مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام0%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مؤلف: الشيخ عزيز الله العطاردي
تصنيف:

الصفحات: 496
المشاهدات: 68061
تحميل: 3343


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68061 / تحميل: 3343
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء 3

مؤلف:
العربية

يفرغ للنساء(١) .

١١ ـ قال ابن قتيبة : لما قتل مصعب بن الزبير : خرجت سكينة بنت الحسينعليه‌السلام تريد المدينة ، فأطاف بها أهل الكوفة ، فقالوا : أحسن الله صحابتك يا بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالت : والله لقد قتلتم جدّى وأبى وعمى وزوجى مصعبا ، أيتمتمونى صغيرة وأرملتمونى كبيرة ، فلا عافاكم الله من أهل بلد ولا أحسن عليكم الخلافة وقال بعض الشعراء:

ابك حسينا ليوم مصرعه

بالطفّ بين الكتائب الخرس

أضحت بنات النبيّ إذ قتلوا

فى مأتم والسباع فى عرس(٢)

١٢ ـ قال أبو الفرج : حدثنا محمّد بن العبّاس اليزيديّ قال : حدّثنا الخليل بن أسد قال : حدّثنا العمرىّ ، عن ابن الكلبىّ ، عن أبيه ، قال : قال لى عبد الله بن الحسن بن الحسن ، ما اسم سكينة بنت الحسين؟ فقلت : سكينة ، فقال : لا. اسمها آمنة(٣) .

١٣ ـ عنه ، روى انّ رجلا سأل عبد الله بن الحسن ، عن اسم سكينة. فقال : أمينة ، فقال له : إن ابن الكلبى يقول أميمة. فقال : سل ابن الكلبى عن أمه؟ وسلنى عن امى(٤) .

١٤ ـ عنه ، قال المدائنى : حدّثنى أبو اسحاق المالكى قال : سكينة لقب ، واسمها آمنة. وهذا هو الصحيح(٥) .

١٥ ـ عنه ، حدّثنى أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا يحيى بن الحسن العلوىّ قال : حدّثنا شيخ من قريش ، قال : حدّثنا أبو حذافة أو غيره ، قال : أسلم

__________________

(١) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٣٣

(٢) عيون الاخبار : ٢ / ٢١٢.

(٣) الاغانى : ١٦ / ١٣٩.

(٤) الاغانى : ١٦ / ١٣٩.

(٥) الاغانى : ١٦ / ١٣٩.

٤١

امرؤ القيس بن عدىّ على يد عمر بن الخطّاب ، فما صلّى لله صلاة حتّى ولّاه عمر ، وما أمسى حتّى خطب إليه علىّعليه‌السلام ابنته الرباب على ابنه الحسين ، فزوّجه إيّاها ، فولدت له عبد الله وسكينة ولدى الحسينعليهما‌السلام . وفى سكينة وامّها يقول :

لعمرك انّنى لأحب دارا

تحلّ بها سكينة والرباب

وذكر البيت الآخر ، وزاد على البيتين :

فلست لهم وإن غابوا مضيعا

حياتى أو يغيبني التراب

نسخت هذا الخبر من كتاب أبى عبد الرحمن الغلّابى ، وهو أتمّ(١) .

١٦ ـ عنه ، أخبرنى الطوسى قال : حدّثنى الزبير ، عن عمّه قال : أخبرنى إسماعيل بن بكّار ، قال : حدّثنى أحمد بن سعيد ، عن يحيى بن الحسين العلوى ، عن الزبير ، عن عمّه ، قال : وأخبرنى إسماعيل بن يعقوب ، عن عبد الله بن موسى ، قالا : كان الحسن بن الحسن بن علىّ بن أبى طالب خطب إلى عمّه الحسين ، فقال له الحسينعليهم‌السلام : يا ابن أخى ، قد كنت أنتظر هذا منك ، انطلق معى ، فخرج به حتّى أدخله منزله ، فخيره فى ابنتيه فاطمة وسكينة. فاختار فاطمة ، فزوّجه ايّاها ، وكان يقال : إن امرأة تختار على سكينة لمنقطعة القرين فى الحسن(٢) .

١٧ ـ عنه ، قال عبد الله بن موسى فى خبره : إن الحسين خيره ، فاستحيا ، فقال له : قد اخترت لك فاطمة ، فهى أكثر هما شبها بامّى فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) .

١٨ ـ عنه حدّثنى أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنى يحيى بن الحسن العلوىّ ، قال : كتب الىّ عبّاد بن يعقوب يخبرنى عن جدّى يحيى بن سليمان بن

__________________

(١) الاغانى : ١٦ / ١٣٩.

(٢) الاغانى : ١٦ / ١٤٢.

(٣) الاغانى : ١٦ / ١٤٢.

٤٢

الحسين العلوى قال : كانت سكينة فى مأتم فيه بنت لعثمان ، فقالت بنت عثمان : أنا بنت الشهيد. فسكت سكينة : فلمّا قال المؤذّن. أشهد أنّ محمّدا رسول الله ، قالت سكينة : هذا أبى أو أبوك؟ فقالت العثمانية : لا جرم لا أفخر عليكم أبدا(١) .

١٩ ـ قال : بعثت سكينة إلى صاحب الشرطة بالمدينة : أنّه دخل علينا شامىّ فابعث إلينا بالشرط ، فركب ومعه الشرط. فلمّا أتى إلى الباب ، أمرت ففتح له ، وأمرت جارية من جواريها فأخرجت إليه برغوثا. فقال : ما هذا؟ قالت : هذا الشامىّ الّذي شكوناه. فانصرفوا يضحكون(٢) .

٢٠ ـ عنه ، أخبرنى أحمد بن عبيد الله بن عمّار قال : حدثنا سليمان بن أبى شيخ عن محمّد بن الحكم ، عن عوانة ، قال : جاء قوم من أهل الكوفة يسلّمون على سكينة فقالت لهم : الله يعلم أنى أبغضكم : قتلتم جدّى عليّا ، وأبى الحسين ، وأخى عليا ، وزوجى مصعبا ، فبأىّ وجه تلقوننى ، أيتمتمونى صغيرة ، وأرملتمونى كبيرة(٣) .

٢١ ـ عنه ، أخبرنى أحمد بن عبيد الله بن عمّار ، وأحمد بن عبد العزيز الجوهرىّ ، قالا : حدّثنا علىّ بن محمّد النوفليّ ، قال : حدّثنى أبى ، عن أبيه وعمومته وجماعة من شيوخ بنى هاشم ، أنّه لم يصلّ على أحد بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بغير إمام الّا سكينة بنت الحسينعليه‌السلام ، فانّه ماتت وعلى المدينة خالد بن عبد الملك ، فأرسلوا إليه ، فآذنوه بالجنازة ، وذلك فى أوّل النهار فى حرّ شديد ، فأرسل إليهم ، لا تحدثوا حدثا حتّى أجئ فأصلّى عليها ، فوضع النعش فى موضع المصلّى على الجنائز ، وجلسوا ينتظرونه حتّى جاءت الظهر ، فأرسلوا إليه.

__________________

(١) الاغانى : ١٦ / ١٤٣.

(٢) الاغانى : ١٦ / ١٤٥.

(٣) الاغانى : ١٦ / ١٥٨.

٤٣

فقال : لا تحدثوا فيها شيئا حتّى أجئ ، فجاءت العصر ، ثمّ لم يزالوا ينتظرونه حتّى صلّيت العشاء ، كلّ ذلك يرسلون إليه ، فلا يأذن لهم حتّى صلّيت العتمة ولم يجىء ومكث النّاس جلوسا حتّى غلبهم النعاس ، فقاموا فأقبلوا يصلّون عليها جمعا جمعا وينصرفون ، فقال علىّ بن الحسينعليهما‌السلام : من أعان بطيبرحمه‌الله ! قال : وإنّما أراد خالد بن عبد الملك ، فيما ظنّ قوم ، أن تنتن. قال : فأتى بالمجامر ، فوضعت حول النعش ، ونهض ابن اختها محمّد بن عبد الله العثمانى.

فأتى عطّارا كان يعرف عنده عودا ، فاشتراه منه بأربعمائة دينار ، ثمّ أتى به ، فسجّر حول السرير ، حتّى أصبح وقد فرغ منه ، فلمّا صلّيت الصبح أرسل إليهم : صلّوا عليها وادفنوها.

فصلّى عليها شيبة بن نصاح ، وذكر يحيى بن الحسين فى خبره : أن عبد الله بن حسن هو الذي ابتاع لها العود بأربعمائة دينار(١) .

٢٢ ـ قال ابن طلحة ، كان له من الاولاد ذكور واناث عشرة ستة ذكور وأربع اناث فالذكور علىّ الاكبر وعلىّ الاوسط وهو سيّد العابدين وعلىّ الاصغر ومحمّد وعبد الله وجعفر فامّا علىّ الاكبر قاتل بين يدى أبيه حتّى قتل شهيدا وأمّا على الاصغر جاءه سهم وهو طفل فقتله وقيل انّ عبد الله أيضا قتل مع أبيه شهيدا وأمّا البنات فزينب وسكينة وفاطمة هذا هو المشهور وقيل بل كان له اربع بنين وبنتان والأشهر وكان الذّكر المخلد والثناء المنضد مخصوصا من بين بنيه بعلىّ الأوسط زين العابدين دون بقية الأولاد(٢)

__________________

(١) الاغانى : ١٦ / ١٧١.

(٢) مطالب السئول : ١ / ١٧١.

٤٤

٨٩ ـ باب مدّة عمرهعليه‌السلام

١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن سعد وأحمد بن محمّد جميعا ، عن ابراهيم بن مهزيار عن أخيه علىّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن مسكان ، عن أبى بصير ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : قبض الحسين بن علىعليهما‌السلام يوم عاشورا وهو ابن خمس وخمسين سنة(١) .

٢ ـ قال المفيد : مضى الحسينعليه‌السلام فى يوم السبت العاشر من المحرّم سنة إحدى وستّين من الهجرة بعد صلاة الظهر منه قتيلا مظلوما ظمأن صابرا محتسبا وسنّة يومئذ ثمان وخمسون سنة أقام منها مع جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سبع سنين ، ومع أمير المؤمنينعليه‌السلام سبعا وثلثين سنة ومع أخيه الحسينعليه‌السلام سبعا وأربعين سنة ، وكانت مدّة خلافته بعد أخيه إحدى عشرة سنة(٢) .

٣ ـ قال الاربلى : قال ابن الخشاب : حدثنا حرب باسناده ، عن أبى عبد الله الصادقعليه‌السلام ، قال : مضى أبو عبد الله الحسين بن على ، أمّه فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليهم أجمعين وهو ابن سبع وخمسين سنة فى عام الستين من الهجرة فى يوم عاشورا ، كان مقامه مع جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سبع سنين إلّا ما كان بينه وبين أبى محمّد وهو سبعة أشهر ، وعشرة أيّام ، وأقام مع أبيهعليه‌السلام ثلثين سنة ، وأقام مع أبى محمّد عشر سنين ، وأقام بعد مضى أخيه الحسنعليه‌السلام عشر سنين ، فكان عمره سبعا وخمسين سنة إلا ما كان بينه وبين أخيه من الحمل ، وقبض فى يوم

__________________

(١) الكافى : ١ / ٤٦٣.

(٢) الارشاد : ٢٦٣.

٤٥

عاشورا فى يوم الجمعة فى سنة احدى وستّين من الهجرة ، ويقال فى يوم عاشورا فى يوم الإثنين وكان بقائه بعد أخيه الحسنعليهما‌السلام أحد عشر سنة(١) .

٤ ـ عنه ، قال الحافظ عبد العزيز : الحسين بن على بن أبى طالب وأمّه فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولد فى ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، وقتل بالطفّ يوم عاشورا سنة إحدى وستين وهو ابن خمس وخمسين سنة وستّة أشهر(٢)

٥ ـ قال أبو جعفر الطوسى : قبضعليه‌السلام قتيلا بكربلاء من أرض العراق يوم الاثنين وقيل يوم الجمعة وقيل يوم السبت ، العاشر من المحرّم قبل الزوال سنة إحدى وستّين من الهجرة ، وله يومئذ ثمان وخمسون سنة ، وامّه سيّدة نساء العالمين فاطمة بنت محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقبره بطف كربلاء بين نينوى والغاضريّة فى قرى النهرين(٣) .

٦ ـ قال الطبرى : قال الحارث : قال ابن سعد : أخبرنا محمّد بن عمر ، قال قتل الحسين بن علىّعليه‌السلام فى صفر سنة احدى وستين وهو يومئذ ابن خمس وخمسين ، حدثني بذلك أفلح بن السعيد ، عن ابن كعب القرظى ، قال الحارث : حدثنا ابن سعد ، قال : أخبرنا محمّد بن عمر ، عن أبى معشر ، قال : قتل الحسين لعشر خلون من المحرم. قال الواقدى : هذا أثبت(٤) .

٧ ـ قال الخطيب : أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، قال حدثني أبى ، قال نا عبد الله بن محمّد قال حدثني هارون بن عبد الله قال سمعت أبا نعيم يقول : قتل الحسين بن على سنة ستين ، يوم السبت يوم عاشورا ، وقتل وهو ابن خمس وستين ، أو ست وخمسين أخبرنا عبيد الله بن عمر ، قال قال أبى : وهذه الرواية لأبى نعيم

__________________

(١) كشف الغمّة : ٢ / ٤٠.

(٢) كشف الغمّة : ٢ / ٤٠.

(٣) التهذيب : ٦ / ٤١.

(٤) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٩٤.

٤٦

وهم من جهتين فى القتل والمولد ، فأما مولد الحسين ، فانه كان بينه وبين أخيه الحسن طهر ، وولد الحسن للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وأما الوهم فى التاريخ موته ، فأجمع أكثر أهل التاريخ انه قتل فى المحرّم ، سنة احدى وستين ، الا هشام بن الكلبى فانه قال : سنة اثنتين وستين ، وهو وهم أيضا(١) .

٨ ـ عنه أخبرنا عبيد الله قال حدثني أبى : قال نا يحيى بن محمّد قال نا محمّد موسى بن حماد عن ابن أبى السرى ، عن هشام بن الكلبى. قال : وفى سنة اثنتين وستين قتل الحسين بن على يوم عاشورا(٢) .

٩ ـ عنه أخبرنا ابن بشران قال انبأنا الحسين بن صفوان ، قال نا ابن أبى الدنيا قال: محمّد بن سعد ، قال : الحسين بن على بن أبى طالب قتل بنهرى كربلاء يوم عاشورا فى المحرّم سنة احدى وستّين هو ابن ستّ وخمسين سنة(٣) .

١٠ ـ قال أبو الفرج : قتل يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة احدى وستين من الهجرة وكانت سنه يوم قتل ستا وخمسين سنة وشهورا(٤)

١١ ـ قال المسعودى : قتل الحسين وهو ابن خمس وخمسين سنة ، وقيل : ابن تسع وخمسين سنة وقيل غير ذلك(٥) .

١٢ ـ قال سبط ابن الجوزى اختلفوا فى سنه على أقوال أحدها ستّ وخمسون سنة قاله الواقدى لأنه ولد سنة أربع من الهجرة ، والثانى خمس وخمسون قاله السدّى ، والثالث ثمان وخمسون(٦) .

١٣ ـ الحافظ ابن عساكر أنبأنا أبو سعيد المطرز محمّد بن محمّد ، وأبو على الحسن بن أحمد ، قالا : أخبرنا أبو نعيم ، أخبرنا أبو حامد احمد بن محمّد النيسابوريّ

__________________

(١) تاريخ بغداد : ١ / ١٤٢.

(٢) تاريخ بغداد : ١ / ١٤٢.

(٣) تاريخ بغداد : ١ / ١٤٣.

(٤) مقاتل الطالبيين : ٥١.

(٥) مروج الذهب : ٣ / ٧١.

(٦) تذكرة الخواص : ٢٦٧.

٤٧

أخبرنا محمّد بن اسحاق أخبرنا أبو الأشعث ، أخبرنا زهير بن العلاء أخبرنا سعيد بن أبى عروبة ، عن قتادة ، قال : ولدت فاطمة حسينا بعد حسن بسنة وعشرة أشهر ، فمولده لست ستين وخمسة أشهر ونصف من التاريخ ، وقتل يوم الجمعة يوم عاشورا لعشر مضين من المحرم سنة احدى وستين وهو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر ونصف(١) .

١٤ ـ عنه أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن على ، ثم حدثنا ابو الفضل محمّد بن ناصر أخبرنا أبو الفضل بن خيرون والمبارك بن عبد الجبار ومحمّد بن على ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد ابن خيرون ـ ومحمّد بن الحسن قالا : انبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن اسماعيل قال : حسين بن على بن أبى طالب ابو عبد الله الهاشمى ، قال أحمد بن سليمان ، عن عطاء بن مسلم ، عن الاعمش قتل الحسين وهو ابن تسع وخمسين.

قال عبد الله بن محمّد ومحمّد بن الصلت ، أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه قال : قتل حسين بن على وهو ابن ثمان وخمسين(٢) .

١٥ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندى أنبأنا عمر بن عبيد الله ، أنبأنا أبو الحسين بشران ، أنبأنا عثمان بن أحمد ، أنبأنا حنبل بن اسحاق ، حدثني أبو عبد الله ، أنبأنا على قال : وأنبأنا سفيان قال : سمعت الهذلى يسأل جعفر بن محمّد عن عمر الحسين حين قتل فقال : قتل حسين وهو ابن ثمان وخمسين(٣) .

١٦ ـ عنه أخبرنا أبو محمّد ابن الأكفانى ، أنبأنا عبد العزيز الكتانى أنبأنا أبو محمّد ابن أبى نصر ، أنبأنا أبو الميمون ابن راشد عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر أنبأنا

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١٤.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٣.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٧٧.

٤٨

أبو زرعة ، قال قال : محمّد بن أبى عمر ، عن ابن عيينة ، عن جعفر بن محمّد ، قال : قتل حسين وهو ابن ثمان خمسين سنة. وقال أبو نعيم قتل فى يوم السبت يوم عاشوراء(١) .

٩٠ ـ باب النوادر فى قيام الحسينعليه‌السلام

١ ـ عبد الله بن جعفر والحسينعليه‌السلام

١ ـ قال الطبرى : قال هشام : عن أبى مخنف ، عن سليمان بن أبى راشد ، عن عبد الرحمن عبيد أبى الكنود ، قال : لمّا بلغ عبد الله بن جعفر بن أبى طالب مقتل ابنيه مع الحسين ، دخل عليه بعض مواليه والناس يعزونه ـ قال : ولا أظن مولاه ذلك إلا أبا اللسلاس ـ فقال : هذا ما لقينا ودخل علينا من الحسين! قال : فحذفه عبد الله بن جعفر بنعله ، ثم قال : يا ابن اللخناء ، أللحسين تقول هذا! والله لو شهدته لأحببت ألا أفارقه حتى أقتل معه

والله انّه لمّا يسخّى بنفسى عنهما ، ويهوّن علىّ المصاب بهما ، أنّهما أصيبا مع أخى وابن عمى مواسين له ، صابرين معه ، ثمّ أقبل على جلساءه فقال : الحمد للهعزوجل على مصرع الحسين ، إلّا تكن آست حسينا يدى ، فقد آساه ولدى(٢) .

٢ ـ روى ابن أبى الحديد عن عبد الله بن جعفر فى محاضرة له مع معاوية فقال معاوية: يا أبا جعفر ، أقسمت عليك لتجلسن ، لعن الله من أخرج ضب صدرك من وجاره ، محمول لك ما قلت ، ولك عندنا ما أملت ، فلو لم يكن محمدك ومنصبك

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٧٧.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٦٦.

٤٩

لكان خلقك شافعين لك إلينا ، وأنت ابن ذى الجناحين وسيّد بنى هاشم ، فقال عبد الله : كلّا ، بل سيّد بنى هاشم حسن وحسين ، لا ينازعهما فى ذلك أحد ، فقال : أبا جعفر ، أقسمت عليك لما ذكرت حاجة لك الّا قضيتها كائنة ما كانت ولو ذهبت بجميع ما أملك ، فقال : أمّا فى هذا المجلس فلا ، ثمّ انصرف(١) .

٣ ـ قال ابن عبد ربه : قال الحسن والحسينعليهما‌السلام لعبد الله بن جعفر : إنّك قد أسرفت فى بذل المال ، قال : بأبى وأمّى أنتما ، إنّ الله قد عوّدنى أن يتفضّل علىّ ، وعوّدته أن أتفضّل على عباده ، فأخاف أن أقطع العادة فيقطع عنّى(٢) .

٢ ـ عبد الله بن عباس والحسينعليه‌السلام

٤ ـ روى ابن أبى الحديد احتجاجا لابن عبّاس مع جماعة فى مجلس معاوية حين وفوده إليه فقال زياد : يا ابن عبّاس ، إنّى لأعلم ما منع حسنا وحسينا من الوفود معك على أمير المؤمنين إلّا ما سوّلت لهما أنفسهما ، وغرّ هما به من هو عند البأساء سلّمهما وأيم الله لو وليتهما لأدأبا فى الرحلة الى أمير المؤمنين أنفسهما ، ولقل بمكانهما لبثهما.

فقال ابن عباس : اذا والله يقصر دونهما باعك ، ويضيق بهما ذر عك ، ولو رمت ذلك لوجدت من دونهما فئة صدقا ، صبرا على البلاء ، لا يخيمون عن اللقاء ، فلعركوك بكلاكلهم ووطئوك بمناسمهم ، وأو جروك مشق رماحهم ، وشفار سيوفهم ووخز أسنّتهم ، حتى تشهد بسوء ما أتيت ، وتتبين ضياع الحزم فيما جذيت ، فحذار حذار من سوء النية فتكافا برد الأمنية ، وتكون سببا لفساد هذين الحيين بعد

__________________

(١) شرح النهج : ٦ / ٢٩٧.

(٢) العقد الفريد : ١ / ٢٢٥.

٥٠

صلاحهما ، وسيعا فى اختلافهما ، بعد ائتلافهما ، حيث لا يضرّ هما ابساسك ، ولا يغنى عنهما ايناسك(١) .

٥ ـ أبو طالب الآملى اخبرنا ابو عبد الله محمّد بن زيد الحسنى ، قال حدثنا بشر بن عبد الوهاب ، قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنى قطرى الخشاب عن مدرك بن أبى راشد ، قال : كتافى حيطان ابن عباس فجاء الحسن والحسينعليهما‌السلام فأطافا بالبستان قال فقال الحسن عندك غداء يا مدرك قال قلت طعام الغلمان قال فجئته بخبز وملح جريش وطاقات بقل ، قال فأكل قال ثم جيء بطعامه وكان كثير الطعام وطيبه قال فقال يا مدرك اجمع غلمان البستان قال : فجمعتهم فأكلوا ولم يأكل فقلت له فى ذلك.

فقال ذلك كان عندى أشهى من هذا قال ثم توضأ ثمّ جيء بدابة ثم ركب فأمسك ابن عباس بالركاب وسوى عليه ثم مضى بدابة الحسين فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوى عليه ثم مضى قال قلت له : أنت أسن منهما أتمسك لهما ، قال يا لكع أو ما تدرى من هذان؟ هذان أبناء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وليس هذا مما أنعم الله تعالى به على أن أمسك لهما وأسوى عليهما(٢) .

٦ ـ قال سبط ابن الجوزى : ذكر الواقدى وهشام وابن إسحاق وغيرهم قالوا : لما قتل الحسينعليه‌السلام بعث عبد الله بن الزبير الى عبد الله بن عباس ليبايعه ، وقال أنا أولى من يزيد الفاسق الفاجر ، وقد علمت سيرتى وسيرته وسوابق أبى الزبير مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسوابق معاوية فامتنع ابن عباس ، وقال : الفتنة قائمة وباب الدماء مفتوح ، ما لي ولهذا انما أنا رجل من المسلمين فبلغ ذلك يزيد بن معاوية فكتب الى ابن عباس سلام عليك ، أما بعد : فقد بلغنى أن الملحد فى حرم الله دعاك

__________________

(١) شرح النهج : ٦ / ٣٠٠.

(٢) تيسير المطالب : ٩٧.

٥١

لتبايعه فأبيت عليه وفاء منك لنا فانظر من بحضرتك من أهل البيت ومن يرد عليك من البلاد فأعلمهم حسن رأيك فينا وفى ابن الزبير.

إن ابن الزبير انما دعاك لطاعته والدخول فى بيعته لتكون له على الباطل ظهيرا وفى الما ثم شريكا وقد اعتصمت فى بيعتنا طاعة منك لنا ولما تعرف من حقنا فجزاك الله من ذى رحم خير ما جازى به الواصلين أرحامهم الموفين بعهودهم فما أنس من الأشياء ما أنا بناس برّك وتعجيل صلتك بالذى أنت أهله فانظر من يطلع عليك من الآفاق فحذرهم زخارف ابن الزبير وجنبهم لقلقة لسانه فانهم منك أسمع ولك أطوع والسلام.

فكتب إليه ابن عباس : بلغنى كتابك تذكر أنى تركت بيعة ابن الزبير وفاءا منى لك ولعمرى ما أردت حمدك ولا ودّك ترانى كنت ناسيا قتلك حسينا وفتيان بنى عبد المطلب مضرّجين بالدماء مسلوبين بالعراء تسفى عليهم الرياح وتنتابهم الضباع حتى أتاح الله لهم قوما واروهم فما أنس ما أنس طردك حسينا من حرم الله وحرم رسوله وكتابك الى ابن مرجانة تأمره بقتله ، وإنى لأرجو من الله أن يأخذك عاجلا حيث قتلت عترة نبيّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ورضيت بذلك.

أما قولك : إنك غير ناس برّى فاحبس أيها الإنسان برّك عنى وصلتك فانى حابس عنك ودّى ولعمرى انك ما تؤتينا مما لنا من فى قبلك الا اليسير وانك لتجس عنا منه العرض الطويل ثم انك سألتنى أن أحثّ الناس على طاعتك وأن أخذ لهم عن ابن الزبير ، فلا مرحبا ولا كرامة تسألنى نصرتك ومودتك وقد قتلت ابن عمى وأهل رسول الله مصابيح الهدى ونجوم الدجى غادرتهم جنودك بأمرك صرعى فى صعيد واحد قتلى أنسيت إنفاد أعوانك الى حرم الله لقتل الحسين فما زلت ورائه تخيفه حتى أشخصته الى العراق عداوة منك لله ورسوله ولأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.

٥٢

فنحن أولئك لا آبائك الجفاة الطغاة الكفرة الفجرة ، أكباد الابل والحمير الأجلاف أعداء رسوله الذين قاتلوا رسول الله فى كل موطن وجدّك وأبوك هم الذين ظاهروا على الله ورسوله ولكن ان سبقتنى قبل أن أخذ منك ثارى فى الدنيا فقد قتل النبيون قبلى وكفى بالله ناصرا ولتعلمنّ نبأه بعد حين ثم انك تطلب مودتى وقد علمت لما بايعتك ما فعلت ذلك الا وأنا أعلم أن ولد أبى وعمّى أولى بهذا الأمر منك ومن أبيك.

لكنكم معتدّين مدعين أخذتم ما ليس لكم بحق وتعديتم الى من له الحق وانّى على يقين من الله ان يعذبكم كما عذب قوم عاد وثمود ، وقوم لوط وأصحاب مدين ، يا يزيد وان من أعظم الشماتة حملك بنات رسول الله وأطفاله وحرمه من العراق الى الشام أسارى مجلوبين مسلوبين ترى الناس قدرتك عينا وإنّك قد قهرتنا واستوليت على آل رسول الله وفى ظنك انك أخذت بثار أهلك الكفرة الفجرة يوم بدر وأظهرت الانتقام الذي كنت تخفيه والاضغان الذي تكمن فى قلبك كمون النار فى الزناد.

جعلت أنت وأبوك دم عثمان وسيلة الى إظهارها فالويل لك من ديان يوم الدين وو الله لئن أصبحت آمنا من جراحة يدى فما أنت بآمن من جراحة لسانى الكثكث وأنت المفند المثبور ولك الا ثلب وأنت المذموم ولا يغرنك أن ظفرت بنا اليوم ، فو الله لئن لم نظفر بك اليوم لنظفرن غدا بين يدى الحاكم العدل الذي لا يجور فى حكمه وسوف يأخذك سريعا أليما ويخرجك من الدنيا مذموما مدحورا أثيما فعش لا أبا لك ما استطعت فقد ازداد عند الله ما اقترفت والسلام على من اتبع الهدى ، قال الواقدى : فلما قرأ يزيد كتابه أخذته العزة بالإثم وهمّ بقتل ابن عباس

٥٣

فشغله عنه أمر ابن الزبير أخذه الله بعد ذلك بيسير أخذا عزيزا(١) .

٧ ـ الحافظ ابن عساكر باسناده قال ابن سعد : وأنبأنا محمّد بن عمر ، حدثني محمّد بن عبد الله بن عبيد الله بن عبيد بن عمير ، أنبأنا ابن أبى مليكة ، قال : بينما ابن عباس جالس فى المسجد الحرام وهو يتوقع خبر الحسين بن على إلى أن أتاه آت فسارّه بشيء فأظهر الاسترجاع فقلنا : ما حدث يا أبا العباس؟ قال : مصيبة عظيمة عند الله نحتسبها أخبرنى مولاى أنه سمع ابن الزبير يقول : قتل الحسين بن علىّ فلم نبرح حتى جاءه ابن الزبير فعزاه ثم انصرف ، فقام ابن عباس فدخل منزله ودخل عليه الناس يعزّونه ، فقال ابن عباس : انه ليعدل عندى مصيبة حسين شماتة ابن الزبير أتروني مشى ابن الزبير الىّ يعزينى؟ ان ذلك منه إلّا شماتة(٢) .

٣ ـ ربيع بن خثيم والحسينعليه‌السلام

٨ ـ قال ابن أبى الحديد : مكث الربيع بن خثيم عشرين سنة لا يتكلّم إلى أن قتل الحسينعليه‌السلام ، فسمعت منه كلمة واحدة ، قال لما بلغه ذلك : أوقد فعلوها! ثم قال :( اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) ثم عاد الى السكوت حتى مات(٣)

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٧٥.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٦.

(٣) شرح النهج : ٧ / ٩٣.

٥٤

٤ ـ صالح بن على والحسينعليه‌السلام

٩ ـ قال ابن أبى الحديد : أدخل بنات مروان وحرمه ونساؤه على صالح بن علىّ ، فتكلمت ابنة مروان الكبرى ، فقالت : يا عمّ أمير المؤمنين ، حفظ الله لك من أمرك ما تحبّ حفظه ، وأسعدك فى أحوالك كلّها ، وعمّك بخواص نعمه ، وشملك بالعافية فى الدنيا والآخرة! نحن بناتك وبنات أخيك وابن عمّك ، فليسعنا من عدلكم ما وسعنا من جوركم.

قال ، اذا لا نستبقى منكم أحدا ، لأنكم قد قتلتم ابراهيم الامام ، وزيد بن على ، ويحيى بن زيد ، ومسلم بن عقيل ، وقتلتم خير أهل الأرض حسينا وإخوته وبنيه وأهل بيته ، وسقتم نساءه سبايا ـ كما يساق ذرارى الروم ـ على الأقتاب الى الشام. فقالت : يا عمّ أمير المؤمنين ، فليسعنا عفوكم اذا. قال : أما هذا فنعم ، وان أحببت زوجتك من ابنى الفضل بن صالح ، قالت : يا عمّ أمير المؤمنين ، وأىّ ساعة عرس ترى! بل تلحقنا بحرّان ، فحملهن الى حرّان(١) .

٥ ـ ابو العباس السفاح والحسينعليه‌السلام

١٠ ـ قال ابن ابى الحديد : لما أتى أبو العباس برأس مروان ، سجد فأطال ، ثم رفع رأسه ، وقال : الحمد لله الذي لم يبق ثارنا قبلك وقبل رهطك ، الحمد لله الذي أظفرنا بك ، وأظهرنا عليك ما أبالى متى طرقنى الموت ، وقد قتلت بالحسينعليه‌السلام ألفا

__________________

(١) شرح النهج : ٧ / ١٢٩.

٥٥

من بنى أمية ، وأحرقت شلو هشام بابن عمى زيد بن على كما أحرقوا شلوه! وتمثل :

لو يشربون دمى لم يرو شاربهم

ولا دماؤهم جمعا تروّينى

ثم حوّل وجهه الى القبلة فسجد ثانية ثم جلس ، فتمثل :

أبى قومنا ان ينصفونا فأنصفت

قواطع فى أيماننا تقطر الدما

إذا خالطت هام الرجال تركتها

كبيض نعام فى الثرى قد تحطّما

ثم قال : أما مروان فقتلناه بأخى ابراهيم ، وقتلنا سائر بنى أمية بحسين ، ومن قتل معه وبعده من بنى عمنا أبى طالب(١) .

١١ ـ عنه قال : قد جاءنا فى بعض الروايات أن السفاح لما أراد أن يقتل القوم الذين انضموا إليه من بنى أمية ، جلس يوما على سرير بهاشمية الكوفة وجاء بنو أمية وغيرهم من بنى هاشم ، والقواد والكتّاب ، فأجلسهم فى دار تتصل بداره ، وبينه وبينهم ستر مسدول ، ثم أخرج إليهم أبا الجهم بن عطية ، وبيده كتاب ملصق ، فنادى بحيث يسمعون : أين رسول الحسين بن على بن أبى طالبعليهما‌السلام ؟ فلم يتكلم أحد ، فدخل ثم خرج ثانية ، فنادى. أين رسول زيد بن علىّ بن الحسينعليهما‌السلام ؟ فلم يجبه أحد ، فدخل ثمّ خرج ثالثة ، فنادى : أين رسول يحيى بن زيد بن علىعليه‌السلام ؟ فلم يردّ أحد عليه.

فدخل ثمّ خرج رابعة ، فنادى : أين رسول إبراهيم بن محمّد الامام؟ والقوم ينظر بعضهم ، وقد أيقنوا بالشرّ ، ثمّ دخل وخرج ، فقال لهم : انّ أمير المؤمنين يقول لكم : هؤلاء أهلى ولحمى ، فما ذا صنعتم بهم؟ ردّوهم إلىّ ، أو فأقيدونى من أنفسكم فلم ينطقوا بحرف ، وخرجت الخراسانيّة بالأعمدة فشدخوهم عن آخرهم(٢)

__________________

(١) شرح النهج : ٧ / ١٣٠.

(٢) شرح النهج : ٧ / ١٦٥.

٥٦

٦ ـ أبو جعفر المنصور والحسينعليه‌السلام

١٢ ـ الصدوق : حدثنا محمّد بن إبراهيم بن اسحاق الطالقانى رضى الله عنه قال حدثني أبو سعيد الحسن بن علىّ العدوى قال حدّثنا علىّ بن عيسى الكوفى ، قال حدّثنا جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش وزاد بعضهم على بعض فى اللفظ وقال بعضهم ما لم يقل بعض وسياق الحديث لمندل بن على العنزى ، عن الاعمش قال : بعث الىّ أبو جعفر الدوانيقى فى جوف اللّيل أن أجب قال فقمت متفكّرا فيما بينى وبين نفسى وقلت ما بعث إلىّ أمير المؤمنين فى هذه السّاعة إلّا يسألنى عن فضائل علىعليه‌السلام ولعلىّ إن أخبرته قتلنى قال : فكتبت وصيّتى ولبست كفنى ونحلت عليه فقال ادن فدنوت وعنده عمر وبن عبيد فلمّا رأيته طابت نفسى شيئا.

ثمّ قال ادن فدنوت حتّى كادت تمسّ ركبتى ركبته ، قال فوجد منّى رايحة الحنوط فقال والله لتصدّقنى أو لأصلبنّك قلت ما حاجتك يا أمير المؤمنين قال ما شأنك متحنطا؟ قلت : أتانى رسولك فى جوف اللّيل أن أجب ، فقلت عسى أن يكون أمير المؤمنين بعث الىّ فى هذه الساعة ليسألني عن فضائل علىعليه‌السلام فلعلى ان أخبرته قتلنى فكتبت وصيّتى ولبست كفنى قال وكان متكيا فاستوى قاعدا فقال لا حول ولا قوّة الّا بالله سألتك بالله يا سليمان كم حديثا ترويه فى فضائل علىّعليه‌السلام .

قال فقلت يسيرا يا أمير المؤمنين قال كم ، قلت عشرة آلاف حديث وما زاد فقال : يا سليمان والله لأحدثنك بحديث فى فضائل علىعليه‌السلام تنسى كلّ حديث سمعته قال قلت حدّثنى يا أمير المؤمنين ، قال : نعم كنت هاربا من بنى أميّة وكنت أتردّد فى البلدان فاتقرّب الى الناس بفضائل علىّ وكانوا يطعمونى ويزوّدوني حتّى وردت بلاد الشام وانّى لفى كساء خلق ما علىّ غيره فسمعت الإقامة وأنا جائع فدخلت

٥٧

المسجد لأصلّى وفى نفسى أن أكلم الناس فى عشاء يعشونى فلمّا سلّم الإمام دخل المسجد صبيان فالتفت الامام إليهما وقال :

مرحبا بكما ومرحبا بمن اسمكما على اسمهما فكان الى جنبى شابّ فقلت يا شابّ ما الصبيان من الشيخ قال هو جدّ هما وليس بالمدينة أحد يحبّ عليا غير هذا الشيخ فلذلك سمّى أحد هما الحسن والآخر الحسين ، فقمت فرحا فقلت للشيخ هل لك فى حديث أقرّ به عينك فقال ان أقررت عينى أقررت عينك قال فقلت حدثني والدى عن أبيه عن جدّه قال : كنا قعودا عند رسول الله اذ جاءت فاطمة تبكى فقال لها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ما يبكيك يا فاطمة قالت يا ابه خرج الحسن والحسين فما أدرى أين باتا فقال لها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يا فاطمة لا تبكين فالله الذي خلقهما هو ألطف بهما منك. ورفع النبيّ يده الى السماء فقال : اللهمّ ان كانا اخذا برّا أو بحرا فاحفظهما ـ الى آخر الحديث(١) .

٧ ـ سليمان بن على والحسينعليه‌السلام

١٣ ـ قال ابن أبى الحديد : دخلت إحدى نساء بنى أميّة على سليمان بن علىّ ، وهو يقتل بنى اميّة بالبصرة ، فقالت : أيّها الأمير ، انّ العدل ليملّ من الاكثار منه ، والإسراف فيه ، فكيف لا تملّ أنت من الجور وقطيعة الرحم! فأطرق ثمّ قال لها :

سننتم علينا القتل لا تنكرونه

فذوقوا كما ذقنا على سالف الدّهر

ثمّ قال : يا أمة الله :

وأوّل راض سنّة من يسيرها

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٦١.

٥٨

ألم تحاربوا عليّا وتدفعوا حقّه؟ ألم تسمّوا حسنا وتنقصوا شرطه؟ ألم تقتلوا حسينا وتسيّروا رأسه؟ ألم تقتلوا زيدا وتصلبوا جسده؟ ألم تقتلوا يحيى وتمثّلوا به؟ ألم تلعنوا عليّا على منابركم؟ ألم تضربوا أبانا على بن عبد الله بسياطكم؟ ألم تخنقوا الامام بجراب النّورة فى حبسكم؟ ثمّ قال : ألك حاجة؟ قالت : قبض عمّالك أموالى ، فأمر بردّ أموالها عليها(١) .

٨ ـ عبد الله بنالزبير والحسينعليه‌السلام

١٣ ـ الحافظ ابن عساكر : قال : ابن سعد : أنبأنا محمّد بن عمر ، قال : فحدّثنى ابن جريح قال : كان المسور بن مخرمة بمكة حين جاء نعى حسين بن على. فلقى ابن الزبير فقال له : قد جاءك ما كنت تمنّى موت حسين بن على! فقال ابن الزبير : يا أبا عبد الرحمن تقول لى هذا؟ فو الله لينة بقى ما بقى بالجما(٢) حجر والله ما تمنّيت ذلك له. قال المسور: أنت أشرت عليه بالخروج الى غير وجه! قال : نعم أشرت به عليه ولم أدر أنّه يقتل ولم يكن بيدى أجله ولقد جئت ابن عبّاس فعزيته فعرفت أن ذلك يثقل عليه منّى ولو أنّى تركت تعزيته قال : مثلى يترك لا يعزّينى بحسين؟ فما أصنع؟ أخوالى وغرة الصدور علىّ؟ وما أدرى على أىّ شيء ذلك؟ فقال له المسور : ما حاجتك الى ذكر ما مضى وبثّه دع الامور تمضى وبرّ أخوالك فأبوك أحمد عندهم منك(٣) .

__________________

(١) شرح النهج : ٧ / ١٥٠.

(٢) كذا فى الاصل.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٦٥.

٥٩

٩ ـ سليمان بن صرد والحسينعليه‌السلام

١٤ ـ قال اليعقوبى : لما توفّى الحسن وبلغ الشيعة ذلك اجتمعوا بالكوفة فى دار سليمان بن صرد وفيهم بنو جعدة بن هبيرة فكتبوا الى الحسين بن علىعليهما‌السلام يعزّونه على مصابه بالحسن : بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علىّ من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين سلام عليك فانا نحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو أما بعد ، فقد بلغنا وفاة الحسن بن على يوم ولد ويوم يموت ويوم(١) يبعث حيّا غفر الله ذنبه وتقبّل حسناته وألحقه بنبيه وضاعف لك الأجر فى المصاب به وجبر بك المصيبة من بعده فعند الله نحتسبه وانّا لله وإنّا إليه راجعون.

ما أعظم ما أصيب به هذه الامّة عامة وأنت وهذه الشيعة خاصّة بهلاك ابن الوصى وابن بنت النبيّ علم الهدى ونور البلاد المرجوّ لإقامة الدين وإعادة سير الصالحين فاصبر رحمك الله على ما أصابك انّ ذلك من عزم الامور ، فانّ فيك خلفا ممّن كان قبلك وأن الله يؤتى رشده من يهدى بهديك ونحن شيعتك المصابة بمصيبتك المحزونة بحزنك المسرورة بسرورك السائرة بسيرتك المنتظرة لأمرك شرح الله صدرك ورفع ذكرك وأعظم أجرك وغفر ذنبك وردّ عليك حقّك(٢) .

١٠ ـ عبد الله بن عمر والحسينعليه‌السلام

١٥ ـ قال المجلسى : قال العلّامة ـرحمه‌الله ـ روى البلاذرى قال : لمّا قتل

__________________

(١) كذا فى الاصل.

(٢) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢١٦.

٦٠