آباد الدكن - 1345.

جواهر الكلام: الشيخ محمّد حسن النجفي، دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1981م.

٥٦٤

حياة محمّد (صلّى اللّه عليه وآله): محمّد حسين هيكل، مطبعة مصر - القاهرة - 1354.

الحيوان: الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر، تحقيق يحيى الشامي، دار مكتبة الهلال - بيروت - 1986م.

الحيوان للدراسات العليا في جامعة بغداد.

الخرائج والجرائح: قطب الدين الراوندي، مؤسسة الإمام المهدي (عليه السلام) - قم - 1409.

الخراج: القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، دار المعرفة - بيروت - 1399.

الخصال: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، مكتبة الصدوق - طهران - 1389.

الخطط المقريزية: أحمد بن علي المقريزي، دار العرفان - بيروت.

الخلاف: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، طهران - 1382.

دائرة المعارف الإسلامية الكبرى: إشراف كاظم البجنوردي، طهران - 1991م.

دائرة المعارف الإسلامية (المترجمة إلى العربية): دار المعرفة - بيروت.

دائرة معارف القرن العشرين: محمّد فريد وجدي، مطبعة دائرة معارف القرن العشرين - 1386.

الدرّ المنثور: جلال الدين السيوطي، دار الفكر - بيروت - 1414.

الدروس الشرعية: الشهيد محمّد بن مكي العاملي، الطبعة الحجرية.

الدفاع عن القرآن ضدّ منتقديه: عبد الرحمان بدوي، مكتبة مدبولي الصغير.

دعائم الإسلام: القاضي أبو نعيمة النعمان المصري، دار المعارف، مصر - 1965م.

ذو القرنين القائد الفاتح والحاكم الصالح (سلسلة القصص القرآني): محمّد خير رمضان يوسف، دار القلم - دمشق - 1415.

الرحلة المدرسة: الشيخ محمّد جواد البلاغي، النجف.

روح المعاني: أبو الفضل محمود الآلوسي، إدارة الطباعة المنيرية - مصر.

الروض الأنف: عبد الرحمان السهيلي، مكتبة الكلّيات الأزهرية - 1391.

سعد السعود: ابن طاووس سيد رضي الدين، افست مؤسسة النشر الرضي، قم - 1362.

سنن ابن ماجه (سنن المصطفى): أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد، دار الفكر - بيروت.

سنن البيهقي (السنن الكبرى): أبو بكر أحمد بن الحسين، دار المعرفة - بيروت.

سنن الترمذي: محمّد بن عيسى الترمذي، المكتبة الإسلامية.

سنن الدارمي: عبد اللّه بن عبد الرحمان، دار إحياء السنّة النبوية.

السنن الكبرى: أحمد بن الحسين البيهقي، دار المعرفة - بيروت - 1406.

سنن النسائي: أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1383.

سنن أبي داود: سليمان بن الأشعث، دار إحياء السنّة النبوية.

سيبويه: أبو بشر عمرو، مؤسسة الأعلمي - بيروت - 1387.

سير أعلام النبلاء: شمس الدين الذهبي، مؤسسة الرسالة - بيروت - 1410.

السيرة النبوية: ابن هشام، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1355.

شبهات حول الإسلام: سيد محمّد قطب، مكتبة وهبة - الطبعة الثالثة - 1958م.

٥٦٥

شرح الكافية في النحو: الشيخ رضي الدين الإسترابادي، دار الكتب العلمية - بيروت.

شرح المعلّقات السبع: الحسين بن أحمد الزوزني، منشورات أرومية - قم - 1405.

شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد - دار إحياء ا لكتب العربية - مصر - 1965م.

الصحاح: إسماعيل بن حماد الجوهري، دار العلم للملايين - بيروت - 1376.

صحيح البخاري: أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري، مطابع الشعب - 1378.

صحيح مسلم: أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، مكتبة محمّد علي صبيح - 1334.

العرب قبل الإسلام: جرجي زيدان، دار الهلال - القاهرة.

علل الشرائع: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1385.

علم اليقين: المولى محمّد محسن الفيض الكاشاني، بيدار - قم - 1400.

عوالي الآلئ: ابن أبي جمهور الإحساني، سيد الشهداء - قم - 1403.

العين: الخليل ابن أحمد الفراهيدي، دار الهجرة - قم - 1405.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1390.

غنية النزوع: ابن زهر السيد حمزة بن علي، مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام) - قم - 1417.

فتح الباري: ابن حجر العسقلاني، دار المعرفة - بيروت - 1300.

الفتوحات المكية: محيي الدين ابن عربي، دار صادر، بيروت.

الفصل في الملل والنحل: ابن حزم علي بن أحمد، دار المعرفة - بيروت - 1395.

الفقه على المذاهب الأربعة: عبد الرحمان الجزيري، دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1406.

فقه اللغة وسرّ العربية: أبو منصور الثعالبي، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1392.

الفن القصصي في القرآن الكريم: محمّد أحمد خلف اللّه، مع شرح وتعليق خليل عبد الكريم، مؤسسة الانتشارات العربي - بيروت - 1999م.

في ظلال القرآن: سيد قطب، الطبعة السادسة.

قرب الإسناد: عبد اللّه بن جعفر الحميري، النجف.

قصص الأنبياء: عبد الوهاب النجار، دار الثقافة - بيروت - 1386.

القصص القرآني: السيد محمّد باقر الحكيم، المركز العالمي للعلوم الإسلامية - قم - 1416.

قصّة الحضارة: ول ديورانت، لجنة التأليف والترجمة - القاهرة - 1956م.

الكافي: أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1389.

الكافي في الفقه: أبو الصلاح الحلبي، مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) - أصفهان.

الكامل في التاريخ: ابن أثير، دار صادر - بيروت - 1399.

الكتاب المقدّس (كتب العهد القديم والعهد الجديد): جمعية التوراة البريطانية والأجنبية.

الكشّاف: جار اللّه الزمخشري، الطبعة الثالثة - دار الكتب العلمية - طهران.

كفاية الأثر: الخزار الرازي، الطبعة الحجرية - 1305، في مجموعة كتب.

كمال الدين: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، طهران - 1390.

٥٦٦

كنز العمال: علي المتقي الهندي، مؤسسة الرسالة - بيروت - 1405.

لسان العرب: ابن منظور، بيروت - 1376.

لسان الميزان: ابن حجر العسقلاني، مؤسسة الأعلمي - بيروت - 1390.

المبسوط: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن، المطبعة الحيدرية - طهران.

متشابهات القرآن ومختلفه: محمّد بن علي بن شهر آشوب، بيدار - قم - 1369.

المجازات النبوية: السيد الشريف الرضي أبو الحسن محمّد، مؤسسة الحلبي - القاهرة - 1387.

مجمع الأمثال: أحمد بن محمد الميداني، بيروت - دار الفكر - 1393.

مجمع البيان: أبوعلي الفضل بن الحسن، المكتبة الإسلامية - طهران - 1383.

المحاسن: أحمد بن محمد البرقي، المجمع العالمي لأهل البيت - قم - 1413.

المحّجة البيضاء: الفيض الكاشاني، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - الطبعة الثانية.

المختلف (مختلف الشيعة): العلاّمة الحسن بن يوسف الحلّي، مكتب الإعلام الإسلامي - قم - 1417.

مختصر في شواذ القرآن: ابن خالويه، مصر - 1934م.

مذاهب التفسير الإسلامي: جولد تسيهر، تعريب عبد الحليم النجار، القاهرة - 1374.

مروح الذهب: أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي، المكتبة التجارية الكبرى - مصر - 1384.

مسائل علي بن جعفر: مؤسسة آل البيت - قم - 1409.

المستدرك على الصحيحين: الحاكم النيسابوري، مكتبة المطبوعات الإسلامية - حلب.

مستدرك الوسائل: ميرزا حسين النوري الطبرسي، مؤسسة آل البيت - قم - 1407.

المسند: أحمد بن الحنبل، دار صادر - بيروت.

مشكل إعراب القرآن: مكي بن أبي طالب، بغداد - 1975م.

المصاحف: أبو بكر عبد اللّه السجستاني، المطبعة الرحمانية - مصر - 1355.

المطوّل: سعد الدين مسعود التفتازاني، افست الداوري - قم.

معاني الأخبار: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف.

معاني القرآن: يحيى بن زياد الفرّاء، مصر - 1972.

المعجزة الخالدة: السيد هبة الدين الشهرستاني، مكتبة الجوادين - الكاظمية.

معجم البلدان: شهاب الدين الياقوت الحموي، دار صادر - بيروت - 1376.

المعجم الزوولوجي: محمد كاظم الملكي، النجف - 1376.

معجم لغات القرآن (نثر طوبى): أبو الحسن الشعراني، ملحق تفسير أبي الفتوح الرازي.

معجم مقاييس اللغة: ابن فارس أبو الحسين أحمد، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1392.

المعجم الوسيط: دار إحياء التراث العربي - بيروت.

المعرب: أبو منصور الجواليقي، دار القلم - دمشق - 1410.

مغني اللبيب: ابن هشام جمال الدين يوسف، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد والطبعة الحجرية.

مفاهيم جغرافية في القصص القرآني: عبد العظيم عبد الرحمان خضر، دار الشروق - السعودية - 1401.

٥٦٧

مفتاح الكرامة: السيد محمّد جواد العاملي، مؤسسة آل البيت.

المفردات: الراغب الأصفهاني، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1381.

مقدمة ابن خلدون: عبد الرحمان بن محمّد، المكتبة التجارية الكبرى - القاهرة.

المقنعة: الشيخ محمد بن محمد بن نعمان المفيد، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - 1410.

ملحق ترجمة كتاب (مقالة في الإسلام لتسدال): هاشم العربي، مطبعة النيل المسيحية - مصر - 1925 م.

المناقب (مناقب آل أبي طالب): مكتبة علامة - قم.

مَن لا يحضره الفقيه: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1390.

منهاج الصالحين: آية اللّه السيد أبو القاسم الخوئي، الطبعة الخامسة - المطبعة العلمية - قم - 1395.

المهذّب: القاضي ابن البرّاج، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - 1406.

الموسوعة المصرية: لجنة التحرير، وزارة الثقافة والإعلام - مصر.

الميزان في تفسير القرآن: العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي - طهران - دار الكتب الإسلامية.

نهاية المرام: السيد محمد بن علي العاملي (صاحب المدارك)، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - 1413.

النهاية في مجرّد الفقه والفتاوى: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن، دار الكتاب العربي - بيروت - 1390.

نهج البلاغة: تصحيح صبحي الصالح، بيروت - 1387.

النوادر: فضل اللّه بن علي الراوندي، دار الحديث - قم.

الهدى إلى دين المصطفى: الشيخ جواد البلاغي، النجف - 1385.

الهيئة والإسلام: السيد هبة الدين الشهرستاني، النجف - 1384.

الوافي بالوفيات: صلاح الدين خليل بن ايبك الصفدي، دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1420.

وسائل الشيعة: الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي، مؤسسة آل البيت - قم - 1412.

مصادر فارسية

ايران باستان: حسن بيرنيا (مشير الدولة)، ابن سينا، - طهران - 1344.

تاريخ تمدن إسلامي: ويل دورانت، الطبعة الرابعة - طهران - 1373ش.

تاريخ إيران: حسن بيرينا: مكتبة خيام - طهران.

تاريخ هيرودوت: ترجمة المازندراني، وزارات فرهنك وهنر - تهران.

تفسير أبي الفتوح الرازي (روح الجِنان وروح الجَنان): المطبعة الإسلامية - طهران - 1352ش.

تفسير أبي مسلم (بررسي آراء ونظرات تفسيري أبو مسلم أصفهاني): قم - 1374ش.

تفسير نمونه: لجنة التأليف، دار الكتب الإسلامية - قم - الطبعة الأولى.

قاموس كتاب مقدس: جيمس هاكس، مكتبة ظهوري - طهران - 1928م.

كورش كبير ذو القرنين: أبو الكلام آزاد، ترجمة باستاني باريزي - نشر علم - طهران - 2001 م.

لغت نامه: دهخدا، جامعه طهران - 1419.

٥٦٨

الفهرس

الباب الأول : هل للقرآن من مصادر؟ 6

الوحي مصدر القرآن الوحيد! 7

شرائع إبراهيميّة منحدِرة عن أصل واحد 11

وحدة المنشأ هو السّبب للتّوافق على المنهج 13

القرآن يشهد بأنّه مُوحى 14

القرآن في زُبُر الأوّلين 14

( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) 15

مقارنة عابرة بين القرآن وكُتب سالفة مُحرّفة 16

معارف فخيمة امتاز بها الإسلام 16

جلائل صفات اللّه في القرآن 17

وصْفُه تعالى كما في التوراة 18

الله يصول ويجول ضدّ بني آدم 20

الإنسان سرّ الخليقة 21

مِيزات الإنسان الفطريّة 22

خلقتُ الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي! 25

الحفاظ على كرامة الأنبياء 25

إبراهيم، لم يَكذب قطّ! 28

قصّة الطوفان في التوراة 29

حادث الطوفان في القرآن 30

مواضع عِبر أغفلتها التوراة 31

هل عمّ الطوفان وجه الأرض؟ 32

نقض فرضية الشمول 33

الطوفان ظاهرة طبيعيّة حيث أرادها الله 34

لا شاهد على شمول الطوفان 37

٥٦٩

آثار جيولوجيّة 38

( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرضِ ) 39

( لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) 39

( قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) 41

( وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ) 43

( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ) 46

( فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّ خَمْسِينَ عَاماً ) 47

( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ ) 48

نوح (عليه السلام) بعد الهبوط 50

والدُ إبراهيم (عليه السلام) تارَح أو آزر؟ 51

الذبيح هو إسماعيل وليس بإسحاق! 55

قصّة لوط مع ابنتَيه كما هي في التوراة 57

يعقوب ينتهب النبوّة من أخيه عيسو! 58

يعقوب يصارع الربّ 59

خروج بني إسرائيل وتجاوزهم البحر 59

قصّة العجل والسامري 62

مواضع الاختلاف بين القرآن والتوراة بشأن العجل 63

نظرة في قولة السامري 66

ما كانت صفة العِجل؟ 68

مَن هُو السامريّ؟ 69

مَن هُو قارون؟ 70

( مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ ) 71

حادث نُتُوق الجبل فوقَ رؤوسِ بني إسرائيل 72

قصّة داود وامرأة اُوريّا 77

القرآن والأناجيل 78

الصدّيقة مريم (عليها السلام) 79

٥٧٠

يا أُخت هارون 83

ابنة عمران 85

تأليه الصدّيقة مريم! 86

ويكلّم الناس في المهد وكهلاً 88

مريم تعودُ بابنها وقد جاوزَ سنَّ الرضَاعة 91

عيسى يحاجّ العلماء في سنٍّ مبكّرٍ 93

الكُهولة هو تخطّي الثلاثين 93

التبشير بِمَقدم رسول الإسلام مُحمّد (صلّى الله عليه وآله) 94

قِصّة الصّلب 97

مسألة التوفّي 102

الباب الثاني: القرآن وثقافات عصره! 110

التأثّر بالبيئة! 111

هل تأثّر القرآن بثقافات عصره؟ 111

1 - مُجاراة في الاستعمال 112

2 - خطاب القرآن عامّ 113

3 - حقيقة لا تخييل 114

ثقافات جاهليّة كافَحَها الإسلام 115

المرأة وكرامتها في القرآن 115

وللرجال عليهنّ درجة 117

تفضيل البنين على البنات 121

للذكر مثل حظّ الأُنثيين 124

محاولات فاشلة 126

دية المرأة على النصف! 129

المرأة في مجال الشهادة 132

المرأة في مجال القضاء 136

المرأة في مجال الحضانة 137

٥٧١

الطلاق والعِدّة والعدد 139

واضربوهنّ! 149

وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ 158

تعدّد الزوجات 162

تعدّد زوجات النبيّ 167

تحرير الرقيق تدريجيّاً 174

خرافات جاهليّة بائدة 186

الجنّ في تعابير القرآن 187

كلام عن مَسّ الجنّ 190

التشبيه في رؤوس الشياطين 191

أوصاف جاءت على مقاييس عامّة 195

كلام عن السحر في القرآن 202

أقسام السحر 205

سَحَرَةُ فرعون 220

سَحَرة بابل 222

ظواهر روحيّة غريبة 227

كلامٌ عن إصابة العين 229

نظرة فاحصة عن إصابة العين 232

هل تأثّر القرآن بالشعر الجاهلي؟ 237

الاقتباس 238

هل في القرآن تعابير جافية؟ 240

( الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ) 240

( فَخَانَتَاهُمَا ) 241

٥٧٢

الباب الثالث: مُوهم الاختلاف والتناقض 243

كلام عن مُوهم الاختلاف في القرآن 244

السلامة من الاختلاف إعجاز! 248

الأسباب المـُوهِمة للاختلاف 249

( هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) 252

( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) 253

( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ) 255

( إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ) 256

( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) 258

تساؤل بعضهم بعضاً 260

( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) 262

( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ) 263

( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ) 264

مواطن القيامة متفاوتة 266

( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) 268

( وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً ) 269

مضاعفة العذاب 269

التكليم من وراء حجاب 270

نظرة أو انتظار؟ 271

التناسي أو النسيان 272

كسب التأنيث والتذكير 273

فرعون يُقتّل أبناء إسرائيل قبل بعثة موسى أم بعدها؟ 275

التقدير أَزلاً أم في ليلة القَدر؟ 276

متى وقع التقدير؟ وهل لا يتنافى التقدير مع الاختيار؟ 277

( إِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وَارِدُهَا ) 279

( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) 281

٥٧٣

( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) 282

أسئلة مع أجوبتها لابن قتيبة 286

اختلاف القراءة هل يُوجب اختلافاً في القرآن؟ 287

القرآن شيءٌ والقراءات شيءٌ آخر 288

موهم الاختلاف والتناقض زيادةً على ما سبق 291

مطاعن ردّ عليها قطب الدِّين الراوندي 303

الباب الرابع: هل هناك في القرآن مُخالفات مع العِلم أو التأريخ أو الأدب؟ 311

مُخالفات علميّة؟! 312

هل هناك في القرآن ما يُخالف العِلم؟ 312

( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ) 312

( وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) 318

( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا ) 320

فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً 321

وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ 322

سبع سماوات عُلا 328

مسائل ودلائل 334

1 - ( كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) 334

2 - ( فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ ) 334

3 - ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) 336

4 - ( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً ) 336

5 - ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ) 337

6 - ( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ ) 338

7 - ( وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ) 342

تقاسيم الأرض 343

مُحتَملات ثلاثة 343

أَرضون لا تُحصى 344

٥٧٤

المـُختار في تفسير (مِثلهنّ) 345

8 - ( وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ) 347

أخطاء تأريخيّة! 349

مشكلة هامان 349

فأَوقِد لي يا هامان على الطين! 354

صناعة الآجُرّ واستخدامه مُنذ عهد قديم! 355

قولة اليهود: يد اللّه مغلولة! 356

قولة اليهود: عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ!! 362

قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ 363

عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ 364

فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ 366

مَن هو فرعون موسى؟ 367

( كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ) 367

شُبهة وجود اللَحن في القرآن 368

ليس في القرآن لَحن 369

( وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً ) 375

( وَنُقَدِّسُ لَكَ ) 376

ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ 376

( وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً ) 378

( وَطُورِ سِينِينَ ) 379

( سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) 381

( وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ) 382

ثلاثة قروء 383

الالتفات وتنوّع الكلام 384

( جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ ) 387

( قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ) 387

٥٧٥

( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا ) 390

( أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ) 391

( إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ) 391

( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ ) 392

( وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) 393

موارد زَعَموا فيها مخالفات في عَودِ الضمير! 395

تغليب جانب ذوي العقول 397

استعارة تخييليّة 398

مُثنّى يُراد به الجماعات 401

جمعٌ يراد به الاثنان فما فوق 402

يجوز في جماعة غير ذوي العقول اعتبار جمع التأنيث 406

التعبير عن العقلاء بـ (ما) الموصولة 408

ضمائر تُخالِف مَراجِعَها 412

ما يستوي فيه المفرد والجمع 415

الباب الخامس: القَصَص القرآني على منصّة التحقيق  418

أُسلوب القِصّة في القرآن 420

مِيزات القصّة في القرآن 421

أغراض القصّة في القرآن 425

أسرار التَّكرار في القَصَص القرآني 431

الحرّية الفنّية في قَصَص القرآن 432

حالات كائنة أَبرزها الترسيم 437

القِصّة في القرآن حقيقة واقعة 439

وَقفة فاحصة 449

حديث ابني آدم! 452

٥٧٦

حديث الطُوفان والسفينة 454

حديثُ عادٍ وثَمود وقومِ هود 454

ناقة صالح! 458

حديث سدوم! 460

أصحاب الكهف والرقيم! 461

مَن هُم أصحاب الكهف؟ 463

متى كان هذا الهُروب واللجوء؟ 465

حديث ذي القرنَينِ 468

نحو مَغرب الشمس! 475

وجدها تَغرب في عينٍ حَمِئة! 478

من هم يأجوج ومأجوج؟ 487

يأجوج ومأجوج في التأريخ 495

أين السدّ وأين موضعه الآن؟ 497

التحضّر البشري في عهد ذي القَرنَينِ 497

سدّ كورش (ذي القَرنَينِ) التأريخي 505

بناء جِدار (دربند) 508

جدار (دربند) 509

شكوك حول كورش: هل هو ذو القَرنَينِ؟ 512

ذو القَرنَينِ في الروايات 515

إزاحة شُبُهات 516

كورش هو ذلك العبد الصالح؟ 517

وثيقة إعلان حقوق الأُمَم 521

أنا كورش 522

وثيقة إعلام تحرير اليهود 523

هنا ملحوظة 526

٥٧٧

سدّ مأرب العظيم! 530

مَن الذي بنى سدّ مأرب؟ 535

سور الصين الكبير! 542

لمحة عن الإسكندر المقدوني! 546

تسع آيات إلى فرعون وقومه! 551

لمحة عن حياة بني إسرائيل في مصر 555

المصادر 563

٥٧٨

579