اصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه الجزء ٢
0%
مؤلف: الدكتور الشيخ محمّد هادي الأميني
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 376
مؤلف: الدكتور الشيخ محمّد هادي الأميني
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 376
النّساء
١٣٦٨ ـ آمنة بنت الشريد
كانت فصيحة اللسان ، حاضرة الجواب ، من شيعة عليّ بن أبي طالب ، ومناصريه ، أسمعت معاوية بن أبي سفيان في محاورتها معه كلاما قارصا ، وجوابا لاذعا. وذلك أنّه لما قتل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بعث معاوية في طلب شيعته فكان في من طلب عمرو بن الحمق الخزاعي ، فراغ منه. فأرسل إلى امرأته آمنة فحبسها في سجن دمشق سنتين. ثم إنّ عبد الرحمن بن الحكم ، ظفر بعمرو في بعض الجزيرة فقتله وبعث برأسه إلى معاوية. وهو أوّل رأس حمل في الإسلام. فلما أتى معاوية الرسول بالرأس بعث به إلى آمنة في السجن ، وقال للحرسي : احفظ ما تتكلم به حتى تؤديه إليّ واطرح الرأس في حجرها. ففعل هذا ، فارتاعت له ساعة ثم وضعت يدها على رأسها ، وقالت : وا حزناه لصغره في دار هوان ، وضيق من ضيمه سلطان ، نفيتموه عنّي طويلا ، وأهديتموه إليّ قتيلا ، فأهلا وسهلا بمن كنت له غير قالية ، وأنا له اليوم غير ناسية ، ارجع به أيّها الرسول إلى معاوية فقل له : ولا تطوه دونه.
أيتم الله ولدك ، وأوحش منك أهلك ، ولا غفر لك ذنبك.
فرجع الرسول إلى معاوية فأخبره بما قالت. فأرسل إليها فأتته وعنده نفر فيهم ، إياس بن حسل ، أخو مالك بن حسل ، وكان في شدقيه نتوء عن فيه لعظم كان في لسانه ، وثقل إذا تكلم. فقال لها معاوية : أأنت يا عدوة الله صاحبة الكلام الذي بلغني به؟ قالت : نعم غير نازعة عنه ، ولا معتذرة منه ولا منكرة له ، فلعمري لقد اجتهدت في الدعاء ، إن نفع الاجتهاد ، وإنّ
الحق لمن وراء العباد ، وما بلغت شيئا من جزائك ، وإنّ الله بالنقمة من ورائك.
فأعرض عنها معاوية فقال إياس : اقتل هذه يا أمير المؤمنين؟ فو الله ما كان زوجها أحق بالقتل منها. فالتفتت إليه فلما رأته ناتئ الشدقين ، ثقيل اللسان ، قالت : تبا لك ويلك بين لحييك كجثمان الضفدع ، ثم أنت تدعوه إلى قتلي كما قتل زوجي بالأمس ، إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين؟
فضحك معاوية ثم قال : لله درك اخرجي ثم لا أسمع بك في شيء من الشام. قالت : وأبي لأخرجن ثم لا تسمع لي في شيء من الشام ، فما الشام لي بحبيب ولا اعرج فيها على حميم ، وما هي لي بوطن ، ولا أحن فيها إلى سكن ، ولقد هظم فيها ديني ، وما قرت فيها عيني ، وما أنا فيها إليك بعائدة ، ولا حيث كنت بحامدة.
فأشار إليها ببنانه اخرجي. فخرجت وهي تقول : وا عجبا لمعاوية يكف عني لسانه ، ويشير إلى الخروج ببنانه ، أما والله ليعارضنه عمرو بكلام مؤيد شديد ، أوجع من نوافذ الحديد ، أو ما أنا بابنة الشريد. فخرجت وتلقاها الأسود الهلالي ، وكان رجلا أسود أصلع أسلع أصعل ، فسمعها وهي تقول ، فقال : لمن تعني هذه؟ الأمير المؤمنين تعني ، عليها لعنة الله؟ فالتفتت إليه فلما رأته قالت خزيا لك وجدعا ، أتلعنني واللعنة بين جنبيك ، وما بين قرنيك إلى قدميك. اخسأ يا هامة الصعل ، ووجه الجعل ، فأذلل بك نصيرا ، وأقلل بك ظهيرا.
فبهت الأسلع ينظر إليها ثم سأل عنها ، فأخبر فأقبل إليها معتذرا خوفا من لسانها. فقالت : قد قبلت عذرك وإن تعد أعد ، ثم لا استقيل ولا أراقب فيك. فبلغ ذلك معاوية ، فقال زعمت يا أسلع أنّك لا تواقف من يغلبك أما علمت إن حرارة المتبول ليست بمخالسة نوافذ الكلام عند مواقف الخصام ، أفلا تركت كلامها قبل البصبصة منها والاعتذار إليها. قال : إي والله يا أمير
المؤمنين ، لم أكن أرى شيئا من النساء يبلغ من معاضيل الكلام ما بلغت هذه المرأة حالستها فإذا هي تحمل قلبا شديدا ، ولسانا حديدا ، وجوابا عتيدا ، وهالتني رعبا واوسعتني سبا. ثم التفت معاوية إلى عبيد بن أوس ، فقال : ابعث لها ما تقطع به عنا لسانها ، وتقضي به ما ذكرت من دينها وتخف به إلى بلادها ، وقال : اللهم اكفني شر لسانها.
فلما أتاها الرسول بما أمر به معاوية ، قالت : يا عجبى لمعاوية يقتل زوجي ، ويبعث إليّ بالجوائز فليت أبي كرب سد عني حره صله خذ من الرضعة ما عليها. فأخذت ذلك وخرجت تريد الجزيرة ، فمرت بحمص فقتلها الطاعون. فبلغ ذلك الأسلع فأقبل إلى معاوية كالمبشر له فقال له : أفرخ روعك يا أمير المؤمنين ، قد استجيبت دعوتك في ابنة الشريد ، وقد كفيت شرّ لسانها. قال : وكيف ذلك؟ قال : مرت بحمص فقتلها الطاعون. فقال له معاوية : فنفسك فبشّر بما أحببت فإنّ موتها لم يكن على أحد أروح منه عليك ، ولعمري ما انتصفت منها حين أفرغت عليك شؤبوبا وبيلا. فقال الأسلع : ما أصابني من حرارة لسانها شيء إلّا وقد أصابك مثله أو أشد منه.
أعلام النساء ١ / ١١. الأعلام ١ / ١٨. أعيان الشيعة ٥ / ٢٩ ط ٢. البداية والنهاية ٨ / ٤٨. بلاغات النساء / ٥٩.
١٣٦٩ ـ أروى بنت الحارث بن عبد المطلب القرشية توفيت حدود ٥٠ ه.
من ربات البلاغة والبيان ، وكانت أغلظ الوافدات على معاوية بن أبي سفيان خطابا. عاشت إلى زمنه وكان مقامها بالمدينة. وفدت عليه إلى دمشق ، وهي عجوز كبيرة ، فلما رآها معاوية ، قال : مرحبا بك يا عمة ، قالت : كيف أنت يا ابن أخي لقد كفرت بعدي بالنعمة ، وأسأت لابن عمك الصحبة ، وتسميت بغير اسمك ، وأخذت غير حقّك ، بغير بلاء كان منك ، ولا من آبائك في الإسلام ، ولقد كفرتم بما جاء محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأتعس الله منكم الجدود ، وأصعر منكم الخدود ، حتّى ردّ الله الحق إلى أهله ، وكانت
كلمة الله هي العليا ، ونبينا محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو المنصور على من ناواه ، ولو كره المشركون.
فكنا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظا ونصيبا وقدرا ، حتّى قبض الله نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مغفورا ذنبه مرفوعا درجته ، شريفا عند الله ، مرضيا ، فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون ، يذبحون أبناءهم ، ويستحيون نساءهم ، وصار ابن عمّ سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى ، حيث يقول : يا ابن أم القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني. ولم يجمع بعد رسول الله صلّى الله عليه وو سلّم لنا شمل ، ولم يسهل لنا وعر ، وغايتنا الجنة ، وغايتكم النار.
قال عمرو بن العاص : أيتها العجوز الضالة ، أقصري من قولك وغضّي من طرفك ، قالت : ومن أنت لا أم لك؟ قال : عمرو بن العاص. قالت : يا ابن اللخناء النابغة أتكلّمني ، أربع على ظلعك ، وأعن بشأن نفسك ، فو الله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها ، ولا كريم منصبها ، ولقد ادعاك ستة من قريش كله يزعم أنّه أبوك ، ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة ، مع كل عبد عاهر فأثم بهم فإنّك بهم أشبه. فقال مروان بن الحكم : أيتها العجوز الضالة ، ساخ بصرك مع ذهاب عقلك فلا تجوز شهادتك ، قالت : يا بني أتتكلم فو الله لأنت إلى سفيان بن الحارث بن كلدة أشبه منك بالحكم ، وإنّك لشبهة في زرقة عينيك وحمرة شعرك ، مع قصر قامته ، وظاهر دمامته ، ولقد رأيت الحكم ماد القامة ظاهر الأمة سبط الشعر ، وما بينكما من قرابة إلا كقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرب ، فاسأل أمك عما ذكرت لك ، فإنّها تخبرك بشأن أبيك إن صدقت.
ثم التفتت إلى معاوية فقالت : والله ما عرضني لهؤلاء غيرك ، وإنّ أمك هند القائلة في يوم أحد ، في قتل حمزة رحمة الله عليه :
نحن جزيناكم بيوم بدر |
والحرب يوم الحرب ذات سعر |
|
ما كان عن عتبة لي من صبر |
أبي وعمي وأخي وصهري |
شفيت وحشي غليل صدري |
شفيت نفسي وقضيت نذري |
|
فشكر وحشي علي عمري |
حتى تغيب أعظمي في قبري |
فأجبتها :
يا بنت رقاع عظيم الكفر |
خزيت في بدر وغير بدر |
|
صبّحك الله قبيل الفجر |
بالهاشميين الطوال الزهر |
|
بكل قطاع ، حسام يفري |
حمزة ليثي ، وعليّ صقري |
|
إذ رام شبيب وأبوك غدري |
أعطيت وحشي ضمير الصدر |
|
هتك وحشي حجاب الستر |
ما للبغايا بعدها من فخر |
فقال معاوية ، لمروان ، وعمرو : ويلكما أنتما عرضتماني لها ، وأسمعتماني ما أكره. ثم قال لها : يا عمة اقصدي قصد حاجتك ، ودعي عنك أساطير النساء ، قالت : تأمر لي بألفي دينار ، وألفي دينار ، وألفي دينار. قال : ما تصنعين يا عمة بألفي دينار؟ قالت : أشتري بها عينا خرخارة في أرض خوارة ، تكون لولد الحارث بن عبد المطلب ، قال : نعم الموضع وضعتها. فما تصنعين بألفي دينار؟ قالت : أزوج بها فتيان عبد المطلب من أكفائهم. قال : نعم الموضع وضعتها. فما تصنعين بألفي دينار؟ قالت : أستعين بها على عسر المدينة وزيارة بيت الله الحرام. قال : نعم الموضع وضعتها هي لك نعم وكرامة. ثم قال : أما والله لو كان عليّ ما أمر لك بها. قالت : صدقت إنّ عليا أدى الأمانة ، وعمل بأمر الله ، وأخذ به ، وأنت ضيعت أمانتك ، وخنت الله في ماله ، فأعطيت مال الله من لا يستحقه ، وقد فرض الله في كتابه الحقوق لأهلها ، وبيّنها فلم تأخذ بها ، ودعانا عليّ إلى أخذ حقنا الذي فرض الله لنا ، فشغل بحربك عن وضع الأمور مواضعها ، وما سألتك مالك شيئا فتمنّ به ، إنّما سألتك حقنا ولا نرى أخذ شيء غير حقنا ، أتذكر عليا فضّ الله فاك ، وأجهد بلاءك ، ثم علا بكاؤها وقالت :
ألا يا عين ويحك أسعدينا |
ألا وأبكي أمير المؤمنينا |
|
رزينا خير من ركب المطايا |
وفارسها ومن ركب السفينا |
ومن لبس النعال أو احتذاها |
ومن قرأ المثاني والمئينا |
|
إذا استقبلت وجه أبي حسين |
رأيت البدر راع الناظرينا |
|
ولا والله لا أنسى عليا |
وحسن صلاته في الراكعينا |
|
أفي الشهر الحرام فجمعتمونا |
بخير الناس طرّا أجمعينا |
فأمر معاوية لها بستة آلاف دينار. وقال لها : يا عمة أنفقي هذه فيما تحبين ، فإذا احتجت فاكتبي إلى ابن أخيك ، يحسن صفدك ومعونتك إن شاء الله.
وفي رواية ، قال لها معاوية : عفا الله عما سلف يا خالة ، هات حاجتك. قالت : مالي إليك حاجة وخرجت عنه. فقال معاوية لأصحابه : والله لو كلمها من في مجلسي جميعا لأجابت كل واحد بغير ما تجيب به الآخر ، وإنّ نساء بني هاشم لأفصح من رجال غيرهم. وعادت إلى المدينة.
الاستيعاب ٤ / ٢٢٤. أسد الغابة ٤ / ٣٩٠. الإصابة ٤ / ٢٢٧. الأعلام ١ / ٢٧٩. أعلام النساء ١ / ٢٨. أعيان الشيعة ١٠ / ٣٠٢ ط ٢. بلاغات النساء / ٢٧. جمهرة أنساب العرب / ١٦٤. الدر المنثور / ٢٥. شاعرات العرب / ٣. الطبقات الكبرى ٥ / ٤٥٣. العقد الفريد ١ / ٣٠٢ و ٥ / ٥. الغدير ٢ / ١٢١ و ١٠ / ١٦٧. الكامل في التأريخ ٢ / ٧٤.
١٣٧٠ ـ أسماء بنت عميس بن معد بن تيم بن الحارث بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن نسور بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن اقتل وهو جماع خثعم المتوفية حدود ٤٠ ه.
صحابية محدّثة صادقة من المهاجرات السابقات إلى الإسلام. وهي إحدى النساء العشر اللواتي سماهنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الأخوات المؤمنات ، وهي أخت ميمونة زوج النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش. بايعت أسماء وهاجرت مع زوجها جعفر إلى الحبشة وفي عام خيبر قتل جعفر فتزوجها أبو بكر ولما توفي عنها تزوجها عليّ
ابن أبي طالب (عليه السلام) وكانت أسماء وهي عند أبي بكر تتشيع لعليّ (عليه السلام) وتواليه وتخبره ببعض ما يجري من الأسرار. اختصت بالبيت الطاهر (عليه السلام) وأصبحت موضع ثقة الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام) وحضرت وفاتها وأعانت عليّا (عليه السلام) على غسلها ولم تدع أحدا يدخل عليها من أمهات المؤمنين ولا غيرهنّ سواها. روت عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعن عليّ (عليه السلام) ، وروى عنها خلق من الصحابة منهم عمر بن الخطاب ، وأبو موسى الأشعري ، وابنها عبد الله ، وعبد الله ابن عباس ، والقاسم بن محمد ، وعبد الله بن شداد ، وعروة بن الزبير ، وابن المسيب وغيرهم. وكان عمر يسألها عن تفسير المنام ونقل عنها أشياء من ذلك ومن غيره.
ويقال : إنّها لما بلغها قتل ولدها محمد بمصر قامت إلى مسجد بيتها وكظمت غيظها حتّى شخبت ثدياها دما وماتت حدود عام ٤٠ ه. ولها في كتب المناقب والفضائل أحاديث وأخبار وافرة ، تجدها في المراجع التالية.
الاستيعاب ٤ / ٢٣٤. أسد الغابة ٥ / ٣٩٥. الإصابة ٤ / ٢٣١. الأعلام ١ / ٣٠٠. أعلام النساء ١ / ٥٧. أعيان الشيعة ١١ / ١٦٤. تحفة الأحباب / ٤٢. تذكرة الخواص / ١٨٩. تنقيح المقال ٣ / ٦٩ ـ فصل النساء ـ تهذيب التهذيب ١٢ / ٣٩٨. جامع الرواة ٢ / ٤٥٥. جمهرة أنساب العرب / ٣٨ ، ٦٨ ، ٣٩٠ ، ٣٩١. الدرجات الرفيعة / ٧٦. رجال الشيخ الطوسي / ٣٤. رجال الكشى / ٦٣ ، ٦٤. شذرات الذهب ١ / ١٥ ، ٤٨. شرح ابن أبي الحديد ٦ / ٥٣ ، ٨٨ ، ١٦١ و ٩ / ٢٤٣ و ١٢ / ١٨٤ و ١٣ / ٣١ ـ ٣٣ و ١٥ / ٧٠ و ١٦ / ١٤٢ و ١٩ / ١٣٣. الطبقات الكبرى ٢ / ١٢٢ ، ٢٣٥ ، ٢٣٦ ، ٢٧٢. العقد الفريد ٣ / ٣٠٣ و ٥ / ١٥ و ٧ / ٢٦٤. عمدة الطالب / ٣٦. الغارات ١ / ٢٨٧ ، ٢٨٨ ، ٢٨٩ و ٢ / ٦٩٤ ، ٧٥٧. الغدير ١ / ١٧ ، ١٩٩ ، ٣٩٤ و ٣ / ١١٦ ، ١٢٨ ، ١٣٢ ـ ٢٢١ و ٦ / ٣٣٣ و ٧ / ٢٢٧ ، ٣١٠. الكامل في التاريخ ٢ / ٢٣٨ ، ٢٩١ ، ٣٢١ ، ٣٤١ ، ٤١٩ و ٣ / ٣٩٧. لسان الميزان ٧ / ٥٢٢. مجمع الرجال ٧ / ١٧١. معجم رجال الحديث ٢٣ / ١٧١. مقاتل الطالبيين / ١١. مناقب ابن شهرا شوب ٣ / ٣٠٤. النهاية في غريب الحديث ١ / ١٤ و ٢ / ٣٨٧ ، ٤٤٠ و ٣ / ٥٢ ، ٤٤٦ و ٤ / ٣٤٢ و ٥ / ٩٥ ، ١٨٩. وفيات الأعيان ٢ / ٦٥ ، ٦٩. هدى الساري / ٢٢٠.
١٣٧١ ـ أم البراء بنت صفوان بن هلال
شاعرة ، ذات لسان فصيح ، ومنطق مبين ، اشتركت في صفين ، وحثت على قتال معاوية بن أبي سفيان. استأذنت عليه يوما فأذن لها فدخلت في ثلاثة دروع تسحبها ، قد كارت على رأسها كورا كهيئة المنسف ، فسلمت ثم جلست ، فقال : كيف أنت يا بنت صفوان ، قالت : بخير يا أمير المؤمنين ، قال : فكيف حالك؟ قالت : ضعفت بعد جلد وكسلت بعد نشاط ، قال : سيان بينك اليوم ، وحين تقولين :
يا عمرو دونك صارما ذا رونق |
غضب المهزة ليس بالخوار |
|
أسرج جوادك مسرعا ومشمرا |
للحرب غير معرّد لفرار |
|
أجب الإمام ودبّ تحت لوائه |
وافر العدوّ بصارم بتّار |
|
يا ليتني أصبحت ليس بعورة |
فأذبّ عنه عساكر الفجار |
قالت : قد كان ذاك يا أمير المؤمنين ، ومثلك عفا ، والله تعالى يقول : عفا الله عما سلف. قال : هيهات أما إنّه لو عاد لعدت ولكن اخترم دونك ، فكيف قولك حين قتل؟ قالت : نسيته يا أمير المؤمنين ، فقال بعض جلسائه ، هو الله حين تقول يا أمير المؤمنين :
يا للرجال لعظم هول مصيبة |
فدحت فليس مصابها بالهازل |
|
الشمس كاسفة لفقد إمامنا |
خير الخلائق والإمام العادل |
|
يا خير من ركب المطيّ ومن مشى |
فوق التراب لمحتف أو ناعل |
|
حاشا النبي لقد هددت قواءنا |
فالحق أصبح خاضعا للباطل |
فقال معاوية : قاتلك الله يا بنت صفوان ، ما تركت لقائل مقالا ، اذكري حاجتك ، قالت : هيهات بعد هذا ، والله لا سألتك شيئا ، ثم قامت فعثرت فقالت : تعس شانئ عليّ. فقال : يا بنت صفوان ، زعمت أن لا ، قالت : هو ما علمت ، فلما كان الغد بعث إليها بكسوة فاخرة ، ودراهم كثيرة ، وقال : إذا أنا ضيعت الحلم فمن يحفظه؟.
أعلام النساء ١ / ١٢٢. بلاغات النساء / ٧٥. شاعرات العرب / ٢٩. منتهى المقال / ٣٦٦.
١٣٧٢ ـ أمّ الحسن النخعية
محدّثة. لها روايات في باب المكاسب ، من كتب الفقه. روى عنها أبو زهرة. وفي بعض المراجع ، أم الحسن ، وأنّهما اثنين ، والصواب أنّها واحدة. قالت : مرّ بي أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال : أي شيء تصنعين يا أم الحسن؟ قلت : أغزل ، فقال : أما إنّه أحلّ الكسب ـ أو من أحلّ الكسب ـ.
أصول الكافي (الفروع) ٥ / ٣١١. تنقيح المقال ٣ / ٧١ ـ فصل النساء ـ. جامع الرواة ٢ / ٤٥٥. معجم رجال الحديث ٢٣ / ١٧٥.
١٣٧٣ ـ أم حكيم بنت عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن خائف بن الأوقص بن مرّة بن هلال الخولية
فاضلة محدّثة ذكرها الشيخ الطوسي رحمة الله عليه في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام).
أعيان الشيعة ٣ / ٤٧٦. تنقيح المقال ٣ / ٧٠. جامع الرواة ٢ / ٤٥٥. رجال الشيخ الطوسي / ٦٦. مجمع الرجال ٧ / ١٨٠. معجم رجال الحديث ٢٣ / ١٧٦. نقد الرجال / ٤١٢.
١٣٧٤ ـ أم خداش
راوية من روايات الحديث. روى عنها سلمان التيمي ، وفي رواية سلمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر البصري. ذكره ابن حبان في الثقات. مات في البصرة سنة ١٤٣ ه وهو ابن ٩٧ سنة ، وكان من عباد أهل البصرة وصالحيهم ثقة واتقانا وحفظا.
أعلام النساء ١ / ٣١٨. تهذيب التهذيب ٤ / ٢٠١. الطبقات الكبرى ٨ / ٤٨٥.
١٣٧٥ ـ أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية
تابعية من أهل الكوفة ، معروفة بالذكاء والفصاحة والبلاغة. رأت
أصحاب النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وانضمت إلى شيعة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وحضرت معه حرب صفّين. وكانت على جمل أرمك وقد احيط حولها حواء ، وبيدها سوط منتشر الظفرة ، وهي كالفحل تخطب وتحرض الجيوش على القتال ، وتدعو الأنصار والمهاجرين على الصبر والمثابرة والجهاد.
أعلام النساء ١ / ٣٨٩. أعيان الشيعة ٣ / ٤٧٦. بلاغات النساء / ٣٦. الدر المنثور / ٥٧. العقد الفريد ١ / ٣٠٠ ، ٣٠٢. الغدير ٣ / ٢١ و ٩ / ٣٧١ و ١٠ / ٢٩٩.
١٣٧٦ ـ أم ذريح العبدية
شاعرة ، موالية لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، حضرت يوم الجمل ، وكانت تداوي الجرحى. وأظنّها أم ذريح بن عباد ، الثائر على عثمان ، والساعين إلى قتله. قالت : ولما فعلت عائشة من السب المبرح ، وحصب أصحاب أمير المؤمنين ، قال (عليه السلام) : وما رميت إذ رميت ولكن الشيطان رمى ، وليعودنّ وبالك عليك إن شاء الله. أنشدت :
عائش إن جئت لتهزمينا |
وتنشري البر لتغلبينا |
|
وتقذفي بالحصبات فينا |
تصادفي ضربا وتنكرينا |
|
بالمشرفيات إذا غزينا |
نسفك من دمائكم ماشينا |
الجمل أو النصرة في حرب البصرة / ١٨٦. شرح ابن أبي الحديد ٩ / ١١٢.
١٣٧٧ ـ أم رعلة القشيرية
من ربات الفصاحة والبلاغة. وشاعرة وفدت على النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقالت : السلام عليك يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، ورحمة الله وبركاته. أنا من ذوات الخدور ، ومحل ازر البعول ، ومربيات الأولاد ، وممهدات المهاد ، ولا حظ لنا في الجيش الأعظم فعلمنا شيئا يقربنا إلى الله عزّ وجلّ ، فقال لها النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : عليكن بذكر الله عزّ وجلّ آناء الليل وأطراف النهار ، وغض البصر ، وخفض الصوت. ثم رجعت إلى قومها ، وأقبلت بعد وفاة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ووفاة السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) إلى
المدينة ، وتوجهت نحو أمير المؤمنين (عليه السلام) فحزنت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وعلى ابنته فاطمة (عليها السلام) ، حزنا شديدا ، وأخذت بالحسن والحسين ، تطوف بهما أزقة المدينة وهي تبكي بكاء مرا وترثيها برثاء مؤلم منه :
يا دار فاطمة المعمور ساحتها |
هيجت لي حزنا حييت من دار |
فهاجت المدينة لمأتمها ، فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وأهلها يبكون.
أسد الغابة ٥ / ٥٨٢. الإصابة ٤ / ٤٤٩. أعلام النساء ١ / ٤٥١. أعيان الشيعة ٣ / ٤٧٨.
١٣٧٨ ـ أم موسى
كوفية تابعية ، ثقة صالحة. وهي سرية أمير المؤمنين (عليه السلام). حديثها مستقيم. يقال : إنّ اسمها : فاختة ، وقيل : حبيبة. راوية من راويات الحديث. أخرج حديثها البخاري في الأدب المفرد ، والنسائي وابن ماجة القزويني ، ولها أحاديث في السنن والصحاح. روى عنها مغيرة بن مقسم الضبي المتوفى سنة ١٣٦ ، ١٣٤ ، ١٣٣ ، ١٣٢ ه.
أعيان الشيعة ٣ / ٤٨٨. أعلام النساء ٥ / ١٢٢. تقريب التهذيب ٢ / ٦٢٥. تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٨١. رجال البرقي / ٦١. الغدير ٩ / ١٣٩ و ١١ / ١١. لسان الميزان ٧ / ٥٣٤. ميزان الاعتدال ٤ / ٦١٤.
١٣٧٩ ـ أم الهيثم بنت الأسود النخعية
تابعية ، وشاعرة فاضلة ، واشتهرت بالكنية ، واختلفت كلمات أصحاب التراجم في اسم أبيها. ولما قتل عبد الرحمن بن ملجم ، استوهبت أم الهيثم جثته من الإمام الحسن (عليه السلام) لتتولى إحراقها فوهبها لها فأحرقتها بالنار. ورثت أمير المؤمنين (عليه السلام) بقصيدة مطلعها ، قولها :
ألا يا عين ويحك أسعدينا |
ألا تبكي أمير المؤمنينا |
وفي رواية أم الهيثم بنت العريان النخعية ، وأم الهيثم النخعية.
أعيان الشيعة ٣ / ٤٨٨. أسد الغابة ٤ / ٣٩. الاستيعاب ٣ / ٦٦. شرح ابن أبي الحديد ٦ / ١٢٥. الكامل في التأريخ ٤ / ٣١٠. مقاتل الطالبيين / ٢٧.
١٣٨٠ ـ أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف القرشية العبشمية توفيت
محدّثة. أمها زينب بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأبوها أبو العاص ابن أخت خديجة بنت خويلد. ولدت على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهي التي أوصت فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتزوّج بها بعد وفاتها ، وقالت : إنّها تكون لولدي مثلي ، فتزوجها عليّ (عليه السلام) بعد وفاة الزهراء (عليها السلام) ، وكانت فاطمة خالتها ، ولذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : أربعة ليس إلى فراقهنّ سبيل ، وعدّ منهنّ أمامة ، وقال : أوصت بها فاطمة. ولما قتل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، وآمت منه أمامة قالت أم الهيثم النخعية :
أشاب ذوائبي وأذل ركني |
أمامة حين فارقت القرينا |
|
تطيف بها لحاجتها إليه |
فلما استيأست رفعت رنينا |
وكان عليّ (عليه السلام). قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أن يتزوّج أمامة بنت أبي العاص بن الربيع زوجته بعده ، لأنّه خاف أن يتزوّجها معاوية فتزوّجها المغيرة وهلكت عنده. روت عنها العقيلة فاطمة بنت عليّ (عليه السلام).
أسد الغابة ٥ / ٤٠٠. الاستيعاب ٤ / ٢٤٤. الإصابة ٤ / ٢٣٦. أعلام النساء ١ / ٧٧. أعيان الشيعة ١٢ / ٢٩٥. تنقيح المقال ٣ / ٦٩. فصل النساء. جمهرة أنساب العرب / ١٦. الدرّ المنثور / ٦٥. شرح ابن أبي الحديد ١٥ / ٢٦٥. الطبقات الكبرى ٨ / ٢٣٢. الكامل في التأريخ ٢ / ٤٠١ و ٣ / ٣٩٧. معجم رجال الحديث ٢٣ / ١٨١. منتهى المقال / ٣٦٥.
١٣٨١ ـ بكارة الهلالية
كانت من نساء العرب الموصوفات بالشجاعة والإقدام ، والفصاحة والشعر ، والنثر والخطابة. وكانت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في حرب صفّين ، فخطبت بها خطبا حماسية ، حضت بها القوم على أن يخوضوا غمارات الحرب ، بدون خوف ولا وجل. وفدت على معاوية بن أبي سفيان بعد أن كبرت وتقدم سنّها ، ودق عظمها ، ومعها خادمان لها ، وهي متكئة عليها وبيدها عكاز ، فسلمت على معاوية بالخلافة. فأحسن عليها الرد وأذن لها الجلوس. وكان عنده مروان بن الحكم. وعمرو بن العاص. فابتدأ مروان فقال : أما تعرف هذه يا أمير المؤمنين؟ قال : ومن هي؟ قال : هي التي كانت تعين علينا يوم صفّين ، وهي القائلة :
يا زيد دونك فاستشر من دارنا |
سيفا حساما في التراب دفينا |
|
قد كان مذخورا لكل عظيمة |
فاليوم أبرزه الزمان مصونا |
فقال عمرو بن العاص : وهي القائلة يا أمير المؤمنين :
أترى ابن هند للخلافة مالكا |
هيهات ذاك وما أراد بعيد |
|
منّتك نفسك في الخلاء ضلالة |
أغراك عمرو للشقا وسعيد |
|
فارجع بأنكد طائر بنحوسها |
لاقت عليّا أسعد وسعود |
فقال سعيد : يا أمير المؤمنين وهي القائلة :
لقد كنت آمل أن أموت ولا أرى |
فوق المنابر من أمية خاطبا |
|
فالله أخر مدّتي فتطاولت |
حتّى رأيت من الزمان عجائبا |
|
في كل يوم لا يزال خطيبهم |
وسط الجموع لآل أحمد عائبا |
ثم سكت القوم ، فقالت بكارة : نبحتني كلابك يا أمير المؤمنين ، واعتورتني ، فقصر محجني ، وكثر عجبي ، وغشى بصري ، وأنا والله قائلة ما قالوا ، لا أرفع ذلك بتكذيب فامضي لشأنك فلا خير في العيش بعد أمير المؤمنين. فقال معاوية : إنّه لا يضيعك شيء فاذكري حاجتك تقضى.
فقضى حوائجها وردها إلى بلدها.
أعلام النساء ١ / ١٣٧. أعيان الشيعة ١٤ / ٦٠ ط ٢. بلاغات النساء / ٣٤. الدر المنثور / ٩٩. شاعرات العرب / ٣٥.
١٣٨٢ ـ جرداء بنت سمير الكوفية
محدّثة موالية ، كانت مخلصة في محبتها لأمير المؤمنين (عليه السلام). وهي زوجة هرثمة بن سليم. قال : غزونا مع عليّ بن أبي طالب غزوة صفين ، فلما نزلنا بكربلاء صلّى بنا صلاة فلما سلم رقى إليه من تربتها فشمّها ، ثم قال : واها لك أيّتها التربة ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب. فلما رجع هرثمة من غزوته إلى امرأته جرداء ، وكانت من شيعة عليّ قال لها زوجها : ألا أعجبك من صديقك أبي الحسن؟ لما نزلنا كربلاء رفع إليه من تربتها فشمّها ، وقال : واها لك يا تربة ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب ، وما علّمه بالغيب؟ فقالت : دعنا منك أيّها الرجل ، فإنّ أمير المؤمنين لم يقل إلّا حقا.
قال هرثمة : فلما بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين بن عليّ ، وأصحابه ، كنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم فلما انتهيت إلى القوم ، وحسين وأصحابه ، عرفت المنزل الذي بنا عليّ فيه والبقعة التي رفع إليه من ترابها ، والقول الذي قاله ، فكرهت مسيري فأقبلت على فرسي حتّى وقفت على الحسين فسلّمت عليه ، وحدّثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل. فقال الحسين : معنا أنت أو علينا؟ فقلت : يا ابن رسول الله لا معك ولا عليك. تركت أهلي وولدي أخاف عليهم من ابن زياد. فقال الحسين : فولّ هربا حتّى لا ترى لنا مقتلا فو الذي نفس محمد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا ، إلّا أدخله الله النار. فأقبلت في الأرض هاربا حتّى خفي عليّ مقتله ـ.
أعيان الشيعة ١٥ / ٢١٤. وقعة صفين / ١٤٠.
١٣٨٣ ـ جروة بنت مرّة بن غالب التميمية
من ربات الفصاحة ، والبلاغة ، والأدب ، والتشيع لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، وكانت مجاورة بمكة. جاء أنّ معاوية احتجم يوما بمكة فلما أمسى أرق أرقا شديدا ، فأرسل إلى جروة فلما دخلت عليه ، قال لها : مرحبا يا ابنة مرة أزعجناك ، قالت : إي والله طرقت في ساعة ما طرق فيها الطير في وكره ، فأرعب قلبي ، وأرعب صبياني ، وأفزع عشيرتي ، وتركت بعضهم يموج في بعض يتراجعون القول ، ويترددون الأمر ، ويرصدون الكلام خشية منك ، وخوفا عليّ. فقال : ليسكن روعك ، ويطيب قلبك فإنّ الأمر على خلاف ما ظننت ، إنّي احتجمت وقد أعقبني ذلك أرقا ، فأرسلت إليك لتحدّثيني عن قومك. قالت : عن أي قوم تسألني؟ قال : عن بني تميم. قالت : وتكلمت عن القبائل إلى أن قال لها معاوية ، لله أنت فما قولك في عليّ بن أبي طالب؟ قالت : جاز والله في الشرف حدا لا يوصف ، وغاية لا تعرف ، وبالله أسأل أمير المؤمنين إعفائي مما أتخوّف. قال : قد فعلت ، وأمر لها بضيعة نفيسة غلتها عشرة آلاف درهم.
أعلام النساء ١ / ١٩١. أعيان الشيعة ١٥ / ٢١٥. بلاغات النساء / ٧٣.
١٣٨٤ ـ جسرة بنت دجاجة العامرية الكوفية
ثقة تابعية. روت أيضا عن أبي ذر الغفاري. وأم سلمة. وعائشة. وروى عنها قدامة بن عبد الله العامري ، وأفلت بن خليفة ، وممدوح الهذلي. لها أحاديث في السنن.
أسد الغابة ٥ / ٤١٥. الإصابة ٤ / ٢٦٦. أعلام النساء ١ / ١٩٣. تقريب التهذيب ٢ / ٥٩٣. تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٠٦. الطبقات الكبرى ٨ / ٤٨٩. لسان الميزان ٧ / ٥٢٤.
١٣٨٥ ـ حبابة الوالبية الأسدية
محدّثة أدركت أمير المؤمنين (عليه السلام) وعاصرت الأئمة إلى زمن الإمام الرضا (عليه السلام) وأخذت عنهم جميعا. عاشت عمرا طويلا. وتعرف أيضا بصاحبة الحصاة. لها أحاديث في الإمامة. روى عنها جمع.
ماتت في عهد الإمام الرضا (عليه السلام) ، بعد لقائها إيّاه وكفنها بقميصه.
أعيان الشيعة ١٨ / ١١٤. أصول الكافي ١ / ٣٤٦. تحفة الأحباب / ٥١. تنقيح المقال ٣ / ٧٤ وفيه : بنت جعفر أم الندى. جامع الرواة ١ / ١٧٧ وج ٢ / ٤٥٦. رجال ابن داود / ٦٩. رجال الكشي / ١١٤. رجال الطوسي / ١٠٢. سفينة البحار ١ / ٢٠٥. قاموس المحيط ١ / ٥١. الكامل في التأريخ ٥ / ٩٩ ، ١٢٠ ـ ١٢١. مجمع الرجال ٧ / ١٧١. المشتبه ١ / ٢٠٦. مجمع الثقات / ٢٥٥. معجم رجال الحديث ٢٣ / ١٨٤. منتهى المقال / ١٧٤ ، ٣٦٦. المناقب ٤ / ٤٠. نقد الرجال / ٤١٣.
١٣٨٦ ـ حبيبة بنت شريق بن أبي خيثمة الأنصارية الهذيلية
راوية. ذكرها بعضهم في الصحابة. وقسم في ثقات التابعين. كما روت أيضا عن بديل بن ورقاء. روى عنها ابنها أبو عيسى مسعود بن الحكم.
أسد الغابة ٥ / ٤٢٣. الإصابة ٤ / ٢٧١. أعلام النساء ١ / ٢٤٠ وج ٥ / ٥٤ باسم : أم مسعود بن الحكم ، وكلتاهما واحدة. تقريب التهذيب ٢ / ٥٩٤. تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٠٨. الطبقات الكبرى ٥ / ٧٣.
١٣٨٧ ـ الدارمية الحجونية الكنانية
من ربات الفصاحة والمواليات. كانت امرأة سوداء كثيرة اللحم لما حج معاوية سنة من سنيه ، سأل عنها فأخبر بسلامتها فبعث إليها فجيء بها ، فقال لها : كيف حالك يا ابنة حام؟ قالت : بخير ولست لحام ، إنّما أنا امرأة من قريش ، من بني كنانة ثمت من بني أبيك ، قال : صدقت ، هل تعلمين لم بعثت إليك؟ قالت : لا يا سبحان الله ، وأنّى لي بعلم ما لم أعلم ، قال : بعثت إليك أن أسألك علام أحببت عليا (عليه السلام) وأبغضتيني ، وعلام واليتيه ، وعاديتيني؟ قالت : أو تعفيني من ذلك. قال : لا أعفيك ولذلك دعوتك ، قالت : فأما إذا أبيت فإنّي أحببت عليا (عليه السلام) على عدله في الرعية ، وقسمه بالسوية ، وأبغضتك على قتالك من هو أولى بالأمر منك ، وطلبك ما ليس لك.
وواليت عليا (عليه السلام) على ما عقد له رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من
الولاية ، وحب المساكين ، وإعظامه لأهل الدّين ، وعاديتك على سفك الدماء وشقك العصا. قال : صدقت ، فلذلك انتفخ بطنك ، وكبر ثديك ، وعظمت عجيزتك. قالت : يا هذا بهند (أم معاوية) والله يضرب المثل لا أنا ، قال معاوية : يا هذه لا تغضبي فإنّا لم نقل إلا خيرا ، إنّه إن انتفخ بطن المرأة تم خلق ولدها ، وإذا كبر ثديها حسن غذاء ولدها ، وإذا عظمت عجيزتها رزن مجلسها ، فرجعت المرأة.
فقال لها : هل رأيت عليا؟ قالت : إي والله لقد رأيته ، قال : كيف رأيته؟ قالت : لم ينفخه الملك ، ولم تصقله النعمة ، قال : فهل سمعت كلامه؟ قالت : نعم ، قال : فكيف سمعته؟ قالت : كان والله كلامه يجلوا لقلوب من العمى ، كما يجلوا الزيت صدأ الطست ، قال : صدقت هل لك من حاجة؟ قالت : وتفعل إذا سألت؟ قال : نعم ، قالت : تعطيني مائة ناقة حمراء فيها فحلها وراعيها ، قال : ما تصنعين بها؟ قالت : اغذو بألبانها الصغار ، وأستحني بها الكبار ، وأكتسب بها المكارم ، وأصلح بها بين عشار العرب ، قال : فإن أعطيتك هذا أحلّ منك محلّ عليّ (عليه السلام) قالت : يا سبحان الله أو دونه ، أو دونه أما والله لو كان عليا ما أعطاك شيئا قالت : إي والله ، ولا برة واحدة من مال المسلمين يعطيني؟
ثم أمر لها بما سألت.
أعيان الشيعة ٣٠ / ٤٧. بلاغات النساء / ٧٢. الدر المنثور / ١٨٩. العقد الفريد ١ / ٢٩٩.
١٣٨٨ ـ رائطة بنت حيان بن عمير بن ثامرة
محدّثة. من سبي الهوازن ، وهبها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فعلّمها شيئا من القرآن.
أسد الغابة ٥ / ٤٥١. الإصابة ٤ / ٢٩٩ وفيه : رائطة بنت حبان بن عنزة بن ناشزة.
١٣٨٩ ـ الزرقاء بنت عدي بن غالب بن قيس الكوفية.
من ربات الفصاحة ، والبلاغة ، والرأي. ناصرت أمير المؤمنين
(عليه السلام) يوم صفين. وركبت الجمل الأحمر ، ووقفت بين الصفّين وحرّضت على القتال ، وأسمعتهم خطبا بليغة. ولها محاورة لاذعة مع معاوية حين كتب إلى عامله في الكوفة ، أن أوفد إليّ الزرقاء ابنة عدي ، مع ثقة من محرمها ، وعدّة من فرسان قومها ، ومهد لها وطاء واسترها بستر حصيف.
أعلام النساء ٢ / ٣٢. أعيان الشيعة ٧ / ٦٠. بلاغات النساء / ٣٢. الدر المنثور / ٢٢١. العقد الفريد ١ / ٢٩٤ ، ٢٩٥.
١٣٩٠ ـ سودة بنت عمارة بن الأشتر الهمدانية
شاعرة من شواعر العرب ، ذات فصاحة وبيان وقدرة ، ومن نصيرات أمير المؤمنين (عليه السلام) والتي كانت تحض الرجال على القتال. وفدت على معاوية بن أبي سفيان ، فاستأذنت عليه. فأذن لها ، فلما دخلت عليه سلّمت فقال لها : كيف أنت يا ابنة الأشتر؟ قالت : بخير يا أمير المؤمنين ، قال لها : أنت القائلة لأبيك :
شمّر لفعل أبيك يا ابن عمارة |
يوم الطعان وملتقى الأقران |
|
وانصر عليّا ، والحسين ، ورهطه |
واقصد لهند وابنها بهوان |
|
إنّ الإمام أخا الإمام محمد |
علم الهدى ، ومنارة الإيمان |
|
فقد الجيوش وسر أمام لوائه |
قدما بأبيض صارم وسنان |
قالت : إي والله ، ما مثلي من رغب عن الحق ، أو اعتذر بالكذب. قال لها : فما حملك على ذلك؟ قالت : حب عليّ ، واتباع الحق. قال : فو الله ما أرى عليك من أثر عليّ شيئا. قالت يا أمير المؤمنين : مات الرأس وبتر الذنب ، فدع عنك تذكار ما قد نسي ، وإعادة ما مضى. قال : هيهات ما مثل مقام أخيك ينسى ، وما لقيت من قومك وأخيك. قالت : صدقت والله يا أمير المؤمنين ، ما كان أخي خفيّ المقام ، ذليل المكان ، ولكن كما قالت الخنساء :
وإنّ صخرا لتأتم الهداة به |
كأنّه علم في رأسه نار |
وبالله أسأل أمير المؤمنين ، إعفائي مما استعفيت منه. ثم أطرقت تبكي ، وأنشأت تقول :
صلّى الاله على جسم تضمّنه |
قبر فأصبح فيه العدل مدفونا |
|
قد حالف الحقّ لا يبغي به بدلا |
فصار بالحق والإيمان مقرونا |
قال معاوية : ومن ذلك؟ فقالت : عليّ بن أبي طالب.
أعلام النساء ٢ / ٢٧٠. أعيان الشيعة ٧ / ٣٢٤. بلاغات النساء / ٣٠. تنقيح المقال ٣ / ٨٠. جامع الرواة ٢ / ٤٥٨. الدر المنثور / ٢٥٣. رجال ابن داود / ٢٢٣. سفينة البحار ١ / ٦٧١. شاعرات العرب / ١٧٣. العقد الفريد ١ / ٢٩١.
١٣٩١ ـ سهية بنت عمير الشيبانية
راوية من راويات الحديث. كانت تسكن المدينة ، ثم انتقلت إلى البصرة لأنها كانت من أهل البصرة. لها أحاديث في السنن. تزوجها صيفي بن قسيل.
أعلام النساء ٢ / ٢٦٦. الطبقات الكبرى ٨ / ٤٧١.
١٣٩٢ ـ ضبعة بنت خزيمة (ذو الشهادتين) بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر توفيت
شاعرة موالية لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، وتعتبر من شواعر العرب. وحين قتل أبوها سنة ٣٧ ه في صفين ، رثته بقولها :
عين جودي على خزيمة بالدّ |
مع قتيل الأحزاب يوم الفرات |
|
قتلوا ذا الشهادتين عتوا |
أخذ الله منهم بالتراب |
|
قتلوه في فتية غير عزل |
يسرعون الركوب للدّعوات |
|
نصروا السيّد الموفّق ذا العدل |
ودانوا بذاك حتّى الممات |
|
لعن الله معشرا قتلوه |
ورماهم بالخزي والآفات |
أعلام النساء ٢ / ٣٥٦. أعيان الشيعة ٧ / ٣٩٢. شرح ابن أبي الحديد ٨ / ٤٢. وقعة صفين / ٣٦٥.
١٣٩٣ ـ عكرشة بنت الأطرش
من ربات الفصاحة ، والبلاغة والبيان ، وقوة الحجة. اشتركت في صفين ، وحثت الناس على قتال معاوية دخلت يوما على معاوية ، وبيدها عكاز في أسفله زج مسقى ، فسلمت عليه بالخلافة وجلست ، فقال لها معاوية :
يا عكرشة ألان صرت أمير المؤمنين؟ قالت : نعم إذ لا عليّ حي ، قال : ألست صاحبة الكور المسدول ، والوسيط المشدود ، والمتقلدة بحمائل السيف ، وأنت واقفة بين الصّفين ، يوم صفين تقولين : يا أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم ، إنّ الجنة دار لا يرحل عنها من قطنها ، ولا يحزن من سكنها ، فابتاعوها بدار لا يدوم نعيمها ، ولا تنصرم همومها ، كونوا قوما مستبصرين ، إنّ معاوية دلف إليكم بعجم العرب ، غلف القلوب ، لا يفقهون الإيمان ولا يدرون ما الحكمة ، دعاهم بالدنيا فأجابوه ، واستدعاهم إلى الباطل فلبوه ، فالله الله عباد الله في دين الله ، وإياكم والتواكل ، فإنّ في ذلك نقض عروة الإسلام ، وإطفاء نور الإيمان ، وذهاب السنة ، وإظهار الباطل ، هذه بدر الصغرى ، والعقبة الأخرى ، قاتلوا يا معشر الأنصار والمهاجرين ، على بصيرة من دينكم ، واصبروا على عزيمتكم ، فكأنّي غدا بكم وقد لقيتم أهل الشام كالحمر الناهقة ، والبغال الشحاجة ، تضفع ضفع البقر ، وتروث روث العتاق
فقال معاوية : فو الله لو لا قدر الله وما أحب أن يجعل لنا هذا الأمر ، لقد كان انكفأ عليّ العسكران ، فما حملك على ذلك؟ قالت : يا أمير المؤمنين إنّ الله قد رد صدقاتنا علينا ، ورد أموالنا فينا إلا بحقها ، وإنا فقدنا ذلك ، فما ينعش لنا فقير ، ولا يجبر لنا كسير ، فإن كان ذلك عن رأيك فما مثلك من استعان بالخونة ، واستعمل الظالمين.
قال معاوية : يا هذه إنّه تنوبنا أمور هي أولى بنا منكم ، من بحور تنبثق ، وثغور تنفتق ، قالت : يا سبحان الله ما فرض الله لنا فيه ضررا على غيرنا ، ما جعله لنا وهو علام الغيوب.