ليالي بيشاور

ليالي بيشاور0%

ليالي بيشاور مؤلف:
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 1205

ليالي بيشاور

مؤلف: السيّد محمّد الموسوي الشيرازي
تصنيف:

الصفحات: 1205
المشاهدات: 211268
تحميل: 3102

توضيحات:

ليالي بيشاور
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 1205 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 211268 / تحميل: 3102
الحجم الحجم الحجم
ليالي بيشاور

ليالي بيشاور

مؤلف:
العربية

__________________

آمن بي وبما جئت به وهو يبغض عليا فهو كاذب ليس بمؤمن». ورواه ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية : ج ٧ / ٣٥٤ ، عن طريق آخر عن ابن مسعود ، ورواه أيضا العلاّمة الأمر تسري في أرجح المطالب / ٥١٩ ، ط لاهور / عن ابن مسعود.

وأخرج ابن كثير أيضا في البداية والنهاية : ج ٧ / ٣٥٤ ، ط مصر / عن جابر أن رسول الله (ص) قال لعلي «كذب من زعم أنّه يحبني ويبغضك». وابن المغازلي في المناقب / حديث رقم / ٢٣٣ بسنده عن سلمان قال : قال رسول الله (ص) لعلي :«يا عليّ محبك محبي ومبغضك مبغضي».

وفي حديث رقم ٣٠٩ روى بسنده عن نافع مولى ابن عمر عنه عن رسول الله (ص) قال لعلي (ع) : «وأنت وارثي ووصيي ، تقضي ديني وتنجز عداتي وتقتل على سنّتي ، كذب من زعم أنّه يبغضك ويحبّني». وفي حديث رقم ٢٧٧ روى ابن المغازلي بسنده عن عمار بن ياسر قال : قال رسول الله (ص) «اوصي من آمن بي وصدّقني بولاية عليّ بن أبي طالب فمن تولاّه فقد تولاّني ، ومن تولاّني فقد تولّى الله ، ومن أحبّه فقد أحبّني ومن أحبّني فقد أحبّ الله ، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عزّ وجلّ».

وأخرجه المتقي حسام الدين في كنز العمال : ج ٦ / ١٥٤ ، وقال : رواه الطبراني في المعجم الكبير ، وذكره في منتخبه أيضا : ج ٥ / ٣٢ ، وقال : رواه الطبراني وابن عساكر ، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد : ج ٩ / ١٠٨.

وفي فرائد السمطين أخرج الحمويني حديثا مسندا إلى ابن عباس وفيه «كذب من زعم أنّه يحبني ويبغضك» والخطاب إلى علي عليه‌السلام من النبي (ص).

وفي أرجح المطالب ٤٤٦ / ، ط لاهور ، أخرج حديثا عن طريق الحسن بن بدر ، والحاكم ، وابن النجّار ، والمتقي في كنز العمال ، وابن السمّان في الموافقة ، والمحب الطبري ، عن ابن عباس وفيه «وكذب عليّ من زعم أنّه يحبني ويبغضك».

٨٤١

هذه الأحاديث الشريفة وعشرات بل مئات من مثلها مسجّلة وثابتة في مسانيد علمائكم وأعلام محدثيكم وقد زيّنوا بها تصانيفهم وكتبهم ، وحتى المتعصبين منهم لم يروا بدّا من ذكرها وإخراجها ، أمثال القوشجي وابن حجر المكي وروزبهان وغيرهم.

ورغم المحاولات الشيطانية التي حاولها أعداء الإمام عليعليه‌السلام ، والأساليب العدوانية التي استعملها معاوية وحزبه المنحرفون الظالمون لإخفاء مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام وفضائله ، والمنع من نشرها وروايتها. مع كل ذلك فقد انتشرت في الأقطار وتناقلتها علماء الأمصار حتى ملئت منها الكتب والأسفار ، ولكي تطّلعوا على بعض تلك الأخبار ، فراجعوا الصحاح الستة ، وخصائص مولانا علي ابن أبي طالب للنسائي ، وينابيع المودّة للقندوزي ، ومودّة القربى

__________________

وفي لسان الميزان : ج ٤ / ٣٩٩ ، ط ، حيدرآباد / أخرج العسقلاني عن الإمام عليعليه‌السلام عن رسول الله (ص) قال «من زعم أنّه يحبّني وأبغض عليا فقد كذب».

وفي أرجح المطالب ٥١٨ / ط لاهور / عن العباس بن عبد المطلب قال : سمعت عمر ابن الخطاب ، وقد سمع رجلا يسبّ عليا ، فقال : كفّوا عن ذكر عليّ إلاّ بخير ، فإنّي سمعت رسول الله (ص) يقول «في عليّ ثلاث خصال كذب من زعم أنه يحبني وهو يبغضك ، يا عليّ! من أحبّك فقد أحبّني ، ومن أحبّني فقد أحبّ الله تعالى ، ومن أحبّه الله تعالى أدخله الجنة ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغضه الله تعالى ، ومن أبغضه الله تعالى أدخله النار». أخرجه الخوارزمي.

واعلم أيها القارئ الكريم! أنّ الروايات الواردة بهذا المعنى أكثر مما ذكرنا بحيث يحصل منها علم اليقين لمن يطلب الحق ويكون من المنصفين.

«المترجم»

٨٤٢

للهمداني ، والمعجم للطبراني ، ومطالب السئول لمحمد بن طلحة القرشي العدوي ، ومسند الامام احمد ومناقبه ، ومناقب الخطيب الخوارزمي ، ومناقب الفقيه الشافعي ابن المغازلي الواسطي ، وكفاية الطالب في مناقب مولانا علي بن أبي طالب للعلاّمة صدر الحفاظ الكنجي الشافعي ، وفرائد السمطين لشيخ الإسلام الحمويني ، والرياض النضرة وذخائر العقبى لمحب الدين الطبري ، والإتحاف بحب الأشراف للشبراوي ، والمستدرك للحاكم النيسابوري ، وتاريخ ابن عساكر / قسم ترجمة الإمام عليعليه‌السلام ، وعشرات الكتب غير ما ذكرنا ، وكلها من أعلامكم ومشاهير محدثيكم(١) .

__________________

(١) لقد ذكر المؤلف الخبير : أنّ معاوية استعمل اساليب عدوانية للمنع من رواية فضائل الإمام عليعليه‌السلام ونشرها وهذا أمر مشتهر لا ينكر ولكي يطمئن القارئ النبيل ، ويتلقى الخبر مع شاهد ودليل ، أروي لكم ما نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج :ج ١١ / ٤٤ ـ ٤٦ ، ط دار إحياء التراث العربي / قال [وروى علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب «الاحداث» قال : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد عام الجماعة : أن برئت الذمّة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته ، فقامت الخطباء في كل كورة ، وعلى كلّ منبر يلعنون عليا ، ويبرءون منه ، ويقعون فيه وفي أهل بيته ، وكان أشدّ الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة ، لكثرة من بها من شيعة عليعليه‌السلام ، فاستعمل عليهم زياد بن سميّة وضمّ إليه البصرة فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف ـ لأنّه كان منهم أيام عليّ ٧ ـ فقتلهم تحت كل حجر ومدر ، وأخافهم ، وقطع الأيدي والأرجل ، وسمل العيون ، وصلبهم على جذوع النخل ، وطردهم وشرّدهم عن العراق ، فلم يبق بها معروف منهم ، وكتب معاوية إلى عمّاله في جميع الآفاق : ألاّ يجيزوا لأحد من شيعة عليّ وأهل بيته شهادة ، وكتب إليهم ، أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبّيه وأهل ولايته ، والذين يروون

٨٤٣

__________________

فضائله ومناقبه فادنوا مجالسهم ، وقرّبوهم وأكرموهم ، واكتبوا لي بكلّ ما يروي كلّ رجل منهم ، واسمه واسم أبيه وعشيرته.

ففعلوا ذلك ، حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه ، لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصّلات والكساء والحباء والقطائع ، ويفيضه في العرب منهم والموالي ، فكثر ذلك في كل مصر ، وتنافسوا في المنازل والدنيا ، فليس يجيء أحد مردود من الناس عاملا من عمال معاوية ، فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلاّ كتب اسمه وقرّبه وشفّعه ، فلبثوا بذلك حينا.

ثم كتب إلى عماله : أنّ الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر ، وفي كل وجه وناحية ، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأوّلين ، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلاّ وتأتوني بمناقض له في الصحابة ، فإنّ هذا أحبّ إليّ وأقرّ لعيني ، وأدحض لحجّة أبي تراب وشيعته ، وأشد إليهم من مناقب عثمان وفضله!!

فقرأت كتبه على الناس ، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ، وجدّ الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر ، وألقي إلى معلّمي الكتاتيب ، فعلّموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع ، حتى رووه وتعلّموه كما يتعلّمون القرآن ، وحتى علّموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم ، فلبثوا بذلك ما شاء الله.

ثم كتب إلى عمّاله نسخة واحدة إلى جميع البلدان : انظروا من قامت عليه البيّنة أنّه يحب عليا وأهل بيته ، فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاءه ورزقه ، وشفع ذلك بنسخة أخرى : من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم ، فنكّلوا به ، واهدموا داره!!

فلم يكن البلاء أشدّ ولا أكثر منه بالعراق ولا سيما بالكوفة ، حتى إنّ الرجل من شيعة علي عليه‌السلام ليأتيه من يثق به ، فيدخل بيته ، فيلقي إليه سرّه ، ويخاف من خادمه ومملوكه ، ولا يحدّثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ، ليكتمنّ عليه.

٨٤٤

__________________

فظهر حديث كثير موضوع ، وبهتان منتشر ، ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة ، وكان أعظم الناس في ذلك بليّة القرّاء المراءون ، والمستضعفون ، الذين يظهرون الخشوع والنسك فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ، ويقربوا مجالسهم ، ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل ، حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديّانين الذين لا يستحلّون الكذب والبهتان ، فقبلوها ورووها ، وهم يظنّون أنّها حقّ ولو علموا أنّها باطلة لما رووها ولا تديّنوا بها.

قال ابن أبي الحديد : وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه ـ وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم ـ في تاريخه ما يناسب هذا الخبر ، وقال : إنّ أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيّام بني أميّة ، تقرّبا إليهم بما يظنّون أنّهم يرغمون به أنوف بني هاشم.]

وجاء في الصواعق المحرقة / ٧٦ ، ط الميمنية بمصر / قال : وأخرج ابن عساكر

وقال عبد الله بن عباس بن أبي ربيعة [كان لعليّ ما شئت من ضرس قاطع في العلم ، وكان له القدم في الإسلام ، والصهر برسول الله (ص) ، والفقه في السنّة ، والنجدة في الحرب ، والجود في المال قال ابن حجر : وأخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : ما أنزل الله ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلاّ وعليّ أميرها وشريفها. ولقد عاتب الله أصحاب محمّد (ص) في غير مكان وما ذكر عليا إلاّ بخير ، قال : وأخرج ابن عساكر عنه ـ أي عن ابن عباس ـ قال : ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في عليّ عليه‌السلام . وأخرج عنه أيضا قال : نزل في عليّ ثلاثمائة آية. قال : وأخرج الطبراني عنه ـ أي عن ابن عباس ـ قال : كانت لعليّ ثمانية عشر منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة.

قال ابن حجر : ولما دخل [الامام علي عليه‌السلام ] الكوفة ، دخل عليه حكيم من العرب فقال : والله يا أمير المؤمنين لقد زيّنت الخلافة وما زيّنتك ، ورفعتها وما رفعتك وهي

٨٤٥

عليعليه‌السلام خير البرية والبشر ومن أبي فقد كفر

وفي كتاب كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام الباب الثاني والستون / ١١٨ ـ ١٩٩ / ط الغري سنة ١٣٥٦ هجرية للعلاّمة إمام الحرمين ومفتي العراقيين محدّث الشام وصدر الحفاظ أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي الشافعي المتوفى سنة ٦٥٨ هجرية ، أخرج بسنده المعنعن المتصل بجابر ابن عبد الله الأنصاري أنه قال : كنا عند النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) فأقبل علي بن أبي طالب ، فقال النبي (ص) «قد اتاكم اخي ثم التفت الى الكعبة فضربها بيده ثم قال : والذي نفسي بيده إنّ هذا

__________________

كانت أحوج إليك منك إليها.]

قال : وأخرج السّلفي في الطيوريات عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال [سألت أبي عن عليّ ومعاوية؟ فقال : اعلم أنّ عليا كان كثير الأعداء. ففتّش له أعداؤه شيئا فلم يجدوه. فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله ـ وهو معاوية ـ فأطروه كيدا منهم له!!]

ونعم ما قال المرحوم العلاّمة الكبير والأديب النحرير والشاعر الشهير المرحوم السيد رضا الهندي في القصيدة الكوثرية :

[قاسوك ـ أبا حسن ـ بسواك

وهل بالطّود يقاس الذّر

أنّى ساووك بمن ناووك

وهل ساووا نعلي قنبر!!]

نعم والله

(فأين الحصى من نجوم السماء

وأين معاوية من عليّ؟)

٨٤٦

وشيعته هم الفائزون يوم القيامة. ثم إنّه أولكم إيمانا ، وأوفاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرعيّة وأقسمكم بالسويّة وأعظمكم عند الله مزيّة».

قال : ونزلت( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (١) .

__________________

أقول : ورأيت في بعض الكتب ، أنّه قيل للخليل النحوي : ما رأيك في علي بن أبي طالب عليه‌السلام؟

فقال «ما أقول في حق رجل أخفى الأحباء فضائله من خوف الأعداء ، وسعى أعداؤه في إخفائها من الحسد والبغضاء ، وظهر من فضائله مع ذلك كله ما ملأ المشرق والمغرب.]

وفي أمالي الشيخ الطوسي (قدس‌سره ) :

... قال : حدثني يونس بن حبيب النحوي ـ وكان عثمانيّا ـ قال [قلت للخليل بن أحمد : أريد أن أسألك عن مسألة ، فتكتمها عليّ؟

قال [الخليل] : إنّ قولك يدل على أنّ الجواب أغلظ من السؤال ، فتكتمه أنت أيضا؟ قال : قلت : نعم ، أيام حياتك. قال : سل!

قال : قلت : ما بال أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كأنهم بنو أمّ واحدة وعليّ بن أبي طالب من بينهم كأنه ابن علّة؟ [أي الضّرة].

قال : من أين لك هذا السؤال؟

قال : قلت : وعدتني الجواب.

قال : وقد ضمنت الكتمان.

قال : قلت : أيام حياتك.

فقال [الخليل] : إن عليا عليه‌السلام تقدّمهم إسلاما ، وفاقهم علما ، وبذّهم شرفا ، ورجحهم زهدا ، وطالهم جهادا. فحسدوه ، والناس إلى أشكالهم وأشباههم أميل منهم إلى من بان منهم ، فاقهم]. ـ انتهى ـ. «المترجم»

(١) سورة البيّنة ، الآية ٧.

٨٤٧

قال : وكان أصحاب محمّد (ص) إذا أقبل عليّعليه‌السلام قالوا : قد جاء خير البريّة.

ثم قال العلاّمة الكنجي : هكذا رواه محدث الشام في كتابه ـ تاريخ ابن عساكر ـ بطرق شتّى ، وذكرها محدث العراق ومؤرّخها ـ وأظنه يقصد الخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد ـ رواها عن زر عن عبد الله عن عليّ قال : قال رسول الله (ص) «من لم يقل علي خير الناس فقد كفر».

وفي رواية له عن حذيفة قال : سمعت النبي (ص) يقول «علي خير البشر ، من أبى فقد كفر». هكذا رواه الحافظ الدمشقي في كتاب التاريخ عن الخطيب الحافظ ، وزاد في رواية له عن جابر قال : قال رسول الله (ص) «علي خير البشر فمن أبى فقد كفر». وفي رواية محدث الشام عن سالم عن جابر ، قال : سئل عن عليّعليه‌السلام ؟ فقال : [ذاك خير البريّة لا يبغضه إلاّ كافر] وفي رواية لعائشة عن عطا قال : سألت عائشة عن عليّ؟ فقالت [ذاك خير البشر لا يشك فيه إلاّ كافر].

قال العلامة الكنجي : هكذا ذكره الحافظ ابن عساكر في ترجمة عليّعليه‌السلام في تاريخه في المجلد الخمسين ، لأنّ كتابه مائة مجلّد فذكر منها ثلاث مجلّدات في مناقبه(١) عليه‌السلام . «انتهى كلامه».

__________________

(١) لم ينفرد العلاّمة الكنجي الشافعي بهذا الإخراج والبيان ، وإنما أخرج جمع كثير من أعيان العلماء وأعلام المحدثين والمفسرين.

أما بالنسبة إلى الآية الكريمة وأنّ المقصود من ( أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) البينة : ٧ ، فقد قالوا : هم عليّ وشيعته ومحبوه. هكذا رواه سبط ابن الجوزي في كتاب تذكرة

٨٤٨

__________________

الخواص / ٢٧ ط مؤسسة أهل البيت بيروت ، عن مجاهد. وروى آخرون بطرق شتّى عن النبي (ص) أنه قال «عليّ وشيعته خير البرية». أو أنه (ص) خاطب عليّا فقال «أنت وشيعتك خير البرية». أو بعبارات اخرى رواها القوم منهم : موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب ، والحاكم أبو إسحاق الحسكاني في شواهد التنزيل ، والعلاّمة الطبري في تفسيره : ج ٣ / ١٤٦ ، ط الميمنية بمصر ، وابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمة / ١٥٠ ، وجلال الدين السيوطي في تفسيره المسمّى بالدر المنثور : ج ٦ / ٣٧٩ ط مصر ، والصواعق المحرقة / ٩٦ ، ط الميمنية بمصر / الآية الحادية عشر / ، والكشفي الترمذي في المناقب المرتضوية / ٤٧ ط بمبئي ، والعلاّمة الشوكاني في فتح القدير : ج ٥ / ٤٦٤ ط مصطفى الحلبي بمصر ، والعلاّمة الآلوسي في تفسيره روح المعاني : ج ٣٠ / ٢٠٧ / ط المنيرية بمصر ، والعلاّمة الشبلنجي في نور الابصار ، والقندوزي في ينابيع المودّة / ٣٦١ طبع المكتبة الحيدريّة.

وأمّا الحديث الذي انتشر وصدر عن لسان محمد (ص) سيد البشر ، واشتهر بين المحدثين واصحاب الرواية والخبر «علي خير البشر فمن ابى فقد كفر». فقد أخرجه جمع من أعلام أهل السنة وعلماء العامّة منهم : ابن مردويه في كتابه المناقب بسند يرفعه إلى حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله (ص) «عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر». وأخرج الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد : ج ٧ / ٤٢١ ، ط السعادة بمصر / بإسناده إلى جابر قال : قال رسول الله (ص) «عليّ خير البشر فمن امترى فقد كفر». وأخرجه أيضا الحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب : ج ٩ / ٤١٩ ط حيدرآباد وروى الحمويني في فرائد السمطين بإسناده إلى عبد الله بن علي بن ضيغم عن النبي (ص) «من لم يقل عليّ خير البشر فقد كفر».

وأخرج الفخر الرازي في «نهاية العقول في دراية الأصول» عن ابن مسعود عن

٨٤٩

__________________

رسول الله (ص) «عليّ خير البشر ، من أبى فقد كفر».

وأخرج المتقي حسام الدين الهندي في كنز العمال : ج ٦ / ١٥٦ ط حيدرآباد عن ابن عباس عن النبي (ص) «علي خير البشر». وفيها أيضا «علي خير البشر ، من شكّ فيه كفر». وفي كنز العمال المطبوع بهامش المسند : ج ٥ / ٣٥ ط حيدرآباد : «علي خبر البشر فمن أبى فقد كفر». قال رواه عن جابر ، وروى عن الخطيب عن ابن عباس : من لم يقل : «عليّ خير الناس فقد كفر».

وفي كنوز الحقائق للمناوي / ٩٨ ط بولاق بمصر / عن النبي (ص) «عليّ خير البشر ، من شك فيه كفر». وفيها «عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر».

والهمداني الشافعي في مودة القربى / المودّة الثالثة : عن جابر عن النبي (ص) «عليّ خير البشر ، من شك فيه فقد كفر». وعن حذيفة «عليّ خير البشر ومن أبى فقد كفر».

واعلم أنّ عليا عليه‌السلام خير البشر بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقد روي عنه عليه‌السلام «أنا عبد من عبيد محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

وقد روي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معنى علي خير البشر بتعبير آخر :

ففي لسان الميزان : ج ٦ / ٧٨ ط حيدرآباد / روى العسقلاني عن أبي بكر قال : سمعت رسول الله (ص) يقول «عليّ خير من طلعت عليه الشمس وغربت بعدي».

وفي رواية : «علي خير من يمشي على الأرض بعدي». وفي مناقب الموفق بن أحمد الخوارزمي / ٦٧ ط تبريز / بإسناده عن سلمان عن النبي (ص) «أنّ أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب عليه‌السلام ». وفي نظم درر السمطين للعلامة الزرندي الحنفي / ٩٨ ط مطبعة القضاء / عن النبي (ص) «عليّ يقضي ديني ، وينجز موعدي ، وخير من أخلف بعدي من أهلي». وفي كتاب المواقف : ج ٢ / ٦١٥ ط الآستانة / تأليف القاضي عضد الدين : روى عن النبي (ص) «أخي ووزيري وخير

٨٥٠

حبّ عليّ إيمان وبغضه كفر ونفاق

وذكر ابن الصبّاغ المالكي في كتابه الفصول المهمّة نقلا عن كتاب «الآل» لابن خالويه عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال لعليّ : حبّك إيمان وبغضك نفاق وأول من يدخل الجنة محبّك وأول من يدخل النار مبغضك.

وروى العلاّمة الهمداني في كتابه مودّة القربى / المودّة الثالثة ، وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين ، عن رسول الله (ص) قال : لا يحب عليا إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ كافر. وفي رواية اخرى

__________________

من أتركه بعدي علي بن أبي طالب». وفي المناقب المرتضوية / ١١٧ ، ط بمبئي للكشفي الترمذي / روى عن النبي (ص) «أنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي علي بن أبي طالب». رواه عن أنس بن مالك ، وروى في صفحة ٩٦ رواية بالمعنى آخرها «وخير من أخلفت بعدي علي بن أبي طالب». وقال : إنه روي عن سلمان وأنس في كتاب هداية السعداء وقال : رواه أبو بكر بن مردويه في المناقب.

وفي مناقب الخوارزمي / ٦٦ ، ط تبريز ، وفي لسان الميزان : ج ١ / ١٧٥ ، ط حيدرآباد ، وفي فتح البيان للعلاّمة حسن خان الحنفي : ج ١٠ / ٣٢٣ ، ط مصر ، بإسنادهم إلى أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) «علي خير البرية». وبحكم الله وحكم العقل : خير البريّة لا يولّى أحد عليه ، وخير البشر هو وليّ البشر وإمامهم ما دام حيّا.

«المترجم»

٨٥١

خاطب عليّاعليه‌السلام فقال «لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق(١) ».

__________________

(١) ورد هذا المعنى «حبّ عليّ إيمان وبغضه نفاق». بعبارات شتّى وعن طرق كثيرة أخرجها المحدثون الكرام والعلماء الأعلام من أهل السنّة في مسانيدهم وكتبهم منهم : الإمام أحمد في المسند : ج ٦ / ١٩٢ ط الميمنية بمصر ، عن أم سلمة سلام الله عليها ، والعلاّمة البيهقي في كتاب المحاسن والمساوي / ٤١ ، ط بيروت / عن أم سلمة أيضا ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص / ٣٥ ، ط مؤسسة أهل البيت بيروت / قال : وأخرج الترمذي عن أم سلمة عن النبي (ص) قال «لا يحبّ عليّا إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق». حديث حسن صحيح.

والمحب الطبري في الرياض النضرة : ج ٢ / ٢١٤ ، ط مكتبة الخانجي بمصر وفي ذخائر العقبى / ٩١ ، ط مكتبة القدسي بمصر / رواه عن أم سلمة ، والحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال : ج ٢ / ٥٣ ، ط القاهرة / عن أم سلمة وابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية : ج ٧ / ٣٥٤ ، ط مصر / عن أم سلمة والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح / ٥٦٤ ، ط دهلي / عن أم سلمة والحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : ج ٧ / ٥٧ ، ط البهية بمصر / وفي تهذيب التهذيب : ج ٨ / ٤٥٦ ، ط حيدرآباد / رواه عن أم سلمة ، وروى عنها أيضا ، الشيخ عبد القادر الخيراني في سعد الشموس والأقمار / ٢١٠ ، ط التقدم بالقاهرة ، والعلاّمة النبهاني في الفتح الكبير : ج ٣ / ٣٥٥ ، والعلوي الحضرمي في القول الفصل : ج ١ / ٦٣ ، ط جاوة ، والعلاّمة الأمر تسري في أرجح المطالب / ٥١٢ و ٥٢٣ ، ط لاهور وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج ٩ / ١٧٢ ، ط دار إحياء التراث العربي قال : خطب النبي (ص) يوم الجمعة فقال : «.. أيها الناس! أوصيكم بحب ذي قرباها ، أخي وابن عمي عليّ ابن أبي طالب ، لا يحبه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق ، من أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني عذبه الله بالنار». قال رواه أحمد رضي‌الله‌عنه في كتاب فضائل علي عليه‌السلام ، وهو أخرجه بإسناده عن عبد الله بن حنطب عن أبيه ورواه عنه العلاّمة سبط ابن الجوزي في التذكرة / ٣٥ ، ط مؤسسة أهل

٨٥٢

__________________

البيت / بيروت ، والعلاّمة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى ٩١ / ، ط مكتبة القدسي ، وفي الرياض النضرة : ج ٢ / ٢١٤ ط مصر ، والحافظ الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة / ٢٥٢ ، ط المطبعة الحيدرية ، والعلامة الأمر تسري في أرجح المطالب / ٤١ و ٥١٣ و ٤٢٨ ط لاهور.

وفي رواية عن الإمام علي عليه‌السلام قال «عهد إليّ النبي (ص) أنّه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلاّ مناف». ، رواه أحمد بن حنبل في المسند : ١ / ٨٤ ، ط مصر ، وفي صحيح مسلم : ج ١ / ٦٠ ، ط محمد علي صبيح بمصر / بإسناده إلى الإمام عليّ عليه‌السلام قال «والذي فلق الحبة وبرأ النسة إنّه لعهد النبي الأميّ (ص) إليّ أن لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق». ورواه الحافظ ابن ماجه في سنن المصطفى : ج ١ / ٥٥ ، ط المطبعة التازية بمصر ، والحافظ الترمذي في صحيحه : ج ١٣ / ١٧٧ ، ط الصاوي بمصر ، والنسائي في الخصائص ٢٧ / ط التقدّم بمصر ، والحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم في علل الحديث : ج ٢ / ٤٠٠ ط السلفية بمصر ، والحاكم في معرفة الحديث / ١٨٠ ط القاهرة والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء : ج ٤ / ١٨٥ ، ط السعادة بمصر ، رواه بإسناده عن الإمام عليّ عليه‌السلام وقال : هذا حديث صحيح متفق عليه ، وروا عنه عليه‌السلام ، الحافظ البيهقي في السنن : ج ٢ / ٢٧١ ، ط الميمنية بمصر والخطيب البغدادي في تاريخه : ج ٢ / ٢٥٥ ، ط السعادة بمصر ، ورواه عن طريق آخر أيضا عنه عليه‌السلام في ج ٨ / ٤١٨ ، وعن طريق ثالث في ج ١٤ / ٤٢٦ ورواه عن طريق رابع عنه عليه‌السلام في كتابه موضح الجمع والتفريق / ٤٦٨ ط حيدرآباد ، ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب : ج ٢ / ٤٦١ ط حيدرآباد ، والقاضي محمد بن أبي يعلى في طبقات الحنابلة : ج ١ / ٣٢٠ ط القاهرة ، والعلاّمة البغوي في مصابيح السنّة : ج ١ / ٢٠١ ط الخيريّة بمصر ، والخطيب الموفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب : ج ٢٢٨ ، ط تبريز / روى بإسناده

٨٥٣

__________________

إلى الإمام عليعليه‌السلام قال «قال لي رسول الله (ص) : لا يحبك إلاّ مؤمن تقيّ ولا يبغضك إلاّ فاجر رديّ». والحافظ ابن الجوزي في صفة الصفوة : ج ١ / ١٢١ ط حيدرآباد ، وابن الأثير الجزري في جامع الأصول : ج ٩ / ٤٧٣ ط السنّة المحمدية بمصر ، وفي أسد الغابة : ج ٤ / ٢٦ ط مصر ، والعلاّمة سبط ابن الجوزي في التذكرة / ٣٥ ، ط مؤسسة أهل البيت بيروت ، والشيخ محي الدين الدمشقي في الأذكار / ٣٥٥ ط القاهرة ، ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى / ٩١ ، ط القدسي بمصر ، وفي الرياض النضرة : ج ٢ / ٢١٤ ، ط مصر ، والعلاّمة محمد بن مكرم الافريقي في لسان العرب : ج ٣ / مادّة عهد / وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين ، وابن تيمية الحرّاني في منهاج السنّة : ج ٣ / ١٧ ، ط القاهرة ، وعلاء الدين الخازن في تفسيره : ج ٢ / ١٨٠ ، ط مصر ، والعلاّمة الذهبي في دول الإسلام : ج ٢ / ٢٠ ، ط حيدرآباد ، وفي ميزان الاعتدال : ج ١ / ٣٣٤ ، ط القاهرة ، وهو أيضا في تاريخ الاسلام : ج ٢ / ١٨٩ ط مصر ، والعلاّمة الزرندي في نظم درر السمطين / ١٠٢ ط مطبعة القضاء ، والحافظ ابن كثير في البداية والنهاية : ج ٧ / ٣٥٤ ط مصر ، والحافظ أبو زرعة في طرح التثريب في شرح التقريب : ج ١ / ٨٦ ، ط جمعية النشر بمصر ، والعلاّمة الشيخ تقي الحلبي في نزهة الناظرين / ٣٩ ط الميمنيّة بمصر ، وابن حجر العسقلاني في فتح الباري : ج ٧ / ٥٧ ، وفي لسان الميزان :ج ٢ / ٤٤٦ ، ط حيدرآباد ، وفي الدرر الكامنة : ج ٤ ص ٣٠٨ ، ط حيدرآباد ، رواه بطرق شتى عن الإمام عليّ ٧. وجلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء / ٦٦ ، ط الميمنية بمصر ، والمتقي الهندي في كنز العمال المطبوع بهامش المسند : ج ٥ / ٣ وابن حجر المكي في الصواعق / ٧٣ / ط الميمنيّة بمصر ، والشيخ أحمد بن يوسف الدمشقي في أخبار الدول وآثار الأول / ١٠٢ ط بغداد ، والعلاّمة المناوي في كنوز الحقائق / ٤٦ ، ط بولاق بمصر ، وفي صفحة ١٩٢ و ٢٠٣ من نفس الطبعة ،

٨٥٤

__________________

والعلاّمة عبد الغني النابلسي في ذخائر المواريث : ج ٣ / ١٥ ، والشيخ محمد الصبّان في إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار / ١٧٣ ، ورواه آخرون مثل النبهاني في الشرف المؤبّد لآل محمد ، والشيخ أحمد البناء في بدائع المنن ، والشيخ محمد العربي في إتحاف ذوي النجابة ، ورواه كثير غير من ذكرنا ، وروى العلاّمة العدوى الحمزاوي في مشارق الأنوار / ١٢٢ ، طبع مصر عن عبد الله بن عباس عن النبي (ص) «حب عليّ إيمان وبغضه كفر».

وروى الطحاوي في مشكل الآثار : ج ١ / ٤٨ ، ط حيدرآباد ، حديثا مسندا إلى عمران بن حصين عن النبي (ص) قال في عليّ «لا يبغضه إلاّ منافق».

وروى عنه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد : ج ٩ / ١٣٣ ط مكتبة القدسي بالقاهرة : قال النبي (ص) لعلي : «لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق». وقال : رواه الطبراني في الأوسط ، والقاضي ابن عياض رواه أيضا في كتابه الشفاء بتعريف حقوق المصطفى : ج ٢ / ٤١ ومثله في تذكرة الحفاظ : ج ١ / ١٠ ، ط حيدرآباد ، ومثله في «نقد عين الميزان» للعلاّمة بهجت الدمشقي / ١٤ ، ط مطبعة القيمرية ، والعلاّمة التونسي الكافي في السيف اليماني المسلول / ٤٩.

وروى جماعة بإسنادهم عن النبي (ص) : «من مات وفي قلبه بغض لعليّ رضي‌الله‌عنه ، فليمت يهوديّا أو نصرانيا». رواه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال : ج ٣ / ٢٣٦ ، ط حيدرآباد ، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان : ج ٤ / ٢٥١ وج ٣ / ٩٠ ط حيدرآباد والعلاّمة الأمر تسري في أرجح المطالب / ١١٩ ، ط لاهور ، أو رووا بمعناه. وأخرج القندوزي في ينابيع المودّة / ٢٥٢ ط المطبعة الحيدرية : عن جابر قال [ما كنا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم عليا] قال : أخرجه أحمد وأخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري ما هو معناه أيضا.

وفي صحيح الترمذي : ج ١٣ / ١٦٨ ط الصاوي بمصر ، عن أبي سعيد الخدري قال [إنّا كنا لنعرف المنافقين ببغضهم عليّ بن أبي طالب] ورواه عن أبي سعيد

٨٥٥

__________________

جماعة منهم : أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء : ج ٦ / ٢٩٤ طبع مصر ، والخطيب البغدادي في تاريخه : ج ١٣ / ١٥٣ ط السعادة بمصر ، والحافظ رزين بن معاوية العبدري في الجمع بين الصحاح نقلا من سنن أبي داود بإسناده إلى أبي سعيد الخدري. والعلاّمة ابن الأثير الجزري في جامع الأصول : ج ٩ / ٤٧٣ ط المحمدية بمصر ، وفي أسد الغابة : ج ٤ / ٢٩ طبع مصر ، والعلاّمة النووي في تهذيب الأسماء واللغات / ٢٤٨ ، ط الميمنية بمصر ، والعلاّمة الزرندي في نظم درر السمطين / ١٠٢ ، ط مطبعة القضاء ، والعلاّمة الذهبي في تاريخ الإسلام :ج ٢ / ١٩٨ طبع مصر ، والعلاّمة السيوطي في تاريخ الخلفاء / ١٧٠ ط السعادة بمصر ، وابن حجر المكي في الصواعق / ٧٣ ، ط الميمنية بمصر ، والمتقي الهندي في كنز العمال : ج ٦ / ١٥٢ ، والشيخ محمد الصبّان في إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار / ١٧٤ ، ط مصر ، والشيخ عبد القادر الخيراني في سعد الشموس والأقمار / ٢١٠ ط التقدم بالقاهرة ، والعلوي الحضرمي في القول الفصل / ٤٤٨ ط جاوا ، والأمر تسري في أرجح المطالب / ٥١٣ طبع لاهور ، والشيخ محمد العربي في إتحاف ذوي النجابة / ١٥٤ ، طبع مصطفى الحلبي بمصر ، كلهم أخرجوا رواية أبي سعيد الخدري ، وروى جمع من أعلام المحدثين بإسنادهم عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال أيضا مثل قول أبي سعيد وهذا نصّه :[ما كنا نعرف منافقينا ـ معشر الأنصار ـ إلاّ ببغضهم عليّا.]

رواه الإمام أحمد في المناقب / ١٧١ ، والخطيب البغدادي في كتابه موضح أوهام الجمع والتفريق : ج ١ / ٤١ ، ط حيدرآباد والحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب : ج ٢ / ٤٦٤ ط حيدرآباد ، والخطيب موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب / ٢٣١ ، طبع تبريز ، والمحب الطبري في ذخائر العقبى / ٩١ ، ط القدسي بمصر ، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد : ج ٩ / ١٣٢ ط القدسي بمصر ، وقال : رواه الطبراني في الأوسط والبزّار مع تغيير في العبارة ورواه العلامة السيوطي في تاريخ الخلفاء

٨٥٦

وروى محمد بن طلحة في مطالب السّئول ، وابن الصباغ المالكي في الفصول عن الترمذي والنسائي عن أبي سعيد الخدري أنه قال [ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (ص) إلاّ ببغضهم عليا.]

الشيخ عبد السلام : هكذا أحاديث نبويّة صدرت أيضا في حقّ الشيخين أبي بكر وعمر ، وما كانت خاصّة بسيدنا عليّ كرّم الله وجهه!!

قلت : لو كان يحضر في بالك شيء من تلك الأحاديث ، فبيّنها حتى ينكشف واقع الأمر للحاضرين.

الشيخ عبد السّلام : روى عبد الرحمن بن مالك بسنده عن جابر عن النبي (ص) قال [لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق!!]

__________________

/ ٦٦ ، ط الميمنية بمصر ، والعلوي الحضرمي في القول الفصل : ج ١ / ٤٤٨ ، ط جاوة ، وفي أرجح المطالب / ٥١٣ ، طبع لاهور ، والعلاّمة الآلوسي في تفسير روح المعاني : ج ٢ / ١٧ ، ط المنيريّة بمصر ، جاء فيه : ذكروا من علامات النفاق بغض عليّ كرّم الله وجهه فقد أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال [ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (ص) إلاّ ببغضهم علي بن أبي طالب.]

أقول : كل ذي إيمان وذي وجدان وانصاف إذا نظر إلى هذه الروايات والعبارات وكثرتها في كتب أهل العلم والحديث من أهل السنّة وممن لا يشك في عدم انحيازهم إلى علي بن أبي طالب بل يميلون إلى الجهة الأخرى ، يتيقّن بصدور هذا المعنى مرارا من فم النبي المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيما نقلنا في الباب تمام الحجة وفصل الخطاب لمن أراد الحق والصّواب ، والسلام على من اتبع الهدى وسلك سبيل الواحد الوهّاب.

«المترجم»

٨٥٧

قلت : لقد أثار بيانك تعجبي! وكأنّك نسيت قرارنا في المجلس الأول على أن لا نستدل في احتجاجنا بالأحاديث غير المعتبرة لدى الخصم ، بل يجب أن تأتي بالشاهد وتستدل عليّ بالأحاديث المقبولة عندنا ، وهذا الحديث مردود وغير معتبر عندنا.

الشيخ عبد السلام : أظن بأنكم عزمتم أن لا تقبلوا منّا حتى رواية واحدة في فضل الشيخين!

قلت : لقد بيّنت قبل هذا : أننا أبناء الدليل حيثما مال نميل ، وأمّا ظنّك فباطل ولا يغني من الحق شيئا ، لأنّي ما قبلت روايتك لا لكونها في فضل الشيخين ، بل لأنّ الراوي متهم بالجعل والكذب حتى عند علمائكم كالخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد وغيره من الأعلام المشتهرين في علم الرواية والدراية قالوا فيه ذلك عند ترجمته ، وهذا العلاّمة الذهبي المعتمد عليه في هذا الفن ، فقد قال في ترجمة عبد الرحمن بن مالك في ميزان الاعتدال ج ١٠ / ٢٣٦ / قال : هو كذّاب أفّاك وضّاع لا يشك فيه أحد.

فأنصفوا بعد ما سمعتم هذا التصريح في راوي الحديث ، هل يطمئن قلبكم وتسمح نفسكم أن تقبلوا رواياته؟!

ثم فكّروا أين حديث هذا الكذّاب الأفّاك الوضّاع من حديث جابر ، وسلمان ، وأبي سعيد ، وابن عباس ، وأبي ذر الصادق المصدّق ، فقد روى جماعة من الأعلام منهم : العلاّمة السيوطي في الجامع الكبير : ج ٦ / ٣٩٠ ، والمحب الطبري في الرياض النضرة ج ٢ / ٢١٥ ، وفي جامع الترمذي ج ٢ / ٢٩٩ ، وابن عبد البر في الاستيعاب ج ٣ / ٤٦ ، وأبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ج ٦ / ٢٩٥ ،

٨٥٨

والعلاّمة محمد بن طلحة في مطالب السئول / ١٧ ، وابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمة صفحة ١٢٦ ، كلهم رووا عن أبي ذر الغفاريرحمه‌الله تعالى بعبارات مختلفة والمعنى واحد قال [ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (ص) إلاّ بثلاث : بتكذيبهم الله ورسوله ، والتخلف عن الصلاة ، وبغضهم علي بن أبي طالبعليه‌السلام .]

ونقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج ٤ / ٨٣ / ط دار إحياء التراث العربي / نقل عن الشيخ أبي القاسم البلخي أنه قال : وقد اتفقت الأخبار الصحيحة التي لا ريب فيها عند المحدثين ؛ على أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال «لا يبغضك إلاّ منافق ولا يحبّك إلاّ مؤمن». وروى حبّة العرنيّ عن عليّعليه‌السلام أنّه قال «إنّ الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق كلّ مؤمن على حبّي ، وميثاق كل منافق على بغضي ، فلو ضربت وجه المؤمن بالسيف ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا على المنافق ما أحبّني».

وروى عبد الكريم بن هلال عن أسلم المكيّ عن أبي الطفيل ، قال : سمعت علياعليه‌السلام وهو يقول «لو ضربت خياشيم المؤمن بالسيف ما أبغضني ، ولو نثرت على المنافق ذهبا وفضّة ما أحبني ، إنّ الله أخذ ميثاق المؤمنين بحبّي ، وميثاق المنافقين ببغضي فلا يبغضني مؤمن ولا يحبّني منافق أبدا».

قال الشيخ أبو القاسم البلخي : وقد روى كثير من أرباب الحديث عن جماعة من الصحابة قالوا [ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (ص) إلاّ ببغض عليّ بن أبي طالب]. والأخبار من هذا القبيل كثيرة جدا في كتبكم واكتفينا بما نقلنا رعاية الاختصار.

والآن بعد استماعكم لهذه الروايات ، فكّروا وأنصفوا ..! أما

٨٥٩

كان خروج عائشة على أمير المؤمنين وقتالها لهعليه‌السلام قتالا لرسول الله وخروجا عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ أما كان حرب عائشة مع الإمام عليّعليه‌السلام ناشئا عن بغضها له وينبئ عن عدائها لهعليه‌السلام ؟ وقد بيّن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما ذكرنا أن بغض عليّ بن أبي طالب وعداؤه كفر ونفاق.

فلا أدرى بما ذا وكيف تفسّرون خروج عائشة على الامام عليّعليه‌السلام ؟؟ وبما ذا تعذّرونها في القتال والحرب. مع وجود هذه الأخبار المعتبرة؟!

فكّروا في هذا الأمر وانظروا بغضّ النظر عن الحب والبغض والرضا والسخط ، بل انظروا نظر تحقيق وانصاف! وأظهروا رأيكم بعيدين عن التعصب والاختلاف. وقبل أن تبدوا رأيكم اسمحوا لي أن أنقل لكم حديثا روته أم المؤمنين عائشة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتذكّرته الآن ، وهو كما في كتاب مودّة القربى للعلاّمة الهمداني الشافعي / المودة الثالثة / قالت : قال رسول الله (ص) «إنّ الله قد عهد إليّ من خرج على عليّ فهو كافر في النار». قيل : لم خرجت عليه؟!

قالت : قد نسيت هذا الحديث يوم الجمل حتى ذكرته بالبصرة ، وأنا استغفر الله!!

الشيخ عبد السلام : إنّني أتعجّب من اعتراضك على أم المؤمنين عائشة بعد ما علمت أنّها كانت ناسية لكلام النبي (ص) وحديثه ، ولمّا تذكّرت استغفرت ربّها ، والله خير الغافرين.

قلت : يمكن أن نقول بأنّها يوم الجمل نسيت هذا الحديث ، ولكنكم تعلمون أنّها من حين تحركها من مكة وخروجها على أمير المؤمنين نصحتها سائر زوجات رسول الله (ص) ومنعنها من الخروج ، وذكّرنها بفضائل الإمام عليعليه‌السلام ، وما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حقه بأنّ

٨٦٠