تربة الحسين عليه السلام الجزء ٣

تربة الحسين عليه السلام10%

تربة الحسين عليه السلام مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 554

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 554 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 41312 / تحميل: 4274
الحجم الحجم الحجم
تربة الحسين عليه السلام

تربة الحسين عليه السلام الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

فَصِيل :

ولد الناقة أو البقرة إذا فصل عن أمه ووجه الشبه بين مصيبة الحسين عليه السلام وفصيل ناقة صالح عليه السلام ، ما أكد عليه الحسين عليه السلام بقوله بعد مقتل الرضيع عليه السلام : «اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل» وفي نصّ آخر : «والله لأنت اكرَم على الله من الناقة ، ولمحمد أكرم على الله من صالح». ذكر القوم بعظيم ما صنع بناقة صالح عليه السلام وفصيلها ، حيث إنطلق قدار ومصدع وأصحابهما السبعة ، فرصدوا الناقة حين صدرت عن الماء ، وقد كمن لها قدار في أصل صخرة في طريقها ، وكمن لها مصدع في أصل أخرى ، فمرت على مصدع فرماها بسهم ؛ فإنتظم به عضلة ساقها ، وخرجت عنيزة وأمرت إبنتها ـ وكانت من أحسن الناس ـ فأسفرت لقدار ، ثم زمرته فشدّ على الناقة بالسيف فكشف عرقوبها ، فخرجت ورغت رغاء واحداً ، ثم طعنها في لبتها فنحرها ، وخرج أهل البلدة واقتسموا لحمها وطبخوه ، فلما رأى الفصيل ما فعل بأمه ، ولى هارباً ثم صعد جبلاً ، ثم رغا رغاء تقطع منه قلوب القوم ، وأقبل صالح عليه السلام فخرجوا يعتذرون إليه ، إنما عقرها فلان ولا ذنب لنا. فقال صالح : انظروا ، هل تدركون فصيلها؟ فإن أدركتموه فعسى أن يرفع عنكم العذاب. فخرجوا يطلبونه في الجبل فلم يجدوه. فنزل عليهم العذاب ؛ بأن صاح بهم جبرئيل عليه السلام تلك الصيحة ؛ فماتوا أجمعين في طرفة عين.

راجع : المنجد في اللغة / ٥٨٥ ، والبحار ، ج ٤٥ / ٤٧ ، وتاريخ اليعقوبي ، ج ٢ / ٢٤٥ ، وقصص الأنبياء للجزائري / ٩٤.

أقول : إنّ الناقة نحروها بعد شرب الماء وكذلك فصيلها شرب الماء. أما الحسين عليه السلام ؛ فهو عطشان وكذلك رضيعه ، فقد أخرجت زينب عليها السلام طفل

٤٨١

الحسين عليه السلام وقالت : يا أخي ، هذا ولدك له ثلاثة أيام ما ذاق الماء ، فاطلب له شربة ماء ، فأخذه على يده وقال : (يا قوم ، قد قتلتم شيعتي وأهل بيتي ، وقد بقي هذا الطفل يتلظى عطشاً ، فاسقوه شربة من الماء) فبينما هو يخاطبهم ، إذ رماه رجل منهم بسهم فذبحه ، ثم تلقى الدم بكفّيه حتى إمتلأتا ، ورمى بالدم نحو السماء وقال : هَوّن عليّ ما نزل بيّ ، أنّه بعين الله) إنّ حالة الطفل من العطش وحرارة الصيف ، وذبحه على هذه الحالة وهو على يد أبيه العطشان ، لأعظم جريمة عرفها التاريخ البشري ، يستحق مقترفيها أعظم العذاب ، بل هي أعظم من جريمة قتل الناقة وفصل ولدها عنها ، بعد أن رأى ما صنع بأمه ، وبقي يرغو رغاء يقطع القلوب.

الحـ ق ـ رف

قَتَب :

رحل البعير ، صغير على قدر السنام ، وجمعه أقتاب ، وفي حديث المرأة مع زوجها : (ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب). راجع : مجمع البحرين ، ج ٢ / ١٣٩.

قصة أورْيَا :

أوريا : إسم رجل من أصحاب النبي داود عليه السلام وفي حديث ابي الصلت الهروي قال : سأل الرضا عليه السلام علي بن محمد ، بن الجهم فقال : (ما يقول من قبلكم في داود عليه السلام؟ فقال : يقولون : إنّ داود عليه السلام كان في محرابه يصلي ، إذ تصور له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور ، فقطع داود صلاته وقام ليأخذ الطير ، فخرج الطير إلى الدار ، فخرج في أثره ، فطار الطير إلى السطح فصعد في طلبه ، فسقط الطير في دار اوريا بن حنّان ، فاطلع داود عليه السلام

٤٨٢

في أثر الطير فإذا بامرأة تغتسل ، فلما نظر إليها هواها ، وكان قد أخرج اوريا في بعض غزواته ، فكتب إلى صاحبه أن قدم اوريا أمام الحرب ، فقدم فظفر اوريا بالمشركين ، فصعب ذلك على داود ، فكتب إليه ثانية أن قدمه أمام التابوت ؛ فقدم فقتل رحمه الله ، وتزوج داود بامرأته. فضرب عليه السلام بيده على جبهته وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لقد نسبتم نبياً من أنبياء الله عليه السلام إلى التهاون بصلاته حين خرج في أثر الطير ، ثم بالفاحشة ، ثم بالقتل؟! فقال : يا ابن رسول الله ، فما كانت خطيئته؟ فقال عليه السلام : ويحك إنّ داود عليه السلام إنما ظن أنّ ما خلق الله عَزّ وجَلّ خلقاً هو أعلم منه ، فبعث الله عَزّ وجَلّ إليه الملكين فتسورا المحراب فقالا :( إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَـٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ) فجعل داود عليه السلام على المدعي عليه فقال :( قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ) ولم يسأل المدعي البينة على ذلك ، ولم يقبل على المدّعي عليه فيقول له : ما تقول؟ فظن هذا خطيئة حكم لا ما ذهبتم إليه ، ألا تسمع الله عَزّ وجَلّ يقول :( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ) إلى آخر الآية؟ فقال يا ابن رسول الله ، فما قصته مع أوريا؟ قال الرضا عليه السلام : إنّ المرأة في أيام داود كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج أبداً ، وأول من أباح الله عَزّ وجَلّ أن يتزوج بامرأة قتل بعلها داود عليه السلام فتزوج بامرأة اُوريا لما قتل وانقضت عدتها منه ، فذلك الذي شَقّ على الناس من قتل أوريا. راجع : البحار ح ١٤ / ٢٣ ـ ٢٤.

٤٨٣

القَشّ :

الواحدة (قَشّة) : ما صغر ودق من يبيس النبات ، أو عيدان دقاق من قشر القصب والخيزران تقشش بها الكراسي. كما يطلق القشّ على : ردئ التمر ، أو ما يكنس من المنازل.

راجع : المنجد في اللغة / ٦٢٩.

الحـ ك ـ رف

كنيسة القِدِّيس بُطْرِس :

توجد كنيسة القديس بطرس في مدينة الفاتيكان. وتسمى أيضا ـ بازيليقا القديس بيتر ـ وتعد أكبر كنيسة نصرانية في أوريا ، وهي ثاني كنيسة تقام على ضريح يعتقد أنّه يضم جسد القديس بطرس (أول بابا في النصرانية). ويبلغ طول هذه الكنيسة نحم ٢١٠ م ، بينما يبلغ عرضها في أوسع نقطة فيها نحو ١٣٥ م ، وتغطي مساحة تزيد على ١٥١٠٠ م ٢.

وأبرز معلم عمراني في المبنى هو قبته الكبيرة ، التي صممها مايكل أنجلو. وتنتصب هذه القبة على إرتفاع ١٢٠ م من الأرض ، ويبلغ قطرها ٤٢ م.

راجع : الموسوعة العربية ، ج ١٨ / ٩٤.

كَتِيبَة من الملائكة :

الكتيبة : الطائفة من الجيش ، والجمع الكتائب. ويختلف عدد أفراد الكتيبة حسب التسمية ، ذكر المحبي الدمشقي في كتابه (التكتيب) الطريقة التي قسم بها العرب جيوشهم إلى وحدات كبيرة وصغيرة ، ومن هذا المرجع النفيس تعرق نقطاً شتى عن الجندية في الإسلام ، وقد ذكر في هذا السفر الأقسام العسكرية عند الحرب ، وهي :

٤٨٤

إسم الكتيبة

عدد الجنود

إسم الكتيبة

عدد الجنود

الصف

زمرة كوكبتان

طائفة زمرتان

عسكر طائفتان

خميس عسكران

معسكر خميسان

١٩

١٠٢٤

٢٠٤٨

٤٠٩٦

٨١٦٣

٨٣٨٤

عصبة صفان

مقنب عصبتان

كردوس مقنان

جحفل كردوسان

كوكبة جحفلان

٣٣

٦٤

١٢٨

٢٥٦

٥١٣

وكان الروم إذا بشبت الحرب قسموا جنودهم إلى أقسام يسمونها كراديس (كورئيس) في اليونانية ، ومعناها الكتلة والكتيبة ، ويسمون كل كردوس كتيبة ، يصنفونها فيجعلون الملك أو القائد العام وحاشيته ورايته في الوسط ، وشعاره كتيبة تقوم في الوسط ويسمونها القلب ، وأمامها كتيبة يغلب أن تكون من الفرسان ـ وهي المقدمة ـ ، ويقيمون كتيبة أخرى عن يمين كتيبة الملك ؛ يسمونها الميمنة ، وأخرى إلى يساره يسمونها الميسرة ، وكتيبة وراء يسمونها ساقة الجيش ، هذه الصورة :

مقدمة

ميمنة

قلب

ميسرة

ساقة

وترى التعبئة على هذه الكيفية خمسة أجزاء ، ومنها تسمية الجيش بالخميس.

راجع : مجمع البحرين ج ٢ / ١٥٦ ، وبطل العلقمي ج ٣ / ١٩٤ ـ ١٩٧.

٤٨٥

ولعلّ التعبير بـ(كتيبة من الملائكة) ، كناية عن الكثرة ، وكونهم على شكل الكتيبة ، وهذا ما يستفاد من حديث رؤيا الإمام الحسين عليه السلام لجده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : (قد أقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه وعن شماله وبين يديه ..).

الحـ م ـ رف

مَثَاقِيل :

المثقال واحد مثاقيل الذهب والمثقال الشرعي ، فعلى هذا ينقسم المثقال إلى ما يلي :

١ ـ المثقال الشرعي :

هو الدينار ـ وهو ثلاثة أرباع المثقال الصيرفي ـ ، والدينار الشرعي لم يتغير عما كان عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى زمن العلامة المجلسي ، كما نصّ على ذلك في أول رسالته (أوزان المقادير ص ١٣٢). وعن الحدائق : لا خلاف بين الأصحاب وغيرهم في أنّ الدنانير لم تختلف في جاهلية ولا إسلام ، ويريدون أنّ المسكوكة لم تختلف كما إختلفت الدراهم ، وإلا فالمثقال الذي وزنه وزن الدينار مختلف ؛ إذ الشرعي منه غير العرفي ، كما هو واضح.

٢ ـ المثقال الصيرفي :

وهو المستعمل الآن في العراق كثيراً ، وفي سائر البلاد العربية قليلاً. وهو إختراع الدولة الفارسية. قال السيد عدنان شبّر الموسوي ـ في رسالة الأوزان ـ : «ولم يزل الأمر على ذلك ـ يعني المثقال الشرعي ـ ، حتى نبعث الدولة الشاهية والعثمانية ، فوضعت الفارسية مثقالاً جديداً ، زنته درهم وثلث من الدرهم السابق ، يعني الشرعي. إلى أن قال : فيكون المثقال الشرعي ثلاثة

٤٨٦

أرباع الفارسي. واشتهر هذا المثقال وهذا الدرهم بالصيرفيين ، أربعة غرامات وثمانون جزءاً من مئة جزء من الغرام. راجع : الأوزان والمقادير / ١١١ ، ١١٥ ، ١١٦.

والمراد بـ (٧ مثاقيل) ، مثاقيل ذهب ، بالمثقال الشرعي ، فالمشهور أنّ كل سبعة مثاقيل عشرة دراهم ، فيكون المثقال : درهم وخمس ؛ وهو بحساب حب الشعير إثنين وأربعين حبة. راجع : مجمع البحرين ج ٥ / ٣٣١.

مُشَاشِي :

المشّ : مصدر ، يقال : أطعمهُ هَشُا مَشّا ؛ أي طيباً. والمُشَاش : جمع المشاشة النفس أو الطبيعة ، مَشّ مَشّاً الناقة : حلبها بإستقصاء. وامتش ما في الضرع ، وامتشع إذا حلب جميع ما فيه. راجع : المنجد في اللغة / ٧٦٢ ، ولسان العرب ج ٦ / ٣٤٦.

الحـ و ـ رف

ورق البَرْدِي :

البَرْدِي : نبات مائي مصري ، إستخدم قدماء المصريين أليافه لصنع صحائف يكتبون علهيا ، كما إستخدم في صناعة الحصر والنعال وأشرعت المراكب الصغيرة ، وكانت أزهاره الداكنة تستخدم في صنع أوراق الزينة ، لوضعها في المزارات الدينية عند الفراعنة. ويعتقد فريق من الناس أنّ الصندوق الصغير الذي أخفت فيه أم موسى صغيرها كان مصنوعاً من ورق البردي ولا يزال نبات البردي يزرع في دلتا نهر النيل بمصر ، وتنمو فروع السيقان إلى طول يتراوح ما بين متر وثلاثة أمتار ، لكنها لا تحمل أوراقاً ؛ إذ تنموا الأوراق الخشنة مباشرة من الجذور. ويحيط شعر الألياف بزهور الأشجار. وكان الفراعنة

٤٨٧

يصنعون أوراق البردي من قشور الساق ، وكانت توضع على صفوف من الحجارة ويضغط عليها ، تتحول الأوراق المطحونة غير اللامعة إلى نسيج مسامي ، ويشكل ورقة بيضاء. وعن المصريين أخذ اليونان قراطيس البردي. ومنذ عام ١٧٧٨ م إكتشف في مقابر وتحت أنقاض مدنها القديمة آلاف من هذه القراطيس التي يعتقد أنّ بعضها يرقى إلى ما قبل الميلاد بأربعة آلاف سنة ، والقراطيس التي صنفها المصريون من البردي لم تكن تزيد على ستين سنتيمتراً طولا ، وعلى ٢٥ سنتيمتراً عرضاً ، ولكنهم كانوا كثيراً ما يلصقون بعضها ببعض ، ويجعلون منها أدراجاً أو مدارج ، ومعظم قراطيس البردي التي وصلت إلينا يحمل كتابات باللغة اليونانية ، وفي العهود السابقة لظهور النصرانية ، ولسنوات عديدة بعد ذلك ، كان صنع قراطيس البردي حكراً على مدينة الإسكندرية بخاصة ، وكانت كل ورقة تدمغ بعلامة تشير إلى نوعيتها. راجع الموسوعة العربية العالمية ج ٤ / ٣١٨ ، وموسوعة المورد العربية ج ١ / ٢١٥.

الوَصِيف :

الخادم دون المراهق. والوَصِسفَة : الجارية كذلك ، والجمع وصفاء ووصائف ، مثل كريم وكريمة وكرماء وكرائم. وقد يطلق الوصيف على الخادم غلاماً كان أن جارية. راجع : البحرين ج ٥ / ١٢٩.

الحـ ن ـ رف

نِيْط :

جمعها نِيَاط وأنياط ، النِيَاط كَكِتَاب : عِرْق غليظ ينط به القلب إلى الوتين ، فنياط القلب ؛ هو ذلك ال عرق الذي يعلق به القلب ، وكل شيء علق

٤٨٨

في شيء ؛ فهو نوط ومنوط بمعاء من سرته ؛ أي معلق ، وفي ححديث بلال : (قال : ويحك يا غلام قطعت أنياط قلبي).

راجع : مجمع البحرين ـ ٤ / ٢٧٧.

الحـ ي ـ رف

الياقوت :

ثاني أكثر المعادن النقية صلابة ، ولا يفوقه صلابة إلا الماس ، يوجد الياقوت على شكل شذرات شَفَافَة في الحصى ، وعلى شكل عروق غير شَفَافَة في الحصى ، وعلى شكل عروق غير شَفَافَة في الصخور. وله الصيفة الكيميائية A ٣ O ٢.

وهناك عدة أصناف من الياقوت الشفاف تصقل وتستعمل مجوهرات ، وتشمل جواهر الياقوت الأحمر ، والسفير ، والجمشت الشرقي ، والزُمُرّد الشرقي ، والتوباز الشرقي ، وألوان الجواهر تعود إلى عدم صفاء الياقوت ، فعلى سبيل المثال ، يأخذ الياقوت الأحمر لونه من وجود آثار من الكروم ، يأخذ السفير لونه من الحديد والتيتانيوم ، وياقوت الجواهر يأتي بصورة أساسية من إستراليا وجنوب شرق أفريقيا وسريلانكا والهند.

ويستعمل الياقوت غير الشفاف مادة كاشطة (المادة الكاشطة ، هي التي تستخدم في سحق المواد وتنعيمها وتلميعها وصقلها ، والسنباذج ، وهو كاشط مألوف ، خليط طبيعي من الياقوت والمعادن الأخرى ، ويستخرج السنباذج ، وكذلك الياقوت ذو خاصية الكشط الجيدة من مناجم في تركيا واليونان.

الياقوت الأحمر : النوع الأحمر من الأحجار الكريمة التي تنتمي إلى معدن الياقوت ، ويطلق على الياقوت إسم السفير إذا كان أزرق اللون ، والسفير الوهمي إذا كان لونه ليس بالأزرق أو الأحمر ، والإسم الكيميائي للياقوت :

٤٨٩

هو اكسيد الألومنيوم ، وتكسب اليواقيت لونها الأحمر من آثار الكروم الداخلة في اكسيد الآلومنيوم ، تميل معظم اليواقيت إلى البُنّي أو الأصفر ، ولكن أثمن أنواعها تميل إلى الزرقة ، ويقال لها أحمر دم الحمام ، ولا يفوق اليواقيت وأحجار السفري في صلابتها سوى الماس ، وتعد الأنواع النفيسة من اليواقيت من أثمن الأحجار الكريمة ، وتأتي أنفس اليواقيت من بورما ، كما تستخرج اليوم في تايلاند كميات منها ذات قيمة تجارية مهمة وتنتج الهند الكثير من الأنواع الأقل جودة ، وإن كانت يواقيتها النجمية من نوع ممتاز ويتراءى لمن ينظر لياقوت من هذا النوع في الضوء الساطع ، أنّ بها نجمة ذات ستة إشعاعات. أما اليواقيت المستخرجة من سريلانكا ؛ فيغلب الشحوب على لونها. ويقدر الإنتاج السنوي من اليواقيت الحمراء الصناعية الرخيصة بملايين القراريط ، وإن كان الطلب على اليواقيت الحقيقية قد مكنها من أن تحتفظ بقيمتها الثمينة ، ويصعب التمييز بين اليواقيت الطبيعية والمصنعة حتى على الخبراء ويستخدم العقيق الأحمر أحياناً كبديل للياقوت الأحمر ، وتطلع عليه أسماء خادعة من قبيل ياقوت اريزونا ، أو ياقوت رأس الرجاء.

الياقوت الأصفر (التّوباز) : معدن قوامه سليكان الألومنيوم والفلور أو الفلورين. يكون عادة في عروق الغرانيت متحداً بالكاستريت والترمالين والأبانيت والميكة. والتوباز قد يكون في حالته النقية عدم اللون ، ولكنه كثيراً ما يكون أصفر أو أزرق أو بُنِّياً. وأنفس التوباز توباز البرازيل ، وتوباز سيبيريا وجبال الأورال في الإتحاد السوفياتي. وهو يستخدم في صناعة الحلي بوصفه حجراً شبه كريم.

راجع : الموسوعة العربية العالمية ، ج ٢٧ / ٢٩٦ ، وموسوعة المورد ج ٢ / ١٣١٩.

٤٩٠

مصادر البحث

٤٩١
٤٩٢

مصادر البحث

١ ـ القرآن ال كريم وتفسيره

١ ـ البحراني (١١٠٩ هـ) : السيد هاشم بن السيد سليمان التوبلي.

(البرهان في تفسير القرآن) ـ حققه وعَلّق عليه الجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين ـ ، بيروت ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، ط ١ / ١٤١٩ هـ ـ ١٩٩٩ م.

٢ ـ السيوطي (٩١١ هـ) : عبد الرحمن بن ابي بكر.

(الدر المنثور في التفسير بالمأثور) ، مصر ، ط / ١٣٧٧ هـ.

٣ ـ سيد قطب (١٣٨٥ هـ) : إبراهيم حسين الشاربي.

(في ظلال القرآن) ـ بيروت ، دار الشروق ، ط ١٠.

٤ ـ الطباطبائي (١٤٠٢ هـ) : السيد محمد حسين.

(الميزان في تفسير القرآن) ، بيروت ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، ط ٥ / ١٤٠٣ هـ.

٥ ـ الطبرسي (٥٤٨ هـ) : الشيخ ابو علي الفضل بن الحسن بن المفضل.

(مجمع البيان في تفسير القرآن) ـ تحقيق وتعليق السيد هاشم المحلاتي ـ بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، ط ١ / ١٤١٢ هـ ـ ١٩٩٢ م.

٦ ـ الطوسي (٤٦٠ هـ) الشيخ محمد بن الحسن بن علي.

(التبيان في تفسير القرآن) ـ تحقيق أحمد بن حبيب قصير العاملي ـ ، قم المقدسة ، مكتب الإعلام الاسلامي ، ط ١ / ١٤٠٩ هـ.

٧ ـ العياشي (٣٢٠ هـ) محمد بن مسعود السلمي السمرقندي.

(تفسير العياشي) ـ تحقيق السيد هاشم لرسولي المحلاتي ، طهران ، منشورات المكتبة العلمية الإسلامية ، ط / ١٣٨٠ هـ.

٤٩٣

٨ ـ القرطبي (٦٧١ هـ) : محمد بن احمد الأنصاري.

(الجامع لأحكام القرآن الكريم) ـ تصحيح احمد عبد العليم البردوني بيروت دار الفكر ، ط ٢.

٩ ـ عبد الباقي (١٣٨٨ هـ) : محمد فؤاد.

(المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) بيروت ، إحياء التراث العربي.

١٠ ـ الراغب الإصفهاني (٥٠٢ هـ) ابي القاسم ، الحسين بن محمد.

(المفردات في غريب القرآن) ـ تحقيق مركز البحوث والدراسات بمكتبة نزار مصطفى الباز ـ مكة المكرمة ، ط ١ / ١٤١٨ هـ.

١١ ـ الأحمدي (١٤٢١ هـ) : الشيخ علي بن حسين بن علي الميانجي.

(التبرك) ، بيروت ، الدار الإسلامية ، ط ١ / ١٤٠٣ هـ.

١٢ ـ ابن حجر (٩٧٤ هـ) : أحمد بن محمد بن علي الهيثمي.

(الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة) ـ تعليق عبد الوهاب عبد اللطيف ـ القاهرة ، مكتبة القاهرة ، ط ٢ / ١٣٨٥ هـ.

١٣ ـ الأنطاكي (١٣٨٣ هـ) : الشيخ محمد مرعي الأمين.

(لماذا إخترت مذهب الشيعة؟) ، قم المقدسة ، مكتبة الثقلين ، ط ٣ / ١٣٨٢ هـ.

١٤ ـ التيجاني (معاصر) : الدكتور محمد السماوي.

(ثم اهتديت) ، بيروت ، المؤسسة الفكرية للمطبوعات ، ط ٢ / ١٤١١ هـ.

١٥ ـ خان () : وحيد الدين.

(الإسلام يتحدى) : تعريب ظفر الإسلام خان ـ دار البحوث العلمية ، ط ٦ / ١٤٠١ هـ.

٤٩٤

١٦ ـ خير (معاصر) : محمد احمد حامد السوداني.

(براءة الشيعة ......) ، كراس مطبوع بالصف الكمبيوتري وبدون تاريخ.

١٧ ـ الرافعي (١٩٣٧ م) مصطفى صادق.

(إسلامنا) ، بيروت ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، ط ١ / ١٤٠٤ هـ.

١٨ ـ السامرائي (معاصر) : عبد المنعم.

(الرافضة وتفضيل زيارة الحسين على حج بيت الله الحرام) ، مكتبة ابن تيمية ، ط ١ / ١٤١٢ هـ.

١٩ ـ شرف الدين (١٣٧٧ هـ) السيد عبد الحسين.

(المراجعات) بيروت ، مؤسسة أهل البيت (ع) ـ أوفست على مطبعة الزمان صيدا ، ط / ١٣٥٥ هـ.

٢٠ ـ الشيرازي (١٤٠٥ هـ) : السيد عبد الله بن السيد محمد طاهر الموسوي.

(الإحتجاجات العشرة مع العلماء في مكة المكرمة والمدينة المنورة) ، مشهد المقدسة ، مطبعة الناقوس ، ط ٦ / ١٤٢٥ هـ.

٢١ ـ الصدر () : السيد مهدي.

(أصول العقيدة في التوحيد والعدل) ، بيروت ، دار الزهراء ، ط ٣ / ١٤٠١ هـ.

٢٢ ـ صليبا () : الدكتور جميل.

(المعجم الفلسفي بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية ، بيروت ، الشركة العالمية للكتاب ، ط / ١٤١٤ هـ.

٢٣ ـ الطرطوشي (٥٢٠ هـ) : محمد بن الوليد بن خلف القرشي الأندلسي.

(الحوادث والبدع) ـ تحقيق محمد الطالبي ـ جدة ، دار الإصفهاني.

٤٩٥

٢٤ ـ الغافر (معاصر) : الشيخ عبد الرسول.

أ ـ (كرامات الإمام الحسين) ، بيروت ، الدار الإسلامية ، ط ١ / ١٤٢٤ هـ.

ب ـ (قبس من كرامات الإمام الحسين) بيروت ، مؤسسة المعارف للمطبوعات ، ط ١ / ١٤٢٣ هـ.

٢٥ ـ القندوزي (١٢٩٤ هـ) : الشيخ محمد حسين بن الشيخ إبراهيم البلخي.

(ينابيع المودة) ، بيروت ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.

٢٦ ـ كاشف الغطاء (١٣٧٣ هـ) الشيخ محمد حسين بن الشيخ علي.

(أصل الشيعة وأصولها) ، القاهرة ، مطبوعات مكتبة النجاح ، ط ١٠ / ١٣٧٧ هـ.

٢٧ ـ المرعشي (١٤١١ هـ) : السيد شهاب الدين بن السيد محمود.

(ملحقات إحقاق الحق) ، قم المقدسة ، مطبعة الخيام ، ط / ١٤٠٦ هـ.

٢٨ ـ مُروِّج الإسلام (معاصر) : الشيخ علي أكبر.

(الكرامات الرضوية) ، قم المقدسة ، مطبعة سرور ، ط ١ / ١٤٢٤ هـ.

٢٩ ـ المفيد (٤١٣ هـ) : الشيخ محمد بن محمد بن النعمان.

(أوائل المقالات) ـ تحقيق الشيخ إبراهيم الأنصاري ـ ، بيروت ، دار المفيد ، ط ٢ / ١٤٠١ هـ.

٣٠ ـ الميداني () : عبد الرحمن حسن حسبنكة.

(ضوابط المعرفة وأصول الإستدلال والمناظرة) ، دمشق ، دار القلم ، ط ٢ / ١٤٠١ هـ.

٣١ ـ النبهاني (١٣٥٠ هـ) : يوسف بن إسماعيل.

(جامع كرامات الأولياء) ، مصر ، ط.

٤٩٦

٣٢ ـ إعداد قسم الكلام ، في مجمع البحوث الإسلامية.

(شرح المصطلحات الكلامية) ، مشهد المقدسة ، مؤسسة الطبع والنشر في الآستانة الرضوية المقدسة ، ط ١ / ١٤١٥ هـ.

٢ ـ الحديث :

٣٤ ـ ابن الأثير (٦٠٦ هـ) : مجد الدين أبي السعادات ، المبارك بن محمد الجزري.

(النهاية في غريب الحديث والأثر) ـ تحقيق طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي ـ ، بيروت ، دار الفكر.

٣٥ ـ ابن قتيبة (٢٧٦ هـ) : ابي محمد ، عبد الله بن مسلم.

(تأويل مختلف الحديث) ، بيروت ، دار الجيل ، ط ١٣٩٣ هـ.

٣٦ ـ ابن قولويه (٣٦٧ هـ) : الشيخ جعفر بن محمد.

(كامل الزيارات) ـ تحقيق الشيخ جواد الفيومي ـ ، قم ، نشر الفقاهة ، ط ١٤١٧ هـ.

٣٧ ـ الحافظ البرسي (٨١٣ هـ) : الشيخ رجب بن محمد بن رجب.

(مشارق أنوار اليقين) ، بيروت ، مؤسسة الأعلمي.

٣٨ ـ الحر العاملي (١١٠٤ هـ) : الشيخ محمد بن الحسن بن علي.

(وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة) ـ تحقيق مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث ، بيروت ، مؤسسة آل البيت (ع) ط ١ / ١٤١٣ هـ.

٣٩ ـ الحميري (القرن الثالث) : الشيخ عبد الله بن جعفر.

(قرب الإناد) ـ تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث ـ ، بيروت ، ط ١ / ١٤١٣ هـ.

٤٩٧

٤٠ ـ الرّيشهري (معاصر) : الشيخ محمد.

(ميزان الحكمة) ، بيروت ، مؤسسة دار الحديثو النشر والتوزيع ، ط ١ / ١٤٢٢ هـ.

٤١ ـ شُبّر (١٢٤٢ هـ) السيد عبد الله بن السيد محمد رضا.

(مصابيح الأنوار في حَلّ مشكلات الأخبار) ـ تحقيق السيد علي بن السيد محمد شُبّر ـ ، بيروت ، مؤسسة النور ، ط ٢ / ١٤٠٧ هـ.

٤٢ ـ الشريف الرضي (٤٠٦ هـ) : السيد محمد بن الحسين الموسوي العلوي.

(المجازات النبوية) ـ تقديم طه عبد الرؤوف سعد ـ ، القاهرة ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي ، ط ١ / ١٣٩١ هـ.

٤٣ ـ الصدوق (٣٨١ هـ) : الشيخ محمد بن علي بن بابويه.

(كمال الدين وتمام النعمة) ـ تحقيق علي أكبر الغفاري ـ ، بيروت ، مؤسسة أهل البيت (ع) ، ط / ١٤٠٨ هـ.

٤٤ ـ الصنعاني (٢٢١ هـ) : عبد الرزاق بن همام.

(المصنف) ـ تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ـ ، بيروت ، نشر المكتب الإسلامي ، ط ١ / ١٣٩٠ هـ.

٤٥ ـ الغروي (معاصر) : الشيخ محمد ، بن الشيخ محمد إسماعيل القزويني.

(الأمثال النبوية) ، بيروت ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات : ط ١ / ١٠١ هـ.

٤٦ ـ الكليني (٣٢٩ هـ) : الشيخ محمد بن يعقوب إسحاق الرازي.

(الكافي) ـ صححه وعَلّق عليه علي أكبر الغفاري ـ ، بيروت ، دار صعب ، ودار التعارف ، ط ٤ / ١٤٠١ هـ.

٤٩٨

٤٧ ـ المجلسي (١١١١ هـ) : الشيخ محمد باقر بن الشيخ محمد تقي.

١ ـ (بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار) ـ تحقيق مجموعة من العلماء ، بيروت ، مؤسسة أهل البيت (ع) ، ط ٤ / ١٤٠٩ هـ.

٢ ـ (مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول) ـ إخراج وتصحيح السيد هاشم الرسولي وآخرون ـ طهران ، دار الكتب الإسلامي.

٤٨ ـ النوري (١٣٢٠ هـ) ميرزا حسين الطبرسي.

(مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل) ـ تحقيق مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث ـ ، قم المقدسة ، دار الهداية ، ط ٥ / ١٤١٢ هـ.

٤٩ ـ النووي (٦٧٦ هـ) : محي الدين بن شرف بن حسين.

(شرح صحيح مسلم) ، بيروت ، دار الفكر ، ط / ١٤٠١ هـ.

٥٠ ـ النيسابوري (٤٠٥ هـ) : محمد بن عبد الله.

(المستدرك على الصحيحين في الحديث) ، بيروت ، دار الفكر ، ط / ١٣٩٨ هـ.

٥١ ـ النمازي (١٤٠٥ هـ) : الشيخ علي بن الشيخ محمد بن إسماعيل السعد آبادي الشاهرودي.

(مستدرك سفينة البحار) ـ تحقيق الشيخ حسن بن علي النمازي ـ ، قم المقدسة ، مؤسسة النشر الإسلامي ع ط ١ / ١٤١٨ هـ.

٥٢ ـ المتقي الهندي (٩٧٥ هـ) : علاء الدين ، علي بن حسام الدين.

(كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال) ، حيدر آباد الدكن ، دائرة المعارف ، ط ٢ / ١٣٧٣ هـ.

٥٣ ـ الهيثمي (٩٧٣ هـ) : الحافظ نور الدين ، علي بن ابي بكر.

(مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) ، بيروت ، دار الكتب ، ط ٢ / ١٩٦٧ م.

٤٩٩

٣ ـ الفقه :

٥٤ ـ ابن المطهّر (٧٧١ هـ) : الشيخ ابي طالب ، محمد بن الحسن الحلي.

(إيضاح الفوائد في شرح إشكالات القواعد) ـ عَلّق عليه السيد حسين الموسوي وآخرون ، قم المقدسة ، المطبعة العلمية ، ط ١ / ١٣٨٧ هـ.

٥٥ ـ البحراني (١١٨٦ هـ) : الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم الدرازي.

(الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية) ـ تحقيق ونشر شركة دار المصطفى لإحياء التراث ، بيروت ، ط ١ / ١٤٢٣ هـ.

٥٦ ـ العلامة الحلي (٧٢٦ هـ) : الشيخ الحسن بن الشيخ يوسف بن المطهّر.

(أجوبة المسائل المهنائية) ، قم المقدسة مطبعة الخيام ، ط ١ / ١٤٠١ هـ.

٤ ـ الدعاء

٥٧ ـ الأبطحي (١٤٢٣ هـ) : السيد محمد باقر بن السيد مرتضى الإصفهاني.

(الصحيفة السجادية الجامعة لأدعية الإمام علي بن الحسين) بيروت ، مؤسسة البلاغ ، ط ١ / ١٤٢٥ هـ.

٥٨ ـ ابن طاووس (٦٦٤ هـ) : السيد رضي الدين ، علي بن موسى الحسني الحسيني.

(إقبال الأعمال) بيروت ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، ط ١ / ١٤١٧ هـ.

٥٩ ـ الرضوي (معاصر) : السيد محمد الرضي.

(التحفة الرضوية في مُجرَّبات الإمامية) عُمان ، روي ، منشورات مؤسسة أهل البيت (ع).

٦٠ ـ الطوسي (٤٦٠ هـ) : الشيخ محمد بن الحسن.

(مصباح المتهج) ـ عَلّق عليه الشيخ حسين الأعلمي ـ بيروت ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ط ١ / ١٤١٨ هـ.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

كلّ مؤمن ، ولا يكترثون بكل شيء ولا يرعون حرمة ولا عهدا ، فهم في الحقيقة أعداء الإيمان والحقّ ، وهم مصداق ما ذكره القرآن في شأن أقوام سابقين أيضا حيث يقول :( وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) (1) .

* * *

ملاحظتان

1 ـ من هم المستثنون في هذه الآية؟

جرى الكلام بين المفسّرين في الطائفة المستثناة من الحكم :( إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) فمن هؤلاء المستثنون في هذه الآية؟!

إلّا أنّه بملاحظة الآيات السابقة ، يظهر أن المراد من هذه الجملة هم أولئك الذين بقوا على عهدهم ووفائهم ، أي القبائل التي هي من بني ضمرة وبني كنانة وبني خزيمة وأضرابهم.

وفي الحقيقة فإنّ هذه الجملة بمنزلة التأكيد للآيات السابقة ، فإنّ على المسلمين أن يكونوا حذرين واعين ، وأن يعرفوا هؤلاء الأوفياء بالعهد ويميزوهم عن سواهم الناكثين للعهد.

وما قوله تعالى :( عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) فلعل هذا التعبير يشير إلى ما كان من معاهدة بين المسلمين والمشركين في السنة السادسة للهجرة ، عند صلح الحديبية على بعد خمسة عشر ميلا عن مكّة ، فقد التحق جماعة آخرون من مشركي العرب كالقبائل المشار إليها آنفا بهذه المعاهدة حيث عاهدوا المسلمين عن ترك الخصام ، إلّا أن مشركي قريش نقضوا عهدهم ، ثمّ أسلموا في السنة الثامنة عند فتح مكّة ، أمّا الجماعة التي التحقت حينئذ من المشركين بمن عاهد المسلمين ، فلم يسلموا ولم ينقضوا عهدهم.

__________________

(1) سورة البروج ، الآية 8.

٥٤١

ولمّا كانت أرض مكّة تستوعب منطقة واسعة «حولي 48 ميلا» فقد عدّت المنطقة كلها جزءا من المسجد الحرام ، كما نقرأ عن ذلك في الآية (196) من سورة البقرة ، إذ تذكر موضوع حج التمتع وأحكامه فتقول :( ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) .

والمعروف عند الفقهاء وفتاواهم أن أحكام حج التمتع إنما تجب على من تبعد داره «أو دار أهله» أكثر من 48 ميلا عن مكّة.

فبناء على ذلك لا مانع أبدا من أن يطلق على الحديبية ، التي تبعد 15 ميلا عن مكّة ، تعبير : عند المسجد الحرام.

وأمّا قول بعضهم : إن الاستثناء الوارد في الآية إنما هو في شأن مشركي قريش ، الذين عدّ القرآن الكريم عهدهم الذي عقدوه في صلح الحديبية محترما ، فهذا القول يبدو بعيدا ، بل هو غير صحيحى ، لأنّه.

أوّلا : من المعلوم أنّ مشركي قريش نقضوا العهد ، فنقضهم مقطوع به ، ولا مراء فيه ، فإن لم يكونوا قد نقضوا العهد ، فمن الذين لم ينقضوا عهدهم إذا؟!

ثانيا : إن صلح الحديبية إنّما كان في السنة السادسة للهجرة ، بينما أسلم مشركو قريش في السنة الثامنة للهجرة بعد فتح مكّة ، فبناء على ذلك فالآيات هذه النازلة في السنة التاسعة للهجرة ، لا يمكن أن تكون ناظرة إليهم.

2 ـ متى يجوز الغاء المعاهدة؟

كما قلنا ذيل الآيات المتقدمة ، فإنّ المراد من الآيات محل البحث لا يعني جواز الغاء العهد بمجرّد تصميم المشركين وعزمهم على نقض العهد عند بلوغهم القدرة ، بل إنّهم أبدوا هذا الأسلوب وطريقة تفكيرهم عمليّا مرارا ، فمتى استطاعوا أن يوجهوا ضربتهم إلى الإسلام دون الالتفات إلى المعاهدة وجهوها. وهذا المقدار من عملهم كاف لإلغاء عهدهم.

* * *

٥٤٢

الآيات

( فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12) أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) )

التّفسير

لم تخشون مقاتلة العدوّ؟!

إنّ أحد أساليب الفصاحة والبلاغة أن يكرر المتحدّث المطلب المهم بتعابير مختلفة للتأكيد على أهمية ، وليكون له أثر في النفوس. ولما كانت مسألة تطهير

٥٤٣

المحيط الإسلامي من الوثنية وعبادة الأصنام وإزالة آثارها ، من المسائل ذات الأهميّة القصوى ، فإنّ القرآن يكرر هذه المطالب بعبارات جديدة ـ في الآيات محل البحث ـ ويورد القرآن كذلك لطائف تخرج المطلب ـ عن صورة التكرار ، ولو التكرار المجازي.

فتقول الآية الأولى من هذا الآيات محل البحث :( فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ ) .

وتضيف معقبة( وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) .

وكان التعبير في الآيات المتقدمة أنّهم إذا أدّوا وظيفتهم الإسلامية ، أي تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزّكاة( فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ) أمّا التعبير في هذه الآية( فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ ) أي لا فارق بينهم وبين أحد من المسلمين من حيث الاحترام والمحبّة ، كما لا فارق بين الإخوان.

وهذه التعابير تؤثر من الناحية النفسية في أفكار المشركين وعواطفهم لتقبل الإسلام ، إذ تقول في حقّهم تارة( فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ) وتارة( فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ ) إلخ

ولكن لو استمر المشركون في نقض العهود ، فتقول الآية التالية :( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ ) .

صحيح أنّهم عاهدوكم على عدم المخاصمة والمقاتلة ، إلّا أن هذه المعاهدة ـ بنقضها مرارا ، وكونها قابلة للنقض في المستقبل ـ لا اعتبار لها أصلا ولا قيمة لها.

وتعقّب الآية مضيفة( لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ) .

وفي الآية الأخرى خطاب للمسلمين لإثارة هممهم ، وإبعاد روح الضعف والخوف والتردد عنهم في هذا الأمر الخطير ، إذ تقول الآية :( أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ ) .

فعلام تقلقون وأنتم لم تبدأوهم بالقتال وإلغاء العهد من قبلكم( وَهُمْ بَدَؤُكُمْ

٥٤٤

أَوَّلَ مَرَّةٍ ) ؟

وإذا كان بعضكم يتردد في مقاتلتهم خشية ، منهم ، فإنّ هذه الخشية لا محل لها( أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) .

وفي الآية التالية وعد بالنصر الحاسم للمسلمين ، إذ تقول( قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ ) .

وليس ذلك فحسب ، بل ،( وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ ) .

وبهذا يشعر المؤمنون بالراحة والطمأنينة بعد أن كانوا يقاسون الألم والعذاب تحت وطأة هؤلاء المجرمين ، ويزيل الله تعالى عن قلوبهم آلام المحنة بهذا النصر( وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ) .

قال بعض المفسّرين : إنّ المراد من( قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ) هم جماعة المؤمنين من بني خزاعة ، وقد استغفلهم عبدة الأوثان من بني بكر فهجموا عليهم غدرا.

وقال بعض المفسّرين : إنّ المراد من هذا التعبير هم جماعة من أهل اليمن استجابوا لدعوة الإسلام ، ولما وصلوا مكّة عذّبوا وأوذوا من قبل عبدة الأصنام.

إلّا أنّه لا يبعد أن تشمل هذه العبارة جميع أولئك الذين تعرّضوا لأذى المشركين وعبدة الأصنام وتعذيبهم فكانت قلوبهم تغلي دما منهم.

أمّا الآية التالية فتضيف : إنّ في انتصار المؤمنين وهزيمة الكافرين سرورا للمؤمنين ، وإنّ الله يسدّدهم( وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ) .

ويحتمل أن تكون هذه الجملة تأكيدا للجملة السابقة( وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ) كما يحتمل أن تكون مستقلة عنها. وأن تكون الجملة السابقة إشارة إلى أنّ القلوب التي مرضت وتألمت سنين طوالا من أجل الإسلام والنّبي الكريم ، شفيت بانتصار الإسلام.

وأمّا الجملة الثّانية( وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ) فهي إشارة أن أولئك الذين فقدوا أعزّتهم وأحبّتهم بما لا قوه من تعذيب وحشي من قبل المشركين

٥٤٥

فأغاظوهم ، سيقّر الله عيونهم بهلاك المشركين( وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ) .

وتختتم الآية بالقول :( وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) .

كما تشير العبارة الأخيرة ضمنا إلى امكانية أن يلج بعضهم باب التوبة ، فينبغي على المسلمين أن يعرفوا أن الله يقبل توبتهم ، فلا يعاملوهم بشدة وقسوة فلا يجوز ذلك. كما أن الجمل بنفسها تحمل البشرى بأنّ مثل هؤلاء سيميلون نحو الإسلام ويشملهم توفيق الله ، لما لديهم من التهيؤ الروحي والقابليّة.

وقد ذهب بعض المفسّرين أنّ الآيات الأخيرة ـ بصورة عامّة من قبيل الإخبار القراني بالمغيبات ، وهي من دلائل صدق دعوة النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنّ ما أخبر عنه القرآن قد تحقق فعلا.

* * *

ملاحظات

1 ـ هناك كلام بين المفسّرين في الجماعة الذين عنتهم الآية( قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ ) من هم؟!

قال بعضهم : إنّ الآية تشير إلى اليهود ، وإلى بعض الأقوام الذين نازلوا المسلمين وقاتلوهم بعد حين كالفرس والرّوم.

وقال بعضهم : هي إشارة إلى كفّار قريش.

وقال بعضهم : بل هي إشارة إلى المرتدين بعد إسلامهم.

إلّا أنّ ظاهر الآيات يدلّ ـ بوضوح ـ على أن موضوعها هو جماعة المشركين وعبدة الأصنام الذين عاهدوا المسلمين على عدم القتال والمخاصمة ، إلّا أنّهم نقضوا عهدهم.

وكان هؤلاء المشركون في أطراف مكّة أو سائر نقاط الحجاز.

كما أنّه لا يمكن القبول بأنّ الآية ناظرة إلى قريش ، لأنّ قريشا

٥٤٦

ورئيسها ـ أبا سفيان ـ أعلنوا إسلامهم ـ ظاهرا ـ في السنة الثامنة بعد فتح مكّة ، والسورة محل البحث نزلت في السنة التاسعة للهجرة.

كما أنّ الاحتمال بأنّ المراد من الآية هو الفرس أو الروم بعيد جدّا عن مفهوم الآية ، لأنّ الآية ـ أو الآيات محل البحث ـ تتكلم عن مواجهة فعلية ، لا على مواجهات مستقبلية أضف إلى ذلك فإنّ الفرس أو الروم لم يهمّوا بإخراج الرّسول من وطنه.

كما أنّ الاحتمال بأنّ المراد هم المرتدون بعد الإسلام ، بعيد غاية البعد ، لإن التأريخ لم يتحدث عن مرتدين أقوياء واجهوا الرّسول ذلك الحين ليقاتلهم بمن معه من المسلمين.

ثمّ إنّ كلمة «أيمان» جمع «يمين» وكلمة «عهد» يشيران إلى المعاهدة بين المشركين والرّسول على عدم المخاصمة ، لا إلى قبول الإسلام. فلاحظوا بدقة.

وإذا وجدنا في بعض الرّوايات الإسلامية أنّ هذه الآية طبّقت على «النّاكثين» في «معركة الجمل» وأمثالها ، فلا يعني ذلك أن الآيات نزلت في شأنهم فحسب ، بل الهدف من ذلك أنّ روح الآية وحكمها يصدقان في شأن الناكثين ومن هم على شاكلتهم ممن سيأتون في المستقبل.

والسؤال الوحيد الذي يفرض نفسه ويطلب الإجابة ، هو : إذا كان المراد جماعة المشركين الذين نقضوا عهودهم ، وقد جرى الكلام عليهم في الآيات المتقدمة ، فعلام تعبّر الآية هنا عنهم بالقول :( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ ) مع أنّهم قد نكثوها فعلا.

والجواب : إنّ المراد من هذه الجملة ـ المذكورة آنفا ـ أنّهم لو واصلوا نقضهم أو نكثهم للأيمان ، ولم يثوبوا إلى رشدهم ، فينبغي مقاتلتهم. ونظير ذلك ما جاء في قوله تعالى :( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ومفهومها أنّنا نطلب من الله أن يوفقنا لأنّ نسير على الصراط المستقيم وأن تستمرّ هدايته إيانا.

٥٤٧

والشاهد على هذا الكلام أنّ جملة( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ ) جاءت في مقابل( فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ ) أي لا يخلو الأمر من أحد وجهين ، فإمّا أن يتوبوا ويعرضوا عن الشرك ويتجهوا نحو الله ، وإمّا أن يستمرا على طريقهم ونكث أيمانهم. ففي الصورة الأولى هم إخوانكم في الدين ، وفي الصورة الثّانية ينبغي مقاتلتهم.

2 ـ ممّا يسترعي الانتباه أنّ الآيات محل البحث لا تقول : قاتلوا الكفار ، بل تقول :( فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ) وهي إشارة إلى أن (القاعدة الجماهيرية) وعامّة الناس تبع لزعمائهم ورؤسائهم ، فينبغي أن يكون الهدف القضاء على رؤسائهم وأئمتهم ، لأنّهم أساس الضلال والتضليل والظلم والفساد ، فاستأصلوا شجرة الكفر من جذورها وأحرقوها. فمواجهة الكفار لا تجدي نفعا ما دام أئمتهم في الوجود ، أضف إلى ذلك فإنّ هذا التعبير يعدّ ضربا من ضروب النظرة البعيدة المدى وعلو الهمة وتشجيع المسلمين ، إذ عدّ أئمّة الكفر في مقابل المسلمين ، فليواجهوهم فذلك أجدر من مواجهة من دونهم من الكفّار.

والعجيب أنّ بعض المفسّرين يرى أنّ هذا التعبير يعني أبا سفيان وأمثاله من زعماء قريش ، مع أنّ جماعة منهم قتلوا في معركة بدر ، وأسلم الباقي منهم كأبي سفيان بعد فتح مكّة ـ بحسب الظاهر ـ وكانوا عند نزول الآية في صفوف المسلمين ، فمقاتلتهم لا مفهوم لها.

واليوم ما يزال هذا الدستور القرآني المهم باقيا على قوته «ساري المفعول» فالكي نزيل الاستعمار والفساد والظلم ، لا بدّ من مواجهة رؤوساء والأكابر وأئمّة المنحرفين ، وإلّا فلا جدوى من مواجهة من دونهم من الأفراد ، فلاحظوا بدقة.

3 ـ إنّ التّعبير بـ( فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ ) الوارد في الآيات المتقدمة ، من ألطف التعابير التي يمكن أن يعبّر بها في شأن المساواة بين أفراد المجتمع ، وبيان أوثق العلائق العاطفية ، لأنّ أجلى العلائق العاطفية وأقربها في الناس التي تمثل

٥٤٨

المساواة الكاملة هي العلاقة ما بين الأخوين.

إلّا أنّ من المؤسف أن الانقسامات الطبقية والنداءات القومية سحقت هذه الأخوة الإسلامية التي كان الأعداء يغبطوننا عليها ، ووقف الإخوان في مواجهة إخوانهم متراصين بشكل لا يصدق ، وقد يقاتل كلّ منهما الآخر قتالا لا يقاتل العدوّ عدوه بمثل هذا القتال ، وهذا واحد من أسرار تأخرنا في عصرنا هذا.

4 ـ يستفاد ـ إجمالا ـ من جملة «أتخشونهم» أنّه كان بين المسلمين جماعة يخافون من الاستجابة للأمر بالجهاد ، إمّا لقوّة العدوّ وقدرته ، أو لأنّهم كانوا يعدو نقض العهد ذنبا.

فالقرآن يخاطبهم بصراحة أن لا تخافوا من هؤلاء الضعاف ، بل ينبغي أن تخافوا من عصيان أمر الله. ثمّ إن خشيتكم من نكث الإيمان ونقض العهد ليست في محلها ، فهم الذين نكثوا أيمانهم وهم بدأوكم أوّل مرّة!

5 ـ يبدو أنّ جملة( هَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ ) إشارة إلى مسألة عزمهم على إخراج الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من مكّة (عند هجرته إلى المدينة) بادئ الأمر ، إلّا أن نياتهم تغيرت وتبدلت إلى الإقدام على قتله ، إلّا أنّ النّبي غادر مكّة في تلك الليلة بأمر الله.

وعلى كل حال ، فإنّ ذكر هذا الموضوع ليس على سبيل أنّهم نقضوا عهدهم ، بل هو بيان ذكرى مؤلمة من جنايات عبدة الأصنام ، حيث اشتركت قريش والقبائل الأخرى في هذا الأمر. أمّا نقض العهد من قبل عبدة الأصنام المشركين فكان واضحا من طرق أخرى.

6 ـ ممّا يثير الدهشة والتعجب أنّ بعض أتباع مذهب الجبر يستدل على مذهبه بالآية( قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ ) مع أنّنا لو تجردنا عن التعصب لما وجدنا في الآية أدنى دليل على مرادهم ، وهذا يشبه تماما لو أردنا أن ننجز

٥٤٩

عملا ـ مثلا ـ فنمضي إلى بعض أصدقائنا ونقول له : نأمل أن يصلح الله هذا الأمر على يدك ، فإنّ مفهوم كلامنا هذا لا يعني بأنّك مجبور على أداء هذا الأمر ، بل المراد أنّ الله منحك قدرة ونية طاهرة ، وبالإفادة منهما استطعت أن تؤدي عملك باختيارك وبحرية تامّة.

* * *

٥٥٠

الآية

( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (16) )

التّفسير

في هذه الآية ترغيب للمسلمين في الجهاد عن طريق آخر ، حيث تحمّل الآية المسلمين مسئولية ذات عبء كبير ، وهي أنّه لا ينبغي أن تتصوروا أن كلّ شيء سيكون تامّا بادعائكم الإيمان فحسب ، بل يتجلى صدق النيّة وصدق القول والإيمان الواقعي في قتالكم الأعداء قتالا خالصا من أي نوع من أنواع النفاق.

فتقول الآية أوّلا :( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ) (1) .

و «الوليجة» مشتقة من «الولوج» ومعناه الدخول ، وتطلق الوليجة على من

__________________

(1) «أم» حرف عطف ويعطف بها جملة استفهامية على جملة استفهامية أخرى ، ولهذا فهي تعطي معنى الاستفهام ، غاية ما في الأمر أنّها تأتي بعد جملة استفهامية دائما ، وفي الآية محل البحث عطفت على الجملة «ألا تقاتلون» التي بدئت بها الآية (13).

٥٥١

يعتمد عليه في الأسرار ومعناها يشبه معنى البطانة تقريبا.

وفي الحقيقة فإنّ الجملة المتقدمة تنّبه المسلمين إلى أنّ الأعمال لا تكمل بإظهار الإيمان فحسب ، ولا تتجلى شخصية الأشخاص بذلك ، بل يعرف الناس باختبارهم عن طريقين :

الأوّل : الجهاد في سبيل الله لغرض محو آثار الشرك والوثنية.

الثاني : ترك أية علاقة أو أي تعاون مع المنافقين والأعداء.

فالأوّل لدفع العدو الخارجي ، والثّاني يحصّن المجتمع من خطر العدو الداخلي.

وجملة( لَمَّا يَعْلَمِ اللهُ ) التي قد يلاحظ نظيرها في بعض آيات القرآن الأخر ، تعني أن أمركم لم يتحقق بعد ، وبتعبير آخر : إنّ نفي العلم هنا معناه نفي المعلوم ، ويستعمل مثل هذا التعبير في مواطن التأكيد. وإلّا فإنّ الله ـ طبقا للأدلة العقلية وصحيح آيات القرآن الكثيرة ـ كان عالما بكل شيء ، وسيبقى عالما بكل شيء.

وهذه الآية تشبه الآية الأولى من سورة العنكبوت ، إذ تقول :( الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) .

وكما ذكرنا آنفا في تفسيرنا لسورة آل عمران أنّ اختبار الله لعباده ليس لكشف أمر مجهول عنده ، بل هو لتربيتهم ولأجل إنّما الاستعدادات وتجلّي الأسرار الداخلية في الناس.

وتختتم الآية بما يدلّ على الإخطار والتأكيد( وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ ) .

فلا ينبغي أن يتصور أحدّ أنّ الله لا يعرف العلائق السرّية بين بعض الأفراد وبين المنافقين ، بل يعرف كل شيء جيدا وهو خبير بالأعمال كلها.

ويستفاد من سياق الآية أن بين المسلمين يؤمئذ من كان حديث العهد بالإسلام ولم يكن على استعداد للجهاد ، فيشمله هذا الكلام أمّا المجاهدون الصادقون فقد بيّنوا مواقفهم في سوح الجهاد مرارا.

* * *

٥٥٢

الآيتان

( ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ (17) إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) )

التّفسير

من يعمر مساجد الله؟

من جملة المسائل التي يمكن أن تخالط أذهان البعض بعد إلغاء عهد المشركين وحكم الجهاد ، هو : لم نبعد هذه الجماعة العظيمة من المشركين عن المسجد الحرام لأداء مناسك الحج ، مع أنّ مساهمتهم في هذه المراسم عمارة للمسجد من جميع الوجوه «المادية والمعنوية» إذ يستفاد من إعاناتهم المهمّة لبناء المسجد الحرام ، كما يكون لوجودهم أثر معنوي في زيادة الحاجّ والطائفين حول الكعبة المشرفة وبيت الله.

فالآيتان ـ محل البحث ـ تردّان على مثل هذه الأفكار الواهية التي لا أساس

٥٥٣

لها ، وتصرّح الآية الأولى منهما بالقول :( ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ) .

وشهادتهم على كفرهم جلية من خلال أحاديثهم وو أعمالهم ، بل هي واضحة في طريقة عبادتهم ومراسم حجّهم.

ثمّ تشير الآية إلى فلسفة هذا الحكم فتقول :( أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ ) .

ولذلك فهي لا تجديهم نفعا :( وَفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ ) .

فمع هذه الحال لا خير في مساعيهم لعمارة المسجد الحرام وبنائه وما إلى ذلك ، كما لا فائدة من كثرتهم واحتشادهم حول الكعبة.

فالله طاهر منزّه ، وينبغي أن يكون بيته طاهرا منزّها كذلك ، فلا يصح أن تمسه الأيدي الملوثة بالشرك.

أمّا الآية التّالية فتذكر شروط عمارة المسجد الحرام ـ إكمالا للحديث آنف الذكر ـ فتبيّن خمسة شروط مهمّة في هذا الصدد ، فتقول ،( إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) .

وهذا النص إشارة إلى الشرطين الأوّل والثّاني ، اللذين يمثلان الأساس العقائدي ، فما لم يتوفر هذان الشرطان لا يصدر من الإنسان أي عمل خالص نزيه ، بل لو كان عمله في الظاهر سليما فهو في الباطن ملّوث بأنواع الأغراض غير المشروعة.

ثمّ تشير الآية إلى الشرطين الثّالث والرّابع فتقول :( وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ ) .

أي أن الإيمان بالله واليوم الآخر لا يكفي أن يكون مجرّد ادعاء فحسب ، بل تؤيده الأعمال الكريمة ، فعلاقة الإنسان بالله ينبغي أن تكون قوية محكمة ، وأن يؤدي صلاته بإخلاص ، كما ينبغي أن تكون علاقته بعباد الله وخلقه قوية ، فيؤدي الزكاة إليهم.

٥٥٤