تربة الحسين عليه السلام الجزء ٣

تربة الحسين عليه السلام0%

تربة الحسين عليه السلام مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 554

تربة الحسين عليه السلام

مؤلف: الشيخ أمين حبيب آل درويش
الناشر: دار المحجّة البيضاء
تصنيف:

الصفحات: 554
المشاهدات: 38263
تحميل: 3536


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 554 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 38263 / تحميل: 3536
الحجم الحجم الحجم
تربة الحسين عليه السلام

تربة الحسين عليه السلام الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
العربية

وورد في زيارة أخرى :

أاَشْهَدُ لَقَدِ اقْشَعَرَّتْ لِدِمائِكُمْ اَظِلَّةُ الْعَرْشِ ، مَعَ اَظِلَّةِ الْخَلائِقِ)(٥٧٤) .

وورد في زيارة ثالثة :

(اَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الْخُلْدِ ، وَاقْشَعَرَّتْ لَطُ اَظِلَّةُ الْعَرْشِ ، وَبَكى لَهُ جَميعُ الْخَلائِقِ ، وَبَكَتْ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ ، وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ ، وَمَنْ يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ وَالنّارِ مِنْ خَلْقِ رَبِّنا ، وَما يُرى وَما لا يُرى)(٥٧٥) .

وبعد هذا البيان نقول : إنّ دم الحسين عليه السلام مُقَدّس ، وسفكه يغضب الباري عَزّ وجَلّ ، وقد سفكه الأعداء في واقعة الطف الأليمة ، ومما تقدم ينبغي التركيز على ما ورد في الزيارة : (أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الْخُلْدِ الخ) ، وما يترتب على ذلك من بحث مهم ، فما المراد من سكنى دم الحسين عليه السلام في الخلد؟ يتضح جواب هذا السؤال بعد بيان الآتي :

١ ـ الدرجة العالية للحسين عند الله عَزّ وجَلّ :

ينبغي أن نقف وقفة إجلال عند شهادة الإمام الصادق عليه السلام : (أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الْخُلْدِ) ، ونتأمل بما يمكننا الوصول إليه من مغزى وأسرار هذه الشهادة. ونسأل : كيف صعد دم الحسين عليه السلام إلى جنّة الخلد وسكن فيها؟

والجواب عن هذا السؤال ، يستدعي مِنّا التعرض إلى ما يلي :

أولاً ـ قال تعالى :( مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) [فاطر / ١٠].

__________________

(٥٧٤) ـ المصدر السابق / ٥٣٥.

(٥٧٥) ـ الكليني ، الشيخ محمد بن يعقوب : الكافي ، ج ٤ / ٥٧٥.

٤٦١

قال العلامة الطباطبائي (قده) : «من كان يريد العزة ، فليطلبها منه تعالى ؛ لأنّ العزة له جميعاً لا توجد عند غيره بالذات. فوضع قوله( فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ) في جزاء الشرط من قبيل وضع السبب موضع المسبب ؛ وهو طلبها من عنده ، أي إكتسابها منه بالعبودية ، التي لا تحصل إلا بالإيمان والعمل الصالح.

والمراد بالكلم ما يفيد معنى تاماً كلامياً ويشهد به توصيفه بالطيب ، فطيب الكلم ؛ هو ملاءمته لنفس السامع ومتكلمه ، بحيث تنبسط منه وتستلذ وتستكمل به ؛ وذلك إنّما يكون بإفادته معنى حقاً فيه سعادة النفس وفلاحها. وبذلك يظهر أنّ المراد به ليس مجرد اللفظ بل بما أنّ له معنى طيباً ، فالمراد به الإعتقادات الحقّة التي يسعد الإنسان بالإذعان لها ، وبناء عمله عليها والمتيقن منها كلمة التوحيد التي يرجع إليها سائر الإعتقادات الحقّة ، وهي المشمولة لقوله تعالى :( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ) [إبراهيم / ٢٥]. وتسمية الإعتقاد قولاً وكلمة أمر شائع بينهم.

وصعود الكلم الطيب إليه تعالى ، هو تقربه منه تعالى إعتلاء ، وهو العلي الأعلى رفيع الدرجات ، وإذا كان إعتقاداً قائماً بمعتقده ، فتقربه منه تعالى تقرب المعتقد به منه ، وقد فسروا صعود الكلم الطيب بقبوله تعالى له ، وهو من لوازم المعنى. ثم أنّ ال إعتقاد والإيمان إذا كان حق الإعتقاد صادقاً إلى نفسه صدقه العمل ولم يكذبه ، أي يصدر عنه العمل على طبقه ، فالعمل من فروع العلم وآثاره التي لا تنفك عنه ، وكلما تكرر العمل ؛ زاد الإعتقاد رسوخاً وجلاء وقوي في تأثيره ، فالعمل الصالح ـ وهو العمل الحري بالقبول الذي طبع

٤٦٢

عليه ـ ، ببذل العبودية والإخلاص لوجهه الكريم بعين الإعتقاد الحق في ترتب أثره عليه ، وهو الصعود إليه تعالى ، وهو المعزي إليه بارفع ، فالعمل الصالح يرفع الكلم الطيب»(٥٧٦) . فمن أعظم مصاديق هذه الآية ، سيد الشهداء الحسين عليه السلام ، القائل عند إخراج السهم المثلث من قفاه ، وإنبعاث الدم كالميزاب ، فوضع يده تحت الجرح ، فلما إمتلأت ؛ رمى به نحو السماء : (هَوّن عليّ ما نزل بيّ أنّه بعين الله فلم يسقط من ذلك قطرة إلى الأرض)(٥٧٧) . وهذا ما أكد عليه جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في رؤياه عند القبر الشريف بقوله : (وإنّ لك في الجنان لدرجات لا تنالها إلا بالشهادة).

ثانياً ـ قوله تعالى :( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ *كِتَابٌ مَّرْقُومٌ *يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) [المطففين / ١٨ ـ ٢١] ، المستفاد من كلمات المفسرين لهذه الآية ما يلي :

(كِتَابَ الأَبْرَاِ) : كتاب المطيعين لله ، مكتوب فيه جميع طاعاتهم وما تقرّبه أعينهم ، ويوجب سرورهم.

(عِلّيِّينَ) : المراتب العالية ، محفوفة بالجلالة ، سواء كانت تلك المراتب في السماء السابعة أو سدرة المنتهى : وهي التي ينتهي إليها كل شيء من أمر الله تعالى ، أو الجنة ، أو لوح من زبرجدة خضراء معلق تحت العرش ، على إختلاف الأقوال في ذلك.

__________________

(٥٧٦) ـ الطباطبائي ، السيد محمد حسين : الميزان في تفسير الميزان ، ج ١٧ / ٢٢ ـ ٢٣.

(٥٧٧) ـ المقرم ، السيد عبد الرزاق : مقتل الحسين / ٢٧٩.

٤٦٣

(يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) : أي الملائكة الذين هم في عليين ، يشهدون ويحضرون ذلك الكتاب ، أو ذلك الكتاب إذا صعد به إلى عليين.

قال وهب ، وابن إسحاق : الْمُقَرَّبُونَ ـ هنا ـ إسرافيل (عليه السلام) ، فإذا عمل المؤمن عمل البر ؛ صعدت الملائكة بالصحيفة وله نور يتلألأ في السموات كنور الشمس في الأرض ، حتى ينتهي بها إسرافيل ، فيختم عليها ويكتب ، فهو قوله :( يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) ؛ أي يشهد كتابتهم)(٥٧٨) .

وبعد هذا التمهيد ؛ وصلنا إلى النتيجة التالية :

إنّ سيد الشهداء الحسين ابن علي عليهما السلام ، حينما إنبعث دم قلبه الطاهر رفعه نحو السماء ، فتلقاه جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فرفعه ـ بواسطة الملائكة ـ إلى المقام العالي في الخلد ، فهو أغلى هدية قدّمها النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرباناً للباري عَزّ وجَلّ. وقد أهداد الباري عَزّ وجَلّ قبل ذلك ـ عن طريق جبرئيل عليه السلام ـ تربة الحسين عليه السلام ، فشمها فإذا هي أطيب مسك خلقه الله ، ثم إحتفظ بها وأكد على حفظها عند أفضل زوجاته بعد خديجة عليها السلام. فهذا يدل على منزلة الحسين ودرجاته العالية عند ربه ، فدمه الممتزج بتربته نور ورحمة لأهل الأرض ، ودمه الطاهر نور ورحمة لأهل السماء ، وإلى هذا المعنى يشير الحديث الشريف عن الحسين بن علي عليهما السلام قال : (دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعند اُبيّ بن كعب ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : مرحباً بك يا رسول الله ، زين السماوات والأرضين أحد غيرك؟ فقال : يا اُبيّ ، والذي بعثني بالحق نبيّاً ، إنّ الحسين بن علي في السماء

__________________

(٥٧٨) ـ القرطبي ، محمد بن أحمد الأنصاري : الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٩ / ٢٦٤.

٤٦٤

أكبر منه في الأرض ، فإنّه لمكتوب عن يمين عرش الله : مصباح هدى وسفينة نجاة ..)(٥٧٩) .

وقد إستبشر أهل السماء بهذا النصر الذي حققه الحسين عليه السلام من أجل الدين والعقيدة ، وقد بَشّرَه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بذلك في سحر يوم عاشوراء ، حينما رآه : (ثم أني رأيت بعد ذلك جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه جماعة من أصحابه وهو يقول لي : يا بني ، أنت شهيد آل محمد ، وقد إستبشر بك أهل السموات وأهل الصفيح الأعلى ، فليكن إفطارك عندي الليلة ، عَجّل ولا ت}خِّر ، فهذا ملك قد نزل من السماء ليأخذ دمك في قارورة خضراء ..)(٥٨٠) .

٢ ـ شكاية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لربه عَزّ جَلّ :

مما تقدم نستفيد أنّ صعود الدم إلى الخلد ، وإضطراب أظلة العرش ، وبكاء أهل السماء وبقية الخلائق ، دليل على عظم الجريمة ، وشكاية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لربه على من إقترفها ، ومن الشواهد على ذلك ما يلي :

١ ـ روى ابن عساكر ، بإسناده عن علي بن زيد بن جدعان ، قال : (إستيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع وقال : قتل الحسين والله ، فقال له أصحابه : كَلّا يا ابن عباس كَلّا ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومعه زجاجة من دم ، فقال : ألا تعلم ما صنعت أمتي بعدي؟! قتلوا ابني الحسين وهذا دمه ، ودم أصحابه أرفعه إلى الله عَزّ وجَلّ. قال : فكتبت ذلك اليوم الذي قال فيه ، وتلك الساعة ـ قال ـ : فما لبثوا إلا أربعة

__________________

(٥٧٩) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٢٦ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥.

(٥٨٠) ـ نفس المصدر ، ج ٤٥ / ٣.

٤٦٥

وعشرين يوماً حتى جاءهم الخبر بالمدينة ، أنّه قتل ذلك اليوم ، وتلك الساعة)(٥٨١) .

٢ ـ ذكر السيد المقرّم (ره) : «ولما ضعف عن القتال ، وقف يستريح فرماه رجل بحجر على جبهته فسال الدم على وجهه ، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن عينيه ، رماه آخر بسهم محدد له ثلاث شعب وقع على قلبه ، فقال : بسم الله وبالله ، وعلى مِلّة رسول الله ، ورفع رأسه إلى السماء وقال : إلهي إنك تعلم إنهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيري!! ثم أخرج السهم من قفاه وانبعث الدم كالميزاب ، فوضع يده تحت الجرح فلما إمتلأت رمى به نحو السماء وقال : هَوّن عليّ ما نزل بيّ أنّه بعين الله ، فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض ، ثم وضعها ثانياً ، فلما إمتلأت ؛ لطخ به رأسه ووجهه ولحيته ، وقال : هكذا ألقى الله وجدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا مخضب بدمي ، وأقول : يا جدي قتلني فلان وفلان»(٥٨٢) . هذه بعض الشواهد التي ذكرها الخاصة والعامة ، ولكن بعد ذكر هذه الشواهد ، نقول : ما السِّر في إتفاق الروايات على قضية الدم؟ هل لمحض الإتفاق والصدفة ، أم لشيء آخر؟

من تأمل في ذلك ، إتضح له ما ورد في الزيارة : (أَشْهَدُ أَمَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الْخُلْدِ) ، وخلاصة ما توصلنا إليه هو ما يلي :

أولاً ـ إنّ صعود الدم إلى السماء وسكناه في الخلد ، هو شكاية من الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الباري عَزّ وجَلّ ، كما ذكرنا في الشواهد السابقة.

__________________

(٥٨١) ـ الميلاني ، السيد محمد هادي : قادتنا كيف نعرفهم ، ج ٦ / ١٣٠ ـ ١٣١ (عن البداية والنهاية ، ج ٨ / ٢٠٠).

(٥٨٢) ـ المقرّم ، السيد عبد الرزاق : مقتل الحسين / ٢٧٨ ـ ٢٧٩.

٤٦٦

ثانياً ـ إنّ الدم لم يسكن في الأرض كعادته ، بل سكن في الخلد ، وما زال يضطرب ويفور حتى إقشعرت له أظلة العرش ، فبكى له سكان السماوات وترتب على ذلك إستنكار الخلائق بأجمعها على هذه الجريمة النكراء ، فهي شهود عيان على كل ذلك ، فإنتشار الدم في الأفق وفوق الأشجار وتحت الأحجار ، نتيجة للدم الذي سكن الخلد ، وغضب الباري عَزّ وجَلَ ، لشكاية النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

٤٦٧
٤٦٨

معجم المفردات

٤٦٩
٤٧٠

وردت في هذا الجزء من موسوعة (تربة الحسين دراسة وتحليل) ، بعض المفردات التي تحتاج إلى إيضاح ، ورتبناها حسب الحروف الهجائية كالتالي :

الحـ أ ـ رف

إجّانَة :

الإجانة ، جمع أجَاجِين : إناء تُغْسَل فيه الثياب. أو جَرّة كبيرة ، أو موقع الماء تحت الشجرة.

ومنه : (يجب على العامل تنقية الأجاجين ؛ أي ما يحوط حول الأشجار. راجع : منجد اللغة / ٤ ومجمع البحرين ج ٦ / ١٩٧).

إدّا :

الأديد : الجَلَبَة ، من قولهم : أدّت الناقة تَئِدُّ ؛ أي رجعت حنينهاً ترجيعاً شديداً. والمراد به في قوله تعالى :( لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ) [مريم / ٨٩]. الأمر المنكر يقع فيه جَلَبَة. راجع : المفردات في قريب القرآن ، ج ١ / ١٦.

أسَنَ :

يقال : أسَنَ الماء يأسُنُ ؛ وآسِنُ يأسن إذا تغير رَيحُه تَغيُّراً مُنكَراً ، وماء آسِنٌ ، قال تعالى :( مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ) [محمد / ١٥]. وأسَنَ الرجل مرض من أسَنَ الماء إذا غُشيَ عليه ، قال الشاعر :

«يَمِيدُ في الرُّمح مَيْدَ المَائِح الأسِنِ». وقيل : تأسّنَ الرّجُلُ إذا إعْتَلْ تشبيهاً به. راجع : المفردات في غريب القرآن ، ج ١ / ٢١ ـ ٢٢.

٤٧١

الحـ ب ـ رف

بَحْر الخَزَر :

وهو بحر طبرستان وجُرْجَان ، وآبسكون كلها واحد ، وهو بحر واسع عظيم لا إتصال له بغيره. ويسمى أيضاً : الخراساني والجيلي ، وربما سمّاه بعضهم : الدًّوّاره الخراسانية ، وقال الإصطخري : وأما بحر الخزر ؛ ففي شرقيه : بعض الديلم ، وطبرستان ، وجرجان ، وبعض المفازة التي بين جرجان وخوارزم. وفي غريبه : اللان من جبال القبق إلى حدود السرير ، وبلاد الخزر ، وبعض مفازة الغُزية. وشماليه : مفازة الغزية ـ وهم صنف من الترك بناحية سياه كوه ـ ، وجنوبيه : الجبل وبعض الديلم. وبحر الخزر ليس له إتصال بشيء من البحور على وجه الأرض ، فلو أنّ رجلاً طاف بهذا البحر ؛ لرجع إلى الموضع الذي إبتدأ منه ، لا يمنعه مانع إلا أن يكون نهر يصب فيه ، وهو بحر ملح لا مَدّ فيه ولا جَزْر ، وهو بحر مظلم قعره. راجع : معجم البلدان ، ج ١ / ٣٤٢.

الخَزَر :

شعب تتاري عاش حول بحر قزوين ـ الذي يعرف أيضا بسبب من ذلك بـ(بحر الخزر) ـ ، وفي سفوح جبال القوقاز ، من حوالي العام (١٩٠) للميلاد إلى العام (١١٠٠ م). وقد أنشأ الخزر إمبراطورية تجارية بلغت أوج قوتها في النصف الثاني من القرن الثامن ، عندما إمتدت من نهر دينبر غرباً إلى نهر الغولفا الأدنى وبحر قزوين شرقاً. وفي منتصف الثامن تَهَوّد كثير من الخزر على أيدي اليهود الذين غادروا القسطنطينية آنذاك هرباً من الإضطهاد. راجع : موسوعة المورد العربية. ج ١ / ٤٦٤.

٤٧٢

الحـ ج ـ رف

جامعة غَنْت :

جامعة حكومية في بلجيكا ، وسميت بهذا الإسم نسبة إلى المدينة الواقعة فيها (غَنْت) ، وتقع هذه المدينة على بعد حوالي ٥٠ كم شمال غربي مدينة بروكسل ، في الجزء الذي يتحدث اللغة الهولندية ، عند ملتقى نهري شيلدي وليبه ، وهي ميناء مهم ، حيث تربط قناة حفرت في عام (١٨٨٦ م) المدينة ببحر الشمال أصبحت غَنْت مدينة مهمة في العصور الوسطى ، وبلغت قمة الأهمية في القرن الخامس عشر الميلادي ، إلا أنّ الثورات والحروب فرقت المدينة عدة مرات بعد ذلك ، وقد إحتلها الأسبان ، والفرنسيون والنمساويون في فترات مختلفة قبل إستقلال بلجيكا. كما إحتلت القوات الألمانية مدينة غنت في الحربين العالميتين الأولى والثانية. وقعت فيها معاهدة بين بريطانيا والولايات المتحدة عام (١٨١٤ م) إتفقتا بموجبها على حَلّ المنازعات بينهما سلمياً. راجع : الموسوعة العربية العالمية ، ج ١٧ / ١٢٣ ، وج ٥ / ٧٠.

جَرْجَرَايا :

بلد من أعمال النهروان الأسفل ، بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي ، كانت مدينة وخربت مع ما خرب من النهروانات ، وقد خرج منها جماعة من العلماء والشعراء والكتاب والوزراء ، ولها في الشعر كثير ؛ قال ابزون العَمّاني :

ألا يا حَبّذا يوماً جَرَرْنا

دُيُولَ اللّهوُ فيه بَجْر جَرَايا

راجع : معجم البلدان ، ج ٢ / ١٢٣.

٤٧٣

الحـ ح ـ رف

الحِسّ المشترك :

هو القوة التي ترتسم فيها صور الجزئيات المحسوسة ، فالحواس الخمسة الظاهرة ، كالجراسيس لها ، فتطلع عليها النفس من ثَمة فتدركها ، ومحله مقدم التجويف الأول من الدماغ. كأنّها عين تنشعب منها خمسة أنهار. راجع التعريفات للجرجاني.

حُقّة ذهب :

الحُقّة : جمع حُقّ وحُقّق وحِقَاق : الوعاء الصغير. راجع : منجد اللغة / ١٤٤. والحُقُ والحُقّة ، بالضم : معروفة ، هذا المنحوت من الخشب والعاج وغير ذلك مما يصلح أن ينحت منه ، عربي معروف قد جاء في الشعر الفصيح ، ومنه قول عمرو بن كُلْثُوم :

وثَدْيَاً مثلَ حُقّ العاجِ رخصاً

حِصاناً من أكُفّ اللامِسيسِنا

قال الجواهري : والجمع حُقّ وحُقَقٌ وحِقَاقٌ ؛ قال ابن سيدة : وجمع الحُقّ أحْقَاقٌ وحِقَاقٌ ، وجمع الحُقّة حُقَقَ ، وقال رؤبة : (سَوّى مساحِيهنَّ تَقْطِيطَ الحُقَقْ). صف حوافر حمر الوحش أي أنّ الحجارة سَوّت حوافرها كأنّما قُطِطَتْ تَقْطِيطَ الحُقَقِ. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ / ٥٦.

حَمَأ مَسْنُون :

الحمأة والحمأ : طين أسود منتن. والمسنون : الذي أسن وتغير ، وهو صفة للحمأ. ويقول العلم الحديث : أنّ نشأة الحياة كانت من الطين الآسن طين المستنقعات التي تتصاعد منه الغازات الكريهة الرائحة. وهي غاز الميثان Methane ، وترى صورة ضخمة في قاعة المتحف الطبيعي بلندن تصور كيف

٤٧٤

تطورت هذه لتكون البروتينات ، وأهمها الحامض النووي الذي به سر الحياة راجع : المفردات في غريب القرآن ، ج ١ / ١٧٥. وخلق الانسان بين الطب والقرآن / ١٧.

الحـ خ ـ رف

خَضِلَ :

نَدِيّ وإبتَلّ وإخْضَلّت لحيته ؛ أي إبتلّت. راجع : منجد اللغة / ١٨٣.

الخطبة القَاصِعَة :

قال ابن ابي الحديد : «ومن الناس من يسمي هذه الخطبة بالقاصعة ، وهي تتضمن ذمّ إبليس لعنه الله ، على إستكباره وتركه السجود لآدم عليه السلام ، وأنّه أول من أظهر العصبية وتبع الحمية وتحذير الناس من سلوك طريقته.

يجوز أن تسمى هذه الخطبة (القاصعة) من قولهم : قصعت الناقة بجِرّتها ، وهو : أن تردها إلى جوفها ، أو تخرجها من جوفها فتملأها ، فلما كانت الزواجر والمواعظ في هذه الخطبة مرددة من أولها إلى آخرها ، شبهها بالناقة التي تقصع الجِرّة ، وتجوز أن تسمى القاصعة ؛ لأنّها كالقاتلة لإبليس وأتباعه من أهل العصبية ، من قولهم : قَصَعَتْ القملةُ إذا هَشَمْتَها وقتلتها. ويجوز أن تسمى القاصعة ؛ لأنّ المستمع لها المعتبر بها يذهب كبره ونحوته ، فيكون من قولهم : قصع الماء عطشه ؛ أي أذهبه وسكنه ، قال ذو ال رمة بيتاً في هذا المعنى :

فانْصَاعَتْ الحُقْبُ لَم تقْصَعْ صَرَائِرَها

وقد تشحّ فَلَا رِيّ ولا هِيمُ

الصّرائر : جمع صريرة ، وهي العطش (والحقب : الحمر الوحشية ، وإنصاعت : ذهبت هاربة».

٤٧٥

وتجوز أن تسمى القاصعة ؛ لأنّها تتضمن تحقير إبليس وأتباعه وتصغرهم ، من قولهم : قصعت الرجل إذا إمتهنتَه وحَقّرتَه ، وغلام مقصوع ؛ أي قمئ لا يَشِبّ ولا يزداد).

راجع : شرح ابن ابي الحديد ، ج ١٣ / ١٢٧ ـ ١٢٨.

الحـ د ـ رف

دُرِّي اللون :

الدُرِّي : نسبة إلى الدُرّ في صفائه وحسنه وبياضه ، ولذا يقال : دُرِّي السيف : تلألؤه وإشراقه.

راجع : لسان العرب ، ج ٤ / ٢٨٢.

الحـ ذ ـ رف

دَرَارِينَا :

الذُرّية : فُعْلِية ؛ وهي منسوب إلى الذُرّ الذي هو النمل الصغار. وذُرِّيةُ الرجل : ولده ، والجمع الذّرَارِي والذُّرّيّات. إسم تجمع نسل الإنسان من ذكر وانثى ، وأصلها الهمز لكنهم حذفوها فلم يستعملوها إلا غير مهموزة. راجع : لسان العرب ، ج ٤ / ٣٠٤.

الحـ ر ـ رف

الرِكَاز :

إختلف أهل العراق والحجاز في معناه ؛ فقال أهل العراق : الركاز ، المعادن كلها.

وقال أهل الحجاز : المدفون خاصة مما كنزه بنو آدم قبل الإسلام ، والقولان يحتملهما أهل اللغة : لأنّ كُلاً منهما مركوز في الأرض ، أي ثابت ، يقال :

٤٧٦

ركزه ركزاً ؛ إذا دفنه ، وإنما كان فيه الخمس ؛ لكثرة نفعه وسهولة أخذه. وفي الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ وقد سئل ، وما الركاز؟ ـ فقال : (الذهب والفضة ، الذي خلقه الله في الأرض يوم خلقه). راجع : مجمع البحرين ، ج ٤ / ٢١.

الرُّهَيْمَة :

بلفظ التصغير لرهمة. ضيعة قرب الكوفة. وقيل : عين بعد خَفيَّة بثلاثة أميال إذا أردت الشما من الكوفة. راجع مراصد الإطلاع ، ج ٢ / ٦٤٥.

رَيْن :

الرّيْن : الطبع والدنس. والحجاب الكثيف ، والصدأ الذي يعلو السيف والمرآة ، وقد جمعت هذه المعاني في قوله تعالى :( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) [المطففين / ١٤].

أي غلب على قلوبهم كسب الذنوب ، كما يرين الخمر على عقل السكران. ورانت نفسه ترين : خبثت.

راجع : مجمع البحرين ، ج ٦ / ٢٥٩ ، ولسان العرب ، ج ١٣ / ١٩٢.

الحـ س ـ رف

سُعْد :

السُعْد : نبتة عشبية معمرة تنمو إلى إرتفاع مترين. ذات عقد منتفخة ، الساق أسطوانية مثلثة الزوايا أحياناً ، تكون عند قاعدة النبات أغماد ورقية كبيرة ، ينتمي النبات إلى جنس السعد ، التابع للفصيلة السعدية ، وهو جنس يحتوي على ٦٠٠ نوع. منتشرة في المناطق الإستوائية والدافئة. لبعض هذه الأنواع درنات تؤكل وتوضع في العطور ، وأشهر أنواع هذا الجنس نبات البردي.

٤٧٧

تضم الفصيلة ١١٠ جنساً و ٣٦٠٠ نوع. راجع : الموسوعة العربية العالمية ، ج ٢٥ / ١٣٥.

السُوْفِسْطَائِيّون :

السَفْسَطَة : أصل هذا اللفظ في اليونانية (سوفيسما) ، وهو مشتق من لفظ (وفوس) ومعناها الحكيم والحاذق. والسفسطة عند الفلاسفة : هي الحكمة المموهة. وعند المنطقتيين : هي القياس المركب من الوهميات ، الغرض منه تغليط الخصم وإسكاته ، وقيل أيضا : أنّ السفسطة قياس ظاهره الحق وباطنه الباطل ، ويقصد به خداع الآخرين ، أو خداع النفس ، فإذا كان القياس كاذباً ، ولم يكن مصحوباً بهذا القصد لم يكن سفسطه ، بل كان مجرد غلط أو إنحراف عن المنطق. والسوفسطائي : هو المنتسب إلى السفسطة ، تقول : فيلسوف سوفسطائي ونظرية سوفسطائية. وقد اُطلق هذا اللفظ في الأصل على الحاذق في الخطابة أو الفلسفة ، ثم اُطلق بعد ذلك تبذلاً على كل دجال مخادع.

راجع : المعجم الفلسفي ، ج ١ / ٦٥٨ ـ ٦٥٩.

الحـ ش ـ رف

شَاحِبَاً باكياً :

شَحَبَ لونه : تغير من جوع أو مرض ونحوهما ، فالشاحب : المهزول ، أو المتغير اللون أو نحو ذلك.

راجع : المنجد في اللغة / ٣٧٦.

٤٧٨

الحـ ص ـ رف

ألواح الصَلْصَال :

اللَوْح : جمع ألواح : كل صفيحة عريضة خشباً كانت أو عظماً أو غيرهما. المنجد / ٧٣٨.

الصَلْصَال :

الطين اليابس الذي يصل من يسبه ؛ أي يصوت. وكان البابليون وغيرهم من الحضارات القديمة يستخدمون ألواح الصلصال للكتابة المسمارية وثائق لهم. راجع : المنجد في اللغة / ٤٣٠. والموسوعة العربية العالمية ، ج ١٩ / ١٢١.

الصِيرّان :

الصَوْر ، جمع صَيْرَان وأصْوَار : الرائحة الطيبة ، أو القليل من المسك ، أو وعاء المسك ، فعلى هذا كأنه أراد تشبيه البعر بنافجة المسك. وقد ورد في صفة الجنة : وترابها الصِوَار ، يعني المسك ، وصِوَار المسك : نافجته ، والجمع أصورة. وأصورة المسك نافقاته ، راجع : لسان العرب ، ج ٤ / ٤٧٦.

والصّوْر :

جماعة النخل الصغار ، ويقال لغير النخل من الشجر : صَوْر وصِيْرَان. وذكره كثير.

وقيل : المجتمع من النخل الصغر. راجع : لسان العرب ، ج ٤ / ٤٧٥.

الحـ ع ـ رف

عِجَاف :

العِجَاف : الإبل التي بلغت في الهزال النهاية. جمع أعجف ، والأعجف : المهزول ، والأنثى عَجْفَاء والجمع عِجَاف على غير قياس.

٤٧٩

قال الجوهري : لأنّ أفْعَل فَعْلَاء لا يجمع على فِعَال ، ولكنهم بنوه على سِمَان ، والعرب قد تبني الشيء على ضده. راجع : مجمع البحرين ، ج ٥ / ٩٢.

الحـ غ ـ رف

غواليبور :

إمارة سابقة في الجزء الشمالي من وسط الهند تشكل اليوم جزءاً من ولاية مَدْيابرادش ، يرقى تاريخها إلى القرن الخامس للميلاد سكانها ٤٥٠٠٠٠٠ نسمة. راجع : موسوعة المورد ، ج ٢ / ٨١٢.

فُسَيْفِسَاء :

شكل من أشكال الفن ، حيث تنتظم فيه قطع صغيرة من الزجاج الملون ، أو الحجارة ، أو أي مادة أخرى ملونه معاً بالملاط. ويطلق عليه أيضا الموزاييك. والقطع الصغيرة ، وهي تسمى تَسّرا ، تركب معاً بحيث تكون صورة. ومعظم الفسيفساء يستخدم في تزيين السقوف ، والأرضيات والجدران الداخلية ، ولكن بعضه يستخدم لأسطح خارجية مثل الأرصفة والجدران الخارجية ، وربما كان سكان بلاد ما بين النهرين ، قد صنعوا الفسيفساء منذ ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.

وعلى أي حال ، فإنّ الإستخدام الواسع للفسيفساء بدأ منذ القرن الرابع قبل الميلاد في مناطق كان يحكمها اليونانيون ، وفيما بعد نقل اليونانيون تصميم الفسيفساء إلى الرومانيين الذين توصلوا إلى طريقتهم الخاصة في هذا الفن ، فيما بين القرنين الثاني والثالث الميلاديين ، وقد نشر الرومان فن الفسيفساء في أرجاء الإمبراطورية الرومانية. راجع الموسوعة العربية العالمية ، ج ١٧ / ٣٦٥.

٤٨٠