وبعدها قال الإمام الصادقعليهالسلام
: إنّك إن فعلت ذلك فتكون قد أدّيت شكر النعم التي وافتك في ذلك اليوم.
٦ ـ عن أمير المؤمنينعليهالسلام
في أحاديثه القصار والمليئة بالمعاني الجميلة ، فيقول :
«شُكرُ النِّعمَةِ أَمانٌ مِنْ تَحلِيلِها وَكَفِيلٌ بِتأييدِها»
.
٧ ـ وقالعليهالسلام
في حديث آخر :«شَرُّ النّاسِ مَنْ لا يَشكُرُ النِّعمَةَ وَلا يرعى الحُرُمَةَ»
.
والأحاديث في هذا المجال كثيرة جدّاً ولا يسعها هذا المختصر وما ذكر سابقاً هو نزر يسير منها.
الشكر في سيرة المعصومينعليهمالسلام
:
نحن نعلم أنّ احدى أشكال الحديث ، هو فعل وتقرير المعصوم ، وكما أنّ قوله يوضّح ويبيّن لنا معالم الدين ومعارفه ، فكذلك بعمله وسكوته في المواقع والمواضع التربوية المختلفة ، سيرسم لنا معالم الطريق الصحيح للأحكام والمعارف والأخلاق خصوصاً في مجال الشكر ، والأمثلة عليه كثيرة :
١ ـ قال الإمام الباقرعليهالسلام
:«كَانَ رَسُولُ اللهِ
صلىاللهعليهوآله
عِندَ عائِشة لَيلَتها فَقالَتْ : يا رَسُولَ اللهِ لِمَ تَتعَب نَفسَكَ وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ ما تَقَدمَ مِنْ ذَنبِكَ وَما تأَخرَ؟ فَقَالَ : يا عائِشة أَلا أَكُونَ عَبدَاً شَكُوراً؟»
.
ومنه يتبيّن أن الدافع لعبادة الأولياء هو الشكر ، ونقلت هذه الجملة كثيراً عن الرسول الأكرمصلىاللهعليهوآله
في أحاديثه المختلفة ، وهي«أَفلا أَكُنْ عَبدَاً شَكُوراً».
٢ ـ في حديث عن هشام بن الأحمر أنّه قال :«كُنتُ أَسِيرُ مَعَ أَبي الحَسن
عليهالسلام
(الكاظم) فِي بَعضِ أَطرافِ المَدِينةِ إذ ثَنّى رِجلَهُ عَن دابَّتِهِ فَخَرَّ ساجِداً ، فَأَطالَ وَطالَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَرَكَبَ دابَّتَهُ فَقُلتُ : جُعلتُ فداك قَد أَطلتَ السُّجُودَ؟ فَقالَ :
__________________