تنزيه القران عن المطاعن

تنزيه القران عن المطاعن7%

تنزيه القران عن المطاعن مؤلف:
الناشر: دار النهضة الحديثة
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 501

تنزيه القران عن المطاعن
  • البداية
  • السابق
  • 501 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 80743 / تحميل: 4502
الحجم الحجم الحجم
تنزيه القران عن المطاعن

تنزيه القران عن المطاعن

مؤلف:
الناشر: دار النهضة الحديثة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

قال المصنّف ١(١) :

التاسع : الضرورة قاضية بالفرق بين من أحسن إلينا دائما ، ومن أساء إلينا دائما ، وحسن مدح الأوّل وذمّ الثاني ، وقبح ذمّ الأوّل ومدح الثاني ، ومن شكّ في ذلك فقد كابر مقتضى عقله.

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٨٥.

٤٤١

وقال الفضل(١) :

هذا الحسن وهذا القبح ممّا لا نزاع فيه بأنّهما عقليّان ؛ لأنّهما يرجعان إلى الملاءمة والمنافرة ، أو الكمال والنقص.

على إنّه قد يقال : جاز أن يكون هناك عرف عامّ هو مبدأ لذلك الجزم المشترك ، وبالجملة : هو من إقامة الدليل في غير محلّ النزاع ، والله تعالى أعلم.

هذه جملة ما أورده من الدلائل على رأيه العاطل ، وقد وفّقنا الله لأجوبتها كما يرتضيه أولو الآراء الصائبة.

ولنا في هذا المبحث تحقيق نريد أن نذكره في هذا المقام ، فنقول :

اتّفقت كلمة الفريقين من الأشاعرة والمعتزلة على إنّ من أفعال العباد ما يشتمل على المصالح والمفاسد ، وما يشتمل على الصفات الكمالية والنقصانية ، وهذا ممّا لا نزاع فيه.

وبقي النزاع في أنّ الأفعال التي تقتضي الثواب أو العقاب ، هل في ذواتها جهة محسّنة ، صارت تلك الجهة سبب المدح والثواب ، أو جهة مقبّحة ، صارت سببا للذمّ والعقاب ، أو لا؟

فمن نفى وجود هاتين الجهتين في الفعل ، ماذا يريد من هذا النفي؟!

إن أراد عدم هاتين الجهتين في ذوات الأفعال ، فيرد عليه أنّك

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٣٧٧.

٤٤٢

سلّمت وجود الكمال والنقص والمصلحة والمفسدة في الأفعال ، وهذا عين التسليم بأنّ الأفعال في ذواتها جهة الحسن والقبح ؛ لأنّ المصلحة والكمال حسن ، والمفسدة والنقص قبح.

وإن أراد نفي كون هاتين الجهتين مقتضيتان للمدح والثواب بلا حكم الشرع بأحدهما ؛ لأنّ تعيين الثواب والعقاب للشارع والمصالح والمفاسد في الأفعال التي تدركهما العقول ، لا يقتضي تعيين الثواب والعقاب بحسب العقل ؛ لأنّ العقل عاجز عن إدراك أقسام المصالح والمفاسد في الأفعال ، ومزج بعضها ببعض ، حتّى يعرف الترجيح ويحكم بأنّ هذا الفعل حسن لاشتماله على المصلحة ، أو قبيح لاشتماله على المفسدة ، فهذا الحكم خارج عن طوق العقل فتعيّن تعيّنه للشرع.

فهذا كلام صالح صحيح لا ينبغي أن يردّه المعتزلي.

مثلا : شرب الخمر كان مباحا في بعض الشرائع ، فلو كان شرابه حسنا في ذاته بالحسن العقلي ، كيف صار حراما في بعض الشرائع الأخر؟! هل انقلب حسنه الذاتي قبحا؟!

وهذا ممّا لا يجوز ، فبقي أنّه كان مشتملا على مصلحة ومفسدة ، كلّ واحد منهما بوجه ، والعقل كان عاجزا عن إدراك المصالح والمفاسد بالوجوه المختلفة.

فالشرع صار حاكما بترجيح جهة المصلحة في زمان ، وترجيح جهة المفسدة في زمان آخر ، فصار حلالا في بعض الأزمنة حراما في البعض الآخر.

فعلى الأشعري أن يوافق المعتزلي ؛ لاشتمال ذوات الأفعال على جهة المصالح والمفاسد ، وهذا يدركه العقل ولا يحتاج في إدراكه إلى الشرع.

٤٤٣

وهذا في الحقيقة هو الجهة المحسّنة والمقبّحة في ذوات الأفعال.

وعلى المعتزلي أن يوافق الأشعري أنّ هاتين الجهتين في العقل لا تقتضي حكم الثواب والعقاب والمدح والذمّ باستقلال العقل ؛ لعجزه عن مزج جهات المصالح والمفاسد في الأفعال.

وقد سلّم المعتزلي هذا في ما لا يستقلّ العقل به ، فليسلّم في جميع الأفعال ، فإنّ العقل في الواقع لا يستقلّ في شيء من الأشياء بإدراك تعلّق الثواب.

فإذا كان النزاع بين الفريقين مرتفعا ، تحفّظ بهذا التحقيق ، وبالله التوفيق.

* * *

٤٤٤

وأقول :

قد عرفت في أوّل المطلب أنّ الملاءمة والمنافرة جهتان تقتضيان الحبّ والبغض ، والرضا والسخط ، لا الحسن والقبح العقليّين ، فلا معنى لعدّهما من معاني الحسن والقبح.

وعرفت أنّ كثيرا من صفات الكمال والنقص ، كالإحسان والإساءة أفعال حقيقية ، والحسن والقبح فيها لا يناطان بلحاظ الوصفية ، فإذا أقرّ الخصم بحسن الإحسان وقبح الإساءة فقد تمّ المطلوب.

على إنّه لا ريب بصحّة مدح المحسن وذمّ المسيء ، فيكون الإحسان حسنا والإساءة قبيحة بالمعنى الثالث الذي فيه النزاع ، فلا معنى لإرجاعه إلى أحد المعنيين الأوّلين.

وأمّا ما ذكره في العلاوة المأخوذة من « شرح المواقف »(١)

ففيه : إنّه إذا أريد من العرف العامّ اتّفاق آراء العقلاء على حسن شيء أو قبحه ، فهو الذي تذهب إليه العدلية ، ولكن لا معنى لتسميته بالعرف العامّ ، ولا يتصوّر تحقّق العرف العامّ من دون أن يكون هناك حسن وقبح عقليّان ، فإنّه ليس أمرا اصطلاحيا.

وأمّا ما بيّنه في تحقيقه فهو رجوع إلى قول العدلية بثبوت الحسن والقبح العقليّين ، بسبب جهات محسّنة أو مقبّحة ، ولا نزاع لأهل العدل معهم إلّا بهذا كما سبق.

__________________

(١) شرح المواقف ٨ / ١٩٢.

٤٤٥

كما إنّ ظاهره تسليم اقتضائهما للمدح والذمّ عقلا ، لكنّه قال : « إنّ العقل عاجز عن إدراك أقسام المصالح والمفاسد ، وعاجز عن إدراك استحقاق الثواب والعقاب على الأفعال من حيث هي » وهو مسلّم في الجملة عند العدليّين ، فإنّهم لا يقولون : إنّ جميع الأفعال يدرك العقل حسنها أو قبحها ، بل منها ما هو علّة للحكم بالحسن والقبح ، كالعدل والظلم

ومنها ما هو مقتض للحكم كالصدق أو الكذب

ومنها ما هو يختلف بالوجوه والاعتبارات ، والعقل قد يعجز عن إدراك الوجوه.

وأمّا تمثيله بشرب الخمر ، فغير صحيح عند الإمامية ؛ لما أخبرهم به أهل البيت من أنّ الخمر لم يحلّ في شرع من الشرائع(١) ، وأهل البيت أدرى بما فيه.

* * *

__________________

(١) الكافي ٦ / ٣٩٥ ح ١ ، تهذيب الأحكام ٩ / ١٠٢ ح ٤٤٥.

٤٤٦

فهرس المحتويات

من هم الفرة الناجية؟من هم الفرقة الناجية؟ ٥

من هم الفرقة الناجية؟ ٧

وبعد ، ٧

وقال الفضل(١) : ١١

أقول : ٢٥

المحسوسات أصل الاعتقادات ٤١

المسألة الأولى ٤١

في الإدراك ٤١

[ المبحث ] الأوّل ٤١

[ الإدراك أعرف الأشياء ] ٤١

وقال الفضل : ٤٤

وأقول : ٤٧

المبحث الثاني ٥١

في شرائط الرؤية ٥١

وقال الفضل : ٥٣

وأقول : ٥٥

المبحث الثالث ٦١

في وجوب الرؤية عند حصول هذه الشرائط ٦١

وقال الفضل : ٦٣

وأقول : ٦٦

المبحث الرابع ٧١

في امتناع الإدراك مع فقد الشرائط ٧١

٤٤٧

وقال الفضل : ٧٥

وأقول : ٧٨

المبحث الخامس ٨١

في أنّ الوجود ليس علّة تامّة في الرؤية ٨١

وقال الفضل : ٨٣

وأقول : ٨٦

المبحث السادس ٩٣

في أنّ الإدراك ليس لمعنى ٩٣

وقال الفضل : ٩٥

وأقول : ٩٧

المبحث السابع ١٠١

في أنّه تعالى يستحيل أن يرى ١٠١

وقال الفضل : ١٠٥

وأقول : ١١٠

المسألة الثانية ١٣٣

في النظر وفيه مباحث : ١٣٣

[ المبحث ] الأوّل ١٣٣

إنّ النظر الصحيح يستلزم العلم ١٣٣

وقال الفضل : ١٣٥

وأقول : ١٣٧

المبحث الثاني ١٤١

في أنّ النظر واجب بالعقل ١٤١

وقال الفضل : ١٤٣

وأقول : ١٤٨

٤٤٨

المبحث الثالث ١٥٣

في أنّ معرفة الله تعالى واجبة بالعقل ١٥٣

وقال الفضل : ١٥٥

وأقول : ١٥٨

المسألة الثالثة ١٦٥

في صفاته تعالى ١٦٥

[ المبحث ] الأوّل ١٦٥

إنّه تعالى قادر على كلّ مقدور ١٦٥

وقال الفضل : ١٦٧

وأقول : ١٦٩

المبحث الثاني ١٧٣

في أنّه تعالى مخالف لغيره ١٧٣

وقال الفضل : ١٧٥

وأقول : ١٧٦

المبحث الثالث ١٧٩

في أنّه تعالى ليس بجسم ١٧٩

وقال الفضل : ١٨٢

وأقول : ١٨٣

المبحث الرابع ١٨٩

في أنّه تعالى ليس في جهة ١٨٩

وقال الفضل : ١٩٠

وأقول : ١٩٢

المبحث الخامس ١٩٥

في أنّه تعالى لا يتّحد بغيره ١٩٥

٤٤٩

وقال الفضل : ١٩٦

وأقول : ٢٠٠

المبحث السادس ٢٠٣

في أنّه تعالى لا يحلّ في غيره ٢٠٣

وقال الفضل : ٢٠٥

وأقول : ٢١٠

في حقيقة الكلام ٢٢٣

المبحث السابع ٢٢٣

في أنّه تعالى متكلّم ٢٢٣

[ المطلب ] الأوّل ٢٢٣

في حقيقة الكلام ٢٢٣

وقال الفضل : ٢٢٥

وأقول : ٢٢٩

كلامه تعالى متعدّد ٢٣٥

[ المطلب ] الثاني ٢٣٥

في أنّ كلامه تعالى متعدّد ٢٣٥

وقال الفضل : ٢٣٧

وأقول : ٢٣٨

حدوث الكلام ٢٤١

المطلب الثالث ٢٤١

في حدوثه ٢٤١

وقال الفضل : ٢٤٤

وأقول : ٢٤٦

٤٥٠

استلزام الأمر للإرادة والنهي للكراهة ٢٥١

المطلب الرابع ٢٥١

في استلزام الأمر والنهي : الإرادة والكراهة ٢٥١

وقال الفضل : ٢٥٢

وأقول : ٢٥٤

كلامه تعالى صدق ٢٥٧

المطلب الخامس ٢٥٧

في أنّ كلامه تعالى صدق ٢٥٧

وقال الفضل : ٢٥٩

وأقول : ٢٦١

صفاته عين ذاته ٢٦٧

المبحث الثامن ٢٦٧

في أنّه تعالى لا يشاركه شيء في القدم ٢٦٧

وقال الفضل : ٢٧٠

وأقول : ٢٧٤

البقاء ليس زائدا على الذات ٢٨٥

المبحث التاسع ٢٨٥

في البقاء ٢٨٥

المطلب الأوّل ٢٨٥

إنّه ليس زائدا على الذات ٢٨٥

وقال الفضل : ٢٨٨

وأقول : ٢٩١

إنّه تعالى باق لذاته ٢٩٥

المطلب الثاني ٢٩٥

٤٥١

في أنّ الله تعالى باق لذاته ٢٩٥

وقال الفضل : ٢٩٧

وأقول : ٢٩٩

البقاء يصحّ على الأجسام ٣٠٣

خاتمة ٣٠٣

[ الحكم ] الأوّل ٣٠٣

البقاء يصحّ على الأجسام [ بأسرها ] ٣٠٣

وقال الفضل : ٣٠٥

وأقول : ٣٠٦

البقاء يصحّ على الأعراض ٣٠٧

الحكم الثاني ٣٠٧

في صحّة بقاء الأعراض ٣٠٧

وقال الفضل : ٣١١

وأقول : ٣١٦

القدم والحدوث اعتباريّان ٣٢١

المبحث العاشر ٣٢١

في أنّ القدم والحدوث اعتباريّان ٣٢١

وقال الفضل : ٣٢٣

وأقول : ٣٢٤

نقل الخلاف في مسائل العدل ٣٢٥

المبحث الحادي عشر ٣٢٥

في العدل ٣٢٥

[ المطلب ] الأوّل ٣٢٥

في نقل الخلاف في مسائل هذا الباب ٣٢٥

٤٥٢

وقال الفضل : ٣٢٧

وأقول : ٣٢٨

قال المصنّف ٣٢٩

وقال الفضل : ٣٣٠

وأقول : ٣٣٢

قال المصنّف ٣٣٤

وقال الفضل : ٣٣٥

وأقول : ٣٣٦

قال المصنّف ٣٣٧

وقال الفضل : ٣٣٨

وأقول : ٣٣٩

قال المصنّف ٣٤٠

وقال الفضل : ٣٤١

وأقول : ٣٤٢

قال المصنّف ٣٤٥

وقال الفضل : ٣٤٦

وأقول : ٣٤٧

قال المصنّف ٣٤٨

وقال الفضل : ٣٤٩

وأقول : ٣٥٠

قال المصنّف ٣٥١

وقال الفضل : ٣٥٢

وأقول : ٣٥٣

قال المصنّف ٣٥٦

٤٥٣

وقال الفضل : ٣٥٧

وأقول : ٣٥٨

قال المصنّف ٣٦٢

وقال الفضل : ٣٦٣

وأقول : ٣٦٤

قال المصنّف ٣٦٥

وقال الفضل : ٣٦٦

وأقول : ٣٦٧

قال المصنّف ٣٦٨

وقال الفضل : ٣٦٩

وأقول : ٣٧٠

قال المصنّف ٣٧١

وقال الفضل : ٣٧٢

وأقول : ٣٧٣

قال المصنّف ٣٧٤

وقال الفضل : ٣٧٦

وأقول : ٣٧٧

قال المصنّف ١ : ٣٧٨

وقال الفضل : ٣٧٩

وأقول : ٣٨١

ترجيح أحد المذهبين ٣٨٥

وقال الفضل : ٣٨٩

وأقول : ٣٩٤

٤٥٤

إثبات الحسن والقبح العقليّين ٤٠٩

المطلب الثاني ٤٠٩

في إثبات الحسن والقبح العقليّين ٤٠٩

وقال الفضل : ٤١١

وأقول : ٤١٣

قال المصنّف ٤١٥

وقال الفضل : ٤١٦

وأقول : ٤١٧

قال المصنّف ٤١٨

وقال الفضل : ٤١٩

وأقول : ٤٢٠

قال المصنّف ٤٢١

وقال الفضل : ٤٢٢

وأقول : ٤٢٣

قال المصنّف ٤٢٤

وقال الفضل : ٤٢٥

وأقول : ٤٢٦

قال المصنّف ٤٢٧

وقال الفضل : ٤٢٨

وأقول : ٤٢٩

قال المصنّف ١ : ٤٣٠

وقال الفضل : ٤٣١

وأقول : ٤٣٢

قال المصنّف ٤٣٥

٤٥٥

وقال الفضل : ٤٣٦

وأقول : ٤٣٧

قال المصنّف ٤٣٨

وقال الفضل : ٤٣٩

وأقول : ٤٤٠

قال المصنّف ١ : ٤٤١

وقال الفضل : ٤٤٢

وأقول : ٤٤٥

فهرس المحتويات ٤٤٧

٤٥٦

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

سورة قريش

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ) كيف يصح ذلك ومعلوم أن فيهم من لم يطعمه الله من جوع كالذين يقطعون الطريق ويفسدون في الارض وفيهم من لم يؤمنه من خوف كالذين يخافون الفتن وغيرها في تلك البقعة وغيرها؟ وجوابنا أنّ قوله تعالى( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ ) مخصوص لأنه راجع إلى قوله تعالى( لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ ) فانما ورد في هؤلاء التجار وهؤلاء لا يمتنع أن يكون ما ذكره الله تعالى واقعا فيهم فأطعمهم الله جميعهم من جوع وآمنهم من خوف، فان قيل فان كان الله تعالى أطعمهم فيجب أن يكون هو الخالق للأكل فيهم كما يقوله أهل الاجبار؟ وجوابنا أنّه من جهة العادة يقال ان فلانا أطعم القوم إذا مكنهم من الأكل وأباح ذلك لهم فلما كان تعالى أباح لهم التصرف في التجارات وغيرها ورزقهم من ارباحها ما يكون طعاما لهم جاز أن يصف نفسه بأنه اطعمهم من الجوع وآمنهم من الخوف ومعلوم أنه قد خص الله تعالى هذه البقعة من الأمن بما باينت به غيرها من البقاع ولم يقل تعالى وآمنهم من كل خوف فورود بعض أسباب الخوف عليهم لا يخرجهم من أن يكونوا قد آمنوا من بعض آخر.

تنزيه القرآن (٣١)

٤٨١

سورة الماعون

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) كيف يصح مع السهو ؛ والسهو من قبل الله تعالى والساهي معذور فيما سها عنه فكيف يكون له الويل؟ وجوابنا أنّ المراد بقوله تعالى( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) ليس هو السهو الذي يفعله تعالى فيهم بل هو ما ينالهم من الغفلة لقلة توفرهم على الصلاة وقد اوجب الله تعالى على المكلف ان يتوفر بقلبه وبدنه ولسانه على الصلاة فاذا قصر في ذلك مع التمكن جاز ان يوصف بأنه سها عن صلاته فهذا هو المراد ولذلك قال تعالى بعده( الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ ) والمرائي بما يفعله لا يجوز ان يكون ساهيا على الوجه الذي يكون معذورا معه في تلك العبادة.

٤٨٢

سورة الكوثر

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) ما وجه تعلق النحر بالصلاة حتّى يعطف عليها وما وجه تعلق هذا الامر بانعام الله تعالى عليه بالكوثر؟ وجوابنا أنّه قد روي عن امير المؤمنين أن المراد به وضع احدى اليدين على الاخرى عند الصدر ولذلك تعلق بالصلاة لأنه أحد ما سن فيها على ما روى عنه صلّى الله عليه وسلم أنه قال ثلاث من سنن المرسلين احدهما وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة وقد قيل أنّ المراد بهذا النحر ما له تعلق بالصلاة يوم الاضحى وفي المناسك وقيل إنه تعالى ذكر في العبادات ما هو الاشق من الصلاة وأتبعه بما هو الأشق في نفار الطبع.

٤٨٣

سورة الكافرون

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ) كيف يحسن ذلك في الحكمة مع التكرار الذي فيه؟ وجوابنا أنّه لا تكرار في ذلك لان قوله تعالى( لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ) المراد به في المستقبل وقوله تعالى( وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ) المراد به في الحال( وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ ) المراد به في المستقبل وفي الحال أي لا أعبد ما تقدمت عبادتكم له، ومن يعد ذلك تكرارا فمن قلة معرفته وتدبره لأنه ينظر إلى اللفظ ويعدل عن تأمل المعنى.

٤٨٤

سورة النصر

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( إذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ) ما وجه تعلق الأمر بأن سبح بما تقدم ذكره ومعلوم أنه مأمور بذلك في كل حال؟ وجوابنا أنّ المراد( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ) لاجل هذه النعمة العظيمة وهي النصر والفتح وتوفر الناس على الدخول في الدين لأن كل ذلك من النعم الزائدة على محمّد صلّى الله عليه وسلم وعند كل نعمة متجددة يجب الشكر المتجدد فأمره الله تعالى بذلك وبالتوبة والانابة لأنه ما من حال يجب فيها شكره وتنزيهه الا ويجب معها التوبة وقد قيل ان السورة نزلت آخرا وقد نعى إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم نفسه فنبه بهذا الكلام على ما ينبغي أن يتسدد فيه عند مفارقة الدنيا.

٤٨٥

سورة المسد

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) كيف يصح أن يعرّفه الله تعالى بأنه سيصلى النار وأنه لا يؤمن ومثل ذلك إذا عرفه المرء صار كالصّارف عن الإيمان والإغراء بالكفر؟ وجوابنا أنّ في العلماء من قال ان هذا الخبر مشروط كما شرط الله تعالى في الوعد الثبات على الطاعة واجتناب الكبائر وشرط الله تعالى في الوعيد أن لا يتوب ولا يأتي بطاعة أعظم من معاصيه واذا كان مشروطا فيجوز أن يؤمن فيخرج عن أن يكون خاسرا وأن يكون ممن يصلى النار قطعا ومن العلماء من قال يجوز أن يكون مقطوعا به وإعلامه بذلك لعلم الله تعالى فيه أنه لا يؤمن ولا يمنع ذلك من حسن التكليف لانه في أن لا يؤمن إنما يؤتى من قبل نفسه وعلى هذا اختلفوا أيضا في تعريف الله له هل هو بأنه لا يؤمن أو بأنه يبقى إلى حين.

٤٨٦

سورة الاخلاص

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( اللهُ الصَّمَدُ ) أليس في الرواية أنه المصمت الذي لا جوف له وذلك يدل على ما تقوله المشبهة؟ وجوابنا أنّ المروى عن ابن عباس أن الصمد السيد والمروى عن الحسن وغيره أنه الذي يصمد اليه في الحوائج ويفزع اليه في الطلبات وكلاهما من أوصاف الله تعالى التي تمنع من أن يكون جسما لان السيد الذي لا يتقدمه غيره في السؤدد وغيره لا يجوز أن يكون جسما ولأن من يفزع في الامور على كل حال لا يجوز أن يكون جسما. وفي الخبر ان بعض أهل الكتاب قالوا للنبي صلّى الله عليه وسلم أنعت لنا ربك أمن ذهب أم فضة فأنزل الله تعالى هذه السورة وبين لهم فيها فساد ما اعتقدوه لان قوله تعالى( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) يتضمن أنه الذي تحقّ له العبادة وذلك لا يصح إلا للقدرة على خلق من يستحق أن يعبده والانعام عليه بالعقل وغيره ثمّ قال في وصفه إنه أحد ولا يكون واحدا لا عديل له إلا وهو قديم لا يشبه الاجسام ولا مثل له ولا نظير في الآلهية وثمّ قال تعالى( اللهُ الصَّمَدُ ) فأعاد ذكر الآلهية عند وصفه إليه في الأمور ثمّ قال تعالى( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ) فبيّن أن ذلك مستحيل عليه ولو كان جسما لم يستحل عليه ذلك ثمّ قال تعالى( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) ليعلم انه لا نظير له ينازعه في الملك وهذا إذا تأمله المرء عرف دخول كل أوصاف الله تعالى من الوحدة والعدل في جملته لأن الآلهية تقتضي على الاجسام والفعل والحياة وغيرهما وتقتضي العلم بأن المكلف كيف يعبد وكيف

٤٨٧

يصل إلى الثواب ويقتضي ذلك أنه حيّ لان القادر العالم يجب أن يكون حيّا ؛ والحي إذا انتفت عنه الآفات يجب أن يكون سميعا بصيرا مدركا للمدركات ولا بد من أن يكون موجودا ليصح أن يكون قديما موصوفا هذه الاوصاف والالهية تفيد الحكمة، والحكمة تقتضي أن لا يفعل القبيح فليس لأحد أن يقول كيف يصح في هذه السورة أن تكون جوابنا لقولهم الذي قالوا.

٤٨٨

سورة الفلق

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ ) إن ذلك يدل على أن الشر من قبله كما أن الخير من قبله؟ وجوابنا أنّه لو كان كما قالوا لوجب ان يكون شرّيرا لكثرة الشر الذي يقع منه وأن يوصف بأنه من الاشرار فالمراد من شر خلقه، فالشر يضاف إلى خلقه لا إليه. تعالى الله عن ذلك وفي جملة ما خلق ما يكون الشر منه كالحيّات والعقارب وغيرهما وعلى هذا الوجه أمر الله تعالى بأن يتعوذ من شرّ حاسد إذا حسد، ومعلوم انه ليس يقع منه عند الحسد إلا ما يجري مجرى الحيل ونبه تعالى بذلك على ان الواجب التحذر مما يضر في الدنيا بالقول كما ينبغي ان يتحرز بالفعل وجعل ذلك كالسبب في التحرز من المعاصي لأنه إذا شدّد في التحرز من هذه الامور التي تقل مضارها كان التحرز من عقاب الآخرة أقرب.

٤٨٩

سورة الناس

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ ) أليس ذلك يدل على ان الشيطان يؤثر في الانسان حتّى أمرنا بأن نتعوذ من شرّه وانتم تقولون إنه لا على شيء من ذلك؟ وجوابنا أنّه تعالى بيّن أن هذا الوسواس من الجنّة والناس ومعلوم ان من يوسوس من الناس لا يخبط ولا يحدث فيمن يوسوس له تغيير عقل وجسم فكذلك حال الشيطان ومع ذلك فلا بد في وسوستهم من أن يكون ضرر يصح ان يتعوذ بالله تعالى منه وهذا يدل إذا تأمله المرء على قولنا بان العبد مختار لفعله وذلك لأنه تعالى لو كان يخلق كل هذه الامور فيه لم يكن لهذا التعوذ معنى لأنه إن اراد خلق ما يضره فيه وخلق المعاصي فيه فهذا التعوذ وجوده كعدمه وإنّما ينفع ذلك متى كان العبد مختارا فاذا أتى بهذا التعوذ كان أقرب إلى ان لا يناله من قبل الجنة والناس ما كان يناله لو لا ذلك. وقد ذكرنا في أوّل هذا الكتاب ان التالي للقرآن يجب أن يتأمل أسماء الله تعالى وأوصافه ويعرف معانيها على الجملة لينتفع بالدعاء والثناء ونحن الآن نذكرها على اختصار فإنا إن بسطنا القول فيها كان كتابا مجردا فاعلم أن في أم الكتاب خمسة أسماء منها قوله الله ومعناه أن العبادة لا تحق إلاّ له من حيث انعم علينا بما لا يصح إلاّ منه. من الخلق والقدرة والآلة والعقل حتّى صرنا ممن يصح أن يعبده ويقوم بشكره. ومنها الرب ومعناه المالك لوجوه التصرف فيما هو ربه. ومنها الرحمن ومعناه المتناهى في الانعام إلى الحد الذي لا

٤٩٠

يصح إلا منه. ومنها الرحيم ومعناه المكثر من فعل النعم. ومنها الملك والمالك ومعناه القادر على التصرف في الاجساد إذا كانت معدومة وبالتقليب من حال إلى حال إذا كانت موجودة وعلى هذا الوجه قال تعالى( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ويوم الدين هو يوم القيامة وهو معدوم الآن فأما في سورة البقرة فأسماء كثيرة. منها المحيط وهذا الاسم حقيقة انما يصح في الاجسام التي تحتوي على الشيء كاحتواء الظرف على ما فيه ويقال ذلك في الله من حيث يعلم أحوال العباد من كل وجه فيجب أن يريد الداعي بهذه اللفظة ما ذكرنا وإنّما قال تعالى( وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ ) ليكون ردعا لهم عن الاقدام على المعاصي. ومنها القدير وذلك حقيقة في الله يفيد المبالغة في القدرة. ومنها العليم وهو للمبالغة في كونه عالما ومنها الحكيم ويقال ذلك على وجهين أحدهما بمعنى عالم والآخر بمعنى أنه فاعل لحكمة وكل ذلك صحيح. ومنها التوّاب ومعناه المبالغة في قبول التوبة من العباد وذلك كالمجاز الذي قد صار بالعرف كالحقيقة. ومنها البصير ومعناه أنه يدرك المبصرات إذا وجدت. ومنها الواسع وذلك مجاز في الأصل لأنه يستعمل في نقيض الضيق فهو حقيقة في الاجسام فيراد به كثرة رحمته وجودة إنعامه وافضاله ومنها البديع والمراد بذلك المبالغة في اختراع الأمور من الاجسام وغيرها. ومنها السميع والمراد بذلك أنه يدرك المسموعات إذا وجدت. ومنها الكافي والمراد بذلك أنه متفضل على العباد بمقادير كفايتهم إما بسبب أو بغير سبب. ومنها الرءوف وفائدته الاكثار من فعل الرأفة. ومنها الشاكر وذلك في الله مجاز وإن كثر فيه التعارف لأن الشاكر في الاصل هو المنعم عليه إذا اعترف بالنعمة وذلك محال في الله تعالى فالمراد به أنه مقابل على الشكر بالثواب كما يفعله الشاكر في مقابلة النعم أو يكون المراد أنه المجازى على الشكر وقد يجري اسم الشيء على ما هو جزاء عليه. ومنها الواحد والمراد بذلك انه لا ثاني له في قدمه وأوصافه. ومنها الغفور والمراد بذلك انه لا يفعل بالعصاة إذا تابوا وكانت معاصيهم صغيرة ما يظهر به حالهم فهو مأخوذ من الستر كما يقال ذلك في المغفرة وغيرها وذلك وان كان مجازا في الأصل فقد صار

٤٩١

في التعارف كالحقيقة. ومنها الحليم وفائدته أنه لا يتعجّل العقوبة خشية الفوت كما يفعله أحدنا. ومنها القائم والمراد بذلك الدائم الذي لا يجوز عليه الفناء وهو مخالف لقولنا قائم بمعنى مضاد قاعد. ومنها الباسط والمراد بذلك بسطه النعم والارزاق لخلقه وذلك أيضا من حيث التعارف كالحقيقة. ومنها الحي والمراد بذلك أنه مباين لـما لا يصح أن يكون قادرا عالما. ومنها القيّوم وهو مبالغة في دوام الوجود. ومنها العليّ والمراد بذلك الرفيع في قدرته وسلطانه. ومنها العظيم والمراد بذلك عظم شأنه في قدرته وعلمه. ومنها الوالي والمراد بذلك توليه لمن يطيعه. ومنها الغنيّ والمراد بذلك نفي وجوه الحاجات عنه مع كونه حيّا. ومنها الحميد وهو مبالغة فيما يلزم من الشكر والحمد له ومبالغة في إكرامه لمن أطاعه من عباده. وفي آل عمران أسماء. منها القائم وقد مضى معناه. ومنها الوهاب وفائدته المبالغة في الانعام الذي هو تفضل من الله. ومنها السّريع. وذلك كالمجاز في الاصل والمراد به نفي التأخير عن تفضّله بالأرزاق وغيرها. ومنها المجير. وفي النساء اسماء. منها المقيت ومعناه القيّم بالأمور. ومنها الوكيل ولا يقال ذلك في الله مطلقا بل يقال هو وكيل علينا. ومنها الحسيب وهو المبالغة في معرفة أحوال الخلق. ومنها الشهيد وهو مبالغة في العلم بأحوال المكلفين. ومنها العفو ومعناه معنى الغفور ومنها الرقيب ومعناه المعرفة بأحوال الخلق. وفي الانعام اسماء. منها الفاطر ومعناه المخترع للأشياء. ومنها الظاهر والمراد به القاهر الذي لا يجوز المنع عليه ومنها القادر والمراد به صحّة الأفعال. ومنها اللطيف والمراد بذلك المبالغة في اللطف والاحسان الواقعين منه. ومنها الخبير ومعناه انه عالم بالامور لا يخفى عليه منها خافية. وفي سورة الأعراف المحيي ومعناه فاعل الحياة فينا. ومنها المميت ومعناه فاعل الاماتة وكلاهما نعمة لأن الموت وإن قطع عن نعمة الدنيا فله حظّ عظيم في التوصّل به ومعه إلى نعمة الآخرة. وفي الانفال المولى والنصير ومعنى الأوّل الناصر لنا في أمر الدين والدنيا إذا لم يكن ذلك من باب الفساد والنصير يفيد المبالغة في النصرة. وفي

٤٩٢

سورة هود الحفيظ وهو مبالغة في دفع الآفات عنا وعلى هذا الوجه نسأل الله ان يحفظنا في السفر والحضر والقريب والمراد به العالم بأحوال العباد وهو في الأصل تشبيه لمن يقرب فيعرف بقربه حال غيره ثمّ صار كالمتعارف. والمجيب وفائدته انه يجيب ادعية عباده وينيلهم ما يطلبون من قبله بشرط الصّلاح. والقويّ والمراد به انه قادر. والمجيد والمراد به انه كريم عزيز وعلى هذا الوجه وصف تعالى القرآن بأنه مجيد. والودود والمراد به المبالغة في محبة من أطاعه وإرادة الاحسان اليهم. والفعّال وهو مبالغة في الاكثار من الفعل لكنه يقل دخوله في الاسماء التي تجري مجرى الثناء إلا انه يقبل. وفي سورة الرعد الكبير المتعال والمراد بالاول انه عظيم الشأن في قدرته وعلمه والمراد بالثاني انه منزّه عما لا يليق به. وفي الحجر الخلاق والمراد به المبالغة في الاكثار من الخلق وفي مريم الصادق والمراد به إثبات اخباره صدقا. والوارث والمراد بذلك عود النعم التي ملكها العباد إلى ان تكون ملكا لله. وفي الحج الباعث والمراد به بعثته للرسل والى الرسل وبعثته بعد الاماتة ليوم الحشر. وفي سورة المؤمنين الكريم والمراد به انه عزيز أو المراد به الاكثار من فعل الكرم وفي سورة النور الحق وهو في الاصل مجاز لأنه حقيقة فيما يضاد الباطل من الاعتقادات والمذاهب وغيرها فإنما يوصف تعالى بذلك على وجه المجاز ويراد به ان الحق من قبله وأنه لا باطل في افعاله أو يراد به انه مما لا يجوز ان يفنى فيجب ان يبقى. وفي هذه السورة المبين والمراد به الفاعل لـما به يتبين الخلق أحوال الاشياء وأحكامها. ومنها النور وذلك مجاز ولا يجوز أن يستعمل في الله تعالى على حقيقته لقوله( اللهُ نُورُ السَّماواتِ ) فإن معناه منوّرها بما خلقه من شمس وقمر أو يكون المراد به أنه بالادلة قد صيّر ما دل عليه منكشفا كما ينكشف الشيء بالنور وفي الفرقان الهادي والمراد بذلك أنه فعل هداية الخلق ليفصلوا بين الحق والباطل وفي سبأ الفتّاح والمراد به أنه يفتح لخلقه طريق الخير والمعرفة ويفتح عليهم بالنّصرة ما طلبوا منه. وفي المؤمن الغفار ومعناه ما تقدم في غفور وفيه القابل ومعناه قبوله للطاعات

٤٩٣

والتوبة ومجازاته عليهما. وفيه الشديد وذلك مجاز لأن أصله الصلابة في الاجسام فقيل في الله تعالى لشدّة عقابه على وجه الردع. وفي الذاريات الرزّاق وفائدته المبالغة في فعل الرزق وفيه ذو القوة ومعنى ذلك أنه قادر قوي. وفيه المتين وذلك مجاز لان المتانة إنما تصحّ في الاجسام الشّديدة فلا يجوز إطلاق ذلك على حقيقته. وفي الطور البرّ والمراد بذلك إكثاره من فعل البر والإنعام على خلقه. وفي اقتربت المليك ومعناه ملك ومالك على ما قدمنا. وفيه المقتدر ومعناه المبالغة في قدرته على الاشياء. وفي سورة الرحمن الباقي والمراد أنه لا يجوز عليه تجدد الوجود والحدوث أبدا لم يزل ولا يزال. وفيها : ذو الجلال ومعناه معنى قولنا عظيم وكبير وجليل وفيها : ذو الإكرام ومعناه انه فاعل لذلك وأنه يليق به ما تأتيه من المدح والثناء عليه. وفي الحديد الأوّل والمراد به الموجود قبل كل موجود. والآخر والمراد به الموجود بعد الموجودات كلها. والباطن والمراد به أنه عالم بالسرّ والظاهر وقد مضى معناه في سورة الانعام. وفي الحشر القدوس وفائدته المبالغة في تنزيهه عما لا يليق به. والسّلام والمراد به ان السّلامة من قبله وهو مجاز في الاصل. والمؤمن والمراد به انه امّن من غيره من الخوف وغيره وفيه. المهيمن ويقرب معناه مما ذكرنا وفيه. العزيز والمراد به انه لا يضام ولا يمنع من مراده وفيه. الجبار والمراد به انه يقهر غيره ولا يصح ان يقهره وفيه. المتكبر والمراد به المبالغة في صفات المدح وذلك كالذم فينا لأنا إذا تكبّرنا صوّرنا انفسنا بحالة ارفع مما نحن عليه ولا حال يليق بالله تعالى ولا حال أرفع منه وفيه. الخالق والمراد به إيجاده للمخلوقات وفيه. البارئ ومعناه ابتداعه لـما خلق وفيه. المصور والمراد به فعله لهذه الصور العجيبة وفي البروج. المبدئ المعيد. والمراد بالأول أنه تعالى المبتدئ بالخلق. والمراد بالثاني أنه بعد الفناء يعيدهم. وفي الاخلاص الاحد. معناه ما قد ذكرنا والصّمد وقد ذكرنا معناه قال وهذه الاسماء وغيرها مما لم يذكر فإنما يذكر في الدّعاء وفي مقدمات ما يطلب من قبل الله تعالى ليكون الدعاء أقرب إلى الاجابة ولو قال قائل يا الله يا رحمن اغفر ذنوبنا لحسن

٤٩٤

ذلك ولو قال يا موجود يا شيء لقبح ذلك. وإنّما يحسن أيضا من المرء أن يطلب من الله ما يحسن ان يفعله دون ما يكون فسادا فالداعي يجب ان ينوي ذلك ويقصده أو يظهر ذلك بكلام فلو قال الدّاعي أللّهمّ ارزقني اولادا وفي المعلوم انه إن رزق يرهقونه طغيانا وكفرا لم يحسن ذلك فيجب ان ينوي إن لم يكن فسادا في دينه وكذلك القول في سائر ما نطلبه من الله تعالى وعلى هذا الوجه لا يحسن منا أن نقول أللّهمّ اغفر للكفّار والفسّاق ويحسن ذلك في المؤمنين وعلى هذا الوجه قال تعالى حكاية عن إبراهيم٧ ( فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ) في قوله( وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ ) وعلى هذا الوجه ايضا قال تعالى لرسوله صلّى الله عليه وسلم( إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ) وكذلك القول فيما يتصرف فيه لان التاجر يجب ان يطلب الربح في تجارته بشرط أن لا يكون فسادا وكذلك الحرّاث والمحترف فالفعل في ذلك إذا كان يطلب بدعاء شرط ان لا يكون المطلوب فيه فساد في الدين وينبغي للمؤمن ان يتفكر في ذات الخالق تعالى لئلا يؤدي به إلى الكفر. قال تعالى( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً ) مدحهم تعالى على تفكّرهم فبيّن انه ينبغي أن ينظروا ليعلموا انه تعالى ما خلق ذلك باطلا ليصحّ منهم هذا القول وليصحّ منهم ان يقولوا( سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ ) لأن ذلك تنزيه به عمّا لا يليق به فيجب ان تتقدم المعرفة في ذلك. وإنّما عظّم شأن القرآن لا لأنه يتلى ويحفظ فربّ صبيّ لم يبلغ حدّ كمال العقل يسابق الكبار من العقلاء في حفظه وإنّما عظّم ذلك من حيث إذا تدبّره المرء وتمسك بآدابه وأحكامه عظم نفعه دينا ودنيا. وقد ذكرنا هذا في الكتاب والحمد لله على نعمه ما ينبه من نظر فيه على عظم شأن القرآن من أدلة على معرفته وعلى معرفة عدله ومن

٤٩٥

ضروب من التنبيه على ما اودعه من وعظ وتذكير وانذار وتبشير ووعد ووعيد. وذكرنا أيضا على وجه الاختصار ما يعرف به عظيم الغلط ممن طعن في القرآن بذكر الشبه دون قصد الاستعلام على ما ظن أنه بخلاف الحكم الشرعي اما ذكر الشبه للاستعلام أو لبيان اجوبتها فلا يعدّ من الطعن في القرآن ؛ قال تعالى( فَسْئَلُوا أهل الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) . والحمد لله الذي اعانني على إتمام هذا الكتاب وخدمة القرآن الكريم.

٤٩٦

الفهرس

سورة الحمد ٩

سورة البقرة ١١

سورة آل عمران ٥٧

سورة النساء ٨٧

سورة المائدة ١٠٩

سورة الأنعام ١٢٧

سورة الاعراف ١٤٣

سورة الأنفال ١٥٧

سورة التوبة ١٦٣

سورة يونس ١٧٥

سورة هود ١٨١

سورة يوسف ١٨٧

سورة الرعد ١٩٩

سورة ابراهيم ٢٠٧

سورة الحجر ٢١٣

سورة النحل ٢١٧

سورة الاسراء ٢٢٥

سورة الكهف ٢٣٥

سورة مريم ٢٤٥

سورة طه ٢٥٣

سورة الانبياء ٢٥٩

٤٩٧

سورة الحج ٢٦٩

سورة المؤمنون ٢٧٧

سورة النور ٢٨٣

سورة الفرقان ٢٨٩

سورة الشعراء ٢٩٥

سورة النمل ٣٠١

سورة القصص ٣٠٧

سورة العنكبوت ٣١٣

سورة الروم ٣١٩

سورة لقمان ٣٢٥

سورة السجدة ٣٢٩

سورة الاحزاب ٣٣٣

سورة سبأ ٣٣٧

سورة فاطر ٣٤٣

سورة يس ٣٤٧

سورة الصافات ٣٥٣

سورة ص ٣٥٧

سورة الزمر ٣٦١

سورة غافر ٣٦٥

سورة فصلت ٣٦٩

سورة الشورى ٣٧٣

سورة الزخرف ٣٧٧

سورة الدخان ٣٨٣

سورة الجاثية ٣٨٥

٤٩٨

سورة الاحقاف ٣٨٧

سورة محمّد صلّى الله عليه وسلم ٣٨٩

سورة الفتح ٣٩٣

سورة الحجرات ٣٩٥

سورة ق ٣٩٧

سورة الذاريات ٤٠١

سورة الطور ٤٠٣

سورة النجم ٤٠٥

سورة القمر ٤٠٧

سورة الرحمن ٤٠٩

سورة الواقعة ٤١٣

سورة الحديد ٤١٥

سورة المجادلة ٤١٨

سورة الحشر ٤٢٠

سورة الممتحنة ٤٢٢

سورة الصف ٤٢٣

سورة الجمعة ٤٢٤

سورة المنافقين ٤٢٥

سورة التغابن ٤٢٦

سورة الطلاق ٤٢٧

سورة التحريم ٤٢٨

سورة الملك ٤٢٩

سورة ن ٤٣١

سورة الحاقة ٤٣٢

٤٩٩

سورة المعارج ٤٣٤

سورة نوح ٤٣٦

سورة الجن ٤٣٨

سورة القيامة ٤٤٠

سورة المزّمل ٤٤١

سورة المدّثر ٤٤٢

سورة الانسان ٤٤٣

سورة المرسلات ٤٤٥

سورة عمّ يتساءلون ٤٤٦

سورة النازعات ٤٤٨

سورة عبس ٤٥٠

سورة التكوير ٤٥٢

سورة الانفطار ٤٥٣

سورة المطففين ٤٥٤

سورة الانشقاق ٤٥٥

سورة البروج ٤٥٧

سورة الطارق ٤٥٨

سورة الأعلى ٤٥٩

سورة الغاشية ٤٦١

سورة والفجر ٤٦٢

سورة البلد ٤٦٣

سورة والشمس ٤٦٤

سورة والليل ٤٦٥

٥٠٠

501