الحقائق في تاريخ الاسلام

الحقائق في تاريخ الاسلام0%

الحقائق في تاريخ الاسلام مؤلف:
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 495

الحقائق في تاريخ الاسلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة المصطفوي
تصنيف: الصفحات: 495
المشاهدات: 186615
تحميل: 6849

توضيحات:

الحقائق في تاريخ الاسلام
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 495 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 186615 / تحميل: 6849
الحجم الحجم الحجم
الحقائق في تاريخ الاسلام

الحقائق في تاريخ الاسلام

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

إليك كتاب الله تبعتك وإن جرّك إلي تبعتني: زعمت إني لم أُعط ذلك إلا من شك، فقد علمتُ أن أوثق ما في يدك هذا الأمر فحدّثني ويحك عن اليهودي والنصراني ومشركي العرب أهم أقرب إلى كتاب الله أم معاوية وأهل الشام؟ قال: بل معاوية وأهل الشام أقرب. قال عليّ: أفرسول الله (ص) كان أوثق بما في يديه من كتاب الله أو أنا؟ قال: بل رسول الله. قال: أفرأيت الله تبارك وتعالى حين يقول: ( قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى‏ مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقين‏ ) ، أمَا كان رسول الله يعلم أنه لا يؤتى بكتاب هو أهدى مما في يديه؟ قال: بلى. قال: فلِمَ أعطى رسول الله القوم ما أعطاهم؟ قال: إنصافاً وحجة. قال: فإني أعطيت القوم ما أعطاهم رسول الله. قال ابن الكوّاء: فإني أخطأت، هذه واحدة، زدني! قال عليّ: فما أعظم ما نقمتم عليّ؟ قال: تحكيم الحكمين، نظرنا في أمرنا فوجدنا تحكيمهما شكاً وتبذيراً. قال عليّ: فمتى سُمّي أبو موسى حكماً؟ حين أرسل أو حين حكّم؟ قال: حين أرسل. قال: أليس قد سار وهو مسلم وأنت ترجو أن يحكم بما أنزل الله؟ قال: نعم. قال عليّ: فلا أرى الضلال في إرساله. فقال ابن الكوّاء: سمي حكماً حين حكّم. قال: نعم، إذاً فإرساله كان عدلاً. أرأيت يا ابن الكواء لو أن رسول الله بعثت مؤمناً إلى قوم مشركين يدعوهم إلى كتاب الله، فارتدّ على عقبه كافراً، كان يضرّ نبيّ الله شيئاً؟ قال: لا، قال عليّ: فما كان ذنبي إن كان أبو موسى ضلّ، هل رضيت حكومته حين حكم أو قوله إذ قال؟ قال ابن الكوّاء: لا، ولكنّك جعلت مسلماً وكافراً يحكمان في كتاب الله. قال عليّ: ويلك يا ابن الكوّاء!! هل بعثَ عمراً غيرُ معاوية، وكيف أحكّمه وحُكمه على ضرب عنقي! إنما رضي به صاحبه كما رضيت أنت بصاحبك، وقد يجتمع المؤمن والكفر يحكمان في الله. أرأيت لو أن رجلاً مؤمناً تزوّج يهودية أو نصرانية فخافاً شقاق بينهما، ففزع الناس إلى كتاب الله، وفي كتابه:( فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها ) فجاء رجل من اليهود أو رجل من النصارى ورجل من المسلمين الذين يجوز لهما أن يحكما في كتاب الله، فحكما. قال ابن الكوّاء: وهذه أيضاً، أمهِلنا حتى ننظر. فانصرف

٤٠١

عنهم عليّ.(١)

الإمامة والسياسة: لما خرج جميع الخوارج وتوافوا إلى النهروان، قام عليّ بالكوفة على المنبر: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فإن معصية العالم الناصح تورث الحسرة وتُعقّب الندامة، وقد كنت أمرتكم في هذين الرجلين وفي هذه الحكومة بأمري فأبيتم إلا ما أردتم، فأحييا ما أمات القرآن وأماتا ما أحيى القرآن، واتّبع كلّ واحد منهما هواه يحكم بغير حجة ولا سنة ظاهرة، واختلفا في أمرهما وحكمهما، فكلاهما لم يُرشد الله، فبريء الله منهما ورسوله وصالحو المؤمنين. فاستعدّوا للجهاد.(٢)

أقول: فنشير إلى جملات من أحاديث هذه الفتنة بالترتيب ليعتبر من اعتبر وينكشف الحق.

١ - كان علي مع الحق والحق معه.

٢ - إن الخوارج قوم عُصاة لله ولرسوله. الخوارج هم الشُراة الأنجاس. إن أنفسكم سوّلت لكم فراقَ هذه الحكومة. هم شرّ البرية، هم شرّ الخلق. الخوارج كلاب النار. إنهم يتأوّلون القرآن على ما يَهوون. بماذا تستحلّون قتالنا والخروج من جماعتنا. يمرقون من الدين. يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم. لا تجاوز صلاتهم تراقيهم. فإنهم قد سفكوا الدم الحرام. حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء بغير حق.

٤ - فرددتم عليّ رأيي وقلتم: لا. أنتم ابتدأتموها وسألتموها وأنا لها كاره. فأبيتم عليّ إباء المخالفين. فقلت: لا نرضى إلا أبا موسى. فإن معصية العالم النّاصح تورث الحسرة. فأبيتم إلا ما أردتم.

٥ - اشترطت على الحَكمين أن يُحييا ما أحيا القرآن. إنا لسنا حكّمنا الرجال إنما حكّمنا القرآن، فأخذنا عليهما أن يحكما بما في القرآن ولا يعدواه فتاه

____________________

١ - العقد الفريد، ج٤، ص٣٥١.

٢ - الإمامة والسياسة، ج١، ص١١٩.

٤٠٢

وتركا وإن أبيا فنحن من حكمهما بُرآء.

٦ - فتاها وتركا الحق وهما يَبصرانه وكان الجور هواهما. فأحييا ما أمات القرآن وأماتا ما أحيى القرآن واتبع كل واحد منهما هواه يحكم بغير حجة ولا سنة.

٧ - قال النبي (ص): فاقتلوهم هم شرّ البرية. وقال: يمرقون من الإسلام مروق السهم. وقال: لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل ثمود. وقال: فيلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق. وقال: لئن أنا أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد. وقال: طوبى لمن قتلهم.

٤٠٣

فتنة:

قتل أمير المؤمنين عليّ (ع)

السيرة النبوية: ثم قال رسول الله (ص): ألا أُحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قال بلى يا رسول الله (ص)، قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا عليّ على هذه - ووضع يده على قرنه - حتى يبلّ منها هذه وأخذ بلحيته.(١)

مستدرك الحاكم وخصائص النسائي: عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعليّ بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة فنمنا، فوالله ما أهبنا إلا رسول الله (ص) يُحرّكنا برجله، وقد تربنا من تلك الدفعاء التي نمنا عليها، فيومئذٍ قال رسول الله (ص) لعليّ (رضي الله عنه): ما لك يا أبا تراب ؛ لما يُرى عليه من التراب، ثم قال: ألا أحدّثكما بأشقى كما فيالسيرة .(٢)

الطبقات: أن النبي (ص) قال لعلي: يا عليّ، مَن أشقى الأولين والآخرين؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أشقى الأولين عاقر الناقة، وأشقى الآخرين الذي يطعنك يا عليّ، وأشار إلى حيث يُطعن.(٣)

ويروي أيضاً: عن أبي الطفيل: دعا عليّ الناس إلى البيعة، فجاء عبد الرحمن بن ملجم المراديّ فردّه مرتين، ثم أتاه فقال: ما يحبس أشقاها لتُخضبنّ أو لتُغبضنّ هذه من هذا، يعني لحيته من رأسه، ثم تمثّل بهذين البيتين.

____________________

١ - السيرة النبوية، ج ٢، ص٢٥٠.

٢ - مستدرك الحاكم، ج ٣، ص١٤١ وج ٤، ص٢٦٣، وخصائص النسائي، ص٢.

٣ - الطبقات، ج ٣، ص٣٥.

٤٠٤

اشدد حيازيمك للموت فإن الموت آتيك

ولا تخرج من القتل اذا حلّ بواديك

ويروي أيضاً: عن عبيدة قال عليّ: ما يحبس أشقاكم أن يجيء فيقتلني، اللَّهُم قد سئمتهم وسئموني فأرحِهم مني وأرحني منهم.(٢)

الكنى للدولابي: عن أبي حبرة، قال خطبنا عليّ على منبر الكوفة، فقال: ألا أخبركم لتُخضبنّ هذه من هذه - وأومئ إلى لحيته ورأسه - خضاب دم لا عطر ولا عبير.(٣)

ويروي أيضاً: عن أبي سنان الدؤلي، قال: مرض عليّ مرضاً شديداً حتى خفنا عليه، ثم برأ ونَفه، فقلنا: هنيئا لك يا أبا الحسن، الحمد لله الذي عافاك، قد كنّا خفنا عليك، قال: لكنّي لم أخف على نفسي ؛ أخبرني الصادق المصدوق أني لا أموت حتى تضرب على هذه - وأشار إلى مقدّم رأسه الأيسر - فتخضب هذه منها - وأخذ بلحيته - وقال لي: يقتلك أشقى هذه الأمة.(٤)

ويروي أيضاً: عن عمار بن ياسر، فيومئذٍ قال رسول الله (ص) لعليّ: مالك يا أبا تراب - لما يرى عليه من التراب - فقال: ألا أحدّثكما بأشقى الناس رجلين؟ فقلنا: بلى يا رسول الله، فقال: أحيمر ثمود الذي عقر النقاة، والذي يضربك يا عليّ على هذا - فوضع يده على قرنه - حتى يبلّ منها هذه، ثم أخذ بلحيته.(٥)

الاستيعاب: جاء عبد الرحمن بن ملجم يستحمل علياً فحمله، ثم قال:

أريد حياته ويُريد قتلي

عَذيري من خليلي من مراد

أما أن هذا قاتلي! قيل: فما يمنعك منه؟ قال: إنه لم يقتلني بعد.(٦)

العقد الفريد: أنّ النبي (ص) قال لعليّ (ع): ألا أخبرك بأشدّ الناس عذاب

____________________

١ - نفس المصدر، ص٣٣.

٢ - نفس المصدر، ص٣٤.

٣ - الكنى للدولابي، ج ١، ص١٤٣.

٤ - نفس المصدر، ص١٩٥.

٥ - الكنى للدولابي، ج ٢، ص١٦٣.

٦ - الاستيعاب، ج ٣، ص١١٢٧.

٤٠٥

يوم القيامة؟ قال: أخبرني يا رسول الله (ص) قال: فإن أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة عاقر ناقة ثمود وخاضب لحيتك بدم رأسك.(١)

تهذيب ابن عساكر: أن علياً قال لأهل العراق: إن بسر بن أرطأة قد صعد إلى اليمن ولا أحسب هؤلاء القوم إلا ظاهرين عليكم، يعني أهل الشام، وما ذاك لأنهم أولى بالحق منكم، ولكن ذلك لاجتماعهم على أمرهم وافتراقكم واختلافكم في بلادكم، وأدائهم الأمانة وخيانتكم، والله لقد ائتمنت فلاناً فخان، وفلاناً فخان، وبعثت فلاناً على جمع الصدقات فحمل ما جمع من المال وانطلق به إلى معاوية، ولقد خُيّل لي أني لو ائتمنت أحدكم على قدح لسرق علاقته. اللَّهُم إني مللتهم وملّوني، اللَّهُم اقبضني إلى رحمتك وأبدلهم بي من هو شر لهم منّي.(٢)

العقد الفريد: قال الحسن بن عليّ صبيحة الليلة التي قتل فيها عليّ بن أبي طالب (رض): حدّثني أبي البارحة في هذا المسجد، فقال: يا بنيّ، إني صلّيت البارحة ما رزق الله ثم نمت نومة فرأيت رسول الله (ص)، فشكوت له ما أنا فيه من مخالفة أصحابي وقلة رغبتهم في الجهاد، فقال لي: ادع الله أن يُريحك منهم فدعوت الله.(٣)

المقاتل: اجتمع بمكة نفر من الخوارج فتذاكروا أمر المسلمين فعابوهم وعابوا أعمالهم عليهم، وذكروا أهل النهروان وترحّموا عليهم، وقالوا: فلو أنا شرينا أنفسنا لله فأتينا أئمة الضلال وطلبنا غِرّتهم فأرحنا منهم العباد والبلاد وثأرنا لإخواننا الشهداء بالنهروان، فتعاقدوا على ذلك عند انقضاء الحج، فقال عبد الرحمن بن ملجم (لعنه الله): أنا أكفيكم علياً، وقال أحد الآخرين: أنا أكفيكم معاوية، وقال الثالث: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، فتعاقدوا وتواثقو

____________________

١ - العقد الفريد، ج ٤، ص٣٦٠.

٢ - تهذيب ابن عساكر، ج ٣، ص٢٨٠.

٣ - العقد الفريد، ج ٤، ص٣٦٠.

٤٠٦

على الوفاء.(١)

الاستيعاب: فدخل الكوفة عازماً على ذلك واشترى لذلك سيفاً بألف، وسقاه السم إلى أن وقعت عينه على قطام، وكانت امرأة رائعة جميلة، فأعجبته ووقعت بنفسه، فخطبها، فقالت: آليت ألا أتزوّج إلا على مهر لا أريد سواه، فقال: وما هو؟ فقالت: ثلاثة آلاف وقتل عليّ بن أبي طالب. فقال: والله، لقد قصدتُ لقتل عليّ بن أبي طالب والفتك به، وما أقدمني هذا المصر غير ذلك.(٢)

ويروي: عن الحسن بن علي (ع) قال: سمع أباه في ذلك السحر يقول له: يا بني، رأيت رسول الله (ص) في هذه الليلة في نومة نمتها، فقلت: يا رسول الله، ماذا لقيتُ من أمتك من الأود واللدد؟ قال: ادع الله عليهم، فقلت: اللَّهُم أبدلني بهم خيراً منهم وأبدلهم بي من هو شرّ مني. ثم أتيته وجاء مؤذنه يُؤذنه بالصلاة، فخرج فاعتوره الرجلان، فأما أحدهما فوقعت ضربته في الطاق، وأما الآخر فضربه في رأسه.(٣)

تاريخ الطبري: قال أبو الأسود الدّؤلي

ألا أبلغ معاويةَ بن حربٍ

فلا قرّت عيونُ الشامتينا

أفي شهر الصيام فجعتمونا

بخير الناس طُرّاً أجمعينا

قتلتم خير من ركب المطايا

ورحّلها ومن ركب السفينا

ومن لبس النعال ومن حذاها

ومن قرأ المثاني والمُبينا

إذا استقبلت وجه أبي حسين

رأيت البدر راع الناظرينا(٤)

الاستيعاب: قال بكر بن حماد:

قل لابن ملجم والأقدار غالبة

هدمت ويلك للإسلام أركان

____________________

١ - المقاتل، ص٢٩.

٢ - الاستيعاب، ج ٣، ص١١٢٣.

٣ - نفس المصدر، ص١١٢٧.

٤ - تاريخ الطبري، ج ٦، ص٨٧.

٤٠٧

قتلت أفضل من يمشي على قدم

وأول الناس إسلاماً وإيمانا

وأعلم الناس بالقرآن ثم بما

سن الرسول لنا شرعاً وتبيانا

صهر النبي ومولاه وناصره

أضحت مناقبه نوراً وبرهانا

وكان منه على رغم الحسود له

ما كان هارون من موسى بن عمرانا

ذكرتُ قاتله والدمع منحدر

فقلت: سبحان ربّ الناس سبحانا(١)

أقول: السلام عليك يا حجة الله في خلقه، أشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده حتى أتاك اليقين، فلعن الله أمة قتلتك، ولعن الله أمة استخفّت بحرمتك. أشهد أنك قُتلت مظلوماً، فصلَّى الله عليك وعلى أهل بيتك الطاهرين المعصومين المظلومين. اللَّهُم العن العصابة التي ظلمت حق أهل بيت نبيك الأطهار، وإني أبرأ إلى الله منهم ومن أتباعهم وأشياعهم إلى يوم القيامة.

وكنا قبل مقتله بخير

نرى مولى رسول الله فينا

يُقيم الحق لا يرتاب فيه

ويَعدل في العدا والأقربينا

كأنّ الناس إذ فقدوا علياً

نعام حار في بلد سنينا

____________________

١ - الاستيعاب، ج ٣، ص١١٢٨.

٤٠٨

أبو طالب والد عليّ (ع)

مستدرك الحاكم: عن النبي (ص) قال: مازالت قريش كاعة ( جبانة ) حتى توفي أبو طالب.

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه.(١)

الفائق: قال (ص): ما زالت قريش كاعة حتى مات أبو طالب.(٢)

قالالزمخشري: أي جبناء عن أذاي، وهو جمع كائع.

التهذيب: عن العباس، قلت: يا رسول الله، إن أبا طالب كان يحوطك وينفعك.. فهل تنفعه؟ قال:نعم، وجدته في غمرات النار فأخرجته إلى ضحضاح .(٣)

أقول: الضحضاح بمعنى الضياء والماء القليل، يشير (ص) إلى هدايته والإنقاذ من الضلالة.

تذكرة الخواص: قال أبو طالب:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم

حتى أوسّد في التراب رهينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة

وابشر وقرّ بذاك منك عيونا

وعرضتَ ديناً لامحالة إنه

من خير أديان البرية دينا

ثم قام أبو طالب يذبّ عن رسول الله (ص) من سنة ثمان من مولده إلى السنة العاشرة من النبوة، وذلك اثنان وأربعون سنة.(٤)

____________________

١ - مستدرك الحاكم، ج ٢، ص٦٢٢.

٢ - الفائق، ج ٢، ص٤٣٩.

٣ - التهذيب، ج ٧، ص٣٤٧.

٤ - تذكرة الخواص، ص٥.

٤٠٩

الطبقات: قال العباس: يا رسول الله، أترجو لأبي طالب؟ قال: كل الخير أرجو من ربي.(١)

أقول: ولا يخفى أن رسول الله (ص) لا يرجو من الله إلا ما يحبّه الله، ولا يطلب رحمة وفضلاً لأحد إلا إذا كان فيه خير وصلاح ورضا من الله تعالى، ولا سيَّما إذا رجا كل الخير، فيدلّ على كمال الاقتضاء.

تذكرة الخواص: الواقدي: قال علي (ع): لما توفِّي أبو طالب أخبرت رسول الله (ص) فبكى بكاءً شديداً، ثم قال: اذهب فغسّله وكفّنه وواره (غفر الله له ورحمه)، فقال العباس: يا رسول الله، إنك لترجو له؟ فقال: إي والله، إني لأرجو له، وجعل رسول الله (ص) يستغفر له أياماً لا يخرج من بيته.

وقال علي (ع) يرثيه:

أبا طالب عصمة المستجير

وغيث المحول ونور الظلم

لقد هدّ فقدك أهل الحفاظ

فصلى عليك ولي النعم

ولقّاك ربك رضوانه

فقد كنت للطهر من خير عم(٢)

أقول: هذه الكلمات من رسول الله (ص) ومن عليّ (ع) في حقه ثابتة مسلمة. وأما الروايات المخالفة، فغير ثابتة سنداً ومضموناً، فلا يعتنى بها.

السيرة النبوية: يذكر من جملة قصيدة لأبي طالب:

لقد علموا أن ابننا لا مكذَّب

ولا يُعنى بقول الأباطل

فأيّده ربّ العباد بنصره

وأظهر ديناً حقه غير باطل(٣)

ويروي: عن أبي طالب أيضاً:

ألم تعلموا أنَّا وجدنا محمداً

نبياً كموسى خُطّ في أول الكتب(٤)

ويقول : فتتابعت على رسول الله (ص) المصائب بهلاك خديجة، وكانت له وزير

____________________

١ - الطبقات، ج ١، ص١٢٤.

٢ - تذكرة الخواص، ص٦.

٣ - السيرة النبوية، ج ١، ص٢٩٩.

٤ - نفس المصدر، ص٣٧٧.

٤١٠

صدق على الإسلام يشكو إليها، وبهلاك عمه أبي طالب، وكان له عضداً وحرزاً في أمره، ومنعة وناصراً على قومه، وذلك قبل مهاجرته إلى المدينة بثلاث سنين.(١)

ويقول : فلما تقارب من أبي طالب الموت، قال: نظر العباس إليه يُحرّك شفتيه، قال فأصغى إليه بإذنه، قال: فقال: يا ابن أخي، والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها، قال: فقال رسول الله (ص):لم أسمع. (٢)

أقول: يظهر من الروايات أنّ أبا طالب كان يرى صلاح النبي (ص) وصلاح المسلمين في التقيّة وإخفاء إسلامه عن الناس، حتى يتمكّن من التأييد والنصر والدفاع عن رسول الله (ص).

٤١١

فاطمة بنت أسد

أم أمير المؤمنين

مقاتل الطالبييّن: عن ابن عباس قال: لما ماتت فاطمة أم عليّ بن أبي طالب ألبسها رسول الله (ص) قميصه، واضطجع معها في قبرها، فقال له أصحابه: يا رسول الله، ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه المرأة، فقال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ بي منها، إني إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة واضطجعت معها في قبرها ليهون عليها.(١)

حلية الأولياء: عن أنس قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم، أم عليّ بن أبي طالب، دخل عليها رسول الله (ص) فجلس عند رأسها فقال: يرحمك الله ؛ فإنك كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتُشبعينني، وتعرين وتُكسينني، وتمنعين نفسك طيّب الطعام وتُطعمينني، تُريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة. ثم دعا أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود يحفرون قبرها، فلما فرغ دخل رسول الله (ص) فاضطجع فيه، ثم قال: الحمد لله الذي يُحيي ويميت وهو حيّ لا يموت، أغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقِّنها حجتها وأوسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين.(٢)

تذكرة الخواص: وروي أن فاطمة بنت أسد كانت تطوف بالبيت وهي حامل بعليّ (ع) فضربها الطلق، ففُتِّح لها باب الكعبة، فدخلت فوضعته فيها.(٣)

____________________

١ - مستدرك الحاكم، ج ٣، ص١٠٨.

٢ - تذكرة الخواص، ص٧.

٤١٢

٤١٣

الأئمّة الاثنا عشر

البخاري: بإسناده عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول النبي (ص) يقول: يكون اثنا عشر أميراً، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش.(١)

مسلم: قال جابر بن سمرة، دخلت مع أبي على النبيّ (ص) فسمعته يقول: إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يَمضي فيهم اثنا عشر خليفة، قال: ثم تكلّم بكلام خفيّ عليّ، قال: فقلت لأبي ما قال؟ قال: كلهم من قريش.(٢)

ويروي: بإسناده آخر عنه، سمعت النبي (ص)، يقول: لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً، ثم تكلم الرواية.

ويروي: بإسناد آخر عنه: سمعت رسول الله (ص) يقول: لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، ثم قال كلمة الرواية.

ويروي: بإسناد آخر عنه، قال النبي (ص): لا يزال هذا الأمر عزيزاً إلى اثني عشر خليفة الرواية.

ويروي: عنه، سمعته يقول: لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاُ إلى اثني عشر خليفة، فقال كلمة صمّنيها الناس الرواية.(٣)

ويروي: عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله (ص)؟ قال: فكتب إلي: سمعت رسول الله (ص) يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول: لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.

____________________

١ - البخاري، ج ٤، ص١٥٣.

٢ - مسلم، ج ٦، ص٣.

٣ - نفس المصدر، ص٤.

٤١٤

سنن أبي داود: عن جابر - مثلها، وفيها: كلهم تجتمع عليه الأمة.(١)

ويروي: أيضاً كما فيمسلم ( ج ٦، ص٤ )، وفيها: فكبّر الناس وضجّوا ثم قال كلمة خفيّة. وبسند آخر مثلها، وفيها: فلما رجع إلى منزله أتته قريش فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يكون الهرج.

البيان والتعريف: أن عدة الخفاء من بعدي عدة نقباء بني إسرائيل. أخرجه ابن عديّ فيالكامل وابن عساكر فيالتاريخ عن عبد الله بن مسعود.(٢)

مستدرك الحاكم: سأل رجل عن أبي عبد الرحمن - فقال: هل سألتم رسول الله (ص) كم تملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد الله: ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك، قال سألناه فقال: اثنا عشر، عدة نقباء بني إسرائيل.(٣)

ويروي: عن جابر بن سمرة قال: كنت عند رسول الله (ص) فسمعته يقول: لا يزال أمر هذه الأمة ظاهراً حتى يقوم أثنا عشر خليفة وقد روى جابر بن سمرة عن أبيه حديثاً آخر.(٤)

ويروي: عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: كنت مع عمّي عند النبي (ص) فقال: لا يزال أمر أمتي صالحاً حتى يمضي اثنا عشر خليفة، ثم قال كلمة وخفض بها صوته، فقلت لعمّي وهو أمامي: ما قال يا عمّ؟ قال: قال يا بنيّ: كلهم من قريش.(٥)

أخبار أصبهان: مثلها.(٦)

مسند أحمد: عن جابر بن سمرة: قال: سمعت رسول الله (ص) يقول في حجة الوداع: إن هذا الدين لن يزال ظاهراً على من نَاوَأَه، لا يضرّه مخالف

____________________

١ - سنن أبي داود، ج ٢، ص٢٣٢.

٢ - البيان والتعريف، ج ١، ص٢٣٩.

٣ - مستدرك الحاكم، ج ٤، ص٥٠١.

٤ - نفس المصدر، ج ٣، ص٦١٧.

٥ - نفس المصدر، ص٦١٨.

٦ - أخبار أصبهان ج ٢، ص١٧٦.

٤١٥

ولا مفارق، حتى يمضي من أمتي اثنا عشر خليفة، قال، ثم تكلم بشيء لم أفهمه، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: قال: كلّهم من قريش.(١)

ويروي: قال رسول الله (ص): لا يزال هذا الأمر ماضياً حتى يقوم اثنا عشر أميراً، ثم تكلم بكلمة خفيت عليَّ، فسألتُ عنها أبي ما قال؟ قال: كلهم من قريش.(٢)

ويروي بأسناد كثيرة ما يقرب منها.

أقول: يستفاد من هذه الأحاديث أمور:

١ - تدلّ هذه الجملات (اثنا عشر أميراً، خليفة، رجلاً) ؛ بقرينة جملات (إن عدّة الخلفاء من بعدي، عدة نقباء بني إسرائيل): على أن المراد خلفاء الله وخلفاء رسول الله.

٢ - تدل هذه الجملات (أن هذا الأمر لا ينقضي، لا يزال أمر الناس ماضياً، لا يزال الإسلام عزيزاً، لا يزال هذا الأمر عزيزاً، لا يزال هذا الدين عزيزاً، لا يزال الدين قائماً، لا يزال أمر هذه الأمة ظاهراً، لا يزال أمر أمتي صالحاً): على أن المراد أمر الناس من جهة الدين والإسلام.

٣ - يستفاد من هذه الأحاديث أن المراد من اثني عشر خليفة: الأئمة الاثنا عشر المعصومون المطهّرون من أهل البيت، ولا تنطبق هذه الصفات على غيرهم من الأمراء والملوك.

____________________

١ - مسند أحمد، ج ٥، ص٨٧.

٢ - نفس المصدر، ص٩٨.

٤١٦

الحسن والحسين

(عليهما السلام)

مستدرك الحاكم: عن أبي هريرة قال: كنا نصلي مع رسول الله (ص) العشاء فكان يُصلّي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره وإذا رفع رأسه أخذهما فوضعهما وضعا رفيقاً، فإذا عاد عادا، فلما صلى جعل واحداً هاهنا وواحداً هاهنا، فجئته فقلت: يا رسول الله، ألا أذهب بهما إلى أمهما، قال: لا، فبرقت برقةٌ فقال: إلحقا بأمكما، فما زالا يمشيان في ضوئها حتى دخلا.(١)

الاستيعاب: عن عليّ، قال: كان الحسن أشبه الناس برسول الله (ص) ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه الناس بالنبي (ص) ما كان أسفل من ذلك.(٢)

تهذيب ابن عساكر: عن ابن مسعود، قال: كنت مع رسول الله (ص) إذ مر الحسن والحسين وهما صبيان، فقال: هاتوا ابنيّ أعوذهما بما عوّذ به إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق، فضمّهما إلى صدره وقال: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامّة.(٣)

ويروي: أن فاطمة أتت أباها بالحسن والحسين في شكواه التي مات فيها، فقالت: تورثهما يا رسول الله شيئاً؟ فقال: أما الحسن فله هيبتي وسؤددي. وفي لفظ: فقد نحلتُه حلمي وهيبتي. وأما الحسين فقد نحلته نجدتي وجودي. فقالت: رضيت يا رسول الله.(٤)

سنن النسائي: خرج علينا رسول الله (ص) في إحدى صلاتي العشاء وهو

____________________

١ - مستدرك الحاكم، ج ٣، ص١٦٧.

٢ - الاستيعاب، ج ١، ص٣٨٤.

٣ - تهذيب ابن عساكر، ج ٤، ص٢٠٩.

٤ - نفس المصدر، ص٣١٤.

٤١٧

حامل حسناً أو حسيناً، فتقدم رسول الله (ص) فوضعه ثم كبّر للصلاة فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصبيّ على ظهر رسول الله (ص) وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله (ص) الصلاة قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلواتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك، قال: كلّ ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجّله حتى يقضي حاجته.(١)

التهذيب: عن شداد أنه قال: خرج علينا رسول الله (ص) في إحدى صلاتي العشاء الظهر أو العصر كما فيالنسائي .(٢)

ويروي: عن جابر قال: دخلت على رسول الله (ص) وهو حامل الحسن والحسين على ظهره وهو يمشي بهما، فقلت نعم الجمل جملكما، فقال: نعم الراكبان هما.

ذخائر العقبى: في حديث الهلالي: يا فاطمة، ونحن أهل بيت فقد أعطانا الله سبع خصال لم تُعطَ أحداً قبلنا ولا تعط أحداً بعدنا، وأنا خاتم النبيين وأنا أبوك، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله وهو حمزة عم أبيك وعم بعلك، ومنا من له جناحان وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة.(٣)

سنن النسائي: عن بريدة قال: بينا رسول الله (ص) على المنبر يخطب إذ أقبل الحسن والحسين (عليهما السلام) عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل وحملهما، فقال: صدق الله إنما أموالكم وأولادكم فتنة، رأيت هذين يمشيان ويعثران في قميصيهما فلم أصبر حتى نزلتُ فحملتهما.(٤)

____________________

١ - سنن النسائي، ج ٢، ص٢٢٩.

٢ - التهذيب، ج ٤، ص٢٠٧.

٣ - ذخائر العقبى، ص١٣٦.

٤ - سنن النسائي، ج ٣، ص١٩٢.

٤١٨

سنن الترمذي: مثلها.(١)

تهذيب ابن عساكر: عن أبي هريرة: أن رسول الله (ص) قال: اللَّهُم إني أحبهما. واخرج أبو يعلى والحافظ عن أبي هريرة: من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني ومن أبغضهما فقد أبغضني. ورواه الإمام أحمد وأخرجه الحافظ عن عبد الله بلفظ: هذان إبناي من أحبهما فقد أحبني. وفي لفظ: من أحبني فليحبّ هذين. ورواه أبو يعلى والخطيب والبيهقي، ورواه الحافظ عن أبي بكرة بلفظ: أن ابنيّ هذين ريحانتيّ من الدنيا.(٢)

ذخائر العقبى: عن أنس قال: سئل النبي (ص) أي أهل بيتك أحبّ إليك؟ قال: الحسن والحسين، وكان يقول لفاطمة: ادعي لي ابنيّ فيشمّهما ويضمّهما إليه.(٣)

ابن ماجة: بإسناده أنهم خرجوا مع النبي (ص) إلى طعام دُعوا له، فإذا حسين يلعب في السكة، قال: فتقدم النبي (ص) أمام القوم وبسط يديه، فجعل الصبي يفر هاهنا وهاهنا ويضاحكه النبي (ص) حتى أخذه، فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى في فأس رأسه فقبّله وقال: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط.(٤)

مسند أحمد: ما يقرب منها.(٥)

سنن الترمذي: قال رسول الله (ص): حسين مني وأنا من حسين أحب الله الحديث.(٦)

الكنى للدولابي: عن يعلى بن مرّة، قال: خرجنا مع رسول الله (ص) ودُعينا إلى طعام فإذا حسين الحديث.(٧)

____________________

١ - سنن الترمذي، ص٥٤٠.

٢ - تهذيب ابن عساكر، ج ٤، ص٢٠٤.

٣ - ذخائر العقبى، ص١٢٢.

٤ - ابن ماجة، ج ١، ص٦٥.

٥ - مسند أحمد، ج ٤، ص١٧٢.

٦ - سنن الترمذي، ص٥٤٠.

٧ - الكنى للدولابي، ج ١، ص٨٨.

٤١٩

البيان والتعريف: كما مر، وفيه: الحسن والحسين سبطان من الأسباط. أخرجه البخاري في الأدب والترمذي وابن ماجة والحاكم عن يعلى بن مرة، قال الهيثمي إسناده حسن.(١)

مستدرك الحاكم: عن يعلى يروي قريباً من ابن ماجة.

ويروي: عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله (ص) وهو حامل الحسين بن عليّ وهو يقول: اللَّهُم إني أحبه فأحبّه.(٢)

وقالالحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه.

أخبار إصبهان: عن سلمان قال: قال رسول الله (ص) للحسن والحسين: من أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم. ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم وله عذاب مقيم.(٣)

مسند أحمد: عن عطاء، أن النبي (ص) يضمّ إليه حسناً وحسيناً يقول: اللَّهُم إني أحبهما فأحبّهما.(٤)

التهذيب: عن يعلى، جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول الله (ص) فأخذ أحدهما فضمّه إلى إبطه وأخذ الآخر فضمه إلى إبطه الآخر، وقال: هذان ريحانتان من الدنيا من أحبني فليُحبهما.(٥)

ويروي: عن المقدام، أن النبي (ص) قال: الحسن مني والحسين من علي.

ويروي أيضاً: أن مروان قال لأبي هريرة: ما وجدت عليك في شيء منذ اصطحبنا إلا في حبك الحسن والحسين، فتخفّز أبو هريرة فجلس فقال: اشهد لقد خرجنا مع رسول الله (ص) حتى إذا كنا ببعض الطريق، سمع رسول

____________________

١ - البيان والتعريف، ج ٢، ص٢٣.

٢ - مستدرك الحاكم، ج ٣، ص١٧٧.

٣ - أخبار أصبهان، ج ١، ص٥٦.

٤ - مسند أحمد، ج ٥، ص٣٦٩.

٥ - التهذيب، ج ٤، ص٢٠٦.

٤٢٠