الحقائق في تاريخ الاسلام

الحقائق في تاريخ الاسلام8%

الحقائق في تاريخ الاسلام مؤلف:
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 495

الحقائق في تاريخ الاسلام
  • البداية
  • السابق
  • 495 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 193472 / تحميل: 7472
الحجم الحجم الحجم
الحقائق في تاريخ الاسلام

الحقائق في تاريخ الاسلام

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

إن كان حسناً ، ولا يوحشك إلاّ هو إن كان قبيحاً .

واعلم أنّك إن تنصر الله ينصرك ويثبّت أقدامك ، فإنّ الله تعالى ضمن إعزاز مَن يعزّه ، ونصر مَن ينصره ، وقال سبحانه :( إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم ) (١) .

وقال سبحانه :( ولينصرنّ الله مَن ينصره ) (٢) .

وقال : كيف أنتم إذا ظهر فيكم البدع حتّى يربوا فيها الصغير ، ويهرم الكبير ، ويسلم عليها الأعاجم ، فإذا ظهرت البدع قيل سنّة ، وإذا عمل بالسنّة قيل بدعة ، قيل : ومتى يكون ذلك ؟ قال : إذا ابتعتم الدنيا بعمل الآخرة .

وقال ابن عباس : لا يأتي على الناس زمان إلاّ أماتوا فيه سنّة ، وأحيوا فيه بدعة حتّى تموت السنن ، وتحيى البدع ، وبعد فو الله ما أهلك الناس وأزالهم عن المحجّة قديماً وحديثاً إلاّ علماء السوء ، قعدوا على طريق الآخرة فمنعوا الناس سلوكها والوصول إليها ، وشكّكوهم فيها .

مثال ذلك مثل رجل كان عطشاناً فرأى جرّة مملوءة فيها ماء ، فأراد أن يشرب منها فقال له الرجل : لا تدخل يدك فيها فإنّ فيها أفعى يلسعك وقد ملأها سمّاً ، فامتنع الرجل من ذلك ، ثم إنّ المخبر بذلك أخذ يدخل يده فيها ، فقال العطشان : لو كان فيها سّماً لما أدخل يده .

وكذلك حال الناس مع علماء السوء ، زهّدوا الناس في الدنيا ورغبوا هم فيها ، ومنعوا الناس من الدخول إلى الولاة والتعظيم لهم ودخلوا هم إليهم ، وعظّموهم ومدحوهم ، وحسّنوا إليهم أفعالهم ، ووعدوهم بالسلامة ، لا بل قالوا لهم : قد رأينا لكم المنامات بعظيم المنازل والقبول ، ففتنوهم وغرّوهم ، ونسوا قول

____________

(١) محمد : ٧ .

(٢) الحج : ٤٠ .

١٤١

الله تعالى :( إنّ الأبرار لفي نعيم * وإنّ الفجّار لفي جحيم ) (١) .

وقوله تعالى :( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) (٢) .

وقوله تعالى :( يوم يعضّ الظالم على يديه ) (٣) .

وقوله تعالى :( يوم لا يغني مولىً عن مولىً شيئاً ) (٤) .

وقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :الجنّة محرّمة على جسد غذّي بالحرام (٥) .

وقول أمير المؤمنينعليه‌السلام :ليس من شيعتي مَن أكل مال امرء حرام (٦) .

وقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :لا يشمّ ريح الجنّة جسد نبت على الحرام .

وقالعليه‌السلام :إنّ أحدكم ليرفع يده إلى السماء فيقول : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، وملبسه حرام ، فأيّ دعاء يُستجاب له ؟! وأيّ عمل يُقبل منه ؟! وهو ينفق من غير حلٍّ ، إن حجّ حجّ بحرام ، وإن تزوّج تزوّج بحرام ، وإن صام أفطر على حرام ، فيا ويحه ، أما علم أنّ الله تعالى طيّب لا يقبل إلاّ الطيّب ، وقد قال في كتابه : ( إنّما يتقبّل الله من المتقين ) (٧) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :ليكون عليكم أُمراء سوء ، فمَن صدّقهم في قولهم ، وأعانهم على ظلمهم ، وغشى أبوابهم ، فليس منّي ولست منه ، ولن يرد عليّ الحوض .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لحذيفة :كيف أنت يا حذيفة إذا كانت أُمراء إن

____________

(١) الإنفطار : ١٣ ـ ١٤ .

(٢) غافر : ١٨ .

(٣) الفرقان : ٢٧ .

(٤) الدخان : ٤١ .

(٥) كنز العمال ٤ : ١٤ ح٩٢٦١ .

(٦) البحار ١٠٤ : ٢٩٦ ح١٧; عن مجموعة ورام .

(٧) المائدة : ٢٧ .

١٤٢

أطعتموهم أكفروكم ، وإن عصيتموهم قتلوكم ؟! ، فقال حذيفة : كيف أصنع يا رسول الله ؟ قال :جاهدهم إن قويت ، واهرب عنهم إن ضعفت .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :صنفان من أُمّتي إذا صلحا صلح الناس ، وإذا فسدا فسد الناس : الأُمراء والعلماء (١) .

وقال الله تعالى :( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار ) (٢) .

وقال :( ولا تطغوا فيحلّ عليكم غضبي ) (٣) ، والله ما فسدت أمور الناس إلاّ بفساد هذين الصنفين ، وخصوصاً الجائر في قضائه ، والقابل الرشا في الحكم .

ولقد أحسن أبو نواس في قوله :

إذا خان الأمير وكاتباه

وقاضي الأمر داهن في القضاءِ

فويل ثمّ ويلٌ ثمّ ويل

لقاضي الأرض من قاضي السماءِ

وجاء في تفسير قوله تعالى :( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ . ) (٤) الآية ، نزلت فيمن يخالط السلاطين والظلمة .

وقالعليه‌السلام :الإسلام علانية باللسان ، والإيمان سرّ بالقلب ، والتقوى عمل بالجوارح ، كيف تكون مسلماً ولا تسلم الناس منك ؟ وكيف تكون مؤمناً ولا تأمنك الناس ؟ وكيف تكون تقيّاً والناس يتّقون من شرّك وأذاك ؟ .

وقال :إنّ مَن ادعى حبّنا وهو لا يعمل [عملنا ولا يقول] (٥) بقولنا ، فليس منّا ولا نحن منه ، أما سمعوا قول الله تعالى يقول مخبراً عن نبيّه : ( قل إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله ) (٦) .

____________

(١) الخصال : ٣٦ ح١٢ باب الاثنين ، عنه البحار ٢ : ٤٩ ح١٠ .

(٢) هود : ١١٣ .

(٣) طه : ٨١ .

(٤) المجادلة : ٢٢ .

(٥) أثبتناه من ( ب ) .

(٦) آل عمران : ٣١ .

١٤٣

ولمّا بايع أصحابه أخذ عليهم العهد والميثاق بالسمع لله تعالى وله بالطاعة في العسر واليسر ، وعلى أن يقولوا الحق أينما كانوا ، وأن لا تأخذهم في الله لومة لائم ، وقال : إنّ الله تعالى ليحصي على العبد كل شيء حتّى أنينه في مرضه ، والشاهد على ذلك قوله تعالى :

( ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد ) (١) .

وقوله تعالى :( إنّ عليكم لحافظين * كراماً كاتبين * يعلمون ما تفعلون ) (٢) .

وقوله تعالى :( إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ) (٣) .

____________

(١) ق : ١٨ .

(٢) الانفطار : ١٠ ـ ١٢ .

(٣) البقرة : ٢٨٤ .

١٤٤

الباب الثامن عشر : في عقاب الزّنا والربا

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إنّ لأهل النار صرخة من نتن فروج الزناة ، فإيّاكم والزنا فإنّ فيه ست خصال ، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة فأمّا التي في الدنيا : فإنّه يذهب ببهاء الوجه ، ويورث الفقر ، وينقص العمر ، وأمّا التي في الآخرة : يوجب سخط الله ، وسوء الحساب ، وعظم العذاب ، إنّ الزناة يأتون يوم القيامة تشتعل فروجهم ناراً ، يعرفون بنتن فروجهم (١) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إنّ الله مستخلفكم في الدنيا فانظروا كيف تعملون ، فاتقوا الزنا والربا والرياء (٢) .

قيل : قالت المعتزلة يوماً في مجلس الرضاعليه‌السلام :إنّ أعظم الكبائر القتل ، لقوله تعالى : ( ومَن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها . ) (٣) .

____________

(١) الكافي ٥ : ٥٤١ ح٣ ، مَن لا يحضره الفقيه ٣ : ٥٧٣ ح٤٩٦٠ باختلاف ، وفي معالم الزلفى : ٣٣٧ .

(٢) الرياء ، لم يرد في ( ب ) و ( ج ) .

(٣) النساء : ٩٣ .

١٤٥

قال الرضاعليه‌السلام :أعظم من القتل عندي إثماً ، وأقبح منه بلاءً الزنا وأدوم ؛ لأنّ القاتل لم يفسد بضرب المقتول غيره ، ولا بعده فساد ، والزاني قد أفسد النسل إلى يوم القيامة ، وأحلّ المحارم فلم يبق في المجلس فقيه إلاّ قبّل يده وأقرّ بما قال .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إذا كانت خمس منكم رميتم بخمس : إذا أكلتم الربا رميتم بالخسف ، وإذا ظهر فيكم الزنا أُخذتم بالموت ، وإذا جارت الحكّام ماتت البهائم ، وإذا ظلم أهل الملّة ذهبت الدولة ، وإذا تركتم السنّة ظهرت البدعة .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :ما نقض قوم عهدهم إلاّ سلّط عليهم عدوّهم ، وما جار قوم إلاّ كثر القتل بينهم ، وما منع قوم الزكاة إلاّ حبس القطر عنهم ، ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلاّ نشأ فيهم الموت ، وما بخس قوم المكيال والميزان إلاّ أُخذوا بالسنين .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إذا عملت أُمّتي خمس عشرة خصلة حلّ بهم البلاء : إذا كان الفيء دولاً ، والأمانة مغنماً ، والصدقة مغرماً ، وأطاع الرجل امرأته ، وعصى أُمّه ، وبرّ صديقه ، وجفا أباه ، وارتفعت الأصوات في المساجد وأُكرم الرجل مخافة شرّه ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، ولبسوا الحرير ، واتخذوا القينات والمعازف (١) ، وشربوا الخمور ، وكثر الزنا ، فارتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء ، وخسفاً ومسخاً ، وظهور العدو عليكم ثم لا تنصرون (٢) .

____________

(١) في ( ج ) : المغنّيات .

(٢) عنه الوسائل ١٢ : ٢٣١ ح٣١ .

١٤٦

الباب التاسع عشر : [ وصايا وحكم بليغة ]

وصيّة لقمان لابنه بعلوم وحكمة ، قال : يا بني ! لا يكن الديك أكيس منك وأكثر محافظة على الصلوات ، ألا تراه عند كلّ صلاة يؤذّن لها ، وبالأسحار يعلن بصوته وأنت نائم .

وقال : يا بني ! مَن لا يملك لسانه يندم ، ومَن يكثر المراء يشتم ، ومَن يدخل مداخل السوء يُتّهم ، ومَن يُصاحب صاحب السوء لا يسلم ، ومَن يجالس العلماء يغنم ، يا بني ! لا تؤخّر التوبة فإنّ الموت يأتي بغتة ، يا بني ! اجعل غناك في قلبك ، وإذا افتقرت فلا تحدّث الناس بفقرك فتهون عليهم ، ولكن اسأل الله من فضله .

يا بني ! كذب مَن يقول : الشرّ يقطع بالشرّ ، ألا ترى إنّ النار لا تطفئ بالنار ولكن بالماء ، وكذلك الشرّ لا يطفئ إلاّ بالخير ، يا بني ! لا تشمت بالمصائب ، ولا تعيّر المبتلي ، ولا تمنع المعروف فإنّه ذخيرة لك في الدنيا والآخرة .

يا بني ! ثلاثة تجب مداراتهم : المريض والسلطان والمرأة ، وكن قنعاً تعش غنيّاً ، وكن متّقياً تكن عزيزاً ، يا بني ! إنّك من حين سقطت من بطن أُمّك استدبرت

١٤٧

الدنيا واستقبلت الآخرة ، وأنت كل يوم إلى ما استقبلت أقرب منك ممّا استدبرت ، فتزوّد لدار أنت مستقبلها ، وعليك بالتقوى فإنّه أربح التجارات ، وإذا أحدثت ذنباً فأتبعه بالاستغفار والندم والعزم على ترك العود لمثله .

واجعل الموت نصب عينيك ، والوقوف بين يدي خالقك ، وتمثّل شهادة جوارحك عليك بعملك ، والملائكة الموكّلين بك تستحي(١) منهم ومن ربّك الذي هو مشاهدك ، وعليك بالموعظة فاعمل بها ، فإنّها عند العاقل أحلى من العسل الشهد ، وهي في السفيه أشقّ من صعود الدرجة على الشيخ الكبير ، ولا تسمع الملاهي فإنّها تنسك الآخرة ، ولكن احضر الجنائز ، و زُر المقابر ، وتذكّر الموت وما بعده من الأهوال فتأخذ حذرك .

يا بني استعذ بالله من شرار النساء ، وكن من خيارهنّ على حذر ، يا بني لا تفرح بظلم أحد بل احزن على ظلم من ظلمته ، يا بني الظلم ظلمات ويوم القيامة حسرات ، وإذا دعتك القدرة إلى ظلم من هو دونك فاذكر قدرة الله عليك .

يا بني تعلّم من العلماء ما جهلت ، وعلّم الناس ممّا علمت تذكر بذلك في الملكوت ، يا بني أغنى الناس مَن قنع بما في يديه ، وأفقرهم مَن مد عينيه إلى ما في أيدي الناس ، وعليك يا بني باليأس ممّا في أيدي الناس ، والوثوق بوعد الله ، واسع فيما فرض عليك ، ودع السعي فيما ضمن لك ، وتوكّل على الله في كل أُمورك يكفيك ، وإذا صلّيت فصلّ صلاة مودّع تظنّ أن لا تبقى بعدها أبداً .

وإيّاك وما يُعتذر منه فإنّه لا يُعتذر من خير ، وأحبب للناس ما تحب لنفسك ، واكره لهم ما تكرهه لنفسك ، ولا تقل ما لا تعلم ، واجهد أن يكون اليوم خيراً لك من أمس ، وغداً خيراً لك من اليوم ، فإنّه مَن استوى يوماه فهو مغبون ، ومَن كان يومه شرّاً من أمسه فهو ملعون ، وارض بما قسّم الله لك فإنّه سبحانه يقول : أعظم عبادي

____________

(١) في ( ب ) : لم لا تستحي منهم .

١٤٨

ذنباً مَن لم يرض بقضائي ، ولم يشكر نعمائي ، ولم يصبر على بلائي .

وأوصى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معاذ بن جبل ، فقال له : أوصيك باتقاء الله ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وخفض الجناح ، والوفاء بالعهد ، وترك الخيانة ، وحسن الجوار ، وصلة الأرحام ، ورحمة اليتيم ، ولين الكلام ، وبذل السلام وحسن العمل ، وقصر الأمل ، وتوكيد الإيمان ، والتفقّه في الدين ، وتدبّر القرآن ، وذكر الآخرة ، والجزع من الحساب ، وكثرة ذكر الموت ، ولا تسب مسلماً ، ولا تطع آثماً ، ولا تقطع رحماً ، ولا ترض بقبيح تكن كفاعله ، واذكر الله عند كل شجر ومدر وبالأسحار وعلى كل حال يذكرك ، فإنّ الله تعالى ذاكر مَن ذكره ، وشاكر مَن شكره ، وجدّد لكل ذنب توبة ، السرّ بالسرّ والعلانية بالعلانية .

واعلم أنّ أصدق الحديث كتاب الله(١) ، وأوثق العرى التقوى ، وأشرف الذكر ذكر الله تعالى ، وأحسن القصص القرآن ، وشرّ الأمور محدثاتها ، وأحسن الهدى هدى الأنبياء ، وأشرف الموت الشهادة ، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى ، وخير العلم ما نفع ، وشرّ العمى عمى القلب ، واليد العليا خير من اليد السفلى ، وما قلّ وكفى خير ممّا كثر وألهى .

وشرّ المعذرة عند الموت ، وشرّ الندامة يوم القيامة ، ومن أعظم الخطايا اللسان الكذوب ، وخير الغنى غنى النفس ، وخير الزاد التقوى ، ورأس الحكمة مخافة الله تعالى في السر والعلانية ، وخير ما أُلقي في القلب اليقين ، وأنّ جماع الإثم الكذب والارتياب ، والنساء حبائل الشيطان ، والشباب شعبة من الجنون ، وشرّ الكسب كسب الربا ، وشرّ المأثم أكل مال اليتيم .

السعيد مَن وُعظ بغيره ، وليس لجسم نبت على الحرام إلاّ النار ، ومَن تغذّى بالحرام فالنار أولى به ، ولا يستجاب له دعاء ، والصلاة نور ، والصدقة حرز ،

____________

(١) في ( ب ) : كلام الله .

١٤٩

والصوم جُنّة حصينة ، والسكينة مغنم وتركها مغرم ، وعلى العاقل أن يكون له ساعة يناجي فيها ربّه ، وساعة يتفكّر فيها في صنع الله ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يتخلّى فيها لحاجته من حلال .

وعلى العاقل أن لا يكون ضاعناً(١) إلاّ في ثلاث(٢) : تزوّد لمعاد ، ومرمّة لمعاش ، لذّة في غير محرّم ، وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه ، مقبلاً على شأنه ، حافظاً للسانه .

وفي توراة موسىعليه‌السلام : عجبت لمَن أيقن بالموت كيف يفرح ، ولمَن أيقن بالحساب كيف يذنب ، ولمَن أيقن بالقدر كيف يحزن ، ولمَن أيقن بالنار كيف يضحك ، ولمَن رأى تقلّب الدنيا بأهلها كيف يطمئنّ إليها ، ولمَن أيقن بالجزاء كيف لا يعمل ، لا عقل كالدين ، ولا ورع كالكف ، ولا حسب كحسن الخلق .

وقال أبو ذر : أوصاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم [ بسبع خصال ](٣) : حب المساكين والدنو منهم ، وهجران الأغنياء ، وأن أصل رحمي ، وأن لا أتكلّم بغير الحق ، ولا أخاف في الله لومة لائم ، وأن أنظر إلى مَن هو دوني ولا أنظر إلى مَن هو فوقي ، وأن أكثر من قول : ( سبحان الله والحمد الله ولا اله إلاّ الله والله اكبر ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ) فهنّ الباقيات الصالحات .

وقال بعضهم : مَن سلك الجدد أمن العثار ، والصبر مطيّة السلامة ، والجزع مطيّة الندامة ، ومرارة الحلم أعذب من مرارة(٤) الانتقام ، وثمرة الحقد الندامة ، ومَن صبر على ما يكره أدرك ما يحب ، والصبر على المصيبة مصيبة للشامت بها ، والجزع عليها مصيبة ثانية لفوات الثواب وهي أعظم المصائب .

____________

(١) ضعن : سار (القاموس) .

(٢) في ( ج ) : أن يكون ساعياً في ثلاث .

(٣) أثبتناه من ( ب ) و ( ج ) .

(٤) في ( ج ) : حلاوة .

١٥٠

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :خير الرزق ما يكفي ، وخير الذكر ما يخفى ، وإنّي أوصيكم بتقوى الله ، وبحسن النظر لأنفسكم ، وقلّة الغفلة عن معادكم ، وابتياع ما يبقى بما يفنى .

واعلموا أنّها أيّام معدودة ، وأرزاق مقسومة ، وآجال معلومة ، والآخرة أبد لا أمد له ، وأجل لا منتهى له ، ونعيم لا زوال له ، فاعرفوا ما تريدون وما يُراد بكم ، واتركوا من الدنيا ما يشغلكم عن الآخرة ، واحذروا حسرة المفرطين ، وندامة المغترّين ، واستدركوا فيما بقي ما فات ، وتأهّبوا للرحيل من دار البوار إلى دار القرار ، واحذروا الموت أن يفجأكم على غرّة ويعجلكم عن التأهّب والاستعداد ، إنّ الله تعالى قال : ( فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون ) (١) .

فربّ ذي عقل شغله هواه عمّا خُلق له حتّى صار كمن لا عقل له ، ولا تعذروا أنفسكم في خطائها ، ولا تجادلوا بالباطل فيما يوافق هواكم ، واجعلوا همّكم نصر الحق من جهتكم أو من جهة مَن يجادلكم ، فإنّ الله تعالى يقول :( يا أيّها الذين آمنوا كونوا أنصار الله ) (٢) . فلا تكونوا أنصاراً لهواكم والشيطان .

واعلموا أنّه ما هدم الدين مثل إمام ضلالة وضلّ وأضلّ ، وجدالِ منافق بالباطل ، والدنيا قطعت رقاب طالبيها والراغبين إليها ، واعلموا أنّ القبر روضة من رياض الجنّة ، أو حفرة من حفر النار ، فمهّدوه بالعمل الصالح ، فمثل أحدكم يعمل الخير كمثل الرجل ينفذ كلامه يمهّد له ، قال الله تعالى : ( فلأنفسهم يمهدون ) (٣) .

وإذا رأيتم الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على المعصية ، فاعلموا أنّ ذلك استدراج له ، قال الله تعالى : ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) (٤) .

____________

(١) يس : ٥٠ .

(٢) الصف : ١٤ .

(٣) الروم : ٤٤ .

(٤) الأعراف : ١٨٢ .

١٥١

وسئل ابن عباس عن صفة الذين صدقوا الله المخافة ، فقال : هم قوم قلوبهم من الخوف قرحة ، وأعينهم باكية ، ودموعهم على خدودهم جارية ، يقولون : كيف نفرح والموت من ورائنا ، والقبر موردنا ، والقيامة موعدنا ، وعلى الله عرضنا ، وشهودنا جوارحنا ، والصراط على جهنّم طريقنا ، وعلى الله حسابنا .

فسبحان الله وتعالى ، فإنّا نعوذ به من ألسن واصفة ، وأعمال مخالفة مع قلوب عارفة ، فإنّ العمل ثمرة العلم ، والخشية والخوف ثمرة العمل ، والرجاء ثمرة اليقين ، ومَن اشتاق إلى الجنّة اجتهد في أسباب الوصول إليها ، ومَن حذر النار تباعد ممّا يدني إليها ، ومَن أحبّ لقاء الله استعدّ للقائه .

وروي أنّ الله تعالى يقول في بعض كتبه :يا ابن آدم أنا حيٌّ لا أموت ، أطعني فيما أمرتك أجعلك حيّاً لا تموت ، يا ابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون ، أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون (١) .

ولذلك قال الله تعالى في كتابه العزيز :( ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلاً من غفور رحيم ) (٢) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :ثلاث مهلكات وثلاث منجيات ، فأمّا المهلكات : فشحٌّ مطاع ، وهوىً متّبع ، وإعجاب المرء بنفسه ، وأمّا المنجيات : فخشية الله في السر والعلانية ، والقصد في الغنى والفقر ، والعدل في الرضا والغضب (٣) .

وقال الحسنعليه‌السلام :لقد أصحبت (٤) أقواماً كأنّهم كانوا ينظرون إلى الجنّة ونعيمها ، والنار وجحيمها ، يحسبهم الجاهل مرضى وما بهم من مرض ، أو قد خولطوا وإنّما خالطهم أمر عظيم ، خوف الله ومهابته في قلوبهم .

____________

(١) عنه مستدرك الوسائل ١١ : ٢٥٨ ح١٢٩٢٨ .

(٢) فصلت : ٣١ـ٣٢ .

(٣) الخصال : ٨٤ ح١١ باب٣ ، عنه البحار ٧٠ : ٦ ح٢ .

(٤) في ( ألف ) و ( ج ) : أصبحت .

١٥٢

كانوا يقولون ليس لنا في الدنيا من حاجة ، ليس لها خُلقنا ولا بالسعي لها أُمرنا ، أنفقوا أموالهم ، وبذلوا دماءهم ، اشتروا بذلك رضى خالقهم ، علموا أنّ الله اشترى منهم أموالهم وأنفسهم بالجنّة فباعوه ، ربحت تجارتهم ، وعظمت سعادتهم ، أفلحوا وأنجحوا ، فاقتفوا آثارهم رحمكم الله ، واقتدوا بهم فإنّ الله تعالى وصف لنبيّه صفة آبائه إبراهيم وإسماعيل وذرّيتهما ، وقال : ( فبهداهم اقتده ) (١) .

واعلموا عباد الله أنّكم مأخوذون بالإقتداء بهم والإتباع لهم ، فجدّوا واجتهدوا واحذروا أن تكونوا أعواناً للظالم ، فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : مَن مشى (٢) مع ظالم ليعينه على ظلمه فقد خرج من ربقة الإسلام ، ومَن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد حادّ الله ورسوله ، ومَن أعان ظالماً ليبطل حقّاً لمسلم فقد برئ من ذمّة الإسلام ومن ذمّة الله ومن ذمّة رسوله .

ومَن دعا لظالم بالبقاء فقد أحبّ أن يعصى الله ، ومَن ظُلم بحضرته مؤمن أو اغتيب وكان قادراً على نصره ولم ينصره فقد باء بغضب من الله ورسوله ، ومَن نصره فقد استوجب الجنّة من الله تعالى .

وإنّ الله أوحى إلى داودعليه‌السلام :قل لفلان الجبّار : إنّي لم أبعثك لتجمع الدنيا على الدنيا ، ولكن لترد عنّي دعوة المظلوم وتنصره ، فإنّي آليت على نفسي أن أنصره وأنتصر له ممّن ظُلم بحضرته ولم ينصره (٣) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :مَن آذى مؤمناً ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه : آيساً من رحمة الله ، وكان كمَن هدم الكعبة والبيت المقدس ، وقتل عشرة آلاف من الملائكة .

____________

(١) الأنعام : ٩٠ .

(٢) في ( ج ) : مضى .

(٣) عنه البحار ١٤ : ٤٠ ح٢٤ .

١٥٣

وقال رفاعة بن أعين : قال لي الصادقعليه‌السلام :ألا أخبرك بأشد الناس عذاباً يوم القيامة ؟ قلت : بلى يا مولاي ، قال : أشد الناس عذاباً يوم القيامة مَن أعان على مؤمن بشطر كلمة ، ثم قال : ألا أخبرك بأشد من ذلك ؟ فقلت : بلى يا سيّدي ، فقال : مَن أعاب على شيء من قوله أو فعله .

ثم قال :اُدن منّي أزدك أحرفاً أُخر ، ما آمن بالله ولا برسوله ولا بولايتنا أهل البيت من أتاه المؤمن في حاجة لم يضحك في وجهه ، فإن كان عنده قضاها له ، وإن لم تكن عنده تكلّفها له حتّى يقضيها له ، فإن لم يكن كذلك فلا ولاية بيننا وبينه ولو علم الناس ما للمؤمن عند الله لخضعت له الرقاب ، وإنّ الله تعالى اشتق للمؤمن اسماً من أسمائه ، فالله تعالى هو المؤمن سبحانه وسمّى عبده مؤمناً تشريفاً له وتكريماً ، وأنّه يوم القيامة يؤمن على الله تعالى فيجيز إيمانه (١) .

وقال الله تعالى :ليأذن بحرب منّي مَن آذى مؤمناً وأخافه .

وكان عيسىعليه‌السلام يقول :يا معشر الحواريين تحبّبوا إلى الله ببغض أهل المعاصي ، وتقرّبوا إلى الله بالبعد عنهم ، والتمسوا رضاه في غضبهم ، وإذا جلستم فجالسوا مَن يزيد في عملكم منطقه ، ويذكركم الله رؤيته ، ويرغبكم في الآخرة عمله (٢) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام لأبي ذر :ألزم قلبك الفكر ، ولسانك الذكر ، وجسدك العبادة ، وعينيك البكاء من خشية الله ، ولا تهتم برزق غد ، والزم المساجد فإنّ عمّارها هم أهل الله ، وخاصّته قرّاء كتابه والعاملون به .

وقالعليه‌السلام :المروءة ست ، ثلاث في السفر وثلاث في الحضر : فالذي في الحضر تلاوة القرآن ، وعمارة المساجد ، واتخاذ الإخوان في الله ، وأمّا الذي في

____________

(١) البحار ٧٥ : ١٧٦ ح١٢ باختلاف .

(٢) مجموعة ورام ٢ : ٢٣٥ ، عنه البحار ١٤ : ٢٣٠ ح٦٥ باختصار .

١٥٤

السفر : بذل الزاد ، وحسن الخلق ، والمعاشرة بالمعروف (١) .

وكان الحسنعليه‌السلام يقول :يا ابن آدم مَن مثلك وقد خلّى ربّك بينه وبينك ، متى شئت أن تدخل عليه توضّأت وقمت بين يديه ، ولم يجعل بينك وبينه حجّاباً ولا بوّاباً ، تشكو إليه همومك وفاقتك ، وتطلب منه حوائجك ، وتستعينه على أمورك ، وكان يقول :أهل المسجد زوّار الله ، وحق على المزور التحفة لزائره .

وروي : إنّ المتنخّم في المسجد يجد بها خزياً في وجهه يوم القيامة .

وكان الناس في المساجد ثلاثة أصناف : صنف في الصلاة ، وصنف في تلاوة القرآن ، وصنف في تعليم العلوم ، فأصبحوا صنف في البيع والشراء ، وصنف في غيبة الناس ، وصنف في الخصومات وأقوال الباطل .

وقالعليه‌السلام :ليعلم الذي يتنخّم في القبلة أنّه يُبعث وهي في وجهه .

وقال : يقول الله تعالى :المصلّي يناجيني ، والمنفق يقرضني [ في الغنى ] (٢) ، والصائم يتقرّب إليّ .

وقال :إنّ الرجلين يكونان في صلاة واحدة وبينهما مثل ما بين السماء والأرض من فضل الثواب .

____________

(١) الخصال : ٣٢٤ ح١١ باب ٦ ، عنه البحار ٧٦ : ٣١١ ح٢ .

(٢) أثبتناه من ( ج ) .

١٥٥

الباب العشرون : في قراءة القرآن المجيد

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إن هذه القلوب لتصدئ كما يصدئ الحديد ، وأنّ جلاءها قراءة القرآن (١) .

وقال ابن عباس : قارئ القرآن التابع له لا يضل في الدنيا ، ولا يشقى في الآخرة .

وقال : ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس غافلون ، وببكائه إذا الناس ضاحكون ، وبورعه إذا الناس يطمعون ، وبخشوعه إذا الناس يمزحون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون ، وبصمته إذا الناس يخوضون .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :القرآن على خمسة أوجه ، حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال ، فاعملوا بالحلال ، واجتنبوا الحرام ، واتبعوا المحكم ، وآمنوا بالمتشابه ، واعتبروا بالأمثال ، وما آمن بالقرآن مَن استحلّ محارمه ، وشرّ الناس

____________

(١) كنز العمّال ١ : ٥٤٥ ح٢٤٤١ .

١٥٦

مَن يقرأ القرآن ولا يرعوي عن شيء به .

وقال جعفر بن محمدعليهما‌السلام في قوله تعالى :( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته ) (١) قال : يرتلون آياته ، ويتفقّهون فيه ، ويعملون بأحكامه ، ويرجون وعده ، ويخافون وعيده ، ويعتبرون بقصصه ، ويأتمرون بأوامره ، ويتناهون عن نواهيه .

ما هو والله حفظ آياته ، ودرس حروفه ، وتلاوة سوره ، ودرس أعشاره وأخماسه ، حفظوا حروفه وأضاعوا حدوده ، وانّما هو تدبّر آياته ، والعمل بأحكامه ، قال الله تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ) (٢) .

واعلموا رحمكم الله أنّ سبيل الله سبيل واحدة وجماعها الهدى ، ومصير العامل بها الجنّة والمخالف لها النار ، وإنّما الإيمان ليس بالتمنّي ولكن ما ثبت بالقلب ، وعملت به الجوارح ، وصدّقته الأعمال الصالحة ، واليوم فقد ظهر الجفاء ، وقلّ الوفاء ، وتركت السنّة ، وظهرت البدعة ، وتواخا الناس على الفجور ، وذهب منهم الحياء ، وزالت المعرفة ، وبقيت الجهالة ، ما ترى إلاّ مترفاً صاحب دنيا ، لها يرضى ولها يغضب وعليها يقاتل ، ذهب الصالحون وبقيت تفالة كتفالة الشعير وحثالة التمر .

وقال الحسنعليه‌السلام :ما بقي في الدنيا بقيّة غير هذا القرآن ، فاتخذوه إماماً يدلّكم على هداكم ، وإنّ أحق الناس بالقرآن مَن عمل به وإن لم يحفظه ، وأبعدهم منه مَن لم يعمل به وإن كان يقرأه .

وقال :مَن قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ .

وقال :إنّ هذا القرآن يجيء يوم القيامة قائداً وسائقاً ، يقود قوماً إلى الجنّة ، أحلّوا حلاله وحرّموا حرامه وآمنوا بمتشابهه ، ويسوق قوماً إلى النار ، ضيّعوا

____________

(١) البقرة : ١٢١ .

(٢) ص : ٢٩ .

١٥٧

حدوده وأحكامه واستحلّوا محارمه .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :رتلوا القرآن ولا تنثروه نثراً ، ولا تهذوه هذّ الشعر (١) ، قفوا عند عجائبه وحرّكوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة .

وخطبصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال :لا خير في العيش إلاّ لعالم ناطق أو مستمع واع ، أيّها الناس إنّكم في زمن هدنة وإنّ السير بكم سريع ، وقد رأيتم الليل والنهار كيف يبليان كل جديد ، ويقرّبان كل بعيد ، ويأتيان بكل موعود .

فقال له المقداد : يا نبي الله وما الهدنة ؟ فقال :دار بلاء وانقطاع ، فإذا التبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن ، فإنّه شافع مشفّع وشاهد مصدّق ، مَن جعله أمامه قاده إلى الجنّة ، ومَن جعله خلفه قاده (٢) إلى النار ، وهو أوضح دليل إلى خير سبيل ، ظاهره حكم وباطنه علم ، لا تحصى عجائبه ولا تنقضي غرائبه ، هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم ، مَن قال به صدق ، ومَن حكم به عدل ، ومَن عمل به فاز ، فإنّ المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيّب وريحها طيّب ، وإنّ الكافر كالحنظلة طعمها مرّ ورائحتها كريهة (٣) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :ألا أدلّكم على أكسل الناس وأبخل الناس وأسرق الناس وأجفى الناس وأعجز الناس ؟ فقالوا : بلى يا رسول الله .

فقال :أكسل الناس عبد صحيح فارغ لا يذكر الله بشفة ولا لسان ، وأبخل الناس رجل اجتاز على مسلم فلم يسلّم عليه ، وأمّا أسرق الناس فرجل يسرق من صلاته ، تلفّ كما يلفّ الثوب الخلق فيضرب به وجهه (٤) ، وأجفى الناس رجل ذكرت بين يديه فلم يصلّ عليّ ، وأعجز الناس مَن عجز عن الدعاء (٥) .

____________

(١) تهدروه هدر الشعر ، (خل) .

(٢) في ( ج ) : ساقه .

(٣) أورده المصنف في أعلام الدين : ٣٣٣ ، عنه البحار ٧٧ : ١٧٧ .

(٤) في ( ب ) : وجه صاحبها .

(٥) راجع البحار ٨٤ : ٢٥٧ ح٥٥ ، عن عدة الداعي .

١٥٨

الباب الحادي والعشرون: يتضمّن خطبة بليغة على سورة

قال : أيّها الناس تدبّروا القرآن المجيد ، فقد دلّكم على الأمر الرشيد ، وسلّموا لله أمره فإنّه فعّال لما يُريد ، واحذروا يوم الوعيد ، واعملوا بطاعته فهذا شأن العبيد ، واحذروا غضبه فكم قصم من جبّار عنيد ،( ق والقرآن المجيد ) (١) .

أين مَن بنى وشاد وطول ، وتأمّر على الناس وساد في الأوّل ، وظنّ جهالة منه وجرأة أنّه لا يتحوّل ، عاد الزمان عليه سالباً ما خُوّل ، فسقوا إذ فسقوا كأساً على هلاكهم عوّل ،( أفعيينا بالخلق الأوّل بل هم في لبس من خلق جديد ) .

فيا مَن أنذره يومه وأمسه ، وحادثه بالعبر قمره وشمسه ، واستلب منه ولده وأخوه وعرسه ، وهو يسعى في الخطايا مستتر(٢) وقد دنا حبسه ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) .

أما علمت أنّك مسؤول عن الزمان ، مشهود عليك يوم تنطق عليك

____________

(١) الآيات الواردة في هذا الباب كلّها من سورة ( ق ) .

(٢) في ( ج ) : مشمّراً .

١٥٩

الأركان ، محفوظ عليك ما عملت في زمان الإمكان ،( إذ يتلقّى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد ) .

وكأنّك بالموت وقد اختطفك اختطاف البرق ، ولم تقدر على دفعه بملك الغرب والشرق ، وندمت على تفريطك بعد اتساع الخرق ، وتأسفت على ترك الأولى والأخرى أحق ،( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ) .

ثم ترحّلت من القصور إلى القبور ، وبقيت وحيداً على ممرّ الدهور كالأسير المحصور ،( ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد ) ، فحينئذ أعاد الأجسام من صنعها ، وألّف أشتاتها بقدرته ، وجمعها وناداها بنفخة الصور فأسمعها ،( وجآءت كل نفس معها سائق وشهيد ) .

فهرب منك الأخ وتنسى أخاك ، ويعرض عنك الصديق ويرفضك ولاءك(١) ، ويتجافاك صاحبك ويجحد الآءك ، وتلقى من الأهوال كلّما أعجزك وساءك ، وتنسى أولادك وتنسى نساءك ،( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) .

وتجري دموع الأسف وابلاً ورذاذاً ، وتسقط الأكباد من الحسرات أفلاذاً ، ولهب لهيب النار إلى الكفّار فجعلهم جذاذاً ، ولا يجد العاصي من النار لنفسه ملجأً ولا معاذاً ،( وقال قرينه هذا ما لديّ عتيد ) .

يوم تقوم الزبانية إلى الكفّار ، ويبادر مَن يسوقهم سوقاً عنيفاً والدموع تتحادر ، وتثب النار [ إلى الكفار ](٢) كوثوب الليث إذا استاخر(٣) ، فيذلّ زفيرها كل مَن عزّ وفاخر ،( الذي جعل مع الله إلهاً آخر فألقياه في العذاب الشديد ) .

____________

(١) في ( ج ) : يرفض ولاءك .

(٢) أثبتناه من ( ج ) .

(٣) في ( ج ) : شاخر .

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

مذهب الأوزاعي ومن تابعه.

في القنوت

سنن أبي داود: قال أبو هريرة: والله لأقربن بكم صلاة رسول الله (ص)، قال: فكان أبو هريرة يقنت في الركعة الآخرة من صلاة الظهر وصلاة العشاء الآخرة وصلاة الصبح، فيدعو للمؤمنين ويلعن الكافرين.(١)

ثم يروي روايات أخر في قنوته (ص).

سنن البيهقي: عن أنس: أن النبي (ص) قنت شهراً يدعو عليهم ثم تركه. فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا.(٢)

ثم: يروي روايات آخر في القنوت.

ويروى: أن رجلاً سأل أنساً عن القنوت: أبعد الركوع أو عند الفراغ من القراءة؟ قال: لا بل عند الفراغ من القراءة.(٣)

مسند أحمد: عن ابن سيرين، سألت أنس: هل قنت عمر قال: نعم ومن هو خير من عمر، رسول الله (ص) بعد الركوع.(٤)

ويروى: عن أنس قال: قنت رسول الله (ص) عشرين يوماً.(٥)

في الجمع بين الصلاتين

أخبار إصبهان: عن ابن عباس قال: جمع رسول الله (ص) بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء بالمدينة في غير سفر ولا مطر، فسألنا ابن عباس: ماذا أراد بذلك؟ قال: أراد التوسعة على أمته.(٦)

____________________

١ - سنن أبي داود، ج ١، ص٢٠٣.

٢ - سنن البيهقي، ج ٢، ص٢٠١.

٣ - نفس المصدر، ص٢٠٧.

٤ - مسند أحمد، ج ٣، ص١٦٦.

٥ - نفس المصدر، ص٢٠٧.

٦ - أخبار أصبهان ج ٢، ص١٩٦.

٤٨١

سنن البيهقي: يروي روايات نظيرها.(١)

مسند أحمد: يروي مثلها.(٢)

في الصلاة على النبي (ص)

سنن أبي داود: (باب الصلاة على النبي (ص) بعد التشهد) عن كعب قال: قلنا: يا رسول الله، أمرتنا أن نصلي عليك وأن نسلّم عليك، فأما السلام فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا (اللَّهُم صلّ على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد).(٣)

ويروى: عن شعبة مثلها، وفيها: (صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم).

وأيضاً يروي: عن الحكم وفيها: (وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد).

الموطأ: أتانا رسول الله (ص) في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلّي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك.. كما فيالسنن .(٤)

سنن البيهقي: يروي روايات بإسناده نظير ما سبق، ثم يروي عن أبي مسعود قال: لو صلّيت صلاة لا أصلّي فيها على آل محمد (ص) لرأيت أن صلاتي لا تتم.(٥)

أقول: هذه أحاديث في الوضوء والطهارة والصلاة وكيفيتها، وردت على وفق ما رويت عن أهل بيت رسول الله (ص)، والإمامية رووا أحاديث كثيرة عن رسول الله (ص) وعن أهل بيته المعصومين على هذه المضامين.

____________________

١ - سنن البيهقي، ج ٣، ص١٦٦.

٢ - مسند أحمد، ج ١، ص٢٢٣.

٣ - سنن أبي داود، ج ١، ص١٤٠.

٤ - الموطأ، ص١٥٠.

٥ - سنن البيهقي، ج ٢، ص٣٧٩.

٤٨٢

في جعل الأحاديث ولزوم الدقة والتحقيق

مسلم: بإسناده عن اليحصبيّ: قال سمعت معاوية يقول: إياكم وأحاديث ؛ إلا حديثاً كان في عهد عمر، فإن عمر كان يُخيف الناس في الله عَزَّ وجَلَّ.(١)

تهذيب ابن عساكر: وقال ابن عديّ: رفع المعمّري أحاديث وهي موقوفة، وزاد في المتون أشياء ليس فيها، وكان كثير الحديث، وهذه العادة موجودة في البغداديين خاصة وفي حديثهم وحديث ثقاتهم فإنهم يرفعون الموقوف ويوصلون المرسل ويزيدون في الأسانيد.(٢)

أقول: وضع الكلام والحديث في مطلق الحكومات حقاً أو باطلاً، جائراً أو قاسطاً، أمر عادّي، ولاسيَّما إذا مسّت الحاجة إليه، فكل من أتباع الحكومة ورجالها ومحبيها ومروّجيها يضع الحديث ويُحرّف الكلم ويزيد ويُغيّر ويحذف ويُفسّر ويُؤوّل، على وفق جريان أمر الحكومة وعلى صلاح الملك والمملكة، خوفاً أو طمعاً أو حباً أو غفلة أو لأغراض أخر.

ونِعم ما يقول في كتاب(الأضواء على السنة المحمدية) : لم يكن وضع الحديث على رسول الله (ص) مقصوراً على أعداء الدين وأصحاب الأهواء فحسب كما بيّنا، وإنما كان الصالحون من المسلمين يضعون كذلك أحاديث على رسول الله (ص) ويجعلون ذلك حِسبة لله بزعمهم: ويحسبون أنهم بعملهم هذا يُحسنون صنعاً! روىمسلم في كتابه عن يحيى القطّان: لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث. وروىمسلم عن أبي الزناد: أدركت بالمدينة مئة كلهم مأمون ما يؤخذ

____________________

١ - مسلم، ج ٣، ص٩٥.

٢ - تهذيب ابن عساكر، ج ٤، ص١٩٩.

٤٨٣

عنهم الحديث.(١)

ويقول: ذكر المحققون أموراً كلية يعرف بها أن الحديث موضوع، منها: مخالفته لظاهر القرآن، أو السنة المتواترة، أو بالإجماع القطعي، أو القواعد المقررة في الشريعة، أو للبرهان العقلي، أو للحس والعيان، وسائر اليقينيات، أو اشتمال الحديث على مجازفات في الوعد والوعيد والثواب والعقاب، أو كان مناقضاً لما جاءت السنة الصريحة به، أو كان باطلاً في نفسه، أو ما تقوم الشواهد الصحيحة على بطلانه.(٢)

أقول: والإمامية يقولون: إن من الأمور القطعيّة التي يعرف بها وضع الحديث مخالفته السنة الثابتة لأهل بيت رسول الله (ص)، فإنا قد أمرنا باتباعهم والتمسك بهم وإطاعتهم والأخذ منهم (راجع فصول أهل البيت في هذا الكتاب) فلا يجوز لنا التمسك بمخالفيهم ومعانديهم وأخذ أحاديثهم وتصحيح أقوالهم وآرائهم إذا كانت مخالفة لأحاديث أهل البيت (ع) ولاسيَّما في زمان كانت الحكومة على خلافهم، بل ويأمرون ببغضهم وسبّهم وقتلهم وقتل محبيهم وطرد شيعتهم وتكفير أتباعهم.

وقد قيل إن الناس على دين ملوكهم، وإنهم كالهَمج الرعاع يتبعون كل ناعق، ويميلون مع كل ريح يميناً وشمالاً، فالناس بعد رحلة رسول الله (ص) مالوا إلى الحكومة، وأعرضوا عن أهل البيت، وأحدثوا ما أحدثوا، ورووا ما رووا، ووضعوا، وقالوا ما قالوا، على ما يقتضيه الجريان الخارجيّ، فبدّلوا الأصول وحرّفوا الفروع. ومن هؤلاء المحدثينأبو هريرة .

مستدرك الحاكم: عن أبي هريرة قال: قال لي عمر: يا عدوّ الله وعدوّ الإسلام! خنت مال الله، قال: قلت: لست عدو الله ولا عدو الإسلام ولكني عدو من عاداهما ولم أخن مال الله، ولكنها أثمان إبلي وسهام اجتمعت، قال: فأعاده

____________________

١ - الأضواء على السنة المحمدية، ص١٠٢.

٢ - نفس المصدر، ص١٠٣.

٤٨٤

عليّ وأعدت عليه هذا الكلام، قال فغرمني أثني عشر ألفاً.(١)

يقول فيالأضواء : قال أبو جعفر الاسكافي: إن معاوية حمل قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة على عليّ تقتضي الطعن فيه والبراءة منه، وجعل لهم في ذلك جُعلاً، فاختلقوا له ما أرضاه، منهم: أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومن التابعين: عروة بن الزبير.(٢)

ويقول : علمتَ مما كشفناه لك من تاريخ أبي هريرة أنه لم يصاحب النبي الا على مليء بطنه، كما ذكر هو مراراً عن نفسه، وأنه قد اتخذ الصُفة ملاذاً له لفقره، يأكل فيها كما يأكل سائر أهلها، أو يأكل عند النبي أو عند أحد أصحابه.(٣)

ويقول : أجمع رجال الحديث على: أن أبا هريرة كان أكثر الصحابة حديثاً عن رسول الله (ص) على حين أنه لم يصاحب النبي إلا نحو ثلاث سنين، وقد ذكر أبو محمد بن حزم أن مسند بقى بن مخلّد قد أحتوى من حديث أبي هريرة على ٥٣٤٧ روى البخاري منها ٤٤٦ حديثاً وقد أفزعت كثرة رواية أبي هريرة عمر بن الخطاب فضربه بالدرة وقال له: أكثرت يا أبا هريرة من الرواية، وأحرّ بك أن تكون كاذباً على رسول الله، ثم هدّده وأوعده إن لم يترك الحديث عن رسول الله فإنه ينفيه إلى بلاده.(٤)

____________________

١ - مستدرك الحاكم، ج ٢، ص٣٤٧.

٢ - الأضواء، ص١٩٠.

٣ - نفس المصدر، ص١٨٥.

٤ - نفس المصدر، ص١٦٢.

٤٨٥

٤٨٦

روايات هذا الكتاب

وأما الأحاديث التي نقلناها في هذا الكتاب فهي معتبرة قطعية، بوجوه:

١ - أنها نقلت من صحاح كتب أهل السنة.

٢ - أن أكثر هذه الروايات متواترة معنى.

٣ - أنها مؤيدة بالروايات المروية عن أهل البيت (ع)

٤ - أنها مؤيدة بقرائن اُخر قطعيّة، تاريخية وغيرها.

٥ - أنها متواترة لفظاً بضميمة ما روى عن أهل البيت (ع).

٦ - أنها رويت باسناد ذهب رواتها إلى خلاف ما رووا، وهذا قرينة تدل على صحة هذه الروايات وثبوتها عندهم، فإن شهادة المخالف وقوله أدل دليل على الفضل والحكم المطلوب.

٧ - أنها مضبوطة ومندرجة في كتب، ذهب مؤلفوها إلى خلاف ماضبطوها، وفيه دلالة على صحتها وثبوتها عندهم، بحيث لم يتمكّنوا من طرحها والأعراض عنها.

٨ - أنها وصلت الينا من أيدي رجال ومن ألسنة رواة كانوا في عهد خلفاء جرى أمرهم على خلاف أهل البيت، وكانوا تحت سلطتهم ونفوذهم، ورووا هذه الروايات على خلاف صلاح الحكومة وعلى خلاف جريان الامور.

٤٨٧

الخارجية، ولم يكن لهم دواع أُخر، فإنهم كانوا يعتقدون خلافها ولا يرون في روايتها فائدة دنيوية، إلا أنهم يرون صحتها وثبوتها.

فيمتاز أكثر ما روى في هذا الكتاب بجميع هذه الوجوه، وبعضها ببعضها، فلا يحتمل فيها الجعل، لانتفاء أسباب الجعل وعلله فيه.

٤٨٨

الكتب المستندة في هذا الكتاب

وأما الكتب التي اعتمدنا عليها في نقل روايات هذا الكتاب، فهي على قسمين:

القسم الأول:

الكتب المعتبرة لأهل السنة من التاريخ والحديث المؤلفة في القرون الأولى إلى القرن الخامس، واستنادنا في هذا الكتاب إلى هذا القسم من الكتب. وهي هذه:

١ -أخبار أصبهان لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني المتوفَّى سنة ٤٣٠، طبع ليدن سنة ١٩٣١ - م، في مجلدين.

٢ -الاستيعاب في معرفة الأصحاب لأبي عمر يوسف أبي عبد البر المتوفَّى سنة ٤٦٣ - هـ، مطبوعة مصر، مكتبة النهضة، سنة ١٣٨٠ - هـ، في أربعة مجلدات في ٢٠٩٢ صحيفة.

٣ -أمالي القالي أبي علي إسماعيل بن القاسم البغدادي القرطبيّ المتوفَّى سنة ٣٥٦ - هـ.

٤ -الإمامة والسياسة لأبي محمد عبد الله بن قُتيبة المتوفَّى سنة ٢٧٠ - هـ، مطبوعة مصر مطبعة الفتوح سنة ١٣٣١ - هـ، في ٣٦٤ صحيفة.

٥ -انساب الأشراف لأبي الحسن احمد بن يحيى البلاذري المتوفَّى سنة

٤٨٩

٢٧٩ - هـ، مطبوعة مصر سنة ١٩٥٩ - م في ٧٢٢ صحيفة، مع مقدمة في ٥٣ صحيفة، مع مقدمة في ٥٣ صحيفة.

٦ -البدء والتاريخ المنسوب إلى أبي زيد احمد بن سهل البلخي المتوفَّى ببغداد سنة ٥٠٧ - هـ، طبع باريس سنة ١٩١٦ - م، في مجلدات.

٧ -تاريخ الطبري ( تاريخ الأمم والملوك ) لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري سنة ٣١٠ - هـ، طبع مصر، مطبعة الحسينية سنة ١٣٢٦ - هـ، في اثني عشرة مجلداً.

٨ -تفسير الكشاف للزمخشري محمد بن عمر الخوارزمي المعتلي المتوفَّى سنة ٥٣٨ - هـ، طبع مصر المطبعة العامرة سنة ١٣٠٨ - هـ في مجلدين.

٩ -تهذيب التاريخ الكبير لأبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر الشافعي المتوفَّى سنة ٥٧١ - هـ بدمشق، هذّبه الشيخ عبد القادر بن بدران، طبع دمشق سنة ١٣٢٩ - هـ، في سبع مجلّدات.

١٠ -جامع الترمذي ( الترمذي ) أحد الصحاح والسنن لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي المتوفَّى سنة ٢٧٩ - هـ، طبع كراچي ومحشّى بحواشي سندي وغيره، بضميمةرسالة الشمائل والتقرير وأصول الحديث ، في ٦٦٥ صحيفة بقطع رحليّ، وليس فيه تاريخ للطبع.

١١ -خصائص أمير المؤمنين لأبي عبد الرحمن احمد علي بن شعيب النسائي المتوفَّى سنة ٣٠٣ - هـ، طبع مصر سنة ١٣٠٨ - هـ في ٤٠ صحيفة، بمطبعة الخيرية. وفي آخر الكتاب: مؤلفه الحافظ صاحب الصحيح الإمام النسائي وضعه لما دخل دمشق ووجد كثيرا ممن بها منحرفين عنه.

١٢ -ديوان ابي العباس عبد الله بن المعتزّ المتوكل العباسي المتوفَّى سنة ٢٩٦ - هـ طبع بيروت سنة ١٣٣١ - هـ، في ٣٤٤ صحيفة.

١٣ -دلائل النبوة لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الإصبهاني المتوفَّى سنة ٤٣٠ - هـ طبع حيدر آباد دكن سنة ١٣٢٠ - هـ. في ٢٣٣ صحيفة، بقطع رحلي.

١٤ -سنن ابن ماجة لمحمد بن يزيد بن ماجة القزويني المتوفَّى سنة ٢٧٣ - هـ

٤٩٠

طبع مصر سنة ١٣٤٩ - هـ. في مجلدين، أحد الصحاح الستة.

١٥ -سنن أبي داود لسليمان بن الأشعث السجستاني المتوفَّى سنة ٢٧٥ - هـ والمجلد الأول منه طبع كراچي سنة ١٣٦٩ - هـ، في ٣٥٦ صحيفة محشّى بحواشي. والمجلد الثاني طبع دهلي سنة ١٢٨٣ - هـ، في ٣٦٢ صحيفة محشّى.

١٦ -سنن البيهقي ( السنن الكبرى ) لأبي بكر أحمد بن الحسين الشافعي البيهقي المتوفَّى سنة ٤٥٨ - هـ، في عشر مجلدات، طبع حيدر آباد دكن سنة ١٣٤٤ هـ. وفي ذيله، الجوهر التقي للمارديني.

١٧ -سنن الدارمي لعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي الدارمي المتوفَّى سنة ٢٥٥ - هـ، طبع دمشق مطبعة الحديثة سنة ١٣٤٨ - هـ. في ثمانية أجزاء، وهو أحد الصحاح الستة.

١٩ -السيرة النبوية لعبد الملك بن هشام البصري المتوفَّى سنة ٢١٨ هـ. طبع مصر مطبعة البابيّ الحلبيّ سنة ١٣٥٥ هـ، في أربعة مجلدات.

٢٠ -الشريعة لأبي بكر محمد بن الحسين الآجري المتوفَّى سنة ٣٦٠ هـ، طبع القاهرة مطبعة السنة المحمدية سنة ١٣٦٩ هـ، في ٥٠٤ صحيفة مع مقدمة.

٢١ -صحيح البخاري لمحمد بن إسماعيل البخاري المتوفَّى سنة ٢٥٦ هـ، طبع مصر مطبعة ميمنية سنة ١٣١٢ هـ. في أربعة أجزاء.

٢٢ -صحيح مسلم لأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوريّ المتوفَّى سنة ٢٦١ هـ طبع إسلامبول مطبعة العامرة سنة ١٣٣٠ - ١٣٣٤ هـ. في ثمانية أجزاء.

٢٣ -الطبقات الكبرى لأبي عبد الله محمد سعد الزهريّ المتوفَّى سنة ٢٣٠ هـ. طبع بيروت سنة ١٣٧٧ هـ، مطبعة دار صاد، في ٨ مجلدات.

٢٤ -طبقات النحويين لأبي بكر، محمد بن الحسن الزبيديّ المتوفَّى سنة ٢٧٩ هـ. طبع مصر سنة ١٣٧٣ هـ. في ٤٠٨ صحيفة.

٢٥ -العقد الفريد لأبي عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي المتوفَّى

٤٩١

سنة ٣٢٨ هـ. طبع مصر مكتبة النهضة سنة ١٩٢٦ م في أجزاء.

٢٦ -عيون الأخبار لعبد الله بن مسلم بن قتيبة الكوفي سنة ٢٧٠ - ٣٢٢ هـ. طبع مصر دار الكتب سنة ١٣٤٣ - ١٣٤٩ هـ. في أربعة مجلدات.

٢٧ -الفائق في غريب الحديث لمحمود بن عمر الزمخشري المتوفَّى سنة ٥٣٨ هـ. طبع القاهرة سنة ١٣٦٤ هـ. في ثلاث مجلدات.

٢٨ -فتوح البلدان لأبي الحسن أحد بن يحيى البلاذريّ المتوفَّى سنة ٢٧٩ هـ. طبع مصر المطبعة المصرية سنة ١٣٥٠ هـ. في ٤٦٠ صحيفة.

٢٩ -الكامل للمبرد أبي العباس المتوفَّى سنة ٢٨٥ هـ، طبع مصر سنة ١٣٥٥ هـ. في ثلاث مجلدات، في ١٢٩٠ صحيفة.

٣٠ -الكنى للبخاري محمد بن إسماعيل البخاري المتوفَّى سنة ٢٥٦ هـ طبع حيدر آباد دكن سنة ١٣٦٠ هـ. في ٩٨ صحيفة.

٣١ -المحاسن والأضداد لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ المتوفَّى سنة ٢٥٥ هـ. ط مصر سنة ١٣٢٤ هـ في ٢٦٢ صحيفة.

٣٢ - المحاسن والمساوي لإبراهيم بن محمد البيهقي من علماء القرن الرابع، طبع بيروت دار صادر سنة ١٣٨٠ هـ، في ٦٠٦ صحيفة.

٣٣ -المستدرك على الصحيحين لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوريّ المتوفَّى سنة ٤٠٥ هـ، طبع حيدر آباد دكن سنة ١٣٣٥ هـ، وفي ذيله تلخيص المستدرك للذهبي، في أربعة مجلدات رحلية.

٣٤ -مسند أبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرايني المتوفَّى سنة ٣١٠ هـ. والمجلد الأول والثاني طبع حيدر آباد دكن سنة ١٣٦٢ هـ.

٣٥ -مسند أحمد لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل المروزي المتوفَّى سنة ٢٤١ هـ. وفي حاشيته منتخب كنز العمال، طبع مصر مطبعة الميمنية سنة ١٣١٣ هـ، في ستّ مجلدات.

٣٦ -المصائد والمطارد ، لمحمود بن محمد بن حسين، كشاجم ( كاتب، شاعر، أديب، منجم، متكلم ) المتوفَّى سنة ٣٥٠ هـ.

٤٩٢

٣٧ -المعارف لعبد الله بن مسلم بن قتيبة سنة ٢٧٠ - ٣٢٢ هـ. طبع مصر دار الكتب سنة ١٩٦٠ م. بتحقيق ثروت عكاشة.

٣٨ -معجم الشعراء لأبي عبد الله محمد المرزباني المتوفَّى سنة ٣٨٤ هـ، طبع مصر سنة ١٣٧٩ هـ. في ٥٩٠ صحيفة.

٣٩ - مقاتل الطالبيين لأبي الفرج علي بن الحسين الإصبهاني المتوفَّى سنة ٣٥٦ هـ. طبع مصر مطبعة إحياء الكتب سنة ١٣٦٨ هـ.

٤٠ -مقالات الإسلاميين لأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المتوفَّى سنة ٣٣٤ هـ. طبع القاهرة سنة ١٣٦٩ هـ.

٤١ -الموطّأ للإمام مالك بن أنس الأصبحي المتوفَّى سنة ١٧٩ هـ، وهو إمام المالكية، طبع كراچي آرام باغ - نور محمد في ٧٤٤ صحيفة محشّى.

القسم الثاني:

من الكتب التي استفدنا ونقلنا عنها في هذا الكتاب ؛ تأييداً للمرام وتوضيحاً للمطلوب، لا استناد إليها في أصل الموضوع، وهي الكتب التي ألّفت في قرون بعد القرن الخامس، أو قبله ولكنّا ما أردنا أن نستند إليها لأنها لم تكن في الاعتبار عندهم في الدرجة العالية:

١ -الأئمة الاثني عشر ( الشذرات الذهبية ) عند الإمامية المؤرخ دمشق شمس الدين محمد بن طولون المتوفَّى سنة ٩٥٣ هـ. طبع بيرون سنة ١٣٧٧ هـ، في ١٤٣ صحيفة.

٢ -الأضواء على السنة المحمدية لمحمود أبو ريّة المعاصر المحقق، طبع مصر مطبعة دار التأليف سنة ١٣٧٧ هـ، في ٣٦٤ صحيفة.

٣ -البيان في أخبار صاحب الزمان للحافظ محمد بن يوسف الگنجي الشافعي المتوفَّى سنة ٦٥٨ هـ، طبع تبريز سنة ١٣٢٤ هـ.

٤ -البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث للسيد إبراهيم بن السيد محمد نقيب مصر والشام الحنفيّ الدمشقيّ المتوفَّى سنة ١١٢٠ هـ، طبع حلب

٤٩٣

سنة ١٣٢٩ هـ، في جزأين.

٥ -تاريخ الخلفاء لجلال الدين عبد الرحمن السيوطيّ المتوفَّى سنة ٩١٠ هـ. طبع مصر مطبعة الميمنية سنة ١٣٠٥ هـ.

٦ -تذكرة الحفاظ لأبي عبد الله شمس الدين الذهبيّ المتوفَّى سنة ٧٤٨ هـ. طبع حيدر آباد دكن سنة ١٣٧٥ هـ، في أربعة أجزاء.

٧ -تذكرة الخواص الأمة في معرفة الأئمة لسبط بن الجوزي شمس الدين يوسف الواعظ الحنفي المتوفَّى سنة ٦٥٤ هـ ز بدمشق، طبع طهران سنة ١٢٨٥ هـ، في ٢١٣ صحيفة رحلية.

٨ -حلية الأولياء لأبي نعيم احمد الإصبهاني المتوفَّى سنة ٤٣٠ هـ، طبع مصر مطبعة الخانجي سنة ١٣٥٢ هـ، في عشر مجلدات.

٩ -ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى لمحبّ الدين احمد الطبريّ المتوفَّى سنة ٦٩٤ هـ، كان شيخ الشافعية طبع مصر سنة ١٣٥٦ هـ، بمطبعة القدسي في ٢٧٢ صحيفة.

١٠ -ذمّ الهوى لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفَّى سنة ٥٩٧ هـ، طبع دار الكتب الحديثة بمصر سنة ١٣٨١ هـ.

١١ -زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم، مع شرح من المؤلف سماها فتح المنعم، تأليف محمد حبيب الله الشنقيطي المتوفَّى سنة ١٣٦٣ هـ، طبع القاهرة، مطبعة مصر سنة ١٩٥٤ م. في خمسة مجلدات.

١٢ -سير أعلام النبلاء لشمس الدين محمد الذهبي المتوفَّى سنة ٧٤٨ هـ، طبع القاهرة دار المعارف سنة ١٩٥٦ م، في مجلدين.

١٣ -شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام لأبي الطيب محمد بن أحمد الفاسيّ المكي المالكيّ المتوفَّى سنة ٨٣٢ هـ، طبع مصر سنة ١٩٥٦ م، في مجلدين، وقد ألحق به(الدرة الثمينة في تاريخ المدينة) .

١٤ -الفتوحات المكية لأبي عبد الله محمد بن علي الحاتميّ الطائيّ الأندلسي المتوفَّى سنة ٦٣٨ هـ. طبع مصر بولاق سنة ١٢٩٣ هـ، في ثمانية أجزاء.

٤٩٤

١٥ -المختصر في أخبار البشر لعماد الدين إسماعيل أبي الفداء المتوفى سنة ٧٣٢ هـ، طبع مصر مطبعة الحسينية سنة ١٣٢٥ هـ.

١٦ -مختصر التذكرة للشيخ عبد الوهاب الشعراني المتوفى سنة ٩٧٣ هـ، والتذكرة لأبي عبد الله محمد القرطبيّ المتوفى سنة ٦٧١ هـ، طبع مصر سنة ١٣١٠ هـ. في ١٥٢ صحيفة.

١٧ -مطالب السئول في مناقب آل الرسول لمحمد بن طلحة الشافعي المتوفى سنة ة٦٥٤ هـ، طبع طهران سنة ١٢٨٧ هـ. في ٩١ صحيفة رحليّة منضماً إلىتذكرة خواص الأمة ، وعندنا نسخة خطيّة منها، وفي آخرها: به يكصد وشصت ونه ورق بتاريخ هفتم شهر ذي الحج ١١ جلوس اورنك شاهي مطابق سنة ١٠٧٨ هـ.

١٨ -الملل والنحل لأبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني المتوفى سنة ٥٤٨ هـ، طبع القاهرة مطبعة حجازي سنة ١٣٦٨ هـ، في ثلاث مجلدات.

١٩ -نهج البلاغة فيما اختاره الشريف الرضيّ من كلام أمير المؤمنين (ع) شرحه الشيخ محمد عبد ه ، طبع مصر مطبعة الاستقامة، بتحقيق: محمد محيي الدين، وليس فيه تاريخ الطبع.

٢٠ -وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لأحمد بن محمد بن خلكان الأربليّ الشافعي المتوفى سنة ٦٨١ هـ، طبع طهران سنة ١٢٨٤ هـ، في مجلدين.

٤٩٥