موسوعة كربلاء الجزء ١

موسوعة كربلاء 8%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 735

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 735 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 451830 / تحميل: 5255
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

وجاء به فقال: أخاف أن يكون الواثق لم يمت، قال: فمرَّ به فنظر إليه مُسَجَّىً، فجاء فجلس فألبسه أحمد بن أبي دؤاد الطويلة وعممه وقبَّله بين عينيه، وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. ثم غُسِّلَ الواثق وصُلِّيَ عليه ودفن، ثم صاروا من فورهم إلى دار العامة ولم يكن لُقَّبَ المتوكل. وذكر أنه كان يوم بويع له ابن ست وعشرين سنة، ووضع العطاء للجند لثمانية أشهر، وكان الذي كتب البيعة له محمد بن عبد الملك الزيات، وهوإذ ذاك على ديوان الرسائل واجتمعوا بعد ذلك على اختيار لقب له، فقال ابن الزيات: نسميه المنتصر بالله وخاض الناس فيها حتى لم يشكوا فيها، فلما كان غداة يوم بَكَّرَ أحمد بن أبي دؤاد إلى المتوكل فقال: قد رَوِيتُ « وصلتُ اليه بعد رَوِيَّة » في لقب أرجوأن يكون موافقاً حسناً إن شاء الله وهو: المتوكل على الله. وأمر بإمضائه، وأحضر محمد بن عبد الملك فأمر بالكتاب بذلك إلى الناس فنفذت إليهم الكتب نسخة ذلك: بسم الله الرحمن الرحيم أَمَرَ، أبقاك الله، أمير المؤمنين أطال الله بقاءه، أن يكون الرسم الذي يجرى به ذكره على أعواد منابره، وفى كتبه إلى قضاته وكتابه وعماله وأصحاب قضاته وكتابه وعماله وأصحاب دواوينه، وغيرهم من سائر من تجرى المكاتبة بينه وبينه: من عبد الله جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين. فرأيك في العمل بذلك، وإعلامي بوصول كتابي إليك، موفقاً إن شاء الله.

وذُكر أنه لما أمر للأتراك برزق أربعة أشهر، وللجند والشاكرية ومن يجرى مجراهم من الهاشميين برزق ثمانية أشهر، أمر للمغاربة برزق ثلاثة أشهر، فأبوا

٢١

أن يقبضوا فأرسل إليهم من كان منكم مملوكاً فليمض إلى أحمد بن أبي دؤاد حتى يبيعه، ومن كان حراً صيرناه أسوة الجند، فرضوا بذلك، وتكلم وصيف فيهم « مع المتوكل » حتى رضيَ عنهم فأعطوا ثلاثة، ثم أجروا بعد ذلك مجرى الأتراك.

وبويع للمتوكل ساعة مات الواثق بيعة الخاصة، وبايعته العامة حين زالت الشمس من ذلك اليوم ».

وفي وفيات الأعيان « 5 / 99 » : « لما مات الواثق بالله أخ المتوكل، أشار محمد المذكور « الزيات » بتولية ولد الواثق، وأشار القاضي أحمد بن أبي دواد المذكور بتولية المتوكل وقام في ذلك وقعد حتى عممه بيده وألبسه البُرْدَة، وقبَّله بين عينيه ».

وقال الخطيب البغدادي في تاريخه « 3 / 145 »: « كان بين محمد بن عبد الملك وبين أحمد بن أبي دؤاد عداوةٌ شديدةٌ، فلما وليَ المتوكل دارَ ابن أبي داود على محمد، وأغرى به المتوكل حتى قبض عليه وطالبه بالأموال ».

وقال المسعودي في مروج الذهب « 4 / 3 »: « فلما كان في اليوم الثاني لقبه أحمد بن أبي داود المتوكل على الله ».

أقول: لكن روايتنا تدل على أنه كان يوجد صراع على الخلافة بعد الواثق، بين رئيس وزرائه ابن الزيات من جهة، وبين إيتاخ القائد التركي الذي ربى المتوكل ومعه القائد التركي وصيف، ومعهما القاضي ابن أبي دؤاد من جهة أخرى. وكان المتوكل في السجن فتمكن وصيف وابن دُؤاد من إخراجه، وعقدوا له البيعة ولقَّبَوه بالمتوكل!

٢٢

قال خيران الأسباطي: « قدمت على أبي الحسن « الإمام الهادي (ع) » المدينة فقال لي: ما خبر الواثق عندك؟ قلت: جعلت فداك خَلَّفْتُهُ في عافية، أنا من أقرب الناس عهداً به، عهدي به منذ عشرة أيام. قال فقال لي: إن أهل المدينة يقولون: إنه مات. فلما أن قال لي: الناس، علمت أنه هو. ثم قال لي: ما فعل جعفر « المتوكل »؟ قلت: تركته أسوأ الناس حالاً في السجن. قال فقال: أما إنه صاحب الأمر!

ما فعل ابن الزيات؟ قلت: جعلت فداك الناس معه، والأمر أمره. قال فقال: أما إنه شؤم عليه. قال: ثم سكت وقال لي: لابد أن تجري مقادير الله تعالى وأحكامه. يا خيران، مات الواثق وقد قعد المتوكل جعفر، وقد قتل ابن الزيات. فقلت: متى جعلت فداك؟ قال: بعد خروجك بستة أيام ». « الكافي: 1 / 498 ».

وقد كتبنا فقرات عن ابن دؤاد في سيرة الإمام الهادي (ع)، وسنكتب عنه وعن القادة الأتراك، فقرات في هذه السيرة.

وكان لحضرة الخليفة ندماء مخانيث!

في الإكمال لابن ماكولا العجلي « 6 / 28 »: « وأما عَبَّادَة بفتح العين وتشديد الباء، فهوعبادة المخنث، كان ينادم المتوكل، له نوادر ومضاحيك ».

وفي تاريخ الذهبي « 18 / 304 »: « قال البخاري: مات في شوال سنة خمسين ومئتين عَبَّادة المخنث ».

وفي كتاب الديارات « 1 / 44 »: « قال المتوكل لعَبَّادة ذات يوم: دع التخنث حتى أزوجك. قال: أنت خليفة أودلَّالة؟ وقال له ابن حمدون: يا عبَّادة، لوحججتَ

٢٣

لاكتسبت أجراً ورآك الناس في مثل هذا الوجه المبارك. فقال: إسمعوا ويلكم إلى هذا العيار: يريد أن ينفيني من سامراء على جمل »!

وفي تذكرة ابن حمدون « 3 / 164 »: « كان المتوكل على بِرْكة يصيد السمك، وعنده عبادة المخنث، فتحرك المتوكل فخرجت منه ريح، فقال لعبادة: أكتمها عليَّ فإنك إن ذكرتها ضربت عنقك! ودخل الفتح فقال: أي شئ صدتم اليوم؟ فقال له عبادة: ما صدنا شيئاً، والذي كان معنا أفلت »!

وفي العقد الفريد « 6 / 437 »: « كنا عند المتوكل يوماً وبين يديه عبادة المخنث، فأمر به فألقي في بعض البرك في الشتاء فابتل وكاد يموت برداً، قال: ثم أخرج من البركة وكسي وجعل في ناحية في المجلس، فقال له: يا عبادة كيف أنت وما حالك؟ قال: يا أمير المؤمنين جئت من الآخرة. فقال له: كيف تركت أخي الواثق؟ قال: لم أجُزْ بجهنم! فضحك المتوكل وأمر له بصلة ».

وفي تاريخ دمشق « 26 / 222 »: « كان لرجل على عبادة المخنث دينٌ، فكان يتردد إليه كل يوم فيقال ليس هو في البيت، فغلس عليه يوماً في الثلث الأخير فدق الباب، فقيل ليس هو هاهنا. فصاح الرجل واستغاث بالجيران، فلما اجتمعوا قال يا معشر الناس في الدنيا أحد ليس هو في بيته الساعة، فأشرف عليه عبادة من طاق له قال: نعم يا ابن الفاعلة هو ذا أنت ليس في بيتك الساعة ».

وفي جمع الجواهر للحصري « 1 / 68 »: « كان المتوكل قد بسط من عبادة المخنث للدخول معه على كل حال، فدخل عليه وهونائم مع سوداء كان يحبها، فلما رآه

٢٤

أمرها أن تغطي وجهها. فقال: يا أمير المؤمنين ومن معك؟ قال: ويلك، وبلغ فضولك إلى هذا الموضع! ومدت الجارية رجلها فبانت سوداء. فقال: يا أمير المؤمنين تنام ورجلك في الخف!

فقال المتوكل: قم عليك لعنة الله، وضحك وأمر له بصلة، فأخذها وانصرف. وكان عبادة يشرب بين يديه ويترك في القدح فضلة، فقال: يا عبادة ما تدري ما يقول الناس؟ قال: وما هو؟ قال: يقولون إن شارب النبيذ إذا شرب وعبس وجهه وفضلت في القدح فضلة فإن إبليس يضرب قفاه، ويقول: إشرب فضلة ما استطبت. فمضت الأيام واصطبح المتوكل وعبادة حاضر، وشرب قدحاً كان في يديه وفضلت فضلة. فقال: يا أمير المؤمنين، جاءك الرجل!

وتجارى الجواري بحضرة المتوكل فسبقتهن جارية ممشوقة، فقال المتوكل لعبادة: إجْرِ معها حتى ننظر من يسبق صاحبه. فقال عبادة: إن سبقتها فما لي؟ قال: هي لك، وإن سَبَقَتْكَ صَفَعَتْكَ ».

وفي كتاب الديارات لأبي الحسن الشايستي « 1 / 45 »: « خرج عَبَّادة يوماً في السحر إلى الحمام، فلقي غلاماً من أولاد الأتراك، فأعطاه عشرة دراهم وقال: إقطع أمر عمك! فبينا الغلام فوقه خلف الدرب، إذ أشرفت عجوز من غرفة لها فرأتهما فصاحت: اللصوص! فقال عبادة: يا عجوز السوء النَّقْبُ في إستي، صياحك أنت من أيش »!

٢٥

وفي جمع الجواهر للحصري « 1 / 129 »: « وركب المتوكل زُلالاً « قارباً » ومعه قَطَّاطة وعبَّادة المخنثان، وكان قطاطة طويلاً جداً فجعل يغني إلى أن هبت ريح »

وفي نثر الدرر « 5 / 194 »: ركب يوماً زلالاً ومعه جماعة، فيهم كنيز المخنث! وسيأتي أن شاعر المتوكل ومستشاره علي بن جهم كان مخنثاً أيضاً!

وكان حضرة الخليفة خَمَّاراً يهوى الغلمان!

وقد شاع ذلك عنه وذاع، وروت المصادر أنه أراد أن إجبار الإمام الهادي (ع) على أن يشرب معه فامتنع، ووعظه بشعر فأبكاه!

وممن رواه الذهبي في تاريخه « 18 / 199 » قال: « كان قد سُعِيَ بأبي الحسن إلى المتوكل وأن في منزله سلاحاً وكتباً من أهل قم، ومن نيته التوثب. فكَبَسَ بيته ليلاً، فوُجد في بيت عليه مِدْرَعَةُ صوف، متوجهٌ إلى ربه، يترنمُ بآيات، فأُخذ كهيئته إلى المتوكل وهويشرب، فأعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس، فقال: ما خامر لحمي ودمي قط، فاعفني منه، فأعفاه وقال: أنشدني شعراً، فأنشده:

باتوا على قُلَلِ الأجبال تحرسهمْ

غُلْبُ الرجالِ فما أغنتهمُ القُللُ

واستُنْزِلُوا بعد عِزٍّ عن مَعَاقِلهمْ

فأُودعُوا حُفَراً يا بِئسَ ما نَزلوا

ناداهُمُ صارخٌ من بعد ما قُبروا

أينَ الأسِرَّةُ والتيجانُ والحُلَلُ

أينَ الوجوهُ التي كانت مُنَعَّمَةً

من دونها تُضرُب الأستارُ والكِللُ

فأفصحَ القبرُ عنهمْ حين ساءلهمْ

تلكَ الوجوهُ عليها الدُّودُ يَقْتَتِل

قد طالَ ما أكلُوا دهراً وما شربوا

فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكِلوا

٢٦

وطالما عَمروا دوراً لتحصنهمْ

ففارقوا الدورَ والأهلينَ وانتقلوا

وطالما كنزوا الأموالَ وادَّخروا

فخلَّفُوها على الأعداء وارتحلوا

أضحت مَنازِلُهم قَفْراً مُعَطَّلَةً

وساكِنُوهَا إلى الأجْدَاثِ قد رَحَلُوا »

لكن بكاء المتوكل من ذكر الموت وخوفه من الله تعالى كان آنياً، فقد بقي كل عمره يشرب ويسرف في الشرب، حتى قُتل وهوسكران!

قال نديمه علي بن الجهم: « كنت يوماً عند المتوكل وهويشرب ونحن بين يديه، فدفع إلى محبوبة تفاحة مغلَّفة فقبَّلتها، وانصرفت عن حضرته إلى الموضع الذي كانت تجلس فيه إذا شرب ». « الأغاني: 22 / 408 ».

وقال الثعالبي في ثمار القلوب « 1 / 155 »: « كان بنانُ وزَنَامُ مُطْرِبَيْ المتوكل، وكان كل منهما منقطع القرين فى طبقته، فإذا اجتمعا على الضرب والزمر أحسنا وفَتَنَا وأعْجَبَا وعَجَّبا، وكان المتوكل لا يشرب إلا على سماعهما ».

وقال ابن كثير الناصبي في النهاية « 10 / 343 »: « شرب ليلةً مع المتوكل، فعربد عليه المتوكل فهمَّ إيتاخ بقتله، فلما كان الصباح اعتذر المتوكل إليه وقال له: أنت أبي وأنت ربيتني، ودسَّ اليه من يشير إليه بأن يستأذن للحج ».

وروى الشابستي في الديارات خبر مجالس خمر كثيرة للمتوكل، قال « 1 / 37 »: « اجتمع مشايخ الكتاب بين يدي المتوكل، وكان فيهم يحيى بن خاقان، وابنه عبيد الله إذ ذاك الوزير، وهوواقف موقف الخدم بقباء ومنطقة، وكان يحيى لايشرب النبيذ فقال المتوكل لعبيد الله: خذ قدحاً من تلك الأقداح واصبب فيه نبيذاً وصيَّر على

٢٧

كتفك منديلاً، وامض إلى أبيك يحيى فضعه في كفه. قال ففعل، فرفع يحيى رأسه إلى ابنه فقال المتوكل: يا يحيى لاترده. قال: لا يا أمير المؤمنين، ثم شربه وقال: قد جَلَّتْ نعمتك عندنا يا أمير المؤمنين فهنأك الله النعمة ولاسلبنا ما أنعم به علينا منك. فقال: يا يحيى، إنما أردت أن يخدمك وزير بين يدي خليفة ».

وفي تاريخ بغداد « 13 / 454 »: « حدثني أبوالعباس بن طومار قال: كنتُ أنادمُ المتوكل فكنت عنده يوماً ومعنا البحتري وكان بين يديه غلام حسن الوجه يقال له راحْ. فقال المتوكل للفتح: يا فتح إن البحتري يعشق راحاً، فنظر إليه الفتح وأدمن النظر، فلم يره ينظر إليه، فقال له الفتح: يا أمير المؤمنين أرى البحتري في شغل عنه، فقال: ذاك دليلي عليه، ثم قال المتوكل: يا راح خذ رطل بلور فاملأه شراباً وادفعه إليه، ففعل ».

وفي ديوان الصبابة « 1 / 21 »: « كان للمتوكل غلامٌ إسمه شفيع، وكان من أحسن الفتيان، فكان المتوكل يجن به جنوناً، فأحب يوماً أن ينادم حسين بن الضحاك وأن يرى ما بقي من شهوته، وكان قد أسن فأحضره فسقاه حتى سكر، وقال لشفيع: إسقه فسقاه وحياه بوردة، وكانت على شفيع ثياب موردة، فمد حسين يده إلى ذراع شفيع فقال المتوكل: أتخمش أخمص قدمي بحضرتي، فكيف لوخلوت به، ما أحوجك إلى الأدب. وكان المتوكل قد غمز شفيعاً على العبث به فدعا بدواة فكتب ».

٢٨

وفي جمع الجواهر للحصري « 1 / 114 »: « شرب ابن حمدون النديم مع المتوكل وبحضرته غلامٌ مليح الوجه، فتأمله ابن حمدون تأملاً شديداً، وقد حمل الشراب إليه. فقال المتوكل: يا ابن حمدون، ما الحكم في الرجل إذا نظر إلى غلامِ فتى؟ قال: أن تقطع أذنه. قال: ليُحكم عليك بحكمك ».

أقول: يقصد المتوكل أن غلامه كزوجته، والناظر اليه ناظر الى عرضه! فاعجب لمن يدعي أنه خليفة النبي (ص) ويتجاهر بالفاحشة، ويطبق شرائع الجاهلية في الغلمان!

وكان لحضرة الخليفة أربعة آلاف جارية!

1. قال السيوطي في تاريخ الخلفاء / 377: « وكان منهمكاً في اللذات والشراب، وكان له أربعة آلاف سرية، ووطأ الجميع »!

وقال الوائلي في فقه الجنس / 239: « الخليفة جعفر المتوكل ـ محيي السنة ومميت البدعة ـ كان له أربعة آلاف سرية، وإنه كما يقولون وطأ الجميع، وهو أمر لو أردنا تصديقه وقلنا إنه يقوى على الوطأ مرتين في اليوم، فلا يلحق الجارية إلا حصة واحدة كل خمس سنوات أو أكثر!

وليت شعري كيف يتسع وقت الخليفة المتوكل بالإضافة إلى مهام الخلافة، وسهره المتواصل ليلاً يَعُبُّ الخمر حتى الصباح، وكان سكيراً شديد السكر!يقول عنه المؤرخون: كان يبغض علياً (ع) وينتقصه ويغلو في بغض علي ويكثر الوقيعة والإستخفاف به ولي سؤال واحد في نهاية هذه الخاطرة: لو أن المتوكل كان يبغض عمر بن الخطاب ويشتمه، فهل سيبقى محيي السنة ومميت البدعة؟!

٢٩

إن هذا العدد من الجواري والمحظيات ترك في تاريخنا صوراً مشوهةً، وعكسَنَا أمام الناس بأننا جنسٌ متجسد، وسعارُ نهمٍ لا حدود لاستشرائه، فما جاء الإسلام ليحيل الدنيا إلى حمئة من الجنس يغرق فيها الإنسان ويجمع من الجواري ما لايستطيع تغطية حاجاته من النكاح، وبالتالي يوفر له سبل الإنحراف »!

2. وفي نهاية الإرب « 5 / 112 »: « وقال علي بن الجهم: كانت محبوبةُ لعبد الله بن طاهر، أهداها إلى المتوكل في جملة أربع مائة جارية، وكانت بارعة الحسن والظَّرف والأدب، مغنيةً محسنةً، فحظيت عند المتوكل حتى كان يجلسها خلف الستارة وراء ظهره، إذا جلس للشرب، فيدخل رأسه إليها فيراها ويحدثها في كل ساعة ».

وفي مروج الذهب « 4 / 42 »: « لما أفضت الخلافة الى أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله، أهدى اليه الناس على أقدارهم، وأهدى اليه ابن طاهر هدية فيها مائتا وصيفة ووصيف، وفي الهدية جارية يقال لها محبوبة كانت لرجل من أهل الطائف، قد أدبها وثقفها وعلمها من صنوف العلم، وكانت تقول الشعر وتلحنه وتغني به على العود، وكانت تحسن كل ما يحسنه علماء الناس، فحسن موقعها من المتوكل، وحلت من قلبه محلاً جليلاً، لم يكن أحد يعدلها عنده.

قال علي « بن الجهم نديمه »: فدخلت عليه يوماً للمنادمة، فلما استقر بي المجلس قام فدخل بعض المقاصير، ثم خرج وهو يضحك، فقال لي: ويلك يا علي، دخلت

٣٠

فرأيت قيْنةً قد كتبت في خدها بالمسك جعفراً فما رأيت أحسن منه، فقل فيه شيئاً، فقلت: يا سيدي، وحدي أو أنا ومحبوبة ».

3. وفي مطالع البدور للبهائي الدمشقي « 1 / 215 »: « ومن ظرائف الهدايا ما أهدته شجرة الدر جارية المتوكل، وكان يميل إليها ميلاً كبيراً، ويفضلها على سائر حظاياه، فلما كان يوم المهرجان أهدى إليه حظاياه هدايا نفيسة، واحتفلن في ذلك، فجاءت شجرة الدر بعشرين غزالاً تربيةً، عليهن عشرون سراجاً صينياً على كل غزال خرج صغير مشبك حرير، فيه المسك والعنبر والغالية، وأصناف الطيب، ومع كل غزال وصيفة بمنطقة ذهب، وفي يدها قضيب ذهب، وفي رأسه جوهرة، فقال المتوكل لحظاياه وقد سر بالهدية: ما فيكن من تحسن مثل هذا وتقدر عليه! فحسدنها وعملن على قتلها بشئ سقينه لها، فماتت »!

4. وفي مسالك الأبصار للعدوي العمري « 10 / 468 »: « بنان: جارية المتوكل وكانت تخجل القمر بصفحتها، والغزال بلمحتها، والقضيب المتأود بقدها، والتفاح الجني بخدها، وتغير القلائد بنظمها الذي لا يحليه إلا مبسمها، ولا يضاهيه إلا الثريا لمن يتوسمها، لا تجئ عريبٌ لها بإصبع من بنان، ولا دنانيرُ إلا مما لا يُدخر للإمتنان، ولا سابقة تلحق إلا وهي معها في طيِّ عنان ».

5. وفي نهاية الأرب « 4 / 18 »: « قال المتوكل لجارية استعرضها: أنت بكر أم إيش؟ قالت: أنا إيش يا أمير المؤمنين. فضحك وابتاعها ».

٣١

6. وفي نثر الدر للآبى « 4 / 186 »: « عرضت على المتوكل جارية فقال لها: إيش تحسنين؟ قالت: عشرين لوناً رهزاً. فأعجبته فاشتراها ».

7. وفي منتخب ربيع الأبرار للأماسي / 99: « طلب المتوكل جارية الدقاق بالمدينة، [ وكان من أقران الجنيد ومن أكابر مصر ] فكاد يزول عقله لفرط حبها! فقالت لمولاها: أحسن الظن بالله وبي، فإني كفيلة لك بما تحب. فحملت اليه، فقال لها المتوكل: إقرئي، فقرأت: إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة! ففهم المتوكل ما أرادت فردها ».

8. وفي الجماهر للبيروني « 1 / 6 »: « حُكِيَ عن المتوكل أن أعضاؤه ضعفت عن حركات الرهز، ولم يشبع من الجماع، فملئ له حوض من الزئبق، وبُسط عليه النطع ليحركه الزئبق من غير أن يتحرك، فاستلذه. وسأل عن معدنه فأشير إلى الشيز بآذربيجان، فولى حمدون النديم ثَمَّ، ليجهز إليه الزئبق »!

عنده آلاف الجواري واغتصب بنت رئيس وزرائه!

روى الجاحظ في المحاسن / 118، والتنوخي في نشوار المحاضرة « 6 / 323 » قصةً تدل على فسق المتوكل وتجبره،حيث أمر وزيره الرخجي في الليل أن يأتيه بابنته! قالا:

« وُصِفت للمتوكل عائشة بنت عمر بن فرج الرخجي، فوجه في جوف الليل والسماء تهطل، إلى عمر أن احمل إليَّ عائشة، فسأله أن يصفح عنها فإنها القيمة بأمره، فأبى! فانصرف عمر وهويقول: اللهم قني شرعبدك جعفر، ثم حملها بالليل فوطأها، ثم ردها إلى منزل أبيها ».

٣٢

دخل جِنِّيٌ في جارية المتوكل فأخرجه ابن حنبل بالقبقاب!

روى أبو يعلى في طبقات الحنابلة « 1 / 233 »: « حدثني أبي عن جدي قال: كنت في مسجد أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، فأنفذ إليه المتوكل بصاحب له يعلمه أن له جارية بها صَرَعٌ، وسأله أن يدعوالله لها بالعافية، فأخرج له أحمد نعل خشب بشراك خوص للوضوء، فدفعه إلى صاحب له وقال له: تمضي إلى دار أمير المؤمنين وتجلس عند رأس الجارية وتقول له: يقول لك أحمد: أيما أحب إليك تخرج من هذه الجارية أوأصفع الآخر بهذه النعل! فمضى إليه وقال له مثل ما قال أحمد، فقال المارد على لسان الجارية: السمع والطاعة، لو أمرنا أحمد أن لا نقيم في العراق ما أقمنا به! إنه أطاع الله، ومن أطاع الله أطاعه كل شئ، وخرج من الجارية وهدأت، وزوجت ورزقت أولاداً.

فلما مات أحمد عاودها المارد، فأنفذ المتوكل إلى صاحبه أبي بكر المروذي وعرفه الحال، فأخذ المروذي النعل ومضى إلى الجارية فكلمه العفريت على لسانها: لا أخرج من هذه الجارية ولا أطيعك ولا أقبل منك، أحمد بن حنبل أطاع الله فأُمرنا بطاعته »!

أقول: المروزي المذكور أقرب تلاميذ أحمد، وهوإمام عندهم، لكن قبقابه لم يعمل!

وفي شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي « 2 / 115 »: « وروى علي بن الجهم قال: لما أفضت الخلافة إلى المتوكل أهدى له الناس على أقدارهم فأهدى له محمد بن عبد الله بن طاهر ثلاث مائة جارية من أصناف الجواري، وكان فيهن جارية يقال لها

٣٣

محبوبة، وقد نشأت بالطائف فوقعت من قلب المتوكل موقعاً عظيماً وحلت من نفسه محلاً جسيماً، وكانت تسامره ولا تفارقه، فغاضبها يوماً وأمرها بلزوم مقصورتها، وأمر أن لا يدخل الجواري عليها.

قال علي بن الجهم: فبينا أنا عنده جالسٌ يوماً إذ قال لي: يا علي رأيت البارحة كأنني صالحتُ محبوبة! فقلت: أقر الله عينيك وجعله حقيقة في اليقظة.

وإنا لفي ذلك إذ أقبلت وصيفة كانت تقف على رأسه فقالت: يا أمير المؤمنين سمعت الساعة في منزل محبوبة غناءً، فقال لي: يا علي قم بنا الساعة، فإنا سنرد على بوادر ظريفة، فأخذ بيدي وجعلنا نمشي رويداً لئلا يُسْمَعَ حِسُّنَا، فوقف على باب المقصورة، وإذا بها تضرب بالعود وتغني:

أدورُ في القصر لا أرى أحداً

أشكو إليه ولا يكلمني

حتى كأني جنيتُ معصيةً

ليست لها توبةٌ تُخلصني

فهل شفيعٌ لنا إلى ملكٍ

قد زارني في الكرى وصالحني

حتى إذا ما الصباح لاحَ لنا

عاد إلى هَجْره فصارمني

فنفر المتوكل طرباً ونفرتُ معه لنفيره، فأحسَّت بنا فخرجت حافية، ثم أكبَّت على رجلي أمير المؤمنين ويديه ورأسه، ثم قالت: يا أمير المؤمنين رأيت البارحة في النوم كأني قد صالحتك! فقال لها: وأنا والله رأيت مثل ذلك.

٣٤

قالت: فإن رأى أمير المؤمنين أن يتمم المنة فهو المنعم على كل حال. فقال: أدخلي فإنا سنرد على ما نحب. قال: فمكثنا ثلاثة أيام ونحن كأننا في بعض رياض الجنة، ووصلني بعد ذلك ببدرة، فأخذتها وانصرفت »!

وكان حضرة الخليفة مسرفاً مبذراً لأموال المسلمين

قال المسعودي في مروج الذهب « 4 / 40 »: « وقد قيل: إنه لم تكن النفقات في عصر من الأعصار ولا وقت من الأوقات، مثلَها في أيام المتوكل!

ويقال: إنه أنفق على الهاروني والجوسق الجعفري أكثر من مائة ألف ألف درهم، هذا مع كثرة الموالي والجند والشاكرية، ودُور العطاء لهم، وجليل ما كانوا يقبضونه في كل شهر، من الجوائز والهبات ».

وفي كتاب الديارات « 1 / 38 »: « القادسية، من أحسن المواضع وأنزهها، وهي من معادن الشراب ومناخات المتطربين. جامعة لما يطلب أهل البطالة والخسارة.

وبالقادسية بنى المتوكل قصره المعروف بِبُرْكَوَار، ولما فرغ من بنائه وهبه لابنه المعتز وجعل إعذاره « ختانه » فيه، وكان من أحسن أبنية المتوكل وأجلها، وبلغت النفقة عليه عشرين ألف ألف درهم.

قال: ولما صح عزمه على إعذار « ختان » أبي عبد الله المعتز، أمر الفتح بن خاقان بالتأهب له، وأن يلتمس في خزائن الفرش بساطاً للإيوان في عرضه وطوله، وكان طوله مائة ذراع وعرضه خمسون ذراعاً، فلم يوجد إلا فيما قبض عن بني أمية، فإنه وجد في أمتعة هشام بن عبد الملك على طول الإيوان وعرضه، وكان

٣٥

بساطاً إبريسماً غَرْزٌ مُذَهَّبٌ مفروز مبطَّن، فلما رآه المتوكل أعجب به وأراد أن يعرف قيمته، فجمع عليه التجار فذكر أنه قُوَّم على أوسط القيم عشرة آلاف دينار. فبسط في الإيوان وبسط للخليفة في صدر الإيوان سرير، ومُدَّ بين يديه أربعة آلاف مرفع ذهب مرصعة بالجوهر، فيها تماثيل العنبر والنِّد والكافور المعمول على مثل الصور، منها ما هومرصع بالجوهر مفرداً، ومنها ما عليه ذهب وجوهر، وجعلت بساطاً ممدوداً، وتغدى المتوكل والناس.

وجلس على السرير، وأحضر الأمراء والقواد والندماء وأصحاب المراتب، فأجلسوا على مراتبهم، وجعل بين صوانيهم والسماط فُرْجة.

وجاء الفراشون بزُبُل « جمع زنبيل » قد غُشِّيت بأدَم مملوءة دنانير ودراهم نصفين، فصبت في تلك الفرج حتى ارتفعت، وقام الغلمان فوقها، وأمروا الناس عن الخليفة بالشرب، وأن يَتَنَقَّلَ « من النُّقْل وهوما يؤكل مع الخمر » كل من يشرب بثلاث حفنات، ما حملت يداه من ذلك المال. فكان إذ أثقل الواحد منهم ما اجتمع في كمه أخرجه إلى غلمانه فدفعه إليهم وعاد إلى مجلسه، وكلما فرغ موضع أتى الفراشون بما يملؤونه به حتى يعود إلى حاله.

وخلع على سائر من حضر ثلاث خلع كل واحد، وأقاموا إلى أن صليت العصر والمغرب، وحملوا عند انصرافهم على الأفراس والشهاري « البغال ».

وأعتق المتوكل عن المعتز ألف عبد، وأمر لكل واحد منهم بمائة درهم وثلاثة أثواب. وكان في صحن الدار بين يدي الإيوان أربع مائة بلية « بالة » عليهن أنواع

٣٦

الثياب، وبين يديهن ألف نبيجة « صينية » خيزران، فيها أنواع الفواكه من الأترج والنارنج على قلته كان في ذلك الوقت، والتفاح الشامي والليموه، وخمسة آلاف باقة نرجس، وعشرة آلاف باقة بنفسج.

وتقدم إلى الفتح بأن ينثر على البليات وخدم الدار والحاشية، ما كان أعده لهم وهوعشرون ألف ألف درهم، فلم يُقدم أحد على التقاط شئ، فأخذ الفتح درهماً، فأكبت الجماعة على المال فنهب.

وكانت قبيحة « أم المعتز » قد تقدمت بأن تُضرب دراهم عليها: بركةٌ من الله، لإعذار أبي عبد الله المعتز بالله. فضرب لها ألف ألف درهم، نُثرت على المزين ومن في حيزه والغلمان والشاكرية وقهارمة الدار والخدم الخاصة، من البيضان والسودان. وكان ممن حضر المجلس ذلك اليوم، محمد المنتصر وأبو أحمد وأبوسليمان ابنا الرشيد، وأحمد والعباس ابنا المعتصم، وموسى بن المأمون، وابنا حمدون النديم وأحمد بن أبي رؤيم، والحسين بن الضحاك، وعلي بن الجهم، وعلي بن يحيى المنجم، وأخوه أحمد.

ومن المغنين: عمروبن بانة، أحمد بن أبي العلاء، ابن الحفصي، ابن المكي، سلمك الرازي، عثعث، سليمان الطبال، المسدود، أبوحشيشة، ابن القصار، صالح الدفاف، زنام الزامر، تفاح الزامر.

ومن المغنيات: عريب، بدعة جاريتها، سراب، شارية وجواريها، ندمان، منعم، نجلة، تركية، فريدة، عرفان.

٣٧

وقال إبراهيم بن العباس: سألت أبا حرملة المزين في هذا اليوم، فقلت: كم حصل لك إلى أن وضع الطعام؟ فقال: نيف وثمانون ألف دينار، سوى الصياغات والخواتيم والجواهر العتيدات.

قال: وأقام المتوكل ببركوارا ثلاثة أيام، ثم أصعد إلى قصره الجعفري. وتقدم بإحضار إبراهيم بن العباس، وأمره أن يعمل له عملاً بما أنفق في هذا الإعذار ويعرضه عليه ففعل ذلك، فاشتمل العمل على ستة وثمانين ألف ألف درهم.

وكان الناس يستكثرون ما أنفقه الحسن بن سهل في عرس ابنته بوران، حتى أرخ ذلك في الكتب، وسميت دعوة الإسلام، ثم أتى من دعوة المتوكل ما أنسى ذلك. وكانت الدعوات المشهورة في الإسلام ثلاثاً لم يكن مثلها، فمنها: دعوة المعتز هذه المذكورة، ومنها عرس زبيدة بن جعفر بن أبي جعفر، فإن المهدي، زوج ابنه الرشيد بأم جعفر ابنة أخيه، فاستعد لها ما لم يستعد لامرأة قبلها من الآلة وصناديق الجوهر والحلي والتيجان والأكاليل وقباب الفضة والذهب والطيب والكسوة ولم يُرَ في الإسلام مثلها، وحشر الناس من الآفاق، وفُرق فيهم من الأموال أمر عظيم. فكانت الدنانير تجعل في جامات فضة، والدراهم في جامعات ذهب، ونوافج المسك وجماجم العنبر والغالية في بواطي زجاج، ويفرق ذلك على الناس، ويخلع عليهم خلع الوشي المنسوجة، وأوقد بين يديه في تلك الليلة شمع العنبر في أتوار الذهب. وأحضر ـ نساء بني

٣٨

هاشم، وكان يدفع إلى كل واحدة منهن كيس فيه دنانير وكيس فيه دراهم وصينية كبيرة وفضة فيها طيب، ويخلع عليها خلعة وشي مثقل.

وبلغت النفقة في هذا العرس من بيت مال الخاصة، سوى ما أنفقه الرشيد من ماله، خمسين ألف ألف درهم ...

ومنها عُرْسُ المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل، بفم الصلح « قرب واسط ». وكانت النفقة عليه أمراً عظيماً. وسأل المأمون زبيدة عن تقدير النفقة في العرس، فقالت: ما بين خمسة وثلاثين ألف ألف إلى سبعة وثلاثين ألف ألف.

ذكر ابن خرداذبه: أن المتوكل، أنفق على الأبنية التي بناها، وهي: بركوارا، والشاه، والعروس، والبركة، والجوسق، والمختار، والجعفري، والغريب، والبديع، والصبيح، والمليح، والسندان، والقصر، والجامع، والقلاية، والبرج، وقصر المتوكلية، والبهو، واللؤلؤة: مائتي ألف ألف وأربعة وسبعين ألف ألف درهم. ومن العين مائة ألف ألف دينار.

تكون قيمة الورق عيناً بصرف الوقت مع ما فيه من العين ثلاثة عشر ألف ألف دينار، وخمس مائة ألف دينار، وخمسة وعشرين ألف دينار.

قال: شرب المتوكل يوماً في بركوارا، فقال لندمائه: أرأيتم إن لم يكن أيام الورد لا نعمل نحن شاذكلاه « فارسية بمعنى: طربوش الفرح » قالوا: يا أمير المؤمنين، لا يكون الشاذكلاه إلا بالورد. فقال: بلى. أدعوا لي عبيد الله بن يحيى، فحضر فقال: تقدم بأن تضرب لي دراهم، في كل درهم حبتان. قال: كم المقدار يا أمير

٣٩

المؤمنين؟ قال: خمسة آلاف ألف درهم. فتقدم عبيد الله في ضربها فضربت، وعرفه الخبر. فقال: إصبغ منها بالحمرة والصفرة والسواد، واترك بعضها على حاله. ففعل. ثم تقدم إلى الدم والحواشي، وكانوا سبع مائة، أن يعد كل واحد منهم قباءً جديداً وقلنسوةً على خلاف لون قباء الآخر وقلنسوته، ففعلوا.

ثم عمد إلى يوم تحركت فيه الريح، فنصبت له قبة لها أربعون باباً، فاصطبح فيها، والندماء حوله. ولبس الخدم الكسوة التي أعدها، وأمر بنثر الدراهم كما ينثر الورد. فنثرت أولاً أولاً، فكانت الريح تحمل الدراهم فتقف بين السماء والأرض كما يقف الورد. فكان من أحسن أيام المتوكل وأظرفه.

وكان البرج من أحسن أبنيته، فجعل فيه صوراً عظاماً من الذهب والفضة، وبركة عظيمة جعل فرشها ظاهرها وباطنها صفائح الفضة، وجعل عليها شجرة ذهب، فيها كل طائر يصوت ويصفر، مكللة بالجوهر، وسماها طوبى. وعمل له سرير من الذهب كبير، عليه صورتا سَبْعَيْن عظيمين، ودرج عليها صور السباع والنسور وغير ذلك، على ما يوصف به سرير سليمان بن داود (ع). وجعل حيطان القصر من داخل وخارج ملبسة بالفسيفساء والرخام المذهب. فبلغت النفقة على هذا القصر ألف ألف وسبعمائة ألف دينار.

وجلس فيه على السرير الذهب، وعليه ثياب الوشي المثقلة، وأمر ألا يدخل عليه أحد إلا في ثياب وشي منسوجة، أوديباج ظاهرة.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

الباب الرابع

مسير الحسينعليه‌السلام إلى العراق

الفصل ١٦ ـ التهيّؤ للسفر إلى العراق.

ـ تحقيق حول الهاشميين الذين خرجوا مع الحسينعليه‌السلام

الفصل ١٧ ـ المسير من مكة إلى العراق.

ـ تحقيق المنازل التي مرّ بها الحسينعليه‌السلام .

ـ بدء المسير إلى العراق.

٥٢١
٥٢٢

الفصل السادس عشر

التهيّؤ للسفر إلى العراق

قال تعالى :( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا ) (٢١٧) [البقرة: ٢١٧].

قال ابن أعثم في (الفتوح) : ثم جمع الحسينعليه‌السلام أصحابه الذين عزموا على الخروج معه إلى العراق ، فأعطى كل واحد منهم عشرة دنانير ، وجملا يحمل عليه رحله وزاده.

ثم إنه طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ، وتهيأ للخروج ، فحمل بناته وأخواته على المحامل. وفصل من مكة يوم الثلاثاء يوم التروية لثمان مضين من ذي الحجة ، ومعه اثنان وثمانون ٨٢ رجلا من شيعته ومواليه وأهل بيته.

يقول المسعودي في (مروج الذهب) : إن عددهم كان ٥٠٠ رجلا.

وسوف نذكر الآن كيفية تجهيز أهل البيتعليهم‌السلام وأصحابهم على المحامل ، استعدادا للمسير إلى العراق. ثم نذكر إحصاء بعدد الهاشميين.

٦٢١ ـ عدد الرواحل المعدّة للسفر :

(وسيلة الدارين في أنصار الحسين للسيد إبراهيم الزنجاني ، ص ٥٢)

قال الشيخ مهدي المازندراني في (معالي السبطين) ج ٢ :

فلما تهيأ الحسينعليه‌السلام للمسير من المدينة إلى مكة ثم إلى العراق ، أمر بإحضار مائتين وخمسين ٢٥٠ من الخيل للركوب ، (وفي خبر آخر) ٢٥٠ ناقة. فلما أحضرت عنده ، أمر بسبعين ناقة لحمل الخيم ، وأربعين ناقة لحمل القدور والأواني وأدوات الأرزاق وما يتعلق بها ، وثلاثين ناقة لحمل الراوية والقرب لأجل الماء ، واثنتا

٥٢٣

عشرة ناقة لحمل الدارهم والدنانير والحلي والحلل والجواهرات والزعفران والعطريات والورس والأثواب والبرود اليمانية وما يتعلق بهذه الأشياء.

وأمرعليه‌السلام بإحضار خمسين شقة من الهوادج على ظهور المطايا ، للعيال والأطفال والذراري والعبيد والخدم والجواري ، وبقية المطايا لحمل الأثقال والأدوات اللازمة في الطريق.

٦٢٢ ـ إحضار أدوات الحرب الخاصة بالحسينعليه‌السلام :(المصدر السابق)

فلما أحضرت هذه الأشياء أمر بإحضار فرس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويدعى (المرتجز) فركبه ، وهو الفرس الّذي اشتراهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة بعشرة أواق. ثم أمر بإحضار سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتقلد به ، وكان اسمه (البتّار) وهو الّذي أعطاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علياعليه‌السلام يوم أحد [على ما ذكره السمعاني في كتاب الفضائل]. ثم أمر بإحضار درع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلبسه. ثم أمر بإحضار عمامته ، وكان اسمها (السحاب) ، فلبسها يوم عاشوراء في مقابل الأعداء.

وخرج لثلاث ليال بقين من شهر رجب.

٦٢٣ ـ كيف خرج موكب الحسينعليه‌السلام من مكة إلى العراق :

(المصدر السابق ، ص ٥٣)

يقول الفاضل الدربندي في (أسرار الشهادة) ص ٣٦٧ :

حدثني بهذه الرواية بعض الثقات الأدباء الشعراء قال : قد ظفرت بها في مجموعة كانت تنسب إلى الفاضل الأديب المقري ، فنقلتها عنها ، وهي :

روى عبد الله بن سنان الكوفي عن أبيه عن جده ، أنه قال : خرجت بكتاب من أهل الكوفة إلى الحسينعليه‌السلام وهو يومئذ بالمدينة ، فأتيته فقرأه وعرف معناه ، فقال : أنظرني إلى ثلاثة أيام. فبقيت في المدينة ، ثم تبعته إلى أن صار عزمه بالتوجه إلى العراق.

فقلت في نفسي : أمضي وأنظر إلى ملك الحجاز [يقصد الحسين] كيف يركب وكيف جلالته وشأنه.

فأتيت إلى باب داره ، فرأيت الخيل مسرجة والرجال واقفين ، والحسينعليه‌السلام

٥٢٤

جالس على كرسي ، وبنو هاشم حافّون به ، وهو بينهم كأنه البدر ليلة تمامه وكماله ، ورأيت نحوا من ٤٠ أربعين محملا ، وقد زيّنت المحامل بملابس الحرير والديباج.

قال : فعند ذلك أمر الحسينعليه‌السلام بني هاشم بأن يركبوا محارمهن على المحامل.

٦٢٤ ـ خروج العباس قمر بني هاشم وعلي الأكبرعليه‌السلام :(المصدر السابق)

وبينما أنا أنظر ، وإذ بشاب قد خرج من دار الحسينعليه‌السلام وهو طويل القامة ، وعلى خده علامة ، ووجهه كالقمر الطالع ، وهو يقول : تنحوا يا بني هاشم. وإذ بامرأتين قد خرجتا من الدار ، وهما تجران أذيالهما على الأرض حياء من الناس ، وقد حفّت بهما إماؤهما. فتقدم ذلك الشاب إلى محمل من المحامل ، وجثا على ركبتيه ، وأخذ بعضديهما وأركبهما المحمل. فسألت بعض الناس عنهما؟ فقيل : أما إحداهما فزينبعليها‌السلام والأخرى أم كلثومعليها‌السلام بنتا أمير المؤمنينعليه‌السلام .فقلت : ومن هذا الشاب؟. فقيل لي : هو قمر بني هاشم ابن أمير المؤمنينعليه‌السلام .ثم رأيت بنتين صغيرتين ، كأن الله لم يخلق مثلهما ، فجعل واحدة مع زينبعليها‌السلام والأخرى مع أم كلثومعليها‌السلام . فسألت عنهما؟ فقيل لي : هما سكينة وفاطمةعليهما‌السلام بنتا الحسينعليه‌السلام .

ثم خرج غلام آخر كأنه البدر الطالع ، ومعه امرأة ، وقد حفّت بها إماؤها ، فأركبها ذاك الغلام المحمل. فسألت عنها وعن الغلام؟ فقيل لي : أما الغلام فهو علي الأكبر بن الحسينعليه‌السلام ، والامرأة أمه ليلى زوجة الحسينعليه‌السلام .

٦٢٥ ـ خروج القاسم بن الحسنعليه‌السلام :(المصدر السابق ، ص ٥٤)

ثم خرج غلام ، ووجهه كفلقة القمر ، ومعه امرأة. فسألت عنهما؟ فقيل لي : أما الغلام فهو القاسم بن الحسنعليه‌السلام ، والامرأة أم القاسم.

٦٢٦ ـ خروج زين العابدينعليه‌السلام :(المصدر السابق)

ثم خرج شاب آخر وهو يقول : تنحّوا عني يا بني هاشم وعن حرم أبي عبد اللهعليه‌السلام . فتنحّى عنه بنو هاشم ، وإذ قد خرجت امرأة من الدار وعليها آثار الملوك ، وهي تمشي على سكينة ووقار ، وقد حفّت بها إماؤها. فسألت عنهما؟فقيل لي : أما الشاب فهو زين العابدينعليه‌السلام ، وأما الامرأة فهي أمه (شاه زنان) بنت الملك (يزدجرد) زوجة الإمام الحسينعليه‌السلام . فأتى بها وأركبها على

٥٢٥

المحمل ثم أركبوا بقية الحرم والأطفال على المحامل.

٦٢٧ ـ ركوب الحسينعليه‌السلام وتجهيزه :(المصدر السابق)

فلما تكاملوا ، نادى الإمام الحسينعليه‌السلام : أين أخي؟ أين كبش كتيبتي؟ أين قمر بني هاشم؟. فأجابه العباسعليه‌السلام : لبّيك لبيك يا سيدي يا سيدي. فقال له الإمامعليه‌السلام : قدّم لي يا أخي جوادي. فأتى العباسعليه‌السلام بالجواد إليه ، وقد حفّت به بنو هاشم. فأخذ العباس بركاب الفرس ، حتّى ركب الإمامعليه‌السلام . ثم ركب بنو هاشم وركب العباسعليه‌السلام وحمل الراية أمام الإمامعليه‌السلام .

قال : فصاح أهل المدينة صيحة واحدة ، وعلت بني هاشم بالبكاء والنحيب ، وقالوا: الوداع الوداع ، الفراق الفراق. فقال العباسعليه‌السلام : هذا والله يوم الفراق ، والملتقى يوم القيامة!.

ثم ساروا قاصدين كربلاء مع عياله وجميع أولاده ، ذكورا وإناثا ، إلا ابنته فاطمة الصغرىعليها‌السلام فإنها كانت مريضة ، فجعلها عند أم سلمة رضي الله عنها.

تحقيق

حول الهاشميين الذين خرجوا مع الحسينعليه‌السلام

٦٢٨ ـ عدد أهل البيت والنساء الذين خرجوا مع الحسينعليه‌السلام من المدينة إلى مكة إلى العراق :(وسيلة الدارين ، ص ٥٢)

ذكر الأديب الفاضل الشيخ مهدي المازندراني في (معالي السبطين) : أنه وجد في بعض الكتب ، أنه لما أراد الحسينعليه‌السلام الخروج من المدينة اجتمع عنده :أولاده وزوجاته وإخوانه وأخواته وبنو عمومته وأولاد أخيه الحسنعليه‌السلام وبناته ومواليه والجواري والخدم وكثير من أقربائه من بني هاشم ، ذكورا وإناثا ، رجالا ونساء ، وهم من حيث المجموع مع الطفل الرضيع ١٢٣ نفرا. وهم الذين خرجوا مع الحسينعليه‌السلام من المدينة إلى مكة إلى العراق.

أما بقية الأصحاب ونساؤهم فيقترب عددهم من هذا العدد.

وسوف نعاود البحث في أنصار الحسينعليه‌السلام في فصل المستشهدين من الآل والأصحاب ، في أول الجزء الثاني من هذه الموسوعة.

٥٢٦

٦٢٩ ـ الذين خرجوا مع الحسينعليه‌السلام من أهل بيته ومواليه :

يبلغ عدد الذين خرجوا مع الحسينعليه‌السلام من مكة إلى العراق من أهل بيته ومواليه (١٢٣) شخصا ، وهم : زوجات الإمام عليعليه‌السلام وأبناؤه ، وزوجات الحسن والحسينعليهما‌السلام وأولادهم ، إضافة إلى زوجات عقيل وعبد الله بن جعفر وأولادهم ، ومعهم مواليهم. وفق التوزيع التالي :

الذكور ـ أولاد عقيل وأحفاده

١٦ (ما عدا مسلم)

أولاد جعفر وأحفاده

٦

أولاد الإمام عليعليه‌السلام

١٢

محمّد بن العباس

١

أولاد الإمام الحسنعليه‌السلام

١٢

أولاد الإمام الحسين وحفيده الإمام محمّد الباقرعليه‌السلام

٥

موالي أهل البيتعليهم‌السلام

١٠

الإناث ـ زوجات عقيل

٦

بنات عقيل

٥ [تقديرا]

زوجات عبد الله بن جعفر

٥

زوجات الإمام عليعليه‌السلام

٨

بنات الإمام عليعليه‌السلام

١٣

زوجات الإمام الحسنعليه‌السلام

٥

بنات الإمام الحسنعليه‌السلام

٤

زوجات الإمام الحسينعليه‌السلام

٤

بنات الإمام الحسينعليه‌السلام

٣

نساء مختلفات

٢

جواري أهل البيتعليهم‌السلام ٩

٠٩ ـ ٦١

٥٢٧

وإليك تفصيل هذا الإجمال ، قبل أن تركب الخفرات على المطايا والجمال ، وقبل أن يشقّ الركب الحسيني طريقه بين السهول والتلال.

٦٣٠ ـ بنات الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام :

(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ١٣٥)

قال الشيخ المازندراني : اعلم أنه خرج مع الحسينعليه‌السلام من المدينة إلى كربلاء من أخواته اثنتا عشرة ، منهن :

١ ـ زينب الكبرى : الملقبة بالعقيلةعليها‌السلام .

٢ ـ زينب الصغرى بنت فاطمةعليها‌السلام : المكنّاة بأم كلثوم [لعل هذا خطأ ، لأن زينب «أم كلثوم» هذه التي تزوجها عمر بن الخطاب ، توفيت في عهد معاوية ولم تحضر كربلاء ، إنما التي حضرت هي زينب الصغرى ، وأمها أم ولد(١) وليست فاطمة الزهراءعليها‌السلام ].

٣ ـ خديجة : أمها أم ولد ، كانت عند عبد الرحمن بن عقيلعليه‌السلام فولدت له سعدا وعقيلا. وعبد الرحمن هذا قتل مع الحسينعليه‌السلام بالطف. وابناه سعد وعقيل كانا معه ، وماتا من شدة العطش ومن الدهشة والذعر بعد شهادة الحسينعليه‌السلام ، لما هجم القوم على المخيم للحرق والسلب.

٤ ـ رقيّة الكبرى بنت عليعليه‌السلام ، كانت عند مسلم بن عقيل ، فولدت له عبد الله ومحمد بن مسلم اللذين قتلا يوم الطف ، وعاتكة بنت مسلم ، ولها من العمر سبع سنين ، التي سحقت يوم الطف : أمها الصهباء التغلبية تكنى (أم حبيب) من سبي عين التمر ، اشتراها أمير المؤمنينعليه‌السلام من خالد بن الوليد ، فولدت له رقية الكبرى وعمر الأطرف توأمين.

٥ ـ أم هاني بنت عليعليه‌السلام : أمها أم ولد ، كانت عند عبد الله الأكبر بن عقيلعليه‌السلام فولدت له محمّد الأوسط بن عبد الله بن عقيل.

٦ ـ زينب الصغرى : أمها أم ولد ، وكانت عند محمّد بن عقيلعليه‌السلام فولدت له عبد الله ، وفيه العقب.

__________________

(١) ذكرنا سابقا معنى (أم ولد) : وهي الجارية التي تسبى في الحرب ، فيتزوجها المسلم ، فإذا أنجبت له ولدا سميت (أم ولد). وحكمها أنها تتحرر بمجرد وفاة سيدها.

٥٢٨

٧ ـ رملة الكبرى بنت عليعليه‌السلام : أمها أم مسعود بنت عروة ، وكانت عند عبد الرحمن الأوسط بن عقيلعليه‌السلام فولدت له أم عقيل.

٨ ـ رقية الصغرى بنت عليعليه‌السلام : أمها أم ولد.

٩ ـ فاطمة بنت عليعليه‌السلام : أمها أم ولد ، وكانت عند أبي سعيد بن عقيلعليه‌السلام الأحول ، فولدت له : حميدة ، ومحمد بن أبي سعيد وله من العمر سبع سنين ، فإنه لما صرع الحسينعليه‌السلام وتصارخت العيال والأطفال ، خرج مذعورا بباب الخيمة ، ممسكا بعمودها ، وأمه واقفة تراه وتنظر إليه. وجعل الطفل يلتفت يمينا وشمالا وقرطاه يتذبذبان. قتله لقيط بن إياس الجهني أو هانئ بن ثبيت الحضرمي ، رماه بسهم في خاصرته.

١٠ ـ خديجة الصغرى بنت عليعليه‌السلام : أمها أم ولد ، وكانت عند عبد الله الأوسط بن عقيلعليه‌السلام .

١١ و ١٢ ـ أم سلمة ، وأختها ميمونة : أمهما أم ولد.

١٣ ـ وزاد بعض النسابة وعلماء التراجم : جمانة المكناة بأم جعفر ، أمها أم ولد.

فهؤلاء ثلاثة عشر من أخوات الحسينعليه‌السلام خرجن معه من المدينة حتّى أتين كربلاء.

٦٣١ ـ زوجات الإمام عليعليه‌السلام :

(معالي السبطين ، ج ٢ ص ١٣٦)

وخرج مع الحسينعليه‌السلام من زوجات الإمام عليعليه‌السلام ثمان :

١ ـ الصهباء التغلبية : خرجت مع بنتها رقية الكبرى ، زوجة ابن عمها مسلم ابن عقيلعليه‌السلام ، معها بنتها عاتكة وابناها عبد الله ومحمد ولدا مسلمعليه‌السلام .

٢ ـ أم مسعود بنت عروة الثقفي : جاءت مع بنتها رملة.

٣ ـ ليلى بنت مسعود الدارمية : خرجت مع ولديها أبو بكر (عبد الله) ومحمد الأصغر.

٤ ـ أم زينب الصغرى : جاءت مع بنتها رقية.

٥ ـ أم فاطمة : خرجت مع بنتها فاطمة.

٥٢٩

٦ ـ أم خديجة : ومعها بنتها خديجة الصغرى.

٧ ـ رقية الصغرى.

٨ ـ أمامة بنت أبي العاص العبشمية.

فهؤلاء ثمان من زوجات الإمام عليعليه‌السلام خرجن مع بناتهن حتّى أتين كربلاء.

ـ نساء مختلفات :(المصدر السابق)

وخرجت من المدينة أيضا :

١ ـ أم كلثوم الصغرى بنت زينب الكبرىعليها‌السلام مع زوجها القاسم بن محمّد ابن جعفرعليه‌السلام .

٢ ـ عمة الحسينعليه‌السلام جمانة بنت أبي طالبعليه‌السلام ، وهي أخت أم هاني بنت أبي طالبعليه‌السلام .

٦٣٢ ـ تسع من جواري أهل البيتعليهم‌السلام :

(وسيلة الدارين في أنصار الحسين للسيد إبراهيم الزنجاني ، ص ٤٢٤)

وخرجت تسعة من جواري أهل البيتعليهم‌السلام مع الحسينعليه‌السلام :

ـ أربع منهن لأخته زينب العقيلةعليها‌السلام هن :

١ ـ فضة النوبية (جارية فاطمة الزهراءعليها‌السلام ).

٢ ـ قفرة ، ويقال لها مليكة (خادمة الإمام عليعليه‌السلام ).

٣ ـ روضة (مولاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ).

٤ ـ سلمة (أم رافع) زوجة أبي رافع القبطي (مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ).

٥ ـ وواحدة للحسينعليه‌السلام هي : ميمونة (أم عبد الله بن يقطر) وكانت حاضنة للحسينعليه‌السلام .

ـ وأربع منهن لزوجاتهعليه‌السلام هن :

٦ ـ فاكهة : وكانت تخدم الربابعليها‌السلام ، وهي أم (قارب).

٧ ـ حنّة (أو حسنية) : وكانت تخدم في بيت زين العابدينعليه‌السلام ، وهي أم (منجح).

٥٣٠

٨ ـ كثبة (أو كبشة) : وكانت تخدم في بيت أم إسحق بنت طلحة إحدى زوجات الحسينعليه‌السلام . ثم تزوجها أبو رزين ، فولدت له (سليمان).

٩ ـ ملكية (زوجة عقبة بن سمعان) : كانت تخدم في بيت الإمام الحسنعليه‌السلام ثم الحسينعليه‌السلام مع زوجها ، الّذي كان عبدا مملوكا للرباب بنت امرئ القيس.

٦٣٣ ـ أولاد الإمام عليعليه‌السلام :(وسيلة الدارين ، ص ٤٢٨)

وأما من خرج من إخوة الحسينعليه‌السلام معه ، فهم اثنا عشر أخا ، هم :

١ ـ العباس بن عليعليه‌السلام .

٢ و ٣و ٤ ـ إخوة العباسعليه‌السلام لأمه : عثمان وجعفر وعبد الله.

٥ ـ إبراهيم ٦ ـ أبو بكر ٧ ـ عمر ٨ ـ عون.

٩ ـ عبيد الله ١٠ ـ العباس الأصغر ١١ ـ محمّد الأوسط.

١٢ ـ محمّد الأصغر ١٣ ـ ومعهم محمّد بن العباس بن عليعليه‌السلام .

٦٣٤ ـ أولاد جعفر الطيار وأحفادهعليهم‌السلام :

(المصدر السابق ، ص ٤٢٩)

وخرج مع الحسينعليه‌السلام من أولاد الشهيد جعفر الطيارعليه‌السلام وأحفاده ستة أشخاص ، هم :

١ ـ عون الأكبر بن عبد الله بن جعفرعليه‌السلام : أمه زينب الكبرى بنت الإمام عليعليه‌السلام ، وكانت معه.

٢ ـ عون الأصغر بن عبد الله بن جعفرعليه‌السلام .

٣ ـ محمّد بن عبد الله بن جعفرعليه‌السلام : أمه الخوصاء بنت حفصة بن بكر بن وائل.

٤ ـ أخوه عبيد الله.

٥ ـ عون بن جعفر الطيارعليه‌السلام : أمه أسماء بنت عميس ، خلّفها الحسينعليه‌السلام بالمدينة عند بنته فاطمة الصغرى التي كانت مريضة حين مجيئه للعراق.

٦ ـ القاسم بن محمّد بن جعفرعليه‌السلام .

٥٣١

٦٣٥ ـ أولاد عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام وزوجاته :(المصدر السابق)

وخرج مع الحسينعليه‌السلام من نساء عقيل ستة ، ومن أولاده الذكور اثنا عشر ، وعدد من بناته قدّرناه بخمسة ، على النحو التالي :

١ ـ جعفر بن عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام : أمه أم الثغر ، ويقال أم الحفصاء العامرية ، خرجت مع ولدها.

٢ ـ عبد الله الأصغر بن عقيلعليه‌السلام .

٣ ـ موسى بن عقيلعليه‌السلام : أمه أم البنين بنت أبي بكر بن كلاب العامرية ، جاءت مع ولدها.

٤ ـ علي بن عقيلعليه‌السلام : أمه أم ولد.

٥ ـ أحمد بن عقيلعليه‌السلام : أمه أم ولد ، جاءت مع ولدها.

٦ ـ عبد الله الأكبر.

٧ ـ عبد الرحمن بن عقيل (وابناه معه).

٨ ـ عون بن عقيل (ذكره ابن شهراشوب).

٦٣٦ ـ أحفاد عقيلعليه‌السلام :(المصدر السابق)

أما من أحفاد عقيل ، فخرج مع الحسينعليه‌السلام عدد لا يستهان به ، منهم :

١ و ٢ ـ عبد الله ومحمد ابنا مسلم بن عقيلعليه‌السلام : أمهما رقية بنت الإمام عليعليه‌السلام ، خرجت مع ولديها. وقد استشهدا في الطف.

٣ و ٤ ـ صبيان آخران اسمهما محمّد وإبراهيم من أولاد مسلم بن عقيلعليه‌السلام قتلا في الكوفة بعد أن فرّا من بين يد الأعداء ، قتلهما الحارث اللعين في قصة مشهورة. أمهما رقية الكبرى بنت الإمام عليعليه‌السلام . كما استشهدت أختهما عاتكة بنت مسلم بن عقيل ، ولها من العمر سبع سنين ، وهي التي سحقت يوم الطف بعد شهادة الحسينعليه‌السلام أثناء هجوم الأعداء على المخيم للسلب. أمها خديجة بنت الإمام عليعليه‌السلام توفيت بالكوفة.

٥ و ٦ ـ سعد وعقيل ابنا عبد الرحمن بن عقيل : ماتا من شدة العطش ومن الخوف والذعر بعد شهادة الحسينعليه‌السلام ، لما هجم القوم على المخيم للسلب والنهب.

٥٣٢

٧ ـ الغلام محمّد بن أبي سعيد بن عقيل (الأحوال) : أمه أم ولد ، كانت معه.

٨ ـ جعفر بن محمّد بن عقيلعليه‌السلام .

٦٣٧ ـ أولاد الإمام الحسنعليه‌السلام وزوجاته :

(معالي السبطين ، ج ٢ ص ١٤٠)

وخرج مع الحسينعليه‌السلام من زوجات أخيه الحسنعليه‌السلام خمس نساء ، ومن أولاده ستة عشر شخصا : اثنا عشر من الذكور ، وأربع من الإناث ، وهم :

١ ـ الحسن بن الحسنعليه‌السلام المقلب بالمثنّى : أمه خولة بنت منظور الفزارية.٢ و ٣و ٤ ـ عمرو بن الحسنعليه‌السلام وأخواه القاسم وعبد الله : أمهم أم ولد.

٥ و ٦و ٧ ـ أحمد بن الحسنعليه‌السلام وله من العمر ١٦ سنة ، وأختاه أم الحسن وأم الحسين سحقتا يوم الطف بعد شهادة الحسينعليه‌السلام ، لما هجم القوم على المخيم للسلب : أمهم أم بشير بنت أبي مسعود الخزرجية الأنصارية.

٨ و ٩ ـ محمّد بن الحسنعليه‌السلام وأخوه جعفر.

١٠ ـ أبو بكر بن الحسنعليه‌السلام .

١١ و ١٢ و ١٣ ـ الحسين بن الحسنعليه‌السلام الملقب بالأثرم ، وأخوه طلحة ، وأختهما فاطمة بنت الحسنعليه‌السلام : أمهم أم إسحق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي.وتلقب فاطمة هذه (بأم محمّد) لأن الإمام زين العابدينعليه‌السلام قد تزوجها فولدت له الإمام محمّد الباقرعليه‌السلام .

١٤ و ١٥ و ١٦ ـ زيد بن الحسنعليه‌السلام ، وأخوه عبد الرحمن ، وأختهما أم الحسين (رملة) : أمهم أم ولد ، جاءت معهم إلى كربلاء.

٦٣٨ ـ أولاد الإمام الحسينعليه‌السلام وزوجاته وحفيده :

(المصدر السابق)

وخرج مع الإمام الحسينعليه‌السلام من زوجاته أربع ، ومن أولاده الذكور أربعة ، ومن بناته ثلاث ، هم :

١ ـ علي الأكبر : أمه ليلى بنت أبي مرة الثقفية.

٢ و ٣ ـ علي الأوسط : أمه شاهزنان بنت يزدجرد كسرى ملك الفرس (وكانت متوفاة). وهو الإمام زين العابدينعليه‌السلام وأخته لأمه (رقية).

٥٣٣

٤ ـ علي الأصغر : أمه سلافة.

٥ و ٦ ـ عبد الله الرضيع ، وسكينة بنت الحسينعليه‌السلام : أمهما الرباب بنت امرئ القيس الكلبية.

٧ ـ فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام : أمها أم إسحق بنت طلحة.

وكان مع الإمام زين العابدينعليه‌السلام في الطف ابنه الإمام محمّد الباقرعليه‌السلام ، وكان صغيرا (عمره ٣ سنوات).

٦٣٩ ـ موالي أهل البيتعليهم‌السلام :(وسيلة الدارين ، ص ٤٢٧)

وخرج من الموالي والعبيد لأهل البيتعليهم‌السلام مع الحسينعليه‌السلام عشرة ، هم :

١ ـ الحرث بن نهبان

: [مولى الحمزةعليه‌السلام ]

٢ ـ سعد بن الحارث الخزاعي

: [مولى الإمام عليعليه‌السلام ]

٣ ـ علي بن عثمان بن الخطاب الحضرمي

: [مولى الإمام عليعليه‌السلام ]

٤ ـ نصر بن أبي نيزر :

[مولى الإمام عليعليه‌السلام ]

٥ ـ سليمان بن أبي رزين :

[مولى الحسينعليه‌السلام ]

٦ ـ أسلم بن عمرو التركي :

[مولى الحسينعليه‌السلام ]

٧ ـ قارب بن عبد الله الدئلي الليثي

: [مولى الحسينعليه‌السلام ]

٨ ـ منجح بن سهم :

[مولى الحسينعليه‌السلام ]

٩ ـ عقبة بن سمعان

: [مولى الرباب]

١٠ ـ جون بن حوي النوبي :

[مولى أبي ذر الغفاري]

٦٤٠ ـ إحصاء بعدد رجال ونساء وموالي أهل البيتعليهم‌السلام الذين تهيؤوا للمسير مع الحسينعليه‌السلام :

ذكرنا سابقا أن العدد الكلي للذين خرجوا مع الحسينعليه‌السلام من أهله ومواليه ، نساء ورجالا ، صغارا وكبارا ، هو ١٢٣ شخصا. ونفصّل هذا العدد فيما يلي :

٣٠ رجال

٤٢ نساء

٢٢ ذكور دون البلوغ

١٠ إناث دون البلوغ

١٠ موالي

٠٩ جواري

٦٢ مجموع

٦١ مجموع

٥٣٤

٦٤١ ـ عدد الذين لم يقتلوا من أبناء أهل البيتعليهم‌السلام :

إذا تجاوزنا عن النساء ، فإن كل الرجال والأطفال قد استشهدوا

في كربلاء ، ما عدا :

ـ الإمام زين العابدين وسيد الساجدينعليه‌السلام ، وكان مريضا.

ـ من أولاد الإمام الحسنعليه‌السلام : زيد وعمرو ؛ والحسن بن الحسن المثنّى ، أصابته جراحة وأخذه أسماء بن خارجة ، وداواه وأرسله إلى المدينة.

ـ ومن الموالي : عقبة بن سمعان ، وعلي بن عثمان بن الخطاب الحضرمي.

٥٣٥

الفصل السابع عشر

المسير من مكة إلى العراق

أبتدئ هذا الفصل بذكر الأماكن التي مرّ بها الإمام الحسينعليه‌السلام أثناء مسيره من مكة المكرمة إلى العراق. وهي مختلفة الذكر والترتيب بين الرواة. وقد نظم المحقق السيد علي بن الحسين الهاشمي في كتابه (الحسين في طريقه إلى الشهادة) قصيدة مقصورة ضمّنها ذكر المنازل التي مرّ بها الحسينعليه‌السلام في طريقه إلى العراق ، وهي أجمع ما حقق في هذا الموضوع. وقد أثبتنا معظم هذه القصيدة ، كما أثبتنا كل هذه المنازل على المصور الّذي اقتبسناه من كتابه المذكور بعد تحسين كبير.

٦٤٢ ـ الطريق من مكة إلى العراق :

يسير هذا الطريق من مكة إلى (معدن النّقرة) إلى العراق. وفي (معدن النقّرة) يلتقي هذا الطريق مع الطريق الآتي من المدينة المنورة ، وهو طريق مختصر إلا أنه صعب ، وهو الّذي سلكه مسلم بن عقيل حين جاء من المدينة إلى الكوفة.

٦٤٣ ـ المنازل من المدينة إلى (معدن النقرة):

(تاريخ البلدان ص ٩٧)

قال اليعقوبي : من قصد (معدن النّقرة) من المدينة ، أخذ من (طرفة) إلى (العسيلة) إلى (بطن نخلة) إلى (معدن النّقرة).

٦٤٤ ـ الطريق من مكة إلى (معدن النّقرة):

(صفة جزيرة العرب للهمداني ، ص ١٨٥)

ومن أخذ الجادة من مكة إلى (معدن النّقرة) : فمن مكة إلى البستان ٢٩ ميلا ، ومنه إلى (ذات عرق) ٢٤ ميلا ، ومنها إلى (الغمرة) ٢٠ ميلا ، ومنها إلى (المسلح) ١٧ ميلا ، ومنه إلى (الأفيعية) ٢٨ ميلا ، ومنها إلى

(حرّة بني سليم) ٢٦ ميلا ، ومنها إلى (العمق) ٢٢ ميلا ، ومنه إلى (السّليلة) ١٣ ميلا ، ومنها إلى (الرّبذة) ٢٣ ميلا ، ومنها إلى (الماوان) ٢٦ ميلا ، ومنها إلى (معدن

٥٣٦

النّقرة) عشرون ميلا ، وهي ملتقى الطريقين ؛ الآتي من مكة ، والآتي من المدينة [انظر الشكلين ٨ و ٩].

(الشكل ٨):

الطريق من مكة إلى معدن النقرة إلى العراق

٦٤٥ ـ المنازل من مكة إلى الكوفة (طريق الحاج العراقي):

(تاريخ البلدان لليعقوبي ، ص ٩٦)

قال اليعقوبي : من أراد أن يخرج من مكة إلى الكوفة ، خرج على سمت الشمال في منازل عامرة ومناهل قائمة ، فيها قصور لخلفاء بني هاشم.

فأول المنازل (بستان ابن عامر) ، ثم (ذات عرق) ومنها يهلّ بالحج ، ثم (غمرة) ثم (المسلح) ثم (أفيعية) ثم (معدن بني سليم) ثم (العمق) ثم (السّليلة) ثم (الربذة) ثم (مغيثة الماوان) وهي ديار بني محارب ، ثم (معدن النقرة) وأهلها أخلاط من قيس وغيرهم ، ومنها يعطف من أراد مدينة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٥٣٧

ومن معدن النقرة يتابع الطريق شمالا إلى (النّقرة) ثم (الحاجر) وأهلها قيس وأكثرهم بنو عبس ، ثم (سميراء) ثم (تود) وهي منازل طي أيضا ، ثم مدينة (فيد) وهي المدينة التي ينزلها عمال طريق مكة ، وأهلها طي ، وهي في سفح جبلهم المعروف بسلمى ، ثم (تحفر) منازل طي ، ثم (زرود) ، ثم (الثعلبية) وهي مدينة عليها سور. ثم (بطان) وهي قبر العبادي ، ثم (الشّقوق) ثم (زبالة) ثم (القاع) وهذه الأربعة الأبادي ديار بني أسد. ثم (العقبة) ثم (واقصة) ثم (القرعاء) ثم (المغيثة) ثم (القادسية) وهي آخر المنازل ، وبعدها (الكوفة) العامرة.

ونورد فيما يلي لائحة بكل المنازل مع تشكيلها ، وهي مطابقة لما ورد في القصيدة المقصورة ، وما جاء في المصور المرفق (وعددها ٤٠ منزلا) :

مكة (أم القرى)

بستان ابن عامر

التّنعيم

الصّفاح

وادي العقيق

ذات عرق

غمرة

مسلح

أفيعية

معدن بني سليم

عمق

ماء السّليلية

مغيثة الماوان

معدن النّقرة

الحاجر

سميراء

توز

فيد

الأجفر

الخزيميّة

زرود

الثعلبيّة

بطان

الشّقوق

زبالة

القاع

العقبة

واقصة

القرعاء

مغيثة

شراف

ذو حسم

البيضة

العذيب

أقساس مالك

القادسية

عين الرّهيمة

قصر بني مقاتل

نينوى

العقر

كربلاء

٥٣٨

القصيدة المقصورة

للخطيب السيد علي بن الحسين الهاشمي النجفي

سار الحسين تاركا أم القرى

ينحو العراق بميامين الورى

وقد أتى بسيره منازلا

حصباؤها قد فاخرت شهب السما

فالمنزل الأول بستان ابن عا

مرو للتنعيم مسرعا أتى

ومرّ بالصّفاح بالأهل وبالص

حب ويتبع الخطى إثر الخطى

ثم إلى وادي العقيق بعدها

وافى وذات عرق هضبها علا

وغمرة مرّ بها ومسلح

ثم أفيعيّة فيها ما ونى

وبعدها جاء لمعدن الذي

قيل إلى بني سليم ينتمى

وعمق مرّ به وصحبه

تحفّه كأنهم أسد الشرى

وواصل السير بركبه إلى

ماء السّليلّية وحاديه حدا

وراح بالمسرى مجدّا قاصدا

مغيثة فالنّقرة ثم الفضا

والحاجر المعروف منه سيّر الر

سول قيسا ذاك رائد الهدى

وسار قاصدا سميراء ومن

ثم أتى توز وفيد ما عدا

وحلّ بالأجفر وهو منزل

تنزله طيّ لوافر الكلا

وللخزيميّة لما أن أتى

يوما وليلة عن المسرى ونى

فحدثته زينب بما وعت

من هاتف لما نعى عند الدجى

وبعدها وافى زرودا وبها

وافاه ناعي مسلم ينعى الحجى

تنفس الحسين ثمّ الصعدا

ودمعه على ابن عمه همى

ثم أتى للثعلبيّة التي

بطان بعدها ومن ثم سرى

حيث الشّقوق وبها لاقى الذي

حدثه بما بكوفان جرى

حتى أتى زبالة حطّ السّرى

وجاءه الكوفي في جنح الدجى

نعى له ابن يقطر رسوله

فيا له على الحسين من نبا

وراح للقاع يوالي سيره

وبعده إلى العقبة انتحى

وثم قد نحب بالسير إلى

واقصة يطوي السهول والربى

ثم إلى القرعاء وافى وإلى

مغيثة غوث الورى حثّ السرى

ومذا أتى أتى شراف في طريقه

وحطّ ظعن المجد في تلك الفلا

٥٣٩

قال : أيا أحبتي تزودوا

من مائه وأكثروا من الرّوى

ثم سرى وصحبه في إثره

تسري إذا هم بأسنة القنا

فمال بالركب إلى ذي حسم

وجاءه الحر فكان الملتقى

قابلهم بخلقه السامي كما

سقاهم من غب ذلك الظما

وعندها أسمعهم خطابه

وأعلم الحر بما به أتى

أجابه الحر بلطف وغدا

كالعبد من مولاه يطلب الرضى

صلى الحسين الظهر فأتمّ به ال

جيشان والحر بمولاه اقتدى

وحين بالبيضة حلّ وغدا

يخطب بالجمع وكلهم صغى

فعندها نادوا جميعا : إننا

نكون يوم الملتقى لك الفدا

أنت ابن بنت المصطفى وخير من

طاف ببيت الله طوعا وسعى

وخامس الاشباح من قد وجبت

طاعته بأمر جبار السما

مروا جميعا بالعذيب والردى

يطوف بالخامس من آل العبا

ثم سرى والحر يسري جانبا

واتفق الكل على هذا السّرى

وصوت حاديه يدوّي في الفضا

والكل للحادي وللرجز صغى

يا ناقتي لا تذعري بل شمّري

للسير في ركب شقيق المجتبى

هذا الإمام ابن الإمام من به

استقام هذا الدين والشرك انمحى

ومرّ بالاقساس لم يقل بها

وكان جل القس منه للردى

ومذ أتى عين الرّهيمة التقى

بالرجل الكوفي في رأد الضحى

حتى أتى قصر بني مقاتل

رأى به الجعفي ضاربا الخبا

ناشده الحسين أمرا فأبى

والفتح مع سبط النبي ما هوى

ولم يفارقه الرياحي إلى

أن وقف الطرف بسبط المصطفى

فضيّق الحر عليه قائلا

حطّ عصا الترحال يابن المرتضى

فقال : دعنا أن نسير غلوة

فقال : لا تنزل إلا بالعرا

فساءل الحسين ما اسم هذه ال

أرض؟ فقال القوم تدعى نينوى

أغير ذا إسم لها؟ قالوا : بلى

العقر فاستعوذ من كل بلا

قال أجل فهل تسمى غير ذا؟

قالوا بلى هذي تسمى كربلا

قال انزلوا ، هنا أرى مجدّلا

وها هنا أحبتي تلقى الردى

حتى إذا ما حطّ رحله أتت

لحربه جيوشهم مثل الدّبى

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735