ليالي بيشاور

ليالي بيشاور0%

ليالي بيشاور مؤلف:
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 1205

ليالي بيشاور

مؤلف: السيّد محمّد الموسوي الشيرازي
تصنيف:

الصفحات: 1205
المشاهدات: 211294
تحميل: 3102

توضيحات:

ليالي بيشاور
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 1205 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 211294 / تحميل: 3102
الحجم الحجم الحجم
ليالي بيشاور

ليالي بيشاور

مؤلف:
العربية

والعوالم الفلكيّة فسأختار الديانة الإسلاميّة ، لأنّ الذي يخبر عن الكرات السماويّة في ذلك الزمان بهذه الدقّة والصحّة وبدون أجهزة وآلات ، إنّما يكون متّصلا بالخالق العظيم ويكتسب معلوماته منه ، والذي يكون متصلا بخالق الكون يلزم أن يكون قد أخذ دينه أيضا من الخالق ، ودينه الحق ، ونحن يجب علينا أن نتبعه ونأخذ ديننا منه ، [انتهى].

أيها الحاضرون الكرام هذا حكم ورأي رجل عالم فاهم وهو بعيد عن الخلافات المذهبيّة الحادثة بين المسلمين ولكنّه حكم على أساس القاعدة العلمية والأصول العقلية. وعليها يجب أن نعرف أيضا المتّصل بخالق الكون والآخذ علومه ودينه منه عزّ وجلّ حتى نتبعه ونقتدي به.

وليس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحد على هذه الصفة إلاّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام إذا كان أعلم الأمة وأفضلهم وأورعهم وأعلاهم حسبا ونسبا وهو التلميذ الأوحد الذي احتوى على كل علوم خاتم الأنبياء محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو منتهى كل العلوم التي انتشرت بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين المسلمين واكتسبه العلماء في الدين.

ابن أبي الحديد يصف علوم الإمام عليعليه‌السلام

قال ابن أبي الحديد في مقدمته على شرح نهج البلاغة [وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة ، وتنتهي إليه كلّ فرقة ، وتتجاذبه كل طائفة ، فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها ، وسابق مضمارها ، ومجلّي حلبتها ، كل من بزغ فيها بعده فمنه أخذ ، وله اقتفى ، وعلى

١١٦١

مثاله احتذى. وقد عرفت أنّ أشرف العلوم هو العلم الإلهي لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم ، ومعلومه أشرف الموجودات. ومن كلامهعليه‌السلام اقتبس ، وعنه نقل ، وإليه انتهى ومنه ابتدأ ومن العلوم علم الفقه ، وهوعليه‌السلام أصله وأساسه ، وكلّ فقيه في الإسلام فهو عيال عليه ومستفيد من فقهه ، ومن العلوم علم تفسير القرآن ، وعنه أخذ ومنه فرّع ، واذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك ، ومن العلوم علم الطريقة والحقيقة وأحوال التصوّف وقد عرفت أنّ أرباب هذا الفن في جميع بلاد الإسلام إليه ينتهون ، وعنده يقفون

ومن العلوم علم النحو والعربيّة ، وقد علم الناس كافّة أنّه هو الذي ابتدعه وأنشأه ، وأملى على أبي الأسود الدّؤليّ جوامعه وأصوله ، من جملتها : الكلام كلّه ثلاثة أشياء «اسم وفعل وحرف ، ومن جملتها تقسيم الكلمة إلى معرفة ونكرة ، وتقسيم وجوه الإعراب إلى الرفع والنصب والجرّ والجزم».

وهذا يكاد يلحق بالمعجزات ، لأنّ القوّة البشريّة لا تفي بهذا الحصر ، ولا تنهض بهذا الاستنباط.] «انتهى».

في ذكرى ميلاد الإمام الحسينعليه‌السلام

هذه الليلة ليلة ميلاد الإمام أبي عبد الله الحسين سبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فبهذه المناسبة أنقل هذا الخبر الذي رواه جمع من المحدثين والعلماء منهم شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين : ج ٢ / ١٥١ ، تحت رقم ٤٤٦ ، وهو من أعلامكم وكبار علمائكم ، وأنقل منه الخبر

١١٦٢

بسنده عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله (ص) يقول «إنّ لله تبارك وتعالى ملكا يقال له : دردائيل ، فسلب الله أجنحته فلمّا ولد الحسينعليه‌السلام أوحى الله تعالى إلى مالك خازن النار : أن أخمد النيران عن أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد (ص) في دار الدنيا. وأوحى الله تعالى إلى رضوان خازن الجنان : أن زخرف الجنان وطيّبها لكرامة مولود ولد لمحمّد (ص) في دار الدنيا ، وأوحى الله تعالى إلى الملائكة أن قوموا صفوفا بالتسبيح والتمجيد والتكبير لكرامة مولود ولد لمحمّد (ص) في دار الدنيا ، وأوحى الله تعالى إلى جبرئيلعليه‌السلام : أن اهبط إلى نبيي محمد (ص) في ألف قبيل من الملائكة أن يهنّئوا محمدا (ص) بمولوده. وأخبره أنّي قد سمّيته الحسين فهنّئه وعزّه وقل له : يا محمد يقتله شرّ أمّتك فويل للقاتل ، وويل للسائق ، وويل للقائد.

قاتل الحسين أنا منه بريء وهو منّي بريء ، لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد من المجرمين إلاّ وقاتل الحسين أعظم جرما منه ، قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أنّ مع الله إلها آخر ، والنار أشوق إلى قاتل الحسين من الجنّة إلى من أطاع الله.

فهبط جبرئيل على النبي (ص) فهنّأه كما أمره الله تعالى وعزّاه ، فقال له النبي (ص) : أتقتله أمّتي؟ قال : نعم فقال (ص) : ما هؤلاء بأمّتي ، أنا بريء منهم ، والله بريء منهم. قال جبرئيل : وأنا بريء منهم.

فدخل النبي (ص) على فاطمةعليها‌السلام فهنّأها وعزّاها. فبكت فاطمة ثم قالت : يا ليتني لم ألده. قاتل الحسين في النار. فقال النبي (ص) :

١١٦٣

وأنا أشهد بذلك يا فاطمة ، ولكنّه لا يقتل حتى يكون إماما ، يكون منه الأئمة الهادية هم : الهادي علي ـ والمهتدي الحسن ـ والعدل الحسين والناصر علي بن الحسين ـ والسّفّاح(١) محمد بن علي ، والنفّاع جعفر بن محمد ـ والأمين موسى بن جعفر ـ والمؤتمن عليّ بن موسى ـ والإمام محمد بن علي ـ والفعّال علي بن محمد ـ والعلاّم الحسن بن علي ـ ومن يصلّي خلفه عيسى بن مريم. «المهديعليه‌السلام ». فسكنت فاطمة من البكاء ، ثم أخبر جبرئيل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقصّة الملك [دردائيل] وما أصيب به.

قال ابن عباس : فأخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحسين فأشار به إلى السماء ، ثم قال : اللهمّ بحق هذا المولود عليك ، لا بل بحقك عليه فارض عن دردائيل وردّ عليه أجنحته ومقامه فردّ الله تعالى أجنحته ومقامه.» «الحديث».

فيا إخواني ، أيها الحاضرون ، فكّروا وأنصفوا هل بعد هذا الخبر وأمثاله وبعد هذه المناقشات والمحاورات التي دارت بيننا في هذه الليالي العشرة ، يبقى شك ويوجد ريب عندكم ، بأنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام هو الخليفة والإمام على أمة الإسلام بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن بعده الأئمة الكرام من أبنائه الهادين المهديين بأمر الله الخالق العلاّم؟

ثم رفعت يديّ إلى السماء وقلت : اللهم اشهد أنّي كشفت لهم الحقائق وأوضحت لهم طريق الحقّ من بين الطرائق بالدليل والاحتجاج ، فإن رفضوه وأصرّوا على باطلهم فقد سلكوا سبيل الغيّ

__________________

(١) السّفاح : هنا بمعنى الفصيح ، القادر على الكلام ، والرجل المعطاء ، وليس بمعنى سفك الدّماء. راجع لسان العرب مادة (سفح).

١١٦٤

عن عناد ولجاج.

النوّاب يعلن تشيّعه

النوّاب : أيها السيد الجليل! أنا وجماعة من زملائي حضرنا كل مجالس البحث والحوار بكل ولع ولهفة واستمعنا المناقشات وتتبّعنا الأحاديث والمواضيع المطروحة بالفكر والدقّة شوقا إلى معرفة الحق وكشف الحقيقة.

وقد ثبت عندنا وظهر لنا في كل ذلك بأنّ الحقّ معكم وفيكم. وكنّا نظنّ من قبل ، عكس ذلك بل كنّا على يقين بأننا على حق وأنتم على باطل.

ولكن بعد المحاورات والمناظرات الكثيرة التي دارت بينكم وبين جمع من علمائنا في هذا المجلس العام وتناقلتها الصحف والمجلاّت ، ظهر الحق وزهق الباطل ، وأنا على يقين بأنّ كثيرا من الحاضرين ومن البعيدين الذين قرءوا الصحف وتتبّعوا المناقشات أيضا سوف يعلنون ما نعلنه الآن أنا وزملائي وهم من الأعيان والشخصيّات المعروفة في هذه البلاد ، أمّا أنا فاسمي نوّاب عبد القيّوم ، وزملائي هم : السيد أحمد عليّ شاه ، وغلام إمامين ، وغلام حيدر خان ، وعبد الأحد خان ، وعبد الصمد خان نعلن أننا منذ الآن على مذهب الشيعة الإمامية ، فإنّنا اعتنقنا مذهب أهل البيت ، ونعلن في هذا المجلس بأنّ الإمام عليّ مع الحق والحق مع عليّعليه‌السلام كما أعلن النبي (ص) ، ونعتقد بأنّه الخليفة الأوّل لرسول الله (ص) وأنّ الذين تقدّموا عليه ، إنما غصبوا حقّه وظلموه ، ونعتقد بأنّ الأئمة بعده هم أبناؤه : الإمام الحسن سبط رسول

١١٦٥

الله (ص) ، وبعده الحسين شهيد كربلاء ، وبعده التسعة المعصومون من أبناء الحسين. ونحن إنما تركنا مذهب آبائنا وطريقة أسلافنا عن علم ويقين وإيمان بما صرنا إليه واعتنقناه.

قلت : أحمد الله وأشكره إذ هداكم إلى الحق ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا الله.

وأحمد الله وأشكره على ما وفّقني من بيان الحقّ وتوضيح الحقائق ، وانا فرح ومسرور جدّا بتشيّعكم واعتناقكم مذهب أهل البيتعليهم‌السلام وأسأل الله تعالى أن يوفّق الأخوة الآخرين أيضا بالتفكّر والتحقيق وترك التّعصّب والعناد ، فإنّ الحقّ واضح لمن أراده.

ثم قمت من مجلسي وقام الجمع وأقبل نحوي النوّاب عبد القيّوم مع زملائه المتشيّعين المهتدين فاحتضنتهم وعانقتهم وهم قبّلوا جبهتي وقبّلتهم.

فقال الحافظ مودّعا : إنّا فتنّا بحسن بيانكم وقوّة احتجاجكم وطيب أخلاقكم ، وإنّ فراقكم يعزّ علينا ، ولو كانت مجالستكم تطول شهورا ما مللناها وكنّا نلتزم بالحضور.

قلت : أشكر ألطافكم وحضوركم ، وإنّ الأيّام بيننا كثيرة ، وأنا أفارقكم وأسافر ، على أمل الرجوع إليكم واللقاء معكم إن شاء الله تعالى.

ثم تقدّم إليّ سائر العلماء ، وبعدهم الشخصيّات والأعيان الذين كانوا في المجلس ، وكلّ أبدى أسفه من اختتام مجالسنا وكانوا يبدون شوقهم ورغبتهم في استمرار المناقشات ، وكنت أقول لهم : أسأل الله تعالى أن يوفّقني للسفر إليكم مرة أخرى وأن نجلس معكم ونحادثكم

١١٦٦

أكثر مما جالسناكم وحادثناكم.

وهكذا انتهت الليالي العشرة والمحاورات ، وكلّ من الطرفين كان متلهّفا ومتعطّشا لاستمرارها.

أسأل الله تعالى أن يوفّق جميع المسلمين لقبول الحق وأن يفتحوا بينهم باب التفاهم والحوار السليم لمعرفة الحق والصراط المستقيم ، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

١١٦٧

١١٦٨

١١٦٩

١١٧٠

١١٧١

١١٧٢

١١٧٣

١١٧٤

١١٧٥

١١٧٦

١١٧٧

١١٧٨

١١٧٩

١١٨٠