• البداية
  • السابق
  • 173 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 7210 / تحميل: 3488
الحجم الحجم الحجم
الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم على لسان ريحانتيه الامام الحسن و الحسين عليهما السلام

الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم على لسان ريحانتيه الامام الحسن و الحسين عليهما السلام

مؤلف:
الناشر: شفق للطباعة والنشر
ISBN: 978-964-485-095-0
العربية

وقال الطريحي : الثأر والثؤرة : الذحل ، يقال : ثأرت القتيل ثأراً ونؤرة : أي قتلت قاتله ، والثائر : الذي لا يبقي على شيء حتّى يدرك ثاره.

وفي الحديث : إذا خرج القائم عليه السلام يطلب بدم الحسين عليه السلام وهو يقول : نحن أهل الدم وطلاّب الثرة ، أي الثار(١) .

* * *

__________________

١ ـ مجمع البحرين : ج ٤ ، ص ٢٣٤ ـ ٢٣٥.

١٢١
١٢٢

وفي حديث آخر أخذ الإمام الحسن بن على عليه السلام يصف جدّه الأكرم الرسول الأعظم صلى الله عليه واله بقوله : وكان رسول الله صلى الله عليه واله بارزاً ، من أراد أن يلقي رسول الله صلى الله عليه واله لقيه ، وكان يجلس بالأرض ويوضع طعامه بالأرض. ويلبس الغليظ ، ويركب الحمار ، ويردف خلفه ، ويلعق والله يده(١) .

وكان رسول الله صلى الله عليه واله بارزاً ، من أراد أن يلقي رسول الله صلى الله عليه واله لقيه ، وكان يجلس بالأرض ويوضع طعامه بالأرض ،

قوله عليه السلام : «وكان رسول الله صلى الله عليه واله بارزاً » برز الشيء بروزاً من باب ـ قعد ـ : ظهر ، ومنه قوله تعالى : «وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً »(٢) أي ظاهرة ليس فيها مستظل. قاله الطريحي(٣) .

__________________

١ ـ سنن الكبرى : ج ١٠ ، ص ١٠١.

٢ ـ الكهف : ٤٧.

٣ ـ مجمع البحرين : ج ٤ ، ص ٧.

١٢٣

قوله عليه السلام : «من أراد أن يلقي رسول الله صلى الله عليه واله لقيه » من دون أيّ مانع لأنّه كان قريباً سهلاً هيّناً يلقي أبعد الناس وأقربهم من أصحابه كما يلقي وفود دول الأرض المعاصرة لدولة الاسلام بلا تصنّع ولا تكلّف فكلّ شيء يصدر عنه كان طبيعيّاً على سجيّته.

قوله عليه السلام : «وكان يجلس بالأرض ويوضع طعامه بالأرض » هكذا كان رسول الله صلى الله عليه واله جم التواضع ، وافر الأدب ، فإنّه من ناحية عمليّة كان المتواضع الأوّل في دنيا المسلمين ، تجد هذه الحقيقة سيرته العظيمة مع الناس.

فعن ابن عبّاس قدس سره قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ، ويعتقل الشاة ، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير(١) .

وعن أبي عبدالله عليه السلام : قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس حين يدخل(٢) .

* * *

__________________

١ ـ مكارم الأخلاق : ج ١ ، ص ٤٧ ، ح ٤ / ٣.

٢ ـ مكارم الأخلاق : ج ١ ، ص ٦٦ ، ح ٧١ / ٤.

١٢٤

يلبس الغليظ ، ويركب الحمار ، ويردف خلفه ، ويلعق والله يده

قوله عليه السلام : «ويلبس الغليظ » لقد كان صلى الله عليه واله متواضعاً في ملبسه ومشربه ومأكله ومسكنه على أنّ تواضعه صلى الله عليه واله ذاك لم ينقص من هيبته ، ولا من محبّته عند اُمّته أبداً.

أخرجه الطبرسي بإسناده : قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله يلبس الشملة ويأتزر بها ، ويلبس النمرة(١) ويأتزربها ، فتحسن عليه النمرة لسوادها على بياض ما يبدو من ساقيه وقدميه(٢) .

وفي وصيّة رسول الله صلى الله عليه واله لأبي ذر رضى الله عنه قال : يا أباذر إنّي ألبس الغليظ ، وأجلس على الأرض ، وأركب الحمار بغير سرج ، وأردف خلفي ، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي(٣) .

في الحديث : قال النبيّ صلى الله عليه واله : عليكم بلباس الصوف تجدون حلاوة الإيمان(٤) .

وفي حديث آخر : قال النبيّ صلى الله عليه واله : ألبسوا الصوف ، وكلوا في أنصاف البطون ، فإنّه جزء من النبوّة(٥) .

قوله عليه السلام : «ويركب الحمار » فمن شدّة تواضعه صلى الله عليه واله كان يركب الحمار مؤكفّاً(٦) كما أخرجه الصدوق بإسناده : عن أبي عبدالله عليه السلام : قال :

__________________

١ ـ النمرة : بردة من صوف تلبسها الأعراب ، الصحاح : ج ٢ ، ص ٨٣٨.

٢ ـ مكارم الأخلاق : ج ١ ، ص ٨٦ ، ح ١٤٧ / ١.

٣ ـ أمالي الشيخ الطوسي : ص ٥٣١ ، ح ١١٦٢ ، مجلس ١٩ يوم الجمعة.

٤ ـ مكارم الأخلاق : ج ١ ، ص ٢٥٢ ، ح ٧٥٢ / ٨.

٥ ـ مكارم الأخلاق : ج ١ ، ص ٢٥٢ ، ح ٧٤٩ / ٨.

٦ ـ مؤكفّاً من أكفّ الحمار : شدّ عليه الأكفّ أي البرذغة ، وهي جلّته.

١٢٥

سمعت أبي يحدّث عن أبيه ، عن جدّه عليهم السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : خمس لا أدعهنّ حتّى الممات : الأكل على الحضيض(١) مع العبيد ، وركوبي الحمار مؤكفّاً ، وحلب العنز بيدي ، ولبس الصوف ، والتسليم على الصبيان. لتكون سنّة من بعدى(٢) .

وأخرجه الطبرسي بإسناده : قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : لست أدع ركوب الحمار مؤكفّاً ، والأكل على الحضيض مع العبيد ، ومناولة السائل بيدي(٣) .

اُنظر إلىٰ سموّ سيرته وتواضعه مع اُمّته ، ولقد كان صلى الله عليه واله متواضعاً في ملبسه ومشربه ومأكله ومسكنه علىٰ أنّ تواضعه صلى الله عليه واله ذاك لم ينقص من هيبته وجلالته ولا من محبته عند اُمّته أبداً ، بل كان يحلّه في المقام الذي هو له.

وفي نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ولقد كان رسول الله صلى الله عليه واله يأكل على الأرض ، ويجلس جلسة العبد ، ويخصف بيده نعله ، ويرقع بيده ثوبه ، ويركب الحمار العاري ، ويردف خلفه(٤) .

قوله عليه السلام : «ويردف خلفه » الردف بالكسر : الراكب خلف الراكب ، وردفه بالكسر : إذا ركبت خلفه ، قال الطريحي(٥) .

وفي الحديث : كان رسول الله صلى الله عليه واله يجيب دعوة العبد ويركب الحمار ردفاً(٦) .

__________________

١ ـ الحضيض : قرار الأرض ، ومنه حديث علي عليه السلام : إنّه كان يأكل على الحضيض وينام على الحضيض. مجمع البحرين : ج ٤ ، ص ٢٠٠.

٢ ـ الخصال : ج ١ ، ص ٢٧١ ، ح ١٢.

٣ ـ مكارم الأخلاق : ج ١ ، ص ٦٣ ، ح ٥٩ / ٥.

٤ ـ نهج البلاغة : ص ٢٢٦ ـ ٢٢٩ ، الخطبة : ١٦٠.

٥ ـ مجمع البحرين : ج ٥ ، ص ٦٣.

٦ ـ عيون الأخبار لإبن القتيبة : ج ١ ، ص ٢٦٧.

١٢٦

وفي إحياء العلوم : كان صلى الله عليه واله يركب الحمار مؤكفّاً عليه قطيفة ، وكان مع ذلك يستردف(١) .

روى الواحدي : بإسناده عن عروة بن الزبير ، أنّ النبيّ صلى الله عليه واله سار يعود سعد بن عبادة ، فركب حماراً على قطيفة فدكيّة ، وأردف اُسامة ابن زيد خلفه(٢) .

وعن ابن عبّاس : أنّ اُسامة كان ردف النبيّ صلى الله عليه واله من عرفة إلى المزدلفة(٣) .

وفي سنن الترمذي بإسناده : عن إبن عبّاس ، عن الفضل بن عبّاس قال : أردفني رسول الله صلى الله عليه واله من جمع إلى منى(٤) .

وفي أنساب البلاذري : وقف النبيّ صلى الله عليه واله بعرفات وهو مردف اُسامة بن زيد وكان اُسامة يدعى الردف لأن النبيّ صلى الله عليه واله كان يردفه كثيراً(٥) .

قوله عليه السلام : «ويلعق والله يده » لعق يلعق لعقاً من باب ـ فهم ـ ولعقت الشيء بالكسر ألعقُهُ لعقاً : أي لحسته ، قاله الجوهري(٦) .

وقال أنس في حديث له : كان صلى الله عليه واله إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه الثلاث التي أكل بها ، فإن بقي فيها شيء عاوده فلعقها حتّى تنظف ، ولا يمسح يده بالمنديل حتّى يلعق أصابعه واحدة ويقول : إنّه لا يدرىٰ في أيّ الأصابع البركة(٧) .

__________________

١ ـ إحياء العلوم : ج ٢ ، ص ٣٨٩.

٢ ـ أسباب النزول : ص ٩٥ ـ ٩٦ ، وأخرجه أحمد بثلاث طرق في مسنده : ج ٥ ، ص ٢٠٣. والنقل بالمعنىٰ.

٣ ـ مسند إبن حنبل : ج ٥ ، ص ٢٠١.

٤ ـ سنن الترمذي : ج ٣ ، ص ٢٦٠ ، ح ٩١٨ ، باب ٧٨ ، وأخرجه إبن ماجة في سننه : ج ٢ ، ص ١٠٢٦ ، ح ٣٠٧٤.

٥ ـ أنساب الأشراف للبلاذري : ج ١ ، ص ٤٦٩ و ٤٧٠.

٦ ـ الصحاح : ج ٤ ، ص ١٥٥٠.

٧ ـ بحار الأنوار : ج ١٦ ، ص ٢٤٥.

١٢٧
١٢٨

وهذا سبط رسول الله صلى الله عليه واله الآخر وريحانته الإمام الحسين بن علي ابن أبي طالب سيد الشهداء الذي استشهد بأرض كربلاً عطشاناً ، وذبح كما يذبح الكبش ، وهو سلام الله عليه بصدد بيان خشية رسول الله صلى الله عليه واله في صلاته كما يحدّثناالطبرسي بإسناده : عن موسى بن جعفر عليه السلام ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهما السلام في خبر طويل ، قال : وكان النبيّ صلى الله عليه واله يبكي حتّى يبتلّ مصلّاة خشية من الله عزّوجلّ من غير جرم(١) .

وكان النبيّ صلى الله عليه واله يبكي حتّى يبتلّ مصلّاه خشية من الله عزّوجلّ من غير جرم

قوله عليه السلام : «وكان النبيّ صلى الله عليه واله يبكي حتّى يبتلّ مصلّاة خشية من الله عزّوجلّ من غير جرم » الخشية : الخوف ، وقال المحقق الطوسي : أنّ الخوف عبارة عن تألّم النفس من العقاب المتوقّع بسبب إرتكاب

__________________

١ ـ الإحتجاج : ج ١ ، ص ٥٢٨.

١٢٩

المنهيّات والتقصير في الطاعات ، وهذا يحصل لأكثر الخلق. وإن كانت مراتبه متفاوتة.

وأمّا الخشية : فهى عبارة عن الحالة الحاصلة عند الشعور بعظمة الحقّ وهيبته ، وخوف الحجب عنه ، وهذه الحالة لا تحصل إلّا لمن اطّلع على جلال الكبرياء وذاق حلاوة القرب والزلفى ، ومن هنا قال سبحانه وتعالى : «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ »(١) فالخشية خوف خاص(٢) .

فلا يخشى الله تعالى بالغيب إلّا العالمون به عزّوجلّ ، وبما يليق به من صفاته الجليلة وأفعاله الجميله.

وعن إبن عبّاس في ذيل هذه الآية قال : يريد إنّما يخافني من خلقي مَن عَلم جبروتي وعزّتي وسلطاني(٣) .

وقال العلّامة الطبرسي : أي ليس يخاف الله حق خوفه ولا يحذره معاصيه خوفاً من نقمته إلّا العلماء الذين يعرفونه حقّ معرفته(٤) .

وفي الكافي : عن الصادق عليه السلام إنّه قال : يعني «بالعلماء» من صدّق فعله قوله ، ومن لم يصدّق فعله قوله فليس بعالم(٥) .

وفي الحديث : أعلمكم بالله أخوفكم الله(٦) .

وقال النبيّ صلى الله عليه واله في حديث : أنا أخشاكم لله وأتقاكم له(٧) حيث كان صلى الله عليه واله أعلم الخلق به سبحانه عزّوجلّ.

وقال سيد الساجدين وزين العابدين الإمام علي بن الحسين عليهما السلام :

__________________

١ ـ فاطر : ٢٨.

٢ ـ الأربعون حديثاً : ص ٣٠٨ ، نقلاً عنه.

٣ ـ مجمع البيان : ج ٧ ـ ٨ ، ص ٤٠٧.

٤ ـ مجمع البيان : ج ٧ ـ ٨ ، ص ٤٠٧.

٥ ـ الكافي : ج ١ ، ص ٣٦ ، ح ٢.

٦ ـ مجمع البيان : ج ٧ ـ ٨ ، ص ٤٠٧.

٧ ـ صحيح البخاري : ج ٦ ، ص ١١٧ ، كتاب النكاح باب ١ ، ح ١.

١٣٠

أخشى خلقك لك أعلمهم بك(١) .

فاذا كان مدار الخشية معرفة المخشى ، كانت الخشية له سبحانه وتعالى على حسب العلم بنعوت كماله وصفات جلاله فمن كان أعلم به تعالى كان أخشى له عزّوجلّ.

وقال عليه السلام : البكاء من خشية الله مفتاح الرحمة ، وعلامة القبول ، وباب الإجابة(٢) .

وفي الحديث : قال عليه السلام : «إذا بكى العبد من خشية الله تعالى تحاتت عنه الذنوب كما يتحات الورق فيبقى كيوم ولدته اُمّه(٣) .

ولعظيم خشيته صلى الله عليه واله في صلاته يقول مطرف بن عبدالله بن الشخير في رواية له عن أبيه ، قال : رأيت النبيّ صلى الله عليه واله وهو يصلّي ، ولجوفه أزيز(٤) .

كأزيز المرجل من البكاء(٥) وهو إشارة إلى تردّد صوت بكاء الرسول صلى الله عليه واله في صدره الشريف واختناقه بعبرته ، ولمدى تعلّقه بالله وإنشداده إليه عن طريق الصلاة أشار صلى الله عليه واله في حديثه لأبي ذر الغفاري رضى الله عنه : يا أباذر! إنّ الله تعالى جعل قرّة عيني في الصلاة ، وحبّبها إلىّ ، كما حبّب إلى الجائع الطعام ، وإلى الظمآن الماء ، فإنّ الجائع إذا أكل الطعام شبع ، وإذا شرب الماء روى ، وأنا لا أشبع من الصلاة(٦) .

ولعظيم شوقه للوقوف بين يدي الله في الصلاة ، أنّه صلى الله عليه واله كان ينتظر وقت الصلاة ويشتدّ شوقه ، ويترقّب دخوله ، ويقول لبلال مؤذنه :

__________________

١ ـ صحيفة السجاديّة : ص ٢٧٦ ، الدعاء الثاني والخمسون في الإلحاح.

٢ ـ إرشاد القلوب : ص ٩٨.

٣ ـ إرشاد القلوب : ص ٩٨.

٤ ـ أزيز المرجل : صوت غليان الماء في الإناء.

٥ ـ لسان العرب : ج ٥ ، ص ٣٠٧.

٦ ـ الأمالي للشيخ الطوسي : ص ٥٢٨ ، ح ١ ، باب ١٩.

١٣١

أرحنا يا بلال(١) .

ولأهميّة الصلاه لديه وتعاهد الرسول صلى الله عليه واله لأمرها أشار لذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في حديث له يوصي به أصحابه : وكان رسول الله صلى الله عليه واله نَصِبَاً(٢) بالصلاة بعد التبشير له بالجنّة لقول الله سبحانه : «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا »(٣) فكان يأمر أهله ويُصبّرُ عليها نفسه(٤) .

ولشدّة إقباله صلى الله عليه واله على الله سبحانه وتعالى وإنشداده إليه تشير عائشة في حديث لها : كان رسول الله صلى الله عليه واله يحدّثنا ونحدّثه ، فإذا حضرت الصلاة فكأنّه لم يعرفنا ولم نعرفه(٥) .

ومن مصاديق دأبه على العبادة ، والتوجّه إلى الله عزّوجلّ خاشعة ، وفضل الله العظيم عليه ما أخرجه الكليني بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله عند عائشة ليلتها.

فقالت : يا رسول الله صلى الله عليه واله لم تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟.

فقال : يا عائشة ألا أكون عبداً شكوراً(٦) .

وحول صلاة رسول الله صلى الله عليه واله في الليل يحدّثنا أبو عبدالله عليه السلام بقوله : إنّ رسول الله كان إذا صلّى العشاء الآخرة أمر بوضوئه وسواكه يوضع عند رأسه مخمّراً ، فيرقد ماشاء الله ، ثم يقوم فيستاك ويتوضّأ ويصلّي

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج ٨٣ ، ص ١٦.

٢ ـ النصب : التعب. النهاية لإبن الأثير : ج ٥ ، ص ٦٢.

٣ ـ طه : ١٣٢.

٤ ـ نهج البلاغة : ومن كلام له عليه السلام كان يوصى به أصحابه «١٩٩» ، ص ٣١٧.

٥ ـ بحار الأنوار : ج ٨٤ ، ص ٢٥٨.

٦ ـ الكافي : ج ٨ ، ص ١٤٩ ـ ١٥٠ ، ح ٦.

١٣٢

أربع ركعات ، ثم يرقد ، ثم يقوم فيستاك ويتوضّأ ويصلّي أربع ركعات ، ثم يرقد حتّى إذا كان في وجه الصّبح قام فأوتر ، ثم صلّىٰ ركعتين ، ثم قال : «لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ »(١) .

قلت : متى كان يقوم؟.

قال : بعد ثلث الليل.

وفي حديث آخر : قال : بعد نصف الليل(٢) .

وعن أحد الصادقين عليهما السلام أنّ رسول الله صلى الله عليه واله كان يصلّي بعد ما ينتصف الليل ثلاث عشرة ركعة(٣) .

وبهذا المقدار إكتفينا من الأحاديث المرويّة عن ريحانتي رسول الله صلى الله عليه واله وسيّدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام الدالّة على إجلال عظيم وتبحيل شديد لجدّهما ، النبي صلى الله عليه واله الأكرم والرسول الأعظم محمّد بن عبد الله صلى الله عليه واله المكّرم ، فنسأل الله عزّوجلّ أن يتقبّل منّا هذا الجهد المتواضع ، وأن يوفّقنا لخدمة دينه ، والمساهمة في إعلاء كلمته ، وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير ، والحمد لله رب العالمين.

قم المشرّفة

السيد محسن الحسيني الأميني

أوّل شهر شوال ١٤٣٢

__________________

١ ـ الأحزاب : ٢١.

٢ ـ الكافي : ج ٣ ، ص ٤٤٥ ، ح ١٣.

٣ ـ الإستبصار : ج ١ ، ص ٢٧٩ ، ح ١ ، باب ١٥٢.

١٣٣
١٣٤

الفهارس

* فهرست الآيات الكريمة

* فهرست الأحاديث الشريفة

* فهرست الموضوعات

* مصادر الكتاب

* آثار المؤلف

١٣٥
١٣٦

فهرست الآيات

رقم الآية

اسم السورة

الصفحة

(سورة البقرة)

(٢)

١٦٤

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

٧٩

٢٠١

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً

١١٤

٢٤٩

وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ

١٠٢

(سورة آل عمران)

(٣)

٢٨

وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ

١٠٧

٤١

وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ

٧٧

٦١

فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ

١٥

١٥٩

وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ

٩١

١٥٩

وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ

٩٩

١٩١

الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ

٥٢

١٣٧

رقم الآية

اسم السورة

الصفحة

(سورة الأنعام)

(٦)

٥٠

هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ

١٠٨

(سورة الأعراف)

(٧)

١٧٦

فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ

١٠٨

٢٠٥

وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً

٧٥

٢٠٥

وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً

٧٧

(سورة الأنفال)

(٨)

٤٨

إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ

١٢٠

٥٠

وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ

١٢٠

(سورة يونس)

(١٠)

٢٤

كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

١٠٨

(سورة هود)

(١١)

٧١

وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ

٩٩

٧١

وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ

١٠٠

٧٢

أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا

٩٩

١٣٨

رقم الآية

اسم السورة

الصفحة

٧٣

أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ

٩٩

٧٤

فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ

١١٧

(سورة يوسف)

(١٢)

٩٢

لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ

٦٠

(سورة الرعد)

(١٣)

٣

إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

١٠٨

٥

فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا

١٠٠

(سورة إبراهيم)

(١٤)

٧

لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ

٧٩

٣٤

وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا

٧٩

(سورة النحل)

(١٦)

١١

إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

١٠٨

١٨

وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا

٧٩

٤٨

وَهُمْ دَاخِرُونَ

٦٤

١٢٥

وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

٩٤

١٣٩

رقم الآية

اسم السورة

الصفحة

(سورة الإسراء)

(١٧)

٥٧

إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا

١٠٧

٧٦

وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ

١١٢

(سورة الكهف)

(١٨)

٢٢

فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ

٩٤

٢٤

وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ

٧٧

٢٤

وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ

٧٨

٤٧

وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً

١٢٢

(سورة طة)

(٢٠)

١٤

أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي

١٠٩

١٣٢

وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا

١٣٠

(سورة الأنبياء)

(٢١)

٧٨

وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ

٤٠

٨٧

وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا

٧٩

١٤٠