المنهيّات والتقصير في الطاعات ، وهذا يحصل لأكثر الخلق. وإن كانت مراتبه متفاوتة.
وأمّا الخشية : فهى عبارة عن الحالة الحاصلة عند الشعور بعظمة الحقّ وهيبته ، وخوف الحجب عنه ، وهذه الحالة لا تحصل إلّا لمن اطّلع على جلال الكبرياء وذاق حلاوة القرب والزلفى ، ومن هنا قال سبحانه وتعالى : «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
»
فالخشية خوف خاص
.
فلا يخشى الله تعالى بالغيب إلّا العالمون به عزّوجلّ ، وبما يليق به من صفاته الجليلة وأفعاله الجميله.
وعن إبن عبّاس في ذيل هذه الآية قال : يريد إنّما يخافني من خلقي مَن عَلم جبروتي وعزّتي وسلطاني
.
وقال العلّامة الطبرسي : أي ليس يخاف الله حق خوفه ولا يحذره معاصيه خوفاً من نقمته إلّا العلماء الذين يعرفونه حقّ معرفته
.
وفي الكافي : عن الصادق عليه السلام إنّه قال : يعني «بالعلماء» من صدّق فعله قوله ، ومن لم يصدّق فعله قوله فليس بعالم
.
وفي الحديث : أعلمكم بالله أخوفكم الله
.
وقال النبيّ صلى الله عليه واله في حديث : أنا أخشاكم لله وأتقاكم له
حيث كان صلى الله عليه واله أعلم الخلق به سبحانه عزّوجلّ.
وقال سيد الساجدين وزين العابدين الإمام علي بن الحسين عليهما السلام :
__________________