الحقائق في تاريخ الاسلام

الحقائق في تاريخ الاسلام0%

الحقائق في تاريخ الاسلام مؤلف:
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 495

الحقائق في تاريخ الاسلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة المصطفوي
تصنيف: الصفحات: 495
المشاهدات: 186781
تحميل: 6856

توضيحات:

الحقائق في تاريخ الاسلام
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 495 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 186781 / تحميل: 6856
الحجم الحجم الحجم
الحقائق في تاريخ الاسلام

الحقائق في تاريخ الاسلام

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الحقائق في تاريخ الإسلام والفتن والأحداث

تأليف: المحقّق المفسِّر العلاّمة

حسن المصطفوي

١

٢

إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

٣

٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

٥

٦

فهرس الموضوعات

مقدمة المؤلّف.. ١٣

مقدمة الكتاب.. ١٥

( توصية أهل البيت ) ١٧

( تقديم عليّ بن أبي طالب ( ع ) ) ٢٠

( الولاية تكوينية لا تشريعية ) ٢٢

( الإمام مَن هو؟ ) ٢٣

( شكوى أمير المؤمنين علي (ع) ) ٢٥

( مَن هم أهل البيت؟ ) ٢٧

( أهل البيت وآل محمّد ) ٢٨

( أهل البيت والثقلين ) ٢٩

( أهل البيت وكيفية الصلاة عليهم ) ٣٢

( أهل البيت وآية التطهير ) ٣٣

( بعض ما ورد في أهل البيت ) ٣٨

( أنّهم أمان أهل الأرض ) ٣٨

( حُبُّهم وبُغضُهم ) ٣٩

( أنّهم كسفينة نوح ) ٤٠

( نسبهم لا ينقطع ) ٤١

( أهل البيت والمباهلة ) ٤٢

( ما يستفاد من الروايات ) ٤٤

( رسول الله وعليّ بن أبي طالب ) ٤٦

( تربية عليّ بن أبي طالب (ع) ) ٤٦

( أوّل من آمن وصدّق ) ٤٨

( إنّ علياً من رسول الله (ص) ) ٥٣

( أنّه أخو رسول الله (ص) ) ٥٦

٧

(علي (ع) وكسر الأصنام) ٥٨

(ما يدلّ على شدّة الاختصاص) ٥٩

( مبيته على فراش رسول الله (ص) ) ٦١

( أمر رسول الله (ص) بحبّه ) ٦٣

(حديث الطير) ٦٦

( ردّ الشكوى عن عليّ (ع) ) ٦٧

( الإيذاء والطعن فيه ) ٧٣

( عليّ بمنزلة رسول الله (ص) ) ٧٩

( حديث المنزلة ) ٨٢

( حديث الغدير ) ٨٧

(حديث فتح خيبر) ٩٣

( ضربَ الرقابَ على الدين وحده ) ٩٩

( شجاعته (ع) ) ١٠٢

( حديث البراءة ) ١٠٤

( أعلم الأمّة ) ١٠٧

( إرجاع الأمر إلى عليّ (ع) ) ١١١

( باب عليّ (ع) ) ١١٣

( بعض فضائله ) ١١٦

( أنّه آخر الناس عهداً برسول الله (ص) ) ١٢٤

( ما تلخّص ممّا سبق ) ١٢٧

فتنة: وصية رسول الله (ص) ١٢٩

فتنة: ( بَعْث جيش أُسامة ) ١٣٦

فتنة: ( قول عمر أنّ رسول الله (ص) ما مات ) ١٤٢

فتنة: ( سقيفة بني ساعدة ) ١٤٧

( نتيجة تدبيرات المخالفين ) ١٦٢

( بعض ما ورد في فاطمة (ع) ) ١٦٣

٨

( فاطمة بضعة من رسول الله (ص) ) ١٦٤

( تزويجها من عليّ بن أبي طالب (ع) ) ١٦٥

( فاطمة سيدة نساء الجنّة ) ١٦٧

( إنّها كانت أوّل من يدخل عليه النبيُّ (ص) ) ١٦٨

( أنّها أحبّ الناس إلى رسول الله (ص) ) ١٦٨

( ومن فضائلها (ع) ) ١٧٠

( رسول الله (ص) وفاطمة (ع) ) ١٧٢

فتنة: ( إحراق بيت فاطمة (ع) ) ١٧٦

فتنة: ( أخذ فدك ) ١٨٠

( نتيجة الفتن الخمسة ) ١٩٣

( روايات في فضل أبي بكر ) ١٩٤

( في الصحابة ) ١٩٩

فتنة: ( خلافة أبي بكر ) ٢٠٢

( ممّن خالف بيعته ) ٢٠٨

(أحاديث في أبي بكر) ٢١٢

فتنة: (تنصيص أبي بكر على عمر) ٢١٥

( أن عمر خليفة أو مَلِك ) ٢٢٠

( عمر وعلمه ) ٢٢١

( بعض آرائه وحالاته ) ٢٢٣

( عمر وأُسامة ) ٢٢٣

(عمر والسَحَرة) ٢٢٤

(عمر والخلاف) ٢٢٥

عمر والجاهلية ٢٢٧

عمر والنّبيذ. ٢٢٨

فتنة: ( متعة النساء ) ٢٣٠

فتنة: ( تحريم المتعة في الحجّ ) ٢٣٧

٩

( عمر والعُلوج ) ٢٤٨

فتنة: ( وصية عمر بن الخطاب ) ٢٥٠

فتنة: ( أمر الشورى واختلاف الآراء ) ٢٥٥

(من الوقائع في زمانه) ٢٦٦

(ومن الوقائع في زمانه) ٢٦٧

(ومن الوقائع في زمانه) ٢٦٨

(ومن الوقائع في زمانه) ٢٦٩

( وأما معونة علي (ع) في قتله ) ٢٧١

( مشاورة عثمان مع عماله ) ٢٧٢

فتنة: الأحداث في عهد عثمان. ٢٧٦

(تجري الناس عليه) ٢٨٠

فتنة: قتل عثمان. ٢٨٧

ما قيل في عثمان: ٢٩٢

جريان إمرة أمير المؤمنين: ٢٩٦

القعود والخروج والقتال: ٢٩٩

فتنة: طلحة والزبير. ٣٠٤

إتمام الحجة عليهم: ٣٠٧

ينهى أصحابه عن العدوان: ٣٠٨

(مذاكرة علي (ع) معهما) ٣٠٩

مروان وطلحة ٣١٢

ما تركاه من الأموال. ٣١٣

فتنة: خروج عائشة ٣١٥

نباح الكلاب عليها ٣١٩

فتنة: الجمل في زمان أمير المؤمنين (ع) ٣٢٧

فتنة: حكومة معاوية ٣٣٣

فتنة: (حرب صفين) ٣٤٢

١٠

فتنة: (التحكيم) ٣٥٤

جريان أمر الحكمين. ٣٥٨

وأما ما يرجع إلى معاوية: ٣٦٥

وأما ما يرجع إلى عمرو بن العاص: ٣٦٦

وأما ما يرجع إلى أبي موسى: ٣٦٦

(بعض ما ورد في معاوية) ٣٦٩

قتل حُجْر ٣٧٠

بعض ما ورد في عمرو بن العاص: ٣٧٢

ممن استشهد في صِفِّين: ٣٧٦

عمَّار من الثلاثة ٣٧٦

من عادى عمَّاراً ٣٧٧

الاقتداء بعمار: ٣٧٨

فتنة: (الخوارج المارقين) ٣٩٠

فتنة: قتل أمير المؤمنين عليّ (ع) ٤٠٤

فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين. ٤١٢

الأئمّة الاثنا عشر ٤١٤

الحسن والحسين (عليهما السلام) ٤١٧

الإمام الحسن بن عليّ (عليهما السلام) ٤٢٣

الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) ٤٢٦

فتنة: قتل الحسين (ع) ٤٣٠

فتنة: بيعة يزيد. ٤٣٤

الإمام الرابع علي بن الحسين (عليهما السلام) ٤٣٧

الإمام الخامس محمد بن عليّ الباقر (عليهما السلام) ٤٤١

الإمام جعفر بن محمد (عليهما السلام) ٤٤٥

الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) ٤٤٨

١١

الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) ٤٤٩

الإمام محمد بن عليّ الرضا (عليهما السلام) ٤٥١

الإمام علي بن محمد الهادي (عليهما السلام) ٤٥٣

الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ (عليهما السلام) ٤٥٤

الإمام الثاني عشر المهديّ (عليه السلام) ٤٥٦

المهدي من أهل البيت.. ٤٥٧

فتنة: بني أمية ٤٦٨

فتنة: بني العاص.. ٤٧٢

تتمة: في مسائل من الأصول والفروع. ٤٧٨

روايات هذا الكتاب.. ٤٨٧

الكتب المستندة في هذا الكتاب.. ٤٨٩

١٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله الذي مَنَّ علينا بتوفيقه، وأيدنا في تأليف هذه الرسالة بفضله، وقد جاءت محتوية على حقائق من تاريخ الإسلام، وباحثةً عن أحداث حدثت وبِدع ابتُدعت في المسلمين، معتمدةً على أُصول التاريخ والحديث وصِحاحها، ومستخرَجة من الكتب المؤلّفة في القرون الأولى، وها نحن نذكر مزايا ما يختصّ بهذا الكتاب الشريف، ليكون القارئ على بصيرة تامّة.

١ - اعتمدنا في هذه الرسالة على الكتب المعتبرة من أهل السنة، المؤلّفة خلال خمسة قرون من صدر الإسلام، من كتب الأدب والحديث والتاريخ والصحاح والسنن والسير والرجال والتفسير.

٢ - وقد نقلنا عن الكتب المعتمدة المؤلّفة المتأخّرة عند الحاجة ؛ تأييداً وتكميلاً للبحث الوارد المنظور، لا مستنداً عليها.

٣ - ذكرنا في آخر الكتاب فهرساً جامعاً للقسمين من الكتب المنقول عنها مشيراً إلى خصوصيات الطبع والتجزئة.

٤ - اعتمادنا في نقل الروايات على المشاهدة والقراءة في الأصول المستند إليها، من دون أن نتصرّف فيها بشيء، وأحيانا أسقطنا جملة أو جُملات لا ربط لها بموضوع البحث ؛ حذرا من الإطالة، ووضعنا مكانها نقاط مترادفة.

٥ - ذكرنا بعد نقل الروايات ما يستفاد منها على طريق الإجمال والإشارة، من دون قولٍ بالرأي والنظر الشخصي، أو كلام موهن ينشأ من الجهل والعصبية، وما نريد إلاّ

١٣

الهداية وإصلاح أنفسنا، والوقاية من الضلالة والغواية.

٦ - اعرضنا عن نقل الأحاديث المكرّرة الواردة بأسانيد(*) مختلفة، ولا سيّما في مسند أحمد ؛ طلبا للاختصار وتركاً للمجادلة، وإنّما نروي الحديث بواحد من طرقه.

٧ - ابتدأنا في الكتاب بفتنة - وصية رسول الله (ص) - وهذه أوّل فتنة حدثت في الإسلام، وأول أُحدوثه ظهرت في المسلمين، شتتت شملهم وفرّقت جمعهم.

٨ - قد ثبتت بصحاح الروايات المرويّة في الكتاب: أنّ الفتن المعنونة فيها بدع وأحداث ظهرت في الإسلام، وهذه البدع أوجبت انحراف المسلمين وميلهم عن الحقائق وعن أهل بيت النبي الأطهار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. وقد قال رسول الله (ص): إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله، وعترتي أهل بيتي.

نسأل الله الباري عزّ اسمه التوفيق والسداد.

١٢ / ٥ / ٥٢ - هـ

حسن المصطفوي - طهران

____________________

* في الأصل: بأسناد. وهو غلط لغوي ؛ لأنّ الأسناد جمع سند وهو ما ارتفع من الجبل، أو هو ضرب من البرود اليمانية. والصحيح: أسانيد. وننوّه أنّنا سوف لا نصحح الموارد القادمة إن وجدت ؛ اعتماداً على ما سلف منّا. ( لجنة التقويم / شبكة الإمامين الحسنين للتراث والفكر الإسلامي ).

١٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله الذي هدانا إلى اتّباع أوليائه، والصلاة والسلام على أشرف رسله وأفضل أنبيائه، وعلي ابن عمّه وخليفته والمعصومين من آله.

وبعد: فإنّ أكمل الأديان الإلهية هو دين الإسلام الذي جاء به خير الأنام، عليه أفضل التحيّة والسلام. وإنّ اقرب الناس من الحقّ هم المسلمون، الذين يتّبعون الرسول خاتم النبيّين، ويعلمون بما جاء به من عند ربّ العالمين.

( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) [ الجمعة: ٣ ]،( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ) [ آل عمران: ١١٠ ].

نعم كان المسلمون طول حياة رسول الله ( ص ) أمّة واحدة، يعيشون تحت راية الحقّ، وفي ظلّ كتاب الله الحكيم، يهتدون بهداه، ويقتدون بنوره.

ثمّ بعد ارتحال رسول الله ( ص ) صاحب الدعوة افترقت الملة الإسلامية، وصاروا في ارتياب وحيرة، صاروا بعد الهجرة أعراباً، وبعد المولاة أحزاباً، ما يتعلّقون من الإسلام إلاّ باسمه، ولا يعرفون من القرآن لا رَسمه، وخلطوا الحقّ بالباطل، وأضاعوا ما أوصاهم الرسول، وضلّوا عن سواء الطريق.

إنّهم ارتدّوا عن عترة النبيّ الأكرم، وهم أهل بيت النبوّة، وموضع الرسالة ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، وخزّان العلم، ومعدن الحكمة، وقد قال رسول الله ( ص ): إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعِترتي أهل بيتي. وقال الله تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

١٥

١٦

( توصية أهل البيت )

كان رسول الله ( ص ) طول حياته يوصي المسلمين ويعرفهم بأهل بيته، ويقول فيهم:

أذكركم الله في أهل بيتي.

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

اللّهمّ هؤلاء آلي، فصلّ على محمّد وعلى آل محمّد.

كلّ بني أنثى فإنّ عصبتهم لأبيهم ما خلا وُلد فاطمة ؛ فإنّي أنا عصبتهم وأنا أبوهم.

وأهل بيتي أمان لأمّتي فإذا ذهب أهل بيتي أتى أمّتي ما يوعدون.

أنا حربٌ لمن حاربكم وسلمٌ لمن سالمكم.

أحبّوا أهل بيتي بحبّي.

إنّ أوّل من يدخل الجنّة أنت وفاطمة والحسن والحسين.

أنّي وإياك وهذا النائم - يعني: علياً وهما الحسن والحسين - لفي مكان واحدٍ يوم القيامة.

يا عليّ، الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة.

وكان ممّا أنعم الله على عليّ بن أبي طالب أنّه:

كان في حجر

١٧

رسول الله ( ص ) قبل الإسلام.

وأنّه أوّل من أسلم.

إنّ أوّل من يشري نفسه ابتغاء رضوان الله عليّ بن أبي طالب.

أمر بسد الأبواب إلاّ باب عليّ.

أنّه كان صاحب لواء رسول الله ( ص ) يوم بدر وفي كلّ مشهد.

اللّهم لا تُمتني حتى تُريني علياً.

لا تَشكوا علياً، فإنّه لأخشن في ذات الله من أن يُشكى.

مَن كنت مولاه فعليّ مولاه.

مَن آذى عليا فقد آذاني.

اللّهم والِ مَن والاه وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره واخذل مَن خذله.

مَن سبّ علياً فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله.

ما دعوت لنفسي بشيءٍ إلاّ دعوت لك بمثله.

وما دعوت بشيء إلاّ استجيبت لي إلاّ إنّه قيل لي لا نبيّ بعدي.

أنت تُبيّن لأُمّتي ما اختلفوا فيه بعدي.

هذا أخي في الدنيا والآخرة.

أنت أخي ترثني وأرثك.

من أطاع علياً فقد أطاعني ومن عصى علياً فقد عصاني.

اللّهمّ أدر الحقّ معه حيث دار.

عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

من فارقك - يا علي - فقد فارقني، ومن فارقني فقد فارق الله.

فاختار الله رجلين أحدهما أبوك والآخر بعلك.

أنا سيّد ولد آدم وعلي سيّد العرب.

والويل لمن أبغضك بعدي.

أنّه سيد المسلمين وإمام المتّقين وقائد الغر المحجّلين.

يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ليس بفرّار.

١٨

اللّهمّ اكفه أذى الحرّ والبرد.

لَمبارزة عليّ بن أبي طالب لعمرو بن عبد ودٍّ أفضل من أعمال أُمّتي إلى يوم القيامة.

أمرني بحبّ أربعة وأخبرني أنّه يحبّهم.

لا يحبّ علياً منافق ولا يبغضه مؤمن.

اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي.

إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

وهو وليكم بعدي.

أَمَا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي.

أنت - يا علي - صفيّي وأميني.

لا يؤدّي عنّي إلاّ رجل من أهل بيتي.

من يريد أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنّة الخلد التي وعدني ربّي، فليتولَّ عليّ بن أبي طالب ؛ فإنّه لن يخرجكم من هدى.

لا فتى إلاّ عليّ ولا سيف إلاّ ذو الفقار.

ليبعثنَّ الله عليكم رجلاَ يضرب رقابكم على الدين قد امتحن.

هذا فاروق هذه الأمّة وهذا الصديق الأكبر ويعسوب المؤمنين.

النظر إلى وجه عليّ عبادة.

إنّ علياً أقرب الناس برسول الله ( ص ).

ادفع هذه الأُترُجة إلى ابن عمّك ووصيك عليّ.

أنا دار الحكمة وعليّ بابها.

أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد المدينة فليأتِ الباب.

إنّ الله سيهدي قلبك ويثبّت لسانك.

إنّ الأمّة ستغدر بك بعدي.

هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره.

* * *

١٩

هذه الأحاديث خلاصة ما قيل في آل النبي الأكرم وفي الإمام عليّ بن أبي طالب، الصادرة عن رسول الله ( ص ) طول حياته، بمسمعٍ من المسلمين ومرأى منهم، وقد روتها صحاح كتب الحديث لأهل السنّة والجماعة.

نعم! هذه الكلمات الإلهية نطق بها لسان الوحي وصدرت عن سيد المرسلين ورسول ربّ العالمين( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى ) ، فعرّف للمسلمين ابن عمّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وأشار في مقامات مختلفة وفي موارد مقتضية إلى خلافته ووصايته وعلمه وحكمته وولايته وقربه وطهارته، ولزوم طاعته وحبّه ونصرته، وكونه مع الحقّ، ومع القرآن، ومع الله ومع الرسول، والى أنّه الصدّيق الأكبر، والفاروق، والولي والمختار من الله، وسيد العرب، وإمام المتّقين، وأحبّ الخلق عند الله، وأوّل من أسلم، وأوّل من شرى نفسه، وصاحب اللواء، وأخو رسول الله ( ص )، وبمنزلة هارون من موسى.

إنّ رسول الله ( ص ) قد عرّف للمسلمين مقام عليّ بن أبي طالب ( ع ) في موارد كثيرة، وذكر فضائله ومناقبه في طول حياته، وصرّح بوصايته وولايته وخلافته بعبارات صريحة وإشارات لطيفة وكنايات حسنة، لا يرتاب فيها طالب الحقيقة، ومن جاهد فينا لنهدينّه سبلنا وإن الله لمع المحسنين.

( تقديم عليّ بن أبي طالب ( ع ) )

إنّ رسول الله ( ص ) قدم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( ع ) على جميع الصحابة، وحتى على أبي بكرٍ وعمر وعثمان، في موارد كثيرة، وأعلم الناس بفضله وتقدّمه وأولويّته وقربه.

منها: في الدعوة لأكل الطير معه.

ومنها: في توليته في فتح خيبر.

ومنها: في أداء البراءة.

ومنها: في غدير خُم.

ومنها: في المؤاخاة لنفسه.

ومنها: في غزوة الخندق. وفي موارد أخر.

كما إنّ رسول الله ( ص ) قدّم أسامة على رؤوس المهاجرين والأنصار وأمّره عليهم، وقال في جواب اعتراضهم: إن طعنتم في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل، وايمَ الله، إن كان لَخليقاً للإمارة،

٢٠