موسوعة كربلاء الجزء ١

موسوعة كربلاء 8%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 735

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 735 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 452223 / تحميل: 5265
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

٣ ـ أهم المراجع والمصادر المعتمدة

مصادر كربلاء :

يمكن تقسيم المصادر المتعلقة بشهادة الحسينعليه‌السلام ومعركة كربلاء ، إلى الأنواع التالية:

١) ـ كتب المقاتل : وهي كتب مختصة بالحديث عن مقتل الحسينعليه‌السلام .مثل : مقتل الحسينعليه‌السلام المنسوب لأبي مخنف [توفي ١٥٧ ه‍] ، ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي [ت ٥٦٨ ه‍] ، ومثير الأحزان لابن نما الحلي [ت ٦٤٥ ه‍] ، واللهوف على قتلى الطفوف للسيد ابن طاووس [ت ٦٦٤ ه‍].

٢) ـ كتب التاريخ : وهي تتكلم عن التاريخ بشكل عام ، ومن جملته تاريخ الحسينعليه‌السلام . مثل : الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري [ت ٢٨٢ ه‍] ، وتاريخ اليعقوبي [ت ٢٩٢ ه‍] ، وتاريخ الطبري [ت ٣١٠ ه‍] ، وكتاب الفتوح لابن أعثم [ت ٣١٤ ه‍] ، ومروج الذهب للمسعودي [ت ٣٤٦ ه‍] ، والكامل لابن الأثير [ت ٦٣٠ ه‍].

٣) ـ المجالس الحسينية : وهي غير منتظمة في مقتل كامل ، وإنما أوردت بعض المعلومات عن شهادة الحسينعليه‌السلام بشكل مجالس منفصلة. مثل : روضة الواعظين لابن الفتال النيسابوري [ت ٥٠٨ ه‍] ، والمنتخب للطريحي [ت ١٠٨٥ ه‍].

٤) ـ كتب المناقب : وفيها يتحدث المؤلف عن مناقب أهل البيتعليهم‌السلام ومنهم الحسينعليه‌السلام . ويغلب عليها ذكر المناقب ، وليس ذكر المقتل الشريف. منها :مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام لابن شهراشوب [ت ٥٨٨ ه‍] ، وتذكرة خواص الأمة في ذكر خصائص الأئمة لسبط ابن الجوزي [ت ٦٥٤ ه‍] ، وكشف الغمّة في معرفة الأئمةعليهم‌السلام للإربلي [ت ٦٩٣ ه‍].

٥) ـ كتب التراجم والأنساب : بعضها مختص بالخلفاء والملوك ، مثل كتاب الإمامة والسياسة (تاريخ الخلفاء) لابن قتيبة الدينوري [ت ٢٧٦ ه‍]. ومنها يعطي

٤١

تاريخ الأئمة الإثني عشرعليهم‌السلام ، مثل كتاب الارشاد للشيخ المفيد [ت ٤١٣ ه‍].ومنها يعطي تراجم للأشخاص مرتبة حسب القبائل والأنساب ، مثل نسب قريش لمصعب الزبيري [ت ٢٣٦ ه‍]. ومنها ما يكون مرتبا على الحروف الهجائية ، مثل تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني [ت ٨٥٢ ه‍].

وهذه الكتب تعطي غالبا معلومات موجزة.

أهمّ المراجع والمصادر المعتمدة :

وقد اعتمدت في دراستي لهذه الموسوعة على أجمع المصادر وأقدمها وأوثقها.أعدد أهمها فيما يلي (مرتبة حسب قدم التأليف) :

(١) ـ مقتل الحسينعليه‌السلام المشتهر بمقتل أبي مخنف [توفي عام ١٥٧ ه‍] ، طبع المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف عام ١٩٢٩ م.

(٢) ـ الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري [ت ٢٧٦ ه‍] ، ج ١ وج ٢ ، طبع مصر ، تحقيق الدكتور طه محمّد الزيني الأستاذ بالأزهر.

(٣) ـ الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري [ت ٢٨٢ ه‍] ، طبع القاهرة عام ١٩٦٠.

(٤) ـ تاريخ اليعقوبي [ت ٢٩٢ ه‍] ، ج ٢ طبع بيروت ، دار صادر.

(٥) ـ تاريخ الأمم والملوك للطبري [ت ٣١٠ ه‍] ، ج ٦ (طبعة أولى مصر) ، طبع المطبعة الحسينية عام ١٩١٨.

(٦) ـ كتاب الفتوح لابن أعثم [ت ٣١٤ ه‍] ، ج ٥ طبع بيروت.

(٧) ـ العقد الفريد لابن عبد ربه [ت ٣٢٨ ه‍] ، ج ٤ طبعة قديمة.

(٨) ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي [ت ٣٤٦ ه‍] ، ج ٣ تحقيق محمّد محي الدين عبد الحميد.

(٩) ـ مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الإصفهاني [ت ٣٤٦ ه‍] ، ج ٧ ط ٢ في النجف الأشرف.

(١٠) ـ الإرشاد للشيخ المفيد [ت ٤١٣ ه‍] ، طبع النجف عام ١٩٦٢.

(١١) ـ مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي [ت ٥٦٨ ه‍] ، ج ١ وج ٢ ، طبع مطبعة الزهراء في النجف عام ١٩٤٨.

٤٢

(١٢) ـ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر [ت ٥٧١ ه‍] ، الجزء الخاص بالحسينعليه‌السلام ، حققه وعلق عليه الشيخ محمّد باقر المحمودي.

(١٣) ـ مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام لابن شهراشوب [ت ٥٨٨ ه‍] ، ج ٣ طبع المطبعة الحيدرية في النجف عام ١٩٥٦.

(١٤) ـ الكامل في التاريخ لابن الأثير [ت ٦٣٠ ه‍] ، ج ٣ طبع بيروت عام ١٩٥٥.

(١٥) ـ مثير الأحزان لابن نما الحلي [ت ٦٤٥ ه‍] ، طبع المطبعة الحيدرية في النجف عام ١٩٥٠.

(١٦) ـ تذكرة خواص الأمة في ذكر خصائص الأئمة لسبط ابن الجوزي [ت ٦٥٤ ه‍] ، ط ٢ نجف عام ١٣٦٩ ه‍.

(١٧) ـ مطالب السّؤول في مناقب آل الرسول لمحمد بن طلحة الشافعي [ت ٦٥٣ ه‍] مطبوع مع الكتاب السابق (طبع حجر إيران) ، موجود في مكتبة الأسد برقم عامّ ٤٣٠٣ (نادر).

(١٨) ـ الله وف على قتلى الطفوف للسيد ابن طاووس [ت ٦٦٤ ه‍] ، ط ٢ طبع مطبعة العرفان بصيدا عام ١٩٢٩ م.

(١٩) ـ البداية والنهاية لابن كثير [ت ٧٧٤ ه‍] ، ج ٦ وج ٨.

(٢٠) ـ إحياء الميت بفضائل أهل البيتعليهم‌السلام للسيوطي [ت ٩١١ ه‍] ، بهامش الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي ، طبع مصر عام ١٣١٦ ه

(٢١) ـ أخبار الدول وآثار الأول للقرماني [ت ١٠١٩ ه‍] طبع بيروت.

(٢٢) ـ المنتخب في المراثي والخطب لفخر الدين الطريحي [ت ١٠٨٥ ه‍] ، ط ٢ في قم.

(٢٣) ـ بحار الأنوار للمجلسي [ت ١١١١ ه‍] ، ج ٤٤ و ٤٥ ، ومزار البحار ، ج ٩٨ ط ٣ بيروت عام ١٩٨٢.

(٢٤) ـ مقدمة مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول للعلامة المجلسي ، (المقدمة ٣ مجلدات للسيد مرتضى العسكري) ، ج ٢ طبع قم عام ١٣٦٣ ه‍.

٤٣

(٢٥) ـ مقتل العوالم (فيما يختص بالإمام الحسين) للشيخ عبد الله البحراني الإصفهاني [ت بعيد ١١١١ ه‍] ، ج ١٧ طبع قم عام ١٤٠٧ ه‍.

أما الكتب التي ألّفت بعد هذا التاريخ [١١١١ ه‍] فقد اعتبرناها حديثة ، وسوف تأتي قائمة بها فيما بعد ، تحت عنوان (الكتب الحديثة).

٤٤

٤ ـ التعريف بالكتب السابقة

(١) ـ مقتل الحسين المشتهر بمقتل أبي مخنف :(٠٠٠ ـ ١٥٧ ه‍)

وهو كتاب صغير الحجم يتألف من ١٤٤ صفحة. وهو مختص بمقتل الحسينعليه‌السلام . وإن كانت له قيمة فتبعا لقيمة مؤلفه وهو أبو مخنف ، الّذي يعتبر أول من ألفّ وأرّخ عن وقعة كربلاء ، وذلك لأنه كان معاصرا لزمن الوقعة (توفي سنة ١٥٧ ه‍ ولم يعرف تاريخ مولده).

هذا ومما يجدر ذكره وجود روايات غريبة في هذا الكتاب ، لم ترد في أي كتاب آخر من كتب المقاتل. ولقد علّقت على هذه الروايات في حينها. وأغلب الظن أن الكتاب الأصلي قد فقد ، وأن الكتاب الّذي بين أيدينا منسوب لأبي مخنف وليس له ، ومما يؤكد ذلك تعارض أخباره كليا مع الكتب التي نقلت عنه ، كتاريخ الطبري.

وقد تكلمنا سابقا عن هذا الكتاب ومؤلفه بالتفصيل وعن علاقته بالطبري ، كما تكلمنا عن مخطوطة لهذا الكتاب موجودة في مكتبة الأسد ، فراجع.

(٢) ـ الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري : (٢١٣ ـ ٢٧٦ ه‍)

(تحقيق الدكتور طه محمّد الزيني الأستاذ بالأزهر)جزآن.

خصصه المؤلف لسرد تاريخ الخلفاء ، ويقصد بهم الخلفاء الراشدين ، ثم خلفاء بني أمية وبني العباس حتّى المأمون. فيبدأ بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، ثم يذكر خلافة الإمام عليّعليه‌السلام وحروبه ، وما كان بينه وبين معاوية.

وفي الجزء الثاني يبدأ بذكر أخبار حكم يزيد وما فعله بالحسينعليه‌السلام .

ومعلوماته مقتضبة ، وكل ما يتعلق بالحسينعليه‌السلام هو ٣ صفحات من آخر الجزء الأول ، و ٦ صفحات من أول الجزء الثاني.

(٣) ـ أنساب الأشراف للبلاذري : (٠٠٠ ـ ٢٧٧ ه‍)

إن حظ الكتب الضخمة لم يكن كبيرا في قديم الزمان ، وبخاصة قبل إنشاء المطابع. فيقال إن كتاب (أنساب الأشراف) للبلاذري لم تكن توجد له نسخة كاملة في جميع العراق ـ محل تأليفه ـ في القرن الخامس للهجرة ، حتّى عثر محمّد بن

٤٥

أحمد البخاري [ت ٤٨٣ ه‍] على نسخة منه في عشرين مجلدا في مصر. أما في عصرنا هذا ، فلم نقف إلا على نسخة في استانبول.

يبدأ الكتاب بذكر نسب نوحعليه‌السلام . ثم يتكلم عن العرب ، وينزل إلى عدنان الّذي هو رأس عمود نسب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ويظل ينزل إلى أجداد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واحدا واحدا ، ذاكرا ما يتصل بكل جدّ على حدة ، ذاكرا أبناءه باختصار ، حتّى يصل إلى مولد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ثم يتكلم عن السقيفة. وهو يهتم كثيرا بذكر الخوارج في عهد كل ملك أموي.

والكتاب يختلف عن كتب التاريخ ، فهو لا يسوق الحوادث على تسلسل الأعوام ولا يتتبع تسلسل الحكام ، بل هو صاحب طريقة خاصة ، فهو يجمع بين التاريخ والتراجم والأدب وتشابك الأنساب.

وقد طبع أخيرا طبعة في دمشق بإشراف محمود الفردوس العظم ؛ الجزء الأول (السيرة النبوية) ، والجزء الثاني (علي وبنوه) ، والجزء الثالث (العباس وبنوه) ، والجزء الرابع (أبو سفيان والعنابس : معاوية ويزيد وزياد)

(٤) ـ الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري : (٠٠٠ ـ ٢٨٢ ه‍)

(تحقيق عبد المنعم عامر ، طبع القاهرة عام ١٩٦٠.

كتاب في التاريخ ، يبدأ من آدم ونوحعليه‌السلام ، ثم ملوك الفرس والروم ، ثم الفتوحات الإسلامية ، وبيعة الإمام عليّعليه‌السلام ووقعاته. ثم صلح الحسنعليه‌السلام ووفاته. ثم أخبار وقعة كربلاء ، وتقع في ٣٥ صفحة من القطع الكبير. وينتهي الكتاب بولاية المعتصم.

والذي أعجبني في هذا الكتاب أن صيغته تقرب من الأسلوب القصصي اللطيف.

(٥) ـ تاريخ اليعقوبي : (٠٠٠ ـ ٢٩٢ ه‍)

(طبع دار صادر في بيروت عام ١٩٦٠) ، جزآن.

يبدأ الجزء الأول من أول الخليقة إلى آخر أيام العرب. بينما يبدأ الجزء الثاني بمولد الهادي البشير محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وفي نصفه الثاني يتكلم عن استشهاد الإمام الحسينعليه‌السلام في نحو ست صفحات فقط ، وهو تاريخ مختصر.

وينتهي الجزء الثاني بأيام المعتمد على الله العباسي حفيد المتوكل سنة ٢٥٦ ه‍.

٤٦

(٦) ـ تاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبري : (٢٢٤ ـ ٣١٠ ه‍)

كتاب من أعاظم كتب التاريخ وأقدمها وأضبطها ، مرتب حسب السنين. وهو يضم التاريخ القديم بشكل مسهب ، ويحتوي فيما يحتوي على وقعة كربلاء ، وذلك في نهاية سنة ٦٠ ه‍ وبداية سنة ٦١ ه‍. وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات ، أولاها طبعة مشكّلة طبعت في مطبعة بريل في مدينة ليدن بهولندا ، وهي أجود طبعة ظهرت.ثم طبع عدة طبعات في مصر نقلا عن طبعة ليدن. وقد اعتمدنا في كتابنا على أول طبعة طبعت في مصر سنة ١٣٣٦ ه‍ ، وتدعى (طبعة أولى مصر) وهي التي اعتمد عليها السيد عبد الرزاق المقرّم في مقتله. ويقع مصرع الحسينعليه‌السلام في هذه الطبعة لتاريخ الطبري في الجزء السادس من ص ١٨٨ ـ ٢٦٠ أي ما يقرب من ٧٢ صفحة.

كما اعتمدنا على طبعة حديثة منه (تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم ، طبع مصر عام ١٩٦٠). ويقع الكتاب في هذه الطبعة في عشرة مجلدات.

يبدأ الجزء الأول من بداية خلق العالم إلى وفاة المسيحعليه‌السلام .

ويبدأ الجزء الثاني من ملوك الفرس إلى وقعة ذي قار ، ثم ولادة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونسب أجداده الكرام ، إلى هجرته وغزواته.

ويبدأ الجزء الثالث بغزوة خيبر وفتح مكة وسرايا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ثم خلافة أبي بكر وخلافة عمر بن الخطاب.

ويبدأ الجزء الرابع بالفتوحات الإسلامية ، ثم خلافة عثمان بن عفان ، وخلافة الإمام عليّعليه‌السلام إلى حرب صفين.

ويضم الجزء الخامس ما يتعلق بصلح الحسنعليه‌السلام مع معاوية ، ثم أحداث موقعة كربلاء ، إلى هلاك يزيد.

وينتهي الجزء العاشر والأخير سنة ٣٠٢ ه‍ بخلافة المقتدر بالله العباسي ومبايعة عبد الله بن المعتز.

يقول الشيخ محمّد مهدي شمس الدين عن ميزات تاريخ الطبري :

«إنه يتيح للباحث فرصة معرفة سند الرواية ، والتأكد من أنها رواية شاهد عيان ، كما يتيح للباحث فرصة المقارنة والترجيح ، لما يغلب فيه من نقل عدة روايات للحادثة الواحدة».

٤٧

وقد تكلمنا في أول هذا الفصل بإسهاب عن الطبري وتاريخه ووثاقته وقيمته ، وعلاقته بأبي مخنف ، فليراجع.

(٧) ـ كتاب الفتوح لابن أعثم : (٠٠٠ ـ نحو ٣١٤ ه‍)

مؤلفه أحمد بن أعثم ، مؤرّخ من أهل الكوفة. من كتبه (الفتوح) انتهى فيه إلى أيام الرشيد العباسي ، و (التاريخ) من أيام المأمون إلى أيام المقتدر ، وكأن الكتاب الثاني تتمة للكتاب الأول. قال ياقوت الحموي : رأيت الكتابين.

وقد ترجم قسم من كتاب الفتوح إلى الفارسية وسمي (فتوح أعثم) وطبع فيها.وترجمت نسخته الفارسية إلى لغة الأوردو ، وسمي بها (تاريخ أعثم).

والموجود من ترجمة (الفتوح) الفارسية المطبوع في بومباي سنة ١٣٠٥ ه‍ ليس فيه إلا من بدء وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى رجوع أهل البيت من كربلاء إلى المدينة ، وهو الّذي ترجم إلى لغة أوردو الباكستانية.

وقد طبع هذا الكتاب في ٨ مجلدات في دار الندوة الجديدة ببيروت ، تحت اسم (طبعة بيضون) ، ثم طبع طبعة جديدة في دار الأضواء ببيروت سنة ١٩٩١ م في ٨ أجزاء وجزء فهارس ، تحقيق عليّ شيري.

(٨) ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي : (ت ٣٤٦ ه‍)

عني المستشرق (بارييه دي مينا) بترجمة هذا الكتاب إلى الفرنسية عام ١٨٧٢ في تسعة أجزاء. كما ترجمه إلى الإنكليزية المستشرق (سبرنجر).

طبع بالعربية عدة مرات في جزأين. وطبع أخيرا في أربعة أجزاء بإشراف الأستاذ محمّد محي الدين عبد الحميد ، طبع بيروت عام ١٩٨٢.

يبدأ الجزء الأول بمبدأ الخليقة آدمعليه‌السلام إلى فرعون.

ويبدأ الجزء الثاني بذكر السودان والزنج والصقالبة ، ثم النبي إبراهيمعليه‌السلام وأولاده ، ثم مكة ورحلة الشتاء والصيف ، ثم أخبار العرب إلى ولادة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم خلافة الأربعة الراشيدين إلى آخر حياة الإمام عليّعليه‌السلام .

ويبدأ الجزء الثالث بخلافة الإمام الحسنعليه‌السلام ثم الحسينعليه‌السلام . ويقع ما يخص معركة كربلاء في نحو عشرين صفحة. وينتهي هذا الجزء بحكم هرون الرشيد. وينتهي الجزء الرابع بخلافة المطيع العباسي.

٤٨

(٨) ـ التنبيه والإشراف للمسعودي

طبع هذا الكتاب أول مرة في ليدن بهولندا سنة ١٨٩٤ م ، وهو الجزء الثامن من المكتبة الجغرافية التي عني بنشرها لا مستشرق (دي جوجي) ، وقد علّق عليها وذيّلها بملاحظات كثيرة. وهو يذكر في مقدمته أن المستشرق (ساكي) كان قد علّق عليها قبل ذلك عام ١٨١٠ م.

وهذا الكتاب يحوي في أوله لمعا من ذكر الأفلاك وهيئاتها وأقسام الأزمنة والأرض ومساحتها ، وذكر الأمم السبع القديمة ولغاتها ومساكنها. ثم ملوك الفرس على طبقاتهم والروم وأخبارهم ، وجوامع تاريخ العالم والأنبياء. وسيرة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وغزواته ، وسير الخلفاء من بعده ، والعصر الأموي والعباسي ، حتّى وفاة المؤلف سنة ٣٤٦ ه‍ في خلافة المطيع.

(٩) ـ مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الإصفهاني : (٢٨٤ ـ ٣٥٦ ه‍)

(تحقيق أحمد صقر ، طبع القاهرة عام ١٩٤٩).

كتاب فريد من نوعه ، موضوعه ذكر أخبار من قتل من آل أبي طالبعليه‌السلام أول قتيل من آل أبي طالب في الإسلام ، الّذي استشهد في غزوة مؤتة ، ولقّبه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بجعفر الطيار. ثم بشهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام . ثم بشهادة الحسنعليه‌السلام الّذي مات بالسم. ثم بشهادة الحسينعليه‌السلام ومقتله في كربلاء ومقتل آله الكرام. ويقع هذا المقتل في نحو خمسين صفحة.

(١٠) ـ الإرشاد للشيخ المفيد : (٣٣٨ ـ ٤١٣ ه‍)

الاسم الكامل للكتاب هو : (الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد). وهو يتضمن تواريخ الأئمة الإثني عشر الطّاهرينعليه‌السلام والنصوص عليهم ومعجزاتهم ، وطرف من أخبارهم ، مع ولاداتهم ووفياتهم ومدة أعمارهم ، وعدة من خواص أصحابهم وغير ذلك. ويقع ما يتعلق بنهضة الحسينعليه‌السلام في ٥٠ صفحة.

(١١) ـ مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي : (٤٨٤ ـ ٥٦٨ ه‍)

وهو كتاب خاص بمقتل الحسينعليه‌السلام ، يقع في جزأين.

يبتدىء الجزء الأول بذكر مناقب أهل البيتعليهم‌السلام ، ثم بمسير الحسينعليه‌السلام إلى كربلاء. بينما يبتدىء الجزء الثاني ببدء القتال حتّى المصرع الشريف ، ثم حوادث ما

٤٩

بعد المصرع ثم الأخذ بالثأر. وهو يعتبر من أغزر كتب المقاتل مادة ، وقد أخذت منه كثيرا من الروايات. ويقع ما يتعلق بمصرع الحسينعليه‌السلام من صفحة ١٧١ ـ ٢٥٤ نهاية الجزء الأول ، ومن ص ١ ـ ٨٢ من أول الجزء الثاني ، أي ما يقرب من ١٦٥ صفحة.

يقول الشيخ محمد السماوي في تقديمه للكتاب (صفحة ج) : فأما مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي فهو المقتل القديم المفصل المروي بالإسناد المعنعن ، عن الأفضل فالأفضل ، فلم يوجد بالأيدي مثله.

ويقول الشيخ محمّد مهدي شمس الدين في كتابه (أنصار الحسين ، ط ٢ بيروت ص ٢٦) : والخوارزمي في مقتله غالبا يروي روايات من تاريخ أبي محمد أحمد بن أعثم [ت ٣١٤ ه‍]. وأخباره تتسم بالموضوعية واللغة الدقيقة غالبا ، كما أنها ذات محتوى عاطفي معتدل.

(١٢) ـ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر : (٤٩٩ ـ ٥٧١)

ألّف الحافظ ابن عساكر الدمشقي الشافعي موسوعة ضخمة في التاريخ سمّاها (تاريخ مدينة دمشق) ، ويقع هذا التاريخ في ثمانين مجلدا مخطوطا ، لم يطبع منه حتّى الآن غير أجزاء معدودة.

وترجم الحافظ ابن عساكر في تاريخه ترجمة مطولة ، واسعة وافية ، للإمام عليّعليه‌السلام والإمام الحسنعليه‌السلام والإمام الحسينعليه‌السلام وبقية الأئمةعليهم‌السلام والإمام المهديعليه‌السلام ، رواها بطرق كثيرة ووجوه شتى ، وحفظ لنا مادة خصبة مما رواه الأقدمون ، ولولاه لربما ضاع أكثرها ، فجزاه الله عن الإسلام وأهل بيت نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خيرا.

وترجمة الحسينعليه‌السلام تستغرق مجلدا من تاريخه الكبير ، فأفردها المحقق الشيخ محمّد باقر المحمودي ، وحققها وخرّج أحاديثها وعلّق عليها تعاليق قيّمة ، وطبعها في بيروت عام ١٣٩٨ ه‍ في ٣٤٠ صفحة من القطع الكبير ، تحت عنوان «تاريخ ابن عساكر ـ الجزء الخاص بالحسينعليه‌السلام ». وقد اعتمدنا على هذا الكتاب.

كما أفرد مجلدين من تاريخ ابن عساكر للإمام عليّعليه‌السلام ، ومجلدا للإمام الحسينعليه‌السلام ، ومجلدا للإمام المهديعليه‌السلام ، وكلها من القطع الكبير ، المحقق تحقيقا لائقا. جزاه الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء.

٥٠

(١٣) ـ مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب : (٤٨٨ ـ ٥٨٨ ه‍)

وهو من الكتب القيمة جدا ، جمع فيه ابن شهراشوب كل الروايات المتعلقة بفضائل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل البيتعليهم‌السلام . وقد ضمّ هذا الكتاب مقتل الحسينعليه‌السلام بشكل مختصر ، لأن الكتاب لم يوضع في الأصل لهدف المصرع بالذات. وتوجد للكتاب طبعتان ؛ إحداهما نجفية ، والأخرى مطبوعة في إيران. وقد اعتمد السيد المقرّم على طبعة إيران ، بينما اعتمدت على طبعة النجف لعدم توفّر تلك الطبعة في بلدنا. وقد أشرت على طبعة النجف في كل النصوص التي أخذتها منها. ويقع ما يتعلق بمصرع الحسينعليه‌السلام في طبعة النجف في الجزء الثالث ، من ص ٢٣٦ ـ ٢٦٠ ، أي بحدود ٢٤ صفحة.

(١٤) ـ الكامل في التاريخ لابن الأثير : (٥٥٥ ـ ٦٣٠ ه‍)

(طبع دار صادر في بيروت عام ١٩٦٥).

كتاب هام في التاريخ ، يقع في اثني عشر مجلدا ، مرتب حسب السنين.

يبدأ الجزء الأول من خلق آدم إلى شيث إلى إدريس إلى نوحعليهم‌السلام إلى إبراهيم ولوط إلى موسىعليهم‌السلام وداود وسليمانعليهم‌السلام ، إلى زكريا والمسيحعليهم‌السلام . ثم ملوك الفرس إلى أنوشروان ، ثم موقعة ذي قار ، ثم أيام العرب وحروبها.

ويبدأ الجزء الثاني من أجداد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واحدا واحدا ، إلى ولادتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعثته ثم هجرته وغزواته. ثم خلافة الخلفاء والفتوحات.

ويبدأ الجزء الثالث بتتمة خلافة عمر بن الخطاب وخلافة عثمان وخلافة الإمام عليّعليه‌السلام وحروبه. ثم صلح الحسنعليه‌السلام ، ثم أخذ البيعة ليزيد إلى نهاية سنة ٥٩ ه‍.

وتقع في أول الجزء الرابع ولاية يزيد ، وكل ما يتعلق بنهضة الحسينعليه‌السلام واستشهاده في كربلاء ، ثم وقعة الحرّة وضرب الكعبة. وفيه نحو ٦٠ صفحة تتعلق بالحسينعليه‌السلام .

وينتهي الجزء الأخير سنة ٦٢٨ ه‍ بملك التتر ووصولهم إلى بلاد الشام.

هذا وقد ألّف أبو الفداء [ت ٧٣٢ ه‍] تاريخه (المختصر في أخبار البشر) ، اعتمادا على هذا التاريخ ، فهو نسخة موجزة عن الكامل لابن الأثير.

٥١

(١٥) ـ مثير الأحزان لابن نما الحلي : (٥٦٧ ـ ٦٤٥ ه‍)

وهو كتاب خاص بمقتل الحسينعليه‌السلام ، وقد رتّبه مؤلفه وفق ثلاثة مقاصد هي :

١ ـ الأحوال السابقة على القتال.

٢ ـ وصف موقف النزال وما يقرب من تلك الحال.

٣ ـ الأمور اللاحقة لقتلهعليه‌السلام وشرح سبي ذريته وأهلهعليه‌السلام .

وهو مقتل مختصر لم يورد إلا الحوادث البارزة. وقد اعتمدت على طبعة النجف سنة ١٩٥٠ م ، ويقع ما يخص بحثنا في ٩٥ صفحة ، يليها كتاب (قرة العين في أخذ ثأر الحسين) برواية عبد الله بن محمد.

(١٦) ـ مطالب السّؤول في مناقب آل الرسول : (٥٨٢ ـ ٦٥٣ ه‍)

طبع هذا الكتاب لأول مرة في طهران طبعة حجرية سنة ١٢٨٥ ه‍ ، بأمر من فرهاد ميرزا معتمد الدولة القاجاري ، وهي أصح طبعاته. ثم طبع طبعة حجرية في ذيل كتاب (تذكرة الخواص) سنة ١٢٨٧ ه‍. وستصدر له طبعة جديدة في بيروت ، من منشورات مؤسسة البلاغ. وقد قابله المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي مع نسخة مخطوطة موجودة في مكتبة السيد المرعشي النجفي العامة في قم.

مؤلفه كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي الدمشقي ، العالم الرباني والباحث العرفاني.

يقول ابن طلحة في سبب تأليف هذا الكتاب : وكنت في شبابي ألّفت كتابا باسم (زبدة المقال في فضائل الآل) ثم وسّعته ، وألفت كتاب (مطالب السّؤول في مناقب آل الرسول). وتظهر فيه محبته العميقة لأهل البيتعليهم‌السلام . وبعد المقدمة الفريدة في معنى أهل البيت وما اختصوا به من الإمامة ، يشرع في ذكر مناقبهم واحدا واحدا حتى الإمام الثاني عشرعليه‌السلام . وهو كتاب ثمين من النوادر.

(١٧) ـ تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي : (٥٨١ ـ ٦٥٤ ه‍)

طبع هذا الكتاب على الحجر في إيران عام ١٢٨٥ ه‍. ثم طبع مع (مطالب السّؤول لابن طلحة الشافعي) في إيران طبعة حجرية عام ١٢٨٧ ه‍ كما أسلفنا.ويوجد من هذه الطبعة نسخة في مكتبة الأسد العامرة. ثم طبع في النجف الأشرف على الحروف في المطبعة الحيدرية سنة ١٣٦٩ ه‍ ، وأخرى فيها عام ١٣٨٣ ه‍.

٥٢

وأعيد طبعه بالأوفست في طهران. وطبع طبعة جيدة في بيروت (راجع مجلة تراثنا ـ العدد ٢ عام ١٤٠٦ ه‍).

مؤلفه العالم الدمشقي الكبير سبط ابن الجوزي ، وهو سبط عالم دمشق الشهير عبد الرحمن ابن الجوزي. وقد كان سبط ابن الجوزي مهتديا إلى محبة أهل البيتعليهم‌السلام ، ولا أدلّ على ذلك من تأليفه لهذا الكتاب النفيس.

اسم الكتاب الكامل (تذكرة خواص الأمة في معرفة الأئمة الاثني عشر) لسبط ابن الجوزي ، فهو يعتبر الأئمة الاثني عشر خواص الأمة ، وقد خصص هذا الكتاب لشرح حياة الأئمةعليهم‌السلام وأبنائهم وأحفادهم من بني هاشم.

يستغرق النصف الأول من الكتاب حياة الإمام عليعليه‌السلام وفضائله. والنصف الثاني حياة أخيه جعفر الطيارعليه‌السلام وأولاده ، ثم الإمام الحسنعليه‌السلام . ويقع ما يخص الإمام الحسينعليه‌السلام في ٥٠ صفحة. ثم يتحدث عن محمّد بن الحنفية. ثم عن حياة السيدة خديجة وفاطمة الزهراءعليهم‌السلام . ثم حياة بقية الأئمة الاثني عشرعليهم‌السلام . وهو من محاسن الكتب.

(١٨) ـ اللهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس : (٥٨٩ ـ ٦٦٤ ه‍)

يقع الكتاب في ١٢٥ صفحة من القطع الصغير ، ويختص بمقتل الحسينعليه‌السلام .وقد رتّبه مؤلفه على نمط كتاب أستاذه ابن نما ، وفق ثلاثة مسالك هي :

١ ـ الأحوال السابقة على القتال.

٢ ـ وصف حال القتال وما يقرب من تلك الحال.

٣ ـ الأمور اللاحقة لقتلهعليه‌السلام ومنها سبي ذريته وأهلهعليهم‌السلام .

وهو مقتل مختصر ، يمتاز على مثير ابن نما ببعض الترتيب وبعض التعليقات.

ويقع ما يخص موضوع بحثنا في ٨٨ صفحة. يليها (قصة المختار في أخذ الثار) برواية أبي مخنف.

(١٩) ـ بحار الأنوار للعلامة المجلسي : (١٠٣٧ ـ ١١١١ ه‍)

اسم الكتاب الكامل (بحار الأنوار ، الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار).

هو كتاب جامع لعلوم آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مأخوذة من الكتب المعتمدة والأصول المعتبرة. لم يكتب قبله ولا بعده جامع مثله ، لاشتماله مع جمع الأخبار على

٥٣

تحقيقات دقيقة وبيانات وشروح جليلة ، غالبا لا توجد في غيره. وقد قضى العلامة المجلسي في تأليفه أربعين سنة.

الطبعة الأولى منه تمّت بمساعي الحاج محمّد حسن كمباني أمين دار الضرب بطهران ، ثم ولده الحاج حسين آغا ، وهي طبعة حجرية تقع في ٢٥ مجلدا كبيرا.

يبدأ المجلد الأول في العقل والعلم وإبطال القياس.

ثم يبدأ بأصول الدين : مجلد في التوحيد ، ومجلد في العدل ، ومجلد في الاحتجاجات والمناظرات ، ومجلد في النبوة ، ومجلد في الإمامة. ثم مجلد في الفتن بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم مجلد في حياة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ومجلد في حياة فاطمة والحسينينعليهم‌السلام ، ثم مجلد في حياة الأئمة الأربعة بعد الحسينعليهم‌السلام ، ثم مجلد في باقي الأئمةعليهم‌السلام ، ثم مجلد في الحجة المنتظر (عج). ثم مجلد في السماء والعالم والفلكيات. ثم مجلد في الإيمان والكفر. ثم مجلد في العشرة وحقوق الوالدين والأرحام والإخوان. ثم مجلد في الآداب والسنن والنواهي والكبائر. ثم مجلد في المواعظ والحكم. ثم مجلد في الطهارة والصلاة والأدعية.ثم مجلد في القرآن وفضائله وآداب تلاوته. ثم مجلد في الزكاة والصدقة والخمس والصوم. ثم مجلد في الحج والعمرة والجهاد والأمر بالمعروف. ثم مجلد في الزيارات اسمه (مزار البحار). ثم مجلد في العقود والإيقاعات. ثم مجلد في الأحكام الشرعية وينتهي بالديات. والمجلد الأخير في الإجازات ، وبه تمام الكتاب.

ولهذا الكتاب عدا عن الطبعة الحجرية السابقة عدة طبعات ، منها طبعة بالحروف ثانية طبع إيران ، وطبعة بالحروف ثالثة طبع مؤسسة الوفاء في بيروت وهي التي اعتمدنا عليها. وتقع هذه الطبعة الحديثة من هذا الكتاب الضخم في ١١٠ مجلدا.ويقع ما يتعلق بالإمام الحسينعليه‌السلام في الجزأين ٤٤ و ٤٥ و ٤٦٠ صفحة. يضاف إليها ما ورد في الجزء ٩٨ الخاص بزيارة الحسينعليه‌السلام والمسمى بمزار البحار ، ويقع في ٣٧٦ صفحة.

وقد اعتمد المجلسي في كتابه على عدة روايات للمقتل الشريف ، يقول : بدأت أولا في إيراد تلك القصص الهائلة ، بإيراد رواية أوردها الشيخ الصدوق. ثم جمعت في إيراد تمام القصة بين رواية الشيخ المفيد في (الإرشاد) ، ورواية السيد ابن

٥٤

طاووس في (اللهوف) ، ورواية الشيخ جعفر بن نما في كتاب (مثير الأحزان) ، ورواية أبي الفرج الإصفهاني في (مقاتل الطالبيين) ، ورواية السيد العالم محمّد بن أبي طالب بن أحمد الحسيني الحائري من كتاب كبير جمعه في مقتل الحسينعليه‌السلام ، ورواية صاحب كتاب (المناقب) الذي ألفه بعض القدماء من الكتب المعتبرة وذكر أسانيده إليها (ومؤلفه إما من الإمامية أو من الزيدية) وعندي منه نسخة قديمة مصححة ، ورواية المسعودي في (مروج الذهب) وهو من علمائنا الإمامية ، ورواية ابن شهراشوب في مناقبه ، ورواية صاحب (كشف الغمة) وغير ذلك. ثم نختم الباب بإيراد الأخبار المتفرقة. انتهى.

فالعلامة المجلسيرحمه‌الله أثبت في بحاره أهم ما ورد في كتب الشيعة عن مقتل الحسينعليه‌السلام .

وقد قام باختصار وفهرسة كتاب (البحار) في مجلدين الشيخ عباس القمي ، تحت اسم (سفينة البحار) طبع حجر إيران.

(٢٠) ـ أسرار الشهادة للفاضل الدربندي : (٠٠٠ ـ ١٢٨٦ ه‍)

مؤلفه هو ملا آغا بن عابد بن رمضان بن زاهد الشرواني ، الشهير بالفاضل الدربندي. توفي سنة ١٢٨٦ في إيران.

وهذا الكتاب من نوادر الكتب ، وقد طبع في إيران طبعة حجرية. وهو كتاب كبير جامع مانع ، يتميز بتعليقاته القيّمة. ففي كل موضوع يعرض المؤلف الروايات ، ثم يناقشها ويعطي رأيه فيها ، تحت عنوان (تذييل). ولم أجد مثله كتابا يهتم بتحقيق الأحداث ومقارنة الروايات وتمحيصها ، ومحاولة اكتشاف التسلسل التاريخي بين الأحداث ، وهو أحد أهداف موسوعتنا. وفي هذا الكتاب تأمل رقيق واستعمال للفكر دقيق.

والظاهر أن هناك كتابا لأحد علماء السنة في مناقب أهل البيتعليهم‌السلام اسمه (مفتاح النجاة في مناقب أهل الكساء) نقل عنه الدربندي كثيرا.

وعن مصادر كتاب (أسرار الشهادة) يقول الفاضل الدربندي :

اعتمدت في تأليف هذا الكتاب على نوعين من الروايات :

١ ـ المراجع للمحمدين الثلاثة : الكليني والصدوق والطوسي.

٥٥

٢ ـ مصادر المحدثين المتأخرين ، مثل : العلامة المجلسي والحر العاملي وصاحب العوالم.

وهو يعتمد على بعض المصادر الإساسية كاللهوف والأمالي ومثير الأحزان لابن نما ، ويذكر أنه نقل عن كتاب أبي مخنف الصغير والكبير.

ويبدو أن المؤلف عالم رباني ، له كشوفات وشطحات نورية ، يرى خلالها ما لا يراه غيره.

(٢١) ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : (١٢٩٢ ـ ١٣٨٩ ه‍)

للعلامة المحقق الشيخ آغا بزرك الطهراني.

موسوعة قيّمة في ثمانية وعشرين مجلدا ، تقصّت النتاج الشيعي من الكتب ، المخطوط والمطبوع ، النادر والمتوفر ، منذ بدء التاريخ الإسلامي وحتى القرن الأخير. كرّس المؤلف حياته كلها لتأليفه ، وخصّه بستين عاما من عمره.

طبع الكتاب في النجف الأشرف وفي إيران ، ثم أعيد طبعه بالأوفست في إيران وفي دار الأضواء ببيروت (راجع مجلة تراثنا ، العدد ٣ عام ١٤٠٦ ه‍).

٥٦

٥ ـ تلاحم مصادر الشيعة والسنة في

روايات مقتل الإمام الحسينعليه‌السلام

لقد وجدت بعد التحقيق أن هناك علاقة كبيرة بين (أبي مخنف)و (الطبري) ، وكذلك بين (الخوارزمي)و (ابن أعثم) ، وكذلك بين (محمد بن طلحة الشافعي)و (علي بن عيسى الإربلي).

فأما العلاقة بين الطبري وأبي مخنف ، فهي أن أغلب روايات الطبري فيما يتعلق بمصرع الحسينعليه‌السلام قد نقلها عن أبي مخنف ، كما أثبتنا في الفقرة التالية. وأبو مخنف هو من أكابر رواة الشيعة في القرن الأول الهجري ، القرن الذي وقعت فيه حادثة كربلاء. وتجد في ترجمة حياة أبي مخنف فيما بعد سعة علومه ووفرة مؤلفاته التي فقدت جميعها.

وأما العلاقة بين الخوارزمي وابن أعثم ، فهي أن أغلب نصوص الخوارزمي التي وردت في مقتله فيما يختص بمقتل الحسينعليه‌السلام مطابقة لما جاء في (كتاب الفتوح) لابن أعثم. وابن أعثم هو من أقدم مؤرخي الشيعة المعتمد عليهم ، في حين إن الخوارزمي هو من أكابر علماء السنة في القرن الخامس الهجري.

وأما العلاقة بين كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي مؤلف كتاب (مطالب السّؤول) وبين معاصره عليّ بن عيسى الإربلي صاحب (كشف الغمة) والذي جاء بعده ، فواضحة في اعتماد الإربلي كثيرا على روايات كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي.

(انظر ترجمة حياة المؤرخين الستة المذكورين بعد عدة صفحات).

٥٧

نستنتج مما سبق تلاحم روايات الشيعة وروايات السنة في هذا الخصوص ، مما يجعلنا نطمئن إلى صحة كل هذه الروايات بالإجمال. لا سيما وأن ابن جرير الطبري والموفق بن أحمد الخوارزمي ومحمد بن طلحة الشافعي هم من أفاضل الشخصيات عند أهل السنة ، وممن اشتهروا بالموضوعية والاعتدال.

٥٨

٦ ـ ترجمة أصحاب المصادر

(١) ـ ترجمة أبي مخنف(١) :(٠٠٠ ـ ١٥٧ ه‍)

هو لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي الغامدي ، شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم ، توفي سنة ١٥٧ ه‍. يروي عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، ويروي عنه هشام الكلبي. وكان أبو مخنف من أعاظم مؤرخي الشيعة ، ورغم اشتهار تشيّعه اعتمد عليه علماء السنة في النقل عنه ، كالطبري وابن الأثير وغيرهما.

وقد ذكرنا أن لأبي مخنف كتبا كثيرة في التاريخ والسير(٢) .

ومن أشهر كتبه «مقتل الحسينعليه‌السلام » الّذي نقل منه أعاظم العلماء المتقدمين واعتمدوا عليه ، ولكنه للأسف قد فقد ، ولا توجد منه نسخة. وأما المقتل الّذي بأيدينا وينسب إليه ، فليس له ، بل ولا لأحد من المؤرخين المعتمدين. ومن أراد تصديق ذلك فليقابل بين ما في هذا المقتل وما نقله الطبري وغيره يجد تباينا كبيرا.

وقد ترجم لأبي مخنف ، كارل بروكلمان في كتابه (تاريخ الأدب العربي) ترجمة الدكتور عبد الحليم النجار ، طبع دار المعارف بمصر ، قال بروكلمان :

(از) أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي :

أول من صنّف في أخبار الفتوح والخوارج وأيام العرب وأحاديث الخلفاء والولاة.وذكر صاحب الفهرست ٣٥ كتابا من مصنفاته. واشتهر في دولة بني العباس.

انظر : (إرشاد الأريب) لياقوت الحموي ٦ : ٢٢٠ ـ ٢٢٢ [وجعل وفاته سنة ١٥٧ ه‍ / ٧٧٤ م). تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٦ (وجعله من العلماء في زمن المهدي العباسي [١٥٨ ـ ١٦٨ ه‍ / ٧٧٥ ـ ٧٨٥ م]). فوات الوفيات ٢ : ١٤٠.

__________________

(١) أبو مخنف : بكسر الميم ، كما في الفهرست لابن النديم والقاموس المحيط للفيروزبادي ولسان العرب لابن منظور ومجمع البحرين للطريحي. أو بفتح الميم ، كما في مقتله المشهور وفي منجد الأعلام.

(٢) راجع الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ، ج ١ ص ١٥١ ؛ وكتاب الأعلام لخير الدين الزركلي ، ودائرة المعارف الإسلامية المترجمة في مصر.

٥٩

ونسب له كتاب «ذكر مقتل سيدنا ومولانا الحسين بن عليّعليه‌السلام » أو : «المصرع الشين في قتل الحسينعليه‌السلام » ، مخطوط في أمبروزيانا ، ص ٢٢٣ ؛ غوتنغن ١٨٢٨ ، ليدن ٢ ، ٩٠٩ ، بطرسبرغ رابع ٧٨ ، بطرسبرغ خامس ١٥١.

ونشره عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسيني ، على أساس نسخة أمبروزيانا ، في بومباي سنة ١٣١١ ه‍.

وينسب له أيضا كتاب «أخبار المختار بن أبي عبيد» ، أو «أخذ الثار على يد السادة الأخيار ، وإبراهيم الثقفي المختار» ، مخطوط في برلين ٩٠٣٩ ، غوتا ٢ ، ١٨٣٨ ، ليدن ٣ ، ٩٠٩. وطبع أيضا في بومباي الهند سنة ١٣١١ ه‍.

وله : سيرة إمام المتقين زيد بن عليعليه‌السلام .

وله : كنز الأنساب وأخبار النسّاب. انتهى كلام بروكلمان.

وفي كتاب (الفهرست) لابن النديم ، يعدد طائفة من كتبه ، يقول : توفي أبو مخنف ، وله من الكتب :

كتاب الردة ، ـ كتاب فتوح الشام ، ـ فتوح العراق ، ـ الجمل ، ـ صفين ، ـ أهل النهروان والخوارج ، ـ الغارات ، ـ الحريث بن راشد وبنو ناجية ، ـ مقتل عليّعليه‌السلام ، ـ مقتل حجر بن عدي ، ـ مقتل محمّد بن أبي بكر ، الأشتر ومحمد ابن أبي حذيفة ، ـ الشورى ومقتل عثمان ، ـ المستورد بن علّفة ، ـ مقتل الحسينعليه‌السلام ، ـ وفاة معاوية وولاية ابنه يزيد ، ـ وقعة الحرة وحصار ابن الزبير ، ـ المختار بن أبي عبيد ، ـ سليمان بن صرد وعين الوردة ، ـ مرج راهط وبيعة مروان ومقتل الضحاك بن قيس ، ـ مصعب وولايته العراق ، ـ مقتل عبد الله بن الزبير ، ـ مقتل سعيد بن العاص ، ـ حديث يا حميرا ، ومقتل ابن الأشعث ، ـ بلال الخارجي ، ـ نجدة أبي قبيل ، ـ حديث الأزارقة ، ـ حديث روستقباذ ، ـ شبيب الخارجي وصالح بن مسرح ، ـ مطرّف بن المغيرة ، ـ دير الجماجم وخلع عبد الرحمن بن الأشعث ، ـ يزيد بن المهلب ومقتله بالعقر ، ـ خالد بن عبد الله القسري ويوسف ابن عمر ، وموت هشام وولاية الوليد ، ـ يحيى ، ـ كتاب الضحاك الخارجي.

ثم يقول ابن النديم : قرأت بخط أحمد بن الحارث الخزار ، قال العلماء : «أبو مخنف بأمر العراق وأخبارها وفتوحها يزيد على غيره ، والمدائني بأمر خراسان والهند وفارس ، والواقدي بالحجاز والسيرة. وقد اشتركوا في فتوح الشام».

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

٥٧ ـ ثلاث فضائل للإمامعليه‌السلام لا تضاهى :

(المنتخب للطريحي ، ص ٢٥٨ ط ٢)

ذكر مسلم أن معاوية أمر سعدا بالسبّ فأبى. فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟. فقال : ثلاث قالهن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلن أسبّه ، ولئن تكن لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النّعم (أي الحمر الوحشية يضرب بها المثل لقيمتها وندرتها).(١) سمعته يقول لعليعليه‌السلام وقد خلّفه في بعض مغازيه ، فقال له عليعليه‌السلام :خلّفتني مع النساء والصبيان!. فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي. (٢) وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ، ويحبّ الله ورسوله. قال : فتطاولنا إليها.فقال : ادعوا إليّ عليا ، فأتاه وبه رمد ، فبصق في عينيه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه. (٣) ولما نزلت( فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ) [آل عمران : ٦١] دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة وعليا والحسن والحسينعليهم‌السلام ، فقال : الله م هؤلاء أهلي.

وقال عبد الله بن عمر : كان لعلي بن أبي طالب ثلاث ، لو كان لي واحدة منهن كانت أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس : تزويجه فاطمة ، وإعطاؤه الراية ، وآية النجوى (إذ لم يعمل بها أحد غيره).

٥٨ ـ أربع مناقب للإمام عليعليه‌السلام :

(النص والاجتهاد)

سئل الحسن البصري فيما يقوله عن فضل عليعليه‌السلام ؟

فقال : ما أقول فيمن جمع الخصال الأربع :

ـ ائتمانه على (براءة).

ـ وقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له في غزوة تبوك وقد خلّفه على المدينة : يا علي ، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي.

ـ وقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الثقلان كتاب الله وعترتي.

ـ وأنه لم يؤمّر عليه أمير قط ، وقد أمّرت الأمراء على غيره.

٥٩ ـ محبة علي بن أبي طالبعليه‌السلام دليل الإيمان وطهارة المولد :

قال الفاضل الدربندي في (أسرار الشهادة) ص ٩٧ :

ونقل هذه الأحاديث سيد حكماء الإسلام المير داماد في كتابه (تصحيح الإيمان وتقويم الأديان) :

١٤١

في صحيح البخاري وأبي داود ومسند أحمد بن حنبل وفضائل السمعاني وحلية الحافظ أبي نعيم وغيرها من كتب العامة ، من طرائق مختلفات وطرق شتى ، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعليعليه‌السلام : «لا يحبّك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لو لا أنت لم يعرف حزب الله».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من زعم أنه آمن بما جئت به وهو يبغض عليا ، فهو كاذب ليس بمؤمن».

وعن أبي سعيد الخدري قال : كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببغضهم عليا.

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بوروا

(أي اختبروا) أولادكم بحب علي بن أبي طالب ، فمن أحبه فاعلموا أنه لرشده ، ومن أبغضه فاعلموا أنه لغيّه».

وروى البيهقي أن الأنصار كانت تقول : إنا كنا لنعرف الرجل لغير أبيه ، لبغضه علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

جملة من فضائل فاطمة الزهراءعليها‌السلام

٦٠ ـ فضائل فاطمةعليها‌السلام الخاصة :

(مطالب السّؤول في مناقب آل الرسول لابن طلحة الشافعي)

من حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال لفاطمةعليها‌السلام وهو في مرضه الأخير على مسمع من كل زوجاته : «يا فاطمة ، أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين ، أو سيدة نساء هذه الأمة؟!.».

(أورده البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي)

وقد ثبت بالأحاديث الصحيحة والأخبار الصريحة أن فاطمةعليها‌السلام كانت أحبّ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من غيرها ، وأنها سيدة نساء أهل الجنّة.

٦١ ـ ابن الحنفية يعترف بفضل الحسينعليه‌السلام وفضل أمه الزهراءعليها‌السلام :

(مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ، ج ٤ ص ٦٦)

حدّث الصولي عن الإمام الصادقعليه‌السلام في خبر ، أنه جرى بين الحسينعليه‌السلام

١٤٢

وأخيه محمّد بن الحنفية كلام (أي خصومة). فكتب ابن الحنفية إلى الحسينعليه‌السلام : أما بعد يا أخي ، فإن أبي وأباك عليعليه‌السلام ، لا تفضلني فيه ولا أفضلك ، وأمك فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولو كان ملء الأرض ذهبا ملك أمّي ما وفّت بأمّك. فإذا قرأت كتابي هذا فصر إليّ حتّى تترضّاني ، فإنك أحقّ بالفضل مني ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. ففعل الحسينعليه‌السلام ذلك ، فلم يجر بعد ذلك بينهما شيء.

٦٢ ـ حبّ فاطمةعليها‌السلام وبغضها ـ ويل لمن يظلم ذريتها :

(المنتخب للطريحي ، ص ١٦ ط ٢)

عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال لسلمان : يا سلمان ، من أحبّ فاطمة ابنتي فهو في الجنّة معي ، ومن أبغضها فهو في النار. يا سلمان حبّ فاطمة ينفع مائة موطن من المواطن ، أيسر تلك المواطن : الموت والقبر والميزان والمحشر والصراط والمحاسبة. فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة رضيت عنه ، ومن رضيت عنه رضي الله عنه. ومن غضبت عليه غضبت عليه ، ومن غضبت عليه غضب الله عليه.

يا سلمان ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها ، وويل لمن يظلم ذريتها.

فضائل الخمسة أصحاب الكساءعليهم‌السلام

٦٣ ـ ثواب محبة الخمسة أصحاب الكساءعليهم‌السلام :

أخرج الإمام أحمد والترمذي عن عليعليه‌السلام أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذ بيد الحسن والحسينعليه‌السلام وقال : «من أحبني وأحبّ هذين وأباهما وأمهما ، كان معي في الجنّة».

٦٤ ـ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعو لفاطمة وعليعليهما‌السلام بالبركة في نسلهما :

روى أبو حاتم عن أنس أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دخل على فاطمة وعليعليهما‌السلام بعد زواجهما ، فدعا بماء فتوضأ ، ثم أفرغه على علي وفاطمةعليهما‌السلام وقال : الله م بارك فيهما وبارك عليهما ، وبارك لهما في نسلهما. (وفي رواية) : وبارك لهما في شبليهما (الشبل : ولد الأسد). وهو من الإخبار بالمغيبات ، كما قال جلال الدين السيوطي في (ديوان الحيوان) لأن المراد بالشبلين الحسن والحسينعليهما‌السلام .

١٤٣

٦٥ ـ آدم يسأل الله بالخمسة أن يتوب عليه :

(المنتخب للطريحي ، ص ٧٧ ط ٢)

روى الفقيه المغازلي الشافعي ، بإسناده عن ابن عباس قال : سئل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربه فتاب عليه؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سأله بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام إلا تبت عليّ ، فتاب عليه.

٦٦ ـ فضيلة الخمسةعليهم‌السلام على هذه الأمة :

(المصدر السابق ص ١١٠)

روي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : بي أنذرتم ، ثم بعلي بن أبي طالب اهتديتم ، وقرأ قوله تعالى :( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) [الرعد : ٧]. وبالحسن أعطيتم الإحسان ، وبالحسين تسعدون وبه تشقون. ألا وإنما الحسين باب من أبواب الجنّة ، من عانده حرّم الله عليه رائحة الجنّة.

٦٧ ـ اقتدوا بالشمس والقمر والزهرة والفرقدين :

(شجرة طوبى للمازندراني ، ج ٢ ص ٤٢٦)

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اقتدوا بالشمس ، فإذا غابت الشمس فاقتدوا بالقمر ، فإذا غاب القمر فاقتدوا بالزّهرة ، فإذا غابت الزهرة فاقتدوا بالفرقدين ، فإذا افتقدتم الفرقدين فتمسّكوا بالنجوم الزاهرة.

فقالوا : يا رسول الله فما الشمس وما القمر ، وما الزّهرة وما الفرقدان؟ ...فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا الشمس ، وعليّ القمر ، وفاطمة الزّهرة ، والفرقدان : الحسن والحسين ، وأما النجوم الزاهرة فالأئمة التسعة من صلب الحسين ، والتاسع مهديّهم.

يقول الشيخ محمّد مهدي الحائري المازندراني معقبا على هذا الحديث :

أما الشمس التي هي (النبوة) فغابت بقلب مكمد محزون ، مما قاسىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أمته. وأما الزّهرة التي هي (فاطمة الزهراء) فقد أخمدوا ضوءها وزهرتها باللطم والعصر بين الحائط والباب. وأما القمر وهو (فلك الإمامة) فقد خسفوه بسيف عبد الرحمن بن ملجم. وأما الفرقدان وهما (الحسن والحسين) فغاب أحدهما بقلب مسموم وقد تقيّأ كبده ، وغاب الآخر بعد الظهر من يوم عاشوراء ، وانكسفت الشمس ، وأمطرت السماء دما.

١٤٤

٦٨ ـ المكتوب على باب الجنّة :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ٤ ط نجف)

عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لما عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمّد رسول الله ، علي حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله ، على مبغضهم لعنة الله.

فضائل الأئمة الاثني عشر

مدخل :

يقصد بأهل البيتعليهم‌السلام أينما ذكروا مقرونين بأنهم الأمان من الضلال ، وأنهم سفينة نوح ، وأنهم باب حطّة من دخله كان آمنا الخ ، يقصد بهم الأئمة الاثنا عشر حصرا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفاطمةعليها‌السلام ، أو ما نعبّر عنه

(بالمعصومين الأربعة عشر) ، لأنهم لولا العصمة لا تنطبق عليهم تلك الأوصاف وتلك المنزلة.

٦٩ ـ أهل البيتعليهم‌السلام أمان لأهل الأرض :

(إسعاف الراغبين للشيخ محمّد الصبان ، ص ١٣٠)

أخرج أبو عمرو الغفاري عن إياس بن سلمة عن أبيه ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي».

وأخرج أحمد بن حنبل عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إذا ذهب النجوم ذهب أهل السماء ، وإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض».

وفي رواية صحّحها الحاكم على شرط الشيخين ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف».

وقد يشير إلى هذا المعنى قوله تعالى :( وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ) [الأنفال:٣٣] أقيم أهل بيته مقامه في الأمان ، لأنهم منه وهو منهم ، كما ورد في بعض الطرق.

٧٠ ـ أهل البيتعليهم‌السلام كسفينة نوح وباب حطّة :

(إحياء الميت بفضائل أهل البيت للسيوطي ، ص ٢٤٩)

أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد الخدري ، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

١٤٥

يقول : «إنما مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلفّ عنها غرق. وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطةّ في بني إسرائيل ، من دخله غفر له».

٧١ ـ أئمة أهل البيتعليهم‌السلام هم رجال الأعراف :

(المنتخب للطريحي ، ص ٣٠٧ ط ٢)

عن الإمام محمّد الباقر قال : سأل ابن الكواء أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال : ما معنى قوله تعالى :( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) [الأعراف : ٤٦]؟.

فقالعليه‌السلام : نحن أصحاب الأعراف ، نعرف أصحابنا بسيماهم. نقف بين الجنّة والنار فلا يدخل الجنّة إلا من عرفنا وعرفناه ، ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه.

٧٢ ـ أئمة أهل البيتعليهم‌السلام يحفظون الشريعة :

وأخرج المللا في سيرته عن عمر بن الخطاب (كما في الصواعق المحرقة لابن حجر ، ص ٩٠) أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «في كل خلف من أمّتي عدول من أهل بيتي ، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. ألا وإن أئمتكم وفدكم إلى اللهعزوجل ، فانظروا من توفدون». صدق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٥ ـ محبة أهل البيتعليه‌السلام

٧٣ ـ محبة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرض :

(الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي ، ص ١٥)

إن محبة النبي محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واجبة على كل مسلم ، مصداقا لقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

«لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين».

(رواه البخاري عن أنس بن مالك).

وهذا الحديث من جوامع الكلم التي أوتيها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وقد جمع فيه كل أنواع المحبة ، وهي ثلاثة : محبة الإجلال والإعظام كمحبة الولد للوالد ، ومحبة الشفقة والرحمة كمحبة الوالد لولده ، ومحبة المشاكلة والاستحسان كمحبة سائر الناس.فجمعصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصناف المحبة في محبته.

وروى الديلمي والطبراني وأبو الشيخ ابن حبّان والبيهقي مرفوعا ، أن

١٤٦

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «لا يؤمن عبد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه ، وتكون عترتي أحبّ إليه من عترته ، وأهلي أحبّ إليه من أهله ، وذاتي أحبّ إليه من ذاته».

وروى ابن مسعود : «حب آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما ، خير من عبادة سنة ، ومن مات عليه دخل الجنّة».

٧٤ ـ أحبّوا أهل بيتي لحبّي :

(إحياء الميت للسيوطي ، ص ٢٤٢)

أخرج الترمذي وحسّنه ، والطبراني عن ابن عباس (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :«أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبّوني لحب الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي».

٧٥ ـ محبة أهل النبي جزء من محبة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

(الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي ، ص ٩)

وكان الصحابة الكرام يتمنّون لأقرباء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أكثر مما يتمنّونه لأقربائهم ، محبة منهم له وإيثارا له على أنفسهم.

منها قول أبي بكر حين أسلم والده أبو قحافة ، قال للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي بعثك بالحق ، لإسلام أبي طالب كان أقرّ لعيني من إسلام أبي قحافة ، وذلك أن إسلام أبي طالب كان أقرّ لعينك.

٧٦ ـ فضل محبة آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(المصدر السابق)

ومن توقير النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبرّه ، توقير آله وذريته وأمهات المؤمنين. وقد قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «معرفة آل محمّد براءة من النار ، وحب آل محمّد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمّد أمان من العذاب».

قال بعضهم :

(معرفتهم) تعني معرفة منزلتهم منهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فيعرف وجوب إكرامهم وحرمتهم بسببهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وقال أبو بكر : راقبوا محمدا في آل بيته.

وأتى عبد الله بن حسن بن الحسينعليه‌السلام إلى عمر بن عبد العزيز في حاجة.فقال : يا أبا محمّد ، إذا كانت لك حاجة فأرسل إليّ أحضر إليك ، فإني أستحي من الله أن يراك على بابي.

١٤٧

ودخلت بنت أسامة بن زيد مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على عمر بن عبد العزيز ، فجعل يدها بين يديه ، ومشى بها حتّى أجلسها في مجلسه ، وجلس بين يديها ، وما ترك لها حاجة إلا قضاها.

يقول الشبراوي في (الإتحاف) ص ١٧ : هذا مع بنت مولاهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فما بالك بابن بضعته وذريته والمنتمين إلى الزهراء ابنته؟!.

وهذا كله لما وجب لآل بيتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الشرف والمجد لنسبتهم إليه ، وسريان لحمه ودمه الكريمين فيهم. فهم بعضه ، وبعضه في وجوب الإجلال والتعظيم كجميعه ، وحرمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ميتا كحرمته حيّا.

٧٧ ـ تفسير آية المودة :

(المصدر السابق ، ص ١٧)

قال تعالى :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) [الشورى : ٢٣]. قال ابن عباس : المعنى لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودّوني في نفسي لقرابتي منكم ، لأنه لم يكن بطن من قريش إلا بينهم وبينهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قرابة. لكن الأنسب ما قاله غيره في تفسير الآية ، أن المعنى : قل يا محمّد لأمتك ، لا أطلب منكم على ما جئتكم به من الهدى ، والنجاة من الردى ، عوضا ولا أجرة ولا جزاء ، إلا أن تودّوا قرابتي وعترتي وتحبوهم ، وتعاملوهم بالمعروف والاحسان ، ويكون بينكم وبينهم غاية الودّ والمحبة والصلة.

روايات أخرى :

(إسعاف الراغبين للشيخ محمّد الصبان ، ص ١٠٤)

قال الله تعالى :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) [الشورى : ٢٣]. قال في (المواهب) : إن المراد بالقربى من ينتسب إلى جده الأقرب عبد المطلب.

وقال في (الصواعق) : المراد بأهل البيت والآل وذوي القربىعليهم‌السلام في كل ما جاء في فضلهم ، مؤمنو بني هاشم والمطلب.

وينافي هذا ما روى الطبراني وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن ابن عباس ، أن هذه الآية لما نزلت ، قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك الذين نزلت فيهم الآية؟.قال : علي وفاطمة وابناهماعليهم‌السلام .

١٤٨

٧٨ ـ محبة أهل البيتعليهم‌السلام هي أجر الرسالة المحمدية :

(الفصول المهمة في تأليف الأمة للسيد عبد الحسين شرف الدين ص ٤٠)

أخرج الحاكم (كما في تفسير آية المودة في القربى من مجمع البيان للطبرسي) بالإسناد إلى أبي ثمامة الباهلي ، (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتى ، وخلقت أنا وعليّ من شجرة واحدة. فأنا أصلها ، وعليّ فرعها ، وفاطمة لقاحها ، والحسن والحسين ثمارها ، وأشياعنا أوراقها. فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا ، ومن زاغ عنها هوى. ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام حتّى يصير كالشن (أي الجلد اليابس) البالي ، ثم لم يدرك محبتنا ، أكبّه الله على منخريه في النار ، ثم تلاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوله تعالى :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٢٣) [الشورى : ٢٣].

٧٩ ـ اقتراف الحسنة هو مودّة آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

(إحياء الميت بفضائل أهل البيت للسيوطي ، ص ٢٣٩)

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ) [الشورى : ٢٣] قال : المودة لآل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٨٠ ـ أربع يسأل عنها المؤمن يوم القيامة :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ٤٢ ط نجف)

أنبأني أبو المظفر عبد الملك بن علي الهمداني حدّثني أبو برزة الأسلمي ، (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونحن جلوس ذات يوم : والذي نفسي بيده ،

لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتّى يسأله الله تعالى عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله مما كسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت.

فقال عمر : فما آية حبّكم من بعدكم؟. قال : فوضع يده على رأس عليعليه‌السلام وهو إلى جانبه ، وقال : إن آية حبّي من بعدي حبّ هذا.

ومثل ذلك ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس.

١٤٩

٨١ ـ من أحبّ أهل البيتعليهم‌السلام فله الشفاعة :

(إحياء الميت بفضائل أهل البيت للسيوطي ، ص ٢٥٩)

أخرج الخطيب في تاريخه عن عليعليه‌السلام (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

«شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي».

٨٢ ـ من أحبّ أهل البيتعليهم‌السلام يثبّته الله على الصراط :

(إحياء الميت بفضائل أهل البيت للسيوطي ، ص ٢٦٣)

أخرج الديلمي عن عليعليه‌السلام ، (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أدّبوا أولادكم على ثلاث خصال : حبّ نبيّكم ، وحب أهل بيته ، وعلى قراءة القرآن ، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله ، مع أنبيائه وأصفيائه.

٨٣ ـ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسألنا عن اثنين : القرآن والعترة :

(إحياء الميت بفضائل أهل البيت للسيوطي ، ص ٢٦١)

أخرج الطبراني عن المطلب بن عبد الله عن أبيه ، قال : خطبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالجحفة [غدير خم] فقال : ألست أولى بكم من أنفسكم؟. قالوا : بلى يا رسول الله. قال : فإني سائلكم عن اثنين : عن القرآن وعترتي.

٨٤ ـ لا يدخل الجنة من لم يعرف حق أهل البيتعليهم‌السلام :

(إحياء الميت بفضائل أهل البيت للسيوطي ، ص ٢٤٥)

وأخرج الطبراني في الأوسط ، ونقله السيوطي في (إحياء الميت) والنبهاني في أربعينه وابن حجر في صواعقه ، أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «الزموا مودتنا أهل البيت ، فإنه من لقي الله وهو يودّنا ، دخل الجنة بشفاعتنا. والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمل عمله إلا بمعرفة حقنا».

٨٥ ـ مودة أهل البيتعليهم‌السلام تطيل العمر :

(قادتنا كيف نعرفهم ، ج ٦)

وروي بإسناده عن عبد الله بن بدر ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «من أحبّ أن يبارك في أجله ، وأن يمتّع بما خوّله الله تعالى ، فليخلفني في أهلي خلافة حسنة. ومن لم يخلفني فيهم بتّك عمره (أي قطع) ، وورد عليّ يوم القيامة مسودا وجهه».

١٥٠

ـ وفي حديث مشابه : (المنتخب للطريحي ، ص ١٢ ط ٢)

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من أحبّ أن ينسّأ في أجله (أي يطول عمره) ، وأن يمتّعه الله بما خوّله الله ، فليخلفني في أهلي خلافة حسنة. فمن لم يخلفني فيهم بتر الله عمره ، وورد عليّ يوم القيامة مسودّا وجهه».

ومضامين هذه الأحاديث الشريفة أن أهل البيتعليهم‌السلام

(الذين هم الأئمة الأطهار) هم حجج الله البالغة ، ومناهل شريعته السائغة ، والقائمون مقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بعده في أمره ونهيه ، والممثّلون له بأجلى مظاهر هديه. فالمحب لهم بسبب ذلك محبّ لله ولرسوله ، والمدافع عنهم كالمدافع عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والمبغض لهم مبغض لهما.

٨٦ ـ ماذا كان جواب الأمة على طلب نبيّهم :

لقد طلب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من المسلمين أن يكون أجره على تبليغ الرسالة الإسلامية مودّة قرباه وذريته المختارة ، فماذا كان جوابهم على هذا الطلب ، وما ذا كان ردّهم على هذا الإحسان؟.

فمنذ أن أغمض النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عينيه بعد جهاده الكبير ، قام الناس يجرّدون أهل البيتعليهم‌السلام من مكانتهم الرفيعة ومنزلتهم السامية ، ويحرمونهم حقوقهم الدينية والدنيوية ، حتّى بكت فاطمةعليها‌السلام حزنا على فراق أبيها ، وصبر عليعليه‌السلام على طول المدة وشدة المحنة.

ولقد كان في علم الله وعلم رسوله ما ستفعل الأمة بأهله وذريته ، فكان يؤكد الوصيّة بهم ، ولزوم التمسك بحبلهم ، وأنهم الأمان من الضلال ، والنجاة من الغرق وكأن هذه الوصية بهم كانت وصية عليهم. لأن المسلمين عملوا على نقيضها ، فكانت الحجة على الظالمين منهم حجة من أبلغ الحجج. ولا سيما ما فعلوه مع الإمام أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام ورهطه في كربلاء يوم العاشر من المحرّم.

عقاب من يبغض أهل البيتعليهم‌السلام

٨٧ ـ مبغض أهل البيتعليهم‌السلام في النار :

(إحياء الميت ، ص ٢٤٢)

أخرج الطبراني والحاكم عن ابن عباس (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

١٥١

«يا بني عبد المطلب ، إني سألت الله لكم ثلاثا : أن يثّبت قلوبكم ، وأن يعلّم جاهلكم ، ويهدي ضالّكم ، وسألته أن يجعلكم جوداء ونجداء ورحماء. فلو أن رجلا صفن (أي صفّ قدميه) بين الركن والمقام ، فصلّى وصام ، ثم مات وهو مبغض لأهل بيت محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، دخل النار».

٨٨ ـ مبغض أهل البيتعليهم‌السلام منافق :(إحياء الميت ، ص ٢٤٣)

أخرج ابن عدي في (الإكليل) عن أبي سعيد الخدري (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من أبغضنا أهل البيت ، فهو منافق».

٨٩ ـ مبغض العترة أحد ثلاث :(إحياء الميت ، ص ٢٤٤)

أخرج ابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان ، عن عليعليه‌السلام (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من لم يعرف حقّ عترتي والأنصار ، فهو لإحدى ثلاث : إما منافق ، وإما لدينه ، وإما لغير طهور». يعني حملته أمه على غير طهر.

٩٠ ـ مبغض أهل البيتعليهم‌السلام يحشر يهوديا :(إحياء الميت ، ص ٢٤٥)

أخرج الطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله ، قال : خطبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسمعته يقول : «أيها الناس ، من أبغضنا أهل البيت ، حشره الله تعالى يوم القيامة يهوديا».

٩١ ـ غضب الله شديد على من آذى العترة :(إحياء الميت ص ٢٦٥)

أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «اشتدّ غضب الله على من آذاني في عترتي».

٩٢ ـ عقوبة من يظلم أهل البيتعليهم‌السلام أو يسبّهم :

(عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق ، ج ٢ ص ٣٤ حديث ٦٥)

عن الإمام علي الرضاعليه‌السلام عن آبائه عن عليعليه‌السلام قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :«حرّمت الجنة على من ظلم أهل بيتي ، وقاتلهم ، والمعين عليهم ، ومن سبّهم( لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (٧٧) [آل عمران : ٧٧].

١٥٢

موالاة أهل البيتعليهم‌السلام

(حديث الثّقلين وحديث الغدير)

٩٣ ـ معنى الموالاة :

ليست الموالاة لأهل البيتعليهم‌السلام مجرد محبتهم والتعاطف معهم ، إنما تعني إضافة لذلك التقيد بأقوالهم والسير على منهاجهم. وهذه الموالاة واجبة على كل مسلم حسب منطوق حديث الثقلين ، الّذي ينص على أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ترك بعد وفاته للأمة شيئين مهمّين غاليين ، إن تمسكوا بهما نجوا ، وإن تركوهما ضلوّا وغووا ، هما القرآن (وهو كتاب الله الصامت) وأئمة أهل البيت (وهم كتاب الله الناطق).

وإذا كانت الموالاة لأهل البيتعليهم‌السلام تعني متابعتهم والتمسك بهم ، فيجب على كل مسلم أن يتعلم فقه الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام ويسير عليه ، حتّى يكون مواليا لأهل البيتعليهم‌السلام . أما محبة أهل البيتعليهم‌السلام باللسان بدون السير على نهجهم ، فهذه لا تنفع شيئا ، عدا عن أنها نفاق ظاهري. فأهل الكوفة كلهم كانت قلوبهم مع الحسينعليه‌السلام ، ولكن أسيافهم كانت عليه. فالمحكّ الحقيقي للولاية هو نصرة أهل البيتعليهم‌السلام بالقول والعمل ، والدفاع عنهم ، والبراءة من أعدائهم.

ومن العجب العجاب أن بعض المسلمين كانوا يدّعون محبة أهل البيتعليهم‌السلام ، ثم كانوا يسبّونهم على المنابر ، لا بل إنهم كانوا يرضون عن أعمال الذين حاربوا الإمام علياعليه‌السلام والإمام الحسنعليه‌السلام والإمام الحسينعليه‌السلام ، أمثال معاوية ويزيد وأعوانهم. فما هذا التناقض الغريب ، وكيف يقبله ذو منطق وعقيدة؟.

وإليك بعض الأحاديث الشريفة التي تؤكد على لزوم موالاة أهل البيتعليهم‌السلام والتمسك بهم ومتابعتهم والسير على مذهبهم دون سواهم.

٩٤ ـ ثواب نصرة أهل البيتعليهم‌السلام ، والذين تنالهم شفاعة جدهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ٢ ص ٢٥)

روى الناصر للحق عن آبائه رضوان الله عليهم ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : «أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة ، ولو أتوا بذنوب أهل الأرض : الضارب بسيفه أمام ذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في حوائجهم ، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه».

١٥٣

جعلنا الله من محبيهم والموالين لهم ، ورزقنا شفاعة جدهم بمنّه وسعة رحمته.

٩٥ ـ ولاية عليعليه‌السلام نسوها :

(تاريخ الشيعة لمحمد حسين المظفر ، ص ٩)

قال أبو سعيد الخدري : أمر الناس بخمس ، فعملوا بأربع وتركوا واحدة. قيل له : وما الأربع؟. قال : الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج. قيل : فما الواحدة التي تركوها؟. قال : ولاية علي بن أبي طالبعليه‌السلام . قيل له : وإنها لمفروضة معهن؟. قال : نعم هي مفروضة معهن.

٩٦ ـ تمسّكوا بالأئمة من بعدي :

(المنتخب للطريحي ، ص ٢٤٤ ط ٢)

عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : خطب فينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الجمعة خطبة بليغة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، إني راحل عن قريب ، ومنطلق للمغيب. وإني أوصيكم في عترتي خيرا ، فلا تخالفوهم ولا تخاصموهم ولا تنابذوهم. وإياكم والبدع ، فإن كل بدعة ضلالة ، والضلالة وأهلها بالنار.

معاشر الناس ، من افتقد منكم الشمس فليتمسّك بالقمر ، ومن افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين ، وإن افتقدتم الفرقدين فتمسّكوا بالنجوم الزاهرة (يقصد الأئمة الاثني عشر). أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، والحمد لله رب العالمين.

إلى أن قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنهم هم الأولياء والأوصياء والخلفاء من بعدي ، أئمة أبرار وأوصياء أطهار ، وهم بعدد أسباط يعقوبعليه‌السلام ، وعدد حواريي عيسىعليه‌السلام ، وعدد نقباء بني إسرائيل.

[وقد مرت رواية مشابهة ، في الفقرة رقم ٤٢ مروية عن سلمان أيضا فراجع]

٩٧ ـ منزلة أهل البيتعليهم‌السلام :

(إسعاف الراغبين لمحمد الصبان ص ١١١)

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ، ومكان العينين من الرأس ، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين».

١٥٤

٩٨ ـ موالاة العترة :

وأخرج الطبراني في الكبير ، والرافعي في مسنده ، بالإسناد إلى ابن عباس (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال عليا من بعدي ، وليوال وليّه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ؛ فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي». وهذا الحديث بعين لفظه هو الحديث ٣٨١٩ من (كنز العمال) ج ٦ ص ٢١٧.

٩٩ ـ حديث الثقلين وحديث الغدير :

(المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين ، ص ٥١ ط ٥)

الصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثّقلين (وهما القرآن وأهل البيت) متواترة ، وطرقها عن بضع وعشرين صحابيا متضافرة. وقد صدع بها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مواقف له شتى ؛ مرة على منبره في المدينة ، وتارة بعد انصرافه من الطائف ، وتارة يوم عرفة في حجة الوداع ، وتارة يوم غدير خم وهو راجع من حجة الوداع ، وأخرى في حجرته المباركة وهو في مرضه الأخير ، إذ قال : «إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثّقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي. وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفونّي فيهما».

[أخرج هذا الحديث الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري من طريقين :أحدهما في آخر ص ١٧ ، والثاني في آخر ص ٢٦ من الجزء الثالث من مسنده.وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن سعد عن أبي سعيد ، وهو الحديث ٩٤٥ من أحاديث (كنز العمال) ج ١ ص ٤٧].

وأخرج جلال الدين السيوطي في (الدر المنثور) ج ٢ ص ٦٠ أحاديث عديدة ، منها ما خرّجه عن الطبراني عن زيد بن أرقم (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إني لكم فرط ، وإنكم واردون عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني في الثّقلين». قيل وما الثقلان يا رسول الله؟ قال :

«الأكبر كتاب اللهعزوجل ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فتمسكوا به لن

١٥٥

تزلوّا ولا تضلوا. والأصغر عترتي ، وإنهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وسألت لهما ذلك ربي. فلا تقدّموهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهما فإنهما أعلم منكم».[وذكره في (التعقبات) ج ١ ص ١٨٣ من حديث الثقلين].

وذكر الموفق بن أحمد الحنفي الخوارزمي في (المناقب) حديث الغدير بسنده المتصل عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقمّمن (أي نظّف ما تحت الشجرات من القمامة). ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثّقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفونّي فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». ثم قال : «إن اللهعزوجل مولاي ، وأنا وليّ كل مؤمن ومؤمنة». ثم أخذ بيد عليعليه‌السلام فقال : «من كنت وليّه فهذا وليّه. الله م وال من والاه ، وعاد من عاداه».

تعليق : أحاديث الثقلين وحديث الغدير ، تقرّ بالإمامة لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالبعليه‌السلام نصا لا لبس فيه ، حيث نقل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولايته العامة على المسلمين إلى الإمام عليعليه‌السلام حيث قال لهم وهم مجتمعون في غدير خم :«ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟». قالوا : بلى ، الله ورسوله أولى بالمؤمنين من أنفسهم. قال : «من كنت مولاه ، فهذا علي مولاه ..." إلى آخر الحديث.

هذا وإن في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث الثقلين عن القرآن والعترة : «وإنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». حقيقتين هما :

الأولى : أن أهل البيتعليهم‌السلام والقرآن متلازمان ، فكما أن القرآن لا يأتيه الباطل ، فهم منزّهون من الباطل ، ومعصومون من الخطأ والدنس.

والثانية : أنهم مستمرون في ولايتهم إلى يوم القيامة ، وأنهم موجودون دائما ، إما بشكل إمام ظاهر كالإمام عليعليه‌السلام والأئمة من أولاده ، أو بشكل إمام مستتر كالإمام المهديعليه‌السلام ، وهو الإمام الثاني عشر ، الّذي ولد سنة ٢٥٥ ه‍ ، ثم تولى الإمامة سنة ٢٦٠ ه‍ حين توفي والدهعليه‌السلام وغاب الغيبة الصغرى. ثم غاب الغيبة الكبرى وعمره ٧٥ عاما. وهو الآن باعتقادنا حي يرزق ، غائب عن الأنظار ، يظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطا وعدلا ، بعد ما ملئت ظلما وجورا. ومن مهماته أن يقيم دولة القرآن ، وأن يأخذ بثأر جده الحسينعليه‌السلام من أعدائه.

١٥٦

١٠٠ ـ روايات أخرى لحديث الثقلين :

(إسعاف الراغبين للشيخ محمد الصبان ص ١١٠)

عن زيد بن أرقم (قال) قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «أيها الناس ، إنما أنا بشر مثلكم ، يوشك أن يأتيني رسول ربيعزوجل فأجيبه. وإني تارك فيكم ثقلين : كتاب الله فيه الهدى والنور ، فتمسّكوا بكتاب اللهعزوجل وخذوا به ؛ وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي «(أي أحذّركم الله في شأن أهل بيتي). ورواه مسلم.

وأخرج الترمذي وحسّنه ، والحاكم عن زيد بن أرقم (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :«إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفونّي فيهما».

١٠١ ـ تواتر حديث الثقلين من طرق السنّة :

(إحياء الميت للسيوطي ، ص ٢٤٠)

وقد ورد حديث الثقلين بصيغة [كتاب الله وعترتي] أيضا فيما أخرجه عيد بن حميد في مسنده عن زيد بن ثابت ، وبصيغة [الثقلين : كتاب الله وعترتي] فيما أخرجه أحمد وأبو يعلى عن أبي سعيد الخدري ، وبنفس الصيغة ما أخرجه الترمذي عن جابر. وبصيغة : [الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي] ، فيما أخرجه البزاز عن عليعليه‌السلام . وبصيغة [كتاب الله وعترتي أهل بيتي] ، وبصيغة [خليفتين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي] ما أخرجه أحمد والطبراني عن زيد بن ثابت ، وما أخرجه البارودي عن أبي سعيد الخدري.

١٠٢ ـ ما معنى الثّقلين؟ :

قال ابن حجر في (الصواعق) بعد ذكره لحديث الثقلين : سمّى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم القرآن والعترة : ثقلين ، لأن الثّقل كل شيء نفيس خطير ، وهذان كذلك ، إذ كل واحد منهما معدن للعلوم الدينية والأسرار العقلية الشرعية ، ولهذا حثّ على الاقتداء والتمسك بهما. وقيل : سمّيا (ثقلين) لثقل وجوب رعاية حقوقهما.

١٠٣ ـ أحاديث في ولاية أهل البيتعليهم‌السلام :

جاء في (الصواعق المحرقة) لابن حجر في ولاية الإمام عليعليه‌السلام وأهل البيتعليهم‌السلام ووجوب الاقتداء بهم :

١٥٧

ـ في الصفحة ١٤ تفسير الآية :( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) (٨٢) [طه : ٨٢]. قال ثابت البناني :( ثُمَّ اهْتَدى ) [طه : ٨٢] يعني إلى ولاية أهل البيتعليهم‌السلام .

ـ وفي الصفحة ٩١ تفسير الآية :( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) (٢٤) [الصافات : ٢٤]. عن أبي سعيد الخدري أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) (٢٤) [الصافات : ٢٤] عن ولاية علي وأهل بيتهعليهم‌السلام .

ـ وفي الصفحة ٩٩ تفسير الآية :( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (٧) [البينة : ٧]. أخرج الحافظ جمال الدين الذرندي عن ابن عباس ، أن هذه الآية لما نزلت ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليعليه‌السلام : «هو أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، ويأتي أعداؤك غضابا مقمحين».

١٠٤ ـ تفسير سورة العصر :

(مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول للمجلسي ، ج ٣ ص ٢٥٥)

وفي عليعليه‌السلام نزلت سورة (العصر) وتفسيرها :( وَالْعَصْرِ ) (١) [العصر : ١] أي أقسم برب عصر القيامة( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) (٢) [العصر : ٢] يقصد أعداء آل محمّد( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ) [الشعراء : ٢٢٧] بولايتهم ،( وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) [الشعراء : ٢٢٧] بمواساة إخوانهم ،

( وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ ) [العصر : ٣] في فترة غيبة قائمهم (عج).

١٥٨

أشعار في موالاة أهل البيتعليهم‌السلام

(هامش الإتحاف بحب الأشراف ، ص ٢٩)

١٠٥ ـ أشعار في الموالاة :

قال الإمام الشافعي :

قالوا : ترفّضت ، قلت : كلا

ما الرفض ديني ولا اعتقادي

لكن تولّيت غير شكّ

خير إمام وخير هاد

إن كان حبّ الوليّ رفضا

فإنني أرفض العباد

وقالرحمه‌الله :

يا راكبا قف بالمحصّب من منى

واهتف بساكن خيفها والناهض

سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى

فيضا كملتطم الفرات الفائض

إني أحبّ بني النبيّ المصطفى

وأعدّه من واجبات فرائضي

إن كان رفضا حبّ آل محمّد

فليشهد الثقلان أني رافضي

وقال عن محبة أهل البيتعليهم‌السلام والصلاة عليهم :

يا آل بيت رسول الله حبّكم

فرض من الله في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم الفضل أنّكم

من لا يصلي عليكم لا صلاة له

ومما ينسب إلى الشافعي هذه الأبيات تعليقا على حديث النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «تفترق أمّتي ثلاثا وسبعين فرقة ، الناجية منها واحدة». قال :

ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم

مذاهبهم في أبحر الغيّ والجهل

ركبت على اسم الله في سفن النّجا

وهم آل بيت المصطفى خاتم الرّسل

إذا افترقت في الدين سبعون فرقة

ونيف كما قد جاء في محكم النقل

ولم يك ناج منهم غير فرقة

فقل لي بها يا ذا الرجاحة والعقل

أفي الفرق الهلّاك آل محمّد

أم الفرقة اللائي نجت منهم قل لي

فإن قلت في الناجين فالقول واحد

وإن قلت في الهلّاك حفت عن العدل

إذا كان مولى القوم منهم ، فإنني

رضيت بهم ، لا زال في ظلّهم ظلّي

فخلّ عليّا لي إماما ونسله

وأنت من الباقين في أوسع الحلّ

وله في الولاية مدائح كثيرة ، منها قوله :

١٥٩

إذا في مجلس ذكروا عليّا

وشبليه وفاطمة الزّكيّة

يقال تجاوزوا يا قوم هذا

فهذا من حديث الرافضيّه

هربت من المهيمن من أناس

يرون الرّفض حبّ الفاطميّه

على آل الرسول صلاة ربي

ولعنته لتلك الجاهليه

وقال يرثي الحسينعليه‌السلام من قصيدة :

تأوّب همّي والفؤاد كئيب

وأرّق نومي والرقاد غريب

ومما نفى همّي وشيّب لمّتي

تصاريف أيام ، لهنّ خطوب

فمن مبلغ عني الحسين رسالة

وإن كرهتها أنفس وقلوب

يصلىّ على المبعوث من آل هاشم

ويغزى بنوه ، إنّ ذا لعجيب

لئن كان ذنبي حبّ آل محمّد

فذلك ذنب لست عنه أتوب

هم شفعائي يوم حشري وموقفي

إذا ما بدت للناظرين خطوب

وقالرحمه‌الله :

لقد كتموا آثار آل محمّد

محبّيهم خوفا ، وأعداؤهم بغضا

فأبرز من بين الفريقين نبذة

بها ملأ الله السموات والأرضا

وقال الشيخ أبو بكر بن عربي :

رأيت ولائي آل طه فريضة

على رغم أهل البعد يورثني القربا

فما طلب المبعوث أجرا على الهدى

بتبليغه ، إلا المودة في القربى

وقال أحدهم في موالاة أهل البيتعليهم‌السلام ومعاداة أعدائهم :

يا بني الزهراء والنور الّذي

ظنّ موسى أنه نار قبس

لا أوالي الدهر من عاداكم

إنه آخر آي من (عبس)

يشير بذلك إلى قوله تعالى :( أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ) (٤٢) [عبس : ٤٢].

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735