مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام0%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مؤلف: الشيخ عزيز الله العطاردي
تصنيف:

الصفحات: 496
المشاهدات: 68005
تحميل: 3331


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68005 / تحميل: 3331
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء 3

مؤلف:
العربية

فيها أوليائه وأنبيائه فزوروا قبورنا بالغاضرية(١)

٧ ـ عنه قال أبو عبد اللهعليه‌السلام الغاضرية تربة من بيت المقدس(٢) .

٨ ـ عنه باسناده عنهما عن أبى سعيد العصفرى عن حماد بن أيوب عن أبى عبد اللهعليه‌السلام ، عن أبيه عن آبائه عن امير المؤمنينعليه‌السلام قال قال رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : يقبر ابنى بأرض يقال لها كربلا هى البقعة التي كانت فيها قبة الاسلام التي نجا الله عليها المؤمنين الذين آمنوا مع نوح فى الطوفان(٣)

٩ ـ عنه باسناده عن ميثم التمار عن الباقرعليه‌السلام قال من بات ليلة عرفة فى كربلا وأقام بها حتى يعيد وينصرف وقاه الله شر سنة(٤)

١٠ ـ عنه باسناده عن على بن حرب ، عن الفضل بن يحيى ، عن أبيه عن أبى عبد اللهعليه‌السلام ، قال زوروا كربلا ولا تقطعوا فان خير أولاد الأنبياء ضمنته ألا وان الملائكة زارت كربلا ألف عام من قبل أن يسكنه جدّى الحسينعليه‌السلام وما من ليلة تمضى الا وجبرائيل وميكائيل يزور انه فاجتهد يا يحيى ان لا تفقد من ذلك الموطن(٥) .

١١ ـ عنه حدثني أبى وجماعة مشايخىرحمهم‌الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن جعفر بن محمّد بن عبيد الله ، عن عبد الله بن ميمون القداح ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : مرّ أمير المؤمنينعليه‌السلام بكربلاء فى أناس من أصحابه فلمّا مرّ بها اغرورقت عيناه بالبكاء ثمّ قال هذا مناخ ركابهم ، وهذا ملقى رحالهم وهنا تحرق دمائهم طوبى لك من تربة عليك تهرق دماء الأحبّة(٦) .

١٢ ـ حدّثنى أبى ومحمّد بن الحسنرحمه‌الله ، عن الحسن بن متيل ، عن

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٦٨

(٢) كامل الزيارات : ٢٦٨

(٣) كامل الزيارات : ٢٦٩

(٤) كامل الزيارات : ٢٦٩

(٥) كامل الزيارات : ٢٦٩

(٦) كامل الزيارات : ٢٦٩

٢١

سهل بن زياد ، عن علىّ بن أسباط ، عن محمّد بن سنان ، عمّن حدّثه ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : خرج أمير المؤمنينعليه‌السلام يسير بالنّاس حتّى إذا كان من كربلا على مسيرة ميل أو ميلين ، تقدّم بين أيديهم حتّى صار بمصارع الشهداء ثمّ قال قبض فيها مأتا نبىّ ومأتا وصىّ ومأتا سبط كلّهم شهداء بأتباعهم فطاف بها على بغلته خارجا رجله من الركاب فأنشأ يقول: مناخ ركاب ومصارع الشهداء لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من أتى بعدهم(١) .

١٣ ـ حدّثنى أبىرحمه‌الله وجماعة مشايخى ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن عمر وبن ثابت ، عن أبيه ، عن أبى جعفرعليه‌السلام قال : خلق الله تعالى كربلا قبل أن يخلق الكعبة بأربع وعشرين ألف عام ، وقدّسها وبارك عليها ، فما زالت قبل أن يخلق الله الخلق مقدّسة مباركة ولا تزال كذلك ويجعلها أفضل أرض فى الجنّة(٢) .

١٤ ـ حدّثنى أبىرحمه‌الله ، عن علىّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن علىّ قال : حدثنا عباد أبو سعيد العصفرى ، عن صفوان الجمّال ، قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : إنّ الله تبارك وتعالى فضّل الأرضين والمياه بعضها على بعض فمنها تفاخرت ومنها ما بغت فما من ماء ولا أرض الّا عوقبت لتركها التواضع لله حتّى سلّط الله المشركين على الكعبة وأرسل الى زمزم ماء مالحا حتّى أفسد طعمه وأنّ أرض كربلا وماء الفرات أوّل أرض وأوّل ماء قدّس الله تبارك وتعالى فبارك الله عليها.

فقال لها : تكلّمى بما فضّلك الله تعالى فقد تفاخرت الأرضون والمياه بعضها على بعض قالت أنا أرض الله المقدّسة المباركة الشفاء فى تربتى ومائى ولا فخر بل

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٧٠.

(٢) كامل الزيارات : ٢٧٠.

٢٢

خاضعة ذليلة لمن فعل بى ذلك ولا فخر على من دونى بل شكرا لله فأكرمها وزاد فى تواضعها وشكرها لله بالحسينعليه‌السلام وأصحابه ، ثمّ قال : أبو عبد اللهعليه‌السلام : من تواضع لله رفعه الله ومن تكبّر وضعه الله تعالى(١) .

١٥ ـ عنه ، حدّثنى الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه عبد الله ابن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن عمّار ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : موضع قبر الحسين بن علىعليهما‌السلام منذ يوم دفن فيه روضة من رياض الجنّة وقال موضع قبر الحسينعليه‌السلام ترعة من ترع الجنّة(٢) .

١٦ ـ عنه ، حدّثنى أبى وجماعة مشايخى ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطينى ، عن محمّد بن إسماعيل البصرى ، عمّن رواه ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : حرمة قبر الحسين فرسخ فى فرسخ من أربعة جوانبه(٣) .

١٧ ـ عنه ، حدثني حكيم بن داود بن حكيم ،رحمه‌الله ، عن سلمة بن الخطاب ، عن منصور بن العبّاس يرفعه إلى أبى عبد اللهعليه‌السلام قال حرم قبر الحسينعليه‌السلام خمس فراسخ من أربعة جوانب القبر(٤) .

١٨ ـ عنه ، حدثني محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن عمّار ، قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول انّ لموضع قبر الحسين بن علىعليهما‌السلام حرمة معلومة من عرفها واستجار بها أجير ، قلت فصف لى موضعها جعلت فداك قال امسح من موضع قبره اليوم فامسح خمسة وعشرين ذراعا من ناحية رجليه وخمسة وعشرين ذراعا ممّا يلى وجهه وخمسة وعشرين ذراعا من خلفه وخمسة عشرين ذراعا من ناحية

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٧١.

(٢) كامل الزيارات : ٢٧١.

(٣) كامل الزيارات : ٢٧١.

(٤) كامل الزيارات : ٢٧٢.

٢٣

رأسه وموضع قبره منذ يوم دفن روضة من رياض الجنّة ومنه معراج يعرج فيه بأعمال زوّاره إلى السماء فليس ملك ولا نبىّ فى السموات الّا وهم يسألون الله ان يأذن لهم فى زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ففوج ينزل وفوج يعرج(١) .

١٩ ـ عنه ، حدّثنى أبى وجماعة مشايخىرحمه‌الله عن سعد بن عبد الله ، عن هارون بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن الأشعث ، عن عبد الله بن حمّاد الأنصاري ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال سمعته يقول : قبر الحسينعليه‌السلام عشرون ذراعا فى عشرين ذراعا مكسّرا روضة من رياض الجنّة(٢) .

٢٠ ـ عنه ، حدثني أبى ومحمّد بن الحسن ، عن الحسن بن متيل ، عن سهل بن زياد ، عن أبى هاشم الجعفرى ، قال : بعث إلىّ أبو الحسنعليه‌السلام فى مرضه والى محمّد ابن حمزة فسبقنى إليه محمّد بن حمزة فاخبرنى انّه ما زال يقول : ابعثوا الى الحائر فقلت لمحمّد ألا قلت أنا أذهب إلى الحائر ثمّ دخلت عليه فقلت له جعلت فداك أنا أذهب الى الحائر ، فقال انظروا فى ذلك ثمّ قال : انّ محمّدا ليس له سرّ من زيد بن على وأنا أكره أن يسمع ذلك قال: فذكرت ذلك لعلىّ بن بلال.

فقال : ما كان يصنع بالحائر وهو الحائر فقدمت العسكر فدخلت عليه فقال : لى أجلس حين أردت القيام ، فلمّا رأيته أنس بى ، ذكرت قول علىّ ابن بلال فقال : لى ألا قلت له إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يطوف بالبيت ويقبّل الحجر وحومة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والمؤمن أعظم من حرمة البيت وأمره الله أن يقف بعرفة إنمّا هى مواطن يحبّ الله أن يذكر فيها فأنا أحبّ ان يدعى لى حيث يحبّ الله أن يدعى فيها والحائر من تلك المواضع(٣)

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٧٢.

(٢) كامل الزيارات : ٢٧٢.

(٣) كامل الزيارات : ٢٧٤.

٢٤

٢١ ـ عنه ، حدّثنى علىّ بن الحسين ، وجماعة ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبى هاشم الجعفرى ، قال دخلت أنا ومحمّد بن حمزة عليه نعوده وهو عليل فقال لنا وجّهوا قوما الى الحائر من مالى ، فلمّا خرجنا من عنده قال لى محمّد بن حمزة المشير يوجّهنا إلى الحائر وهو بمنزلة من فى الحائر ، قال فعدت إليه فأخبرته فقال لى ليس هو هكذا ، إنّ لله مواضع يحبّ أن يعبد فيها وحائر الحسينعليه‌السلام من تلك المواضع(١) .

٢٢ ـ عنه ، قال الحسين بن أحمد بن المغيرة وحدّثنى أبو محمّد الحسن بن أحمد ابن على الرازى المعروف بالوهورى بنيشابور بهذا الحديث وذكر فى آخره غير ما مضى فى الحديثين الأوّلين أحببت شرحه فى هذا الباب لانّه منه قال أبو محمّد الوهورى ، حدّثنى أبو على محمّد بن همامرحمه‌الله قال : حدّثنى محمّد الحميرى قال : حدّثنى أبو هاشم الجعفرى قال دخلت على أبى الحسن علىّ بن محمّدعليه‌السلام وهو محموم عليل.

فقال لى يا أبا هاشم ابعث رجلا من موالينا الى الحائر يدعو الله لى فخرجت من عنده فاستقبلنى على بن بلال ، فاعلمته ما قال لى وسألته أن يكون الرجل الذي يخرج ، فقال السّمع والطاعة ولكنّنى أقول انّه أفضل من الحائر إذ كان بمنزلة من فى الحائر ودعاؤه لنفسه أفضل من دعائى له بالحائر فأعلمتهعليه‌السلام ما قال فقال : لى قل له كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل من البيت والحجر وكان يطوف بالبيت ويسلّم الحجر وأنّ لله تعالى بقاعا يحبّ أن يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه والحائر منها(٢)

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٧٣.

(٢) كامل الزيارات : ٢٧٤.

٢٥

٨٧ ـ باب ما جرى على قبر الحسينعليه‌السلام

١ ـ الطوسى ، عن المفيد : حدّثنى شيخىرحمه‌الله قال : أخبرنا ابن خنيس ، عن محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنا أبو الطيّب علىّ بن محمّد بن مخلّد الجعفى الدهان بالكوفة ، قال: حدّثنا أحمد بن ميثم بن أبى نعيم ، قال : حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الجمّانى أملاه علىّ فى منزله ، قال : خرجت أيّام ولاية موسى بن عيسى الهاشمى فى الكوفة ، من منزلى فلقينى أبو بكر بن عياش فقال لى : امض بنا يا يحيى الى هذا ، فلم أدر من يعنى وكنت أجلّ أبا بكر عن مراجعة ، وكان راكبا حمارا له ، فجعل يسير عليه وأنا أمشى مع ركابه.

فلمّا صرنا عند الدار المعروفة بدار عبد الله بن حازم التفت إلىّ ، فقال لى : يا ابن الجمانى إنّما جررتك معى وحشمتك معى أن تمشى خلفى لا سمعك ما أقول لهذا الطاغية. قال : فقلت من هو يا أبا بكر؟ قال : هذا الفاجر الكافر موسى بن عيسى ، فسكت عنه ، ومضى وأنا أتبعه حتّى اذا صرنا الى باب موسى بن عيسى وبصر به الحاجب وتبيّنه ، وكان الناس ينزلون عند الرحبة فلم ينزل أبو بكر هناك ، وكان عليه يومئذ قميص وإزار وهو محلول الإزار.

قال : فدخل على حمار ونادانى تعال يا ابن الجمانى ، فمنعنى الحاجب فزجره أبو بكر وقال له : أتمنعه يا فاعل وهو معى ، فتركنى فما زال يسير على حماره حتّى دخل الأبواب فبصر بنا موسى وهو قاعد فى صدر الإيوان على سريره وبجنبى السرير رجال متسلّحون وكذلك كانوا يصنعون ، فلمّا أن رآه موسى رحب به وقربه ، وأقعده على سريره ومنعت أنا حين وصلت الى الإيوان أن أتجاوزه ، فلمّا

٢٦

استقرّ أبو بكر على السرير التفت فرآنى حيث أنا واقف ، فنادانى تعال ويحك ، فصرت إليه ونعلى فى رجلى وعلىّ قميص وإزار فأجلسنى بين يديه ، فالتفت إليه موسى فقال :

هذا رجل تكلّمنا فيه؟ قال : لا ولكنّى جئت به شاهدا عليك ، قال : فيما ذا قال: انّى رايتك وما صنعت بهذا القبر ، قال : أىّ قبر؟ قال : قبر الحسين بن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان موسى قد وجه إليه من كربه وكرب جميع أرض الحائر وحرثها وزرع الزرع فيها ، فانتفخ موسى حتّى كاد أن يتقدّم ، ثمّ قال : وما أنت وذا؟ قال : اسمع حتّى أخبرك ، اعلم انّى رأيت فى منامى كأنّى خرجت الى قومى بنى غاضرة ، فلمّا صرت بقنطرة الكوفة أعرضنى خنازير عشرة تريدنى ، فأعاننى الله برجل كنت أعرفه من بنى أسد فدفعها عنى ، فمضيت لوجهى.

فلمّا صرت الى شاهى ضللت الطريق ، فرأيت هناك عجوزا فقالت لى أين تريد أيّها الشيخ؟ قلت : أريد الغاضرية. قال لى : تنظر هذا الوادى فانّك اذا أتيت آخره اتّضح لك الطريق ، فمضت ففعلت ذلك ، فلمّا صرت الى نينوا اذا أنا بشيخ كبير جالس هناك فقلت : من أين أنت أيّها الشيخ؟ فقال لى : أنا من أهل هذه القرية فقلت : كم تعدّ من السن؟ فقال : ما أحفظ ما مضى من سنّى وعمرى ولكن أبعد ذكرى إنّى رأيت الحسين ابن علىّعليهما‌السلام ومن كان معه من أهله ومن تبعه يمنعون الماء الذي تراه ولا يمنع الكلاب ولا الوحوش شربه.

فاستعظمت ذلك وقلت له : ويحك أنت رأيت هذا؟ قال : أى والذي سمك السماء لقد رأيت هذا أيّها الشيخ وعاينته وانّك وأصحابه هم الّذين يعينون على ما قد رأينا ممّا أقدح عيون المسلمين ان كان فى الدنيا مسلم. فقلت : ويحك وما هو؟ قال : حيث لم تنكروا ما أجرى سلطانكم إليه. قلت : ما أجرى إليه؟ قال : أيكرب قبر ابن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ويحرث أرضه؟ قلت : وأين القبر؟ قال : ها هو ذا أنت واقف فى

٢٧

أرضه ، فأمّا القبر فقد عمى عن أن يعرف موضعه.

قال أبو بكر بن عياش : وما كنت رأيت القبر قبل ذلك الوقت قطّ ولا أتيته فى طول عمرى ، فقلت : من لى بمعرفته؟ فمضى معى الشيخ حتّى وقف لى على حير له باب وآذن وإذا جماعة كثيرة على الباب فقلت للآذن أريد الدخول على ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لا تقدر على الوصول فى هذا الوقت. قلت : ولم؟ قال : هذا وقت زيارة ابراهيم خليل الله ومحمّد رسول الله ومعهما جبرائيل وميكائيل فى رعيل من الملائكة كثير.

قال أبو بكر بن عياش : فانتبهت وقد دخلنى روع شديد وحزن وكآبة ومضت بى الأيّام حتّى كدت ان أنسى المنام ، ثمّ اضطررت الى الخروج الى بنى غاضرية لدين كان لى على رجل منهم ، وخرجت وأنا لا أذكر الحديث حتّى اذا صرت بقنطرة الكوفة لقينى عشرة من اللصوص ، فحين رأيتهم ذكرت الحديث ورعبت من خشيتى لهم فقالوا لى : الق ما معك وانج بنفسك وكانت معى نفيقة ، فقلت : ويحكم أنا أبو بكر بن عياش وإنمّا خرجت فى طلب دين لى ، والله الله لا تقطعونى عن طلب دينى وتضرّوا بى فى نفقتى ، فانّى شديد الاضافة ، فنادى رجل منهم مولاى : وربّ الكعبة لا تعرض له ، ثمّ قال لبعض فتيانهم : كن معه حتّى تصير به إلى الطريق الأيمن.

قال أبو بكر : فجعلت أتذكر ما رأيته فى المنام وأتعجب من تأويل الخنازير حتّى صرت الى نينوا ، فرأيت والله الّذي لا إله إلّا هو الشيخ الّذي كنت رأيته فى منامى بصورته وهيئته رأيته فى اليقظة كما رأيته فى المنام سواء ، فحين رأيته ذكرت الأمر والرؤيا فقلت : لا إله الّا الله ما كان هذا الّا وحيا ، ثمّ سألته كمسألتى إيّاه فى المنام ، فأجابنى ثمّ قال لى : امض بنا فمضيت فوقفت معه على الموضع وهو مكروب ، فلم يفتنى شيء فى منامى الا الآذن والحير فانّى لم أر حيرا ولم أر آذنا.

٢٨

فاتّق الله أيّها الرجل فانى قد آليت على نفسى ألا أدع اذاعة هذا الحديث ولا زيارة ذلك الموضع ، وقصده وإعظامه ، فانّ موضعا يأتيه إبراهيم ، ومحمّد وجبرائيل وميكائيل لحقيق بأن يرغب فى إتيانه وزيارته ، فان أبا حصين حدثني أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من رآنى فى المنام فاياى رأى فان الشيطان لا يتشبّه بى.

فقال له موسى : إنّما أمسكت عن إجابة كلامك لاستوفى هذه الحمقة التي ظهرت منك ، وبالله لئن بلغنى بعد هذا الوقت انّك تتحدث بهذا لأضربنّ عنقك وعنق هذا الذي جئت به شاهدا علىّ ، فقال أبو بكر : إذا يمنعنى الله وإيّاه منك فانّى إنّما أردت الله بما كلّمتك به. فقال له : أتراجعني يا عاض وشتمه ، فقال له : اسكت أخزاك الله وقطع لسانك ، فأرعد موسى على سريره ثمّ قال : خذوه فأخذ الشيخ عن السرير واخذت أنا.

فو الله لقد مرّ بنا من السحب والجرّ والضرب ما ظننت اننا لا نكثر الاحياء أبدا ، وكان أشدّ ما مرّ بى من ذلك إن رأسى كان يجرّ على الصخر وكان بعض مواليه يأتينى فينتف لحيتى وموسى يقول اقتلوهما بنى كذا وكذا بالزانى لا يكنى ، وأبو بكر يقول له : امسك قطع الله لسانك وانتقم منك ، اللهمّ إيّاك أردنا ولولد وليك غضبنا وعليك توكّلنا ، فصيّر بنا جميعا الى الحبس فما لبثنا فى الحبس الّا قليلا فالتفت إلىّ أبو بكر ورأى ثيابى قد خرقت وسالت دمائى.

فقال : يا جمانى قد قضينا لله حقّا واكتسبنا فى يومنا هذا أجرا ولن يضيع ذلك عند الله ولا عند رسوله ، فما لبثنا الّا مقدار غداءة ونومة حتّى جاءنا رسوله فأخرجنا إليه وطلب حمار أبى بكر فلم يوجد ، فدخلنا عليه فاذا هو فى سرداب له يشبه الدور سعة وكبرا فتعبنا فى المشى إليه تعبا شديدا ، وكان أبو بكر إذا تعب فى مشيه جلس يسيرا ، ثمّ يقول : اللهمّ ان هذا فيك فلا تنسه ، فلمّا دخلنا على موسى وإذا هو على سرير له فحين بصر بنا قال : لا حيا الله ولا قرب من جاهل أحمق

٢٩

يتعرّض لما يكره ، ويلك يا دعىّ ما دخولك فيما بيننا معشر بنى هاشم.

فقال : له أبو بكر : قد سمعت كلامك والله حسبك ، فقال له : اخرج قبحك الله والله لئن بلغنى أن هذا الحديث شاع أو ذكر عنك لأضربنّ عنقك ، ثمّ التفت الىّ وقال : يا كلب وشتمنى وقال : إيّاك ثمّ إيّاك أن تظهر هذا فانّه إنّما خيل لهذا الشيخ الأحمق شيطان يلعب به فى منامه اخرجا عليكما لعنة الله وغضبه ، فخرجنا وقد يئسنا من الحياة ، فلمّا وصلنا الى منزل الشيخ أبى بكر وهو يمشى وقد ذهب حماره ، فلمّا أراد أن يدخل منزله التفت إلىّ وقال : احفظ هذا الحديث واثبته عندك ولا تحدّثنّ هؤلاء الرعاع ولكن حدّث به أهل العقول والدين(١) .

٢ ـ عنه باسناده ، أخبرنا ابن خنيس ، عن محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد بن علىّ بن هاشم الابلّى قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن النّعمان الوجهى الجورجانى نزيل قومس وكان قاضيها قال : حدّثنى يحيى بن المغيرة قال : كنت عند جرير بن عبد الحميد ، إذ جاءه رجل من أهل العراق فسأله جرير ، عن خبر الناس فقال : تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسينعليه‌السلام وأمر أن تقطع السدرة الّتي فيه فقطعت قال : فرفع جرير يديه فقال : الله أكبر جاءنا فيه حديث ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : لعن الله قاطع السدرة ثلاثا ، فلم نقف على معناه حتّى الآن ، لأنّ القصد لقطعه تغيير مصرع الحسينعليه‌السلام حتّى لا يقف الناس على قبره(٢) .

٣ ـ عنه ، عن شيخه رضى الله عنه قال : أخبرنا ابن خنيس : حدّثنا محمّد بن عبد الله قال : حدّثنا محمّد ابن عبد الله قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن فرج الرّخجى ، قال : حدّثنى أبى عن عمّه عمر بن فرج قال : أنفذنى المتوكّل فى تخريب قبر الحسينعليه‌السلام فصرت الى الناحية فأمرت بالقبر فمرّ بها على القبور فمرّت عليها

__________________

(١) أمالي الطوسى : ١ / ٣٢٩.

(٢) أمالي الطوسى : ١ / ٣٣٣.

٣٠

كلّها فلمّا بلغت قبر الحسينعليه‌السلام لم تمرّ عليه. قال عمى عمر بن فرج : فأخذت العصا بيدى فما زلت أضربها حتّى تكسرت العصا فى يدى فو الله ما جازت على قبره ولا تخطّته ، قال لنا محمّد بن جعفر : كان عمر بن فرج شديد الانحراف ، عن آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فانا أبرئ الى الله منه ، وكان جدّى أخوه محمّد بن فرج شديد المودّة لهمرحمه‌الله ورضى عنه ، فأنا أتولّاه لذلك وأفرح بولادته(١) .

٤ ـ عنه ، باسناده أخبرنا ابن خنيس ، عن محمّد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد ابن عبد الله بن محمّد بن عمّار الثقفى ، الكاتب ، قال : حدّثنا علىّ بن محمّد بن سليمان النوفليّ ، عن أبى على الحسين بن محمّد بن مسلمة بن أبى عبيدة بن محمّد بن عمار بن ياسر ، قال : حدّثنى إبراهيم الديزج ، قال : بعثنى المتوكّل إلى كربلا لتغيير قبر الحسينعليه‌السلام ، وكتب معى الى جعفر بن محمّد ابن عمّار القاضى اعلمك أنى قد بعثت إبراهيم الديزج الى كربلا لنبش قبر الحسينعليه‌السلام ، فاذا قرأت كتابى فقف على الأمر حتّى تعرف فعل أولم يفعل.

قال الديزج فعرفنى جعفر بن محمّد بن عمّار ما كتب به إليه ، ففعلت ما أمرنى به جعفر بن محمّد بن عمّار ، ثمّ أتيته فقال لى : ما صنعت؟ فقلت قد فعلت ما أمرت به فلم أر شيئا ولم أجد شيئا ، فقال لى : أفلا عمقته؟ قلت : قد فعلت وما رأيت ، فكتب الى السلطان أن إبراهيم الديزج قد نبش فلم يجد شيئا وأمرته فجرى بالماء وكربه بالبقر.

قال أبو على العمارى : فحدّثنى إبراهيم الديزج وسألته عن صورة الأمر ، فقال لى : أتيت فى خاصة غلمانى فقط ، وانّى نبشت فوجدت بارية جديدة وعليها بدن الحسين بن على ووجدت منه رائحة المسك ، فتركت البارية على حالتها وبدن

__________________

(١) أمالي الطوسى : ١ / ٣٣٤.

٣١

الحسين على البارية وأمرت بطرح التراب عليه وأطلقت عليه الماء وأمرت بالبقر لتمخره وتحرثه فلم تطأه البقر ، وكانت اذا جاءت الى الموضع رجعت عنه ، فحلفت لغلمانى بالله وبالايمان المغلظة لئن ذكر أحد هذا لأقتلنّه(١) .

٥ ـ عنه ، أخبرنا ابن خنيس ، عن محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنى محمّد بن إبراهيم بن أبى السلاسل الأنبارى الكاتب ، قال : حدّثنى أبو عبد الله الباقطائى قال : ضمّنى عبيد الله بن يحيى بن خاقان الى هارون المعرّى ـ وكان قائدا من قوّاد السلطان ـ اكتب له ، وكان بدنه كلّه أبيض شديد البياض حتّى يديه ورجليه كانا كذلك ، وكان وجهه أسود شديد السواد ، كأنّه القير ، وكان يتّفقا مع ذلك مدّة منتنة ، قال : فلمّا آنس بي سألته عن سواد وجهه فأبى أن يخبرنى ، ثمّ انّه مرض مرضه الذي مات فيه فقعدت فسألته فرأيته كان يحب أن يكتم عليه ، فضمنت له الكتمان فحدّثنى.

قال : وجّهنى المتوكّل أنا والديزج لنبش قبر الحسينعليه‌السلام وإجراء الماء عليه ، فلمّا عزمت على الخروج والمسير الى الناحية رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فى المنام ، فقال : لا تخرج مع الديزج ولا تفعل ما أمرتم به فى قبر الحسين ، فلمّا أصبحنا جاءا يستحثونى فى المسير فسرت معهم حتّى وافينا كربلا وفعلنا ما أمرنا به المتوكّل ، فرأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فى المنام فقال : ألم آمرك أن لا تخرج معهم ولا تفعل فعلهم فلم تقبل حتّى فعلت ما فعلوا ، ثمّ لطمنى وتفل فى وجهى فصار وجهى مسودّا كما ترى وجسمى على حالته الاولى(٢) .

٦ ـ عنه ، باسناده ، أخبرنا خنيس قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله قال : حدّثنا سعيد بن أحمد بن العواد أبو القاسم الفقيه ، قال : حدّثنى أبو بريرة الفضل بن محمّد بن

__________________

(١) أمالي الطوسى : ١ / ٣٣٤.

(٢) أمالي الطوسى : ١ / ٣٣٥.

٣٢

عبد الحميد ، قال : دخلت على ابراهيم الديزج وكنت جاره أعوده فى مرضه الذي مات فيه ، فوجدته بحال سوء واذا هو كالمد هوش وعنده الطبيب ، فسألته عن حاله وكانت بينى وبينه خلطة وأنس يوجب الثقة بى والانبساط الىّ ، فكاتمنى حاله وأشار لى الى الطبيب ، فشعر الطبيب باشارته ولم يعرف من حاله ما يصف له من الدواء ما يستعمله ، فقام فخرج وخلا الموضع ، فسألته عن حاله.

فقال : أخبرك والله واستغفر الله إنّ المتوكّل أمرنى بالخروج الى نينوى الى قبر الحسينعليه‌السلام ، فأمرنا أن نكر به ونطمس أثر القبر ، فوافيت الناحية مساء ومعنا الفعلة والمرور والزكار معهم المساحى والمروز ، فقدمت الى غلمانى وأصحابى أن يأخذوا الفعلة بخراب القبر وحرث أرضه ، فطرحت نفسى لما نالنى من تعب السفر ونمت ، فذهب بى النوم فاذا ضوضاء شديد وأصوات عالية وجعل الغلمان ينبهونى ، فقمت وأنا ذعر فقلت للغلمان : ما شأنكم؟ قالوا : أعجب شأن.

قلت : وما ذاك؟ قالوا : ان بموضع القبر قوما قد حالوا بيننا وبين القبر وهم يرمونا مع ذلك بالنشاب ، فقمت معهم لأتبين الأمر فوجدته كما وصفوا وكان ذلك فى أوّل من ليالى البيض فقلت : ارموهم فرموا فعادت سهامنا إلينا ، فما سقط سهم منها الى صاحبه الذي رمى به فقتله ، فاستو حشت لذلك وجذعت وأخذتنى الحمى والقشعريرة ، ورحلت عن القبر لوقتى ووطنت نفسى على أن يقتلنى المتوكل لما لم أبلغ فى القبر جميع ما تقدر الى به.

قال أبو بريرة : فقلت له قد كفيت ما تحذر من المتوكل قد قتل بارحة الأولى وأعان عليه فى قتله المنتصر ، فقال لى : قد سمعت بذلك وقد نالنى فى جسمى ما لا أرجو معه البقاء ، قال أبو بريرة : كان هذا فى أول النهار فما أمسى الديزج حتى مات.

قال ابن خنيس : قال أبو الفضل : انّ المنتصر سمع أباه يشتم فاطمةعليها‌السلام فسأل رجلا من الناس عن ذلك فقال له : قد وجب عليه القتل الا انه من قتل أباه لم يطل

٣٣

له عمر ، قال : ما أبالى اذا أطعت الله بقتله أن لا يطول لى عمر ، فقتله وعاش بعده سبعة أشهر(١) .

٧ ـ عنه باسناده أخبرنا ابن خنيس عن محمّد بن عبد الله قال : حدّثنى على ابن عبد المنعم بن هارون الخديجى من شاطئ النيل قال : حدثني جدّى القاسم بن أحمد بن معمر الأسدي الكوفى وكان له علم بالسيرة وأيام الناس قال : بلغ المتوكل جعفر بن المعتصم ان أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسينعليه‌السلام فيصير الى قبره منهم خلق كثير ، فأنفذ قائدا من قواده وضمّ إليه كتفا من الجند كثيرا ليسعب ويمنع الناس من زيارته والاجتماع الى قبره.

فخرج القائد الى الطفّ وعمل بما امرؤ ذلك فى سنة سبع وثلاثين ومأتين ، فثار أهل السواد به واجتمعوا عليه وقالوا : لو قتلتنا لما أمسك من بقى منا عن زيارته ، ورأوا من الدلائل ما حملهم على ما صنعوا ، فكتب بالأمر الى الحضرة فورد كتاب المتوكل الى القائد بالكفّ عنهم والمسير الى الكوفة مظهرا أن مسيره إليها فى مصالح أهلها والانكفاء الى المصير ، فمضى الأمر على ذلك حتى كانت سنة سبع وأربعين.

فبلغ المتوكل أيضا مصير الناس من أهل السواد والكوفة الى كربلا لزيارة قبر الحسينعليه‌السلام وانه قد كثر جمعهم كذلك وصار لهم شوق كثير ، فأنفذ قائدا فى جمع كثير من الجند وأمر مناديا ينادى ببراءة الذمة ممن زار قبر الحسين ، ونبش القبر وحرث أرضه وانقطع الناس عن الزيارة ، وعمل على تتبع آل أبى طالبعليهما‌السلام والشيعة رضى الله عنهم فقتل ولم يتمّ له ما قدره(٢) .

٨ ـ عنه باسناده أخبرنا ابن خنيس قال : حدثني أبو الفضل قال : حدثني

__________________

(١) أمالي الطوسى : ١ / ٣٣٥.

(٢) أمالي الطوسى : ١ / ٣٣٧.

٣٤

عبد الرزّاق بن سليمان بن غالب الأزدى بأرتاج قال : حدثني عبد الله بن دانية الطورى ، قال : حججت سنة سبع وأربعين ومائتين ، فلمّا صدرت من الحج صرت الى العراق فزرت أمير المؤمنين على بن أبي طالبعليه‌السلام على حال خيفة من السلطان وزرته ، ثم توجهت الى زيارة الحسينعليه‌السلام فاذا هو قد حرث أرضه واجرى فيها الماء وارسلت الثيران والعوامل فى الارض فبعينى وبصرى كنت أرى الثيران تساق فى الأرض فتنساق لهم حتى اذا حازت مكان القبر حادت عنه يمينا وشمالا ، فتضرب بالعصى الضرب الشديد فلا ينفع ذلك فيها ولا تطأ القبر بوجه ولا سبب فما أمكننى الزيارة فتو جهت الى بغداد وأنا أقول فى ذلك :

تالله ان كانت أميّة قد أتت

قتل ابن بنت نبيّها مظلوما

فلقد أتاك بنو أبيه بمثلها

هذا لعمرك قبره مهدوما

اسفوا على ان لا يكونوا شايعوا

فى قتله فتتبعوه رميما

فلما قدمت بغداد سمعت الهائعة فقلت : ما الخبر؟ قالوا : سقط الطائر بقتل جعفر المتوكل ، فعجبت لذلك وقلت الهى ليلة بليلة(١) .

٩ ـ الحافظ ابن عساكر أخبرنا أبو الفضل أحمد بن منصور بن بكر بن محمّد بن حيد ، أنبانا جدّى أبو منصور ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبدوس الحيرى إملاء ، أنبأنا الحسن بن محمّد الأسفرائنى أنبأنا محمّد بن زكريا الغلابى أنبأنا عبد الله ابن الضحاك ، أنبأنا هشام بن محمّد ، قال : لما أجرى الماء على قبر الحسين نضب بعد أربعين يوما وانمحى أثر القبر فجاء أعرابى من بنى أسد فجعل يأخذ قبضة قبضة يشمّه حتى وقع على قبر الحسين وبكى وقال : بأبى أنت وأمى ما كان أطيبك وأطيب تربتك ميتا. ثم بكى وأنشا يقول :

__________________

(١) أمالي الطوسى : ١ / ٣٣٧.

٣٥

أرادوا ليخفوا قبره عن وليّه

فطيب تراب القبر دلّ على القبر

٨٨ ـ باب أولادهعليه‌السلام

١ ـ قال الشيخ المفيد :رحمه‌الله كان للحسينعليه‌السلام ستة أولاد : على بن الحسين الأكبر كنيته أبو محمّد ، وامّه شاه زنان بنت كسرى يزد جرد ، وعلى بن الحسين الأصغر قتل مع أبيه بالطف امّه ليلى بنت أبى مرّة بن عروة بن مسعود الثقفية ، وجعفر بن الحسينعليه‌السلام لا بقية له وامّه قضاعية ، وكان وفاته فى حيوة الحسينعليه‌السلام وعبد الله بن الحسين قتل مع أبيه صغيرا جاء سهم وهو فى حجر أبيه فذبحه ، وسكينة بنت الحسينعليه‌السلام وامها الرباب بنت امرئ القيس بن عدى كلبية معدية وهى أمّ عبد الله ابن الحسينعليه‌السلام وفاطمة بنت الحسينعليه‌السلام وامها أمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله تيمية(١)

٢ ـ قال الطبرسى : كان له ستة أولاد : على بن الحسين الأكبر زين العابدينعليه‌السلام أمه شاه زنان بنت كسرى يزد جرد ، بن شهريار. وعلى الأصغر قتل مع أبيه ، أمه ليلى بنت أبى مرة بن عروة بن مسعود الثقفية والناس يغلطون ويقولون : انه على الأكبر ، وجعفر بن الحسين وأمه قضاعية ومات فى حياة أبيه ولا بقية له ، وعبد الله قتل مع أبيه صغيرا وهو فى حجر أبيه ، وسكينة وامها الرباب بنت امرئ القيس بن عدى بن أوس وهى أمّ عبد الله بن الحسينعليه‌السلام أيضا ، وفاطمة بنت الحسين وامها أم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله تيمية(٢) .

٣ ـ قال الاربلى : قال ابن الخشاب : ولد له ستة بنين وثلث بنات ، على

__________________

(١) الارشاد : ٢٣٦.

(٢) اعلام الورى : ٢٥٠.

٣٦

الاكبر الشهيد مع أبيه ، وعلى الامام سيد العابدين ، وعلى الاصغر ، ومحمّد وعبد الله الشهيد مع أبيه ، وجعفر ، وزينب وسكينة ، وفاطمة. قال الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذى : ولد الحسين بن على بن أبى طالبعليهما‌السلام ستة ، أربعة ذكور ، وابنتان ، على الاكبر قتل مع أبيه ، وعلى الاصغر ، وجعفر ، وعبد الله وسكينة ، وفاطمة ، قال : ونسل الحسين من على الأصغر وأمه أمّ ولد وكان أفضل أهل زمانه وقال الزهرى : ما رأيت هاشميا أفضل منه.

قلت : قد أخلّ الحافظ بذكر على زين العابدين ، حيث قال على الاكبر ، وعلى الأصغر وأثبته حيث قال : ونسل الحسين من على الاصغر ، فسقط فى هذه الرواية على الاصغر ، والصحيح أن العليين من أولاده ثلاثة كما ذكر كمال الدين ، وزين العابدينعليه‌السلام هو الأوسط ، والتفاوت بين ما ذكره كمال الدين والحافظ أربعة(١) .

٤ ـ قال سبط ابن الجوزى فى ذكر أولاد الحسينعليه‌السلام : على الأكبر : قتل مع أبيه يوم كربلا ولا بقية له ، وأمه آمنة بنت أبى مرّة بن عروة بن مسعود الثقفى وأمها بنت أبى سفيان بن حرب ، وعلى الأصغر وهو زين العابدين والنسل له وأمه أم ولد ، قال ابن قتيبة كانت أسدية ، ويقال لها السلافة وقيل غزالة ، تزوجها بعد الحسين زبيد مولى الحسين فولدت له عبد الله فهو أخو زين العابدين بالرضاعة ويقال : اسم زبيد زيد وعقبه ينزلون بينبع ، قال الزهرى : زوجها من زبيد ولدها

ثم اعتق زين العابدين جارية له فتزوجها فعابه عبد الملك بن مروان فكتب إليه زين العابدين لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة أعتق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جويرية وصفية وتزوجهما ، وأعتق زيد بن حارثة وزوجه زينب بنت جحش بنت عمته(٢) .

__________________

(١) كشف الغمّة : ٢ / ٣٩.

(٢) تذكرة الخواص : ٢٧٧.

٣٧

٥ ـ قال الزهرى : كان علىّ بارّا بأمه لم يأكل معها فى قصعة قطّ فقيل له فى ذلك فقال أخاف أن أمد يدي الى ما وقعت عينها عليه فأكون عاقا لها ، وكان للحسين من الولد أيضا جعفر لا بقية له وأمه السلافة قضاعية ، وفاطمة أمها أم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله ، وعبد الله قتل مع أبيه يوم الطف ، وسكينة وأمها الرباب بنت امرئ القيس ، ومحمّد قتل مع أبيه.

فأما فاطمة بنت الحسين فكانت عند الحسن بن الحسن بن علىعليهما‌السلام ثم تزوجها عبد الله بن عمر وبن عثمان بن عفان فأولدها الديباج. وأما سكينة : فتزوجها مصعب بن الزبير فهلك عنها فتزوجها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام فولدت له عثمان الذي يقال له قرير ، ثم تزوجها الاصبغ بن عبد العزيز بن مروان أخو عمر بن عبد العزيز ، ثم فارقها قبل الدخول بها وماتت فى أيام هشام بن عبد الملك ولها السيرة الجميلة والكرم الوافر والعقل التامّ وهذا قول ابن قتيبة.

أما غيره فيقول اسمها آمنة وقيل اميمة وأول من تزوجها مصعب بن الزبير قهرا وهو الذي ابتكرها ثم قتل عنها وقد ولدت له فاطمة وكانت من الجمال والأدب والظرف والسخاء بمنزله عظيمة وكانت تأوى الى منزلها الأدباء والشعراء والفضلاء فتجيزهم على مقدار هم وكان مصعب بن الزبير أصدقها ستمائة ألف ولما قتل عبد الملك بن مروان مصعب بن الزبير خطبها فقالت أبعد ما قتل ابن الزبير لا والله لا كان هذا أبدا(١) .

٦ ـ عنه قال هشام : وكانت قد ولدت من مصعب ابنة سمتها اللباب وكانت فائقة الجمال لم يكن فى عصرها أجمل منها فكانت تلبسها اللؤلؤ وتقول ما ألبسها

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٧٧.

٣٨

اياه إلّا حتى تفضحه. واختلفوا فى وفاتها. قال ابن سعد : توفيت بالمدينة سنة سبع عشرة ومائة وكان على المدينة خالد بن عبد الله بن الحرث بن الحكم ، فقال انتظرونى حتى أصلّي عليها وخرج فى حاجة فخافوا عليها أن تتغير فاشتروا لها كافورا بثلاثين دينارا ثم أمر شيبة بن نصاح فصلى عليها(١) .

٧ ـ عنه قال أما غير ابن سعد فانه يقول : انها توفيت بمكة فى هذه السنة ، وفى هذه السنة أيضا توفيت اختها لأبيها فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام وأمها أم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله تزوجها ابن عمها حسن بن على ، فولدت له عبد الله وابراهيم ، وحسن ، وزينب ثم مات عنها ، فخلف عليها عبد الله بن عمرو بن عثمان زوجها منه ابنها عبد الله بن حسن بن حسن بأمرها فولدت منه محمّد الديباج وفاطمة هذه هى التي خطبها عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهرى وكان واليا على المدينة فامتنعت عليه فآذاها وضيق عليها فبعثت الى يزيد بن عبد الملك تشكوه فشقّ على يزيد ذلك وغضب وقال : بلغ من أمر عبد الرحمن أن يتعرّض لبنات رسول الله من يسمعنى موته وأنا على فراشى هذا؟ ثم بعث إليه من طاف به المدينة فى جبة صوف ثم عزله وأغرمه أمواله كلها ومات فقيرا وكانت وفاة فاطمة بالمدينة والله الموفق للصواب(٢) .

٨ ـ قال ابو الفرج : فى باب أولاد الامام الحسينعليه‌السلام : على بن الحسين الأكبر يكنى أبا الحسن ، وأمه ليلى بنت أبى مرة بن عروة بن مسعود الثقفى وامها ميمونة بنت أبى سفيان بن حرب بن أميّة وتكنى أم شيبة ، وامها بنت أبى العاص ابن أميّة وهو أول من قتل فى الواقعة. واياه عنى معاوية فى الخبر الذي حدثني به محمّد بن محمّد بن سليمان قال : حدثنا يوسف بن موسى القطان ، قال : حدثنا جرير عن مغيرة ،

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٧٩.

(٢) تذكرة الخواص : ٢٨٠.

٣٩

قال قال معاوية : من أحق الناس بهذا الأمر؟ قالوا : أنت قال : لا ، أولى الناس بهذا الأمر على بن الحسين بن على ، جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه شجاعة بنى هاشم وسخاء بنى أميّة وزهو ثقيف(١) .

٩ ـ عنه قال يحيى بن الحسن العلوى : وأصحابنا الطالبيون يذكرون أن المقتول لأمّ ولد وأن الذي أمه ليلى هو جدّهم حدثني بذلك أحمد بن سعيد عنه. وحدثني أحمد بن سعيد عن يحيى ، عن عبيد الله بن حمزة عن الحجاج بن المعتمر الهلالى ، عن أبى عبيدة وخلف الأحمر : أن هذه أبيات قيلت فى على بن الحسين الأكبر :

لم تر عين نظرت مثله

من محتف يمشى ومن ناعل

يغلى نئى اللحم حتّى إذا

أنضج لم يغل على الآكل

كان إذا شبت له ناره

أوقدها بالشرف القابل

كيما يراها بائس مرمل

أو فرد حىّ ليس بالآهل

أعنى ابن ليلى ذا السوى الندى

أعنى ابن بنت الحسب الفاضل

لا يؤثر الدنيا على دينه

ولا يبيع الحق بالباطل

ولد على بن الحسينعليه‌السلام فى خلافة عثمان. وقد روى عن جده على بن أبى طالبعليه‌السلام وعن عائشة أحاديث كرهت ذكرها فى هذا الموضع لأنها ليست من جنس ما قصدت له(٢) .

١٠ ـ قال اليعقوبى : كان للحسينعليه‌السلام من الولد ، على الأكبر لا بقية له قتل بالطف. وأمه ليلى بنت أبى مرة بن عروة بن مسعود الثقفى. وعلى الاصغر أمه حرار بنت يزدجرد ، وكان الحسين سماها غزالة ، وقيل لعلى بن الحسين ما أقل ولد أبيك؟ قال عجب كيف ولد له ، انه كان يصلى فى اليوم والليلة ألف ركعة فمتى كان

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٢

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٣.

٤٠