مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٢

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام0%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 571

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مؤلف: الشيخ عزيز الله العطاردي
تصنيف:

الصفحات: 571
المشاهدات: 70828
تحميل: 3340


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 70828 / تحميل: 3340
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء 2

مؤلف:
العربية

فيه حيلة؟ فدعوت بشمعة فنظرت فاذا كبده وطحاله ورئته وفؤاده خرج منه فى الطست ، فنظرت الى أمر عظيم فقلت : ما لأحد فى هذا صنع الا أن يكون لعيسى الذي كان يحيى الموتى فقال لى سابور : صدقت ولكن كن هاهنا فى الدار الى أن يتبيّن ما يكون من أمره فبتّ عندهم وهو بتلك الحال ما رفع رأسه ، فمات وقت السحر ، قال محمّد بن موسى : قال لى موسى بن سريع : كان يوحنا يزور قبر الحسين وهو على دينه ، ثمّ أسلم بعد هذا وحسن إسلامه(١) .

٤٣ ـ عنه ، عن محمّد بن أحمد بن داود ، عن أبيه ، عن محمّد بن جعفر المؤدّب ، قال : حدّثنا الحسن بن علىّ بن شعيب الصائغ المعروف بأبى صالح يرفعه إلى بعض أصحاب أبى الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، قال : دخلت إليه فقال : لا تستغنى شيعتنا عن أربع : خمرة يصلّى عليها ، وخاتم يتختّم به ، وسواك يستاك به ، وسبحة من طين قبر أبى عبد اللهعليه‌السلام فيها ثلاث وثلاثون حبة ، متى قلبها ذاكرا لله كتب له بكلّ حبة أربعون حسنة ، وإذا قلّبها ساهيا يعبث بها كتب له عشرون حسنة(٢) .

٤٤ ـ عنه ، باسناده ، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، قال : كتبت الى الفقيهعليه‌السلام أسأله عن طين القبر يوضع مع الميّت فى قبره ، هل يجوز ذلك أم لا؟ فأجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت يوضع مع الميّت فى قبره ويخلط بحنوطه ان شاء الله(٣) .

٤٥ ـ عنه ، روى محمّد بن سليمان النصرى ، عن أبيه ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال فى طين قبر الحسينعليه‌السلام : الشفاء من كلّ داء وهو الدواء الأكبر(٤) .

٤٦ ـ عنه ، روى أبو بكر الحضرمى ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال لو انّ مريضا من المؤمنين يعرف حقّ أبى عبد اللهعليه‌السلام وحرمته أخذ له من طين قبر الحسينعليه‌السلام

__________________

(١) أمالي الطوسى ، ١ / ٣٢٧.

(٢) التهذيب : ٦ / ٧٥.

(٣) التهذيب : ٦ / ٧٦.

(٤) مصباح المتهجدين : ٥١٠.

٥٤١

مثل رأس الأنملة كان له دواء وشفاء(١) .

٤٧ ـ عنه ، روى الحسين بن أبى العلاء ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول حنّكوا أولادكم بتربة الحسينعليه‌السلام فانّها أمان(٢) .

٤٨ ـ عنه ، روى عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال يؤخذ طين قبر الحسينعليه‌السلام على سبعين ذراعا من عند القبر(٣) .

٤٩ ـ عنه روى محمّد بن جمهور العمى ، عن بعض أصحابه قال سئل جعفر بن محمّدعليهم‌السلام ، عن الطين الارمنى يؤخذ للكسر أيحل أخذه قال : لا بأس به اما أنّه من طين قبر ذى القرنين وطين قبر الحسين بن علىعليهما‌السلام خير منه(٤) .

٥٠ ـ عنه ، روى يونس بن ظبيان ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال طين قبر الحسينعليه‌السلام شفاء من كلّ داء فاذا أكلت فقل بسم الله وبالله اللهمّ اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاء من كلّ داء انّك على كلّ شيء قدير ، اللهمّ ربّ التربة المباركة وربّ الوصىّ الذي وارته صلّ على محمّد وآل محمّد واجعل هذا الطين شفاء من كلّ داء وأمانا من كلّ خوف(٥) .

٥١ ـ عنه ، روى حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام انّه قال : من أكل من طين قبر الحسينعليه‌السلام غير مستشف به فكانّما أكل من لحومنا فاذا احتاج أحدكم للأكل منه ليستشفى به فليقل : بسم الله وبالله اللهمّ ارزقنا ربّ هذه التربة المباركة الطّاهرة وربّ النور الّذي. نزل فيه وربّ الجسد الّذي سكن فيه وربّ الملائكة الموكّلين به اجعله لى شفاء من داء كذا وكذا واجرع من الماء جرعة خلفه وقل : اللهمّ اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاء من كلّ داء وسقم ، فانّ الله تعالى يدفع عنك بها كلّ ما تجد من السقم والهمّ والغمّ إن شاء الله(٦)

__________________

(١) مصباح المتهجدين : ٥١٠.

(٢) مصباح المتهجدين : ٥١٠.

(٣) مصباح المتهجدين : ٥١٠.

(٤) مصباح المتهجدين : ٥١٠.

(٥) مصباح المتهجدين : ٥١٠.

(٦) مصباح المتهجدين : ٥١٠.

٥٤٢

٥٢ ـ عنه ، روى معاوية بن عمّار قال كان لابي عبد اللهعليه‌السلام خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبى عبد الله ، فكانعليه‌السلام اذا حضرت الصلاة صبّه على سجادته وسجد عليه ثمّ قالعليه‌السلام انّ السجود على تربة أبى عبد اللهعليه‌السلام يخرق الحجب السبع(١) .

٥٣ ـ عنه ، روى عبد الله بن سنان ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال اذا تناول أحدكم من طين قبر الحسين بن علىعليهما‌السلام فليقل : اللهمّ إنّى أسألك بحقّ الملك الّذي تناول والرّسول الّذي نزل والوصىّ الّذي ضمّن فيه أن تجعله شفاء من كلّ داء ويسمّى ذلك الداء(٢) .

٥٤ ـ عنه ، روى انّ رجلا سئل الصادقعليه‌السلام ، فقال : إنّى سمعتك تقول أنّ تربة الحسينعليه‌السلام من الأدوية المفردة وانّها لا تمرّ بداء إلّا هضمته ، فقال قد كان ذلك أو قد قلت ذلك ، فما بالك ، فقال : انّى تناولتها فما انتفعت قال : أما أنّ لها دعاء فمن تناولها ولم يدع به لم يكد ينتفع بها قال فقال له : ما أقول : اذا تناولتها قال تقبّلها أوّل كلّ شيء وتضعها على عينيك ولا تناولها أكثر من حمصة ، فان من تناول أكثر من ذلك فكانّما أكل من لحومنا ودمائنا فاذا تناولت قلت :

اللهمّ انّى أسألك بحقّ الملك الّذي قبضها وأسألك بحقّ النبيّ الّذي خزنها ، وأسألك بحقّ الوصىّ الّذي حلّ فيها أن تصلّى على محمّد وآل محمّد وأن تجعله شفاء من كلّ داء وأمانا من كلّ خوف وحفظا من كلّ سوء. فاذا قلت ذلك فاشددها فى شيء واقرأ عليها انّا أنزلناه فى ليلة القدر ، فان الدعاء الّذي تقدّم لأخذها هو الاستيذان عليها وقراءة إنّا أنزلناه ختمها(٣) .

٥٥ ـ عنه روى جعفر بن عيسى ، أنّه سمع أبا الحسنعليه‌السلام يقول : ما على

__________________

(١) مصباح المتهجدين : ٥١١.

(٢) مصباح المتهجدين : ٥١١.

(٣) مصباح المتهجدين : ٥١١.

٥٤٣

أحدكم إذا دفن الميّت ووسّده التراب أن يضع مقابل وجهه لبنة من الطين ولا يضعها تحت رأسه(١) .

٥٦ ـ عنه ، روى عبد الله بن على الحلبي ، عن أبى الحسن موسىعليه‌السلام قال لا يخلو المؤمن من خمسة : سواك ومشط وسجادة وسبحة فيها أربع وثلثون حبّة وخاتم عقيق(٢) .

٥٧ ـ عنه ، روى عن الصادقعليه‌السلام ، من أدار الحجير من تربة الحسينعليه‌السلام ، فاستغفر مرّة واحدة كتب الله له سبعون مرّة وان أمسك السبحة بيده ولم يسبّح بها ففى كلّ حبّة سبع مرّات(٣) .

٥٨ ـ روى المجلسى ، عن فقه الرضا انّه قال : طين قبر أبى عبد الله الحسينعليه‌السلام شفاء من كلّ داء وأمان من كلّ خوف(٤) .

٥٩ ـ عنه ، عن فقه الرضاعليه‌السلام أنّه قال : طين قبر أبى عبد اللهعليه‌السلام شفاء من كلّ علّة الّا السام والسام الموت(٥) .

٦٠ ـ عنه ، عن طب الأئمّة ، عن الجارود بن أحمد ، عن محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن محمّد بن إسماعيل بن أبى زينب ، عن جابر الجعفى ، قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : طين قبر الحسينعليه‌السلام شفاء من كلّ داء وأمان من كلّ خوف وهو لما أخذ له(٦) .

٦١ ـ عنه ، عن مكارم الاخلاق ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : إنّ قبر الحسينعليه‌السلام مسكة مباركة من أكله من شيعتنا كان له شفاء من كلّ داء ، ومن أكله من عدوّنا ذاب كما تذوب الألية ، فاذا أكلت من طين قبر الحسينعليه‌السلام فقل : اللهمّ إنّى أسألك بحقّ الملك الّذي قبضها ، وبحقّ النبيّ الّذي خزنها وبحقّ الوصىّ الّذي هو

__________________

(١) مصباح المتهجدين : ٥١١.

(٢) مصباح المتهجدين : ٥١٢.

(٣) مصباح المتهجدين : ٥١٢.

(٤) بحار الانوار : ١٠١ / ١٣١.

(٥) بحار الانوار : ١٠١ / ١٣١.

(٦) بحار الانوار : ١٠١ / ١٣١.

٥٤٤

فيها أن تصلّى على محمّد وآل محمّد ، وأن تجعل لى فيه شفاء من كلّ داء وعافية من من كلّ بلاء ، وأمانا من كلّ خوف برحمتك يا أرحم الراحمين وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم ، وتقول أيضا. اللهمّ إنّى أشهد أنّ هذه التربة تربة وليّك صلّى الله عليه ، وأشهد أنّها شفاء من كلّ داء ، وأمان من كلّ خوف لمن شئت من خلقك ولى برحمتك وأشهد أنّ كلّ ما قيل فيهم هو الحقّ من عندك وصدق المرسلون(١) .

٦٢ ـ عنه ، عن المزار الكبير باسناده ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفى ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام قال : إنّ فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات ، وكانتعليهما‌السلام تديرها بيدها تكبّر وتسبّح حتّى قتل حمزة بن عبد المطّلب فاستعملت تربته وعملت التّسابيح فاستعملها الناس ، فلمّا قتل الحسين صلوات الله عليه عدل بالأمر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزيّة(٢) .

٦٣ ـ عنه ، عن المزار الكبير باسناده ، عن أبى القاسم محمّد بن على ، عن أبى الحسن الرضاعليه‌السلام قال : من أدار الطين من التربة فقال : سبحان الله والحمد لله ولا إله الّا الله والله أكبر ، مع كلّ حبّة منها كتب الله له بها ستّة آلاف حسنة ومحا عنه ستّة آلاف سيّئة ورفع له ستّة آلاف درجة وأثبت له من الشفاعة مثلها(٣) .

٦٤ ـ عنه ، عن كتاب الحسن بن محبوب ، أنّ أبا عبد اللهعليه‌السلام سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة وقبر الحسينعليه‌السلام والتفاضل بينهما ، فقالعليه‌السلام : السبحة الّتي هى من طين قبر الحسينعليه‌السلام تسبّح بيد الرجل من غير أن يسبّح ، قال وقال : رأيت أبا عبد اللهعليه‌السلام وفى يده السبحة منها وقيل له فى ذلك فقال : أما انّها أعود علىّ أو قال : أخفّ علىّ(٤)

__________________

(١) بحار الانوار : ١٠١ / ١٣١.

(٢) بحار الانوار : ١٠١ / ١٣٣.

(٣) بحار الانوار : ١٠١ / ١٣٣.

(٤) بحار الانوار : ١٠١ / ١٣٣.

٥٤٥

٦٥ ـ عنه ، عن مصباح الزائر قال : يروى فى أخذ التربة أنّك إذا أردت أخذها فقم آخر اللّيل واغتسل والبس أطهر ثيابك وتطيب بسعد وأدخل وقف عند الرأس وصلّ أربع ركعات تقرأ فى الأولى منها الحمد مرّة وإحدى عشر مرّة الاخلاص ، وفى الثانية الحمد مرّة وإحدى عشر مرّة القدر ، وتقرأ فى الثانية الحمد مرّة وإحدى عشر مرّة الاخلاص ، وفى الرابعة الحمد مرّة واثنتى عشرة مرّة إذا جاء نصر الله والفتح ، فاذا فرغت فاسجد وقل فى سجودك ألف مرّة شكرا ، ثمّ تقوم وتتعلّق بالضّريح وتقول :

يا مولاى يا ابن رسول الله إنّى آخذ من تربتك باذنك ، اللهمّ فاجعلها شفاء من كلّ داء ، وعزّا من كلّ ذلّ ، وأمنا من كلّ خوف ، وغنى من كلّ فقر ، لى ولجميع المؤمنين ، وتأخذ بثلاث أصابع ثلاث قبضات وتجعلها فى خرقة نظيفة وتختمها بخاتم فضّة فصه عقيق ، نقشه «ما شاء الله لا قوّة الّا بالله أستغفر الله» فاذا علم الله منك صدق النيّة يصعد معك فى الثلاث قبضات سبعة مثاقيل لا تزيد ولا تنقص ترفعها لكلّ علة وتستعمل منها وقت الحاجة مثل الحمصة فانّك تشفى إنشاء الله(١) .

٦٦ ـ عنه ، عن المصباح وفى رواية اخرى : يقرأ فى الاولى الحمد وإحدى عشر مرّة قل يا أيّها الكافرون ، وفى الثانية الحمد واحدى عشرة مرة القدر ، ويقنت فيقول : لا إله الّا الله عبوديّة ورقّا لا إله إلّا الله حقّا حقّا ، لا إله الّا الله وحده وحده ، أنجز وعده ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، سبحان الله ملك السموات السبع والأرضين السبع ، وما بينهنّ وما فيهنّ ، وسبحان الله ربّ العرش العظيم ، وصلّى الله على محمّد وآله ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله ربّ العالمين ، ويركع ويسجد ويصلّى الركعتين الاخيرتين يقرأ فى الاولى الحمد وإحدى عشرة

__________________

(١) بحار الانوار : ١٠١ / ١٣٧.

٥٤٦

مرّة الاخلاص ، وفى الثانية الحمد وإحدى عشرة مرّة إذا جاء نصر الله والفتح ، ويقنت كما قنت فى الأوّلين ثمّ يركع ويسجد ويفعل كما تقدّم فى الرّواية الأولى(١) .

٦٧ ـ عنه ، عن كتاب عتيق قال : إذا أردت أن تأخذ من التربة للعلاج بها والاستشفاء فتباكى وتقول : بسم الله وبالله ، بحقّ هذه التربة المباركة ، وبحقّ الوصىّ الّذي تواريه ، وبحق جدّه وأبيه ، وأمّه وأخيه ، وبحقّ أولاده الصادقين ، وبحق الملائكة المقيمين عند قبره ، ينتظرون نصرته ، صلّ عليهم أجمعين ، واجعل لى ولأهلى وولدى وإخوتى وأخواتى فيه الشفاء من كلّ داء ، والأمان من كلّ خوف ، وأوسع علينا به فى أرزاقنا ، وصحّح به أبداننا إنّك على كلّ شيء قدير ، وأنت أرحم الراحمين ، وصلّى الله على محمّد وعلى آله الطيّبين وسلّم تسليما.

إن شئت فقل : اللهمّ انّى أسألك بحقّ هذه التربة ، وبحقّ الملك الموكّل بها ، وبحقّ من فيها ، وبحقّ النبيّ الّذي خزنها ، أن تصلّى على محمّد وآل محمّد ، وأن تجعل هذه التربة أمانا من كلّ خوف وشفاء لى من كلّ داء ، وسعة فى الرزق إنّك على كلّ شيء قدير ، وإن شئت فقل : اللهمّ إنّى أسألك بحقّ الجناح الّذي قبضها ، والكفّ الّذي قلبها ، والإمام المدفون فيها ، أن تصلّى على محمّد وآل محمّد ، وأن تجعل لى فيه الشفاء والأمان من كلّ خوف(٢) .

٦٨ ـ عنه ، عن المزار الكبير باسناده ، عن جابر الجعفى قال : دخلت على مولانا أبى جعفر محمّد بن علىّ الباقرعليهما‌السلام فشكوت إليه علّتين متضادّتين بى إذا داويت إحداهما انتقضت الاخرى وكان بى وجع الظهر ووجع الجوف فقال لى : عليك بتربة الحسين بن علىعليهما‌السلام فقلت كثيرا ما أستعملها ولا تنجح فىّ؟ قال جابر : فتبيّنت فى وجه سيّدى ومولاى الغضب فقلت : يا مولاى أعوذ بالله من سخطك ، وقام فدخل الدار وهو مغضب فاتى بوزن حبّة فى كفّه فناولنى إيّاها ثمّ

__________________

(١) بحار الانوار : ١٠١ / ١٣٧.

(٢) بحار الانوار : ١٠١ / ١٣٨.

٥٤٧

قال لى : استعمل هذه يا جابر ، فاستعملتها فعوفيت لوقتى ، فقلت : يا مولاى ما هذه التي استعملتها فعوفيت لوقتى؟

قال : هذه الّتي ذكرت أنها لم تنجح فيك شيئا ، فقلت : والله يا مولاى ما كذبت فيها ولكن قلت : لعلّ عندك علما فأتعلّمه منك فيكون أحبّ إلىّ ممّا طلعت عليه الشمس ، فقال لى : إذا أردت أن تأخذ من التربة فتعمّد لها آخر اللّيل واغتسل لها بماء القراح والبس أطهر أطهارك وتطيّب بسعد وادخل فقف عند الرأس فصلّ أربع ركعات تقرأ فى الأولى الحمد وإحدى عشر مرّة قل يا أيّها الكافرون ، وفى الثانية الحمد مرّة وإحدى عشر مرّة إنّا أنزلناه فى ليلة القدر ، وتقنت فتقول فى قنوتك.

لا إله إلّا الله حقّا حقّا ، لا إله إلّا الله عبوديّة ورقّا ، لا إله الّا الله وحده وحده أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، سبحان الله مالك السموات وما فيهنّ وما بينهنّ ، سبحان الله ذى العرش العظيم ، والحمد لله ربّ العالمين ، ثمّ تركع وتسجد وتصلّى ركعتين اخراوين وتقرأ فى الأولى الحمد وإحدى عشر مرّة قل هو الله أحد ، وفى الثانية الحمد مرّة وإحدى عشر مرّة إذا جاء نصر الله والفتح ، وتقنت كما قنت فى الأوّلين ، ثمّ تسجد سجدة الشكر وتقول ألف مرّة ، شكرا ، ثمّ تقوم وتتعلّق بالتربة وتقول :

يا مولاى يا ابن رسول الله إنّى آخذ من تربتك باذنك ، اللهمّ فاجعلها شفاء من كلّ داء ، وعزّا من كلّ ذلّ وأمنا من كلّ خوف ، وغنى من كلّ فقر لى ولجميع المؤمنين والمؤمنات ، وتأخذ بثلاث أصابع ثلاث مرّات وتدعها فى خرقة نظيفة أو قارورة زجاج ، وتختمها بخاتم عقيق عليه «ما شاء الله لا قوّة إلّا بالله أستغفر الله» فاذا علم الله منك صدق النيّة لم يصعد معك فى الثلاث قبضات إلّا سبعة مثاقيل و

٥٤٨

ترفعها لكلّ علّة فانّها تكون مثل ما رأيت(١) .

٦٩ ـ أبو جعفر الطبرى الامامى باسناده ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن زيد بن أسامة قال كنت فى جماعة من عصابتنا بحضرة سيّدنا الصادقعليه‌السلام فأقبل علينا أبو عبد اللهعليه‌السلام فقال : إنّ الله تعالى جعل تربة جدّى الحسينعليه‌السلام شفاء من كلّ داء وأمانا من كلّ سوء وخوف فاذا تناولها أحدكم فليقبلها وليضعها على عينيه وليمرّها على ساير جسده وليقل :

اللهمّ بحق هذه التربة وبحقّ من حلّ بها وثوى فيها وبحقّ أبيه وامّه وأخيه والأئمّة من ولده وبحقّ الملائكة الحافين به إلّا جعلتها شفاء من كلّ داء وبرءا من كلّ مرض ونجاة من كلّ آفة وحرزا ممّا أخاف وأحذر ، ثمّ ليستعملها قال : أسامة فأنا استعملتها من دهرى الأطول كما قال ووصف أبو عبد الله فما رأيت بحمد الله مكروها(٢) .

٧٠ ـ روى الطبرسى باسناده ، عن محمّد بن مسلم ، عن السيّدين الباقر والصادقعليهما‌السلام قال : سمعتهما يقولان : إنّ الله تعالى عوض الحسينعليه‌السلام من قتله أن جعل الإمامة فى ذرّيّته والشفاء فى تربته وإجابة الدعاء عند قبره ولا تعدّ أيّام زائره جاثيا وراجعا من عمره ، قال محمّد بن مسلم : فقلت لأبى عبد الله : هذه الخلال تنال بالحسين قال : نعم فى نفسه ، قال : إنّ الله تعالى ألحقه بالنبىّ فكان معه فى درجته ومنزلته ، ثمّ تلا أبو عبد اللهعليه‌السلام ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) (٣)

__________________

(١) بحار الانوار : ١٠١ / ١٣٨.

(٢) بشارة المصطفى : ٢٦٨.

(٣) اعلام الورى : ٢١٩.

٥٤٩

٨٠ ـ باب نوح الجن للحسينعليه‌السلام

١ ـ الشيخ المفيد أبو على الحسن بن محمّد الطوسى ، عن والده رضى الله عنه ، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد قال : حدّثنا على بن العبّاس قال : حدّثنا عبد الكريم بن محمّد ، قال : حدثنا سليمان بن مقبل الحارثى قال : حدّثنا المحفوظ بن المنذر ، قال : حدثني شيخ من بنى تميم كان يسكن الرابية قال : سمعت أبى يقول : ما شعرنا بقتل الحسينعليه‌السلام حتّى كان مساء ليلة عاشوراء ، فانّى جالس بالرابية ومعى رجل من الحىّ فسمعنا هاتفا يقول :

والله ما جئتكم حتّى بصرت به

بالطف منعقر الخدّين منحورا

وحوله فتية تدمى نحورهم

مثل المصابيح يطفون الدجى نورا

وقد حثثت قلوصى كى أصارفهم

من قبل أن يتلاقى الخرد الحورا

فعاقنى قدر والله بالغه

وكان أمر قضاه الله مقدورا

كان الحسين سراجا يستضاء به

الله أعلم أنى لم أقل زورا

صلّى الا له على جسم تضمّنه

قبر الحسين حليف الحر مقبورا

مجاورا لرسول الله فى غرف

وللوصىّ وللطيّار مسرورا

فقلت له : من أنت يرحمك الله؟ قال : أنا وأبى من جنّ نصيبين أردنا مؤازرة الحسينعليه‌السلام ومواساته بأنفسنا ، فانصرفنا من الحج فأصبناه قتيلا(١) .

٢ ـ ابن قولويه ، حدّثنى محمّد بن جعفر القرشى الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين ابن أبى الخطاب ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمر بن سعد ، عن عمرو بن ثابت عن

__________________

(١) أمالي الطوسى : ١ / ٨٩.

٥٥٠

حبيب بن أبى ثابت ، عن أمّ سلمة زوجة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قالت ما سمعت نوح الجنّ منذ قبض الله نبيّه الّا اللّيلة ولا أرانى الّا وقد اصبت بابنى الحسين قالت وجاءت الجنّية منهم ، وهى تقول :

أيا عيناى فانهملا بجهد

فمن يبكى على الشهداء بعدى

على رهط تقودهم المنايا

الى متجبّر من نسل عبد(١)

٣ ـ عنه ، حدّثنى أبىرحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابراهيم بن عقبة ، عن أحمد بن عمرو بن مسلم ، عن الميثمى قال : خمسة من أهل الكوفة أراد وانصر الحسين بن علىعليهما‌السلام فمرّوا بقرية يقال لها شاهى ، إذا قيل عليهم رجلان شيخ وشاب فسلّما عليهم قال فقال الشيخ أنا رجل من الجنّ وهذا ابن أخى أردنا نصر هذا الرّجل المظلوم قال فقال لهم الشيخ الجنّى قد رأيت رأيا فقال الفتية الإنسيون وما هذا الرّأى الّذي رأيت قال رأيت ان أطير فآتيكم بخبر القوم فتذهبون على بصيرة فقالوا له نعم ما رأيت قال فغاب يومه وليله فلمّا كان من الغد إذا هم بصوت يسمعونه ولا يرون الشّخص وهو يقول :

والله ما جئتكم حتّى بصرت به

بالطفّ منعفر الخدّين منحورا

وحوله فتية تدمى نحورهم

مثل المصابيح يملون الدّجا نورا

وقد حثثت قلوصى كى أصادفهم

من قبل ما أن يتلاقى الخرد الحورا

كان الحسين سراجا يستضاء به

الله أعلم أنى لم أقل زورا

مجاورا لرسول الله فى غرف

وللبتول وللطيّار مسرورا

فأجابه بعض الفتية من الانسيّين يقول :

اذهب فلا زال قبر أنت ساكنه

الى القيامة يسقى الغيث ممطورا

وقد سلكت سبيلا أنت سالكه

وقد شربت بكأس كان مغرورا

__________________

(١) كامل الزيارات : ٩٣.

٥٥١

وفتية فرّغوا لله أنفسهم

وفارقوا المال والاحباب والدورا(١)

٤ ـ عنه ، حدّثنى حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة بن الخطاب ، قال حدّثنى عمر بن سعد ، وعمرو بن ثابت ، عن أبى زياد القندى قال : كان الجصّاصون يسمعون نوح الجنّ حين قتل الحسينعليه‌السلام فى السحر بالجبانة وهم يقولون :

مسح الرسول جبينه

فله بريق فى الخدود

أبواه من عليا قريش

جدّه خير الجدود(٢)

٥ ـ عنه ، حدّثنى حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة بن الخطاب ، قال قال :

عمر بن سعد : قال حدّثنى الوليد بن غسّان عمّن حدّثه قال كانت الجنّ تنوح على الحسين بن علىعليهما‌السلام تقول :

لمن الابيات بالطفّ على كره بنينه

تلك أبيات الحسين يتجاوبن الزينة(٣)

٦ ـ عنه ، حدّثنى حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة قال : حدّثنى أيّوب بن سليمان بن أيّوب الفزارى ، عن علىّ بن الحزّور ، قال سمعت ليلى وهى تقول سمعت نوح الجنّ على الحسين بن علىعليهما‌السلام وهى تقول :

يا عين جودى بالدموع فانّما

يبكى الحزين بحرقة وتفجّع

يا عين الهاك الرقاد بطيبه

من ذكر آل محمّد وتوجّع

باتت ثلاثا بالصعيد جسومهم

بين الوحوش وكلّهم فى مصرع(٤)

٧ ـ عنه ، حدّثنى أبىرحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين ، عن نصر بن مزاحم ، عن عبد الرحمن بن أبى حمّاد ، عن أبى ليلى الواسطى ، عن عبد الله بن حسان الكنانى قال بكت الجنّ على الحسين بن علىعليهما‌السلام فقالت :

ما ذا تقولون إذ قال النبيّ لكم

ما ذا فعلتم وأنتم آخر الامم

__________________

(١) كامل الزيارات : ٩٤.

(٢) كامل الزيارات : ٩٤.

(٣) كذا فى كامل الزيارات : ٩٥.

(٤) كامل الزيارات : ٩٥.

٥٥٢

بأهل بيتى وإخوانى ومكرمتى

من بين أسرى وقتلى ضرّجوا بدم(١)

٨ ـ عنه ، حدّثنى حكيم بن داود بن حكيم ، قال حدّثنى علىّ بن الحسين ، عن معمّر بن خلاد ، عن أبى الحسن الرضاعليه‌السلام قال بينما الحسينعليه‌السلام يسير فى جوف اللّيل وهو متوجّه الى العراق واذا برجل يرتجز ويقول :

يا ناقتى لا تذعرى من زجر

وشمّرى قبل طلوع الفجر

بخير ركبان وخير سفر

حتّى تحلّى بكريم القدر

بماجد الجدّ رحيب الصّدر

أبانه الله لخير أمر

ثمّة أبقاه بقاء الدّهر

فقال الحسين بن علىّعليهما‌السلام :

سأمضى وما بالموت عار على الفتى

اذا ما نوى حقّا وجاهد مسلما

وواسى الرجال الصالحين بنفسه

وفارق مثبورا وخالف مجرما

فان عشت لم أقدم وأن مت لم ألم

كفى بك موتا أن تذلّ وترغما(٢)

٩ ـ عنه ، حدّثنى أبىرحمه‌الله وجماعة مشايخى عن سعد بن عبد الله بن أبى خلف ، عن محمّد بن يحيى المعاذى ، قال حدّثنى الحسين بن موسى الأصمّ ، عن عمرو ، عن جابر ، عن محمّد بن علىّعليهما‌السلام قال : لمّا همّ الحسينعليه‌السلام بالشخوص عن المدينة أقبلت نساء بنى عبد المطّلب فاجتمعن للنياحة حتّى مشى فيهنّ الحسينعليه‌السلام فقال انشدكنّ الله أن تبدين هذا الأمر معصية لله ولرسوله فقالت له نساء بنى عبد المطّلب فلمن نستبقى النياحة والبكاء فهو عندنا كيوم مات فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى وفاطمة ورقيّة وزينب وأمّ كلثوم ، فننشدك الله جعلنا الله فداك من الموت يا حبيب الأبرار من أهل القبور وأقبلت بعض عمّاته تبكى وتقول أشهد يا حسين لقد سمعت الجنّ ناحت بنوحك وهم يقولون :

__________________

(١) كامل الزيارات : ٩٥.

(٢) كامل الزيارات : ٩٥.

٥٥٣

فانّ قتيل الطفّ من آل هاشم

اذلّ رقابا من قريش فذلّت

حبيب رسول الله لم يك فاحشا

أبانت مصيبتك الأتوف وجلّت

وقلن أيضا :

أبكى حسينا سيّدا

ولقتله شاب الشعر

ولقتله زلزلتم

ولقتله انكسف القمر

واحمرت آفاق السّماء

من العشيّة والسّحر

وتغيّرت شمس البلاد

بهم وأظلمت الكور

ذاك بن فاطمة المصاب

به الخلائق والبشر

أورثتنا ذلّا به

جدع الأنوف مع الغرر(١)

١٠ ـ عنه ، حدّثنى أبى وجماعة مشايخى ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن يحيى المعاذى ، عن عباد بن يعقوب ، عن عمرو بن ثابت ، عن عمرو بن عكرمة ، قال أصبحنا : ليلة قتل الحسينعليه‌السلام بالمدينة فاذا مولى لنا يقول : سمعنا البارحة مناديا ينادى ويقول :

أيّها القائلون جهلا حسينا

أبشروا بالعذاب والتنكيل

كلّ أهل السّماء يدعو عليكم

من نبىّ ومرسل وقبيل

قد لعنتم على لسان بن داود

وذى الرّوح حامل الانجيل(٢)

١١ ـ عنه ، حدّثنى حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة بن الخطاب ، قال حدّثنى عبد الله بن محمّد بن سنان ، عن عبد الله بن القاسم بن الحارث ، عن داود الرّقى ، قال حدثتنى جدّتى انّ الجنّ لمّا قتل الحسينعليه‌السلام بكت عليه بهذه الأبيات :

يا عين جودى بالعبر

وابكى فقد حقّ الخبر

أبكى بن فاطمة الّذي

ورد الفرات فما صدر

__________________

(١) كامل الزيارات : ٩٦.

(٢) كامل الزيارات : ٩٧.

٥٥٤

الجنّ تبكى شجوها

لمّا أتى منه الخبر

قتل الحسين ورهطه

تعسا لذلك من خبر

فلأبكيّنك حرقة

عند العشاء وبالسّحر

ولأبكينّك ما جرى

عرقى وما حمل الشجر(١)

١٢ ـ قال المجلسى : وجدت فى بعض كتب المناقب المعتبرة أنّه روى عن سيّد الحفّاظ أبى منصور الديلمى ، عن الرئيس أبى الفتح الهمدانيّ ، عن أحمد بن الحسين الحنفىّ ، عن عبد الله بن جعفر الطبرى ، عن عبد الله بن محمّد التميمى ، عن محمّد بن الحسن العطّار ، عن عبد الله بن محمّد الانصارى ، عن عمارة بن زيد ، عن بكر بن حارثة ، عن محمّد بن إسحاق ، عن عيسى بن عمر ، عن عبد الله بن عمر الخزاعى ، عن هند بنت الجون قالت : نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بخيمة خالتها أمّ معبد ، ومعه أصحاب له ، فكان من أمره فى الشاة ما قد عرفه الناس ، فنام فى الخيمة هو وأصحابه حتّى أبرد ، وكان يوم قائظ شديد حرّه.

فلمّا قام من رقدته دعا بماء فغسّل يديه فأنقاهما ، ثمّ مضمض فاه ومجّه على عوسجة كانت إلى جنب خيمة خالتها ثلاث مرّات ، واستنشق ثلاثا وغسّل وجهه وذراعيه ثمّ مسح برأسه ورجليه ، وقال : لهذه العوسجة شأن ثمّ فعل من كان معه من أصحابه مثل ذلك ثمّ قام فصلّى ركعتين ، فعجبت فتيات الحىّ من ذلك وما كان عهدنا ولا رأينا مصلّيا قبله.

فلمّا كان من الغد أصبحنا وقد علت العوسجة حتّى صارت كأعظم دوحة عادية وأبهى وخضر الله شوكها ، وساخت عروقها وكثرت أفنانها ، وأخضرّ ساقها وورقها ثمّ أثمرت بعد ذلك وأينعت بثمر كأعظم ما يكون من الكمأة فى لون الورس المسحوق ورائحة العنبر ، وطعم الشّهد ، والله ما أكل منها جائع إلّا شبع

__________________

(١) كامل الزيارات : ٩٧.

٥٥٥

ولا ظمآن إلّا روى ، ولا سقيم إلّا برأ ، ولا ذو حاجة وفاقة الّا استغنى ، ولا أكل من ورقها بعير ولا ناقة ولا شاة الّا سمنت ودرّ لبنها ، ورأينا النماء والبركة فى أموالنا منذ يوم نزل ، وأخصبت بلدنا ، وأمرعت.

فكنّا نسمّى تلك الشجرة «المباركة» وكان ينتابنا من حولنا من أهل البوادى يستظلّون بها ، ويتزوّدون من ورقها فى الأسفار ويحملون معهم فى الارض القفار ، فيقوم لهم مقام الطعام والشراب ، فلم تزل كذلك وعلى ذلك أصحابنا ذات يوم وقد تساقط ثمارها ، واصفرّ ورقها فأحزننا ذلك وفرقنا له ، فما كان إلّا قليل حتّى جاء نعى رسول الله فاذا هو قد قبض ذلك اليوم فكانت بعد ذلك تثمر ثمرا دون ذلك فى العظم والطعم والرائحة فأقامت على ذلك ثلاثين سنة.

فلمّا كانت ذات يوم أصبحنا وإذا بها قد تشوّكت من أوّلها الى آخرها ، فذهبت نضارة عيدانها وتساقط جميع ثمرها ، فما كان إلّا يسيرا حتّى وافى مقتل أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام فما أثمرت بعد ذلك لا قليلا ولا كثيرا ، وانقطع ثمرها ولم نزل من حولنا نأخذ من ورقها ونداوى مرضانا بها ، ونستشفى به من أسقامنا ، فأقامت على ذلك برهة طويلة ثمّ أصبحنا ذات يوم فاذا بها قد انبعثت من ساقها دما عبيطا جاريا وورقها ذابلة تقطر دما كماء اللّحم ، فقلنا أن : قد حدث عظيمة ، فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقّع الداهية ، فلمّا أظلم اللّيل علينا سمعنا بكاء وعويلا من تحتها وجلبة شديدة ورجّة ، وسمعنا صوت باكية تقول :

أيا ابن النبيّ وابن الوصىّ

ويا من بقيّة ساداتنا الأكرمينا

ثمّ كثرت الزنّات والأصوات ، قلم نفهم كثيرا ممّا كانوا يقولون ، فأتانا بعد ذلك قتل الحسينعليه‌السلام ويبست الشجرة وجفّت وكسرتها الرّياح والأمطار بعد ذلك ، فذهبت واندرس أثرها ، قال عبد الله بن محمّد الأنصاري : فلقيت دعبل بن علىّ الخزاعىّ ، بمدينة الرسول فحدّثته بهذا الحديث فلم ينكره وقال : حدّثنى أبى

٥٥٦

عن جدّى ، عن امّه سعيدة بنت مالك الخزاعيّة أنّها ادركت تلك الشجرة فأكلت من ثمرها على عهد علىّ بن أبى طالبعليهما‌السلام ، وأنّها سمعت تلك اللّيلة نوح الجنّ فحفظت من جنّية منهنّ :

يا ابن الشهيد ويا شهيد عمّه

خير العمومة جعفر الطيّار

عجبا لمصقول أصابك حدّه

فى الوجه منك وقد علاه غبار

قال دعبل : فقلت فى قصيدتى :

زر خير قبر بالعراق يزار

واعص الحمار فمن نهاك حمار

لم لا أزورك يا حسين لك الفدا

قومى ومن عطفت عليه نزار

ولك المودة فى قلوب ذوى النّهى

وعلى عدوّك مقتة ودمار

يا ابن الشهيد ويا شهيدا غمّه

خير العمومة جعفر الطيّار(١)

١٣ ـ عنه ، قال ابن نما ـ رحمه‌الله ـ فى مثير الأحزان : ناحت عليه الجنّ وكان نفر من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله منهم المسور بن مخرمة يستمعون النوح ويبكون ، وذكر صاحب الذخيرة ، عن عكرمة أنّه سميع ليلة قتله بالمدينة مناد يسمعونه ولا يرون شخصه :

أيّها القاتلون جهلا حسينا

أبشروا بالعذاب والتنكيل

كلّ أهل السماء تبكى عليكم

من نبىّ وملأك وقبيل

قد لعنتم على لسان ابن داود

وموسى وصاحب الإنجيل(٢)

١٤ ـ عنه قال : روى أنّ هاتفا سمع بالبصرة ينشد ليلا :

إنّ الرماح الواردات صدورها

نحو الحسين تقاتل التنزيلا

ويهلّلون بأن قتلت وإنّما

قتلوا بك التكبير والتهليلا

__________________

(١) بحار الأنوار : ٤٥ / ٢٣٣.

(٢) بحار الأنوار : ٤٥ / ٢٣٥.

٥٥٧

فكأنّما قتلوا أباك محمّدا

صلّى عليه الله أو جبريلا(١)

١٥ ـ عنه ، ذكر ابن الجوزى فى كتاب النور فى فضائل الأيّام والشهور نوح الجنّ عليه فقالت :

لقد جئن نساء الجنّ يبكين شجيّات

ويلطمن خدودا كالدّنانير نقيّات

ويلبسن الثياب السّود بعد القصبيّات(٢)

١٦ ـ عنه ، عن المناقب : قال دعبل : حدّثنى أبى ، عن جدّى ، عن امّه سعدى بنت مالك الخزاعية أنّها سمعت نوح الجنّ على الحسينعليه‌السلام :

يا ابن الشهيد ويا شهيدا عمّه

خير العمومة جعفر الطيّار

عجبا لمصقول أصابك حدّه

فى الوجه منك وقد علاه غبار(٣)

١٧ ـ عنه ، عن المناقب ، عن إبانة ابن بطّة أنّه سمع من نوحهم :

أيا عين جودى ولا تجمدى

وجودى على الهالك السيّد

فبالطفّ أمسى صريعا فقد

رزئنا الغداة بأمر بدىّ(٤)

ومن نوحهم :

نساء الجنّ يبكين من الحزن شجيّات

وأسعدن بنوح للنساء الهاشميّات

ويندبن حسينا عظمت تلك الرزيّات

ويلطمن خدودا كالدنانير نقيّات

ويلبسن ثياب السّود بعد القصبيّات

ومن نوحهم :

احمرّت الأرض من قتل الحسين كما

اخضرّ عند سقوط الجونة العلق

يا ويل قاتله يا ويل قاتله

فانّه فى سعير النار يحترق

ومن نوحهم :

__________________

(١) بحار الأنوار : ٤٥ / ٢٣٥.

(٢) بحار الأنوار : ٤٥ / ٢٣٥.

(٣) بحار الأنوار : ٤٥ / ٢٣٦.

(٤) بحار الأنوار : ٤٥ / ٢٣٦.

٥٥٨

أبكى ابن فاطمة الّذي من قتله شاب الشعر

ولقتله زلزلتم ولقتله خسف القمر

وسمع نوح جنّ قصدوه لموازرته :

والله ما جئتكم حتّى بصرت به

بالطفّ منعفر الخدّين منحورا(١)

١٨ ـ عنه قال الطبرى : وسمع نوح الملائكة فى أوّل منزل نزلوا قاصدين إلى الشام :

أيها القاتلون جهلا حسينا

أبشروا بالعذاب والتنكيل

كلّ أهل السماء يدعو عليكم

من نبىّ ومرسل وقتيل

قد لعنتم على لسان ابن داود

وموسى وصاحب الانجيل(٢)

١٩ ـ الهيتمى باسناده ، عن أمّ سلمة قالت سمعت الجنّ تنوح على الحسين بن علىّ ، رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح(٣) .

٢٠ ـ عنه ، باسناده ، عن ميمونة قالت سمعت الجنّ تنوح على الحسين بن على رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح(٤) .

٢١ ـ عنه باسناده ، عن أمّ سلمة قالت ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الّا اللّيلة وما أرى ابنى الا قبض تعنى الحسين فقالت لجاريتها اخرجى اسألى فأخبرت أنّه قد قتل واذا جنية تنوح :

ألا يا عين فاحتفلى بجهدى

ومن يبكى على الشهداء بعدى

على رهط تقودهم المنايا

الى متجبر فى ملك عبد(٥)

٢٢ ـ عنه ، عن أبى جناب الكلبى قال حدثنا الجصاصون قالوا كنا إذا خرجنا الى الجبان بالليل عند مقتل الحسين سمعنا الجن ينوحون عليه ويقولون :

__________________

(١) بحار الأنوار : ٤٥ / ٢٣٦.

(٢) بحار الأنوار : ٤٥ / ٢٣٦.

(٣) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٩.

(٤) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٩.

(٥) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٩.

٥٥٩

مسح الرسول جبينه

فله بريق فى الخدود

أبواه من عليا قري

ش جدّه خير الجدود(١)

٢٣ ـ قال سبط ابن الجوزى : حكى الزهرى : عن أمّ سلمة قالت : ما سمعت نوح الجنّ الا فى الليلة التي قتل فيها الحسين سمعت قائلا يقول :

ألا يا عين فاختلفى بجهد

ومن يبكى على الشهداء بعدى

على رهط تقودهم المنايا

الى متجبر فى ثوب عبد

قالت : فعلمت انّه قد قتل الحسين(٢) .

٢٤ ـ عنه ، قال الشعبى : سمع أهل الكوفة قائلا يقول فى اللّيل :

أبكى قتيلا بكربلاء

مضرج الجسم بالدماء

أبكى قتيلا الطغاة ظلما

بغير جرم سوى الوفاء

أبكى قتيلا بكى عليه

من ساكن الارض والسماء

هتك أهلوه واستحلوا

ما حرّم الله فى الإماء

يا بأبى جسمه المعرى

الا من الدين والحياء

كلّ الرزايا لها عزاء

وما لذا الزرء من عزاء(٣)

٢٥ ـ قال الزهرى : ناحت عليه الجنّ فقالت :

خير نساء الجن تبكين شجيات

وتلطمن خدودا كالدنانير نقيات

وتلبثن ثياب السود بعد القصبيات(٤)

٢٦ ـ عنه ، قال وممّا حفظ من قول الجنّ :

مسح النبيّ جبينه

وله بريق فى الخدود

أبواه من عليا قريش

وجدّه خير الجدود

__________________

(١) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٩.

(٢) تذكرة الخواص : ٢٦٩.

(٣) تذكرة الخواص : ٢٦٩.

(٤) تذكرة الخواص : ٢٦٩.

٥٦٠