الحقائق في تاريخ الاسلام

الحقائق في تاريخ الاسلام12%

الحقائق في تاريخ الاسلام مؤلف:
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 495

الحقائق في تاريخ الاسلام
  • البداية
  • السابق
  • 495 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 193413 / تحميل: 7471
الحجم الحجم الحجم
الحقائق في تاريخ الاسلام

الحقائق في تاريخ الاسلام

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ١: -

النص والاجتهاد

تأليف الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي قدس الله سره

تحقيق وتعليق أبو مجتبى

بسم الله الرحمن الرحيم(١)

[ خطبة الكتاب ]

الحمد لله الذي اختص عبده ورسوله محمدا بما اختصه به من الكرامة والمنزلة والزلفى لديه، فعلمه علم ما كان وعلم ما بقي، وآتاه من الفضل ما لم يؤت أحدا من العالمين، و " الله أعلم حيث يجعل رسالته " فختم به النبوة والوحي ونسخ بشريعته السمحة ما كان قبلها من شرائعه المقدسة المتعلقة بأفعال المكلفين(٢) فحلال محمد هو الحلال إلى يوم القيامة، وكذلك حرامه وسائر أحكامه(٣) ، سواء أكانت تكليفية أم وضعية. وهذا مما أجمع عليه

____________________

(١) بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد والأئمة من آله شهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء وعلى الصالحين من ذريتهم ومواليهم في كل خلف ورحمة الله وبركاته (منه قدس).

(٢) دون ما كان منها متعلقا بأصول الدين كالتوحيد والعدل والنبوة والبعث والجنة والنار والثواب والعقاب، فان هذه وأمثالها مما جاء به آدم وسائر من بعده من الأنبياء حتى خاتمهمصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليهم أجمعين (منه قدس).

(٣) مضمون الحديث القائل: حلال محمد حلال إلى يوم القيامة. وسائل الشيعة ج ١٨ / ١٢٤ ح ٤٧ (*).

٢١

كافة، كإجماعهم على نبوتهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم ينبس(١) منهم واحد بكلمة من خلاف فيه، ولا رتم بها أبدا. وقد علموا - ولله الحمد - ان الشرائع الإسلامية قد وسعت الدنيا والآخرة بنظمها وقوانينها وحكمتها في جميع أحكامها وقسطها في موازينها، وانها المدنية الحكيمة الرحيمة الصالحة لأهل الأرض في كل مكان وزمان، على اختلافهم في أجناسهم وأنواعهم وألوانهم ولغاتهم.

لم يبق شارع الإسلام " وهو علام الغيوب جل وعلا " غاية الا أوضح سبيلها وأقام لأولي الألباب دليلها، وحاشاه تعالت آلاؤه أن يوكل الناس إلى آرائهم، أو يذرهم يسرحون في دينه على غلوائهم، بل ربطهم - على لسان عبده وخاتم رسالته - بحبليه، وعصمهم بثقليه، وبشرهم بالهدى ما ان أخذوا بهديهما، وأنذرهم الضلال ان لم يتمسكوا بهما، واخبرهم انهما لن يفترقا ولن تخلو الأرض منهما حتى يردا عليه الحوض(٢) ، فهما معا مفزع الأمة ومرجعها بعد نبيها، فالمنتهج نهجهما لاحق به، والمتخلف عنهما أو عن أحدهما مفارق لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) .

____________________

(١) أي ما تكلم، وكذا ما نبس ولا رتم (منه قدس).

(٢) أشارة إلى حديث الثقلين الآتي مع مصادره تحت رقم - ١٥ -.

(٣) مشيرا إلى قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في القرآن وعترته: " فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم " راجع الحديث في: الصواعق المحرقة ص ١٤٨ و ٢٢٦ ط المحمدية وص ٨٩ و ١٣٦ ط الميمنية، مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٦٣ ط بيروت، كنز العمال ج ١ ص ١٦٨ ح ٩٥٨ ط ٢، الدر المنثور للسيوطي ج ٢ ص ٦٠ ط مصر، ينابيع المودة للقندوزى ص ٤١ و ٣٥٥ ط الحيدرية وص ٣٧ و ٢٩٦ ط اسلامبول، الغدير للأميني ج ١ ص ٣٤ وج ٣ ص ٨٠ ط بيروت.

٢٢

مثلهم في هذه الأمة كباب حطة في بني إسرائيل، وكسفينة نوح في قومه(٤) ، فليس لأحد - وان عظم شأنه - أن يتبع غير سبيلهم،( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا ) (٥)

وليس لأحد أن يحمل من المأثور عن الله تعالى آية أو عن رسوله سنة الا على ظاهرهما المتبادر منهما إلى الأذهان، وليس له أن يحيد عن الظاهر المتبادر فضلا عن المنصوص عليه بصراحة، الا بسلطان مبين، فان كان هناك سلطان يخرج به الظاهر عن ظاهره عمل بمقتضاه، والا فقد ضل وابتدع.

هذا ما عليه الأمة المسلمة - امة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله - بجميع مذاهبها، فان من دينهم التعبد بظواهر الكتاب والسنة، فضلا عن نصوصها الصريحة.

جروا في الأخذ بهما، والعمل على مقتضاهما مجرى أهل العرف من أهل اللغات كلها، فان أهل اللغات بأسرهم انما يحملون ألفاظهم المطلقة على ما يسبق منها إلى أذهانهم من المعاني، لا يتأولون منها - عند انطلاقها - شيئا، ولا يحملونها على ما تقتضيه أغراضهم ومصالحهم، شخصية كانت أم عامة.

نعم رأيت - بكل أسف - بعض ساسة السلف وكبرائهم يؤثرون اجتهادهم في ابتغاء المصالح على التعبد بظواهر الكتاب والسنة ونصوصهما

____________________

(٤) مشيرا إلى حديث السفينة الآتي تحت رقم (١٧) فراجع.

(٥) أخرج ابن مردويه في تفسير الآية: ان المراد بمشاققة الرسول هنا انما هي المشاققة في شأن علي وان الهدى في قوله بعد ما تبين له الهدى انما هو شأنهعليه‌السلام وأخرج العياشي في تفسيره نحوه، والصحاح متواترة من طريق العترة الطاهرة، في ان سبيل المؤمنين انما هو سبيلهمعليهم‌السلام (منه قدس). تفسير على بن إبراهيم القمي ج ١ ص ١٥٢ ط النجف، البرهان في تفسير القرآن ج ٢ ص ٤١٥ ط طهران. (*)

٢٣

الصريحة يتأولونها بكل جرأة ويحملون الناس على معارضتهما طوعا وكرها بكل قوة وهذا أمر ليس له قبلة ولا دبرة(١) فانا لله وإنا إليه راجعون.

وقد قال الله تعالى:( ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢) )

وقال عز سلطانه:( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (٣) )

( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (٤) )

( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (٥) )

( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (٦) )

( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) (٧) .

فنطقهصلى‌الله‌عليه‌وآله كالقرآن الحكيم( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) (٨)

فليس لمن يؤمن بهذه الآيات أو يصدق بنبوتهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يحيد عن نصوصه قيد شعرة فما دونها، وما كان القوم كحائدين، وانما كانوا كمجتهدين متأولين( وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) فانا لله وإنا إليه راجعون.

____________________

(١) أي لا يعرف له وجه (منه قدس).

(٢) الحشر آية ٧.

(٣) الأحزاب آية ٣٦.

(٤) النساء آية ٦٥.

(٥) التكوير آية ١٩.

(٦) الحاقة آية ٤٠.

(٧) النجم آية ٣.

(٨) فصلت آية ٤٢ (*).

٢٤

واليك في كتابنا هذا (النص والاجتهاد) من موارد تأولهم للنصوص واجتهادهم في إيثار المصلحة عليها ما تسعه العجالة وضعف الشيخوخة، وبلابل المحن والإحن ونوائب الزمن، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب.

فخذها إليك مائة مورد في فصول سبعة لتسمعن بها ولك بعد ذلك رأيك، والله الهادي إلى الحق والصواب، واليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٦: -

[ الفصل الأول ] [ تأول أبى بكر واتباعه ] [ المورد (١) يوم السقيفة ]

إذ بسط أبو بكر يده ليبايع بالخلافة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فبايعه من بايعه طوعا، وبايعه - بعد ذلك - آخرون كرها(٦) مع علمهم جميعا بعهد رسول

____________________

(٦) وقد تخلف عن بيعة أبى بكر جماعة منهم: ١ - على بن أبى طالبعليه‌السلام . ٢ - العباس بن عبد المطلب ٣ - الفضل بن العباس ٤ - عتبة بن أبى لهب ٥ - سلمان الفارسي ٦ - أبو ذر الغفاري ٧ - عمار بن ياسر ٨ - المقداد ٩ - البراء بن عازب ١٠ - أبى بن كعب ١١ - سعد بن أبى وقاص ١٢ - طلحة بن عبيد الله ١٣ - الزبير بن العوام ١٤ - خزيمة بن ثابت ١٥ - فروة بن عمرو الأنصاري ١٦ - خالد بن سعيد بن العاص الأموي ١٧ - سعد بن عبادة الأنصاري لم يبايع حتى مات في خلافة عمر. وجماعة من بني هاشم راجع: العقد الفريد لابن عبد ربه ج ٤ ص ٢٥٩ ط ٢ بمصر وج ٢ ص ٢٥١ ط آخر و =>

٢٥

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بها إلى أخيه وابن عمه علي بن أبي طالب، وقد رأوه وسمعوه ينص عليه مستمرا في تكرار هذا النص من مبدأ أمره - في نبوته - إلى منتهى عمره الشريف. ويورده بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه.

ومن أراد التفصيل فعليه بكتابنا (المراجعات) (٧) إذ استقصينا البحث ثمة عن تلك النصوص، وعن كل ما هو حولها مما يقوله الفريقان في هذا الموضوع، تبادلنا ذلك مع شيخنا شيخ الإسلام ومربي العلماء الأعلام الشيخ سليم البشري المالكي شيخ الجامع الأزهر يومئذرحمه‌الله تعالى، أيام كنا في خدمته(١) وكان إذ ذاك شيخ الأزهر، فعني بي عنايته بحملة العلم عنه، وجرت بيننا وبينه حول الخلافة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونصوصها مناظرات

____________________

=> ج ٣ ص ٦٤ ط آخر أيضا، عبد الله بن سبأ للعسكري ج ١ ص ١٠٥ ط ٣ بيروت، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١ ص ١٣١ - ١٣٤ ط ١ بمصر، الغدير للأميني ج ٥ ص ٣٧٠ - ٣٧١ وج ٧ ص ٧٦ و ٧٧ ط بيروت، مروج الذهب للمسعودي ج ٢ ص ٣٠١ ط دار الأندلس بيروت، أسد الغابة لابن الأثير ج ٣ ص ٢٢٢ ط مصر، تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٠٨ ط دار المعارف بمصر، الكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٢ ص ٣٢٥ و ٣٣١ ط دار صادر، تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٠٣ و ١٠٥ ط الغرى، سمط النجوم العوالي للعاصمى المكى ج ٢ ص ٢٤٤ ط السلفية، السيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٥٦ ط البهية بمصر.

استعمال القوة والإكراه في البيعة لأبي بكر. راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١ ص ٢١٩ وج ٦ ص ٩ و ١١ و ١٩ و ٤٠ و ٤٧ و ٤٨ و ٤٩ ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل وج ١ ص ٧٤ وج ٢ ص ٤ - ١٩ ط ١، وغيرها.

(٧) وكتابنا (سبيل النجاة في تتمة المراجعات) المطبوع ملحقا بالمراجعات ط بغداد والطبعة الثانية في بيروت ١٤٠٢ ه‍.

(١) وذلك سنة ١٣٢٩ والتي بعدها بعد رجوعنا من الجامعة العلمية في النجف الأشرف (منه قدس) (*).

٢٦

ومراجعات خطية، بذلنا الوسع فيها ايغالا في البحث والتمحيص، وإمعانا فيما يوجبه الإنصاف والاعتراف بالحق، فكانت تلك المراجعات بيمن نقيبة الشيخ سفرا من انفع أسفار الحق، يتجلى فيها الهدى بأجلى مظاهره والحمد لله على التوفيق(١) .

وها هي تلك، منتشرة في طول البلاد وعرضها، تدعو إلى المناظرة بصدر شرحه الله للبحث، وقلب واع لما يقوله الفريقان، ورأي جميع ولب رصين، فلا تفوتنكم أيها الباحثون. نعم لي رجاء أنيطه بكم فلا تخيبوه.

أمعنوا في أهداف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ومراميه من أقواله وأفعاله. التي هي محل البحث بيننا وبين الجمهور، ولا تغلبنكم العاطفة على إفهامكم وعقولكم، كالذين عاملوها معاملة المجمل أو المتشابه من القول، لا يأبهون بشئ من صحتها، ولا من صراحتها، والله تعالى يقول:( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ ) (٨) فأين تذهبون، أيها المسلمون( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) (٩) .

ما رأيت كنصوص الخلافة صريحة متواترة صودرت من أكثر الأمة، والجرح لما يندمل والنبي لما يقبر. على ان حياة النبي بعد النبوة كانت مليئة مفعمة بتلك النصوص منذ يوم الإنذار في دار أبي طالب(١٠) فما بعده من الأيام حتى سجيصلى‌الله‌عليه‌وآله على فراش الموت

____________________

(١) وقد بلغت مائة واثنتي عشرة مراجعة (منه قدس).

(٨) سورة التكوير آية: ١٩ - ٢٢.

(٩) سورة الحاقة آية: ٣ - ٥.

(١٠) إذا دعا عشيرته الأقربين لينذرهم، وكان آخر كلامه معهم ان أخذ بيد على =>

٢٧

..

____________________

=> فقال: ان هذا أخي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا، فلتراجع المراجعة ٢٠ والتي بعدها من المراجعات (منه قدس).

حديث الدار يوم الإنذار وفيه قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلىعليه‌السلام : " ان هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ".

راجع: تاريخ الطبري ج ٢ ص ٣١٩ - ٣٢١ ط دار المعارف بمصر، الكامل في التاريخ لابن الأثير الشافعي ج ٢ ص ٦٢ و ٦٣ ط دار صادر في بيروت، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٣ ص ٢١٠ و ٢٤٤ وصححه ط مصر بتحقيق أبو الفضل، السيرة الحلبية للحلبي الشافعي ج ١ ص ٣١١ ط البهية بمصر، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٥ ص ٤١ و ٤٢ ط الميمنية بمصر، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج ١ ص ٣٧١ ح ٥١٤ و ٥٨٠ ط ١ بيروت، كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٢ ط ١ وج ١٥ ص ١١٥ ح ٣٣٤ ط ٢، ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج ١ ص ٨٥ ح ١٣٩ و ١٤٠ و ١٤١ ط ١ بيروت، حياة محمد لمحمد حسين هيكل ص ١٠٤ الطبعة الأولى سنة ١٣٥٤ ه‍

وفى الطبعة الثانية وما بعدها من طبعات الكتاب حذف من الحديث قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " وان يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم " ! وأكبر شاهد مراجعة الطبعة الأولى والطبعات الأخرى، جريدة السياسة المصرية لمحمد حسين هيكل ملحق عدد - ٢٧٥١ - بتاريخ ١٢ ذي القعدة ١٣٥٠ ه‍ ص ٥ وص ٦ من ملحق عدد: - ٢٧٨٥ - ذكر الحديث بتمامه، تفسير الخازن ج ٣ ص ٣٧١ و ٣٩٠ ط مصر، التفسير المنير لمعالم التنزيل للجاوي ج ٢ ص ١١٨ ط ٣، تفسير الطبري ج ١٩ ص ١٢١ ط ٢ ولكن المؤلف أو الطابع حرف آخر الحديث فحذف قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " ان هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم " وذكر بدله " ان هذا أخي وكذا وكذا ! ! " فيا للعجب لهذه الأعمال التي تنطوي على الحقد الدفين والحسد المشين مع انه ذكر الحديث تاما في تاريخه ج ٢ ص ٢١٩ كما تقدم. وبلفظ آخر: وفيه نزل قوله تعالى: "( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) " الشعراء: ٢١٤ يوجد في =>

٢٨

والحجرة غاصة بأصحابه فقال: " أيها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي. وقد قدمت إليكم الا أني مخلف فيكم كتاب الله عزوجل وعترتي أهل بيتي ". ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: " هذا علي مع القرآن، والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض "(١١) . وكفى بنصوص

____________________

=> شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج ١ ص ٣٧٢ ح ٥١٤ وج ٢ ص ٤٢٠ ح ٥٨٠ ط ١ بيروت، مسند أحمد ج ١ ص ١١١ ط الميمنية بمصر، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ٢٠٤ - ٢٠٦ ط الحيدرية وص ٨٩ ط الغرى، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزى الحنفي ص ٣٨ ط الحيدرية وص ٤٤ ط النجف، كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٦ ط ١ وج ١٥ ص ١١٣ و ١١٥ ط ٢، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٥ ص ٤١ و ٤٢ و ٤٣ ط الميمنية بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ١٠٥ ط اسلامبول وص ١٢٢ ط الحيدرية، تاريخ أبى الفداء ج ١ ص ١١٩ ط القسطنطنية، الدر المنثور للسيوطي ج ٥ ص ٩٧ ط مصر، تفسير ابن كثير ج ٣ ص ٣٥١ ط مصر. وبلفظ ثالث يوجد في: خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ٨٦ ط الحيدرية وص ٣٠ ط بيروت، نظم درر السمطين للزرندى الحنفي ص ٨٣ ط النجف، مجمع الزوائد ج ٨ ص ٣٠٢ وج ٩ ص ١١٣ ط القدسي. ولاجل المزيد من المصادر راجع (سبيل النجاة في تتمة المراجعات) تحت رقم - ٧١١ - ط بيروت .

(١١) يوجد في: الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص ١٢٤ ط المحمدية وص ٧٥ ط الميمنية بمصر، ينابيع المودة للقندوزى الحنفي ص ٢٨٥ ط اسلامبول وص ٣٤٢ ط الحيدرية.

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " علي مع القرآن والقرآن مع على لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " يوجد في: المستدرك على الصحيحين للحاكم ج ٣ ص ١٢٤ وصححه، تلخيص المستدرك للذهبي مطبوع بذيل المستدرك ج ٣ ص ١٢٤ وصححه أيضا، المناقب للخوارزمي الحنفي =>

٢٩

الثقلين حكما بين الفريقين(١٢) ، وخصائص علي كل نص جلي:( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) (١٣) .

استأثروا بالأمر يوم السقيفة، متأولين نصوص لا يلوون على شئ، وقد قضوا أمرهم بينهم بدون أن يؤذنوا به أحدا من بني هاشم وأوليائهم(١٤) وهم أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي والتنزيل، حتى كأنهمعليهم‌السلام لم يكونوا ثقل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأعدال كتاب الله عزوجل(١٥) .

____________________

=> ص ١١٠ ط الحيدرية وص ١٠٧ ط تبريز، المعجم الصغير للطبراني ج ١ ص ٥٥ ط دار النصر بالقاهرة، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ٣٩٩ ط الحيدرية وص ٢٥٤ ط الغرى، مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٣٤ ط القدسي، الصواعق المحرقة ص ١٢٢ و ١٢٤ ط المحمدية وص ٧٤ و ٧٥ ط الميمنية، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٧٣ ط السعادة، إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار ص ١٥٧ ط السعيدية وص ١٤٣ ط العثمانية، الغدير للأميني ج ٣ ص ١٨٠ ط بيروت، نور الأبصار للشبلنجى ص ٧٣ ط السعيدية، ينابيع المودة للقندوزى ص ٤٠ و ٩٠ و ١٨٥ و ٢٣٧ و ٢٨٣ و ٢٨٥ ط اسلامبول وص ٤٤ و ١٠٣ و ٢١٩ و ٢٨١ و ٣٣٩ و ٣٤٢ ط الحيدرية وج ١ ص ٣٨ و ٨٨ وج ٢ ص ١٠ و ٦١ و ١٠٨ و ١١٠ ط العرفان بصيدا، فيض القدير للشوكاني ج ٤ ص ٣٥٨، الجامع الصغير للسيوطي ج ٢ ص ٥٦ ط الميمنية، الفتح الكبير للنبهاني ج ٢ ص ٢٤٢ ط مصر، غاية المرام ص ٥٤٠ (باب) ٤٥ ط ايران، أسنى المطالب للحوت ص ٢٠١ ح ٨٩٨.

(١٢) سوف تأتى مصادره تحت رقم (١٥)

(١٣) سورة ق: ٣٧.

(١٤) لم يحضر أحد من بني هاشم السقيفة بل كانوا متخلفين راجع المصادر تحت رقم (٦)

(١٥) إشارة إلى النصوص الصريحة في السنن الصحيحة، التي أنزلت العترة من منزلة الكتاب فجعلتهما القدوة لأولى الألباب، وقد أخرجها مسلم في صحيحه، وأخرجها =>

٣٠

.

____________________

=> الترمذي والنسائي والإمام أحمد في مسنده والطبراني في الكبير، والحاكم في مستدركه والذهبي في تلخيص المستدرك، وابن أبى شيبة وأبو يعلى في سننهما، وابن سعد في الطبقات، وغير واحد من أصحاب السنن بطرق متعددة وأسانيد كثيرة، والتفصيل في المراجعة ٨ من مراجعاتنا (منه قدس).

أقول: إشارة إلى مضمون الحديث المتواتر وهو حديث الثقلين قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : " يا أيها الناس إني تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ". راجع الحديث في: صحيح الترمذي ج ٥ ص ٣٢٨ ط بيروت وج ١٣ ص ١٩٩ ط الصاوى وج ٢ ص ٣٠٨ ط بولاق بمصر، تفسير ابن كثير ج ٤ ص ١١٣ دار إحياء الكتب العربية بمصر، مصابيح السنة للبغوي ص ٢٠٦ ط القاهرة وج ٢ ص ٢٧٩ ط محمد على صبيح، جامع الأصول لابن الأثير ج ١ ص ١٨٧ ط مصر، مشكاة المصابيح ج ٣ ص ٢٥٨ ط دمشق، إحياء الميت للسيوطي بهامش الإتحاف ص ١١٤ ط الحلبي، الفتح الكبير للنبهاني ج ١ ص ٥٠٣ وج ٣ ص ٣٨٥ ط دار الكتب العربية، الشرف المؤبد للنبهاني أيضا ص ١٨ ط مصر، نظم درر السمطين للزرندى الحنفي ص ٢٣٢ ط النجف، ينابيع المودة للقندوزى الحنفي ص ٣٣ و ٤٥ و ٤٤٥ ط الحيدرية وص ٣٠ و ٤١ و ٣٧٠ ط اسلامبول

وبلفظ ثان قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : " إني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى، أحدهما أعظم من الأخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ". راجع الحديث في: صحيح الترمذي ج ٥ ص ٣٢٩ ط دار الفكر بيروت وج ١٣ ص ٢٠٠ ط الصاوى وج ٢ ص ٣٠٨ ط بولاق بمصر، نظم درر السمطين للزرندى ص ٢٣١ ط النجف، الدر المنثور للسيوطي ج ٦ ص ٧ و ٣٠٦ ط مصر، ذخائر العقبى ص ١٦ ط القدسي، الصواعق المحرقة ص ٨٩ ط الميمنية وص ١٤٧ و ٢٢٦ ط المحمدية، أسد الغابة لابن الأثير ج ٢ ص ١٢ =>

٣١

وأمان الأمة من الاختلاف(١٦)

____________________

=> ط مصر، المعجم الصغير للطبراني ج ١ ص ١٣٥ ط دار النصر بمصر، ينابيع المودة للقندوزى الحنفي ص ٣٣ و ٤٠ و ٢٢٦ و ٣٥٥ ط الحيدرية وص ٣٠ و ٣٦ و ١٩١ و ٢٩٦ ط اسلامبول، تفسير ابن كثير ج ٤ ص ١١٣ ط مصر، عبقات الأنوار ج ١ من حديث الثقلين ص ٢٥ ط اصفهان، كنز العمال ج ١ ص ٤٤ ح ٨٧٤ ط ١ وج ١ ص ١٥٤ ط ٢، الفتح الكبير للنبهاني ج ١ ص ٤٥١ ط مصر، تفسير الخازن ج ١ ص ٤ ط مصر، مصابيح السنة للبغوي ج ٢ ص ٢٧٩ ط محمد على صبيح وص ٢٠٦ ط الخيرية، جامع الأصول لابن الأثير ج ١ ص ١٨٧ ط مصر، مشكاة المصابيح للعمري ج ٣ ص ٢٥٨ ط دمشق.

وفى لفظ ثالث عن زيد بن ثابت قال: " قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض ". راجع: الفضائل لأحمد بن حنبل بترجمة الإمام الحسين ص ٢٨ ح ٥٦. مسند أحمد بن حنبل ج ٥ / ١٨٢ و ١٨٩ ط ١، فرائد السمطين للحموينى ج ٢ / ١٤٤ عن زيد بن ثابت قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عزوجل وعترتي أهل بيتي ألا وهما الخليفتان من بعدى ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ".

وعن أبى سعيد الخدري أيضا: " إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الأخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض ". الفضائل لأحمد بن حنبل ص ٢٠ ح ٣٥ ترجمة الحسين وح ٣٦. ويوجد هذا الحديث بألفاظ أخرى متعددة ومصادر كثيرة جدا ولأجل المزيد من الاطلاع راجع (سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم - ٣٠ و ٣١ و ٣٢ و ٣٣ و ٣٤ و ٣٥ و ٣٦ ط في بغداد وبيروت مع المراجعات).

(١٦) إشارة إلى قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتهم =>

٣٢

وسفينة نجاتها من الضلال(١٧) . وباب حطتها(١٨) .

____________________

=> قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس. أخرجه الحاكم في ص ١٤٩ من الجزء ٣ من المستدرك، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (منه قدس). والصواعق المحرقة لابن حجر ص ٩١ و ١٤٠ ط الميمنية وص ١٥٠ و ٢٣٤ ط المحمدية وصححه، إحياء الميت للسيوطي بهامش الإتحاف ص ١١٤ ط الحلبي بمصر، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٥ ص ٩٣ ط الميمنية بمصر، ينابيع المودة للقندوزى الحنفي ص ٢٩٨ ط اسلامبول وص ٣٥٧ ط الحيدرية، جواهر البحار للنبهاني ج ١ / ٣٦١. ولأجل المزيد من المصادر راجع كتاب (سبيل النجاة في تتمة المراجعات طبع ملحقا بالمراجعات في بغداد وبيروت تحت رقم - ٤١ -).

(١٧) إشا رة إلى ما أخرجه الحاكم بالإسناد إلى أبى ذر ص ١٥١ من الجزء ٣ من المستدرك قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " ان مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق " (منه قدس). وراجع أيضا: تلخيص المستدرك للذهبي، نظم درر السمطين للزرندى الحنفي ص ٢٣٥ ط النجف، ينابيع المودة للقندوزى ص ٣٠ و ٣٧٠ ط الحيدرية وص ٢٧ و ٣٠٨ ط اسلامبول، الصواعق المحرقة ص ١٨٤ و ٢٣٤ ط المحمدية وص ١١١ و ١٤٠ ط الميمنية، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص، إسعاف الراغبين للصبان ص ١٠٩ ط السعيدية و ١٠٢ ط العثمانية، جواهر البحار ج ١ / ٣٦١، الفضائل لأحمد بن حنبل بترجمة الإمام الحسين ص ٢٨ ح ٥٥.

(١٨) إشارة إلى ما أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبى سعيد قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنما مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة بني إسرائيل من دخله غفر له (منه قدس). راجع: كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ٣٧٨ ط الحيدرية وص ٢٣٤ ط الغرى، مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٦٨، المعجم الصغير للطبراني ج ٢ ص ٢٢ ط دار =>

٣٣

وكأنهم لم يكونوا من الأمة بمنزلة الرأس من الجسد، وبمنزلة العينين من الرأس(١٩) بل كأنهم انما كانوا ممن عناهم الشاعر في المثل السائر.

____________________

=> النصر بمصر، إحياء الميت للسيوطي بهامش الإتحاف ص ١١٣ ط الحلبي، ينابيع المودة ص ٢٨ و ٢٩٨ ط اسلامبول وص ٣٠ و ٣٥٨ ط الحيدرية، رشفة الصادى لأبي بكر الحضرمي ص ٧٩ ط مصر، الصواعق المحرقة ص ٩١ ط الميمنية وص ١٥٠ ط المحمدية وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة وان شئت المزيد فراجع (سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم - ٣٩ و ٤٠) ففيهما عشرات المصادر.

وفى لفظ آخر يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله : " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ". يوجد في: حلية الأولياء ج ٤ ص ٣٠٦ ط السعادة بمصر، مناقب على بن أبى طالب لابن المغازلى الشافعي ص ١٣٢ ح ١٧٣ و ١٧٦ ط ١ بطهران، ذخائر العقبى ص ٢٠ ط القدسي، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٦٨، إحياء الميت ص ١١٣، الجامع الصغير للسيوطي ج ٢ / ١٣٢ ط الميمنية، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٥ / ٩٢ ط الميمنية، الفتح الكبير للنبهاني ج ٣ / ١٢٣ ط مصر، ينابيع المودة ص ١٨٧ و ١٩٣ ط اسلامبول وص ٢٢١ و ٢٢٨ ط الحيدرية، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ١٠٤ ط مطبعة الزهراء. وغيرها من المصادر.

(١٩) نقل الإمام الصبان في كتابه - إسعاف الراغبين - والشيخ يوسف النبهاني في - الشرف المؤبد - وغير واحد من الثقات بالإسناد إلى أبى ذر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس، ولا يهتدى الرأس الا بالعينين، ومن أراد تفصيل هذه الأحاديث وما يجرى مجراها فعليه بمراجعاتنا، ولا سيما المراجعة ٦ وما بعدها حتى المراجعة ١٣ (منه قدس). راجع: إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص ١١٠ ط السعيدية وص ١٠٢ ط العثمانية، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكى ص ٨ ط الحيدرية، مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٧٢ ط بيروت، الشرف المؤبد للنبهاني. (*)

٣٤

ويقضي الأمر حين تغيب تيم * ولا يستأذنون وهم شهود(٢٠)

أجل قضي الأمر في السقيفة ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لقى بين عترته الطاهرة وأوليائهم ثلاثة أيام، وهم حوله يتقطعون حسرات، ويتصعدون زفرات قد أخذهم من الحزن ما تنفطر به المرائر، ومن الهم والغم ما يذيب لفائف القلوب، ومن الرعب والوجل ما تميد به الجبال ومن الهول والفرق ما أطار عيونهم، وضيق الأرض برحبها عليهم.

وأولئك في معزل عن المسجى ثلاثا - بأبي وأمي - يرهفون لسلطانه عزائمهم ويشحذون لملكه آراءهم، لم يهتموا في شئ من أمره، حتى قضوا أمرهم مستأثرين به. وما ان فاءوا إلى مواراته حتى فاجأوا أولياءه وأحباءه بأخذ البيعة منهم، أو التحريق عليهم(٢١) كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم في قصيدته السائرة :

____________________

(٢٠) هذا البيت.

(٢١) تهديدهم عليا بالتحريق ثابت بالتواتر القطعي، وحسبك ما أخرجه أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب (السقيفة) كما في ص ١٣٠ وفى ص ١٣٤ من المجلد الأول من شرح النهج الحميدى. وأخرجه ابن جرير الطبري في موضعين في أحداث السنة الحادية عشرة من تاريخ الأمم والملوك. وذكره ابن قتيبة في أوائل كتابه - الإمامة والسياسة -. وابن عبد ربه المالكي في حديث السقيفة في الجزء الثاني من العقد الفريد.

والمسعودي في مروج الذهب نقلا عن عروة بن الزبير في مقام الاعتذار عن أخيه عبدالله، إذ هم بالتحريق على بني هاشم حين تخلفوا عن بيعته. وابن الشحنة حيث ذكر بيعة السقيفة في كتابه (روضة المناظر). وأبو الفداء حيث أتى على ذكر أخبار أبى بكر في تاريخه الموسوم بالمختصر في أخبار البشر. ورواه الشهرستاني عن النظام عند ذكره للفرقة النظامية من كتاب - الملل والنحل - ونقله العلامة الحلي في (نهج الصدق) عن كتاب (المحاسن وأنفاس الجواهر) وغرر ابن خنزابة. وأفرد أبو مخنف لبيعة السقيفة كتابا فيه التفصيل (منه قدس) =>

٣٥

وقولة لعلي قالها عمر

أكرم بسامعها أعظم بملقيها

حرقت دارك لا أبقى عليك بها

ان لم تبايع وبنت المصطفى فيها

ما كان غير أبي حفص بقائلها

أمام فارس عدنان وحاميها(٢٢)

فلو فرض ان لا نص بالخلافة على أحد من آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفرض كونهم مع هذا غير مبرزين في حسب أو نسب، أو أخلاق، أو جهاد، أو علم، أو عمل، أو إيمان، أو إخلاص ولم يكن لهم السبق في مضامير كل فضل، بل كانوا كسائر الصحابة، فهل كان من مانع شرعي أو عقلي أو عرفي، يمنع من تأجيل عقد البيعة إلى فراغهم من تجهيز رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ ؟ ولو بأن يوكل حفظ الأمن إلى القيادة العسكرية مؤقتا حتى يستتب أمر الخلافة ؟

أليس هذا المقدار من التريث كان أرفق بأولئك المفجوعين ؟ وهم وديعة النبي لديهم، وبقيته فيهم، وقد قال الله تعالى:( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٢٣) أليس على حق هذا الرسول - الذي يعز عليه عنت الأمة، ويحرص على

____________________

=> تهديد عمر عليا وفاطمة بالإحراق: راجع: الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج ١ / ١٢ ط مصر، العقد الفريد لابن عبد ربه المالكي ج ٤ / ٢٥٩ و ٦٠ ط ٢ بمصر، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١ / ١٣٤ وج ٢ / ١٩ ط ١ بمصر وج ٢ / ٥٦ وج ٦ / ٤٨ ط مصر بتحقيق أبو الفضل وج ١ / ١٥٧ ط دار الفكر، تاريخ الطبري ج ٣ / ٢٠٢ ط دار المعارف بمصر، الملل والنحل للشهرستاني ج ١ / ٥٧ ط بيروت، تاريخ أبى الفداء ج ١ / ١٥٦، أعلام النساء ج ٣ / ١٢٠٧، تاريخ ابن شحنة بهامش الكامل ج ٧ / ١٦٤، بحار الأنوار ج ٢٨ / ٣٢٨ و ٣٣٩ ط الجديد، الغدير للأميني ج ٧ / ٧٧ ط بيروت، عبدالله بن سبأ ج ١ / ١٠٨ ط بيروت.

(٢٢) ديوان حافظ إبراهيم

(٢٣) سورة التوبة: ١٢٨ (*).

٣٦

سعادتها، وهو الرؤوف بها الرحيم لها - ان لا تعنت عترته فلا تفاجأ بمثل ما فوجئت به، - والجرح لما يندمل، والنبي لما يقبر - ؟ ! وحسبها يومئذ فقد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قارعة تفترش بها القلق، وتتوسد الأرق، وتساور الهموم، وتسامر النجوم، وتتجرع الغصص، وتعالج البرحاء، فالتريث الذي قلناه كان أولى بتعزيتها، وأدنى إلى حفظ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيها، وأجمع لكلمة الأمة، واقرب إلى استعمال الحكمة، ولكن القوم صمموا على صرف الخلافة عن آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله مهما كلفهم الأمر، فخافوا من التريث أن يفضي بهم إلى خلاف ما صمموا عليه، فان آل محمد إذا حضروا المشورة ظهرت حجتهم وعلت كلمتهم، فبادر القوم بعقد البيعة، واغتنموا اشتغال الهاشميين برزيتهم، وانتهزوا انصرافهم بكلهم إلى واجباتهم بتجهيز جنازتهم المفداة.

وأعان أولئك على ما دبروه دهشة المسلمين وذعرهم، وتزلزل أقدامهم، واجتماع أكثر الأنصار في السقيفة يرشحون سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج، لكن ابن عمه بشير بن سعد بن ثعلبة الخزرجي وأسيد بن الحضير سيد الأوس، كانا ينافسانه في السيادة فحسداه على هذا الترشيح وخافا أن يتم له الأمر، فأضمرا له الحسيكة مجمعين على صرف الأمر عنه بكل ما لديهما من وسيلة، وصافقهما على ذلك عويم بن ساعدة الأوسي، ومعن بن عدي حليف الأنصار، وقد كان هذان على اتفاق سري مع أبي بكر وعمر وحزبهما، فكانا من أولياء أبي بكر على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكانا مع ذلك ذوي بغض وشحناء لسعد بن أبي عبادة، فانطلق عويم إلى أبي بكر وعمر مسرعا فشحذ عزمهما لمعارضة سعد، وأسرع بهما إلى السقيفة ومعهما أبو عبيدة، وسالم مولى أبي حذيفة، ولحقهم آخرون من حزبهم من المهاجرين.

٣٧

فاحتدم الجدال بين المهاجرين والأنصار، واشتدت الخصومة حتى ارتفعت أصواتهم بها وكادت الفتنة أن تقع، فقام أبو بكر بكلام أثنى فيه على الأنصار، واعترف لهم بالجميل خاطبا ودهم بلين ورقة

واحتج عليهم: بأن المهاجرين شجرة رسول الله وبيضته التي تفقأت عنه، ورشحهم للوزارة إذا تمت للمهاجرين الإمرة، ثم أخذ بضبعي عمر وأبي عبيدة فأمر المجتمعين بمبايعة أيهما شاؤا، وما ان فعل ذلك حتى تسابق إلى بيعته عمر وبشير، وما ان بايعاه حتى تبارى إلى بيعته أسيد بن الحضير، وعويم بن ساعدة، ومعن بن عدي، وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولي أبي حذيفة، وخالد بن الوليد(٢٤) واشتد هؤلاء على حمل الناس على البيعة بكل طريق، وكان أشدهم في ذلك عمر، ثم أسيد وخالد وقنفذ(١) بن عمير بن جدعان التميمي(٢٥) وما بويع أبو بكر حتى أقبلت به الفئة التي بايعته تزفه إلى مسجد

____________________

(٢٤) ولأجل المزيد من المصادر راجع: كتاب عبدالله بن سبأ للعسكري ج ١ / ٨٢ - ١٣٢.

(١) كان هؤلاء مع الجماعة الذين دخلوا بيت فاطمةعليها‌السلام وحسبك ما هو منقول عنهم في ص ١٩ من المجلد الثاني من شرح النهج. وروى أحمد بن عبد العزيز الجوهري - كما في ص ١٣٠ من المجلد الأول من شرح النهج - قال: لما بويع أبو بكر كان الزبير والمقداد يختلفان في جماعة من الناس إلى علي وهو في بيت فاطمة فخرج عمر حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله ما من أحد من الخلق أحب إلينا من أبيك، ومنك بعد أبيك وايم الله ما هذا بما نعى ان اجتمع هؤلاء النفر عندك ان آمر بتحريق البيت عليهم. (الحديث) (منه قدس).

(٢٥) استعمال القوة والإكراه في البيعة لأبي بكر: راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١ / ٢١٩ وج ٦ / ٩ و ١١ و ١٩ و ٤٠ و ٤٧ و ٤٨ و ٤٩ ط مصر بتحقيق أبو الفضل وج ١ / ٧٤ وج ٢ / ٤ - ١٩ ط ١ بمصر .(*)

٣٨

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زفاف العروس(٢٦) والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمة لقي بين أولئك المولهين والمولهات من الطيبين والطيبات، فما وسع أمير المؤمنينعليه‌السلام حينئذ الا التمثيل بقول القائل ؟

وأصبح أقوام يقولون ما اشتهوا * ويطغون لما غال زيدا غوائل(٢٧)

وكانعليه‌السلام على علم من تصميم القوم على صرف الأمر عنه، وانه لو نازعهم فيه لنازعوه، ولو قاتلهم عليه لقاتلوه، وان ذلك يوجب التغرير في الدين والخطر بالأمة، فاختار الكف احتياطا على الإسلام، وإيثارا للصالح العام، وتقديما للأهم على المهم، عهد معهود من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . صبر أمير المؤمنين على تنفيذه وفي العين قذى، وفي الحلق شجى(١) .

نعم قعد في بيته ساخطا مما فعلوه، حتى أخرجوه كرها(٢٨) احتفاظا بحقه المعهود به إليه

____________________

(٢٦) نص على زفافه الزبير بن بكار في الموفقيات كما في ص ٨ من المجلد الثاني من شرح النهج (منه قدس). وج ٦ / ١٩ ط مصر بتحقيق أبو الفضل.

(٢٧) نقل تمثله بهذا البيت أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب - السقيفة - كما في ص ٥ من المجلد الثاني من شرح النهج الحميدى (منه قدس). شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٦ / ١٤ بتحقيق أبو الفضل.

(١) وتفصيل هذه الأمور كلها في رسالتنا - فلسفة الميثاق والولاية - وحسبك المراجعة ٨٢ و ٨٤ من كتابنا - المراجعات - فان فيهما من التفصيل ما يثلج الغليل. وكذلك التنبيه المعقود في الفصل الثامن من - فصولنا المهمة - فراجع (منه قدس).

(٢٨) أخرج أبو بكر الجوهري في كتاب السقيفة - كما في ص ١٩ من المجلد الثاني من شرح النهج الحميدى - عن الشعبى حديثا قال فيه: فانطلق عمر وخالد بن الوليد إلى بيت فاطمة فدخل عمر ووقف خالد على الباب، فقال عمر للزبير: ما هذا =>

٣٩

واحتجاجه على من استبد به(٢٩) وما أبلغ حجته إذ قال مخاطبا لأبي بكر :

فأن كنت بالقربى حججت خصيمهم

فغيرك أولى بالنبي وأقرب

____________________

=> السيف ؟ قال: أعددته لأبايع عليا. قال وكان في البيت ناس كثير منهم المقداد وجمهور الهاشميين، فاخترط عمر السيف وضرب به صخرة في البيت فكسره ثم أخرجوا الزبير إلى خالد ومن معه، وكان معه جمع كثير أرسلهم أبو بكر ردءا لعمر وخالد، ثم قال عمر لعلى: قم فبايع. فتلكأ وأحتبس، فأخذ بيده فقال: قم، فأبى فحملوه ودفعوه إلى خالد كما دفعوا الزبير وساقهما عمر ومن معه من الرجال سوقا عنيفا، واجتمع الناس ينظرون، وامتلأت شوارع المدينة بالرجال، فلما رأت فاطمة ما صنع عمر صرخت وولولت، واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن، فخرجت إلى باب حجرتها ونادت: يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله. والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله، (الحديث)، ومن استقصى ما كان منهم يومئذ تجلت له الحقيقة في قول أبى بكر عند موته: وددت إني لم أكشف عن بيت فاطمة ولو أغلق على حرب.

وأخرج أبو بكر الجوهري في كتاب السقيفة أيضا من حديث أبى لهيعة عن أبى الأسود: ان عمر وأصحابه اقتحموا الدار وفاطمة تصيح وتناشدهم الله، وأخرجوا عليا والزبير يسوقهما عمر سوقا، وأخرج أبو بكر الجوهري: ان عمر جاء إلى بيت فاطمة في رجال من الأنصار ونفر قليل من المهاجرين، فقال: والذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقن البيت عليكم، فخرج إليه الزبير مصلتا بالسيف، فاجتمعوا عليه حتى ندر السيف من يده، فضرب به عمر الحجر فكسره، ثم أخرجهم بتلابيبهم يسوقهم سوقا عنيفا. (الحديث)، فراجعه في ص ١٩ من المجلد الثاني من شرح النهج، وكل ما ذكرناه هنا تجده هناك (منه قدس).

أخراج الإمام أمير المؤمنين (ع) كرها لأجل البيعة: راجع: العقد الفريد ج ٤ / ٣٣٥ ط لجنة التأليف والنشر في مصر وج ٢ / ٢٨٥ ط آخر، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٣ / ٤١٥ ط أفست بيروت وج ٦ / ١١ و ٤٨ ط مصر بتحقيق أبو الفضل.

(٢٩) مطالبة الإمام (ع) بحقه واحتجاجه عليهم =>

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

إليك كتاب الله تبعتك وإن جرّك إلي تبعتني: زعمت إني لم أُعط ذلك إلا من شك، فقد علمتُ أن أوثق ما في يدك هذا الأمر فحدّثني ويحك عن اليهودي والنصراني ومشركي العرب أهم أقرب إلى كتاب الله أم معاوية وأهل الشام؟ قال: بل معاوية وأهل الشام أقرب. قال عليّ: أفرسول الله (ص) كان أوثق بما في يديه من كتاب الله أو أنا؟ قال: بل رسول الله. قال: أفرأيت الله تبارك وتعالى حين يقول: ( قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى‏ مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقين‏ ) ، أمَا كان رسول الله يعلم أنه لا يؤتى بكتاب هو أهدى مما في يديه؟ قال: بلى. قال: فلِمَ أعطى رسول الله القوم ما أعطاهم؟ قال: إنصافاً وحجة. قال: فإني أعطيت القوم ما أعطاهم رسول الله. قال ابن الكوّاء: فإني أخطأت، هذه واحدة، زدني! قال عليّ: فما أعظم ما نقمتم عليّ؟ قال: تحكيم الحكمين، نظرنا في أمرنا فوجدنا تحكيمهما شكاً وتبذيراً. قال عليّ: فمتى سُمّي أبو موسى حكماً؟ حين أرسل أو حين حكّم؟ قال: حين أرسل. قال: أليس قد سار وهو مسلم وأنت ترجو أن يحكم بما أنزل الله؟ قال: نعم. قال عليّ: فلا أرى الضلال في إرساله. فقال ابن الكوّاء: سمي حكماً حين حكّم. قال: نعم، إذاً فإرساله كان عدلاً. أرأيت يا ابن الكواء لو أن رسول الله بعثت مؤمناً إلى قوم مشركين يدعوهم إلى كتاب الله، فارتدّ على عقبه كافراً، كان يضرّ نبيّ الله شيئاً؟ قال: لا، قال عليّ: فما كان ذنبي إن كان أبو موسى ضلّ، هل رضيت حكومته حين حكم أو قوله إذ قال؟ قال ابن الكوّاء: لا، ولكنّك جعلت مسلماً وكافراً يحكمان في كتاب الله. قال عليّ: ويلك يا ابن الكوّاء!! هل بعثَ عمراً غيرُ معاوية، وكيف أحكّمه وحُكمه على ضرب عنقي! إنما رضي به صاحبه كما رضيت أنت بصاحبك، وقد يجتمع المؤمن والكفر يحكمان في الله. أرأيت لو أن رجلاً مؤمناً تزوّج يهودية أو نصرانية فخافاً شقاق بينهما، ففزع الناس إلى كتاب الله، وفي كتابه:( فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها ) فجاء رجل من اليهود أو رجل من النصارى ورجل من المسلمين الذين يجوز لهما أن يحكما في كتاب الله، فحكما. قال ابن الكوّاء: وهذه أيضاً، أمهِلنا حتى ننظر. فانصرف

٤٠١

عنهم عليّ.(١)

الإمامة والسياسة: لما خرج جميع الخوارج وتوافوا إلى النهروان، قام عليّ بالكوفة على المنبر: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فإن معصية العالم الناصح تورث الحسرة وتُعقّب الندامة، وقد كنت أمرتكم في هذين الرجلين وفي هذه الحكومة بأمري فأبيتم إلا ما أردتم، فأحييا ما أمات القرآن وأماتا ما أحيى القرآن، واتّبع كلّ واحد منهما هواه يحكم بغير حجة ولا سنة ظاهرة، واختلفا في أمرهما وحكمهما، فكلاهما لم يُرشد الله، فبريء الله منهما ورسوله وصالحو المؤمنين. فاستعدّوا للجهاد.(٢)

أقول: فنشير إلى جملات من أحاديث هذه الفتنة بالترتيب ليعتبر من اعتبر وينكشف الحق.

١ - كان علي مع الحق والحق معه.

٢ - إن الخوارج قوم عُصاة لله ولرسوله. الخوارج هم الشُراة الأنجاس. إن أنفسكم سوّلت لكم فراقَ هذه الحكومة. هم شرّ البرية، هم شرّ الخلق. الخوارج كلاب النار. إنهم يتأوّلون القرآن على ما يَهوون. بماذا تستحلّون قتالنا والخروج من جماعتنا. يمرقون من الدين. يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم. لا تجاوز صلاتهم تراقيهم. فإنهم قد سفكوا الدم الحرام. حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء بغير حق.

٤ - فرددتم عليّ رأيي وقلتم: لا. أنتم ابتدأتموها وسألتموها وأنا لها كاره. فأبيتم عليّ إباء المخالفين. فقلت: لا نرضى إلا أبا موسى. فإن معصية العالم النّاصح تورث الحسرة. فأبيتم إلا ما أردتم.

٥ - اشترطت على الحَكمين أن يُحييا ما أحيا القرآن. إنا لسنا حكّمنا الرجال إنما حكّمنا القرآن، فأخذنا عليهما أن يحكما بما في القرآن ولا يعدواه فتاه

____________________

١ - العقد الفريد، ج٤، ص٣٥١.

٢ - الإمامة والسياسة، ج١، ص١١٩.

٤٠٢

وتركا وإن أبيا فنحن من حكمهما بُرآء.

٦ - فتاها وتركا الحق وهما يَبصرانه وكان الجور هواهما. فأحييا ما أمات القرآن وأماتا ما أحيى القرآن واتبع كل واحد منهما هواه يحكم بغير حجة ولا سنة.

٧ - قال النبي (ص): فاقتلوهم هم شرّ البرية. وقال: يمرقون من الإسلام مروق السهم. وقال: لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل ثمود. وقال: فيلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق. وقال: لئن أنا أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد. وقال: طوبى لمن قتلهم.

٤٠٣

فتنة:

قتل أمير المؤمنين عليّ (ع)

السيرة النبوية: ثم قال رسول الله (ص): ألا أُحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قال بلى يا رسول الله (ص)، قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا عليّ على هذه - ووضع يده على قرنه - حتى يبلّ منها هذه وأخذ بلحيته.(١)

مستدرك الحاكم وخصائص النسائي: عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعليّ بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة فنمنا، فوالله ما أهبنا إلا رسول الله (ص) يُحرّكنا برجله، وقد تربنا من تلك الدفعاء التي نمنا عليها، فيومئذٍ قال رسول الله (ص) لعليّ (رضي الله عنه): ما لك يا أبا تراب ؛ لما يُرى عليه من التراب، ثم قال: ألا أحدّثكما بأشقى كما فيالسيرة .(٢)

الطبقات: أن النبي (ص) قال لعلي: يا عليّ، مَن أشقى الأولين والآخرين؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أشقى الأولين عاقر الناقة، وأشقى الآخرين الذي يطعنك يا عليّ، وأشار إلى حيث يُطعن.(٣)

ويروي أيضاً: عن أبي الطفيل: دعا عليّ الناس إلى البيعة، فجاء عبد الرحمن بن ملجم المراديّ فردّه مرتين، ثم أتاه فقال: ما يحبس أشقاها لتُخضبنّ أو لتُغبضنّ هذه من هذا، يعني لحيته من رأسه، ثم تمثّل بهذين البيتين.

____________________

١ - السيرة النبوية، ج ٢، ص٢٥٠.

٢ - مستدرك الحاكم، ج ٣، ص١٤١ وج ٤، ص٢٦٣، وخصائص النسائي، ص٢.

٣ - الطبقات، ج ٣، ص٣٥.

٤٠٤

اشدد حيازيمك للموت فإن الموت آتيك

ولا تخرج من القتل اذا حلّ بواديك

ويروي أيضاً: عن عبيدة قال عليّ: ما يحبس أشقاكم أن يجيء فيقتلني، اللَّهُم قد سئمتهم وسئموني فأرحِهم مني وأرحني منهم.(٢)

الكنى للدولابي: عن أبي حبرة، قال خطبنا عليّ على منبر الكوفة، فقال: ألا أخبركم لتُخضبنّ هذه من هذه - وأومئ إلى لحيته ورأسه - خضاب دم لا عطر ولا عبير.(٣)

ويروي أيضاً: عن أبي سنان الدؤلي، قال: مرض عليّ مرضاً شديداً حتى خفنا عليه، ثم برأ ونَفه، فقلنا: هنيئا لك يا أبا الحسن، الحمد لله الذي عافاك، قد كنّا خفنا عليك، قال: لكنّي لم أخف على نفسي ؛ أخبرني الصادق المصدوق أني لا أموت حتى تضرب على هذه - وأشار إلى مقدّم رأسه الأيسر - فتخضب هذه منها - وأخذ بلحيته - وقال لي: يقتلك أشقى هذه الأمة.(٤)

ويروي أيضاً: عن عمار بن ياسر، فيومئذٍ قال رسول الله (ص) لعليّ: مالك يا أبا تراب - لما يرى عليه من التراب - فقال: ألا أحدّثكما بأشقى الناس رجلين؟ فقلنا: بلى يا رسول الله، فقال: أحيمر ثمود الذي عقر النقاة، والذي يضربك يا عليّ على هذا - فوضع يده على قرنه - حتى يبلّ منها هذه، ثم أخذ بلحيته.(٥)

الاستيعاب: جاء عبد الرحمن بن ملجم يستحمل علياً فحمله، ثم قال:

أريد حياته ويُريد قتلي

عَذيري من خليلي من مراد

أما أن هذا قاتلي! قيل: فما يمنعك منه؟ قال: إنه لم يقتلني بعد.(٦)

العقد الفريد: أنّ النبي (ص) قال لعليّ (ع): ألا أخبرك بأشدّ الناس عذاب

____________________

١ - نفس المصدر، ص٣٣.

٢ - نفس المصدر، ص٣٤.

٣ - الكنى للدولابي، ج ١، ص١٤٣.

٤ - نفس المصدر، ص١٩٥.

٥ - الكنى للدولابي، ج ٢، ص١٦٣.

٦ - الاستيعاب، ج ٣، ص١١٢٧.

٤٠٥

يوم القيامة؟ قال: أخبرني يا رسول الله (ص) قال: فإن أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة عاقر ناقة ثمود وخاضب لحيتك بدم رأسك.(١)

تهذيب ابن عساكر: أن علياً قال لأهل العراق: إن بسر بن أرطأة قد صعد إلى اليمن ولا أحسب هؤلاء القوم إلا ظاهرين عليكم، يعني أهل الشام، وما ذاك لأنهم أولى بالحق منكم، ولكن ذلك لاجتماعهم على أمرهم وافتراقكم واختلافكم في بلادكم، وأدائهم الأمانة وخيانتكم، والله لقد ائتمنت فلاناً فخان، وفلاناً فخان، وبعثت فلاناً على جمع الصدقات فحمل ما جمع من المال وانطلق به إلى معاوية، ولقد خُيّل لي أني لو ائتمنت أحدكم على قدح لسرق علاقته. اللَّهُم إني مللتهم وملّوني، اللَّهُم اقبضني إلى رحمتك وأبدلهم بي من هو شر لهم منّي.(٢)

العقد الفريد: قال الحسن بن عليّ صبيحة الليلة التي قتل فيها عليّ بن أبي طالب (رض): حدّثني أبي البارحة في هذا المسجد، فقال: يا بنيّ، إني صلّيت البارحة ما رزق الله ثم نمت نومة فرأيت رسول الله (ص)، فشكوت له ما أنا فيه من مخالفة أصحابي وقلة رغبتهم في الجهاد، فقال لي: ادع الله أن يُريحك منهم فدعوت الله.(٣)

المقاتل: اجتمع بمكة نفر من الخوارج فتذاكروا أمر المسلمين فعابوهم وعابوا أعمالهم عليهم، وذكروا أهل النهروان وترحّموا عليهم، وقالوا: فلو أنا شرينا أنفسنا لله فأتينا أئمة الضلال وطلبنا غِرّتهم فأرحنا منهم العباد والبلاد وثأرنا لإخواننا الشهداء بالنهروان، فتعاقدوا على ذلك عند انقضاء الحج، فقال عبد الرحمن بن ملجم (لعنه الله): أنا أكفيكم علياً، وقال أحد الآخرين: أنا أكفيكم معاوية، وقال الثالث: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، فتعاقدوا وتواثقو

____________________

١ - العقد الفريد، ج ٤، ص٣٦٠.

٢ - تهذيب ابن عساكر، ج ٣، ص٢٨٠.

٣ - العقد الفريد، ج ٤، ص٣٦٠.

٤٠٦

على الوفاء.(١)

الاستيعاب: فدخل الكوفة عازماً على ذلك واشترى لذلك سيفاً بألف، وسقاه السم إلى أن وقعت عينه على قطام، وكانت امرأة رائعة جميلة، فأعجبته ووقعت بنفسه، فخطبها، فقالت: آليت ألا أتزوّج إلا على مهر لا أريد سواه، فقال: وما هو؟ فقالت: ثلاثة آلاف وقتل عليّ بن أبي طالب. فقال: والله، لقد قصدتُ لقتل عليّ بن أبي طالب والفتك به، وما أقدمني هذا المصر غير ذلك.(٢)

ويروي: عن الحسن بن علي (ع) قال: سمع أباه في ذلك السحر يقول له: يا بني، رأيت رسول الله (ص) في هذه الليلة في نومة نمتها، فقلت: يا رسول الله، ماذا لقيتُ من أمتك من الأود واللدد؟ قال: ادع الله عليهم، فقلت: اللَّهُم أبدلني بهم خيراً منهم وأبدلهم بي من هو شرّ مني. ثم أتيته وجاء مؤذنه يُؤذنه بالصلاة، فخرج فاعتوره الرجلان، فأما أحدهما فوقعت ضربته في الطاق، وأما الآخر فضربه في رأسه.(٣)

تاريخ الطبري: قال أبو الأسود الدّؤلي

ألا أبلغ معاويةَ بن حربٍ

فلا قرّت عيونُ الشامتينا

أفي شهر الصيام فجعتمونا

بخير الناس طُرّاً أجمعينا

قتلتم خير من ركب المطايا

ورحّلها ومن ركب السفينا

ومن لبس النعال ومن حذاها

ومن قرأ المثاني والمُبينا

إذا استقبلت وجه أبي حسين

رأيت البدر راع الناظرينا(٤)

الاستيعاب: قال بكر بن حماد:

قل لابن ملجم والأقدار غالبة

هدمت ويلك للإسلام أركان

____________________

١ - المقاتل، ص٢٩.

٢ - الاستيعاب، ج ٣، ص١١٢٣.

٣ - نفس المصدر، ص١١٢٧.

٤ - تاريخ الطبري، ج ٦، ص٨٧.

٤٠٧

قتلت أفضل من يمشي على قدم

وأول الناس إسلاماً وإيمانا

وأعلم الناس بالقرآن ثم بما

سن الرسول لنا شرعاً وتبيانا

صهر النبي ومولاه وناصره

أضحت مناقبه نوراً وبرهانا

وكان منه على رغم الحسود له

ما كان هارون من موسى بن عمرانا

ذكرتُ قاتله والدمع منحدر

فقلت: سبحان ربّ الناس سبحانا(١)

أقول: السلام عليك يا حجة الله في خلقه، أشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده حتى أتاك اليقين، فلعن الله أمة قتلتك، ولعن الله أمة استخفّت بحرمتك. أشهد أنك قُتلت مظلوماً، فصلَّى الله عليك وعلى أهل بيتك الطاهرين المعصومين المظلومين. اللَّهُم العن العصابة التي ظلمت حق أهل بيت نبيك الأطهار، وإني أبرأ إلى الله منهم ومن أتباعهم وأشياعهم إلى يوم القيامة.

وكنا قبل مقتله بخير

نرى مولى رسول الله فينا

يُقيم الحق لا يرتاب فيه

ويَعدل في العدا والأقربينا

كأنّ الناس إذ فقدوا علياً

نعام حار في بلد سنينا

____________________

١ - الاستيعاب، ج ٣، ص١١٢٨.

٤٠٨

أبو طالب والد عليّ (ع)

مستدرك الحاكم: عن النبي (ص) قال: مازالت قريش كاعة ( جبانة ) حتى توفي أبو طالب.

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه.(١)

الفائق: قال (ص): ما زالت قريش كاعة حتى مات أبو طالب.(٢)

قالالزمخشري: أي جبناء عن أذاي، وهو جمع كائع.

التهذيب: عن العباس، قلت: يا رسول الله، إن أبا طالب كان يحوطك وينفعك.. فهل تنفعه؟ قال:نعم، وجدته في غمرات النار فأخرجته إلى ضحضاح .(٣)

أقول: الضحضاح بمعنى الضياء والماء القليل، يشير (ص) إلى هدايته والإنقاذ من الضلالة.

تذكرة الخواص: قال أبو طالب:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم

حتى أوسّد في التراب رهينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة

وابشر وقرّ بذاك منك عيونا

وعرضتَ ديناً لامحالة إنه

من خير أديان البرية دينا

ثم قام أبو طالب يذبّ عن رسول الله (ص) من سنة ثمان من مولده إلى السنة العاشرة من النبوة، وذلك اثنان وأربعون سنة.(٤)

____________________

١ - مستدرك الحاكم، ج ٢، ص٦٢٢.

٢ - الفائق، ج ٢، ص٤٣٩.

٣ - التهذيب، ج ٧، ص٣٤٧.

٤ - تذكرة الخواص، ص٥.

٤٠٩

الطبقات: قال العباس: يا رسول الله، أترجو لأبي طالب؟ قال: كل الخير أرجو من ربي.(١)

أقول: ولا يخفى أن رسول الله (ص) لا يرجو من الله إلا ما يحبّه الله، ولا يطلب رحمة وفضلاً لأحد إلا إذا كان فيه خير وصلاح ورضا من الله تعالى، ولا سيَّما إذا رجا كل الخير، فيدلّ على كمال الاقتضاء.

تذكرة الخواص: الواقدي: قال علي (ع): لما توفِّي أبو طالب أخبرت رسول الله (ص) فبكى بكاءً شديداً، ثم قال: اذهب فغسّله وكفّنه وواره (غفر الله له ورحمه)، فقال العباس: يا رسول الله، إنك لترجو له؟ فقال: إي والله، إني لأرجو له، وجعل رسول الله (ص) يستغفر له أياماً لا يخرج من بيته.

وقال علي (ع) يرثيه:

أبا طالب عصمة المستجير

وغيث المحول ونور الظلم

لقد هدّ فقدك أهل الحفاظ

فصلى عليك ولي النعم

ولقّاك ربك رضوانه

فقد كنت للطهر من خير عم(٢)

أقول: هذه الكلمات من رسول الله (ص) ومن عليّ (ع) في حقه ثابتة مسلمة. وأما الروايات المخالفة، فغير ثابتة سنداً ومضموناً، فلا يعتنى بها.

السيرة النبوية: يذكر من جملة قصيدة لأبي طالب:

لقد علموا أن ابننا لا مكذَّب

ولا يُعنى بقول الأباطل

فأيّده ربّ العباد بنصره

وأظهر ديناً حقه غير باطل(٣)

ويروي: عن أبي طالب أيضاً:

ألم تعلموا أنَّا وجدنا محمداً

نبياً كموسى خُطّ في أول الكتب(٤)

ويقول : فتتابعت على رسول الله (ص) المصائب بهلاك خديجة، وكانت له وزير

____________________

١ - الطبقات، ج ١، ص١٢٤.

٢ - تذكرة الخواص، ص٦.

٣ - السيرة النبوية، ج ١، ص٢٩٩.

٤ - نفس المصدر، ص٣٧٧.

٤١٠

صدق على الإسلام يشكو إليها، وبهلاك عمه أبي طالب، وكان له عضداً وحرزاً في أمره، ومنعة وناصراً على قومه، وذلك قبل مهاجرته إلى المدينة بثلاث سنين.(١)

ويقول : فلما تقارب من أبي طالب الموت، قال: نظر العباس إليه يُحرّك شفتيه، قال فأصغى إليه بإذنه، قال: فقال: يا ابن أخي، والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها، قال: فقال رسول الله (ص):لم أسمع. (٢)

أقول: يظهر من الروايات أنّ أبا طالب كان يرى صلاح النبي (ص) وصلاح المسلمين في التقيّة وإخفاء إسلامه عن الناس، حتى يتمكّن من التأييد والنصر والدفاع عن رسول الله (ص).

٤١١

فاطمة بنت أسد

أم أمير المؤمنين

مقاتل الطالبييّن: عن ابن عباس قال: لما ماتت فاطمة أم عليّ بن أبي طالب ألبسها رسول الله (ص) قميصه، واضطجع معها في قبرها، فقال له أصحابه: يا رسول الله، ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه المرأة، فقال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ بي منها، إني إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة واضطجعت معها في قبرها ليهون عليها.(١)

حلية الأولياء: عن أنس قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم، أم عليّ بن أبي طالب، دخل عليها رسول الله (ص) فجلس عند رأسها فقال: يرحمك الله ؛ فإنك كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتُشبعينني، وتعرين وتُكسينني، وتمنعين نفسك طيّب الطعام وتُطعمينني، تُريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة. ثم دعا أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود يحفرون قبرها، فلما فرغ دخل رسول الله (ص) فاضطجع فيه، ثم قال: الحمد لله الذي يُحيي ويميت وهو حيّ لا يموت، أغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقِّنها حجتها وأوسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين.(٢)

تذكرة الخواص: وروي أن فاطمة بنت أسد كانت تطوف بالبيت وهي حامل بعليّ (ع) فضربها الطلق، ففُتِّح لها باب الكعبة، فدخلت فوضعته فيها.(٣)

____________________

١ - مستدرك الحاكم، ج ٣، ص١٠٨.

٢ - تذكرة الخواص، ص٧.

٤١٢

٤١٣

الأئمّة الاثنا عشر

البخاري: بإسناده عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول النبي (ص) يقول: يكون اثنا عشر أميراً، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش.(١)

مسلم: قال جابر بن سمرة، دخلت مع أبي على النبيّ (ص) فسمعته يقول: إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يَمضي فيهم اثنا عشر خليفة، قال: ثم تكلّم بكلام خفيّ عليّ، قال: فقلت لأبي ما قال؟ قال: كلهم من قريش.(٢)

ويروي: بإسناده آخر عنه، سمعت النبي (ص)، يقول: لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً، ثم تكلم الرواية.

ويروي: بإسناد آخر عنه: سمعت رسول الله (ص) يقول: لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، ثم قال كلمة الرواية.

ويروي: بإسناد آخر عنه، قال النبي (ص): لا يزال هذا الأمر عزيزاً إلى اثني عشر خليفة الرواية.

ويروي: عنه، سمعته يقول: لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاُ إلى اثني عشر خليفة، فقال كلمة صمّنيها الناس الرواية.(٣)

ويروي: عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله (ص)؟ قال: فكتب إلي: سمعت رسول الله (ص) يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول: لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.

____________________

١ - البخاري، ج ٤، ص١٥٣.

٢ - مسلم، ج ٦، ص٣.

٣ - نفس المصدر، ص٤.

٤١٤

سنن أبي داود: عن جابر - مثلها، وفيها: كلهم تجتمع عليه الأمة.(١)

ويروي: أيضاً كما فيمسلم ( ج ٦، ص٤ )، وفيها: فكبّر الناس وضجّوا ثم قال كلمة خفيّة. وبسند آخر مثلها، وفيها: فلما رجع إلى منزله أتته قريش فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يكون الهرج.

البيان والتعريف: أن عدة الخفاء من بعدي عدة نقباء بني إسرائيل. أخرجه ابن عديّ فيالكامل وابن عساكر فيالتاريخ عن عبد الله بن مسعود.(٢)

مستدرك الحاكم: سأل رجل عن أبي عبد الرحمن - فقال: هل سألتم رسول الله (ص) كم تملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد الله: ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك، قال سألناه فقال: اثنا عشر، عدة نقباء بني إسرائيل.(٣)

ويروي: عن جابر بن سمرة قال: كنت عند رسول الله (ص) فسمعته يقول: لا يزال أمر هذه الأمة ظاهراً حتى يقوم أثنا عشر خليفة وقد روى جابر بن سمرة عن أبيه حديثاً آخر.(٤)

ويروي: عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: كنت مع عمّي عند النبي (ص) فقال: لا يزال أمر أمتي صالحاً حتى يمضي اثنا عشر خليفة، ثم قال كلمة وخفض بها صوته، فقلت لعمّي وهو أمامي: ما قال يا عمّ؟ قال: قال يا بنيّ: كلهم من قريش.(٥)

أخبار أصبهان: مثلها.(٦)

مسند أحمد: عن جابر بن سمرة: قال: سمعت رسول الله (ص) يقول في حجة الوداع: إن هذا الدين لن يزال ظاهراً على من نَاوَأَه، لا يضرّه مخالف

____________________

١ - سنن أبي داود، ج ٢، ص٢٣٢.

٢ - البيان والتعريف، ج ١، ص٢٣٩.

٣ - مستدرك الحاكم، ج ٤، ص٥٠١.

٤ - نفس المصدر، ج ٣، ص٦١٧.

٥ - نفس المصدر، ص٦١٨.

٦ - أخبار أصبهان ج ٢، ص١٧٦.

٤١٥

ولا مفارق، حتى يمضي من أمتي اثنا عشر خليفة، قال، ثم تكلم بشيء لم أفهمه، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: قال: كلّهم من قريش.(١)

ويروي: قال رسول الله (ص): لا يزال هذا الأمر ماضياً حتى يقوم اثنا عشر أميراً، ثم تكلم بكلمة خفيت عليَّ، فسألتُ عنها أبي ما قال؟ قال: كلهم من قريش.(٢)

ويروي بأسناد كثيرة ما يقرب منها.

أقول: يستفاد من هذه الأحاديث أمور:

١ - تدلّ هذه الجملات (اثنا عشر أميراً، خليفة، رجلاً) ؛ بقرينة جملات (إن عدّة الخلفاء من بعدي، عدة نقباء بني إسرائيل): على أن المراد خلفاء الله وخلفاء رسول الله.

٢ - تدل هذه الجملات (أن هذا الأمر لا ينقضي، لا يزال أمر الناس ماضياً، لا يزال الإسلام عزيزاً، لا يزال هذا الأمر عزيزاً، لا يزال هذا الدين عزيزاً، لا يزال الدين قائماً، لا يزال أمر هذه الأمة ظاهراً، لا يزال أمر أمتي صالحاً): على أن المراد أمر الناس من جهة الدين والإسلام.

٣ - يستفاد من هذه الأحاديث أن المراد من اثني عشر خليفة: الأئمة الاثنا عشر المعصومون المطهّرون من أهل البيت، ولا تنطبق هذه الصفات على غيرهم من الأمراء والملوك.

____________________

١ - مسند أحمد، ج ٥، ص٨٧.

٢ - نفس المصدر، ص٩٨.

٤١٦

الحسن والحسين

(عليهما السلام)

مستدرك الحاكم: عن أبي هريرة قال: كنا نصلي مع رسول الله (ص) العشاء فكان يُصلّي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره وإذا رفع رأسه أخذهما فوضعهما وضعا رفيقاً، فإذا عاد عادا، فلما صلى جعل واحداً هاهنا وواحداً هاهنا، فجئته فقلت: يا رسول الله، ألا أذهب بهما إلى أمهما، قال: لا، فبرقت برقةٌ فقال: إلحقا بأمكما، فما زالا يمشيان في ضوئها حتى دخلا.(١)

الاستيعاب: عن عليّ، قال: كان الحسن أشبه الناس برسول الله (ص) ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه الناس بالنبي (ص) ما كان أسفل من ذلك.(٢)

تهذيب ابن عساكر: عن ابن مسعود، قال: كنت مع رسول الله (ص) إذ مر الحسن والحسين وهما صبيان، فقال: هاتوا ابنيّ أعوذهما بما عوّذ به إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق، فضمّهما إلى صدره وقال: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامّة.(٣)

ويروي: أن فاطمة أتت أباها بالحسن والحسين في شكواه التي مات فيها، فقالت: تورثهما يا رسول الله شيئاً؟ فقال: أما الحسن فله هيبتي وسؤددي. وفي لفظ: فقد نحلتُه حلمي وهيبتي. وأما الحسين فقد نحلته نجدتي وجودي. فقالت: رضيت يا رسول الله.(٤)

سنن النسائي: خرج علينا رسول الله (ص) في إحدى صلاتي العشاء وهو

____________________

١ - مستدرك الحاكم، ج ٣، ص١٦٧.

٢ - الاستيعاب، ج ١، ص٣٨٤.

٣ - تهذيب ابن عساكر، ج ٤، ص٢٠٩.

٤ - نفس المصدر، ص٣١٤.

٤١٧

حامل حسناً أو حسيناً، فتقدم رسول الله (ص) فوضعه ثم كبّر للصلاة فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصبيّ على ظهر رسول الله (ص) وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله (ص) الصلاة قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلواتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك، قال: كلّ ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجّله حتى يقضي حاجته.(١)

التهذيب: عن شداد أنه قال: خرج علينا رسول الله (ص) في إحدى صلاتي العشاء الظهر أو العصر كما فيالنسائي .(٢)

ويروي: عن جابر قال: دخلت على رسول الله (ص) وهو حامل الحسن والحسين على ظهره وهو يمشي بهما، فقلت نعم الجمل جملكما، فقال: نعم الراكبان هما.

ذخائر العقبى: في حديث الهلالي: يا فاطمة، ونحن أهل بيت فقد أعطانا الله سبع خصال لم تُعطَ أحداً قبلنا ولا تعط أحداً بعدنا، وأنا خاتم النبيين وأنا أبوك، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله وهو حمزة عم أبيك وعم بعلك، ومنا من له جناحان وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة.(٣)

سنن النسائي: عن بريدة قال: بينا رسول الله (ص) على المنبر يخطب إذ أقبل الحسن والحسين (عليهما السلام) عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل وحملهما، فقال: صدق الله إنما أموالكم وأولادكم فتنة، رأيت هذين يمشيان ويعثران في قميصيهما فلم أصبر حتى نزلتُ فحملتهما.(٤)

____________________

١ - سنن النسائي، ج ٢، ص٢٢٩.

٢ - التهذيب، ج ٤، ص٢٠٧.

٣ - ذخائر العقبى، ص١٣٦.

٤ - سنن النسائي، ج ٣، ص١٩٢.

٤١٨

سنن الترمذي: مثلها.(١)

تهذيب ابن عساكر: عن أبي هريرة: أن رسول الله (ص) قال: اللَّهُم إني أحبهما. واخرج أبو يعلى والحافظ عن أبي هريرة: من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني ومن أبغضهما فقد أبغضني. ورواه الإمام أحمد وأخرجه الحافظ عن عبد الله بلفظ: هذان إبناي من أحبهما فقد أحبني. وفي لفظ: من أحبني فليحبّ هذين. ورواه أبو يعلى والخطيب والبيهقي، ورواه الحافظ عن أبي بكرة بلفظ: أن ابنيّ هذين ريحانتيّ من الدنيا.(٢)

ذخائر العقبى: عن أنس قال: سئل النبي (ص) أي أهل بيتك أحبّ إليك؟ قال: الحسن والحسين، وكان يقول لفاطمة: ادعي لي ابنيّ فيشمّهما ويضمّهما إليه.(٣)

ابن ماجة: بإسناده أنهم خرجوا مع النبي (ص) إلى طعام دُعوا له، فإذا حسين يلعب في السكة، قال: فتقدم النبي (ص) أمام القوم وبسط يديه، فجعل الصبي يفر هاهنا وهاهنا ويضاحكه النبي (ص) حتى أخذه، فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى في فأس رأسه فقبّله وقال: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط.(٤)

مسند أحمد: ما يقرب منها.(٥)

سنن الترمذي: قال رسول الله (ص): حسين مني وأنا من حسين أحب الله الحديث.(٦)

الكنى للدولابي: عن يعلى بن مرّة، قال: خرجنا مع رسول الله (ص) ودُعينا إلى طعام فإذا حسين الحديث.(٧)

____________________

١ - سنن الترمذي، ص٥٤٠.

٢ - تهذيب ابن عساكر، ج ٤، ص٢٠٤.

٣ - ذخائر العقبى، ص١٢٢.

٤ - ابن ماجة، ج ١، ص٦٥.

٥ - مسند أحمد، ج ٤، ص١٧٢.

٦ - سنن الترمذي، ص٥٤٠.

٧ - الكنى للدولابي، ج ١، ص٨٨.

٤١٩

البيان والتعريف: كما مر، وفيه: الحسن والحسين سبطان من الأسباط. أخرجه البخاري في الأدب والترمذي وابن ماجة والحاكم عن يعلى بن مرة، قال الهيثمي إسناده حسن.(١)

مستدرك الحاكم: عن يعلى يروي قريباً من ابن ماجة.

ويروي: عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله (ص) وهو حامل الحسين بن عليّ وهو يقول: اللَّهُم إني أحبه فأحبّه.(٢)

وقالالحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه.

أخبار إصبهان: عن سلمان قال: قال رسول الله (ص) للحسن والحسين: من أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم. ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم وله عذاب مقيم.(٣)

مسند أحمد: عن عطاء، أن النبي (ص) يضمّ إليه حسناً وحسيناً يقول: اللَّهُم إني أحبهما فأحبّهما.(٤)

التهذيب: عن يعلى، جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول الله (ص) فأخذ أحدهما فضمّه إلى إبطه وأخذ الآخر فضمه إلى إبطه الآخر، وقال: هذان ريحانتان من الدنيا من أحبني فليُحبهما.(٥)

ويروي: عن المقدام، أن النبي (ص) قال: الحسن مني والحسين من علي.

ويروي أيضاً: أن مروان قال لأبي هريرة: ما وجدت عليك في شيء منذ اصطحبنا إلا في حبك الحسن والحسين، فتخفّز أبو هريرة فجلس فقال: اشهد لقد خرجنا مع رسول الله (ص) حتى إذا كنا ببعض الطريق، سمع رسول

____________________

١ - البيان والتعريف، ج ٢، ص٢٣.

٢ - مستدرك الحاكم، ج ٣، ص١٧٧.

٣ - أخبار أصبهان، ج ١، ص٥٦.

٤ - مسند أحمد، ج ٥، ص٣٦٩.

٥ - التهذيب، ج ٤، ص٢٠٦.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495