مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام0%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مؤلف: الشيخ عزيز الله العطاردي
تصنيف:

الصفحات: 496
المشاهدات: 68070
تحميل: 3343


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68070 / تحميل: 3343
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء 3

مؤلف:
العربية

٦ ـ عنه حدثنا وكيع عن اسماعيل بن أبى خالد عن أبيه ، قال كان لى على الحسين بن علىّ دين فأتيته أتقاضاه فوجدته قد خرج من الحمام وقد اثر الحناء بأظافره وجارية له تحكّ عنه أثر الحناء بقارورة(١) .

باب الصلاة

١ ـ البرقي ، عن أبيه عن الحسن بن الحسين ، عن يزيد بن هارون ، عن العلاء ابن راشد ، عن سعد بن طريف عن عمير المأمون رضيع الحسن بن علىعليهما‌السلام ، قال : أتيت الحسين بن علىعليهما‌السلام فقلت له : حدّثنى عن جدّك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : نعم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أدمن الى المسجد أصاب الخصال الثمانية : آية محكمة ، أو فريضة مستعملة أو سنّة قائمة أو علم مستطرف أو أخ مستفاد ، أو كلمة تدلّه على هدى أو تردّه عن ردى وتركه الذنب خشية أو حياء(٢) .

٢ ـ الصدوق باسناده عن علىعليه‌السلام انه قال للحسينعليه‌السلام : ادع فقال الحسين : اللهم معطي الخيرات من مظانّها ومنزل الرّحمات من معادنها ومجرى البركات على أهلها منك الغيث المغيث ، وأنت الغياث المستغاث ونحن الخاطئون وأهل الذّنوب وأنت المستغفر الغفّار ، لا إله إلّا أنت اللهم أرسل السماء علينا ديمة مدرارا واسقنا الغيث واكفا مغزارا ، غيثا مغيثا ، واسعا مسبغا مهطلا مريئا مريعا غدقا مغدقا عبابا مجلجلا سحّا سحساحا بسّا بساسا ، مسبلا عامّا ، ودقا مطفاحا يدفع الودق بالودق دفاعا ويطلع القطر منه غير خلّب البرق ولا مكذّب الرّعد تنعش به الضّعيف من عبادك وتحيى به الميّت من بلادك ، منّا علينا منك آمين يا

__________________

(١) المصنف : ١ / ١٠٩.

(٢) المحاسن : ٤٨.

٢٢١

ربّ العالمين.

فما تمّ كلامه حتّى صبّ الله الماء صبّا وسئل سلمان الفارسى ـ رضى الله عنه ـ فقيل له : يا أبا عبد الله هذا شيء علّماه؟ فقال ويحكم ألم تسمعوا قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث يقول : أجريت الحكمة على لسان أهل بيتى(١) .

٣ ـ عنه أبىرحمه‌الله قال : حدّثنى سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبى عبد الله ، عن أبى الجوزاء ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن عاصم ابن أبى النجود الأسدي عن ابن عمر عن الحسين بن علىعليهما‌السلام يقول : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيّما امرئ مسلم جلس فى مصلّاه الذي صلّى فيه الفجر يذكر الله تعالى حتّى تطلع الشمس كان له من الأجر كحاجّ بيت الله تعالى وغفر الله له فان جلس فيه حتى تكون ساعة تحلّ فيها الصلاة فصلّى ركعتين أو أربعا غفر له ما سلف من ذنبه وكان له من الأجر كحاجّ بيت الله(٢) .

٤ ـ ابن شهرآشوب ، عن حفص بن غياث عن أبى عبد اللهعليه‌السلام ، قال إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان فى الصلاة وإلى جانبه الحسين فكبّر رسول الله فلم يحر الحسين التّكبير ولم يزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يكبّر ويعالج الحسين التكبير ولم يحر حتّى أكمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سبع تكبيرات فأحار الحسين التّكبير فى السّابعة فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام فصارت سنّة(٣) .

٥ ـ أبو خالد الواسطى حدثني زيد بن على عن أبيه عن جدّهعليهم‌السلام قال : نزل جبرئيل على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله حين زالت الشمس فأمره أن يصلّى الظهر ثم نزل عليه حين كان الفيء قامة فأمره أن يصلّي العصر ، ثم نزل عليه حين وقع قرص الشمس فأمره أن يصلّى المغرب ثم نزل عليه حين وقع الشفق فأمره أن يصلى العشاء ثم نزل عليه

__________________

(١) الفقيه : ١ / ٥٣٧.

(٢) ثواب الاعمال : ٦٨.

(٣) المناقب : ٢ / ١٩٧.

٢٢٢

حتى طلع الفجر فأمره أن يصلى الفجر ، ثم نزل عليه فى الغد حين كان الفيء على قامة من الزوال فأمره أن يصلى الظهر ثم نزل عليه حين كان الفيء على قامتين من الزوال فأمره أن يصلّى العصر ثم نزل عليه حين وقع القرص فأمره أن يصلّى المغرب ثم نزل عليه بعد ذهاب ثلث اللّيل فأمره ان يصلّى العشاء ثم نزل عليه حين أسفر الفجر فأمره أن يصلّى الفجر.

ثم قال يا رسول الله بين هذين الوقتين وقت. سمعت الإمام الشهيد أبا الحسين زيد بن على وقد سئل عن قولهعزوجل ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) فقال دلوك الشمس زوالها وغسق الليل ثلثه حين يذهب البياض من أسفل السماء( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) تشهده ملائكة اللّيل وملائكة النهار وقال زيد بن على أفضل الأوقات أولها وإن أخرت فلا بأس وقال زيد بن على الشفق : الحمرة(١) .

٦ ـ ابو حنيفة المغربى : روينا عن أبى جعفر محمّد بن على أنه قال : حدّثنى من رأى الحسين بن علىعليهما‌السلام وهو يصلّى فى توب واحد ، وحدّثه أنه رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّى فى ثوب واحد(٢) .

٧ ـ ابن أبى شيبة حدثنا أبو اسامة عن أبى روق ، عن زياد بن المقطع قال رأيت الحسين بن على أسفر بالفجر جدّا(٣) .

٨ ـ ابو بكر عبد الله بن محمّد بن أبى شيبة قال : حدثنا سفيان بن عيينة قال رأى عبد الله بن أبى يزيد حسين بن علىعليهما‌السلام فى حوض زمزم وقد اقيمت الصلاة يشجر بين الامام وبين بعض الناس شيء ونادى المنادى قد قامت الصلاة فجعلوا يقولون له اجلس فيقول قد قامت الصلاة(٤) .

__________________

(١) مسند زيد : ٩٨.

(٢) دعائم الاسلام : ١ / ١٧٧.

(٣) المصنف : ١ / ٣٢١.

(٤) المصنف : ١ / ٤٠٦.

٢٢٣

٩ ـ عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرنى عبد الله بن أبى يزيد عن حسين ابن على بن أبى طالبعليهما‌السلام قال : ورأيته فى حوض زمزم الذي يسقى الحاج فيه والحوض يومئذ بين الركن وزمزم فأقام المؤذّن بالصلاة فلما قال : قد قامت الصلاة قام حسين وذلك بعد وفاة معاوية ، وأهل مكة لا إمام لهم ، فيقال له : اجلس حتى يصفّ الناس فيقول : قد قامت الصلاة(١) .

١٠ ـ عبد الرزاق عن ابن عيينة قال : أخبرنى عبيد الله بن أبى يزيد قال : رأيت حسين بن علىّ بحوض فى زمزم وشجر بين ابن الزبير وبين رجل شيء عند إقامة الصلاة فرأيت حسينا قائما فى الحوض فيقال له : اجلس! فيقول : قد قامت الصلاة مرّتين(٢) .

١١ ـ الحافظ أبو نعيم حدثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، ثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن تميم ، ثنا محمّد بن حميد ثنا مهران ثنا غياث بن المسيّب وأثنى عليه خيرا ، عن أبى إسحاق عن الحسين بن علىعليهما‌السلام أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل وبيده عرق ، فسمع إقامة الصلاة فألقى العرق على الخوان ثمّ مسح يده إحداهما على الأخرى فقام إلى الصلاة ولم يتوضّأ(٣) .

١٢ ـ البيهقي أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ على بن عمر الحافظ ، ثنا ابراهيم بن محمّد بن على بن بطحاء ثنا الحسين بن الحكم الحيرى ، ثنا حسن بن حسين العرنى ثنا حسين بن يزيد عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عن على بن حسين ، عن الحسين بن على أبى طالبعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال يصلى المريض قائما إن استطاع فان لم يستطع صلّى قاعدا فان لم يستطع أن يسجد أومأ وجعل سجوده أخفض من ركوعه فان لم يستطع أن يصلّى قاعدا صلّى على جنبه الأيمن مستقبل

__________________

(١) المصنف : ١ / ٥٠٥.

(٢) المصنف : ١ / ٥٠٥.

(٣) اخبار اصفهان : ٢ / ٢٤٥.

٢٢٤

القبلة فان لم يستطع أن يصلّى على جنبه الأيمن صلّى مستلقيا رجله مما يلى القبلة(١) .

١٣ ـ الهيتمى باسناده عن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال : علّمنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كلمات أقولهنّ فى قنوت الوتر : اهدنى فيمن هديت وعافنى فيمن عافيت وتولّنى فيمن تولّيت وبارك لى فيما أعطيت وقنى شرّ ما قضيت فانك تقضى ولا يقضى عليك وأنّه لا يزلّ من واليت تباركت ربّنا وتعاليت(٢)

١٤ ـ ابن أبى شيبة حدثنا وكيع عن حسن بن صالح عن منصور عن شيخ يكنى أبا محمّد أنّ الحسين بن على كان يقول فى قنوت الوتر : اللهم : إنك ترى ولا ترى وأنت بالمنظر الأعلى وأنّ إليك الرجعى وان لك الآخرة والأولى اللهم إنّا نعوذ بك من ان نذل ونخزى(٣) .

١٥ ـ ابن المغازلى أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب بن طاوان ، إجازة أن أبا أحمد عمر بن عبيد الله بن شوذب ، حدّثه قال : حدّثنا محمّد بن عثمان وهو ابن شمعون المعدّل حدّثنا محمّد بن أحمد البزّاز حدّثنا الزبير بن بكّار ، حدّثنا محمّد بن يحيى بن ثوبان ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن محمّد الدراوردي ، عن محمّد بن عبد الله ابن حرام ، عن عبد الرحمن بن جابر ، عن أبيه قال :

كان الحسين بن علىعليهما‌السلام بطّأ لسانه فصلّى خلف النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : الله اكبر فقال الحسين بن على : الله اكبر فسرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال رسول الله : الله اكبر فقال الحسين الله اكبر حتى كبّر سبعا فسكت الحسين فقرأ رسول الله ثمّ قال فى الثانية فقال الله أكبر فقال الحسينعليه‌السلام الله أكبر حتى كبّر خمسا ، فسكت الحسين فسر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأصل التكبير في العيدين ذلك(٤) .

١٦ ـ أبو حنيفة المغربى روينا عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن

__________________

(١) سنن الكبرى : ٢ / ٣٠٧.

(٢) مجمع الزوائد : ٢ / ٢٤٤.

(٣) المصنف : ٢ / ٣٠٠.

(٤) المناقب : ٦٢.

٢٢٥

الحسين بن على ، عن علىّ بن أبى طالب صلوات الله عليه وعلى الأئمّة من ولده ، أنّه سئل عن قول الناس فى الأذان أنّ السبب كان رؤيا فيه رآها عبد الله بن زيد ، فأخبر بها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فأمر بالأذان ، فقال الحسينعليه‌السلام : الوحى يتنزّل على نبيّكم وتزعمون أنّه أخذ الأذان عن عبد الله بن زيد والأذان وجه دينكم وغضب.

ثمّ قال : بل سمعت أبى علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام يقول : أهبط اللهعزوجل ملكا حتّى عرج برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر حديث الأسراء بطول قال فيه : وبعث الله ملكا لم ير فى السماء قبل ذلك الوقت ولا بعده ، فأذن مثنى وأقام مثنى وذكر كيفية الأذان وقال جبرائيل للنبىّصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمّد هكذا أذّن للصلاة(١) .

باب الصّوم

١ ـ الصدوق كان أبو عبد الله الحسين بن علىعليه‌السلام إذا صام يتطيّب بالطيب ويقول : الطّيب تحفة الصائم(٢) .

٢ ـ قال ابن شهرآشوب : سئل الحسينعليه‌السلام لم افترض اللهعزوجل على عبيده الصّوم قال : ليجد الغنىّ مسّ الجوع فيعود بالفضل على المساكين(٣) .

٣ ـ عبد الرزاق عن الثورى عن ابراهيم بن مهاجر وجابر وإسماعيل كلّهم يحدث عن الشعبى قال : احتجم حسين بن علي بن أبي طالبعليهما‌السلام وهو صائم(٤) .

٤ ـ محمّد بن سعد أخبرنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقي قال : حدّثنا مسلم ابن خالد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، قال : جاء رجل من اهل مصر إلى حسن و

__________________

(١) دعائم الاسلام : ١ / ١٤٣.

(٢) الخصال : ٦٢.

(٣) المناقب : ٢ / ١٩٣.

(٤) المصنف : ٤ / ٢١٤.

٢٢٦

حسينعليهما‌السلام يوم عرفة فسألهما عن صيام يوم عرفة فوجد حسينا صائما ووجد حسنا مقطرا وقالا : كلّ ذلك حسن(١) .

باب الزكاة

١ ـ محمّد بن يعقوب عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عمّن حدّثه عن عبد الرحمن العزرمىّ ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : جاء رجل إلى الحسن والحسينعليهما‌السلام وهما جالسان على الصفا فسألهما فقالا : إنّ الصدقة لا تحلّ الّا فى دين موجع أو غرم مفظع ، أو فقر مدقع ، ففيك شيء من هذا؟ قال : نعم فأعطياه وقد كان الرجل سأل عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبى بكر فأعطياه ولم يسألاه عن شيء فرجع إليهما فقال لهما : ما لكما لم تسألنى عمّا سألنى عنه الحسن والحسينعليهما‌السلام ؟ وأخبر هما بما قالا فقالا : إنّهما غذا بالعلم غذاء(٢) .

٢ ـ قال الفتال : روى انّ حسين بن علىّعليهما‌السلام سئل عن بدء الزّكاة فقال : اللهعزوجل أوحى إلى آدم أن زكّ عن نفسك يا آدم قال : ربّ وما الزّكاة قال : صلّ لى عشر ركعات فصلّى ثم قال ربّ هذه الزكاة علىّ وعلى الخلق فقال : هذه الزّكاة عليك فى الصّلاة وعلى ولدك فى المال من جمع من ولدك مالا(٣) .

٣ ـ المفيد باسناده عن هشام بن سالم ، عن حسن بن عليّ الخلال قال : أخبرنى جدّي قال : سمعت الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما يقول : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ابدأ بمن تعول ، أمّك وأباك وأختك وأخاك ، ثمّ أدناك فأدناك

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين من الطبقات.

(٢) الكافى : ٤ / ٤٧.

(٣) روضة الواعظين : ٢٩٩.

٢٢٧

وقال : لا صدقة وذو رحم محتاج(١) .

٤ ـ ابو حنيفة المغربى باسناده عن الحسين بن علىعليهما‌السلام أنه ذكر له رجل من بنى أمية تصدّق بصدقة كثيرة ، فقال : مثله مثل الذي سرق الحاجّ وتصدّق بما سرق إنما الصّدقة صدقة من عرق فيها جبينه واغبر فيها وجهه مثل علىعليه‌السلام ومن تصدّق بمثل ما تصدّقبه(٢) .

٥ ـ عنه روينا ، عن الحسن والحسين صلوات الله عليهما أنهما كانا يؤدّيان زكاة الفطر عن علىّ حتّى ماتا وكان علىّ بن الحسينعليهما‌السلام يؤدّيها عن أبيه الحسينعليه‌السلام حتى مات ، وكان أبو جعفر يؤديها عن علىّ حتّى مات قال جعفر بن محمّدعليهما‌السلام : وأنا أؤدّيها عن أبى وهذا من التطوّع بالصّدقة عن الموتى(٣) .

٦ ـ عنه باسناده عن الحسين بن علىعليهما‌السلام أنه قيل له : إن عبد الله بن عامر تصدّق اليوم بكذا وكذا وأعتق اليوم كذا وكذا فقال : إنّما مثل عبد الله بن عامر كمثل الذي يسرق الحاجّ ثمّ يتصدّق بما سرق وإنّما الصدقة الطيبة صدقة الذي عرق فيها جبينه واغبرّ فيها وجهه قيل لأبى عبد اللهعليه‌السلام : من عنى بذلك؟ قال : عنى به عليّاعليه‌السلام (٤) .

٧ ـ عنه باسناده عن الحسين بن علىعليه‌السلام أنّه ورث أرضا وأشياء فتصدّق بها قبل أن يقبضها(٥) .

٨ ـ الحافظ ابن عساكر أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد بن صصري أنبأنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمدانيّ أنبأنا رشاء بن نظيف المقرئ إجازة ، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق بن يزيد الحلبي ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله الناقد ، حدثني أبو القاسم مسعود ـ يعنى ابن عبد الله ـ

__________________

(١) الاختصاص : ٢١٩.

(٢) دعائم الاسلام : ١ / ٢٤٩.

(٣) دعائم الاسلام : ١ / ٢٧٣.

(٤) دعائم الاسلام : ٢ / ٣٢٩.

(٥) دعائم الاسماء : ٢ / ٣٣٩.

٢٢٨

حدثني حميد بن ابراهيم المعافري ، قال سمعت عبد الله بن عبد الله المدينى يذكر عن أبيه عن جدّه ـ وكان مولى للحسين بن على بن أبي طالبعليهما‌السلام .

أخبرنا أبو القاسم ابن السوسى أنبأنا أبو الفضل أحمد بن على بن الفرات قراءة عليه ، أنبأنا أبى إجازة أنبأنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي بمصر ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن ابراهيم اللّيثى الشافعي أنبأنا محمّد بن أحمد ، أنبأنا هارون بن محمّد ، أنبأنا قعنب بن المحرز أنبأنا الأصمعي عن أبى عمرو ابن العلاء : عن الذيال بن حرملة ، قال خرج سائل يتخطّى أزقّة المدينة حتى أتى باب الحسين بن علي فقرع الباب وأنشأ يقول :

لم يخب اليوم من رجاك ومن

حرّك من خلف بابك الحلقة

فأنت ذو الجود أنت معدنه

أبوك قد كان قاتل الفسقة

قال : وكان الحسين بن علىعليهما‌السلام واقفا يصلي فخفّف من صلاته وخرج إلى الأعرابى فرأى عليه أثر ضرّ وفاقة ، فرجع ونادى بقنبر فأجابه لبيك يا ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ما تبقى معك من نفقتنا؟ قال : مأتا درهم أمرتنى بتفريقها فى أهل بيتك قال : فهاتها فقد أتى من هو أحق بها منهم؟ فأخذها من قنبر وخرج فرفعها إلى الأعرابى وأنشأ يقول :

خذها فإنّى إليك معتذر

واعلم بأنّى عليك ذو شفقة

لو كان فى سيرنا الغداة عصا

كانت سمانا عليك مندفقة

لكنّ ريب الزمان ذو نكد

والكفّ منا قليلة النفقة

قال : فأخذها الأعرابى وولى وهو يقول :

مطهّرون نقيّات جيوبهم

تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

وأنتم أنتم الأعلون عندكم

علم الكتاب وما جاءت به السور

٢٢٩

من لم يكن علويّا حين تنسبه

فماله فى جميع الناس مفتخر(١)

٩ ـ أحمد بن حنبل ، ثنا وكيع وعبد الرحمن قال حدّثنا سفيان عن مصعب بن محمّد عن يعلى بن أبى يحيى ، عن فاطمة بنت حسين عن أبيها حسين بن علىعليهما‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : للسائل حقّ وان جاء على فرس(٢) .

١٠ ـ عنه أنبأنا وكيع ثنا ثابت بن عمارة عن ربيعة بن شيبان قال قلت للحسين بن علىعليهما‌السلام ما تعقل عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال صعدت غرفة فاخذت تمرة فلكتها فى فىّ فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ألقها فانّها لا تحلّ لنا الصدقة(٣) .

١١ ـ ابو داود حدثنا محمّد بن كثير أخبرنا سفيان ، ثنا مصعب بن محمّد بن شرحبيل حدّثنى يعلى بن أبى يحيى ، عن فاطمة بنت حسين ، عن حسين بن علىعليهما‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : للسائل حقّ وإن جاء على فرس(٤) .

١٢ ـ البيهقي أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمّد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمى ثنا محمّد بن يوسف ثنا سفيان عن مصعب بن محمّد عن يعلى مولى لفاطمة وأنبأ أبو على الروذبارى أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمّد بن كثير ثنا سفيان ثنا مصعب بن محمّد بن شرحبيل حدثني يعلى بن أبى يحيى عن فاطمة بنت حسين بن علىعليهما‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للسائل حقّ وان جاء على فرس ، وفى رواية الفريابى وان جاء على فرسه(٥) .

١٣ ـ قال أبو الحسن الأخفش : حدثنا المبرّد فى غير الكامل قال : قال الحسن والحسينعليهما‌السلام لعبد الله بن جعفر : إنك قد أسرفت فى بذل المال قال : بأبى أنتما وأمىّ! إن الله عوّدنى أن يفضل علىّ وعوّدته أن أفضل على عباده ، فأخاف أن أقطع العادة فتقطع عنّى(٦) .

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١٦٠

(٢) مسند احمد : ١ / ٢٠١.

(٣) مسند احمد : ١ / ٢٠١.

(٤) سنن ابى داود : ٢ / ١٢٦.

(٥) سنن الكبرى : ٧ / ٢٣.

(٦) الكامل : ١ / ١٣٨.

٢٣٠

١٤ ـ أبو بكر بن أبى شيبة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن مصعب بن محمّد عن يعلى بن أبى يحيى عن فاطمة بنت حسين عن أبيها قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للسائل حقّ وإن جاء على فرس(١) .

١٥ ـ عنه حدثنا شريك عن أبى اسحاق أن سائلا سأل ابن عمرو الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر فقالوا إن كنت تسأل لدين مفظع أو فقر مدفع أو قال مودع أو قال دم موجع فان الصدقة تحلّ لك(٢) .

١٦ ـ البلاذرى حدثنا محمّد بن مصفى الحمصى ، ثنا العباس بن الوليد ، عن شعبة ، عن يريد بن أبى مريم ، عن أبى الحوراء السعدى قال :

قلت لحسين بن علىعليهما‌السلام : ما تذكر من رسول الله؟ قال : أتى رسول الله بتمر من تمر الصدقة فأخذت منه تمرة فجعلت ألوكها ، فأخذها بلعابها حتّى ألقاها فى التمر وقال: أنّ آل محمّد لا تحلّ لهم الصدقة(٣) .

باب المعيشة

١ ـ الصدوق باسناده عن الحسين بن علىعليهما‌السلام أنه قال خطبنا أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال سيأتى على الناس زمان عضوض يعضّ المؤمن على ما فى يده ولم يؤمن بذلك قال الله تعالى :( وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ) إن الله كان بما تعملون بصيرا» وسيأتى زمان يقدّم فيه الأشرار وينسى فيه الأخيار ويبايع المضطرّ وقد نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن بيع المضطرّ وعن بيع الغرر ، فاتّقوا الله يا أيها الناس وأصلحوا ذات بينكم واحفظونى فى أهلى(٤) .

__________________

(١) المصنف : ٣ / ١١٣.

(٢) المصنف : ٣ / ٢١٠.

(٣) الحسين والسنة : ٣٥.

(٤) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٤٥.

٢٣١

٢ ـ روى المجلسى عن مسكّن الفؤاد عن الحسينعليه‌السلام أنّه قال لرجل : يا هذا لا تجاهد في الرّزق جهاد الغالب ولا تتّكل على القدر اتكال مستسلم ، فانّ اتّباع الرّزق من السنّة والاجمال فى الطلب من العفّة وليس العفة بمانعة رزقا(١)

٣ ـ عنه عن الامام الحسينعليه‌السلام قال : ولا الحرص تجالب فضلا وإنّ الرزق مقسوم والأجل مختوم واستعمال الحرص طلب المأثم(٢) .

٤ ـ الخطيب حدثني أبو طالب عمر بن ابراهيم الفقيه ، أخبرنى أبو طالب الفقيه أخبرنا أبو على أحمد بن سليمان بن داود التّمار حدثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز أبو القاسم البغوى ـ حدثنا كامل بن طلحة حدثنا أبو هشام القناد البصرى قال : كنت أحمل المتاع من البصرة إلى الحسين بن على بن أبى طالب ، فكان ربّما يماكسني فيه ، فلعلى لا أقوم من عنده حتّى يهب عامته ، قلت يا ابن رسول الله أجيئك بالمتاع من البصرة تماكسنى فيه ، فلعلى لا أقوم حتى تهب عامته؟! فقال إن أبى حدثني يرفع الحديث إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : المغبون لا محمود ولا مأجور.

قال أبو القاسم : هكذا حدثنا كامل بهذا الحديث عن أبى هشام القناد. قال غيره عن هذا الشيخ قال : كنت أحمل المتاع إلى الحسين بن على بن أبي طالبعليهما‌السلام ، ويقال انه وهم من كامل. ورواه غيره عن هذا الشيخ قال : كنت أحمل المتاع إلى على بن الحسين والله أعلم(٣) .

٥ ـ روى الهيتمى باسناده عن الحسين بن علىعليهما‌السلام يرفعه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : المغبون لا محمود ولا مأجور(٤) .

٦ ـ الحافظ ابن عساكر أخبرنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : قرئ على ابراهيم بن منصور أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ قالا : أخبرنا أبو يعلى أخبرنا

__________________

(١) البحار : ٣ / ٢٧.

(٢) البحار : ١٠٣ / ٢٧.

(٣) تاريخ بغداد : ٤ / ١٨٠.

(٤) مجمع الزوائد : ٤ / ٧٥.

٢٣٢

عبد الرحمن بن سلام الجمحي أخبرنا هشام بن زياد عن أمه : عن فاطمة بنت الحسين أنها سمعت أباها الحسين ـ زاد ابن حمدان : ابن علىّ ـ يقول : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ما من مسلم ، ولا مسلمة يصاب بمصيبة ـ وفي حديث ابن حمدان : تصيبه مصيبة ـ وإن قدم عهدها فيحدث لها ـ وفى حديث ابن المقرئ له ـ استرجاعا الّا أحدث الله له عند ذلك وأعطاه ثواب ما وعد ـ

فى حديث ابن المقرئ : وعده عليها ـ يوم أصيب بها ، قالا : وأنبأنا أبو يعلى قال : أنبأنا حوثرة ، أنبأنا هشام أبو المقدام بإسناده نحوه ، قالا : وأخبرنا أبو يعلى أخبرنا كامل ـ زاد ابن حمدان : ابن طلحة ـ أخبرنا أبو هشام القناد ، عن الحسين ابن عليعليهما‌السلام يرفعه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال المغبون لا محمود ولا مأجور. رواه البغوى عن كامل فزاد فى إسناده : على بن أبي طالب(١) .

٧ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندى وأبو المحاسن ابن الطبرى قالا : أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، أخبرنا عيسى بن على ، أخبرنا كامل بن طلحة ، أخبرنا أبو هشام القناد البصرى قال : كنت أحمل المتاع من البصرة إلى الحسين بن على بن أبى طالب ، فكان يماكسني فيه فلعلي لا أقوم من عنده حتى يهب عامته فقلت : يا ابن رسول الله أجيئك بالمتاع من البصرة تماكسني فيه ، فلعلي لا أقوم من عندك حتى تهب عامّته فقال إن أبى حدّثنى يرفع الحديث إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ أنه قال : المغبون لا محمود ولا مأجور.

قال أبو القاسم البغوي : هكذا حدّثنا بهذا الحديث ، عن أبى هشام القناد قال : كنت أحمل المتاع إلى الحسين بن علي بن أبى طالبعليهما‌السلام فيما كسني فيه ، ويقال : إنه وهم من كامل ، روى غيره عن هذا الشيخ فقال : كنت أحمل المتاع إلى علىّ بن الحسين والله أعلم. ورواه أبو سعيد الحسن بن علي العدوى عن كامل ، وزاد فيه ، «على

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٦.

٢٣٣

بن أبي طالب» إلّا أنه جعله من رواية الحسن لا الحسينعليهما‌السلام (١) .

باب الحج

١ ـ البرقي عن أبيه عن محمّد بن بكر ، عن زكريّا بن محمّد ، عن عيسى بن سوادة عن أبى المنكدر عن أبى جعفرعليه‌السلام قال : قال ابن عبّاس : ما ندمت على شيء ندمى على ان لم أحجّ ما شيا لأنّى سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من حجّ بيت الله ماشيا كتب الله له سبعة آلاف حسنة من حسنات الحرم ، قيل : يا رسول الله ما حسنات الحرم؟ قال : حسنته ألف ألف حسنة وقال : فضل المشاة فى الحجّ كفضل القمر ليلة البدر على سائر النّجوم وكان الحسين بن علىعليهما‌السلام يمشى الى الحجّ ودابّته تقاد وراءه(٢) .

٢ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن ابن بكير ، عن زرارة قال : قلت لأبى جعفرعليه‌السلام : قد أدركت الحسينعليه‌السلام قال : نعم أذكر وأنا معه فى المسجد الحرام ، وقد دخل فيه السيل والناس يقومون على المقام يخرج الخارج يقول : قد ذهب به السيل ويخرج منه الخارج فيقول : هو مكانه قال : فقال لي : يا فلان ما صنع هؤلاء؟ فقلت : أصلحك الله يخافون أن يكون السيل قد ذهب بالمقام.

فقال ناد : أنّ الله تعالى قد جعله علما لم يكن ليذهب به فاستقرّوا وكان موضع المقام الّذي وضعه إبراهيمعليه‌السلام عند جدار البيت فلم يزل هناك حتّى حوّله أهل الجاهليّة إلى المكان الذي هو فيه اليوم فلمّا فتح النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مكّة ردّه إلى الموضع

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٦.

(٢) المحاسن : ٧٠.

٢٣٤

الّذي وضعه ابراهيم فلم يزل هناك إلى أن ولى عمر بن الخطاب فسأل الناس من منكم يعرف المكان الّذي كان فيه المقام ، فقال رجل : أنا قد كنت أخذت مقداره بنسع فهو عندي فقال : ائتنى به فأتاه به فقاسه ثمّ ردّه إلى ذلك المكان(١) .

٣ ـ عنه ، عن علىّ بن ابراهيم ، عن أبيه عن ابن أبى عمير ، ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل ابن شاذان عن ابن أبى عمير وصفوان ، عن معاوية بن عمار ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول : المحصور غير المصدود المحصور المريض والمصدود الّذي يصدّه المشركون كما ردّوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه ليس من مرض والمصدود تحلّ له النساء والمحصور لا تحلّ له النساء ؛ قال : وسألته عن رجل أحصر فبعث بالهدى.

قال : يواعد أصحابه ميعادا إن كان فى الحجّ فمحلّ الهدى يوم النحر فاذا كان يوم النّحر فليقصّ من رأسه ولا يجب عليه الحلق حتّى يقضي المناسك وإن كان فى عمرة فلينظر مقدار دخول أصحابه مكّة والسّاعة الّتي يعدهم فيها فإذا كان تلك الساعة قصر وأحلّ وإن كان مرض في الطريق بعد ما أحرم فأراد الرّجوع رجع الى أهله ونحر بدنة أو أقام مكانه حتّى يبرأ إذا كان في عمرة وإذا برء فعليه العمرة واجبة وإن كان عليه الحجّ رجع أو أقام ففاته الحجّ فإنّ عليه الحجّ من قابل ؛

فإنّ الحسين بن علىّ صلوات الله عليهما خرج معتمرا فمرض فى الطريق فبلغ عليّاعليه‌السلام ذلك وهو فى المدينة فخرج فى طلبه فأدركه بالسقيا وهو مريض بها فقال : يا بنىّ ما تشتكى؟ فقال أشتكي رأسي فدعا علىّعليه‌السلام ببدنة فنحرها وحلق رأسه وردّه إلى المدينة فلمّا برء وجعه اعتمر قلت : أرأيت حين برء من وجعه قبل أن يخرج إلى العمرة حلّت له النساء قال : لا تحلّ له النّساء حتّى يطوف بالبيت وبالصّفا والمروة قلت : فما بال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين رجع من الحديبية حلّت له

__________________

(١) الكافى : ٤ / ٢٢٣.

٢٣٥

النّساء ولم يطف بالبيت قال : ليسا سواء كان النبيّ مصدودا والحسين محصورا(١) .

٤ ـ قال المجلسى : روى فى بعض مؤلّفات أصحابنا عن أبى سلمة قال : حججت مع عمر بن الخطّاب فلمّا صرنا بالأبطح فاذا بأعرابىّ قد أقبل علينا فقال : يا أمير المؤمنين إنّى خرجت وأنا حاجّ محرم فأصبت بيض النعام فاجتنيت وشوّيت وأكلت فما يجب علىّ؟ قال : ما يحضرنى فى ذلك شى؟ فاجلس لعلّ الله يفرّج عنك ببعض أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا امير المؤمنينعليه‌السلام قد أقبل والحسينعليه‌السلام يتلوه.

فقال عمر : يا أعرابىّ هذا علىّ بن أبى طالب فدونك ومسألتك فقام الأعرابىّ وسأله فقال علىّعليه‌السلام : يا أعرابىّ سل هذا الغلام عندك يعني الحسينعليه‌السلام ، فقال الأعرابىّ إنّما يحيلني كلّ واحد منكم على الآخر فأشار النّاس إليه : ويحك هذا ابن رسول الله فسأله ، فقال الأعرابىّ : يا ابن رسول الله إنّى خرجت من بيتى حاجّا وقصّ عليه القصّة.

فقال له الحسينعليه‌السلام : ألك إبل؟ قال : نعم قال : خذ بعدد البيض الّذي أصبت نوقا فاضربها بالفحولة فما فصلت فاهدها إلى بيت الله الحرام ، فقال عمر : يا حسين النّوق يزلفن ، فقال الحسين : يا عمر إنّ البيض يمرقن فقال : صدقت وبررت فقام علىّ وقال : «ذرّيّة بعضها من بعض والله سميع عليم»(٢) .

٥ ـ أحمد بن حنبل حدّثنا محمّد بن سلمة عن أبى إسحاق عن أبان بن صالح عن عكرمة قال : أفضت مع الحسين بن علىعليهما‌السلام من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبّى حتّى رمى جمرة العقبة فسألته فقال : أفضت مع أبى من المزدلفة فلم أزل معه يلبّى حتى رمى جمرة العقبة فسألته فقال أفضت مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبّى حتّى رمى جمرة العقبة(٣) .

__________________

(١) الكافى : ٤ / ٣٦٩.

(٢) بحار الانوار : ٤٤ / ١٩٧.

(٣) مسند احمد : ١ / ١١٤.

٢٣٦

٦ ـ مالك عن يحيى بن سعيد ، عن يعقوب بن خالد ، المخزومىّ ، عن أبى أسماء مولى عبد الله بن جعفر أنّه أخبره أنّه كان مع عبد الله بن جعفر فخرج معه من المدينة فمرّوا على حسين بن علىّعليهما‌السلام وهو مريض بالسّقيا ، فأقام عليه عبد الله بن جعفر حتّى إذا خاف الفوات خرج وبعث إلى علىّ ابن أبى طالب وأسماء بنت عميس وهما بالمدينة فقد ما عليه ثمّ إنّ حسينا أشار إلى رأسه فأمر علىّ برأسه فحلق ثمّ نسك عنه بالسّقيا فنحر عنه بعيرا(١) .

٧ ـ الهيتمى باسناده عن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال جاء : رجل الى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال إنى جبان وإنى ضعيف فقال هلمّ إلى جهاد لا شوكة فيه ، الحجّ(٢) .

٨ ـ البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، قال حدثني أبان بن صالح عن عكرمة قال أفضت مع الحسين بن علىعليهما‌السلام فما أزال اسمعه يلبّى حتىّ رمى جمرة العقبة فلمّا قذفها أمسك فقلت ما هذا فقال رأيت أبى علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام يلبّى حتّى رمى جمرة العقبة وأخبرنى أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يفعل ذلك(٣) .

٩ ـ أبو بكر بن أبى شيبة قال : نا ابن مهدى عن صالح بن أبى الأخضر ، عن رجل يقال له : خالد عن مولاة لهم ، عمّن حدّثها أنّ الحسن والحسين قدما مكة ليلا فطافا ثم خرجا(٤) .

١٠ ـ محمّد بن سعد أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدّثنا زهير بن معاوية قال : حدثنا عمّار بن معاوية الدهنى ، قال : حدّثنى أبو سعيد قال : رأيت الحسن والحسين يصلّيان مع الإمام العصر ثم أتيا الحجر واستلماه ثم طافا أسبوعا وصلّيا ركعتين ، فقال النّاس هذان ابنا بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فحطمهما الناس حتّى لم

__________________

(١) الموطا : ٢٧٥.

(٢) مجمع الزوائد : ٣ / ٢٠٦.

(٣) سنن الكبرى : ٥ / ١٣٨.

(٤) المصنف : ٤ / ٧١.

٢٣٧

يستطيعا أن يمضيا ومعهما رجل من الركانات فأخذ الحسين بيد الركانى وردّ الناس عن الحسن وكان يجلّه وما رأيتهما مرّا بالركن الذي يلى الحجر من جانب الحجر ، إلّا استلماه ، قال : قلت لأبى سعيد : فلعلّهما بقي عليهما بقيّة من أسبوع قطعته الصلاة؟ قال : لا ، بل طافا أسبوعا تامّا(١) .

١١ ـ عنه قال أخبرنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقى قال : حدّثنا مسلم بن خالد ، عن عمرو بن دينار ، قال : رأيت حسنا وحسينا يطوفان بعد العصر ويصلّيان(٢) .

١٢ ـ عنه قال : أخبرنا طلق بن غنام النخعي قال : حدّثنا شريك وقيس عن عمّار الدهني عن مسلم البطين ، عن حسين بن علىعليهما‌السلام أنّه كان يدّهن عند الإحرام بالزيت ويدّهن أصحابه بالدّهن الطيب(٣) .

باب الزيارة

١ ـ الحميرى باسناده عن أبى البخترى عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن الحسين بن علىّعليهم‌السلام قال كان يزور قبر الحسن بن علىّ كل عشية جمعة(٤) .

٢ ـ محمّد بن يعقوب عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبى عبد الله ، عن عثمان ابن عيسى ، عن المعلّى أبى شهاب قال : قال الحسينعليه‌السلام لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا أبتاه ما لمن زارك؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا بنىّ من زارنى حيّا أو ميّتا أو زار أباك أو زار

__________________

(١) ترجمه الامام الحسين من الطبقات : ٣٧.

(٢) ترجمه الامام الحسين من الطبقات : ٣٧.

(٣) ترجمه الامام الحسين من الطبقات : ٣٧.

(٤) قرب الاسناد : ٦٥.

٢٣٨

أخاك أوزارك كان حقّا عليّ أن أزوره يوم القيامة وأخلّص من ذنوبه(١) .

٣ ـ أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمىّ ، الفقيه ، قال حدّثنى أبىرحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله بن أبى خلف الأشعرى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال بينما الحسين بن علىعليهما‌السلام فى حجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ رفع رأسه فقال له يا أبة ما لمن زارك بعد موتك فقال : يا بنىّ من أتانى زائرا بعد موتى فله الجنة ومن أتى أباك زائرا بعد موته فله الجنّة ومن آتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنّة ومن أتاك زائرا بعد موتك فله الجنّة(٢) .

٤ ـ عنه حدّثنى محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبى عمير ، عن الحسن الخلّال عن جده قال : قلت للحسين بن على صلوات الله عليهما : أين دفنتم أمير المؤمنينعليه‌السلام قال خرجنا به ليلا حتّى مررنا على مسجد الأشعث حتّى خرجنا الى ظهر ناحية الغرّى(٣) .

٥ ـ الطوسى أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت : قال أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدثنا محمّد بن إسماعيل بن ابراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد ، قال : حدثني عم أبي عبد الله بن موسى عن أبيه ، عن جدّه عن علي بن الحسين عن أبيهعليهم‌السلام قال : قال عمر بن الخطاب عيادة بني هاشم سنّة وزيارتهم نافلة(٤) .

٦ ـ الحاكم أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو حميد أحمد بن محمّد بن حامد العدل بالطابران ثنا تميم بن محمّد ثنا أبو مصعب الزهرى ، حدثني محمّد بن إسماعيل بن أبى فديك ، أخبرنى سليمان بن داود عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن على بن الحسين عن أبيهعليهم‌السلام أن فاطمة بنت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كانت تزور قبر عمّها حمزة كلّ جمعة فتصلّى و

__________________

(١) الكافى : ٤ / ٥٤٨.

(٢) كامل الزيارات : ١٠.

(٣) كامل الزيارات : ٣٣.

(٤) أمالي الطوسى : ١ / ٣٤٥.

٢٣٩

تبكى عنده هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات.

قال الحاكم : قد استقصيت فى الحث على زيارة القبور تحرّيا للمشاركة فى الترغيب وليعلم الشحيح بذنبه لها سنة مسنونة وصلى الله على محمّد وآل اجمعين(١) .

باب الجهاد

١ ـ قال ابن شعبة سئل الحسينعليه‌السلام عن الجهاد سنّة أو فريضة؟ فقالعليه‌السلام : الجهاد على أربعة أوجه : فجهاد ان فرض وجهاد ان سنّة لا يقام إلّا مع فرض ، وجهاد سنّة ، فأمّا أحد الفرضين فجهاد الرجل نفسه عن معاصى الله وهو من أعظم الجهاد ومجاهدة الّذين يلونكم من الكفار فرض ، وأما الجهاد الذي هو سنّة لا يقام إلا مع فرض ، فإنّ مجاهدة العدو فرض على جميع الأمّة لو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب.

هذا هو من عذاب الامة وهو سنّة على الإمام وحدّه أن يأتى العدوّ مع الأمة فيجاهدهم ، وأما الجهاد الذي هو سنّة فكلّ سنّة أقامها الرجل وجاهد فى إقامتها وبلوغها وإحيائها فالعمل والسعي فيها من أفضل الأعمال لأنّها إحياء سنّة ، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئا(٢) .

٢ ـ عنه قالعليه‌السلام فى مسيره إلى كربلاء : إنّ هذه الدّنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها فلم يبق منها إلّا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون أنّ الحقّ لا يعمل به وأن الباطل لا ينتهى ، عنه ، ليرغب المؤمن فى

__________________

(١) المستدرك : ١ / ٣٧٧.

(٢) تحف العقول : ١٧٥.

٢٤٠