الحقائق في تاريخ الاسلام

الحقائق في تاريخ الاسلام12%

الحقائق في تاريخ الاسلام مؤلف:
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 495

الحقائق في تاريخ الاسلام
  • البداية
  • السابق
  • 495 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 193432 / تحميل: 7471
الحجم الحجم الحجم
الحقائق في تاريخ الاسلام

الحقائق في تاريخ الاسلام

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

من علم الله علمنا، وبحكم الله حُكمنا، ومن قول صادق سمعنا، فإن تتّبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا، معنا راية الحقّ من يتّبعها لَحِق، ومن تأخّر عنها غرق.(١)

المعارف: قال أبو ذر سمعت رسول الله (ص) يقول: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا.(٢)

الكُنى للدولابي: عن عامر بن واثلة، سمعت مثلها، وفيها: ومن تركها غرق.(٣)

مستدرك الحاكم: كما في الكُنى(٤)

أقول: كما أنّ الملتجئ إلى السفينة ينجو من الأمواج الهائلة، كذلك المتمسّك بهم والسالك على طريقتهم والتابع لهم ينجو من المهلكات والمضلاّت، ويهتدي بنورهم ويتخلّص من الظلمات والشبهات. وأمّا التارك لهم فهم في ظن، بل وفي ريبٍ ممّا يعلمون، ما لهم به من علم، إن يتّبعون إلاّ الظنّ وإنّ الظن لا يغني من الحقّ شيئاً.

( نسبهم لا ينقطع )

مستدرك الحاكم: في حديث عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: كلّ نسب وسبب ينقطع يوم القيامة إلاّ ما كان من سببي ونسبي.(٥)

البيان والتعريف: كلّ بني أنثى فإنّ عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة ؛ فإنّي أنا عصبتهم وأنا أبوهم. أخرجه الطبراني في الكبير عن عمر بن الخطّاب(٦)

ويروي أيضا: كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي، وكلّ وُلد أب فإنّ عصبتهم لأبيهم ما خلا وُلد فاطمة ؛ فإنّي أنا أبوهم وعَصَبتهم. أخرجه

____________________

١ - العقد الفريد، ج ٤، ص ٦٧.

٢ - المعارف، ص ٢٥٢.

٣ - الكُنى، للدولابي، ج ١، ص ٧٦.

٤ - مستدرك الحاكم، ج ٢، ص ٣٤٣.

٥ - مستدرك الحاكم، ج ٣، ص ١٤٢.

٦ - البيان والتعريف، ج ٢، ص ١٤٤.

٤١

أبو نعيم في معرفة الصحابة عن عمر بن الخطاب.(١)

أقول: العَصَبُ - محرّكة - والعَصَبة: قوم الرجل الذين يتعصّبون له. يُشير النبيّ (ص) إلى أنّ أهل البيت معصوبون به نسباً وروحاً، وأنّ ولد فاطمة ولده.

مسند أحمد: عن المسور، قال: بعث حسن بن حسن إلى المسوّر يخطب بنتاً له، قال له توافيني في العتمة، فلقيه فحمد الله المسورُ، فقال: ما من سبب ولا نسب ولا صهر أحبّ إليّ من نسبكم وصهركم، ولكنّ رسول الله (ص) قال: فاطمة شجنة منّي يبسطني ما بسطها، ويقبضني ما قبضها، وإنّه تنقطع يوم القيامة الأنساب والأسباب إلاّ نسبي وسببي. وتحتك ابنتها، ولو زوّجتك قبضها ذلك، فذهب عاذرا له.(٢)

( أهل البيت والمباهلة )

مسند أحمد: عن عامر بن سعد عن أبيه، قال سمعت رسول الله (ص) يقول له وخلّفه في بعض مغازيه، فقال علي ( رض ): أتخلّفني مع النساء والصبيان؟! قال: يا عليّ أمّا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ إنّه لا نبوّة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله. فتطاولنا لها فقال: ادعوا ليّ علياً (رض)، فأُتي به أرمد فبصق في عينه، ودفع الراية إليه ففتح الله عليه، ولمّا نزلت هذه الآية:( نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) ، دعا رسول الله (ص) عليا وفاطمة وحسنا وحسيناً رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، فقال: اللّهمّ هؤلاء أهلي(٣).

دلائل النبوّة: عن جابر، قَدِم على النبيّ (ص) العاقبُ والطيّبُ فدعاهما إلى الإسلام فدعاهما إلى الملاعنة، فواعداه على أن يغادياه بالغداة، فغدا رسول الله (ص) وأخذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ثمّ

____________________

١ - البيان والتعريف، ص ١٤٥.

٢ - مسند أحمد، ج ٤، ص ٣٣٢.

٣ - مسند أحمد، ج ١، ص ١٨٥.

٤٢

أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرّا له، فقال رسول الله (ص): والذي بعثني بالحقّ لو فعلاً، لأمطر الوادي عليهما ناراً، قال جابر: فيهم نزلت:( تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) ، قال الشعبي: قال جابر: وأنفسنا وأنفسكم رسول الله (ص) وعليّ، وأبناءنا وأبناءكم الحسن والحسين، ونساءنا فاطمة، رضي الله عنهم أجمعين.(١)

أقول: قال تعالى:( تََعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) . (٢)

الكشّاف: فأتوا رسول الله (ص) محتضناً الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعليّ خلفها، وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمّنوا فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إنّي لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزالها بها، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة

وعن عايشة أنّ رسول الله (ص) خرج وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله، ثمّ جاء الحسين فأدخله ثمّ فاطمة ثمّ عليّ، ثمّ قال:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) ، فإن قلت: فما معنى ضمّ الأبناء والنساء؟

قلت: ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله واستيقانه بصدقه حيث استجرأ على تعريض أعزّته وأفلاذ كبده وأحبّ الناس إليه وقدّمهم في الذكر على الأنفس لينبّه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم، وليؤذن بأنّهم مقدّمون على الأنفس، وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السلام.(٣)

سنن الترمذي: عن سعد لمّا نزلت هذه الآية:( نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ ) الآية، دعا رسول الله (ص) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللّهمّ

____________________

١ - دلائل النبوّة، ج ١، ص ١٢٤.

٢ - آل عمران، آية ٦١.

٣ - الكشّاف، ج ١، ص ٣٠٧.

٤٣

هؤلاء أهلي.(١)

فتوح البلدان: عن الحسن: ثمّ دعا رسول الله (ص) راهبا نجران إلى المباهلة، واخذ بيد فاطمة والحسن والحسين، فقال أحدهما لصاحبه: أصعد الجبل ولا تباهله فإنّك إن باهلته بُؤت باللعنة.(٢)

أقول: يستفاد من هذه الروايات بأنّ المصداق الحقيقي من أبنائه ونسائه وأنفسه: هو الحسن والحسين وفاطمة وعلي عليهم السلام، وأنّهم أحبّ الناس إليه، وأنّهم أهل بيته المخصوصون المقرّبون.

( ما يستفاد من الروايات )

وقد نقلنا الأحاديث الواردة في أهل البيت (ص) ملخّصاً، واعتمدنا فيها على الكتب المؤلّفة في ستة قرون من صدر الإسلام، من صحاح أهل السنّة، وفيها كفاية للمعتبر ومن تعوّذ من الشيطان والهوى، وتورّع عن العصبيّة، وطلب الحقيقة، فله أن يتدبّر فيها وينظر فيها بالإنصاف والتحقيق، ليجد ما هو الحقّ.

ويستفاد منها أمور:

١ - قد صرّح رسول الله (ص) في الأحاديث المذكورة بأنّ مراده من أهل البيت هو عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، والتفسير بمعنى آخر مخالف لقوله (ص)، وممّا لا يرضى به صاحبه.

٢ - قد ترك رسول الله (ص) في أمّته الثقلين، وأوصاهم بالتمسك بهما: فللأمّة أن يتمسّكوا بهما، ولا يخالفوهما، ويراقبوا أعمالهم وعقائدهم وسلوكهم حتى لا يتراءى فيها خلاف وانحراف عن طريقتهما.

٣ - قد أكد رسول الله (ص) التمسّك بالثقلين بقوله: ( إن أخذتم بهما لن تضلّوا )، ( إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي )، ( لن يفترقا حتى يردا عليّ )، ( فانظروا كيف تخلفوني فيهما )، ( أذكّركم الله في أهل بيتي ) فبئس ما عملت الأمّة بالوصية، وبئس

____________________

١ - سنن الترمذي، ص ٤٢٦.

٢ - فتوح البلدان، ص ٧٥.

٤٤

ما يصنعون.

٤ - يُخبر رسول الله (ص) بأنّ الله تعالى قد أذهب عن أهل بيته الرجس وطهّرهم تطهيراً، وأنّهم مورد نزول آية التطهير، وهم أهل الكساء، فقولهم وعملهم لنا حجّة، وهم منزّهون عن كلّ عيب وشين.

٥ - حكم رسول الله (ص) بأنّ الصلاة عليه يلزم أن تقترن بالصلاة على آله ؛ والأمّة لم يعملوا بهذا أيضاً.

٦ - أنّهم أمان للأمّة من الاختلاف، وإذا اختلفوا فصاروا حزب إبليس ؛ فمخالفة طريقة أهل البيت تكشف عن انحرافهم وضلالهم واتّباعهم إبليس وقومه.

٧ - أنّهم أوّل من يدخل الجنّة، ومحبّوهم من ورائهم.

٨ - أنّ رسول الله (ص) حرب لمن حاربهم، وسلمٌ لمن سالمهم. ومن المحاربة مخالفتهم والانحراف عن طريقتهم، وتركهم والتوجّه إلى غيرهم وترك العمل بأقوالهم.

٩ - لو أنّ رجلاً صلّى وصام وهو مبغض لهم دخل النار.

١٠ - أنّ حُبّ الرسول (ص) ملازم بحبّ آله.

١١ - أنّهم كسفينة نوح من تركها غرق.

١٢ - أنّ رسول الله (ص) أبوهم وعَصبَتهم.

١٣ - أنّهم أحبّ الناس إلى رسول الله (ص) وأعزّ الأشخاص وأقرب النفوس إليه.

١٤ - أنّهم مورد نزول آية المباهلة، وأنّهم المصداق المسلّم من أبنائه ونسائه وأنفسه في الآية.

أولئك الذين هدى الله فبهُداهم اقتده.

٤٥

( رسول الله وعليّ بن أبي طالب )

لمّا أدرجنا الأحاديث المروية عن رسول الله (ص) في أهل البيت عليهم اللام وعرفنا مقاماتهم، وتوصية رسول الله (ص) بهم، وإرجاع الأمة إليهم ولزوم اتّباعهم: يناسب هنا أن نذكر شطراً من الروايات الصحيحة المرويّة في صحاح أهل السنّة، ممّا صدر عن رسول الله (ص) في حقّ عليّ (ع) تأييدا للأحاديث السابقة، وتأكيداً لدلالتها، وتحكيماً لمعانيها، وتشريحا لمجملها، وتوضيحا لمبهمها، حتى يكون القارئ طالب الحقيقة على بصيرة، لا يخفى عليه الحقّ.

واللازم لنا أن نذكر تلك الروايات الشريفة المعتبرة على ترتيب حياة أمير المؤمنين علي (ع) ليطلّع الطالب سليم القلب على جريان تاريخ حبّ النبيّ (ص) له، وإرجاع الناس إليه، وتعيينه لمقام الخلافة والولاية.

ولا نريد من هذا جزاءاً ولا أجراً ولا عنواناً، وليس غرضي إلا عرض المحبّة والأدب وإظهار الموالاة والخدمة لأهل بيت الطهارة وعترة خاتم الرسالة، ثمّ التذكرة والتنبيه لأخواني المسلمين، الذين انقطعوا عن آل رسول ربّ العالمين، فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين، وإنّ الله تعالى هادي المتّقين.

( تربية عليّ بن أبي طالب (ع) )

المقاتل: وكان رسول الله (ص) أخذ علياً من أبيه وهو صغير في سنةٍ أصابت قريشاً وقحط نالهم، وأخذ حمزة جعفراً وأخذ العبّاس طالباً ؛ ليكفوا أباهم مؤنتهم ويخفّفوا عنه ثقلهم، فقال رسول الله (ص): اخترت مَن اختار الله لي عليكم: علياً.(١)

____________________

١ - المقاتل، ص ٢٦.

٤٦

مستدرك الحاكم: عن مجاهد قال: كان من نعم الله على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ما صنع الله له وأراده به من الخير، أنّ قريشا أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب في عيال كثير، فقال رسول الله (ص) لعمّه العباس: إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال فانطلق بنا إليه نُخفف عنه فأخذ رسول الله (ص) علياً فضمّه إليه وأخذ العبّاس جعفراً فضمه إليه، فلم يزل علي مع رسول الله (ص) حتى بعثه الله فاتبعه وصدّقه. (١)

أقول: هذه أوّل مرحلة من حياة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، حيث ربّي في حجر رسول الله (ص)، ولم يزل معه حتى بعثه الله فاتّبعه، وقال رسول الله (ص): اخترت من اختار الله لي عليكم علياً. ولا ريب أنّ التربية الأوّلية لها غاية التأثير في المراحل المتأخّرة من الحياة، ومن آثارها: أن وفّقه الله تعالى حتى آمن به وصدّق رسول الله (ص) قبل أن يؤمن به آخرون.

وما أحسن ما يقول المقريزي في إمتاع الأسماع: وأمّا عليّ بن أبي طالب فلم يشرك بالله قط ؛ وذلك أنّ الله تعالى أراد به الخير فجعله في كفالة ابن عمّه سيد المرسلين محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فعندما أتى رسول الله (ص) الوحي وأخبر خديجة رضي الله عنها وصدقت، كانت هي وعليّ بن أبي طالب وزيد بن حارثة - حِبّ رسول الله (ص) - يُصلّون معه، وكان يخرج إلى الكعبة أوّل النهار فيصلّي صلاة الضحى، وكانت صلاة لا تنكرها قريش. فلم يحتجّ عليّ رضي الله عنه أن يُدعى ولا كان مشركاً حتى يوحّد فيقال أسلم، بل كان عندما أوحى الله إلى رسول الله (ص) عمره ثماني سنين، وقيل سبع سنين وقيل إحدى عشرة سنة، وكان مع رسول الله (ص) في منزله بين أهله كأحد أولاده يتّبعه في جميع أحواله، وكان أبو بكر أوّل من أسلم ممّن له أهلية الذّب عن رسول الله (ص) والحماية والمناصرة، هذا هو التحقيق في المسألة.(٢)

____________________

١ - مستدرك الحاكم، ج ٣، ص ٥٧٦.

٢ - إمتاع الأسماع، ج ١، ص ١٦.

٤٧

( أوّل من آمن وصدّق )

الاستيعاب: وروي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد لخدري وزيد بن الأرقم: أنّ عليّ بن أبي طالب (رض) أوّل من أسلم، وفضّله هؤلاء على غيره، ويروي عن ابن عبّاس، قال: لعلي أربع خصال ليست لأحدٍ غيره: هو أوّل عربي وعجمي صلّى مع رسول الله (ص)، وهو الذي كان لواؤه معه في كلّ زحف، وهو الذي صبر معه يوم فرّ عنه غيره، وهو الذي غسّله وأدخله قبره.(١)

ويروي: عن سلمان، قال رسول الله (ص): أوّلكم وُرودا عليّ الحوض أوّلكم إسلاما: عليّ بن أبي طالب (رض).(٢)

ويروي: عن عمرو مولى عفرة، سُئل محمّد بن كعب القرظي عن أوّل من أسلم، عليّ أو أبو بكر؟ قال سبحان الله عليّ أوّلهما إسلاما، وإنّما شبه على الناس لأنّ علياً أخفى إسلامه من أبي طالب، وأسلم أبو بكر فأظهر إسلامه، ولا شكّ أنّ علياً أوّلهما إسلاماً.(٣)

أقول: هذا خلاف ما ورد في الأحاديث المعتبرة بأنّ علياً كان يصلّي مع رسول الله (ص) في المسجد، كما في حديث عفيف وغيره، نعم يمكن أن نقول: إنّ علياً كان من أهل بيت رسول الله (ص) كما أنّ زيد بن حارثة كان مولى رسول الله (ص)، وكان يتّبعه في جميع أحواله، فأوّل مسلم من سائر الناس هو أبو بكر.

ويروي: قال رسول الله (ص) لفاطمة (ع): زوجكِ سيدٌ في الدنيا والآخرة، وإنّه أوّل أصحابي إسلاماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً.(٤)

____________________

١ - الاستيعاب، ج ٣، ص ١٠٩٠.

٢ - الاستيعاب، ج ٣، ص ١٠٩١.

٣ - نفس المصدر، ج ٣، ص ١٠٩٢.

٤ - الاستيعاب، ج ٣، ص ١٠٩٩.

٤٨

أخبار أصبهان: عن ابن عبّاس، قال رسول الله (ص): أوّل من صلّى مع رسول الله (ص) خديجة ثمّ عليّ. فأمرهما بخلع الأنداد وترك اللات والعزى.(١)

السيرة النبوية: قال ابن إسحاق: ثمّ كان أوّل ذكر من الناس آمن برسول الله (ص) وصلّى معه وصدّق بما جاءه من الله تعالى عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم رضوان الله وسلامه عليه، وهو يومئذٍ ابن عشر سنين. وكان ممّا أنعم الله على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنّه كان في حجر رسول الله ( ص) قبل الإسلام.(٢)

ويقول: فلم يزل عليّ مع رسول الله (ص) حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبياً، فاتّبعه عليّ رضي الله عنه وآمن به وصدّقه.(٣)

وذكر بعض أهل العلم: أنّ رسول الله (ص) كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكّة، وخرج معه عليّ بن أبي طالب مستخفياً من أبيه أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه، فيصلّيان الصلوات فيها، فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا.

ويقول: ثمّ أسلم زيد بن حارثة بن شرحبيل، مولى رسول الله (ص)، وكان أوّل ذكر أسلم وصلّى بعد عليّ بن أبي طالب.(٤)

ويقول: ثمّ أسلم أبو بكر بن أبي قحافة.(٥)

أقول: قد صرّح من دون ذكر خلاف بأنّ أوّل من أسلم وصلّى هو: عليّ بن أبي طالب، ثمّ زيد بن حارثة، ثمّ أبو بكر.

المعارف: قال ابن إسحاق: أوّل من اتّبع رسول الله (ص) وآمن به من

____________________

١ - أخبار أصبهان، ج ٢، ص ١٨١.

٢ - السيرة النبوية، ج ١، ص ٢٦٢.

٣ - السيرة النبوية، ص ٢٦٣.

٤ - نفس المصدر ص٢٦٤.

٥ - نفس المصدر ص٢٦٦.

٤٩

أصحابه عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وهو ابن تسع سنين، ثمّ زيد بن حارثة، ثم أبو بكر بن أبي قحافة.(١)

ويقول: عن معاذة: سمعت عليّ بن أبي طالب على منبر البصرة وهو يقول: أنا الصدّيق الأكبر ؛ آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم أبو بكر. ويقول حبّة العرني: سمعت علياً يقول: أنا أوّل من صلّى مع رسول الله (ص).(٢)

سنن الترمذي: عن ابن عبّاس قال: أول من صلّى، عليّ.(٣)

ويروي أيضاً: عن زيد بن أرقم قال: أوّل من أسلم عليّ.

ويروي أيضاً: عن أنس قال: بُعث النبيّ (ص) يوم الاثنين وصلّى عليّ يوم الثلاثاء.

ويروي الاستيعاب نظيرها.(٤)

الخصائص للنسائي: قال حبّة العُرني: سمعت علياً كرّم الله وجهه يقول: أنا أوّل من صلّى مع رسول الله (ص).

ويروي: عن زيد بن أرقم: أوّل من صلّى مع رسول الله (ص) عليّ (رض).

ويروي: عن عفيف: قال جئت في الجاهلية إلى مكّة وأنا أريد أن أبتاع لأهلي من ثيابها وعطرها، فأتيت العبّاس بن عبد المطلب وكان رجلاً تاجراً، فأنا عنده جالس حيث انظر إلى الكعبة وقد حلّقت الشمس في السماء فارتفعت وذهبت، إذ جاء شاب فرمى ببصره إلى السماء ثمّ قام مستقبل الكعبة ثمّ لم ألبث إلاّ يسيراً حتى جاء غلام فقام على يمينه، ثمّ لم البث إلاّ يسيراً حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة، فسجد الشاب فسجد الغلام والمرأة، فقلت: يا عبّاس أمرٌ عظيم، قال العبّاس: أمر عظيم، تدري من هذا الشاب؟ قلت لا. قال: هذا محمّد بن عبد الله

____________________

١ - المعارف، ص ١٦٨.

٢ - المعارف، ص ١٦٩.

٣ - سنن الترمذي، ص ٥٣٥.

٤ - الاستيعاب، ج ٥، ص ١٠٩٥.

٥٠

ابن أخي، أتدري من هذا الغلام؟ هذا عليّ ابن أخي، أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته، إنّ ابن أخي هذا أخبرني أنّ ربّه ربّ السماء والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما على الأرض كلّها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.(١)

الطبقات: يروي نظيرها.(٢)

الاستيعاب: يروي عن عفيف عن جده نظيرها.(٣)

خصائص النسائي: عن خالد بن قثم، قيل له: أعليّ ورث رسول الله (ص) دون جدّك وهو عمّه؟ قال: إنّ علياً أوّلنا لحوقاً وأشدّنا به لزوقا.(٤)

الطبقات: عن زيد بن أرقم، قال: أوّل من أسلم مع رسول الله (ص) عليّ. قال عفّان: أوّل من صلّى.(٥)

ومسند أحمد يروي نظيرها.(٦)

ويروي في الطبقات عن مجاهد: أوّل من صلّى عليّ وهو ابن عشر سنين.

ويروي: عن محمّد بن عبد الرحمن: أسلم عليّ وهو ابن تسع سنين.

الكُنى للدولابي: يروي نظير ما في المعارف.(٧)

أنساب الأشراف: كما في الخصائص عن زيد بن أرقم.(٨)

ويروي أيضاً: عن الواقدي: قال رأى عليّ النبيّ (ص) تُصلي معه خديجة، فقال: ما هذا يا محمّد؟ فقال رسول الله (ص): يا عليّ هذا دين الله الذي اصطفاه واختاره، وأنا أدعوك إلى الله وحده وأن تذر اللات والعزة ؛ فإنّهما لا تنفعان

____________________

١ - الخصائص للنسائي، ص ٢.

٢ - الطبقات، ج ٨، ص ١٧.

٣ - الاستيعاب، ج ٣، ص ١٠٩٦.

٤ - خصائص النسائي، ص ٢٠.

٥ - الطبقات، ج ٣، ص ٢١.

٦ - مسند أحمد، ج ٤، ص ٣٦٨.

٧ - الكُنى، للدولابي، ج ٢، ص ٨١.

٨ - أنساب الأشراف، ج ١، ص ١١٢.

٥١

ولا تضران، فقال علي: ما سمعت بهذا الدين إلى اليوم وأنا استأمر أبي فيه. فكره النبيّ (ص) أن يفش ذلك قبل استعلان أمره. فقال: يا عليّ، إن فعلت ما قلت لك وإلاّ فاكتم ما رأيت. فمضى ليلته ثمّ غدا على رسول الله (ص)، فقال له: أعِد عليّ ما قلت. فأعاده، فأسلم، ومكث يأتي رسول الله (ص) فيصلّي معه على خوف من أبي طالب، وكان هو زيد بن حارثة يلزمان رسول الله (ص).. إلخ.

أقول: يظهر من هذه الرواية أنّ عليّ بن أبي طالب (ع) أسلم وصلّى وليس مع النبيّ أحد غير زوجته خديجة، ثمّ أسلم زيد بن حارثة، وهما يلزمان النبيّ (ص) وليس معهما شخص آخر. ويعلم أيضاً أنّ إسلامه (ع) كان قبل استعلان أمره وإفشاء دعوته.

مستدرك الحاكم: عن ابن عبّاس قال: لعليٍّ أربع خصال ليست لأحدٍ: هو أوّل عربي وأعجمي صلّى مع رسول الله (ص)، وهو الذي كان لواؤه معه في كلّ زحف، والذي صبر معه يوم المهراس، وهو الذي غسّله وأدخله قبره.(١)

ويروي: عن جوين عن عليّ (ع)، قال: عبدت الله مع رسول الله (ص) سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة.(٢)

ويروي: عن سلمان قال رسول الله (ص): أوّلكم وارداً عليّ الحوض أوّلكم إسلاماً، علي بن أبي طالب.(٣)

ويروي: عن أبي موسى الأشعري قال: إن عليّا أوّل من أسلم مع رسول الله (ص).(٤)

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

البدء والتاريخ: روى عن الواقدي كما في أنساب الأشراف، وفيها: فمكث علي تلك الليلة وألقى الله في قلبه الإسلام فغدا على رسول الله فأسلم، ثمّ إنّ أمّه

____________________

١ - مستدرك الحاكم، ج ٣، ص ١١١.

٢ - مستدرك الحاكم، ص ١١٢.

٣ - نفس المصدر، ص ١٣٦.

٤ - نفس المصدر، ص ٤٦٥.

٥٢

فاطمة بنت أسد أنكرت شأنه واختلافه إلى رسول الله فقالت لأبي طالب: إنّي أرى ابنك قد صَبأ!

وكان النبيّ وخديجة وزيد يخرجون إلى شعاب مكّة فيصلّون مستخفين من الناس، فتبعهم أبو طالب حتى عثر عليهم وهو يصلّون، فقال: ما هذا يا ابن أخي؟! فقال دين الله الذي ارتضاه لنفسه وبعث به رُسله، ادعوك إليه. فقال: إنّي أكره أن أفارق دين آبائي! ولكن امض لما أردت، فلا يخلص إليك أحدٌ بما تكره، فقال: لعلي الزمه فإنّه لم يدعك إلاّ إلى خير.(١)

أقول: هذه روايات صحيحة مسلّمة لا ريب فيها، ومخالفها مكابر ومعاند للحقيقة، وقد يستفاد من هذه الروايات أمور، نشير إليها بالإجمال:

١ - أنه أوّل من آمن وصدّق به.

٢ - أنّه كان في حجر رسول الله (ص) حتى آمن.

٣ - أنّه كان يصلي مع رسول الله (ص) مستخفياً.

٤ - أنّ زيدا أسلًم بعده، ثمّ أبو بكر.

٥ - انّه أسلم بعد يوم من بعثة الرسول (ص).

٦ - أنّ صلواته مع رسول الله (ص) وخديجة قد وقعت مدّة، ولم يكن يومئذٍ غيرهما مصلّياً ومؤمناً.

٧ - أنّه الصدّيق الأكبر لأنّه أوّل من صدّق.

٨ - له أربع خصال ليست لأحد غيره.

٩ - أنّه أوّل من يَرِد الحوض.

١٠ - أنّ الله تعالى ألقى في قلبه الإسلام.

١١ - أنّه أكثرهم علماً وأعظمهم حلماً.

( إنّ علياً من رسول الله (ص) )

مستدرك الحاكم: عن جابر قال: سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي: يا عليّ!

____________________

١ - البدء والتاريخ، ج ٥، ص ٧٢.

٥٣

الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة، ثمّ قرأ رسول الله (ص):( وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ ) .(١)

أقول: ليس المراد من الشجر الأصل المادي، فإن تمام قريش من شجرة واحدة وتمام بني هاشم من أصل واحد، ولا اختصاص لهما بأصل معيّن مادّي، بل المراد الأصل الرّوحاني، بمعنى كونهما من نورٍ واحد. وهذا نهاية المقامات وكمال المراتب، فإنّه لا يتصوّر مقام أعلى من أن يتكوّن ويُخلق شخص من النور والأصل الذي خلق منه رسول الله (ص) وأن يشتركا في أصل الشجرة المعنوية.

مسند أحمد: عن يحيى السلولي - وكان قد شهد يوم حجّة الوداع - قال: قال رسول الله (ص): ( عليّ منّي وأنا منه ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ )، وقال ابن أبي بكير: لا يقضي عنّي دَيني إلا أنا أو عليّ (رضي الله عنه).(٢)

ويروي: عن عمران بن حصين، قال: بعث رسول الله (ص) سرية وأمّر عليهم عليّ بن أبي طالب (رض)، فأحدث شيئاً في سفرة فتعاهد أربعة من أصحاب محمد (ص) أن يذكروا أمره لرسول الله (ص)، قال عمران وكنّا إذا قَدِمنا من سفر بدأنا برسول الله (ص) فسلّمنا عليه، فدخلوا عليه فقام رجل منهم، فقال: يا رسول الله، إنّ علياً فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثمّ قام فأقبل رسول الله (ص) على الرابع وقد تغير وجهه، فقال: دعوا علياً! دعوا علياً ؛ إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.(٣)

أخبار أصبهان: عن حُبشي السلولي، قال: سمعت النبيّ (ص) يقول: عليّ منّي وأنا منه ولا يُبلّغ عنّي إلاّ أنا أو عليّ. قالها في حجة الوداع(٤) .

البخاري: قال النبيّ (ص) لعليّ: أنت منّي وأنا منك.(٥)

____________________

١ - مستدرك الحاكم، ج ٢، ص ٢٤١.

٢ - مسند أحمد، ج ٤، ص ١٦٤.

٣ - نفس المصدر، ص ٤٣٨.

٤ - أخبار أصبهان، ج١، ص ٣٥٣.

٥ - البخاري، ج ٢، ص ٧٠ و ١٨٤ و ج ٣، ص ٣٦.

٥٤

ابن ماجة: عن رسول الله (ص) يقول: عليّ منّي وأنا منه ولا يؤدّي عنّي إلاّ عليّ.(١)

سنن الترمذي: بعث رسول الله (ص) جيشاً واستعمل عليهم عليّ بن أبي طالب فمضى في السرية فأصاب جارية، فأنكروا عليه فأقبل رسول الله (ص) والغضب يُعرف في وجهه، فقال: ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! إنّ علياً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمن من بعدي.(٢)

ويروي أيضاً: كما في ابن ماجة.(٣)

خصائص النسائي: عن عمران عن النبي (ص) قال: إنّ علياً منّي وأنا منه ووليّ كلّ مؤمن من بعدي.(٤)

ويروي بإسناد آخر: روايات قريبة منها.

ويروي: أيضاً قريباً ممّا في ابن ماجة.(٥)

ويروي أيضاً: عن زيد: قال رسول الله (ص): أمّا أنت يا عليّ فختني وأبو ولدي أنت منّي وأنا منك.(٦)

أقول: يستفاد من هذه الأحاديث أمور:

١ - أنّ رسول الله (ص) وعلياً من شجرة واحدة.

٢ - أنّ رسول الله (ص) منه وهو من رسول الله (ص).

٣ - لا يؤدّي عن جانب رسول الله (ص) حقّاً أو حكماً أو عهداً، إثباتا أو نفياً، إلاّ عليّ (ع) فهو كنفسه.

٤ - أنّه وليّ المؤمنين بعد ارتحال رسول الله (ص).

فهذه كلّها تدلّ على كمال الاختصاص بينهما، وهذا المقام لم يتحقق لأحد سوى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع).

____________________

١ - ابن ماجة، ج ١، ص ٥٧.

٢ - سنن الترمذي، ص ٥٣٣.

٣ - نفس المصدر، ص ٥٣٤.

٤ - خصائص النسائي، ص ١٣.

٥ - نفس المصدر، ص ١٤.

٦ - نفس المصدر، ص ٢٥.

٥٥

فهو كنفس رسول الله (ص) كما استفيد هذا من آية المباهلة، حيث جعل علياً (ع) مصداقا لكلمة أنفسنا.

( أنّه أخو رسول الله (ص) )

الأخوّة مرتبة ثانوية من الاختصاص، وتكشف عن كمال الاتّفاق والاتّحاد الباطني والتوافق في العقيدة والأخلاق والعمل، حتى لا يوجد تخالف بينهما.

الاستيعاب: لما احتضر عمر جعلها شورى بين عليّ، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، فقال لهم: أنشدكم الله هل فيكم أحد آخى رسول الله بينه وبينه غيري؟! قالوا اللّهم لا.(١)

ويروي أيضاً: عن ابن عبّاس، قال رسول الله (ص) لعليّ: أنت أخي وصاحبي.

ابن ماجة: بإسناده عن عليّ قال: أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصدّيق الأكبر، لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب، صلّيت قبل الناس لسبع سنين.(٢)

السيرة النبوية: وآخى رسول الله (ص) بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فقال: تآخوا في الله أخوين، ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب فقال: هذا أخي، فكان أخا لرسول الله (ص) سيّد المرسلين.(٣)

سنن الترمذي: عن ابن عمر قال: آخى رسول الله (ص) بين أصحابه فجاء عليّ تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد. فقال له رسول الله (ص): أنت أخي في الدنيا والآخرة.(٤)

ويروي أيضاً: ما أعرف أحداً من هذه الأمّة عَبَدَ الله بعد نبيّنا غيري، عبدت الله

____________________

١ - الاستيعاب، ج ٣، ص ١٠٩٨.

٢ - ابن ماجة، ج ١، ص ٥٧.

٣ - السيرة النبوية، ج ٢، ص ١٥٠.

٤ - سنن الترمذي، ص ٥٣٤.

٥٦

قبل أن يعبده أحدٌ من هذه الأمة تسع سنين.(١)

الطبقات: بإسناده: أنّ النبيّ (ص) حين آخى بين أصحابه وضع يده على منكب عليّ ثمّ قال: أنت أخي ترثني وأرثك.(٢)

الطبقات: فجاء رسول الله (ص) وقف بالباب وسلّم، فاستأذن فأذن له، فقال: أثمّ أخي؟ فقالت أم أيمن: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله مَن أخوك؟ قال: عليّ بن أبي طالب، قالت: وكيف يكون أخاك وقد زوّجته ابنتك؟ قال: هو ذاك يا أمّ أيمن.(٣)

مستدرك الحاكم: عن ابن عمر قال: لمّا ورد رسول الله (ص) المدينة آخى - كما في الترمذي.(٤)

ويروي: أيضاً عنه قال: إنّ رسول الله (ص) آخى بين أصحابه، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عثمان بن عفّان وعبد الرحمن بن عوف، فقال عليّ: يا رسول الله، إنّك قد آخيت بين أصحابك فمن أخي؟ قال رسول الله (ص): أَمَا ترضى - يا عليّ - أن أكون أخاك؟! قال ابن عمر: وكان عليّ (رض) جَلِداً شجاعاً. فقال عليّ: بلى يا رسول الله، فقال رسول الله (ص): أنت أخي في الدنيا والآخرة.

أقول: يستفاد من هذه الروايات أمور:

١ - قد آخى رسول الله (ص) بينه وبين عليّ (ع).

٢ - أنّه الصدّيق الأكبر لا يدّعيه أحد إلاّ وهو كاذب.

٣ - أنّه أخو رسول الله (ص) في الدنيا والآخرة.

٤ - أنّه آمن قبل الدعوة العامة، وإيمان العموم بسبع سنين أو تسع سنين لا ينافى إيمان بعضٌ قبلها.

____________________

١ - خصائص النسائي، ص ٣.

٢ - الطبقات، ج ٨، ص ٢٢.

٣ - نفس المصدر، ج ٨، ص ٢٤.

٤ - مستدرك الحاكم، ج ٣، ص ١٤.

٥٧

٥ - أنّه أخو رسول الله (ص) وصاحبه.

(علي (ع) وكسر الأصنام)

ومن الأعمال التي تدلّ على الاختصاص الشديد بين رسول الله (ص) وبين ابن عمّه (ع) انطلاقه به إلى جنب الكعبة لكسر الأصنام، وحمله على منكبه، حتى يكسر آلهتهم بيده ويدقّ أصنامهم.

مستمسك الحاكم: عن عليّ بن أبي طالب (رض) قال: انطلق بي رسول الله (ص) حتى أتى بي الكعبة، فقال لي: اجلس فجلست إلى جنب الكعبة فصعد رسول الله (ص) بمنكبي ثمّ قال لي: انهض، فنهضت فلمّا رأى ضعفي تحته قال لي اجلس فنزلت وجلست، ثم قال لي يا علي اصعد على منكبي، فصعدت فوق الكعبة وتنحّى رسول الله (ص) فقال لي: صنمهم الأكبر صنم قريش، وكان من نحاس، موتّداً بأوتاد من حديد إلى الأرض، فقال لي رسول الله (ص): عالجه! ورسول الله يقول لي: أيه أيه جاء الحقّ وزهق الباطل، إنّ الباطل كان زهوقاً، فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه، فقال: اقذفه. فقذفته فتكسّر، وتردّيت من فوق الكعبة، فانطلقت أنا والنبيّ (ص) نسعى وخشينا أن يرانا أحدٌ من قريش وغيرهم.قال عليّ: فما صعد به حتى الساعة.(١)

ويروي ما يقرب منها. وفيها: ثمّ نهض بي رسول الله (ص) وخيّل إليّ أنّي لو شئت نلت السماء، وصعدت إلى الكعبة فقال: دقّه فدققته فكسرته، ونزلت.(٢)

مسند أحمد: يروي ما يقرب منها.(٣)

خصائص النسائي: قال علي رضي الله عنه: انطلقت مع رسول الله (ص) حتى أتينا الكعبة، فصعد رسول الله (ص) على منكبي فنهضت به. فلمّا رأى

____________________

١ - مستمسك الحاكم، ج ٢، ص ٣٦٦.

٢ - نفس المصدر، ج ٣، ص ٥.

٣ - مسند أحمد، ج ١، ص ٨٤.

٥٨

رسول الله (ص) ضعفي قال لي: اجلس، فجلست. فنزل النبيّ (ص) وجلس لي وقال لي: اصعد على منكبيّ فصعدت على منكبيه فنهض بي فقذفت به فكسرته كما تُكسر القوارير، ثمّ نزلت فانطلقت أنا ورسول الله (ص).(١)

أقول: هذا يدلّ على كمال الصميمية ونهاية المودّة والاختصاص وشدّة المساواة بينهما.

(ما يدلّ على شدّة الاختصاص)

وممّا يدلّ على شدّة الاختصاص وكما الاتّفاق وتمام المحبّة بين رسول الله (ص) وبين عليّ بن أبي طالب: دعاؤه (ص) له بما يدعو لنفسه، وأذنه (ص) لدخوله عليه في أي وقت، وجواب عن سؤاله إذا سأل، وابتداؤه إذا سكت، ودعاؤه لبرئه من مرضه.

مسند أحمد: عن النعمان، استأذن أبو بكر على رسول الله (ص) فسمع صوت عايشة عالياً وهي تقول: والله لقد عرفت أنّ علياً أحبّ إليك من أبي ومنّي مرّتين أو ثلاثا، فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى إليها، فقال يا بنت فلانة ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله (ص).(٢)

خصائص النسائي: عن عليّ (رضي الله عنه)، قال: مرضتُ فعادني رسول الله (ص)، فدخل عليّ وأنا مضطجع فاتكأ إلى جنبي ثمّ سجّاني بثوبه، فلما رآني قد برئت قام إلى المسجد يصلّي، فلما قضى صلاته جاء فرفع الثوب، وقال: قم يا علي فقمت وقد برئت كأنّما لم أشْكُ شيئاً قبل ذلك، فقال: ما سألت ربّي شيئاً في صلاتي إلاّ أعطاني، وما سألت لنفسي شيئاً إلاّ سألت لك.(٣)

ويروي أيضاً: عنه (رضي الله عنه) قال: وجعت وجعاً فأتيت، فأقامني في

____________________

١ - خصائص النسائي، ص ٢٢.

٢ - مسند أحمد، ج ٤، ص ٢٧٥.

٣ - خصائص النسائي، ص ٢٧.

٥٩

مكانه وقام يصلّي وألقى عليّ طرف ثوبه، ثمّ قال: قم يا علي! قد برئت لا بأس عليك، وما دعوت لنفسي بشيءٍ إلاّ دعوت لك بمثله، وما دعوت بشيء إلاّ استجيب لي، إلاّ أنّه قيل لي لا نبيَّ بعدي.

أقول: يدلّ هذا الحديث على أنّ النبيّ (ص) قد دعا لعليّ وسأل الله تعالى له أعلى المقامات وارفع المراتب، كما دعا لنفسه وقد استجيبت دعوته كلّها ما خلا النبوّة، وما سأل لنفسه بشيء إلا سأل له بمثله.

خصائص النسائي: قال عليّ (رضي الله عنه): كان لي من النبيّ (ص) مدخلان ؛ مدخل بالليل ومدخل بالنهار، إذا دخلت بالليل تنحنح لي.(١)

ويروي أيضاً: قال عليّ: كنت أدخل على نبيّ الله (ص) كلّ ليلة، فإن كان يصلّي سبّح فدخلت، وان لم يكن يصلّي أَذِن لي فدخلت.

ويروي أيضاً: قال علي: كان لي ساعة من السحر أدخل فيها على رسول الله (ص)، فإن كان في صلاته سبّح، وإن لم يكن في صلاته أذن لي.

أقول: يظهر من هذه الأحاديث كمال اختصاصه بالنبيّ (ص) وشدّة المحبّة والصميمية بينهما. ويدلّ عليه ما يروي الحاكم في المستدرك عن أم سلمة: أنّ النبي (ص) كان إذا غضب لم يجترئ أحد منّا يكلّمه غير عليّ بن أبي طالب (رض).(٢)

تهذيب ابن عساكر: عن قيس قال: سُئل عليّ عن نفسه؟ قال: كنت إذا سكتُّ أُُبتديت وإذا سألت أُعطيت، فإنّ بين دفتيّ علماً جمّا.(٣)

سنن الترمذي والمستدرك للحاكم: قال عليّ: كنت إذا سألت رسول الله (ص) أعطاني وإذا سكتّ ابتدأني(٤) .

____________________

١ - خصائص النسائي، ص ٢١.

٢ - مستدرك الحاكم، ج ٣، ص ١٣٠.

٣ - تهذيب ابن عساكر، ج ٤، ص ٩٧.

٤ - سنن الترمذي، ص ٥٣٤، والمستدرك للحاكم، ج ٣، ص ١٢٥.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

(سهل بن أحمد)(١) ، عن محمّد بن محمّد الأشعث، عن موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : (رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ)(٢) ، رغم أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر، فلم يدخلاه الجنّة، رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان، ثمّ انسلخ قبل أن يغفر له ».

[ ٨٧٠٤ ] ٢ - السيد فضل الله في نوادره: عن علي بن الحسن الورّاق، عن أبي محمّد، عن اسحاق بن عيسى، عن الحسين بن علي، عن اسماعيل بن سعيد، عن يزيد بن هارون، عن المسعودي، يقول: من قرأ أول ليلة من شهر رمضان( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ) (١) حفظ إلى مثلها من قابل.

[ ٨٧٠٥ ] ٣ - وعن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عبد الرحمان، عن أبي بكر بن محمّد، عن محمّد بن عمرو بن مذعورة، عن ابي هريرة، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من صلى في شهر رمضان، في كلّ ليلة ركعتين، يقرأ في كلّ ركعة بفاتحة الكتاب مرّة، وقل هو الله أحد ثلاث مرات، إن شاء صلاهما في أوّل الليل، وإن شاء في آخر

____________________________

(١) في جامع الأحاديث: محمّد بن عبدالله، وفي البحار كما في المتن وكلاهما من مشايخ مؤلف جامع الأحاديث.

(٢) ليس في جامع الأحاديث.

٢ - نوادر الراوندي: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٥٠ ح ١٩.

(١) الفتح ٤٨: ١.

٣ - نوادر الراوندي: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٦ ح ١١.

٤٨١

الليل، والذي بعثني بالحق نبيّا، إنّ الله عزّوجلّ يبعث بكلّ ركعة مائة الف ملك، يكتبون له الحسنات، ويمحون عنه السيئات، ويرفعون له الدرجات، واعطاه ثواب من أعتق سبعين رقبة ».

[ ٨٧٠٦ ] ٤ - البحار، عن اعلام الدين للديلمي: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ في شهر رجب وشعبان وشهر رمضان، كلّ يوم وليلة: فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ بربّ الناس، وقل أعوذ بربّ الفلق، ثلاث مرّات، ويقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، ثلاث مرّات، ثمّ يصلّي على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثلاث مرات، ثمّ يقول: اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وعلى كلّ ملك ونبي، ثلاث مرّات، ثمّ يقول: اللّهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات، ثلاث مرّات، ثمّ يقول: أستغفر الله وأتوب إليه، أربعمائة مرة، ثمّ قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي نفسي بيده، من قرأ هذه السّور، وفعل ذلك كلّه في الشهور الثلاثة ولياليها، لا يفوتها شئ، لو كانت ذنوبه عدد قطر المطر، وورق الشّجر، وزبد البحر، غفرها الله له، وأنّه ينادي مناد يوم الفطر، يا عبدي أنت ولييّ حقّا حقّا، ولك عندي بكلّ حرف قرأته، شفاعة في الإخوان والأخوات، بكرامتك عليّ، ثمّ قال: والذي بعثني بالحقّ نبيّا، إنّ من قرأ هذه السّور، وفعل ذلك في هذه الشّهور الثّلاثة ولياليها، ولو في عمره مرّة واحدة، اعطاه الله بكلّ حرف سبعين الف حسنة، كلّ حسنة عند الله أثقل من جبال الدّنيا، ويقضي الله له سبعمائة حاجة

____________________________

٤ - البحار ج ٩٦ ص ٣٨١ ح ٧ عن اعلام الدين ص ١١٣.

٤٨٢

عند نزعه، وسبعمائة حاجة في القبر، وسبعمائة حاجة عند خروجه من قبره، ومثل ذلك عند تطاير الصّحف، ومثله عند الميزان، ومثله عند الصراط، ويظلّه تحت ظلّ عرشه، ويحاسبه حسابا يسيرا، ويشيّعه سبعون الف ملك إلى الجنّة، ويقول الله تعالى: خذها لك في هذه الأشهر(١) ، ويذهب به إلى الجنّة، وقد أعدّ له ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ».

[ ٨٧٠٧ ] ٥ - الكافي: عن محمّد بن عيسى، بإسناده عن الصالحينعليهم‌السلام ، قال: تكرّر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، هذا الدّعاء ساجدا وقائما، [ وقاعداً ](١) وعلى كلّ حال، وفي الشهر كلّه، وكيف أمكنك، ومتى حضرك من دهرك، تقول بعد تحميد الله تبارك وتعالى، والصلاة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهمّ كن لوليّك فلان بن فلان، هذه الساعة، وفي كلّ ساعة، وليّا، وحافظا، وناصرا، ودليلا، وقائدا، وعينا، حتّى تسكنه أرضك طوعا، وتمتّعه فيها طويلا ».

ورواه الكفعمي في مصباحه: مثله، باختلاف يسير(٢) .

[ ٨٧٠٨ ] ٦ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: وأمّا ما رواه العامة، عن جعفر، عن آبائه، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنّ من صلى ليلة سبع وعشرين، ركعتين يقرأ في كلّ ركعة: فاتحة الكتاب، وإنّا أنزلناه مرة، وقل هو الله أحد خمسا وعشرين مرة، فإذا سلّم استغفر مائة

____________________________

(١) في نسخة: هذا الشهر.

٥ - الكافي ج ٤ ص ١٦٢ ح ٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) مصباح الكفعمي ص ٥٨٦.

٦ - لب اللباب: مخطوط.

٤٨٣

مرّة، وصلى على النبي وآله مائة مرة، فقد أدرك ليلة القدر »، فإنّ هذه الرواية، لا تنافي ما صحّ من أنّ ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين، لأنّ هذه الرواية تختصّ بمن فاته ليلة ثلاث وعشرين، فأدرك ليلة سبع وعشرين.

[ ٨٧٠٩ ] ٧ - وفيه: روي أنّ الملائكة إذا ما سلّموا ليلته على المنتبهين الذّاكرين، ثمّ يرجعون إلى السماء، يأمرهم الله تعالى بالانصراف إلى الأرض، حتّى يسلّموا على النائمين من المؤمنين، على كلّ واحد سبعين سلاما.

[ ٨٧١٠ ] ٨ - وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « أتدرون لم سمّي شعبان شعبان؟ لأنّه يتشعب منه خير كثير لرمضان، وإنّما سمّي رمضان رمضان، لأنّه ترمض فيه الذنوب - أي تحرق - وقال: إنّ لله في كلّ يوم جمعة، ستمائة الف عتيق من النار، كلهم قد استوجبوها، وفي كلّ ساعة من ليل أو نهار من شهر رمضان، الف عتيق من النار، كلّهم قد استوجبوها، وله يوم الفطر مثل ما أعتق في الشهر والجمعة ».

[ ٨٧١١ ] ٩ - الصدوق في الأمالي، وفضائل الأشهر الثلاثة: عن صالح بن عيسى العجلي، عن محمّد بن علي بن علي، عن محمّد بن الصلت، عن محمّد بن بكير، عن عباد المهلبي، عن سعد بن عبدالله، عن هلال بن عبدالله(١) ، عن علي بن زيد بن جدعان(٢) ، عن

____________________________

٧، ٨ - لب اللباب: مخطوط.

٩ - أمالي الصدوق ص ١٩١ ح ١، فضائل الاشهر الثلاثة ص ١١٢.

(١) في الأمالي: عبد الرحمن.

(٢) في الطبعة الحجرية: يعلى بن زيد بن جذعان، والصواب أثبتناه من المصدر « راجع تهذيب التهذيب ج ٨ ص ٣٢٢ ».

٤٨٤

سعيد بن المسيّب، عن عبد الرحمان بن سمرة، قال: كنّا عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: « رأيت البارحة عجائب » فقلنا يا رسول الله، وما رأيت؟ حدّثنا [ به ](٣) فداك أنفسنا وأهلونا وأولادنا. فقال:

« رأيت رجلاً من أُمتي، قد أتاه ملك الموت ليقبض روحه، فجاءه برّه بوالديه فمنعه منه - إلى أن قال - ورأيت رجلاً من أُمّتي يلهث عطشا، كلّما ورد حوضا منع منه، فجاءه صيام شهر رمضان فسقاه وأرواه ».

[ ٨٧١٢ ] ١٠ - وفي الأمالي: عن علي بن أحمد الدقاق، عن محمّد بن جعفر الأسدي، عن سهل بن زياد، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن أبي محمّد الحسن العسكريعليه‌السلام ، قال: « قال موسىعليه‌السلام : إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا؟ قال: يا موسى، اقيمه يوم القيامة مقاما لا يخاف فيه، قال: إلهي، فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس؟ قال: يا موسى ثوابه كثواب من لم يصمه ».

____________________________

(٣) أثبتناه من المصدرين.

١٠ - أمالي الصدوق ص ١٧٤.

٤٨٥

٤٨٦

أبواب بقيّة الصوم الواجب

١ -( باب حصر أنواع ما يجب منه)

[ ٨٧١٣ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « واعلم أنّ الصوم على أربعين وجها: فعشرة (منها واجب)(١) ، كوجوب شهر رمضان، وعشرة أوجه منها صيامهنّ حرام، وأربعة عشر وجها منها، صاحبها فيها بالخيار، إن شاء صام، وإن شاء أفطر، وصوم الإذن على ثلاثة أوجه، وصوم التّأديب، ومنها صوم الإباحة، وصوم السفر والمريض، وأمّا صوم الواجب: فصوم شهر رمضان، وصيام شهرين متتابعين - يعني لمن افطر يوماً من شهر رمضان عمدا متعمّدا - وصيام شهرين متتابعين في قتل الخطأ، لمن لم يجد العتق واجب، من قول الله:( فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ) (٢) وصيام شهرين في كفّارة الظهار، (لمن لم يجد العتق، واجب من)(٣) قول(٤) الله:( فَمَن لَّمْ يَجِدْ

____________________________

أبواب بقية الصوم الواجب

الباب - ١

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٣.

(١) في المصدر: واجبة فيها.

(٢) النساء ٤: ٩٢.

(٣) ليس في المصدر.

(٤) في المصدر: وقال.

٤٨٧

فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ) (٥) أو صيام(٦) ثلاثة أيام في كفّارة اليمين، واجب لمن لم يجد الإطعام، قال الله تعالى:( فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ) (٧) كلّ ذلك متتابع ليس بمفترق، وصيام من كان به أذى من رأسه، واجب قال الله تبارك وتعالى:( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) (٨) فصاحب هذه بالخيار، فإن شاء صام ثلاثة أيّام، وصوم دم المتعة واجب، لمن لم يجد الهدي، قال الله تبارك وتعالى:( فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ) (٩) وصوم جزاء الصيد واجب، قال الله تبارك وتعالى:( أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا ) (١٠) وأروي عن العالم أنّه قال: أتدرون كيف يكون عدل ذلك صياما؟ فقيل له: لا، فقال: يقوّم الصّيد قيمة، ثمّ يشتري بتلك القيمة البرّ، ثمّ يكال ذلك البرّ أصواعا، فيصوم لكلّ نصف صاع يوما، وصوم النّذر واجب، وصوم الاعتكاف واجب ».

ورواه الصدوق في الهداية(١١) : عن الزهري، أنّه قال: دخلت على علي بن الحسينعليهما‌السلام ، فقال لي: « يا زهري من أين جئت؟ » فقلت: من المسجد، فقال: « فيم كنتم؟ » قلت: تذاكرنا أمر الصوم، فاجتمع رأيي ورأي أصحابي، على أنّه ليس شئ من الصوم بواجب، إلّا صوم شهر رمضان، فقال: « يا زهري ليس

____________________________

(٥) المجادلة ٥٨: ٤.

(٦) في المصدر: وصيام.

(٧) المائدة ٥: ٨٩.

(٨، ٩) البقرة ٢: ١٩٦.

(١٠) المائدة ٥: ٩٥.

(١١) الهداية ص ٤٨.

٤٨٨

كما قلتم، إنّ الصوم على أربعين وجها » الخ.

وفي المقنع: اعلم أنّ الصوم على أربعين وجها وساق مثله(١٢) .

٢ -( باب أنّ من وجب عليه صوم شهرين متتابعين، فافطر لعذر بنى، ولغير عذر استأنف، إلّا أن يصوم شهرا ومن الثّاني ولو يوماً فيبني)

[ ٨٧١٤ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « متى وجب على الإنسان صوم شهرين متتابعين، فصام شهرا وصام من الشهر الثاني أياما، ثمّ أفطر، فعليه أن يبني عليه ولا بأس، وإن صام شهرا أو أقلّ منه، ولم يصم من الشهر الثاني شيئا، عليه أن يعيد صومه، إلّا أن يكون قد أفطر لمرض، فله أن يبني على ما صام، لأنّ الله حبسه ».

[ ٨٧١٥ ] ٢ - كتاب عاصم بن حميد الحنّاط: عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام ، عن رجل جعل عليه صوم شهرين متتابعين، فصام شهرا ثمّ مرض، هل يعيده؟ قال: « نعم، أمر الله حبسه ».

[ ٨٧١٦ ] ٣ - وعن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام ، عن المرأة يجب عليها صوم شهرين متتابعين، قال: « تصوم، فما حاضت فهو يجزيها ».

____________________________

(١٢) المقنع ص ٥٥.

الباب - ٢

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦. ٢،

٣ - كتاب عاصم بن حميد الحنّاط ص ٣٢.

٤٨٩

٣ -( باب وجوب صوم النّذر)

[ ٨٧١٧ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وصوم النّذر واجب ».

[ ٨٧١٨ ] ٢ - فرات بن ابراهيم الكوفي، بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّهعليهم‌السلام ، قال: « مرض الحسن والحسينعليهما‌السلام ، مرضا شديدا، فعادهما سيّد ولد آدم، محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعادهما أبو بكر وعمر، فقال عمر لعليّعليه‌السلام : يا أبا الحسن، إن نذرت لله نذرا واجبا، فإنّ كلّ نذر لا يكون لله فليس فيه وفاء، فقال عليعليه‌السلام : إن عافى الله ولديّ ممـّا بهما، صمت لله ثلاثة أيّام متواليات، وقالت فاطمةعليها‌السلام ، مثل مقالة عليعليه‌السلام » الخبر، وله طرق كثيرة.

[ ٨٧١٩ ] ٣ - الصدوق في الهداية: عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، أنّه قال للزّهري: « وصوم النّذر واجب » الخبر.

[ ٨٧٢٠ ] ٤ - وفي المقنع: فإن نذر أن يصوم يوماً معروفا أو شهراً معروفا، فعليه أن يصوم ذلك اليوم و(١) ذلك الشهر، فإن لم يصمه أو صامه فأفطر، عليه(٢) الكفّارة.

____________________________

الباب - ٣

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٣.

٢ - تفسير فرات الكوفي ص ١٩٦.

٣ - الهداية ص ٤٩.

٤ - المقنع ص ١٣٨.

(١) في المصدر: أو.

(٢) وفيه: فعليه.

٤٩٠

٤ -( باب وجوب صوم كفّارة النّذر وقضائه، وقدر الكفّارة)

[ ٨٧٢١ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإن أفطر (يوم صوم)(١) النّذر، فعليه الكفّارة شهرين متتابعين، وقد روي أنّ عليه كفّارة يمين ».

[ ٨٧٢٢ ] ٢ - الصدوق في المقنع: فإن نذر رجل أن يصوم يوما، فوقع ذلك اليوم على أهله، فعليه أن يصوم يوماً بدل يوم، ويعتق رقبة مؤمنة.

٥ -( باب وجوب كفّارة مخيّرة بقتل الخطأ، وكفّارة الجمع بقتل العمد، وأنّ القاتل في الأشهر الحرم، يصوم شهرين منها، وحكم دخول العيد وأيّام التّشريق)

[ ٨٧٢٣ ] ١ - دعائم الإسلام: عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، أنّه قال: « كفّارة القتل، عتق رقبة، أو صوم شهرين متتابعين، إذا لم يجد ما يعتق، أو إطعام ستّين مسكينا، إن لم يستطع الصّوم ».

[ ٨٧٢٤ ] ٢ - احمد بن محمّد بن عيسى في نوادره: عن فضالة بن أيّوب، والقاسم بن محمّد، عن ابان بن عثمان، عن زرارة والحسين بن سعيد، عن أحمد بن عبدالله، عن أبان، عن زرارة، قال: سمعت

____________________________

الباب - ٤

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

(١) في الطبعة الحجرية (يوما صومه) وما أثبتناه من المصدر.

٢ - المقنع ص ١٣٨.

الباب - ٥

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ٤١٣ ح ١٤٤٣.

٢ - نوادر أحمد بن عيسى ص ٦١.

٤٩١

أبا جعفرعليه‌السلام يقول: « إذا قتل الرّجل في شهر حرام، صام شهرين متتابعين من أشهر الحرم »، فتبسّمت وقلت له: يدخل ها هنا شئ، قال: « أدخلني(١) »، قلت: العيد والأضحى وأيّام التّشريق، قال: « هذا حقّ لزمه فليصمه » قال أحمد بن عبدالله في حديثه: ليعتق أو يصوم.

٦ -( باب وجوب التّتابع: في صوم كفّارة اليمين، والظّهار، والقتل، والإفطار، وبدل الهدي، وأحكام كفّارات الحجّ)

[ ٨٧٢٥ ] ١ - دعائم الإسلام: عن علي، ومحمّد بن علي بن الحسين، وجعفر بن محمّدعليهم‌السلام ، أنّهم قالوا: « صيام كفّارة اليمين، ثلاثة أيّام متتابعات، لا يفرّق(١) بينها ».

[ ٨٧٢٦ ] ٢ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنّه قال: « صيام الظّهار، شهران متتابعان، كما قال الله عزّوجلّ ».

[ ٨٧٢٧ ] ٣ - محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره: عن علي بن جعفر، عن أخيه(١) موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، قال: سألته عن صوم

____________________________

(١) في نسخة: أدخله، منه قدّه.

الباب - ٦

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٠٣.

(١) في الطبعة الحجرية: لا فرق، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ٢٧٩.

٣ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٩٣ ح ٢٤١.

(١) في الطبعة الحجرية « عمّن أخبره، عن »، وما أثبتناه من المصدر هو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٢٨٥ ورجال النجاشي ص ١٧٦ وغيرهما ».

٤٩٢

الثلاثة أيّام في الحجّ والسّبعة، ايصومها متوالية أم يفرّق بينها؟ قال: « يصوم الثّلاثة لا يفرّق بينها، (والسبعة لا يفرق بينها)(٢) ، ولا يجمع الثلاثة والسبعة(٣) ».

[ ٨٧٢٨ ] ٤ - وعن الزهري، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال: « صيام شهرين متتابعين من قتل خطأ، لمن لم يجد العتق واجب، قال الله تعالى:( وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً ) (١) » الآية.

الصدوق في الهداية(٢) والمقنع(٣) : عنهعليه‌السلام ، مثله.

فقه الرضا(٤) عليه‌السلام : مثله.

٧ -( باب أنّ من نذر أن يصوم حتّى يقوم القائمعليه‌السلام ، لزمه ووجب عليه صوم ما عدا الأيّام المحرّمة)

[ ٨٧٢٩ ] ١ - محمّد بن ابراهيم النّعماني في كتاب الغيبة: حدّثنا محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن

____________________________

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٣) وفيه زيادة: جميعاً.

٤ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٢٦٦ ح ٢٣١.

(١) النساء ٤: ٩٢.

(٢) الهداية ص ٤٩.

(٣) المقنع ص ٥٦.

(٤) فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٣.

الباب - ٧

١ - الغيبة ص ٩٤ ح ٢٦.

٤٩٣

شمّون، عن عبدالله بن عبد الرحمان الأصمّ، عن كرام، قال: حلفت فيما بيني وبين نفسي، ان لا آكل طعاما بنهار، حتّى يقوم قائم آل محمّدعليهم‌السلام ، فدخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام ، فقلت له: رجل من شيعتك جعل لله عليه أن لا يأكل طعاما(١) أبدا، حتّى يقوم قائم آل محمّدعليهم‌السلام ، فقال: « صم يا كرام، ولا تصم العيدين، ولا ثلاثة أيّام التّشريق، ولا إذا كنت مسافرا » الحديث.

٨ -( باب أنّ من نذر أن يصوم حينا، وجب عليه صوم ستة أشهر، ومن نذر أن يصوم زمانا، وجب عليه صوم خمسة أشهر)

[ ٨٧٣٠ ] ١ - العيّاشي في تفسيره: عن اسماعيل بن زياد السكوني، عن جعفر بن محمّد(١) عليهما‌السلام ، أنّ علياعليه‌السلام ، قال في رجل نذر أن يصوم زمانا، قال: « الزّمان خمسة أشهر، والحين ستّة أشهر، لأن الله يقول:( تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ ) (٢) ».

[ ٨٧٣١ ] ٢ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد،(١) عن عليعليهم‌السلام ، أنّه قال فيمن نذر أن يصوم زمانا، قال: « الزّمان خمسة أشهر ».

____________________________

(١) في المصدر زيادة: بنهار.

الباب - ٨

١ - تفسير العيّاشي ج ٢ ص ٢٢٤.

(١) في المصدر زيادة: عن أبيه.

(٢) ابراهيم ١٤: ٢٥.

٢ - الجعفريات ص ٦٢.

(١) في المصدر زيادة: عن أبيه.

٤٩٤

٩ -( باب أنّ من نذر صوما معيّنا فعجز، وجب عليه أن يتصدّق عن كلّ يوم بمدّ من طعام)

[ ٨٧٣٢ ] ١ - الصدوق في المقنع: فإن نذر رجل أن يصوم كلّ سبت، أو احد، أو سائر الأيام، فليس له أن يتركه إلّا من علّة، وليس عليه صومه في سفر ولا مرض، إلّا أن يكون نوى ذلك، فإن أفطر من غير علّة، تصدّق مكان كلّ يوم على عشرة مساكين.

١٠ -( باب أنّ من نذر صوم أيّام معيّنة في الشهر، فاتّفق في السّفر، لم يجب صومها ولا قضاؤها، وأنّه لا يجب التتّابع في صوم النّذر، إلّا مع الشّرط فيه)

[ ٨٧٣٣ ] ١ - الصدوق في المقنع: فإن نذر أن يصوم يوماً بعينه ما دام حيا، فوافق ذلك اليوم عيد فطر، أو أضحى، أو ايّام التّشريق، أو سافر، أو مرض، فقد وضع الله عنه الصّيام في هذه الأيام كلّها، ويصوم يوماً بدل يوم.

____________________________

الباب - ٩

١ - المقنع ص ١٣٧.

الباب - ١٠

١ - المقنع ص ١٣٧.

٤٩٥