مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام0%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مؤلف: الشيخ عزيز الله العطاردي
تصنيف:

الصفحات: 496
المشاهدات: 68060
تحميل: 3343


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68060 / تحميل: 3343
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء 3

مؤلف:
العربية

فأبى الّا أن يضلّ من يشاء ويهدى من يشاء ، فابتدأنى ربّى فى علىّ بسبع خصال ، أما أوّلهنّ فانّه أوّل من ينشقّ عنه الارض معى ولا فخر ، أمّا الثانية فانّه يذود عن حوضى كما يذود الرعاة غريبة الابل ، امّا الثالثة فانّ من فقراء شيعة علىّ ليشفع فى مثل ربيعة ومضر.

أمّا الرابعة فانّه أوّل من يقرع باب الجنّة معى ولا فخر ، أمّا الخامسة فانّه يزوج من الحور العين معى ولا فخر ، أمّا السادس فانّه أوّل من يسكن معى فى علّيين ولا فخر ، وأمّا السابعة ، فانّه أوّل من يسقى من رحيق مختوم( خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ ) .

من سورة الحديد

١٥ ـ روى المجلسى ، عن دعوات الراوندى : قال زيد بن أرقم : قال الحسين ابن علىعليهما‌السلام : ما من شيعتنا إلّا صدّيق شهيد ، قلت أنّى يكون ذلك وهم يموتون على فرشهم؟ فقال : أما تتلو كتاب الله( الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) ثمّ قالعليه‌السلام : لو لم تكن الشهادة الّا لمن قتل بالسيف ، لأقلّ الله الشهداء.

من سورة البروج

١٦ ـ روى الهيتمى باسناده ، عن الحسين بن علىعليهما‌السلام فى قوله تعالى :( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قال : الشاهد جدّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والمشهود يوم القيامة ثمّ

__________________

(١) تفسير فرات : ١٤٥.

(٢) البحار : ٨٢ / ١٧٣.

١٦١

تلا هذه الآية( إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ) وتلا( ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) (١) .

من سورة الشمس

١٧ ـ فرات قال : حدّثنى علىّ بن محمّد بن عمر الزهرى معنعنا عن أبى جعفرعليه‌السلام قال : قال الحارث الأعور للحسينعليه‌السلام : يا ابن رسول الله جعلت فداك أخبرنى عن قول الله فى كتابه( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) قال : ويحك يا حارث ذلك محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : قلت : جعلت فداك قوله :( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) قال : ذلك أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام يتلوا محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قلت قوله :( وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها ) قال : ذلك القائم من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله يملأ الارض قسطا وعدلا(٢) .

من سورة الضحى

١٨ ـ البرقي ، عن أبيه ، عن الوشّاء عن عاصم بن حميد ، عن عمر بن أبى نصر قال : حدّثنى رجل من أهل البصرة قال : رأيت الحسين بن علىّعليه‌السلام وعبد الله بن عمر يطوفان بالبيت فسألت ابن عمر فقلت : قول الله( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ؟ ـ قال : أمره أن يحدّث بما أنعم الله عليه ، ثمّ إنّى قلت للحسين بن علىّعليهما‌السلام : قول الله تعالى :( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ـ قال : أمره أن يحدّث بما أنعم الله عليه من دينه(٣)

__________________

(١) مجمع الزوائد : ٧ / ١٣٥.

(٢) تفسير فرات : ٢١٢.

(٣) المحاسن : ٢١٨.

١٦٢

من سورة التوحيد

١٩ ـ روى الصدوق باسناده ، قال : وهب بن وهب القرشى : حدّثنى الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه الباقر ، عن أبيهعليه‌السلام أنّ أهل البصرة كتبوا الى الحسين بن علىعليهما‌السلام يسألونه عن الصمد ، فكتب إليهم : بسم الله الرحمن الرحيم ، أمّا بعد فلا تخوضوا فى القرآن ، ولا تجادلوا فيه ، ولا تتكلّموا فيه بغير علم ، فقد سمعت جدّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من قال فى القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار ، وأنّ الله سبحانه قد فسّر الصمد فقال :( اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ ) ثمّ فسّره.

فقال :( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) .( لَمْ يَلِدْ ) لم يخرج منه شيء كثيف كالولد وسائر الاشياء الكثيفة الّتي تخرج من المخلوقين ، ولا شيء لطيف كالنفس ، ولا يتشعّب منه البدوات كالسنة والنوم والخطرة والهمّ والحزن والبهجة والضحك والبكاء والخوف والرجاء والرغبة والسأمة والجوع والشبع ، تعالى أن يخرج منه شيء ، وأن يتولّد منه شيء كثيف أو لطيف.

( وَلَمْ يُولَدْ ) لم يتولّد من شيء ولم يخرج من شيء كما يخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشيء من الشيء والدابّة والنباتات من الأرض والماء من الينابيع والثمار من الأشجار ، ولا كما يخرج الأشياء اللّطيفة من مراكزها كالبصر من العين والسمع من الاذن ، والشمّ من الأنف والذوق من الفم والكلام من اللسان والمعرفة والتميز من القلب ، وكالنار من الحجر.

لا بل هو الله الصمد الذي لا من شيء ولا فى شيء ، مبدع الاشياء وخالقها ومنشى الاشياء بقدرته ، يتلاشى ما خلق للفناء بمشيّته ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه فذلكم الله الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، ولم

١٦٣

يكن له كفوا أحد(١) .

تفسير حروف المعجم

٢٠ ـ الصدوق ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن المقرى الحاكم قال : حدّثنا أبو عمر ومحمّد بن جعفر المقرى الجرجانىّ ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن الموصلى ببغداد ، قال : حدّثنا محمّد بن عاصم الطريفى ، قال : حدّثنا أبو زيد عبّاس بن يزيد بن الحسين بن علىّ الكحال مولى زيد بن على ، قال : أخبرنى أبى يزيد بن الحسن ، قال : حدّثنى موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علىّ ، عن أبيه علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علىّ بن أبى طالبعليهم‌السلام ،

قال : جاء يهودى الى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام فقال له : ما الفائدة فى حروف الهجاء فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلىّعليه‌السلام : أجبه ، وقال : اللهمّ وفّقه وسدّده ، فقال علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام : ما من حرف الّا وهو اسم من أسماء اللهعزوجل .

ثمّ قال : أمّا الألف فالله لا إله الّا هو الحىّ القيوم وأمّا الباء فالباقى بعد فناء خلقه ، وأمّا التاء فالتوّاب يقبل التوبة عن عباده ، وأمّا الثاء فالثّابت الكائن( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) ـ الآية» وأمّا الجيم فجلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه ، وأمّا الحاء فحقّ حىّ حليم ، وأمّا الخاء فخبير بما يعمل العباد ، وأمّا الدال فديّان يوم الدين ، وأمّا الذال فذو الجلال والاكرام. وأمّا الرّاء فرؤوف بعباده ، وأمّا الزاى فزين المعبودين.

__________________

(١) التوحيد : ٩٠.

١٦٤

أمّا السين فالسميع البصير ، وأمّا الشين فالشاكر لعباده المؤمنين. وأمّا الصاد فصادق فى وعده ووعيده ، وأمّا الضاد فالضارّ النافع ، وأمّا الطاء فالطاهر المطهّر. وأمّا الظاء فالظاهر المظهر لآياته ، وأمّا العين فعالم بعباده ، وأمّا الغين فغياث المستغيثين من جميع خلقه ، وأمّا الفاء ففالق الحبّ والنّوى ، وأمّا القاف فقادر على جميع خلقه. وأمّا اللّام فلطيف بعباده.

أمّا الميم فمالك الملك ، وأمّا النون فنور السموات من نور عرشه ، وأمّا الواو فواحد أحد صمد لم يلد ولم يولد ، وأمّا الهاء فهاد لخلقه. وأمّا اللام ألف لا إله الا الله وحده لا شريك له ، وأمّا الياء ، فيد الله باسطة على خلقه ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا هو القول الذي رضى اللهعزوجل لنفسه من جميع خلقه ، فأسلم اليهودىّ(١) .

تفسير حروف الاذان

٢١ ـ الصدوق حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن المروزى الحاكم المقرى ، قال : حدّثنا أبو عمرو محمّد بن جعفر المقرى الجرجانى ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن الموصلى ببغداد ، قال : حدّثنا محمّد بن عاصم الطريفىّ ، قال : حدّثنا أبو زيد عيّاش بن يزيد بن الحسن بن على الكحّال مولى زيد بن على ، قال : أخبرنى أبى يزيد بن الحسن ، قال : حدّثنى موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن على ، عن أبيه علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام ، قال :

كنّا جلوسا فى المسجد اذ صعد المؤذن المنارة فقال : الله أكبر الله أكبر ، فبكى

__________________

(١) التوحيد : ٢٣٤.

١٦٥

أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام وبكينا ببكائه ، فلمّا فرغ المؤذّن قال : أتدرون ما يقول المؤذّن؟ قلنا : الله ورسوله ووصيّه أعلم ، فقال : لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، فلقوله : الله أكبر معان كثيرة : منها أنّ قول المؤذّن : «الله أكبر» يقع على قدمه وأزليّته وأبديّته وعلمه وقوّته وقدرته وحلمه وكرمه وجوده وعطائه وكبريائه.

فاذا قال المؤذّن : الله أكبر ، فانّه يقول : الله الّذي له الخلق والأمر ، وبمشيّته كان الخلق ، ومنه كان كلّ شيء للخلق وإليه يرجع الخلق ، وهو الأوّل قبل كلّ شيء لم يزل ، والآخر بعد كلّ شيء لا يزال ، والظاهر فوق كلّ شيء لا يدرك ، والباطن دون كلّ شيء لا يحدّ ، فهو الباقى وكلّ شيء دونه فان ، والمعنى الثانى «الله اكبر» أى العليم الخبير علم ما كان وما يكون قبل أن يكون ، والثالث «الله اكبر» أى القادر على كلّ شيء يقدر على ما يشاء ، القوىّ لقدرته ، المقتدر على خلقه ، القوىّ لذاته ، قدرته قائمة على الأشياء كلّها اذا قضى أمرا فانّما يقول له كن فيكون.

الرّابع «الله اكبر» على معنى حلمه وكرمه يحلم كأنّه لا يعلم ويصفح كأنّه لا يرى ويستر كأنّه لا يعصى ، لا يعجّل بالعقوبة كرما وصفحا وحلما ، والوجه الآخر فى معنى «الله اكبر» أى الجواد جزيل العطاء كريم الفعال ، والوجه الآخر «الله اكبر» فيه نفى كيفيته كأنّه يقول : الله أجلّ من أن يدرك الواصفون قدر صفته الّذي هو موصوف به وإنمّا يصفه الواصفون على قدرهم لا على قدر عظمته وجلاله ، تعالى عن أن يدرك الواصفون صفته علوّا كبيرا.

الوجه الآخر «الله اكبر» كأنّه يقول : الله أعلى وأجلّ وهو الغنىّ عن عباده لا حاجة به الى أعمال خلقه ، وأمّا قوله : «أشهد أن لا إله الّا الله» فاعلام بأنّ الشهادة لا تجوز الّا بمعرفة من القلب ، كأنّه يقول : اعلم أنّه لا معبود الّا اللهعزوجل وأنّ كلّ معبود باطل سوى اللهعزوجل وأقرّ بلسانى بما فى قلبى من العلم بأنّه لا إله الّا الله

١٦٦

وأشهد أنّه لا ملجا من الله الّا إليه ولا منجى من شرّ كلّ ذى شرّ وفتنة كلّ ذى فتنة الّا بالله.

فى المرّة الثانية «أشهد أن لا إله إلّا الله». معناه أشهد أن لا هادى إلّا الله ، ولا دليل الّا الله ، وأشهد الله بأنى أشهد أن لا إله الّا الله ، و. شهد سكّان السماوات وسكّان الأرضين وما فيهنّ من الملائكة والناس أجمعين ، وما فيهنّ من الجبال والأشجار والدوابّ والوحوش وكلّ رطب ويابس بأنّى أشهد ان لا خالق الّا الله ، ولا رازق ولا معبود ولا ضارّ ولا نافع ولا قابض ولا باسط ولا معطى ولا مانع ولا دافع ولا ناصح ولا كافى ولا شافى ولا مقدّم ولا مؤخّر الّا الله ، له الخلق والأمر وبيده الخير كلّه ، تبارك الله ربّ العالمين.

أمّا قوله : «أشهد أنّ محمّدا رسول الله» يقول : أشهد الله إنّى أشهد أن لا إله الّا هو وأنّ محمّدا عبده ورسوله ونبيّه وصفيّه ونجيّه أرسله الى كافّة النّاس أجمعين بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ، وأشهد من فى السماوات والأرض من النّبيّين والمرسلين والملائكة والناس أجمعين أنّى أشهد أنّ محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله سيّد الأوّلين والآخرين ، وفى المرّة الثانية «أشهد أنّ محمّدا رسول الله» يقول : أشهد أن لا حاجة لأحد الى أحد الّا الى الله الواحد القهّار مفتقرة إليه سبحانه وأنّه الغنىّ عن عباده والخلائق أجمعين.

أنّه أرسل محمّدا الى الناس بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا ، فمن أنكره وجحده ولم يؤمن به أدخله اللهعزوجل نار جهنّم خالدا مخلدا لا ينفك عنها أبدا ، وأمّا قوله : «حىّ على الصلاة أى هلمّوا الى خير أعمالكم ودعوة ربّكم ، وسارعوا الى مغفرة من ربّكم واطفاء ناركم الّتي أوقدتموها على ظهوركم ، وفكاك رقابكم الّتي رهنتموها بذنوبكم ليكفر الله عنكم سيئاتكم ، ويغفر لكم ذنوبكم ، ويبدّل سيّئاتكم حسنات ، فإنّه ملك كريم ذو الفضل العظيم.

١٦٧

قد أذن لنا معاشر المسلمين بالدخول فى خدمته والتقدّم الى بين يديه وفى المرّة الثانية «حىّ على الصلاة» أى قوموا الى مناجاة ربّكم وعرض حاجاتكم على ربّكم وتوسّلوا إليه بكلامه وتشفّعوا به أكثروا الذكر والقنوت والرّكوع والسجود والخضوع والخشوع ، وارفعوا إليه حوائجكم فقد أذن لنا فى ذلك ، وأمّا قوله : «حىّ على الفلاح» فإنّه يقول : أقبلوا الى بقاء لا فناء معه ونجاة لا هلاك معها وتعالوا الى حياة لا موت معها ، والى نعيم لا نفاد له ، والى ملك لا زوال عنه ، والى سرور لا حزن معه ، والى انس لا وحشة معه.

الى نور لا ظلمة معه والى سعة لا ضيق معها ، والى بهجة لا انقطاع لها ، والى غنى لا فاقة معه ، والى كرامة بالها من كرامة ، وعجّلوا الى سرور الدنيا والعقبى ونجاة الآخرة والأولى ، وفى المرّة الثانية «حىّ على الفلاح» فانّه يقول : سابقوا الى ما دعوتكم إليه ، والى جزيل الكرامة وعظيم المنّة وسنّى النّعمة والفوز العظيم ونعيم الابد فى جوار محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فى مقعد صدق عند مليك مقتدر.

أمّا قوله «الله اكبر» فانّه يقول : الله أعلى وأجلّ من أن يعلم أحد من خلقه ما عنده من الكرامة لعبد أجابه وأطاعه وأطاع ولاة أمره وعرفه وعبده واشتغل به وبذكره وأحبّه وأنس به واطمأنّ إليه ووثق به وخافه ورجاه واشتاق إليه ووافقه فى حكمه وقضائه ورضى به وفى المرّة الثانية «الله اكبر» فانّه يقول : الله اكبر وأعلى وأجلّ من أن يعلم أحد مبلغ كرامته لاوليائه وعقوبته لأعدائه ، ومبلغ عفوه وغفرانه ونعمته لمن أجابه وأجاب رسوله ، ومبلغ عذابه ونكاله وهو انه لمن أنكره وجحده.

أمّا قوله : «لا إله إلّا الله» معناه ، لله الحجّة البالغة عليهم بالرسل والرسالة والبيان والدّعوة وهو أجلّ من أن يكون لأحد منهم عليه حجّة ، فمن أجابه فله النور والكرامة ومن انكره فانّ الله غنىّ عن العالمين ، وهو أسرع الحاسبين ، ومعنى

١٦٨

«قد قامت الصلاة» فى الإقامة اى حان وقت الزيارة والمناجاة وقضاء الحوائج ودرك المنى والوصول الى اللهعزوجل ، والى كرامته وغفرانه وعفوه ورضوانه.

قال الصدوق فى ذيل الحديث : إنمّا ترك الراوى لهذا الحديث ذكر «حى على خير العمل» للتقيّة(١) .

باب الدعاء

١ ـ أدب الداعى

١ ـ الطبرسى باسناده ، عن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع يديه اذا ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين(٢) .

٢ ـ دعاء الاستسقاء

٢ ـ الحميرى باسناده ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال للحسينعليه‌السلام ادع فقام الحسينعليه‌السلام يدعوا اللهم يا معطى الخيرات من مناهلها ومنزل الرحمات من معادنها ومجرى البركات على أهلها منك الغيث المغيث وأنت الغياث المستغاث ونحن الخاطئون وأهل الذنوب وأنت المستغفر الغفّار لا إله الّا أنت.

اللهم أرسل السماء علينا بجنبها مدرار واسقنا الغيث واكفا مغزارا غيثا مغيثا واسعا متّسعا مهطلا مريئا ممرعا غدقا مغدقا غسلانا مجلجلا سحّا سحّا ثجّا ثجّاجا

__________________

(١) التوحيد : ٢٣٨ ـ ٢٤١.

(٢) مكارم الاخلاق : ٣١٤.

١٦٩

سائلا مسيلا ودقا مطفاحا يدفع الودق بالودق دفاعة ويتلوا القطر منه قطرا غير خلّب برقه ، ولا مكذّب رعده تنعش به الضعيف من عبادك وتحيى به الميّت من بلادك وتونق به ذوى الآكام من بلادك ويستحقّ به علينا من مننك آمين يا ربّ العالمين فما فرغ من دعائه حتّى صبّ الله تبارك وتعالى عليهم السماء صبّا.

قال فقيل لسلمان يا أبا عبد الله علّمنا هذا الدعاء ، قال ويحكم أين أنتم عن حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث يقول : انّ الله قد أجرى على السن أهل بيتى مصابيح الحكمة(١) .

٣ ـ قال ابن قتيبة : حدّثنا اسحاق بن راهويه ، قال : أخبرنا حسين بن على الجعفىّ ، عن اسرائيل ، عن الحسينعليه‌السلام أنّه كان اذا استسقى قال : اللهمّ اسقنا سقيا واسعة وادعة عامّة ، نافعة غير ضارة تعمّ بها حاضرنا وبادينا وتزيد بها فى رزقنا وشكرنا ، اللهمّ اجعله رزق ايمان وعطاء ايمان ، انّ عطاءك لم يكن محظورا ، اللهمّ أنزل علينا فى أرضنا سكنها وأنبت فيها زينتها ومرعاها(٢) .

٣ ـ الدعاء عند ارتفاع النهار

٤ ـ قال أبو جعفر الطوسى : الساعة الثالثة : وهى من ذهاب الشعاع الى ارتفاع النهار للحسين بن علىعليه‌السلام : يا من تجبّر فلا عين تراه يا من تعظّم فلا تخطر القلوب بكنهه يا حسن المنّ يا حسن التجاوز ، يا حسن العفو يا جواد يا كريم يا من لا يشبهه شيء من خلقه يا من منّ على خلقه بأوليائه اذا ارتضاهم لدينه وأدّب بهم عباده وجعلهم حججا منّا منه على خلقه ، أسألك بحقّ الحسين بن علىعليهما‌السلام السبط التابع لمرضاتك والناصح فى دينك والدليل على ذاتك أسألك بحقّه وأقدّمه بين يدى حوائجى أن تصلّى على محمّد وإله وأن تفعل بى كذا وكذا(٣)

__________________

(١) قرب الاسناد : ٧٣

(٢) عيون الاخبار : ٢ / ٢٧٨.

(٣) مصباح المتحدين : ٣٥٨

١٧٠

٤ ـ صلاة الحاجة

٥ ـ روى الطبرسى عن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال : تصلّى أربع ركعات تحسن قنوتهن وأركانهنّ ؛ تقرأ فى الأولى «الحمد» مرة و( حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) سبع مرّات وفى الثانية الحمد مرّة وقوله :( ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ، إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً ) سبع مرات وفى الثالثة «الحمد» مرة وقوله :( لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) سبع مرّات وفى الرابعة «الحمد» مرّة و( أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ ) سبع مرّات ، ثم تسأل حاجتك(١) .

٥ ـ دعائهعليه‌السلام فى يوم عرفة

٧ ـ قال ابن طاوس : من الدعوات المشرفة فى يوم عرفة دعاء مولانا الحسين بن على صلوات الله عليه.

الحمد لله الّذي ليس لقضائه دافع ولا لعطائه مانع ولا كصنعه صنع صانع وهو الجواد الواسع ، فطر أجناس البدائع وأتقن بحكمته الصنائع لا يخفى عليه الطلائع ولا تضيع عنده الودائع أتى بالكتاب الجامع وبشرع الإسلام النّور الساطع وهو للخليقة صانع وهو المستعان على الفجائع.

جازى كلّ صانع ورائش كلّ قانع وراحم كلّ ضارع ومنزل المنافع والكتاب الجامع بالنور الساطع وهو للدعوات سامع وللدرجات رافع و

__________________

(١) مكارم الاخلاق : ٣٨٥.

١٧١

للكربات دافع وللجبابرة قامع وراحم عبرة كلّ ضارع ودافع ضرعة كلّ ضارع فلا إله غيره ولا شيء يعدله وليس كمثله شيء وهو السميع العليم البصير اللطيف الخبير وهو على كلّ شيء قدير.

اللهم انى أرغب إليك وأشهد بالرّبوبية لك مقرا بانّك ربّى وأنّ إليك مردّى ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئا مذكورا وخلقتنى من التراب ثمّ أسكنتنى الأصلاب آمنا لريب المنون واختلاف الدهور ، فلم أزل ظاعنا من صلب الى رحم فى تقادم الأيّام الماضية ، والقرون الخالية لم تخرجنى لرأفتك بى ولطفك لى واحسانك الىّ فى دولة أيام الكفرة الذين نقضوا عهدك وكذّبوا رسلك لكنك أخرجتنى رأفة منك وتحنّنا علىّ للذى سبق لى من الهدى الذي فيه يسّرتنى وفيه أنشاتنى ، ومن قبل رؤفت بى بجميع صنعك وسوابغ نعمتك فابتدعت خلقى من منّى يمنى.

ثمّ أسكنتنى فى ظلمات ثلاث بين لحم وجلد ودم لم تشهرنى بخلقى ولم تجعل إلىّ شيئا من أمرى ثم اخرجتنى إلى الدنيا تامّا سويّا وحفظتنى فى المهد طفلا صبيّا ورزقتنى من الغذاء لبنا مريا وعطفت علىّ قلوب الحواضن وكلفتنى الأمّهات الرحائم وكلأتنى من طوارق الجانّ وسلّمتنى من الزيادة والنقصان.

فتعاليت يا رحيم يا رحمن حتّى اذا استهللت ناطقا بالكلام أتممت علىّ سوابق الانعام فربّيتنى زائدا فى كلّ عام حتىّ اذا كملت فطرتى وسريرتى أوجبت علىّ حجتك بان ألهمتنى معرفتك وروّعتنى بعجائب فطرتك وأنطقتنى لما ذرأت فى سمائك وأرضك من بدائع خلقك ونبّهتنى لذكرك وشكرك وواجب طاعتك وعبادتك وفهّمتنى ما جاءت به رسلك ويسّرت لى تقبل مرضاتك ومننت علىّ فى جميع ذلك بعونك ولطفك.

ثمّ إذ خلقتنى من حرّ الثرى لم ترض لى يا إلهى بنعمة دون أخرى ورزقتنى

١٧٢

من أنواع المعاش وصنوف الرياش بمنّك العظيم علىّ واحسانك القديم الىّ حتى اذا أتمت علىّ جميع النعم وصرفت عنّى كلّ النّقم ، لم يمنعك جهلى وجرأتى عليك أن دللتنى على ما يقرّبنى إليك ووفّقتنى لما يزلفنى لديك فان دعوتك أجبتنى وأن سألتك أعطيتنى وأن أطعتك شكرتنى وان شكرتك زدتنى كلّ ذلك إكمالا لأنعمك علىّ وإحسانك الىّ.

فسبحانك سبحانك من مبدئ معيد حميد مجيد وتقدّست أسماؤك وعظمت آلاؤك فأىّ أنعمك يا الهى احصى عددا او ذكرا أم أىّ عطاياك أقوم بها شكرا وهى يا ربّ أكثر من أى يحصيها العادّون أو يبلغ علما بها الحافظون ثم ما صرفت وذرأت علىّ اللهم من الضرّ والضّراء اكثر ممّا ظهر لى من العافية والسّراء.

أنا أشهد يا إلهى بحقيقة ايمانى وعقد عزمات يقينى وخالص صريح توحيدى ، وباطن مكنون ضميرى وعلائق مجارى نور بصرى وأسارير صفحة جبينى وخرق مسارب نفسى وحذاريف مآرن عرنينى ومسارب صماخ سمعى وما ضمّت وأطبقت عليه شفتاى وحركات لفظ لسانى ومغرز حنك فمى وفكّى ومنابت أضراسى وبلوغ حبائل بارع عنقى ومساغ مطعمى ومشربى وحمالة أمّ رأسى وجمل حمائل حبل وتيني وما اشتمل عليه تامور صدرى ونياط حجاب قلبى وأفلاذ حواشى كبدى وما حوته شراسيف أضلاعى وحقاق مفاصلى وأطراف أناملى وقبض عواملى ودمى وشعرى وبشرى وعصبى وقصبى وعظامى ومخى وعروقى وجميع جوارحى.

ما أنشج علىّ ذلك أيام رضاعى وما أقلّت الأرض منّى ونومى ويقظتى وسكونى وحركتى وحركات ركوعى وسجودى أن لو حاولت واجتهدت مدى الاعصار والأحقاب لو عمّرتها أن أؤدّى شكر واحدة من أنعمك ما استطعت ذلك الا بمنّك الموجب علىّ شكرا آنفا جديدا وثناء طارفا عتيدا.

١٧٣

أجل ولو حرصت والعادون من أنامك أن نحصى مدى انعامك سالفة وآنفة لما حصرناه عددا ولا أحصيناه أبدا هيهات أنّى ذلك وأنت المخبر عن نفسك فى كتابك الناطق والنبأ الصادق وان تعدّوا نعمة الله لا تحصوها ، صدق كتابك اللهمّ ونباؤك وبلغت أنبياؤك ورسلك ما أنزلت عليهم من وحيك وشرعت لهم من دينك غير أنى أشهد بجدّى وجهدى ومبالغ طاقتى ووسعى أقول مؤمنا.

الحمد لله الذي لم يتّخذ ولدا فيكون موروثنا ولم يكن له شريك فى الملك فيضاده فيما ابتدع ولا ولىّ من الذّل فيرفده فيما صنع سبحانه سبحانه سبحانه ، لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا وتفطرتا فسبحان الله الواحد الحقّ الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد الحمد لله حمدا يعدل حمد ملائكة المقربين وأنبيائه المرسلين ، وصلى الله على خيرته من خلقه محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين المخلصين.

اللهم اجعلنى أخشاك كأنّى أراك وأسعدنى بتقواك ولا تشقنى بمعصيتك وخر لي فى قضاءك وبارك لى فى قدرك حتىّ لا أحبّ تعجيل ما أخّرت ولا تأخير ما عجّلت ، اللهم اجعل غناى فى نفسى واليقين فى قلبى والإخلاص فى عملى ، والنور فى بصرى والبصيرة فى دينى ومتعنى بجوارحى واجعل سمعى وبصرى الوارثين منّى وانصرنى على من ظلمنى وارزقنى مآربى وثارى واقر بذلك عينى.

اللهم اكشف كربتى واستر عورتى واغفر لى خطيئتى وأخسأ شيطانى وفكّ رهانى واجعل لى يا الهى الدرجة العليا فى الآخرة والأولى اللهم لك الحمد كما خلقتنى فجعلتنى سميعا بصيرا ولك الحمد كما خلقتنى فجعلتنى حيّا سويّا يا رحمة بى وكنت عن خلقى غنيا ربى بما برأتنى فعدلت فطرتى ربّ بما أنشأتنى فاحسنت صوتى يا رب بما أحسنت بى وفى نفسى عافيتنى ربّ بما كلأتنى ووفّقتنى ، ربّ بما أنعمت علىّ فهديتني ربّ بما آويتنى ومن كلّ خير أتيتنى وأعطيتنى ربّ بما اطعمتنى

١٧٤

وسقيتنى وبما أغنيتنى وأقنيتنى ربّ بما أعنتى وأعززتنى ربّ بما ألبستني من ذكرك الصافى ويسّرت لى من صنعك الكافي صلّ على محمّد وآل محمّد وأعنّى على بوائق الدهر وصروف الأيام واللّيالى ، ونجّنى من أهوال الدّنيا وكربات الآخرة واكفنى شرّ ما يعمل الظالمون فى الأرض.

اللهم ما أخاف فاكفنى وما أحذر فقنى وفى نفسى ودينى فأحرسنى وفى سفرى فاحفظنى وفى أهلى ومالى وولدى فأخلفنى وفيما رزقتنى فبارك لى وفى نفسى فذللّنى وفى أعين الناس فعظّمنى ومن شر الجنّ والإنس فسلّمنى وبذنوبى فلا تفضحنى وبسريرتى فلا تخزنى وبعملى فلا تبتلنى ونعمك فلا تسلبنى وإلى غيرك فلا تكلنى الى من تكلنى إلى القريب يقطعنى أم إلى البعيد يتهجمنى أم إلى المستضعفين لى وأنت ربّى وعليك أمرى أشكو إليك غربتى وبعد دارى وهو انى على من ملكته أمرى.

اللهم فلا تحلل بى غضبك فان لم تكن غضبت علىّ فلا أبالى سواك غير ان عافيتك أوسع لى ، فأسألك بنور وجهك الّذي أشرقت له الأرض والسموات وانكشفت به الظلمات وصلح عليه أمر الأوّلين والآخرين أن لا تميتنى على غضبك ولا تنزل بى سخطك لك العتبى حتى ترضى من قبل ذلك لا إله إلّا أنت ربّ البلد الحرام والمشعر الحرام والبيت العتيق الذي أحللته البركة وجعلته للناس أمنة يا من عفى عن العظيم من الذنوب بحلمه يا من اسبغ النعمة بفضله يا من أعطى الجزيل بكرمه.

يا عدّتى فى كربتى يا مونسى فى حفرتى يا ولىّ نعمتى يا إلهى وإله آبائى ابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وربّ جبرئيل وميكائيل واسرافيل وربّ محمّد خاتم النبيين وآله المنتجبين ومنزل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم ، ومنزل كهيعص وطه ويس والقرآن الحكيم أنت كهفى حين تعيينى المذاهب

١٧٥

فى سعتها وتضيق علىّ الأرض بما رحبت ، ولو لا رحمتك لكنت من المفضوحين وأنت مؤيّدى بالنصر علي الأعداء ولو لا نصرك لى لكنت من المغلوبين.

يا من خصّ نفسه بالسّمو والرفعة ، وأولياؤه بعزه يعتزّون يا من جعلت له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور وغيب ما تأتى به الأزمان والدّهور ، يا من لا يعلم كيف هو إلّا هو ، يا من لا يعلم ما هو إلّا هو ، يا من لا يعلم ما يعلمه ، إلّا هو ، يا من كبس الأرض على الماء وسدّ الهواء بالسّماء يا من له أكرم الاسماء يا ذا المعروف الّذي لا ينقطع أبدا يا مقيض الرّكب ليوسف فى البلد القفر ومخرجه من الجبّ وجاعله بعد العبودية ملكا.

يا رادّ يوسف على يعقوب بعد ان ابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم ، يا كاشف الضرّ والبلاء عن أيوب يا ممسك يد إبراهيم عن ذبح ابنه بعد أن كبر سنّه وفنى عمره يا من استجاب لزكريّا فوهب له يحيى ولم يدعه فردا وحيدا يا من أخرج يونس من بطن الحوت يا من فلق البحر لبنى إسرائيل فأنجاهم وجعل فرعون وجنوده من المغرقين يا من أرسل الرّياح مبشرات بين يدى رحمته يا من لا تعجل على من عصاه من خلقه.

يا من استنقذ السحرة من بعد طول الجحود وقد غدوا وفى نعمته ياكلون رزقه ويعبدون غيره قد حادّوه ونادّوه وكذّبوا رسله يا الله يا بدئ لا بدأ لك يا دائما لا نفاد لك يا حىّ يا قيوم يا محيى الموتى يا من هو قائم على كلّ نفس بما كسبت يا من قلّ له شكرى فلم يحرمنى وعظمت خطيئتى فلم يفضحنى ورآنى على المعاصى فلم يخذلنى يا من حفظنى فى صغرى يا من رزقنى فى كبرى ، يا من أياديه عندى لا يحصى يا من نعمه عندى لا تجارى يا من عارضنى بالخير والإحسان وعارضته بالاساءة والعصيان.

يا من هدانى بالإيمان قبل أن أعرف شكر الامتنان يا من دعوته مريضا

١٧٦

فشفانى وعريانا فكسانى وجائعا فاطعمنى وعطشانا فأروانى وذليلا فأعزّنى وجاهلا فعرّفنى ووحيدا فكثرنى وغائبا فردّنى ومقلا فأغنانى ومنتصرا فنصرنى وغنيا فلم يسلبني وأمسكت عن جميع ذلك فابتدأتنى فلك الحمد يا من أقال عثرتى ونفّس كربتى وأجاب دعوتى وستر عورتى وذنوبى وبلغنى طلبتى ونصرنى على عدوّى أن أعدّ نعمك ومننك وكرائم منحك لا أحصيها.

يا مولاى أنت الذي أنعمت أنت الّذي أحسنت أنت الذي أجملت أنت الذي أفضلت ، أنت الذي مننت أنت الذي أكملت أنت الذي رزقت أنت الذي أعطيت ، أنت الّذي أغنيت أنت الذي أقنيت أنت الذي آويت أنت الذي كفيت أنت الّذي هديت أنت الذي ، عصمت أنت الّذي سترت أنت الّذي غفرت أنت الذي أقلت أنت الذي مكّنت أنت الّذي أعززت أنت الذي أعنت أنت الّذي عضدت أنت الّذي أتيت ، أنت الذي نصرت أنت الّذي شفيت أنت الذي عافيت أنت الذي كرّمت تباركت ربنا وتعاليت فلك الحمد دائما ولك الشكر واجبا.

ثمّ أنا يا الهى المعترف بذنوبى فاغفرها لى أنا الّذي أخطأت أنا الّذي أغفلت أنّا الّذي جهلت أنا الّذي هممت أنا الذي سهوت أنا الذي اعتمدت انا الّذي تعمّدت انا الذي وعدت أنا الّذي أخلفت أنا الّذي نكثت أنا الذي أقررت يا إلهى أعترف بنعمك عندى وأبوء بذنوبى فاغفر لى يا من لا تضرّه ذنوب عباده وهو الغنىّ عن طاعتهم والموفق من عمل منهم صالحا بمعونته ورحمته فلك الحمد إليه أمرتنى فعصيتك ونهيتنى فارتكبت نهيك فأصبحت لا ذا براءة فأعتذر ولا ذا قوّة فأنتصر فبأىّ شيء استقيلك يا مولاى.

أبسمعي أم ببصرى أم بلسانى أم بيدى أم برجلى أليس كلّها نعمك عندى وبكلّها عصيتك يا مولاى فلك الحجة والسبيل علىّ يا من سترنى من الآباء والأمّهات أن يزجرونى ومن العشائر والإخوان أن يعيرونى ومن السلاطين أن

١٧٧

يعاقبونى ولو اطلعوا يا مولاى على ما أطلعت عليه منّى إذا ما انظرونى ولرفضونى وقطعونى.

فها أنا ذا بين يديك يا سيّدى خاضعا ذليلا حصيرا ، حقيرا لا ذو براءة فأعتذر ولا ذو قوة فأنتصر ، ولا حجة لى فاحتجّ بها ولا قائل لم أجترح ولم أعمل سوء وما عسى الجحود لو جحدت يا مولاى ينفعنى وكيف وانّى ذلك وجوارحى كلّها شاهدة علىّ بما قد عملت يقينا غير ذى شك إنك سائلى من عظائم الأمور ، وانك الحكيم العدل الذي لا يجور وعدلك مهلكى ومن كل عدلك مهربى.

فأن تعذبنى فبذنوبى يا مولاى بعد حجتك علىّ وإن تعف عنّى فبحلمك وجودك وكرمك لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين لا إله إلّا أنت سبحانك إنى كنت من المستغفرين لا إله إلا أنت سبحانك إنّى كنت من الموحّدين ، لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الوجلين ، لا إله إلّا أنت سبحانك إنى كنت من الراجين الراغبين ، لا إله إلّا أنت سبحانك إنى كنت من السائلين ، لا إله إلّا أنت سبحانك انى كنت من المهلّلين المسبحين ، لا إله إلا أنت ربّى وربّ آبائى الأوّلين.

اللهم هذا ثنائى عليك ممجدا وإخلاصى لك موحدا وإقرارى بآلائك معددا وإن كنت مقرّا أنى لا أحصيها لكثرتها وسبوغها وتظاهرها وتقادمها إلى حادث ما لم تزل تتغمدنى به معها منذ خلقتنى وبرأتنى من أوّل العمر من الاغناء بعد الفقر ، وكشف الضرّ وتسبيب اليسر ودفع العسر وتفريج الكرب والعافية فى البدن والسلامة فى الدين ولو رفدني على قدر ذكر نعمك على جميع العالمين من الاولين والآخرين لما قدرت ، ولا هم على ذلك تقدّست وتعاليت من ربّ عظيم كريم رحيم.

لا تحصى آلاؤك ولا يبلغ ثناك ولا تكافى نعماؤك صلّ على محمّد وآل محمّد وأتمم علينا نعمتك وأسعدنا بطاعتك سبحانك لا إله إلّا أنت تجيب دعوة المضطرّ إذا دعاك وتكشف السوء وتغيث المكروب وتشفى السقيم وتغنى الفقير و

١٧٨

تجبر الكبير وترحم الصغير وتعين الكبير ، وليس دونك ظهير ولا فوقك قدير وأنت العلىّ الكبير يا مطلق المكبّل الأسير ، يا رازق الطفل الصغير يا عصمة الخائف المستجير يا من لا شريك له ولا قدير صلّ على محمّد وآل محمّد.

اعطنى فى هذه العشية أفضل ما أعطيت وأنلت أحدا من عبادك من نعمة تولّيها وآلاء تجدّدها وبلية تصرفها وكربة تكشفها ودعوة تسمعها وحسنة تتقبّلها وسيئة تغفرها انّك لطيف خبير وعلى كل شيء قدير ، اللهم إنك أقرب من دعى وأسرع من أجاب وأكرم من عفا وأوسع من أعطى وأسمع من سئل يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، ليس كمثلك مسئول ولا سواك مأمول دعوتك فأجبتنى وسألتك فاعطيتنى ورغبت إليك فرحمتني ووثقت بك فنجّيتنى وفزعت إليك فكفيتنى.

اللهم صلّى على محمّد عبدك ورسولك ونبيك وعلى آله الطيبين الطّاهرين أجمعين وتممّ لنا نعماؤك وهنئنا عطاءك واجعلنا لك شاكرين ولآلائك ذاكرين آمين ربّ العالمين اللهم يا من ملك فقدر وقدر فقهر ، وعصى فستر واستغفر فغفر ، يا غاية رغبة الراغبين ومنتهى أمل الراجين ، يا من أحاط بكلّ شيء علما ووسع المستقبلين رأفة وحلما اللهم إنا نتوجّه إليك فى هذه العشية الّتي شرّفتها وعظّمتها بمحمّد نبيك ورسولك وخيرتك وأمينك على وحيك.

اللهم فصلّ على البشير النذير السراج المنير ، الذي أنعمت به على المسلمين وجعلته رحمة للعالمين ، اللهم فصلّ على محمّد وآله ، كما محمّد أهل ذلك. يا عظيم ، فصلّ عليه وعلى آل محمّد المنتجبين الطيبين الطاهرين ، أجمعين ، وتغمّدنا بعفوك عنا ، فاليك عجّت الأصوات بصنوف اللغات واجعل لنا فى هذه العشية نصيبا فى كلّ خير تقسمه ونور تهدى به ورحمة تنشرها وعافية تجللها وبركة تنزلها ورزق تبسطه يا أرحم الراحمين.

١٧٩

اللهم اقلبنا فى هذا الوقت منجحين ، مفلحين ، مبرورين ، غانمين ولا تجعلنا من القانطين ولا تخلنا من رحمتك ولا تحر منا ما نؤمّله من فضلك ولا تردّنا خائبين ولا عن بابك مطرودين ولا تجعلنا من رحمتك محرومين ولا لفضل ما نؤمّله من عطاياك قانطين ، يا أجود الأجودين ويا أكرم الأكرمين.

اللهم إليك أقبلنا موقنين ولبيتك الحرام آمّين قاصدين ، فأعنّا على منسكنا وأكمل لنا حجّنا واعف اللهم عنّا وعافنا ، فقد مددنا إليك أيدينا وهى بذلّة الاعتراف موسومة ، اللهم فأعطنا فى هذه العشية ما سألناك واكفنا ما استكفيناك ، فلا كافى لنا سواك ولا ربّ لنا غيرك ، نافذ فينا حكمك ، محيط بنا علمك ، عدل فينا قضاؤك اقض لنا الخير واجعلنا من أهل الخير.

اللهم أوجب لنا بجودك عظيم الأجر وكريم الذخر ودوام اليسر واغفر لنا ذنوبنا أجمعين ولا تهلكنا مع الهالكين ولا تصرف عنّا رأفتك برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم اجعلنا فى هذا الوقت ممن سألك فأعطيته وشكرك فزدته وتاب إليك فقبلته وتنصل إليك من ذنوبه فغفر تهاله يا ذا الجلال والاكرام.

اللهم وفقنا وسدّدنا واعصمنا واقبل تضرّعنا يا خير من سئل ويا أرحم من استرحم ، يا من لا يخفى عليه اغماض الجفون ولا لحظ العيون ، ولا ما استقرّ فى المكنون ولا ما انطوت عليه مضمرات القلوب ، ألا كلّ ذلك قد أحصاه علمك ووسعه حلمك ، سبحانك وتعاليت عمّا يقول الظالمون علوّا كبيرا.

تسبّح لك السماوات السبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيء إلّا يسبّح بحمدك ، فلك الحمد والمجد ، وعلوّ الجدّ ، يا ذا الجلال والإكرام والفضل والإنعام والأيادي الجسام وأنت الجواد الكريم ، الرءوف الرحيم ، أوسع علىّ من رزقك وعافنى فى بدنى ودينى وآمن خوفى وأعتق رقبتى من النّار.

اللهم لا تمكر بي ولا تستدر جنى ولا تخذلنى ، وادر أعنّى شرّ فسقه الجنّ و

١٨٠