تربة الحسين عليه السلام الجزء ٣

تربة الحسين عليه السلام7%

تربة الحسين عليه السلام مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 554

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 554 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 41287 / تحميل: 4270
الحجم الحجم الحجم
تربة الحسين عليه السلام

تربة الحسين عليه السلام الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

مسائل حسن الطالع والحظ وعدمهما ، وما شابه ذلك ، فيرجعون كل الحوادث الحسنة أو المرّة إلى هذه الأمور. وكل ذلك بسبب الخوف من الأسباب الحقيقة لتلك الأمور.

والقرآن الكريم في الآيات المتقدمة يضع أصبع التحقيق على الأصل والمنبع ، ويبيّن أنواع العلاج وأسباب النصر والهزيمة فيقول : لأجل معرفة الأسباب الأصيلة لا يلزم البحث عنها في السماوات ولا في الأرضين ، ولا وراء الأوهام والخيال ، بل ينبغي البحث عنها في وجودكم وفكركم وأرواحكم وأخلاقكم ، وفي نظمكم والاجتماعية ، فإنّ كل ذلك كامن فيها.

فالشعوب التي فكّرت مليّا وحركت عقولها ووحدّت جموعها وتآخت فيما بينها ، وكانت قوية العزم والإرادة ، وقامت بالتضحية والفداء عند لزوم ذلك ، هذه الشعوب منتصرة حتما.

أمّا إذا حلّ الضعف والتخاذل والركود مكان العمل والسعي الحثيث ، وحلّ التراجع مكان الجرأة والنفاق والتفرقة مكان الاتحاد ، وحبّ النفس مكان الفداء ، وحل التظاهر والرياء محل الإخلاص والإيمان ، فيبدأ عند ذلك السقوط والبلاء.

وفي الحقيقة أنّ جملة :( ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ ) تبيّن أسمى قانون في حياة الإنسانية ، وتوضح أنّ مدرسة القرآن الكريم هي أكرم مدرسة فكرية لحياة المجتمعات الإنسانية ، وأوضحها حتى لأولئك الذين نسوا في عصر الفضاء والذرّة قيمة الإنسان ، وجعلوا حركة التأريخ مرتبطة بالمصانع والمعامل وقضايا الإقتصاد.

فهي تقول لهؤلاء : إنّكم في خطأ كبير إذا أخذتم بالمعلول وتركتم العلة الأصلية أو نسيتموها ، وتمسكتم بغصن واحد من شجرة كبيرة وتركتم أصولها.

ولئلا نمضي بعيدا ، فإنّ تأريخ الإسلام ، أو تأريخ حياة المسلمين ـ بتعبير أصح ـ قد شهد انتصارات باهرة في بداياته ، وانكسارات وهزائم مرّة صعبة

٤٦١

بعدها.

ففي القرون الأولى كان الإسلام يتقدم في العالم بسرعة ، ويبث في كل مكان منه أنوار العلم والحريّة ، ويبسط ظلاله على أقوام جدد بالثقافة والعلوم ، فكان ذا قدرة متحركة ومحركة وبنّاءة معا ، وجاء بمدينة زاهرة لم يشهد التاريخ مثلها ، ولم تمر بضعة قرون حتى أخذ الخمول يعطل تلك الحركة ، وأخذت الفرقة والتشتت والضعف والخور والتخلف مكان ذلك الرقي ، حتى بدأ المسلمون يمدون أيديهم إلى الآخرين طلبا لوسائل الحياة الابتدائية ، ويبعثون بأبنائهم إلى ديار الأجانب لأخذ الثقافة والعلم ، بينما كانت جامعات المسلمين يومئذ من أرقى جامعات العالم العلمية والمراكز التي تهوي إليها أفئدة الأصدقاء والأعداء ابتغاء المعرفة.

لكن الأمور بلغت حدا بحيث أنّهم لم يصدروا علما وصناعة ، بل استوردوا ما يحتاجونه من خارج بلدانهم.

وأرض فلسطين التي كانت يوما مركز مجد المسلمين وعظمتهم ولم يتمكن الصليبيون ـ لمدّة مائتي عام ـ برغم تقديمهم ملايين القتلى والجرحى من ابترازها من أيدي المقاتلين المسلمين. إلّا أنّهم أسلموها «اليوم» خلال ستة أيّام ببساطة ، في وقت كان عليهم أن يعقدوا المؤتمرات أشهرا وسنين لإرجاع شبر منها. ولا يعرف بعد هذا إلى أية نتيجة سيصلو؟

ألم يعد الله عباده بالقول :( وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) (1) أو قوله :( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) (2) .

أو قوله :( وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ) (3) .

__________________

(1) الروم ، 47.

(2) المنافقون ، 8.

(3) الأنبياء ، 105.

٤٦٢

فهل الله عاجز ـ والعياذ بالله ـ من تحقيق وعوده؟! أو قد نسيها! أو غيّرها؟

وإذا لم يكن كذلك ، فلم ذهب كل ذلك المجد والعظمة والعزّة؟

إنّ القرآن الكريم يجيب ـ في آية قصيرة ـ على كل تلك التساؤلات ، ويدعو إلى العودة إلى أعماق الوجدان ، والنظر في ثنايا المجتمع ، فسترون أن التغيير يبدأ من أنفسكم ، وأنّ الألطاف والرحمة الإلهية تعم الجميع ، فأنتم الذين أذهبتم قدراتكم وطاقاتكم هدرا فصرتم إلى هذا الحال.

ولا تتكلم الآية عن الماضي فحسب ليقال : إنّ ما مضى قد مضى بما فيه من مرارة وحلاوة ، وانتهى ولن يعود ، والكلام عنه غير مجد وغير نافع. بل تتكلم الآية عن الحاضر والمستقبل أيضا ، فإنّكم إذا عدتم إلى الله وأحكمتم أسس إيمانكم ، ووعت عقولكم ، وذكرتم عهودكم ومسئولياتكم ، وتصافحت الأيدي بعضها مع بعض وتعالت الصرخات المدوّية للنهضة ، وبدأتم بالجهاد والفداء والسعي والعمل على كل صعيد ، فسوف تعود المياه إلى مجاريها ، وستنقضي الأيّام السود وترون أفقا مشرقا وضاء ، وستعود أمجادكم العظيمة ، في صورة أجلى وأكبر!

تعالوا لتبديل أحوالكم ، وليكتب علماؤكم ، ويجاهد مقاتلوكم ، ويسعى التجار والعمال ، ويقرأ شبابكم أكثر فأكثر ويطهروا أنفسهم وتزداد معارفهم ، ليتحرك دم جديد في عروق مجتمعكم فتتجلّى قدراتكم بشكل يعيد له أعداؤكم الأرض المحتلة التي لم يعد منه شبر واحد بالرغم من كل أنواع التذلل والرجاء والاستعطاف!! ومن الضروري أن نذكر هذه اللطيفة ، وهي أنّ القيادة ذات تأثير مهم في مصير الشعوب ، ولا ننسى أن الشعوب الواعية تختار لنفسها القيادة الحكيمة اللائقة ، أمّا القادة الضعاف أو المتكبرون أو الظالمون فيسحقهم غضب الشعوب وإرادتهم القوية ، ولا ينبغي أن ننسى أنّ ما وراء الأسباب والعوامل الظاهرية

٤٦٣

سلسلة من الإمدادات الغيبية تنتظر المؤمنين والمخلصين ، لكنّها لا ينالها كل أحد جزافا ، بل لا بدّ من الاستعداد والجدارة!

ونختتم هذا الموضوع بذكر روايتين.

الأولى : ما ورد عن الإمام الصّادق في هذا الشأن إذ قالعليه‌السلام «ما أنعم الله على عبد بنعمة فسلبها إياه حتى يذنب ذنبا يستحقق بذلك السلب»(1) .

والثّانية : ما نقرؤه في حديث آخر لهعليه‌السلام : «إنّ الله عزوجل بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه وأوحى إليه أن قل لقومك : إنّه ليس من أهل قرية ولا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سراء ، فتحولوا عمّا أحبّ إلى ما أكره إلّا تحولت لهم عمّا يحبّون إلى ما يكرهون. وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عمّا أكره إلى ما أحبّ إلّا تحولت لهم عمّا يكرهون إلى ما يحبّون».

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 ـ لا جبر في العاقبة ولا جبر في التأريخ ، ولا في سائر الأمور

والموضوع المهم الآخر الذي يستفاد من هذه الآيات بوضوح ، هو أنّه ليس للإنسان مصير خاص قد تعين من قبل ، ولا يقع تحت تأثير ما يسمى بـ «جبر التأريخ» و «جبر الزمان» بل إنّ الذي يصنع التأريخ وحياة الإنسانية ، ويجعل التحوّلات في الأسلوب والأخلاق والأفكار وغيرها ، وهو إرادة الإنسان نفسه! فبناء على ذلك فالذين يعتقدون بالقضاء والقدر الجبري ، ويقولون : إنّ الأمور والحوادث جميعها تجري بمشيئة الله الإجبارية ، تردّهم هذه الآية.

وكذلك الجبر المادي الذي يجعل من الإنسان ألعوبة بيد الغرائز التي لا تتغير

__________________

(1) تفسير نور الثقلين ، ج 2 ، ص 193.

٤٦٤

وأصول الوارثة.

أو جبر المحيط بحيث يرون أنّه تتحكم فيه الأوضاع الاقتصادية والمعامل والمصانع.

فكل ما تقدم من «الجبر» ترفضه المدرسة الإسلامية ، ويرفضه القرآن ، فالإنسان حرّ وهو الذي يقرر مصيره بنفسه.

إنّ الإنسان ـ بملاحظة ما قرأناه في الآيات من قانون ـ يمسك بزمام مصيره وتأريخه بنفسه ، فيصنع لها الفخر والنصر ، وهو الذي يسوق نفسه إلى الابتلاء والمذلة ، فداؤه منه ودواؤه بيده ، فإذا لم يغير نفسه ولم يسع في بناء شخصيته لن يكون له دور في صياغة مصيره وشأنه.

* * *

٤٦٥

الآيات

( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ (58) وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (59) )

التّفسير

مواجهة من ينقض العهد بشدّة!

في هذه الآيات المباركة إشارة إلى طائفة أخرى من أعداء الإسلام الذين وجهوا ضربات مؤلمة للمسلمين في حياة النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المليئة بالأحداث ، إلّا أنّهم ذاقوا جزاء ما اقترفوه مرّا وكانت عاقبة أمرهم خسرا. وهؤلاء هم يهود المدينة الذين عاهدوا النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عدّة مرات.

وهذه الآيات تبيّن الأسلوب الشديد الذي ينبغي أن يتخذه النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحقّهم ، الأسلوب الذي فيه عبرة للآخرين ، كما فيه درء لخطر هذه الطائفة.

٤٦٦

وتبدأ الآيات فتعرف هذه الطائفة بأنّها شر الأحياء الموجودة في هذه الدنيا فتقول :( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) .

ولعل التعبير ب( الَّذِينَ كَفَرُوا ) يشير إلى أنّ كثيرا من يهود المدينة كانوا يعلنون حبّهم للنبي وإيمانهم به قبل أن يظهرصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفقا لما وجدوه مكتوبا عنه في كتبهم ، حتى أنّهم كانوا يدعون الناس ويمهدون الأمور لظهوره. ولكنّهم وبعد أن ظهر وجدوا أنّ مصالحهم المادية مهددة بالخطر ، فكفروا به وأظهروا عنادا شديدا في هذا الأمر حتى لم تبق بارقة أمل بإيمانهم ، وكما يقول القرآن الكريم :( فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) .

وتقول الآية الأخرى :( الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ ) (1) . والمغروض أن يراعوا الحياد على الأقل فلا يكونوا بصدد الإضرار بالمسلمين وإعانة الأعداء عليهم.

فلا هم يخافون الله تعالى ، ولا يحذرون من مخالفة أوامره ، ولا يراعون القواعد والأصول الانسانية :( وَهُمْ لا يَتَّقُونَ ) .

والتعبير بـ «ينقضون» و «لا يتقون» وهما فعلان مضارعان ، هذا التعبير بهما يدلّ على الاستمرار ، كما أنّه يدل على أنّهم قد نقضوا عهودهم مرارا.(2) .

والآية بعدها توضح كيفية أسلوب مواجهة هؤلاء فتقول :( فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ ) أي قاتلهم بشكل مد مرّ بحيث أن الطوائف القابعة خلفهم لإمدادهم يعتبروا بذلك ويتفرقوا عنهم.

وكلمة «تثقفنهم» مأخوذة من مادة «الثقف» على زنة «السقف» بمعنى بلوغ

__________________

(1) «من» في جملة «عاهدت منهم» إمّا للتبعيض فتعني أنّك عاهدت سادتهم أو البارزين من يهود المدينة ، أو أنّها للصلة فتكون معناها عاهدتهم كما يرد هذا الاحتمال وهو أن معنى «عاهدت منهم» هو أخذت العهد منهم.

(2) بالإضافة إلى ما ذكرنا في المتن فهناك قرينة لفظية تدل على هذا المعنى أيضا وهي «في كل مرّة»

٤٦٧

الشيء بدقة وسرعة ، وهي إشارة إلى وجوب التنبه والاطلاع السريع والدقيق على قراراتهم ، والاستعداد لإنزال ضربة قاصمة لها وقع الصاعقة عليهم قبل أن يفاجئوك بالهجوم.

وكلمة «شرّد» مأخوذة من مادة «التشريد» وهي بمعنى التفريق المقرون بالاضطراب فينبغي أن يكون الهجوم عليهم بشكل تتفرق معه المجموعات الأخرى من الأعداء وناقضي العهود ، ولا يفكروا بالهجوم عليكم.

وهذا الأمر إنّما صدر ليعتبر به الأعداء الآخرون ، بل حتى الأعداء في المستقبل أيضا ويتجنبوا الحرب مع المسلمين ، وليتجنب نقض العهد ـ كذلك ـ الذين لهم عهود مع المسلمين ، أو الذين سيعاهدونهم مستقبلا( لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) .

( وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ ) ولا تبدأهم بالهجوم قبل إبلاغهم بإلغاء العهد( إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ ) .

وبالرغم من أنّ الآية قد منحت النّبي صلاحية نقض العهد إذا أحس بخيانتهم أو نقضهم عهودهم ، إلّا أن من الواضح أن الخوف من نقضهم العهد لا يكون جزافا ودون سبب بل عند ما يرتكبون ما يدلّ على تفكيرهم بالنقض ويتفقون مع العدوّ على الهجوم ، فهذا القدر من القرائن والأمارات يجيز للنّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يبلغهم إلغاء العهد.

وجملة «فانبذ إليهم» من «الإنباذ» وهي بمعنى «الإلقاء» أو «الإعلام» و «الرّد» أي : ردّ عليهم عهودهم وأعلن عن إلغائها جهرا.

والتعبير بـ «على سواء» إمّا بمعنى أنّه كما أنّهم نقضوا العهد بأعمالهم التي اقترفوها ، فألغه أنت من جهتك أيضا ، فهذا حكم عادل ، يتساوى وما فعلوه. أو بمعنى الإعلان عن ذلك بأسلوب واضح صريح لا لبس فيه ولا خدعة.

وعلى كل حال ، فإنّ الآية ـ محل البحث ـ في الوقت الذي تنذر فيه

٤٦٨

المسلمين من نقض العهد ، وتحذرهم أن يكونوا هدفا وغرضا لهجوم العدوّ ، فهي تدعوهم إلى رعاية مبادئ الإنسانية في حفظ العهود أو إلغائها.

وفي آخر آية ـ من الآيات محل البحث ـ يوجه تعالى الخطاب إلى ناقضي العهد ، فيحذرهم من عاقبة ذلك فيقول :( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ ) .

* * *

٤٦٩

الآيات

( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) )

التّفسير

المزيد من التعبئة العسكرية والهدف منها :

تشير أوّل آية هنا ـ لتناسب الكلام في الآيات المتقدمة عن الجهاد ـ إلى أصل مهم يجب على المسلمين التمسك به في كل عصر ومصر ، وهو لزوم

٤٧٠

الاستعداد العسكري لمواجهة الأعداء ، فتقول :( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) .

أي لا تنتظروا حتى يهجم العدوّ فتستعدوا عندئذ لمواجهته ، بل يجب أن تكون لديكم القدرة والاستعداد اللازم لمواجهة هجمات الأعداء المحتملة.

وتضيف الآية قائلة :( وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ ) .

«الرّباط» بمعنى شدّ الشيء ، ويرد هذا الاستعمال كثيرا بمعنى ربط الحيوان في مكان ما لرعايته والمحافظة عليه ، وقد جاء هذا اللفظ هنا بما يناسب ذلك بمعنى الحفظ والمراقبة بصورة عامّة.

و «المرابطة» تعني حفظ الحدود ، وتأتي كذلك بمعنى الرقابة على شيء آخر ، ويطلق على مكان شدّ وثاق الحيوان بـ «الرباط» ولذلك سمّت العرب أماكن نزول المجاهدين رباطا أيضا.

* * *

ملاحظات

1 ـ في الجملة القصيرة ـ آنفة الذكر ـ بيان لأصل مهم في الجهاد وحفظ وجود المسلمين وما لديهم من مجد وعظمة وفخر ، والتعبير في الآية واسع إلى درجة أنّه ينطبق على كل عصر مصر تماما.

وكلمة «قوّة» وإن قصرت لفظا ، إلّا أنّها ذات معنى وسيع ومغزى عميق ، فهي لا تختص بأجهزة الحرب والأسلحة الحديثة لكل عصر فحسب ، بل تتسع لتشمل كلّ أنواع القوى والقدرات التي يكون لها أثرا ما في الإنتصار على الأعداء ، سواء من الناحية المادية أو الناحية المعنوية.

فالذين يرون أنّ السبيل الوحيد للانتصار على الأعداء هو كمية السلاح ، هم على خطأ كبير ، لأنّنا شاهدنا في عصرنا الحاضر شعوبا قليلة العدد وأسلحتها غير

٤٧١

متطورة انتصرت على شعوب أقوى وذات أسلحة حديثة متطورة ، كما حصل للشعب الجزائري المسلم في مواجهة الدولة الفرنسية القوية!

فبناء على ذلك ، ومضافا إلى ضرورة تحصيل الاسلحة المتطورة في كل زمان بعنوان وظيفة إسلامية حتمية ـ تجب تقوية عزائم الجنود ومعنوياتهم للحصول على قوّة أكبر وأهمّ.

ولا ينبغي الغفلة عن بقية القوى والقدرات الاقتصادية والثقافية والسياسية ، والتي تندرج تحت عنوان «القوّة» ولها تأثير بالغ على الأعداء.

وممّا يسترعي النظر أنّ الرّوايات الإسلامية ذكرت لنا تفاسير مختلفة في شأن «القوّة» ومعناها ، وذلك يكشف عن مفهومها الواسع ، ففي بعض الرّوايات نجد أنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيّن أنّ المراد من القوّة هو «النّبل»(1) .

ونقرأ في رواية أخرى ـ وردت في تفسير علي بن إبراهيم ـ أن المقصود من القوة هو كل أنواع السلاح(2) .

كما نقرأ في تفسير العياشي أن المراد منه السيف والدرع(3) .

ونجد رواية أخرى في كتاب من لا يحضره الفقيه تقول : «منه الخضاب بالسواد»(4) .

فترى أنّ الإسلام قد أولى لون شعر المقاتلين من كبار السن اهتماما ليستعملوا الخضاب ، فيراهم العدوّ في عمر الشباب فيصاب بالرعب منهم ، ويكشف هذا الأمر عن مدى سعة مفهوم القوّة.

وبناء على ذلك ، فمن فسّر القوّة بمصداق واحد محدود قد جانب الصواب

__________________

(1) تفسير نور الثقلين ، ج 2 ، ص 164 ـ 165.

(2) المصدر السابق.

(3) المصدر السابق.

(4) المصدر السّابق.

٤٧٢

جدّا.

ولكن مع الأسف ، فإنّ المسلمين على الرغم ممّا لديهم من مثل هذا التعليم الصريح ، لا نجد فيهم أثرا لتقوية العزائم والمعنويات بين صفوفهم ، كأنّهم قد نسوا كل شيء. ولا هم يستغلّون قواهم الاقتصادية والثقافية والعسكرية والسياسية لمواجهة عدوّهم.

والأعجب من ذلك أنّنا مع إهمالنا هذا الأمر العظيم وتركه وراء ظهورنا نزعم أنّنا ما زلنا مسلمين!! ونلقي تبعة تأخرنا وانحطاطنا على رقبة الإسلام ، ونقول : إذا كان الإسلام داعية ترقّ وتقدم ، فلم نحن المسلمون في تأخر وتخلف؟!

ونحن نعتقد أنّ هذا الشعار الإسلامي الكبير :( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) إذا أضحى شعارا شاملا في كل مكان ، ينادي ، به الصغير والكبير ، والعالم وغير العالم ، والمؤلف والخطيب ، والجندي والضابط ، والفلاح والتاجر ، والتزموا به في حياتهم وطبقوه ، كان كافيا لجبران التخلفّ والتأخر.

إنّ سيرة النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم العملية وأئمّة الإسلام تدل على أنّهم لم يدخروا وسعا ، واستغلوا كل فرصة لمواجهة العدوّ ، كإعداد الجنود وتهيئة السلاح ، وشد الأزر ورفع المعنويات ، وبناء معسكرات التدريب ، وإختيار الزمان المناسب للهجوم ، والعمل على استعمال مختلف الأساليب الحربية ، ولم يتركوا أية صغيرة ولا كبيرة في ذلك.

والمعروف أنّ النّبي بلغه أن سلاحا جديدا مؤثرا صنع في اليمن أيّام معركة حنين ، فأرسل النّبي جماعة إلى اليمن لشرائه فورا.

ونقرأ في أخبار معركة أحد أنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ردّ على شعار المشركين «أعل هبل ، اعل هبل» بشعار أقوى منه وهو «الله أعلى وأجل» ورد على شعارهم : «إنّ لنا العزى والعزى لكم» ، بقوله : «الله مولانا ولا مولى لكم» ، وهذا الأمر يدلّ على أنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمسلمين ـ كذلك ـ لم يغفلوا عن اختيار أقوى الشعارات في

٤٧٣

مواجهة الأعداء والردّ على عقائدهم وشعاراتهم.

ومن التعاليم الإسلامية المهمّة في هذا الصدد موضوع سباق الخيل والرماية ، وما جوّزه الفقه فيهما من الربح والخسارة ، فهو مثل آخر على تفكير الإسلام العميق إلى جانب الاستعداد لمواجهة الأعداء وحثّ المسلمين على ذلك.

2 ـ واللطيفة المهمّة الأخرى التي نستنتجها من الآية آنفة الذكر هو عالمية وخلود هذا الدين الالهي. لأنّ مفاهيم هذا الدين ومضامينه ذات أبعاد واسعة لا تخلق على مرور الزمان ولا تغدو بالية أو منسوخة برغم القدم ، فجملة( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) كان لها مفهوم حي قبل أكثر من ألف عام ، كما هي الحال اليوم ، وسيبقى مفهومها حيا إلى عشرات الآلاف من السنين الأخرى لأنّ أي سلاح يظهر في المستقبل فهو كامن في كلمة «القوّة» الجامعة ، إذ أن جملة «ما استطعتم» عامّة ، وكلمة «قوّة» نكرة تؤيد عمومية تلك الجملة لتشمل كل قوّة.

3 ـ ويرد هنا سؤال وهو : لماذا وردت عبارة «رباط الخيل» بعد كلمة «قوّة» بمالها من المفهوم الواسع.

وجواب هذا السؤال هو أنّ الآية بالرغم من أنّها تتضمن قانونا شاملا لكل عصر وزمان ، فهي في الوقت ذاته تحمل تعليما مهما خاصا بعصر النّبي ، الذي هو عصر نزول القرآن. وفي الحقيقة إن هذا المفهوم العام جاء بمثال واضح لذلك العصر ، لأنّ الخيل كانت في ذلك الزمن من أهم وسائل الحرب ، فهي وسيلة مهمّة عند المقاتلين الشجعان والأبطال في هجومهم وقتالهم السريع ، وأهميتها تشبه أهمية الطائرات والدبابات في العصر الحاضر.

الهدف من تهيئة السلاح وزيادة التعبئة العسكرية :

ثمّ ينتقل القرآن بعد ذلك التعليم المهم إلى الهدف المنطقي والإنساني من وراء هذا الموضوع ، فيقول : إنّ الهدف منه ليس تزويد الناس في العالم أو في

٤٧٤

مجتمعكم بأنواع الأسلحة المدمرة التي تهدم المدن وتحرق الأخضر واليابس وليس الهدف منه استغلال أراضي الآخرين وممتلكاتهم ، وليس الهدف هو توسعة الاستعباد والاستعمار في العالم ، بل الهدف من ذلك هو( تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ ) !

لأنّ أكثر الأعداء لا يستمعون لكلمة الحق ولا يستجيبون لنداء المنطق والمبادي الإنسانية ، ولا يفهمون غير منطق القوّة!

فإذا كان المسلمون ضعافا ، فسوف يفرض عليهم الأعداء كل ما يريدون ، أمّا إذا اكتسبوا القوّة الكافية ، فإنّ أعداء الحق والعدل والاستقلال والحرية سيشعرون بالخوف ولا يفكرون بالتجاوز والعدوان.

واليوم ـ ونحن في تفسير هذه الآية ـ فإنّ قسما من الأراضي الإسلامية في فلسطين وغيرها من الدول المجاورة تسحقها أحذية الجنود الصهاينة ، وقد أغاروا بهجومهم الأخير على لبنان فشردّوا الآلاف من العوائل ، وقتلوا المئات من الأبرياء ، وهدموا الكثير من الأحياء والدور السكنية ، وأحالوها إلى انقاض ، فأضافوا ـ بهذه المأساة المروعة جريمة أخرى إلى سجلهم الأسود في وقت استنكر الرأي العام العالمي هذا العمل الوحشي حتى أصدقاء إسرائيل ، وأصدرت الأمم المتحدة بيانا دعت فيه إلى إخلاء هذه الأرض ، لكن هذا الشعب الذي لا يتجاوز بضعة ملايين لا يريد الاستماع لأية كلمة حق وأي منطق إنساني ، وذلك لما لديه من قوّة وأسلحة واستعداد كاف للحرب أعدّه منذ سنين طويلة لمثل هذا العدوان.

فالمنطق الوحيد الذي يمكن به الردّ على هؤلاء هو منطق( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) فكأنّ هذه الآية نزلت في عصرنا الحاضر ومن أجلنا ، لتقول لنا : جهزوا أنفسكم وكونوا من القوة بحيث يصاب عدوّكم بالذعر والخوف كيما يغادر أرضكم وينسحب إلى مكانه الأوّل.

٤٧٥

وممّا يثير النظر ويسترعيه أنّ الآية هنا جمعت التعبير بـ «عدوّ الله» و «عدوّكم» وذلك إشارة إلى عدم وجود منافع وأغراض شخصية في الجهاد والدفاع عن الإسلام ، بل الهدف هو حفظ رسالة الإسلام الإنسانية ، فالذين يعادونكم إنّما هم أعداء الله وأعداء الحق والعدل والإيمان والتوحيد والأخلاق الإنسانية ، فينبغي الردّ عليهم انطلاقا من هذا المجال.

وفي الحقيقة إنّ هذا التعبير شبيه بالتعبير «في سبيل الله» أو «الجهاد في سبيل الله» الذي يدلّ على أنّ الجهاد أو الدفاع الإسلامي لا يشبه فتح البلدان في ما مضى من التأريخ ، ولا غزو الاستعمار التوسعي اليوم ، ولا في صورة إغارات القبائل العربية في زمن الجاهلية ، بل كل ذلك من أجل الله وفي سبيل الله ، وفي مسير إحياء الحق والعدل.

ثمّ تضيف الآية بأنّ المزيد من استعداداتكم العسكرية يخيف أعداء آخرين لا تعرفونهم فتقول :( وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ ) .

* * *

ملاحظتان

1 ـ من هم المقصودون في الآية «الذين لا تعلمونهم»

بالرّغم من أنّ المفسّرين احتملوا في هذه الطائفة : الذين لا تعلمونهم احتمالات كثيرة ، فقال بعضهم : إنّهم يهود المدينة الذين كانوا يضمرون عداءهم ، وقال آخرون : إنّها إشارة إلى الأعداء مستقبلا ، كدولة الروم والفرس اللتين لم يحتمل المسلمون يومئذ أنّهم سيكونون في حرب معهما أو يقع القتال بينهما وبينهم.

إلّا أنّ الأصح ـ كما نراه ـ هو أن المراد منها هم المنافقون الذين دخلوا في صفوف المسلمين دون أن يعلموهم ، فإذا قوى جيش الإسلام فإنّ أولئك سيقعون

٤٧٦

في حيرة واضطراب ويرحلون ، والشاهد على هذه الموضوع هو الآية (101) من سورة التّوبة إذ تقول :( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) .

ويحتمل أن مفهوم الآية يشمل جميع أعداء الإسلام غير المعروفين أعم من المنافقين وغيرهم.

2 ـ الاستعداد في كل مكان وزمان

وتتضمن الآية تعليما لمسلمي اليوم أيضا ، وهو أنّه لا ينبغي الاكتفاء بالاستعداد لأعداء الإسلام الذين تعرفونهم ، بل عليكم أن تنتبهوا للأعداء الاحتماليين أو «بالقوّة» وأن تتهيأوا حتى تكونوا في أعلى حدّ من القوّة والقدرة ، وفي الحقيقة فإنّ المسلمين لو تنبهوا لهذه القضية المهمّة لما منوا بهجمات الأعداء المفاجئة.

وفي نهاية الآية إشارة إلى موضوع مهم آخر ، وهو أنّ الاستعداد العسكري وجمع الأسلحة والأجهزة الحربية ووسائل الدفاع المختلفة ، كل ذلك يحتاج إلى بالدعم المالي اللازم له ، لذلك تأمر المسلمين بالتعاون الجماعي لتهيئة ذلك المال ، وأن ما يبذلونه في هذا الأمر فهو عطاء في سبيل الله ، ولن ينقص منه شيء أبدا( وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ ) فيرجع إليكم جميعه ، بل أكثر ممّا أنفقتم( وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ) ، وستنالون ثواب ذلك في هذه الدنيا في انتصار الإسلام وقوته وعظمته ، لأنّ الشعب الضعيف ستتعرض أمواله للخطر وسيفقد أمنه وحريته واستقلاله أيضا ، فبناء على ذلك فإنّ ما تنفقونه في هذا السبيل سيعود إليكم عن طريق آخر وفي مستوى أفضل وأسمى.

كما أنّ ثوابا أعظم ينتظركم في العالم الآخر في جوار رحمة الله ، فمع هذه الحال لا تظلمون ، بل ستنالون خيرا كثيرا.

٤٧٧

وممّا يسترعي النظر أنّ الجملة آنفة الذكر جاء فيها لفظ «شيء» وهي ذات مفهوم واسع ، أي لا يخفى على الله ما تبذلونه من جميع الأشياء ، مالا كان أو نفسا أو فكرا أو منطقا أو قوة أو أي مال آخر ينفق في تقوية بنية المسلمين الدفاعية والعسكرية ، فإنّ الله سيدخره ويعيده إليكم في حينه.

وقد احتمل بعض المفسّرين أن جملة «وأنتم لا تظلمون» معطوفة على جملة «ترهبون» أي أنّكم إذا ما أعددتم القوة اللازمة لمواجهة الأعداء فسيخافون أن يهجموا عليكم ، ولن يقدروا على ظلمكم وإيذائكم ، وبناء على ذلك فلن يصيبكم ظلم أبدا.

أهداف الجهاد في الإسلام وأركانه :

واللطيفة الأخرى التي تستفاد من هذه الآية ، وتكون جوابا على كثير من أسئلة الجهلاء وإشكالاتهم ، هي بيان شكل الجهاد وهدفه ومنهجه ، فالآية تقول بوضوح : إنّ الهدف منه ليس قتل الناس أو الاعتداء على حقوق الآخرين ، بل الهدف ـ كما ذكرنا ـ هو إرهابكم الأعداء لكيلا يعتدوا عليكم وليخافوكم ، فينبغي أن تكون جميع جهودكم وسعيكم منصبّا في سبيل قطع شر أعداء الله والحق والعدل.

فهل يملك الجهلة في أذهانهم مثل هذا التصوّر عن الجهاد في القرآن الكريم ، وما صرّح به في هذه الآية ـ محل البحث ـ ليسوغ لهم أن يحملوا كل هذه الحملات المسعورة المتتالية على هذا القانون الإسلامي. فتارة يدّعون بأنّ الإسلام هو دين السيف ، وتارة يقولون بأنّ الإسلام يفرض على الناس أفكاره بالحديد ، ويقيسون النّبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسائر محتلي البلدان في التاريخ.

وفي عقيدتنا أنّ جواب كل هؤلاء هو أن يعود إلى القرآن ، ويفكروا في الهدف الأصيل لهذا الموضوع ، لتتّضح لهم كل تلك الأمور.

٤٧٨

الاستعداد للصّلح :

مع أنّ الآية السابقة أو ضحت هدف الجهاد في الإسلام بقدر كاف ، فإنّ الآية التالية التي تتحدّث على الصلح بين المسلمين توضح هذا الأمر بصورة أجلى فتقول( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها ) .

ويحتمل في تفسير هذه الجملة المتقدمة أنّهم إذا بسطوا أجنحتهم للسلم فابسط جناحيك أنت للسلم أيضا ، لأنّ «جنحوا» فعل مصدره «الجنوح» وهو الميل ، ويطلق على كل طائر أنّه «جناح» أيضا ، لأنّ كل جناح في الطائر يميل إلى جهة ، لذلك يمكن الاستناد في تفسير هذه الآية إلى جذر اللغة تارة ، وإلى مفهومها الثّانوي تارة أخرى.

ولمّا كان الناس يترددّون أغلب الأحيان عند ما يراد التوقيع على معاهدة الصلح ، فإنّ الآية تأمر النّبي بعدم التردد في الأمر إذا كانت الشروط عادلة ومنسجمة مع المنطق السليم والعقل ، فتقول :( وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) .

ومع ذلك فهي تحذر النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمسلمين من احتمال الاحتيال والخداع في دعوة الأعداء ، إلى الصلح ، فقد تكون دعوة للتمويه والرّغبة في توجيه ضربة مفاجئة ، أو يكون هدفهم هو تأخير الحرب ليتمكنوا من إعداد قوات أكثر ، إلّا أنّ الآية تطمئن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن لا يخشى هذا الأمر أيضا ، لأنّ اللهعزوجل سيكفيه أمرهم وسينصره في جميع الأحوال ، إذ تقول :( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ ) .

وسيرتك أيّها النّبي ـ السابقة ـ شاهدة على هذه الحقيقة ، لأنّ الله( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) .

فكم أرادوا بك كيدا ، وكم مهدوا وأعدّوا لك من خطط مدمّرة بحيث لم تكن الغلبة عليها بالوسائل المألوفة ممكنة ، لكنّهعزوجل حفظك ورعاك في مواجهة

٤٧٩

كل ذلك.

أضف إلى ذلك أنّ المؤمنين المخلصين قد أحاطوا بك من كل جانب ولم يدخروا وسعا في الدفاع عنك ، فقد كانوا قبل ذلك متشتتين متعادين ، ولكنّ الله شرح صدورهم بأنوار الهداية( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ) .

وقد كانت الحرب لسنوات طويلة قائمة على قدم وساق بين طائفتي الأوس والخزرج وكانت صدورهم تغلي غيظا وحقدا بعضهم على بعض بشكل لم يكن أي أحد يتصور أنّهم سيعيشون بعضهم مع بعض بالحب والصفاء في يوم ما ، وسيكونون صفا واحدا متراصا ، ولكن الله القادر المتعادل فعل ذلك ببركة الإسلام وفي ظلال القرآن ، ولم يكن هذا الإمر مقتصرا على الأوس والخزرج الذين هم من الأنصار ، بل كان ذلك بين المهاجرين أيضا الذين جاءوا من مكّة ، إذ لم يكن بينهم ـ قبل الإسلام ـ حب ومودّة ، بل كانت صدورهم مليئة بالبغضاء والشحناء أيضا ، لكن اللهعزوجل غسل كل تلك الأحقاد وأزالها بحيث تمكن معها ثلاثمائة وثلاثة عشر من أبطال بدر ، منهم حوالي ثمانين نفرا من المهاجرين والباقي من الأنصار ، فكانوا جيشا صغيرا ، لكنّه متحدّ قوي استطاع أن يكسر شوكة العدوّ ويحطم قوته.

ثمّ تضيف الآية أن اتّحاد تلك القلوب ، أو إيجاد تلك الألفة ، لم يكن بوسائل مألوفة أو مادية( لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ) .

إنّ الذين يعرفون حالة نفوس المتعصبين والحاقدين ، كأولئك الذين كانوا في العصر الجاهلي ، يعرفون كذلك أن تلك الأحقاد والضغائن لم يكن بالإمكان إزالتها ، لا بالمال ولا بالجاه والمقام ، لأنّها كانت لا تزول عندهم إلّا بالانتقام الذي يتكرر بصورة متسلسلة فيما بينهم ، وفي كل مرّة يكون في صورة أبشع وأكثر

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

الباب الثاني

حكم أكل الطين

توطئة ١٣٥

آراء المذاهب الأربعة ١٣٥

رأي الشيعة الإمامية ١٣٦

خلاصة واستنتاج ١٣٧

الباب الثالث

الشيعة والاستشفاء بتربة الحسين

١ ـ آداب الاستشفاء

تحديد التربة الحسينية ١٤١

طريقة الإستشفاء ١٤٢

المقدار المحدد للإستشفاء ١٤٣

إيضاح واستنتاج ١٤٤

الدعاء عند الإستشفاء بتربة الحسين (ع) ١٤٥

ـ عند تناول التربة وأخذها ١٤٥

ـ عند أكلها للإستشفاء ١٤٧

ـ عند حملها للإحتراز ١٤٨

٢ ـ أدلة الشيعة الإمامية

الدليل العقلي ١٥٣

الأول : حث الرسول (ص) على الإستشفاء بتربة المدينة المنورة ١٥٣

الأولى ـ الإستشفاء بغبار المدينة ١٥٣

الثانية ـ الإستشفاء بتراب المدينة ١٥٣

تعقيب وإستدراك ١٥٤

الثاني : حث أهل البيت (ع) على الإستشفاء بتربة الحسين (ع) ١٥٥

٥٢١

الدليل العلمي ١٥٧

الأول : التبرك والإيحاء ١٥٧

الثاني : التبرك ووجود خصائص طبية وكيميائية ١٥٨

البحث الرابع

أحكام التربة الحسينية

١ ـ للميت ١٦٥

أ ـ في الحنوط ١٦٥

ب ـ في الكفن ١٦٥

جـ ـ في القبر ١٦٦

٢ ـ للمصلي ١٦٦

أ ـ أحكام المسجد ١٦٦

ب ـ صلاة المسافر ١٧١

جـ ـ فوائد تتعلق بهذا البحث ١٧٢

٣ ـ للإستشفاء ١٧٤

٤ ـ للوليد ١٧٦

٥ ـ لتعامل بها ١٧٦

نتائج تساؤلات البحث ١٧٩

الملاحق ١٩٣

١ ـ تربة أرض المدينة المنورة تحمي من أورام الثدي والجلد ١٩٥

٢ ـ الله أكبر والعزة للإسلام ٢٠٠

معجم المفردات ٢٠٣

مصادر البحث ٢١٧

فهرس الموضوعات ٢٢٩

٥٢٢

فهرس الجزء الثاني

فهرس الموضوعات

الموضوعات

مقدمة البحث ٥

الموضوع ودوافع إختياره ٧

ـ أهميته ٩

ـ تساؤلات البحث ١٠

ـ منهج وأسلوب البحث ١٠

البحث الأول

أسماء التربة في الروايات

بحوث تمهيدية ١٧

ـ الجانب اللغوي للإسم ١٩

أ ـ إشتقاق الإسم ٢١

ب ـ معنى الإسم ٢١

ج ـ أقسام الإسم ٢٢

ـ الجانب الديني للإسم ٢٥

أولاً ـ أسماء الله الحسنى ٢٧

١ ـ كم عدد أسماء الله الحسنى؟ ٢٧

٢ ـ الأسماء وظهورها في الخلق ٣٠

ثانياً ـ أسماء الأنبياء والأوصياء ٣٣

ثالثاً ـ أسماء الأشياء ٣٨

١ ـ الجانب التفسيري ٣٩

٢ ـ الجانب العلمي ٣٩

٥٢٣

ـ الجانب الإجتماعي للإسم ٤١

توطئة وتمهيد ٤٣

إختيار الإسم الجميل ٤٤

تبديل الأسماء المستقبحة ٤٥

تأثير الإسم على شخصية الإنسان ٤٦

تخليد أسماء العظماء ٤٨

الفصل الأول

أسماء شرف وقداسة

١ ـ أرض الله المقدّسة ٥٣

بحث في تفضيل كربلاء على الكعلة ٥٤

الأول ـ الأعوام والسنون في الآيات والروايات ٥٤

آراء بعض الأعلام ٥٧

١ ـ الفيض الكاشاني ٥٧

٢ ـ الشيخ أحمد آل طوق القطيفي ٥٧

٣ ـ السيد صادق الروحاني ٥٧

٤ ـ إستنتاج المؤلف ٥٨

الثاني ـ دحو الأرض من تحت الكعبة ٦٣

٢ ـ أطهر بقاع الأرض ٦٤

٣ ـ أكرم أرض الله ٦٥

٤ ـ البقعة الطيبة ٦٥

٥ ـ بقعة كثيرة الخير ٦٦

٦ ـ البقعة المباركة ٦٦

٥٢٤

٧ ـ البطحاء الجنة ٦٧

٨ ـ تربة الحسين (ع) ٧١

٩ ـ التربة الطاهرة ٧٢

١٠ ـ تربة الفرخ المبارك ٧٣

١١ ـ تربة قبر الحسين ٧٣

١٢ ـ تربة كربلاء ٧٤

١٣ ـ التربة المباركة ٧٤

١٤ ـ تربة المظلوم ٧٥

١٥ ـ ترعة من ترع الجنة ٧٥

ما المراد بالترعة؟ ٧٦

١٦ ـ الحائر أو الحير ٨٢

أولاً ـ في الروايات ٨٢

ثانياً ـ في اللغة ٨٨

ثالثاً ـ في التاريخ ٩١

أ ـ وجه تسميتها بالحائر أو الحير ٩١

نتيجة البحث ٩٣

إستنتاج المؤلف ٩٥

أولاً ـ حيرة الأنبياء في كربلاء ٩٥

ثانياً ـ حيرة أفراس الحسين (عليه السلام) في كربلاء ٩٥

ثالثاً ـ حيرة أصحاب الحسين (عليه السلام) في تصرفاته وقتاله للقوم ٩٥

رابعاً ـ حيرة الجيش في أمر الرضيع ٩٦

خامساً ـ حيرة القوم في قتل الحسين عليه السلام ٩٧

٥٢٥

سادساً ـ حيرة بنات الرسالة في كربلاء ٩٨

سابعاً ـ حيرة القوم في قتل العليل (عليه السلام) ١٠١

ثامناً ـ حيرة بني أسد في مواراة الأجساد الطاهرة ١٠١

تاسعاً ـ حيرة البشر في قراءة ودراسة يوم كربلاء ١٠٢

الأول ـ عظمة المأساة وفضاعتها ١٠٣

الثاني ـ إعتراف الجناة بعظيم ما جنوا ١٠٤

الثالث ـ جراستها وفهم مغزاها ١٠٥

تاريخ بناء الحائر الحسيني ١٠٧

هندسة الحائر في الروايات ١٠٩

أحدهما ـ باب القبلة ١٠٩

ثانيهما ـ الباب الذي عند رجلي علي بن الحسين (عليهما السلام) ١٠٩

هندسة الحائر في العصر الحاضر ١١٢

١ ـ الضريح الحسيني ١١٢

٢ ـ القبة الذهبية ١١٣

٣ ـ ضريح الشهداء ١١٣

٤ ـ الأروقة ١١٣

الرواق الغربي ١١٤

الرواق الجنوبي ١١٤

الرواق الشرقي ١١٤

الرواق الشمالي ١١٤

٥ ـ أبواب الأروقة الداخلية ١١٤

٦ ـ المذبح ١١٤

٥٢٦

٧ ـ الصحن ١١٥

٨ ـ أبواب الصحن ١١٥

باب القبلة ١١٥

باب الرجاء ١١٦

باب قاضي الحاجات ١١٦

باب الشهداء ١١٦

باب الكرامة ١١٦

باب السلام ١١٦

باب السدرة ١١٦

باب السلطانية ١١٧

باب الرأس الشريف ١١٧

باب الزينبية ١١٧

٩ ـ الطّارْمة (إيوان الذهب) ١١٧

١٠ ـ خزانة الروضة الحسينية ١١٧

١١ ـ مكتبة الروضة الحسينية ١١٨

ب ـ مبدأ تسميتها بالحائر أو الحير ١١٨

١٧ ـ حرم الحسين (ع) ١١٩

أولاً ـ عرض الروايات ١٢٠

ثانياً ـ ما المراد بالحرم الحسيني؟ ١٢١

ثالثاً ـ حدود الحرم الحسيني ١٢٢

رابعاً ـ الفرق بين الحائر والحرم ١٢٦

١ ـ موارد الإتفاق ١٢٦

٥٢٧

٢ ـ موارد الإختلاف ١٢٧

١٨ ـ روضة من رياض الجنة ١٢٧

معنى الروضة ١٢٨

١ ـ الروضة لغة ١٢٨

٢ ـ الروضة في القرآن الكريم ١٢٩

٣ ـ رأي الأعلام في تفسير الروضة ١٢٩

١٩ ـ طين الحائر أو الحير ١٣٧

٢٠ ـ طين الحسين (ع) ١٣٧

٢١ ـ طين قبر الحسين (ع) ١٣٧

٢٢ ـ ظهر الكوفة ١٣٨

٢٣ ـ قبر الحسين () ١٤٥

٢٤ ـ قُبّة الإسلام ١٤٦

٢٥ ـ كربلاء ١٤٧

أ ـ مرويات السنة ١٤٩

ب ـ مرويات الإمامية ١٥٠

٢٦ ـ كرب وبلاء ١٥٢

أ ـ مرويات السنة ١٥٢

ب ـ مرويات الإمامية ١٥٣

٢٧ ـ مِسْكة مباركة ١٥٥

٢٨ ـ مشهد الحسين ١٥٦

٢٩ ـ مُقَدّسَة مباركة ١٥٧

٣٠ ـ مكاناً قَصِيّا ١٥٨

٥٢٨

أ ـ العامة ١٥٨

ب ـ الخاصة ١٥٨

الفصل الثاني

أسماء تاريخية

١ ـ أرض بابل ١٦٣

٢ ـ أرض العراق ١٦٤

٣ ـ شُفَيّة ١٦٥

٤ ـ العَقْر ١٦٧

٥ ـ عَمُورَا ١٧٠

٦ ـ الغَاضِرِيّة ١٧١

الأولى ـ في أقوال الباحثين ١٧١

الثانية ـ في الرويات ١٧٢

٥ ـ نِيْنَوَى ١٧٣

٦ ـ النّوَاوِيس ١٧٥

٧ ـ المقدفان ١٧٧

الفصل الثالث

أسماء طبيعية

١ ـ أرض غربة ١٨١

٢ ـ أرض فَلَاة ١٨١

٣ ـ بَطْحاء ١٨٢

٤ ـ التربة أو تربة ١٨٢

أ ـ مرويات السنة ١٨٣

٥٢٩

ب ـ مرويات الإمامية ١٨٥

٥ ـ تربة بيضاء ١٨٧

٦ ـ تربة حمراء ١٨٨

أ ـ مرويات السنة ١٨٨

ب ـ مرويات الإمامية ١٩٠

٧ ـ تَلْ أعْفَر ١٩١

إيضاح وبيان ١٩١

أولاً ـ معنى (تَلْ) ١٩٢

ثانياً ـ معنى (الأعفر) ١٩٣

ثالثاً ـ تلّعْفَر ١٩٤

٨ ـ شاطئ أو شط الفرات ١٩٤

أ ـ مرويات السنة ١٩٤

ب ـ مرويات الإمامية ١٩٥

٩ ـ الطين أو الطينة ١٩٦

١٠ ـ طين أحمر ١٩٧

١١ ـ طين القبر ١٩٧

١٢ ـ الطّف أو الطُّفُوف ١٩٧

أ ـ مرويات السنة ١٩٨

ب ـ مرويات الإمامية ١٩٩

١٣ ـ عَرْصَة ٢٠٠

١٤ ـ الغَائِط ٢٠١

٥٣٠

البحث الثاني

نتائج البحث

١ ـ إهتمام النبي الأعظم (ص) بالتربة الحسينية ٢٠٥

٢ ـ أهتمام الملائكة بالحسين (ع) وتربته ٢٠٨

أولاً ـ عالم السماء بشكل عام ٢٠٨

ثانياً ـ إخبارهم بمصرع الحسين (ع) والإتيان بتربته ٢٠٩

ثالثاً ـ الملائكة الذين استأذنوا لنصرته ٢١٠

رابعاً ـ الملائكة الحافين بقبره الشريف ٢١١

مرويات السنة ٢١٢

مرويات الإمامية ٢١٢

٣ ـ إهتمام الأنبياء بالحسين (ع) وتربته ٢١٤

رأي ابن كثير في روايات حادثة كربلاء ٢٢١

مناقشة ابن كثير ٢٢١

إمام الشافعية يشير إلى هذا المنهج ٢٢٢

الدكتور عبد العزيز نور ولي نهج منهج ابن كثير ٢٢٣

٤ ـ تقديس التربة والتبرك بها ٢٢٤

معنى التبرك ٢٢٥

معنى والتقديس ٢٢٦

أدلة التبرك والتقديس ٢٢٧

الأول ـ القرآن الكريم ٢٢٧

الثاني ـ السنّة النبوية ٢٢٨

الثالث ـ سيرة المسلمين ٢٢٩

٥٣١

دواعي التبرك والتقديس ٢٣٢

٥ ـ خصايص التربة الحسينية ٢٣٣

٦ ـ مجاورة في كربلاء والأماكن المقدسة ٢٣٧

تمهيد ٢٣٩

أ ـ المؤتَفِكَات ٢٣٩

أولاً ـ في الرويات ٢٤٠

ثانياً ـ التعريف بهذه الأماكن ٢٤٠

١ ـ ضَجْنَان ٢٤٠

٢ ـ وادي الشُقْرَة ٢٤٣

٣ ـ البَيْدَاء ٢٤٤

إيضاح وبيان ٢٤٦

أ ـ مُعَرّس النبي صلى الله عليه وآله وسلم ٢٤٦

ب ـ الحُفَيرَة ٢٤٦

٤ ـ صُلاصُل ٢٤٧

٥ ـ بَابل ٢٥٠

ب ـ المرحومات ٢٥٠

١ ـ تعريف المجاورة ٢٥١

٢ ـ أقسام المجاورة ٢٥٣

القسم الأول ـ سكنى البقعة المقدسة ٢٥٣

أ ـ عند العامة ٢٥٣

الأول ـ كراهة سكنى مكة ٢٥٣

الثاني ـ كراهة سكنى مكة والمدينة ٢٥٤

٥٣٢

الثالث ـ إستحباب سكنى المدينة ٢٥٤

ب ـ عند الإمامية ٢٥٥

١ ـ مكة المكرمة ٢٥٥

الأول ـ الإستحباب ٢٥٥

الثاني ـ الكراهة ٢٥٦

٢ ـ المدينة المنورة ٢٥٨

٣ ـ كربلاء المقدسة ٢٥٨

الأول ـ الإستحباب ٢٥٨

الثاني ـ الكراهة ٢٥٩

القسم الثاني ـ الدفن فيها ٢٥٩

أ ـ عند العامة ٢٦٠

١ ـ المالكية ٢٦٠

٢ ـ الحنفية ٢٦٠

٣ ـ الشافعية ٢٦٠

٤ ـ الحنابلة ٢٦١

ب ـ عند الإمامية ٢٦١

١ ـ السيد شرف الدين ٢٦١

٢ ـ السيد اليزدي ٢٦٢

٣ ـ السيد الحكيم ٢٦٣

فروع فقهية ٢٦٣

٣ ـ آداب المجاورة ٢٦٦

٤ ـ أهداف المجاورة ٢٦٧

٥٣٣

أ ـ قصة دفن صافي الصفا في النجف الأشرف ٢٧٥

ب ـ علاقته بأمير المؤمنين (عليه السلام) ٢٧٥

نتيجة البحث ٢٧٥

نتائج تساؤلات البحث ٢٨١

معجم الألفاظ ٢٨٩

مصادر البحث ٣١٩

فهورس الموضوعات ٣٣٥

٥٣٤

فهرس الجزء الثالث

فهرس الموضوعات

الموضوعات

إشراقة البحث

ـ الموضوع ودوافع إختياره ٧

ـ أهميته ٩

ـ تساؤلات البحث ١٠

ـ منهج وإسلوب البحث ١١

بحوث تمهيدية

أولاً ـ تعريف القصة ١٣

١ ـ التعريف الوصفي ١٧

أ ـ اللغوي ١٧

ب ـ الإصطلاحي ١٨

٢ ـ التعريف التركيبي ١٨

أولاً ـ الراوي في القصة ١٩

ثانياً ـ الشخصية ١٩

١ ـ البشر ٢٠

٢ ـ الملائكة ٢٠

٣ ـ الجن ٢٠

٤ ـ الشيطان ٢٢

٥ ـ الحيوانات والطيور والحشرات ٢٤

ثالثاً ـ الحدث ٢٧

رابعاً ـ الحوار ٣٤

٥٣٥

خامساً ـ الزمان والمكان ٣٥

أولاً ـ علاقة الحدث بالقصة ٣٥

ثانياً ـ النظر إلى الزمن كوعاء للحدث ٣٥

ثالثاً ـ كون المكان وعاء للأحداث ٣٦

ثانياً ـ أقسام القصة ٣٩

١ ـ القصة الواقعية ٤١

أ ـ القضايا الشخصية ٤٢

ب ـ القضايا التاريخية ٤٥

ج ـ قصص متعلقة بتربة الحسين (ع) ٤٩

تمهيد ٤٩

أولاً ـ الإستشفاء ٥٠

١ ـ جابر الجعفي ٥٠

٢ ـ السيد نعمة الله الجزائري ٥٢

٣ ـ الشيخ الدربندي ٥٢

٤ ـ السيد البروجردي ٥٣

٥ ـ السيد الخوئي ٥٤

٦ ـ الشيخ محسن المعلم ٥٦

٧ ـ الشيخ الفشاركي ٥٧

٨ ـ الشيخ علي الجنبي ٥٧

٩ ـ الشيخ عبد الكريم مهدي پور (ابو عقيل) ٥٨

١٠ ـ الطبيب كاظم التبريزي ٥٩

١١ ـ الحاج علي الكردي البغدادي ٦٠

٥٣٦

١٢ ـ زوجة أحد السادة الخطباء ٦١

١٣ ـ احمد عبد الواحد الزين ٦٢

١٤ ـ زوجة الحاج عبد الرضا الجعفري الخوزستاني ٦٤

١٥ ـ جعفر الخلدي ٦٥

ثانياً ـ حرز وأمان ٦٧

١ ـ الأسدي ٦٩

٢ ـ السيد محمد حجت الكوه كمري ٦٩

٣ ـ المدرسي والسبزواري ٧٠

٤ ـ الفيض الكاشاني ٧١

٥ ـ عباس محمود العقّاد ٧٢

٦ ـ المرأة التي قبلتها الأرض ببركة تربة الحسين (ع) ٧٣

٧ ـ إمرأة إلتصقت يداها بضريح السيدة معصومة وفكتا بتربة الحسين (ع) ٧٤

٨ ـ سكون البحر عند تلاطم أمواجه ٧٤

باخرة تنجو من الغرق ببركة رتبة الحسين ٧٥

الظمأ الشديد ومطر غزير ينجيهم من الهلاك ٧٦

٩ ـ سكون نهر قم بعد الفيضان ٧٧

١٠ ـ (باهوبكم) أرملة شجاع الدولة ٧٨

١١ ـ الخواجات الإسماعيلية ٧٨

١٢ ـ فتح علي شاه ٧٨

ثالثاً ـ عقوبة وحرمان ٨١

تمهيد ٨٣

١ ـ سالم العراقي ٨٣

٥٣٧

٢ ـ موسى بن عيسى الهاشمي ٨٤

٣ ـ الرجل الذي أحدث على قبر الحسين ٨٦

٤ ـ الصوفية ٨٦

٥ ـ السامرائي ٨٦

مناقشة المؤلف للسامرائي ٨٨

٢ ـ القصة الغيبية ٩٣

أ ـ تعريفها ٩٥

ما المراد بالغيب؟ ٩٥

ما هي عقيدتنا في الغيب؟ ٩٨

الشيخ المفيد ٩٨

الشيخ الطبرسي ٩٩

الشيخ المجلسي ١٠٠

ب ـ أقسام القصة الغيبية ١٠١

الأول ـ قصص الماضي ١٠١

الثاني ـ قصص المستقبل ١٠٢

أولاً ـ أخبار تحققت في حياة النبي (ص) ١٠٢

ثانياً ـ أخبار تحققت بعد حياته ١٠٣

ثالثاً ـ أخبار البعث والنشور ١٠٧

٣ ـ القصة الخيالية ١٠٧

أ ـ الخرافية ١٠٨

ب ـ التمثيلية ١٠٩

١ ـ التعريف بالمثل ١٠٩

٥٣٨

الأول ـ المثل السائر ١٠٩

الثاني ـ المثل القياسي ١٠٩

الثالث ـ مطلق ما يسمى بالمثل ١١٢

٢ ـ أهمية المثل ١١٣

المثل في خطب الحسين (ع) ١١٤

إيضاح أهم مفردات المثل الحسيني ١١٥

المثل في خطبة السيدة زينب (ع) في الكوفة ١١٦

المثل في خطبة السيدة فاطمة بنت الحسين (ع) في الكوفة ١٢٣

ج ـ الخيال العلمي ١٢٦

أ ـ تعريفه ١٢٦

ب ـ قواعده وأصوله ١٢٧

ج ـ أهدافه ١٢٨

ثالثاً ـ أهمية القصة ١٣١

ـ الجانب القرآني ١٣٢

ـ الجانب النبوي ١٣٥

ـ الجانب الإعلامي ١٣٦

أولاً ـ تأثير القصاص على الناس ١٣٦

ثانياً ـ ضرر القصاص ١٣٩

ثالثاً ـ موقف أهل البيت (ع) من القُصّاص ١٤٠

الأولى ـ منع القصاص ١٤٠

ـ موقف أمير المؤمنين (ع) ١٤١

ـ موقف بقية الأئمة (ع) ١٤٢

٥٣٩

الثانية ـ السماح لهم تحت شروط معينة ١٤٤

رابعاً ـ موقف العلماء والباحثين ١٤٥

المبحث الثاني

قصص الحوار

مدخل البحث ١٤٩

١ ـ معنى الحوار ١٥١

٢ ـ تاريخ ونشأة الحوار ١٥٣

أ ـ الفلاسفة ١٥٤

ب ـ الديانات ١٥٥

ج ـ الإسلام ١٥٥

الفصل الأول

الحوار في القصة

أ ـ طبيعة الحوار ١٥٩

ب ـ وظائف الحوار ١٥٩

الفصل الثاني

ضوابط الحوار وآدابه

١ ـ شروط الحوار ١٦٣

٢ ـ آداب الحوار ١٦٤

الفصل الثالث

الحوار المتعلق بتربة الحسين (ع)

بحوث تمهيدية ١٦٧

١ ـ الوحدة الإسلامية ١٧١

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554