مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٢

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام0%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 571

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مؤلف: الشيخ عزيز الله العطاردي
تصنيف:

الصفحات: 571
المشاهدات: 70842
تحميل: 3340


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 70842 / تحميل: 3340
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء 2

مؤلف:
العربية

نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا»(١) .

١٨ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز مسلم بن عوسجة مرتجزا :

إن تسألوا عنّى فانّى ذو لبد

من فرع قوم فى ذرى بنى أسد

فمن بغانا حائد عن الرشد

وكافر بدين جبّار صمد

فقاتل حتّى قتله مسلم الضبابى وعبد الرحمن البجلى(٢) .

١٩ ـ قال ابن طاوس : ثمّ خرج مسلم بن عوسجة فبالغ فى قتال الاعداء ، وصبر على أهوال البلاء ، حتّى سقط الى الأرض وبه رمق فمشى إليه الحسينعليه‌السلام ، ومعه حبيب بن مظاهر ، فقال له الحسينعليه‌السلام : رحمك الله يا مسلم «منهم( مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) ودنا منه حبيب وقال عزّ علىّ مصرعك يا مسلم أبشر بالجنّة فقال له مسلم قولا ضعيفا بشّرك الله.

ثمّ قال له حبيب لو لا أننى أعلم انى فى الاثر لأحببت أن توصى الىّ بكلّ ما أهمك فقال له مسلم فانى اوصيك بهذا وأشار إلى الحسينعليه‌السلام ، فقاتل دونه حتّى تموت ، فقال له حبيب لأنعمنّك عينا ثمّ مات رضوان الله عليه(٣) .

٢٠ ـ قال الطبرى : قال أبو مخنف : حدّثنى الحسين بن عقبة المرادى ، قال الزبيدى : إنّه سمع عمرو بن الحجّاج حين دنا من أصحاب الحسين ، يقول : يا أهل الكوفة ، الزموا طاعتكم وجماعتكم ، ولا ترتابوا فى قتل من مرق من الدين ، وخالف الامام ، فقال له الحسين : يا عمرو بن الحجّاج ، أعليّ تحرّض الناس؟ أنحن مرقنا وأنتم ثبتم عليه؟ أما والله لتعلمنّ لو قد قبضت أرواحكم ، ومتّم على

__________________

(١) اعلام الورى : ٢٤١.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٨.

(٣) اللهوف : ٤٦.

٦١

أعمالكم ، أيّنا مرق من الدّين ، ومن هو أولى بصلى النار! قال : ثمّ إنّ عمرو بن الحجّاج حمل على الحسين فى ميمنة عمر بن سعد من نحو الفرات ، فاضطربوا ساعة ، فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي أوّل أصحاب الحسين.

ثمّ انصرف عمرو بن الحجّاج وأصحابه ، وارتفعت الغبرة ، فاذا هم به صريع ، فمشى إليه الحسين فاذا به رمق ، فقال : رحمك ربّك يا مسلم بن عوسجة ،( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) ودنا منه حبيب بن مظاهر ، فقال : عزّ علىّ مصرعك يا مسلم ، أبشر بالجنّة فقال له مسلم قولا ضعيفا : بشرك الله بخير! فقال له حبيب : لو لا انّى أعلم أنّى فى أثرك لا حق بك من ساعتى هذه ، لأحببت أن توصينى بكلّ ما أهمّك حتّى أحفظك فى كلّ ذلك بما أنت أهل له فى القرابة والدين ، قال : بل أنا أوصيك بهذا رحمك الله ـ وأهوى بيده إلى الحسين ـ أن تموت دونه ، قال : أفعل وربّ الكعبة.

قال : فما كان بأسرع من أن مات فى أيديهم ، وصاحت جارية له فقالت : يا ابن عوسجاه! يا سيّداه! فتنادى أصحاب عمرو بن الحجّاج : قتلنا مسلم بن عوسجة الأسدي ، فقال شبث لبعض من حوله من أصحابه : ثكلتكم أمهاتكم! إنمّا تقتلون أنفسكم بأيديكم ، وتذلّلون أنفسكم لغيركم ، تفرحون أن يقتل مثل مسلم ابن عوسجة! أما والّذي أسلمت له لربّ موقف له قد رأيته فى المسلمين كريم! لقد رأيته يوم سلق آذربيجان قتل ستّة من المشركين قبل أن تتامّ خيول المسلمين ، أفيقتل منكم مثله ، وتفرحون! قال : وكان الّذي قتل مسلم بن عوسجة مسلم بن عبد الله الضبّابى وعبد الرحمن بن أبى خشكارة البجلى(١)

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٣٥.

٦٢

٣ ـ شهادة حبيب بن مظاهر الاسدى

٢١ ـ روى الطبرى عن أبى مخنف أن زهير بن القين فى رجال من أصحابه حمل على شمر بن ذى الجوشن وأصحابه ، فكشفهم عن البيوت حتّى ارتفعوا عنها ، فصرعوا أبا عزّة الضّبابى فقتلوه ، فكان من أصحاب شمر ، وتعطّف الناس عليهم فكثروهم ، فلا يزال الرجل من أصحاب الحسين قد قتل ، فاذا قتل منهم الرجال والرّجلان تبيّن فيهم ، وأولئك كثير لا تبيّن فيهم ما يقتل منهم ، قال : فلمّا رأى ذلك أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدى قال للحسين.

يا أبا عبد الله ، نفسى لك الفداء! إنّى أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، ولا والله لا تقتل حتّى اقتل دونك إن شاء الله ، وأحبّ أن ألقى ربّى وقد صلّيت هذه الصلاة الّتي دنا وقتها ، قال : فرفع الحسين رأسه ثمّ قال : ذكرت الصلاة ، جعلك الله من المصلّين الذاكرين نعم ، هذا أوّل وقتها ، ثمّ قال : سلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى نصلّى ، فقال لهم الحصين بن تميم : إنّها لا تقبل.

فقال له حبيب بن مظاهر : لا تقبل زعمت الصلاة من آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لا تقبل وتقبل منك يا حمار! قال : فحمل عليهم حصين بن تميم ، وخرج إليه حبيب بن مظاهر ، فضرب وجه فرسه بالسيف ، فشبّ ووقع عنه ، وحمله أصحابه فاستنقذوه ، وأخذ حبيب يقول :

أقسم لو كنّا لكم أعدادا

أو شطركم ولّيتم أكتادا

يا شرّ قوم حسبا وادا

قال وجعل يقول يومئذ :

أنا حبيب وأبى مظاهر

فارس هيجاء وحرب تسعر

٦٣

أنتم أعدّ عدّة وأكثر

ونحن أوفى منكم وأصبر

ونحن أعلى حجّة وأظهر

حقّا وأتقى منكم وأعذر

قاتل قتالا شديدا ، فحمل عليه رجل من بنى تميم فضربه بالسيف على رأسه فقتله ـ وكان يقال له : بديل بن صريم من بنى عقفان ـ وحمل آخر من بنى تميم فطعنه فوقع ، فذهب ليقوم ، فضربه الحصين بن تميم ، على رأسه بالسيف ، فوقع ، ونزل إليه التميمى فاحتزّ رأسه ، فقال له الحصين : إنّى لشريكك فى قتله ، فقال الآخر : والله ما قتله غيرى ، فقال الحصين : اعطنيه أعلّقه فى عنق فرسى كيما يرى الناس ويعلموا أنى شركت فى قتله.

ثمّ خذه أنت بعد فامض به الى عبيد الله بن زياد ، فلا حاجة لى فيما تعطاه على قتلك إياه. قال : فأبى عليه ، فأصلح قومه فيما بينهما على هذا ، فدفع إليه رأس حبيب ابن مظاهر ، فجال به فى العسكر قد علّقه فى عنق فرسه ، ثمّ دفعه بعد ذلك إليه ، فلمّا رجعوا الى الكوفة أخذ الآخر رأس حبيب فعلقه فى لبان فرسه ، ثمّ أقبل به إلى ابن زياد فى القصر ، فبصر به ابنه القاسم بن حبيب ، وهو يومئذ قد راهق ، فأقبل مع الفارس لا يفارقه ، كلّما دخل القصر دخل معه ، وإذا خرج خرج معه ، فارتاب به.

فقال مالك يا بنىّ تتبعنى! قال : لا شيء ، قال : بلى ، يا بنىّ أخبرنى ، قال له : إنّ هذا الرأس الذي معك رأس أبى ، أفتعطينيه حتّى أدفنه؟ قال : يا بنىّ لا يرضى الامير أن يدفن ، وأنا أريد أن يثيبنى الأمير على قتله ثوابا حسنا ، قال له الغلام : لكنّ الله لا يثيبك على ذلك إلّا أسوأ الثواب ، أما والله لقد قتلت خيرا منك وبكى ، فمكث الغلام حتّى اذا أدرك لم يكن له همّة إلّا اتّباع أثر قاتل أبيه ليجد منه غرّة فيقتله بأبيه.

فلمّا كان زمان مصعب بن الزبير وغزا مصعب باجميرا ، دخل عسكر مصعب فاذا قاتل أبيه فى فسطاطه ، فأقبل يختلف فى طلبه والتماس غرّته ، فدخل عليه وهو

٦٤

قائل نصف النهار فضربه بسيفه حتّى برد(١) .

٢٢ ـ عنه قال أبو مخنف : حدّثنى محمّد بن قيس ، قال : لما قتل حبيب بن مظاهر ، هدّ ذلك حسينا وقال عند ذلك ، أحتسب نفسى وحماة أصحابى(٢) .

٢٣ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز حبيب بن مظاهر الأسدي ، قائلا :

إنّى حبيب وأبى مظاهر

فارس هيجاء وحرب تسعر

وأنتم عند العديد أكثر

ونحن أعلى حجّة وأقهر

فقتل اثنين وستّين رجلا قتله الحصين بن نمير ، وعلّق رأسه فى عنق فرسه ثمّ صلّى الحسينعليه‌السلام بهم الظّهر ، صلاة شدّة الخوف(٣) .

٤ ـ شهادة زهير بن القين

٢٤ ـ قال المفيد : فحمل عليهم زهير بن القين فى عشرة رجال من أصحاب الحسينعليه‌السلام ، فكشفوهم عن البيوت وعطف عليهم شمر بن ذى الجوشن ، فقتل من القوم وردّ الباقين إلى مواضعهم ، وكان القتل يبيّن فى أصحاب الحسينعليه‌السلام لقلّة عددهم ولا يتبيّن فى أصحاب عمر بن سعد لكثرتهم ، واشتدّ القتال والتحم وكثر القتل والجراح فى أصحاب أبى عبد الله الحسينعليه‌السلام ، إلى أن زالت الشمس ، فصلّى الحسينعليه‌السلام بأصحابه صلاة الخوف(٤) .

٢٥ ـ قال الفتال : ثمّ خرج زهير بن القين البجلى ، وهو يقول مخاطبا للحسينعليه‌السلام .

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٣٩.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٠.

(٣) المناقب : ٢ / ٢١٩.

(٤) الارشاد : ٢٢٢.

٦٥

اليوم نلقا جدك النبيّا

وحسنا والمرتضى عليّا

فقتل منهم تسعة عشر رجلا ثمّ صرع وهو يقول :

أنا زهير وأنا ابن القين

أذبّكم بالسيف عن حسين(١)

٢٦ ـ قال ابن طاوس : حضرت صلاة الظهر ، فأمر الحسينعليه‌السلام زهير بن القين وسعيد بن عبد الله الحنفى ، أن يتقدّما أمامه بنصف من تخلّف معه ، ثمّ صلّى بهم صلاة الخوف ، فوصل الى الحسينعليه‌السلام سهم ، فتقدّم سعيد بن عبد الله الحنفى ، ووقف يقيه بنفسه ما زال ولا تخطّى ، حتّى سقط إلى الارض ، وهو يقول : اللهمّ العنهم لعن عاد وثمود ، اللهمّ ابلغ نبيّك عنى السلام ، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح ، فانّى أردت ثوابك فى نصر ذرّية نبيّك ثمّ قضى نحبه رضوان الله عليه فوجد به ثلاثة عشر سهما سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح(٢) .

٢٧ ـ قال اليعقوبى : خرج زهير بن القين على فرس له فنادى : يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذار ، عباد الله ولد فاطمة أحقّ بالودّ والنصر من ولد سميّة ، فان لم تنصروهم ، فلا تقاتلوهم ، أيّها الناس إنّه ما أصبح على ظهر الأرض ابن بنت نبى إلّا الحسين فلا يعين أحد على قتله ولو بكلمة إلّا نغصه الله الدنيا وعذبه أشدّ عذاب الآخرة ثمّ تقدّموا رجلا رجلا حتّى بقى وحده ما معه أحد من أهله ولا ولده ولا أقاربه(٣) .

٢٨ ـ قال المقرم : وخرج بعده زهير بن القين فوضع يده على منكب الحسين وقال مستأذنا :

أقدم هديت هاديا مهديا

فاليوم ألقى جدّك النبيا

__________________

(١) روضة الواعظين : ١٦٠.

(٢) اللهوف : ٤٨.

(٣) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢١٣.

٦٦

وحسنا والمرتضى عليا

وذا الجناحين الفتى الكميّا

وأسد الله الشهيد الحيا

فقال الحسين : وأنا ألقاهما على أثرك وفى حملاته يقول :

أنا زهير وأنا ابن القين

أذودكم بالسيف عن حسين

فقتل مائه وعشرين ، ثمّ عطف عليه كثير بن عبد الله الشعبى ، والمهاجرين أوس ، فقتلاه ، فوقف الحسين وقال : لا يبعدنّك الله يا زهير ، ولعن قاتليك لعن الّذين مسخوا قردة وخنازير(١) .

٢٩ ـ قال الطبرى : وقاتل زهير بن القين قتالا شديدا ، وأخذ يقول :

أنا زهير وأنا ابن القين

أذودهم بالسيف عن حسين

قال وأخذ يضرب على منكب حسين ويقول :

أقدم هديت هاديا مهديا

فاليوم ألقى جدّك النبيا

وحسنا والمرتضى عليا

وذا الجناحين الفتى الكميّا

وأسد الله الشهيد الحيّا

قال : فشدّ عليه كثير بن عبد الله الشعبى ومهاجر بن أوس فقتلاه(٢) .

٥ ـ شهادة حنظلة بن اسعد

٣٠ ـ قال المفيد وتقدّم حنظلة بن أسعد الشبامى بين يدى الحسينعليه‌السلام ، فنادى يا أهل الكوفة( يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ ) يا قوم لا تقتلوا حسينا( فَيُسْحِتَكُمْ ) الله( بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ

__________________

(١) مقتل الحسين : ٢٨١.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤١.

٦٧

مَنِ افْتَرى ) ثمّ تقدّم فقاتل حتّى قتل رحمة الله عليه(١) .

٣١ ـ قال ابن طاوس : قال الراوى وجاء حنظلة بن اسعد الشبامى فوقف بين يدى الحسين يقيه السهام ، والرماح والسيوف بوجهه ونحره ، وأخذ ينادى( يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ ، وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ ) يا قوم لا تقتلوا حسينا( فَيُسْحِتَكُمْ ) الله( بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى ) ثمّ التفت الى الحسينعليه‌السلام فقال له أفلا نروح الى ربّنا ، ونلحق باخواننا فقال : بلى رح الى ما هو خير لك من الدنيا وما فيها ، وإلى ملك لا يبلى ، فتقدّم فقاتل قتال الابطال وصبر على احتمال الأهوال حتّى قتل رضوان الله عليه(٢) .

٣٢ ـ قال الطبرى : جاء حنظلة بن أسعد الشبامىّ فقام بين يدى حسين ، فأخذ ينادى :( يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ ، وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ. يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ ) يا قوم لا تقتلوا حسينا( فَيُسْحِتَكُمْ ) الله( بِعَذابٍ (وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى ) .

فقال له حسين : يا ابن أسعد ، رحمك الله ، إنّهم قد استوجبوا العذاب حين ردّوا عليك ما دعوتهم إليه من الحقّ ، ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك ، فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانك الصالحين! قال : صدقت ، جعلت فداك! أنت أفقه منّى وأحقّ بذلك ، أفلا نروح الى الآخرة ونلحق بأخواتنا؟ فقال : رح إلى خير من الدنيا وما فيها ، وإلى ملك لا يبلى ، فقال : السلام عليك أبا عبد الله ، صلى الله عليك و

__________________

(١) الارشاد : ٢٢٢.

(٢) اللهوف : ٤٧.

٦٨

على أهل بيتك ، وعرّف بيننا وبينك فى جنّته ، فقال : آمين آمين ، فاستقدم فقاتل حتّى قتل(١) .

٦ ـ شهادة شوذب مولى شاكر

٣٣ ـ قال المفيد : تقدّم بعده شوذب مولى شاكر فقال : السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته استودعك الله ثمّ قاتل حتّى قتل رحمة الله عليه(٢) .

٧ ـ شهادة عابث بن شبيب

٣٤ ـ قال المفيد : وتقدّم عابس بن شبيب الشاكرى ، فسلّم على الحسينعليه‌السلام وودّعه وقاتل حتّى قتل(٣) .

٣٥ ـ قال المقرّم : أقبل عابس بن أبى شبيب الشاكرى على شوذب مولى شاكر ، وكان شوذب من الرجال المخلصين وداره مألفا للشيعة يتحدّثون فيها فضل أهل البيت ، فقال : يا شوذب ما فى نفسك أن تصنع؟ قال : اقاتل معك حتّى اقتل فجزاه خيرا وقال له: تقدّم بين يدى أبى عبد اللهعليه‌السلام حتّى يحتسبك كما احتسب غيرك وحتّى أحتسبك ، فان هذا يوم نطلب فيه الأجر ، بكلّ ما نقدر عليه ، فسلم شوذب على الحسين وقاتل حتّى قتل.

فوقف عابس امام أبى عبد اللهعليه‌السلام ، وقال : ما أمسى على ظهر الأرض

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٣.

(٢) الارشاد : ٢٢٢.

(٣) الارشاد : ٢٢٢.

٦٩

قريب ولا بعيد أعزّ علىّ منك ولو قدرت أن أدفع الضيم عنك بشيء أعزّ علىّ من نفسى لفعلت ، السلام عليك أشهد أنى على هداك وهدى أبيك ومشى نحو القوم مصلتا سيفه وبه ضربة على جبينه فنادى ألا رجل فاحجموا عنه لأنّهم عرفوه أشجع الناس.

فصاح عمر بن سعد : ارضخوه بالحجارة فرمى بها فلمّا رأى ذلك ألقى درعه ومغفره وشدّ على الناس وانّه ليطرد أكثر من مائتين ثمّ تعطفوا عليه من كلّ جانب فقتل فتنازع ذووا عدّة فى رأسه ، فقال ابن سعد : هذا لم يقتله واحد وفرّق بينهما بذلك(١) .

٣٦ ـ قال الطبرى : جاء عابس بن أبى شبيب الشاكرى ، ومعه شوذب مولى شاكر ، فقال : يا شوذب ، ما فى نفسك أن تصنع؟ قال : ما أصنع! أقاتل معك دون ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتّى أقتل ، قال : ذلك الظنّ بك ، فتقدّم بين يدى أبى عبد الله حتّى يحتسبك كما احتسب غيرك من أصحابه ، وحتّى أحتسبك أنا ، فانّه لو كان معى الساعة أحد أنا أولى به منّى بك لسرّنى أن يتقدّم بين يدى حتّى أحتسبه ، فان هذا يوم ينبغى لنا أن نطلب الأجر فيه بكلّ ما قدرنا عليه ، فانّه لا عمل بعد اليوم ، وإنمّا هو الحساب.

قال : فتقدّم فسلّم على الحسين ، ثمّ مضى فقاتل حتّى قتل. ثمّ قال عابس بن أبى شبيب : يا أبا عبد الله ، أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعزّ علىّ ولا أحبّ الىّ منك ، ولو قدرت على أن أنفع عنك الضّيم والقتل بشيء أعزّ علىّ من نفسى ودمى لفعلته ، السلام عليك يا أبا عبد الله ، أشهد الله أنى على هديك وهدى أبيك ، ثمّ مشى بالسيف مصلتا نحوهم وبه ضربة على جبينه(٢)

__________________

(١) مقتل الحسين : ٢٨٧.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٣.

٧٠

٣٧ ـ عنه قال أبو مخنف حدّثنى نمير بن وعلة ، عن رجل من بنى عبد ، من همدان يقال له ربيع بن تميم شهد ذلك اليوم ، قال : لما رأيته مقبلا عرفته وقد شاهدته فى المغازى ، وكان أشجع الناس ، فقلت : أيّها الناس ، هذا الأسد الأسود ، هذا ابن أبى شبيب ، لا يخرجنّ إليه أحد منكم ، فأخذ ينادى : ألا رجل لرجل! فقال عمر بن سعد : ارضخوه بالحجارة ، قال : فرمى بالحجارة من كلّ جانب فلمّا رأى ذلك ألقى درعه ومغفره ، ثمّ شدّ على الناس ، فو الله لرأيته يكرد أكثر من مأتين من الناس ، ثمّ إنّهم تعطّفوا عليه من كلّ جانب فقتل.

قال : فرأيت رأسه فى أيدى رجال ذوى عدّة ، هذا يقول : أنا قتلته ، وهذا يقول : أنا قتلته ، فأتوا عمر بن سعد فقال : لا تختصموا ، هذا لم يقتله انسان واحد ، ففرّق بينهم بهذا القول(١) .

٨ ـ شهادة يزيد بن الحصين

٣٨ ـ قال الفتال : فبلغ العطش من الحسينعليه‌السلام وأصحابه فدخل عليه رجل من شيعته يقال له يزيد بن الحصين الهمدانيّ ، فقال : يا ابن رسول الله أتأذن لى أن أخرج إليهم فأكلّمهم ، فاذن له فخرج إليهم فقال : يا معشر الناس إنّ اللهعزوجل بعث محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحقّ بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا ، وهذا ماء الفرات يقع فيه خنازير السواد ، وكلابها وقد حيل بينه وبين ابنه فقالوا يا يزيد فقد اكثرت الكلام فاكفف عنّا فو الله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله فقال الحسينعليه‌السلام : اقعد يا يزيد(٢)

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٤.

(٢) روضة الواعظين : ١٥٩.

٧١

٩ ـ شهادة برير بن الخضير

٣٩ ـ قال الفتال : ثمّ برز من بعده برير بن الخضير الهمدانيّ ، وكان أقرأ أهل زمانه ، وهو يقول :

أنا برير وأبى خضير

لا خير فيمن ليس فيه خير

فقتل منهم ثلثين رجلا ثمّ قتل رضوان الله عليه(١) .

٤٠ ـ قال ابن شهرآشوب : فقال الحسينعليه‌السلام لبرير : احتجّ عليهم ، فتقدّم إليهم ووعظهم فضحكوا منه ورشقوه(٢) .

٤١ ـ قال ابن طاوس : قال الراوى : وخرج برير بن خضير وكان زاهدا عابدا فخرج إليه يزيد بن المغفل ، فاتفقا على المباهلة إلى الله تعالى فى أن يقتل المحقّ منها المبطل وتلاقيا فقتله برير ولم يزل يقاتل حتّى قتل رضوان الله عليه(٣) .

٤٢ ـ قال الطبرى : قال أبو مخنف : حدّثنى يوسف بن يزيد عن عفيف بن زهير بن أبى الأخنس ، وكان قد شهد مقتل الحسين قال : وخرج يزيد بن معقل من بنى عميرة بن ربيعة وهو حليف لبنى سليمة من عبد القيس ، فقال : يا برير بن خضير ، كيف ترى الله صنع بك! قال : صنع الله والله بى خيرا ، وصنع الله بك شرّا ، قال : كذبت ، وقبل اليوم ما كنت كذّابا ، هل تذكر وأنا أماشيك فى بنى لوذان وأنت تقول : إنّ عثمان بن عفان كان على نفسه مسرفا ، وإنّ معاوية بن أبى سفيان ضالّ مضلّ ، وإنّ إمام الهدى والحقّ علىّ بن أبى طالب؟

__________________

(١) روضة الواعظين : ١٦٠.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٦.

(٣) اللهوف : ٢٥.

٧٢

فقال له برير : أشهد أنّ هذا رأيى وقولى ، فقال له يزيد بن معقل ، فانّى أشهد أنّك من الضالّين ، فقال له برير بن خضير ، هل لك فلأباهلك ، ولندع الله أن يلعن الكاذب وأن يقتل المبطل ، ثمّ أخرج فلأبارزك ، قال : فخرجا فرفعا أيديهما إلى الله يدعوانه أن يلعن الكاذب ، وأن يقتل المحقّ المبطل ، ثمّ برز كلّ واحد منهما لصاحبه ، فاختلفا ضربتين ، فضرب يزيد بن معقل برير بن خضير ضربة خفيفة لم تضرّه شيئا ، وضربه برير بن خضير ضربة قدّت المغفر ، وبلغت الدماغ ، فخرّ كأنّما هوى من حالق ، وانّ سيف ابن خضير لثابت فى رأسه.

فكأنّى أنظر إليه ينضنضه من رأسه ، وحمل عليه رضى بن منقذ العبدىّ ، فاعتنق بريرا ، فاعتركا ساعة ، ثمّ إنّ بريرا قعد على صدره فقال رضى أين أهل المصارع والدفاع؟ قال : فذهب كعب بن جابر بن عمرو الأزدى ، ليحمل عليه ، فقال : إنّ هذا برير بن خضير القارى الذي كان يقرئنا القرآن فى المسجد ، فحمل عليه بالرمح حتّى وضعه فى ظهره ، فلمّا وجد مسّ الرمح برك عليه فعضّ بوجهه ، وقطع طرف أنفه ، فطعنه كعب ابن جابر حتّى القاه عنه ، وقد غيّب السنان فى ظهره.

ثمّ أقبل عليه يضربه بسيفه حتّى قتله ، قال عفيف : كأنّى أنظر إلى العبدى الصريع قام ينفض التراب عن قبائه ، ويقول : أنعمت علىّ يا أخا الأزد نعمة لن أنساها أبدا ، قال : فقلت : أنت رأيت هذا؟ قال : نعم ، رأى عينى وسمع أذنى ، فلمّا رجع كعب بن جابر ، قالت له امرأته ، أو أخته النوار بنت جابر ، أعنت على ابن فاطمة ، وقتلت سيّد القراء ، لقد أتيت عظيما من الامر ، والله لا اكلّمك من رأسى كلمة أبدا(١)

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٣١.

٧٣

١٠ ـ شهادة مالك بن انس الكاهلى

٤٢ ـ قال الفتال : برز مالك ابن أنس الكاهلى وهو يقول :

قد علمت كاهلها ودودان

والخندفيّون وقيس عيلان

بأنّ قومى قصم الاقران

يا قوم كونوا كاسود الجان

آل علىّ شيعة الرّحمن

وآل حرب شيعة الشيطان

فقتل منهم ثمانية عشر رجلا ثمّ قتل رحمة الله عليه(١) .

٤٣ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز مالك بن أنس الكاهلى ، وقال :

آل علىّ شيعة الرّحمن

وآل حرب شيعة الشيطان

فقتل أربعة عشر رجلا(٢) .

١١ ـ شهادة يزيد زياد بن المهاصر

٤٤ ـ قال الفتال : وبرز من بعده يزيد زياد بن مهاجر أو مهاصر الكندى فحمل عليهم وأنشأ يقول :

أنا زياد وأبى مهاصر

أشجع من ليس القرين الحادر

يا ربّ انّى للحسين ناصر

ولابن سعد تارك مهاجر

فقتل منهم تسعة ثمّ قتل رضوان الله عليه(٣) .

__________________

(١) روضة الواعظين : ١٦١.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٨.

(٣) روضة الواعظين : ١٦١.

٧٤

٤٥ ـ قال الطبرى : قال أبو مخنف : حدّثنى فضيل بن خديج الكندى أنّ يزيد بن زياد ، وهو أبو الشعثاء الكندىّ من بنى بهدلة جثا على ركبتيه بين يدى الحسين ، فرمى بمائة سهم ما سقط منها خمسة أسهم ، وكان راميا فكان كلّما رمى قال : أنا ابن بهدلة ، فرسان العرجلة ، ويقول حسين : اللهمّ سدّد رميته ، واجعل ثوابه الجنّة ، فلمّا رمى بها قام فقال : ما سقط منها إلّا خمسة أسهم ، ولقد تبيّن لى أنى قد قتلت خمسة نفر ، وكان فى أوّل من قتل ، وكان رجزه يومئذ :

أنا يزيد وأبى مهاصر

أشجع من ليث بغيل خادر

يا ربّ انّى للحسين ناصر

ولابن سعد تارك وهاجر

وكان يزيد بن زياد بن المهاصر ممّن خرج مع عمر بن سعد إلى الحسين ، فلمّا ردّوا الشروط على الحسين مال إليه فقاتل معه حتّى قتل(١) .

١٢ ـ شهادة وهب بن وهب

٤٦ ـ قال الفتال : برز وهب بن وهب وكان نصرانيّا أسلم على يد الحسينعليه‌السلام هو وامّه فاتبعوه إلى كربلا فركب فرسا وتناول بيده عود الفسطاط ، فقاتل وقتل من القوم سبعة أو ثمانية ثمّ استوسر ، فاتى عمر بن سعد لعنه الله فامر بضرب عنقه ، ورمى به إلى عسكر الحسينعليه‌السلام ، فاخذت امّه سيفه وبرزت فقال لها الحسينعليه‌السلام : يا أمّ وهب اجلسى فقد وضع الله الجهاد عن النساء ، انّك وابنك مع جدّى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فى الجنّة(٢) .

٤٧ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز وهب بن عبد الله الكلبى وهو يرتجز :

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٥.

(٢) روضة الواعظين : ١٦١.

٧٥

إن تنكرونى فانا ابن الكلب

سوف ترونى وترون ضربى

وحملتى وصولتى فى الحرب

أدرك ثارى بعد ثارى صحبى

وأدفع الكرب امام الكرب

ليس جهادى فى الوغى باللعب

فلم يزل يقاتل حتّى قتل منهم جماعة ثمّ قال لامّه يا امّاه أرضيت أم لا فقالت ما أرضى أو تقتل بين يدى الحسين فرجع قائلا :

إنّى زعيم لك أمّ وهب

بالطعن فيهم تارة والضّرب

ضرب غلام موقن بالرب

حتّى يذوق القوم مرّ الحرب

أنّى امرؤ ذو مرّة وغضب

حسبى إلهى من عليم حسبى

فلم يزل حتّى قتل تسعة عشر فارسا واثنى عشر راجلا ثمّ قطعت يمينه واخذ اسيرا(١) .

١٣ ـ شهادة عمرو بن خالد

٤٨ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز عمرو بن خالد الازدى قائلا :

اليوم يا نفسى الى الرحمن

تمضين بالروح وبالريحان

اليوم تجزين على الإحسان

ما خطّ فى اللوح لدى الديّان

لا تجزعى فكلّ حىّ فان(٢)

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢١٧.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٧.

٧٦

١٤ ـ شهادة خالد بن عمرو

٤٩ ـ ثمّ برز خالد بن عمرو وهو يقول :

صبرا على الموت بنى قحطان

كيما تكونوا فى رضى الرّحمن

ذى المجد والعزّة والبرهان

وذو العلى والطول والاحسان

فى قصر درّ حسن البنيان(١) .

١٥ ـ شهادة سعد بن حنظلة

٥٠ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز سعد بن حنظلة التميمى مرتجزا :

صبرا على الاسياف والأسنّة

صبرا عليها لدخول الجنّة

وحور عين ناعمات منّة

يا نفس للرّاحة فاجهدنّه

وفى طلاب الخير فارغبنّه(٢)

١٦ ـ شهادة عبد الله المذحجى

٥١ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز عبد الله المذحجى قائلا :

قد علمت سعد وحىّ مذحج

إنّى لدى الهيجاء غير مخرج

اعلوا بسيفى هامة المدجّج

واترك القرن لدى التعرّج

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢١٧.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٧.

٧٧

فريسة الذّئب الأذلّ الأعرج(١) .

١٧ ـ شهادة عبد الرحمن اليزني

٥٢ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز عبد الرّحمن بن عبد الله اليزني قائلا :

أنا ابن عبد الله من آل يزن

دينى على دين حسين وحسن

أضربكم ضرب فتى من اليمن

أرجو بذاك الفوز عند المؤتمن(٢)

١٨ و ١٩ و ٢٠ ـ شهادة مجمع بن عبد الله ، وسعد مولى عمرو بن خالد وجابر بن الحارث

٥٣ ـ قال الطبرى : أمّا الصيداوى عمرو بن خالد ، وجابر بن الحارث السلمانىّ ، وسعد مولى عمرو بن خالد ، ومجمع بن عبد الله العائذى ، فانّهم قاتلوا فى أوّل القتال ، فشدّوا مقدمين بأسيافهم على الناس ، فلمّا وغلوا عطف عليهم الناس فأخذوا يحوزونهم ، وقطعوهم من أصحابهم غير بعيد ، فحمل عليهم العبّاس بن علىّ فاستنقذهم ، فجاءوا قد جرحوا ، فلمّا دنا منهم عدوّهم شدّوا بأسيافهم فقاتلوا فى أوّل الآمر حتّى قتلوا فى مكان واحد(٣)

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢١٨.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٨.

(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٦.

٧٨

٢١ ـ شهادة سويد بن عمرو

٥٤ ـ قال الطبرى : قال أبو مخنف : حدّثنى عبد الله بن عاصم ، عن الضحّاك ابن عبد الله المشرقىّ ، قال : لما رأيت أصحاب الحسين قد أصيبوا ، وقد خلص إليه وإلى أهل بيته ، ولم يبق معه غير سويد بن عمرو بن أبى المطاع الخثعمى وبشير بن عمرو الحضرمى ، قلت له : يا ابن رسول الله ، قد علمت ما كان بينى وبينك ، قلت لك : أقاتل عنك ما رأيت مقاتلا ، فاذا لم أر مقاتلا فأنا فى حلّ من الانصراف ، فقلت لى : نعم ، قال : فقال : صدقت ، وكيف لك بالنجاء! إن قدرت على ذلك فأنت فى حلّ.

قال فأقبلت الى فرسى وقد كنت حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر ، أقبلت بها حتّى أدخلتها فسطاطا لأصحابنا بين البيوت ، وأقبلت أقاتل معهم راجلا ، فقتلت يومئذ بين يدى رجلين ، وقطعت يد آخر ، وقال لى الحسين يومئذ مرارا ، لا تشلل لا يقطع الله يدك ، جزاك الله خيرا عن أهل بيت نبيّكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا أذن لى استخرجت الفرس من الفسطاط ، ثمّ استويت على متنها ، ثمّ ضربتها حتّى إذا قامت على السنابك رميت بها عرض القوم.

فأفرجوا لى ، واتبعنى منهم خمسة عشر رجلا حتّى انتهيت إلى شفية ، قرية قريبة من شاطئ الفرات ، فلمّا لحقونى عطفت عليهم ، فعرفنى كثير بن عبد الله الشعبىّ وأيّوب بن مشرح الخيوانىّ وقيس بن عبد الله الصائدىّ ، فقالوا : هذا الضحّاك بن عبد الله المشرقى ، هذا ابن عمّنا ، ننشدكم الله لما كففتم عنه! فقال ثلاثة نفر من بنى تميم كانوا معهم : بلى والله لنجيبنّ إخواننا وأهل دعوتنا إلى ما أحبّوا من الكفّ عن صاحبهم ، قال : فلمّا تابع التميميّون أصحابى كفّ الآخرون ، قال : فنجّانى

٧٩

الله(١) .

٥٥ ـ قال المقرم : لما أثخن بالجراح سويد بن عمرو بن أبى المطاع سقط لوجهه وظنّ أنّه قتل ، فلمّا قتل الحسين وسمعهم يقولون قتل الحسين ، أخرج سكينة كانت معه فقاتل بها وتعطفوا عليه ، فقتلوه وكان آخر من قتل من الأصحاب بعد الحسينعليه‌السلام (٢) .

٢٢ ـ ٢٣ ـ شهادة مالك بن عبد وسيف بن الحارث

٥٦ ـ روى الطبرى عن أبى مخنف : قال : وجاء الفتيان الجابريان : سيف بن الحارث بن سريع ، ومالك بن عبد بن سريع ، وهما ابنا عمّ ، وأخوان لأمّ ، فأتيا حسينا فدنوا منه وهما يبكيان ، فقال : أى ابنى أخى ، ما يبكيكما؟ فو الله إنّى لأرجو أن تكونا عن ساعة قريرى عين ، قالا : جعلنا الله فداك! لا والله ما على أنفسنا نبكى ، ولكنّا نبكى عليك ، نراك قد أحيط بك ، ولا نقدر على أن نمنعك ، فقال : جزاكما الله يا بنى أخى بوحدكما من ذلك ومواساتكما ايّاى بأنفسكما أحسن جزاء المتّقين(٣) .

٢٤ ـ شهادة عبد الله وعبد الرحمن ابنا عروة

٥٧ ـ قال الطبرى : فلمّا رأى أصحاب الحسين أنّهم قد كثروا ، وأنّهم لا

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٤.

(٢) مقتل الحسين : ٢٩٢.

(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٢.

٨٠