الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٥

الإصابة في تمييز الصحابة0%

الإصابة في تمييز الصحابة مؤلف:
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 721

الإصابة في تمييز الصحابة

مؤلف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف:

الصفحات: 721
المشاهدات: 305608
تحميل: 3332


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 721 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 305608 / تحميل: 3332
الحجم الحجم الحجم
الإصابة في تمييز الصحابة

الإصابة في تمييز الصحابة الجزء 5

مؤلف:
الناشر: دار الكتب العلميّة
العربية

قال البخاريّ ، وتبعه أبو حاتم : كان هاجر إلى النبي صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ، زاد أبو حاتم أنه كوفيّ. وقال البغويّ : سكن الكوفة ، وابتنى بها دارا ، وله عقب بالكوفة ، وأقطعه أرضا بالبحرين.

وقال ابن السّكن : له صحبة. وذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق ، وقال : نزل الكوفة ، روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : إنّ منكم رجالا نكلهم إلى إيمانهم ، منهم فرات بن حيان.

أخرجه أبو داود ، والبخاري في التاريخ ، وفيه قصة.

وروى عنه حارثة بن مضرّب ، وقيس بن زهير ، والحسن البصري ، وكان عينا لأبي سفيان في حروبه ، ثم أسلم فحسن إسلامه.

وقال المرزبانيّ : كان ممن هجا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم مدحه فقبل مدحه (١).

وقال ابن حبّان : كان من أهدى الناس بالطريق ، وأسند ابن السّكن من طريق صدقة بن أبي عمران ، عن أبي إسحاق ، عن عدي بن حاتم ـ أنّ فرات بن حيان أسلم ، وفقه في الدين ، وأقطعه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أرضا باليمامة تغلّ أربعة آلاف ومائتين.

وذكر سيف في الفتوح من طريق أحمد بن فرات بن حيان ، قال : خرج أبو هريرة ، وفرات بن حيان ، والرّجّال بن عنفوة من عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : «لضرس أحدهم في النار أعظم من أحد ، وإن معه لقفا غادر».

قال : فبلغنا ذلك ، فما آمنّا حتى صنع الرجّال ما صنع ، ثم قتل فخرّ أبو هريرة وفرات بن حيان ساجدين شكرا للهعزوجل .

قلت : وكان الرجّال ارتدّ وافتتن بمسيلمة ، وقتل معه كافرا.

وقال أبو العبّاس بن عقدة الحافظ : حدثنا محمد بن عبد الله بن عتبة ، حدثنا موسى بن زياد ، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان الأشهل ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرّب ، عن عليّ : أتي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بفرات بن حيان يوم الخندق ، وكان عينا للمشركين ، فأمر بقتله ، فقال : إني مسلم ، فقال : إن منكم من أتألّفهم على الإسلام وأكله إلى إيمانه ، منهم فرات بن حيان.

__________________

(١) في أ : مديحه.

الإصابة/ج٥/م١٨

٢٨١

ومضى له ذكر في ترجمة أويس القرني ، وله ذكر في ترجمة حنظلة بن الربيع.

٦٩٨١ ـ فراس : بن حابس التميمي (١) ، أخو الأقرع. وقيل اسم الأقرع أيضا فراس.

قال ابن إسحاق في «المغازي» : بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عيينة بن حصن بن حذيفة في سرية إلى بني العنبر ، فأصاب منهم رجالا ونساء ، فخرج منهم رجال من بني تميم حتى قدموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) [منهم الأقرع ، وفراس ابنا حابس فذكر القصة] (٣).

[وقال ابن عبد البرّ ، عن أنس : أظنه من بني العنبر قدم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في وفد بني تميم] (٤).

قلت : وليس هو من بني العنبر ، بل قدم بسببهم كما ذكر ابن إسحاق.

٦٩٨٢ ـ فراس : هو الأقرع التميمي ، [من بني تميم] (٥).

جزم بذلك المرزباني ، وقبله ابن دريد ، وتقدم ذلك في الألف.

٦٩٨٣ ـ فراس بن عمرو الكناني (٦)، ثم الليثي.

قال ابن حبّان : له صحبة ، وقال غيره : له رؤية ، ولأبيه صحبة.

وروى الباوردي ، وابن مندة ، من طريق أبي (٧) يحيى التيمي ـ وهو إسماعيل بن يحيى أحد الكذابين ، قال : حدثني يوسف (٨) بن هارون ، عن أبي الطفيل ـ أن رجلا من بني ليث يقال له فراس بن عمرو أصابه صداع شديد ، فذهب به أبوه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فشكا إليه الصداع الّذي به ، فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فراسا فأجلسه بين يديه ، وأخذ جلدة ما بين عينيه فمدّها ، فنبتت في موضع أصابعه من جبين فراس شعرة ، فذهب عنه الصداع ، فلم يصدع ، زاد الباوردي في روايته : قال أبو الطّفيل : فأراد أن

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٠٧) ، الاستيعاب ت (٢١١٤).

(٢) في أ : وسلم في وفد بني تميم.

(٣) سقط في أ.

(٤) سقط في أ.

(٥) سقط في أ.

(٦) أسد الغابة ت (٤٢٠٩) ، الثقات ٣ / ٣٣٢ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٥.

(٧) في أ : ابن.

(٨) في أ : سيف.

٢٨٢

يخرج مع الخوارج يوم حروراء فأوثقه أبوه رباطا ، فسقطت الشعرة التي بين عينيه ، ففزع لذلك ، وأحدث توبة.

قال أبو الطّفيل : فلما تاب نبتت. قال : ورأيتها قد سقطت ، ثم رأيتها بعد نبتت.

ورواه بزيادة محمد بن قدامة المروزي في كتاب أخبار الخوارج له من هذا الطريق.

٦٩٨٤ ـ فراس بن النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ العبدري ، يكنى أبا الحارث (١).

ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة ، وقتل يوم اليرموك شهيدا ، وأما أبوه فقتل يوم بدر كافرا.

٦٩٨٥ ـ فراس الخزاعي.

ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال : هو حجازي مخضرم ، يعني أدرك الجاهلية والإسلام ، وأنشد له شعرا يدلّ على أن له صحبة ، وهو قوله :

إذا ما رسول الله فينا رأيتنا

كلجّة بحر عام فيها سريرها

وإن جوزيت كعب فإنّ محمّدا

لها ناصر عزّت وعزّ نصيرها

[الطويل]

وذكر الواقديّ عن حزام بن هشام الخزاعي ، عن أبيه ـ أن خالد بن الوليد كان يتمثّل بهذه الأبيات يوم فتح مكة ، لكن الواقدي عزاها لخارجة بن خويلد الكعبي ، وتبعه ابن سعد على ذلك.

٦٩٨٦ ز ـ فراس : له صحبة ، قاله البخاري ، ثم روى عن أبي صالح ، قال : حدثني الليث ، حدثني جعفر ، عن بكر بن سوادة ، عن مسلم بن مخشي أنه قال : أخبرني ابن الفراس أن الفراسي قال للنّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أأسأل يا نبي الله؟ قال : إن كنت لا بد سائلا فاسأل الصالحين. هكذا رأيته في نسخة قديمة من تاريخ البخاري في حرف الفاء ، وكذا ذكر ابن السكن أنّ البخاري سماه فراسا. قال : وقال غيره : الفراسي من بني فراس بن مالك بن كنانة ، ولا يوقف على اسمه ، ومخرج حديثه عن أهل مصر ، وذكره البغويّ وابن حبّان بلفظ النسب كما هو المشهور ، لكن صنيعه يقتضي أنه اسم بلفظ النسب. والمعروف أنه نسبه ، وأن اسمه لا يعرف. والمعروف في الحديث عن ابن الفراسي ، عن أبيه. وقيل

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢١٠) ، الاستيعاب ت (٢١١٥).

٢٨٣

عن ابن الفراسي فقط وهو مرسل ، وهو كذلك في سنن ابن ماجة ، وسيذكر في الأنساب بأتمّ من هذا إن شاء الله تعالى.

٦٩٨٧ ز ـ فراس ، غير منسوب (١).

روى أبو موسى في الذيل من طريق محمد بن معمر النجراني ، حدثنا أبو عامر ، حدّثنا يحيى بن ثابت ، حدثتني صفية بنت بحرة (٢) ، قالت : استوهب عمّي فراس من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قصعة رآه يأكل فيها. فأعطاه إياها ، قال : وكان عمر إذا جاءنا قال أخرجوا إليّ قصعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فنخرجها إليه فيملؤها من ماء زمزم فيشرب منها وينضحه على وجهه.

قلت : وقد أخرجه ابن مندة فيمن اسمه خداش ، بالخاء المعجمة والدال والشين المعجمة ، وذكرت هناك عن ابن السكن أن بعضهم قال فيه : فراس كالذي هنا.

٦٩٨٨ ـ الفرافصة الحنفي.

ذكره البغوي في الصحابة ، وقال : له صحبة ، وهو ختن عثمان بن عفان.

حدث أبو كامل الجحدري ، عن يزيد بن أبي خالد ، عن عثمان بن عبد الملك ، قال : رأيت على الفرافصة وعلى سنين بن واقد صاحبي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نعلين لهما قبالان ، ورأيتهما يخضبان رءوسهما بالحناء. قال البغوي : لا أعلم لهذا الإسناد غير هذا.

وأخرج البغويّ ، والباوردي ، وابن قانع ، من طريق فرات بن تمام ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن فرافصة ، قال : أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببناء المساجد في الدور ، وأن تنظف وتطيّب.

قال البغويّ : هذا وهم ، وقد رواه زائدة وغيره عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة.

وقال الدّار الدّارقطنيّ في «العلل» : الصواب عن هشام ، عن أبيه مرسل ، ليس فيه عائشة ولا غيرها.

قلت : وللفرافصة قصة في تزويج عثمان ابنته نائلة بنت الفرافصة بن عمير الحنفي اليمامي. روى عنه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وغيره ، ووثّقه ابن حبان ، فما أدري هو ذا أو غيره.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٠٨).

(٢) في أ : نجرة.

٢٨٤

٦٩٨٩ ـ فرقد العجليّ : ويقال التميمي العنبري (١).

ذكره ابن أبي حاتم ، قال ابن جرو العنبري : قال : قال ذهبت بي أمي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فمسح يده عليّ ، وبارك علي.

روى عنه ولده ، وتبعه أبو عمر بن عبد البر ، وأخرج ابن مندة من طريق محمد بن محمد بن مرزوق : حدثتنا دهمان بنت شهد (٢) بنت ملاس بن فرقد ، عن أبيها ، عن جدها ـ أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أتي به فمسح يده عليه وسيأتي فيمن اسمها أمامة من النساء أن اسم أمه أمامة.

٦٩٩٠ ـ فرقد (٣): صاحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ذكره البخاريّ وغيره ، وقال : أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكذا قال ابن أبي حاتم ، ويذكر أنه رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وطعم على مائدته.

قال البخاريّ : حدثنا محمد بن سلام ، قال : حدثني الحسين بن مهران الكرماني ، قال : رأيت فرقدا صاحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : رأيت محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطعمت معه على مائدته طعاما.

وقال ابن مندة : روى عنه حديثه محمد بن سلام ، فذكره. وقال في الترجمة : فرقد أكل على مائدة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتعقّبه أبو نعيم بأنّ الحسن هو الّذي أكل على مائدة فرقد.

قلت : وهو تعقّب مردود ، فقد أخرجه ابن السكن من وجه آخر عن محمد بن سلام ، عن الحسن ، قال : وكان بيكند (٤) عن رجل من الصحابة ، قال : أكلت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ورأيت عليه قلنسوة بيضاء في وسط رأسه ، قال : وكان قد أتى على فرقد مائة وخمس سنين.

قال ابن السّكن : لم يروه عن محمد بن سلام. انتهى.

وكذا أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، فالواهم فيه أبو نعيم.

وأخرج ابن السّكن من وجه آخر عن محمد بن سلام ، عن الحسن بن مهران ، قال

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢١٣) ، الاستيعاب ت (٢٠٩٥).

(٢) في أسد الغابة : دهماء بنت سهل ، وفي ب : سهل بن.

(٣) أسد الغابة ت (٤٢١٤) ، الاستيعاب ت (٢٠٩٦).

(٤) في أ : ببليتكنه.

٢٨٥

رأيت فرقدا وعليه جماعة عظيمة وهو يحدّث ، فرأيت يده وقد رفعها فإذا جلد عضده قد استرخى من كبره حتى كأنه منديل خلق.

وقال ابن حبّان : يقال إنّ في أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجلا يقال فرقد ، وليس بشيء. انتهى.

وما أدري هل عنى هذا أو الّذي قبله؟

٦٩٩١ ـ فروة بن خراش الأزدي (١).

ذكره الإسماعيليّ في الصحابة ، وأخرج من طريق علي بن قرين أحد المتروكين ، قال : حدثنا عبد الله بن جبير الجهضمي ، سمعت أبا لبيد يحدث عن فروة بن خراش الأزدي ، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «أهل اليمن أرقّ أفئدة ، وهم أنصار دين الله ، وهم الذين يحبهم الله ويحبونه» (٢).

٦٩٩٢ ـ فروة بن عامر : ويقال ابن عمرو ، ويقال في اسم أبيه غير ذلك يأتي في القسم الثالث.

٦٩٩٣ ـ فروة بن عمرو : بن ودقة (٣) بن عبيد بن غانم (٤) بن بياضة الأنصاري البياضي.

قال ابن حبّان : شهد بدرا والعقبة ، ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد العقبة وبدرا وقال أبو عمر : آخى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينه وبين عبد الله بن مخرمة العامري ، وروى عبد الرزاق في الركاز من مصنّفه عن معمر ، عن حرام بن عثمان ، عن ابني جابر ـ أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يبعث رجلا من الأنصار من بني بياضة يقال له فروة بن عمرو فيخرص ثمر أهل المدينة.

ومن طريق سليمان بن شبل ، عن رافع بن خديج ـ أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يبعث فروة بن عمرو يخرص النخل ، فإذا دخل الحائط حسب ما فيه من الأقناء ، ثم

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢١٧) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٦.

(٢) أورده السيوطي في الدر المنثور ٦ / ١٧٢ ، وابن جرير الطبري في تفسيره ٢٧ / ١٢٧ ، وابن كثير في تفسيره ٨ / ٣٨.

(٣) أسد الغابة ت (٤٢١٩) ، الاستيعاب ت (٢٠٩٨) ، الثقات ٣ / ٣٣٢ ، الاستبصار ١٧٧ ، أصحاب بدر ٢١١ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٣٩٤ ، الطبقات الكبرى ٣ / ٥٩٩ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٦.

(٤) في أسد الغابة : عامر.

٢٨٦

ضرب بعضها على بعض على ما يرى فيها فلا يخطئ.

أخرجه عن إبراهيم بن أبي يحيى عن إسحاق بن أبي فروة. وذكر وثيمة في «كتاب الردة» أن فروة كان ممّن قاد مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرسين في سبيل الله ، وكان يتصدق في كل عام من نخله بألف وسق ، وكان من أصحاب علي يوم الجمل ، وأنشد له شعرا قاله يوم السقيفة.

وجزم أبو عمر بأنه البياضي الّذي أخرج مالك حديثه في الموطأ ، من طريق أبي حازم عنه في النهي عن أن يجهر بعض على بعض بالقراءة ، قال : وكان ابن سيرين وابن وضّاح يقولان : إنما سكت مالك عن اسمه ، لأنه كان ممن أعان على عثمان.

قال أبو عمر : هذا لا يثبت ، ولا وجه لما قالاه من ذلك ، ولم يكن قائل هذا علم بما كان من الأنصار يوم الدار. انتهى.

وودقة ضبطه الداني في كتاب أطراف الموطأ له بفتح الواو وسكون الدال المهملة بعدها قاف ، قال : وهي الروضة.

٦٩٩٤ ـ فروة بن قيس (١): أبو مخارق.

ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وأخرج من طريق أبي القاسم بن مندة في كتاب المعمّرين له ، من رواية جعفر بن الزبير ، أحد المتروكين ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، عن فروة بن قيس أبي مخارق : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «لا يكتب على ابن آدم ذنب أربعين سنة إذا كان مسلما ، ثم تلا :( حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ) » (٢).

قال أبو موسى : هذا لا يثبت ، والآية ليس فيها دليل على ما ذكره.

٦٩٩٥ ز ـ فروة بن قيس : آخر ، يأتي في الرابع.

٦٩٩٦ أ ـ فروة بن مالك : الأشجعي (٣).

روى عنه أبو إسحاق السّبيعي حديثا مضطربا لا يثبت ، وقد قيل فيه : فروة بن نوفل.

__________________

(١) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٦ ، أسد الغابة ت (٤٢٢٠).

(٢) أورده ابن الجوزي في الموضوعات ٣ / ١٢٦.

(٣) تقريب التهذيب ٢ / ١٠٩ ، الجرح والتعديل ٧ / ٤٦٩ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٦ ، أسد الغابة ت (٤٢٢٢) ، الاستيعاب ت (٢٠٩٩).

٢٨٧

وهو من الخوارج ، خرج على المغيرة بن شعبة في صدر خلافة معاوية مع المستورد ، فبعث إليهم المغيرة خيلا فقتلوا سنة خمس وأربعين ، وقتل فروة بن معقل الأشجعي ، وهو من الخوارج أيضا إلا أنه اعتزلهم بالنهروان ، فإن كان فروة بن نوفل فلا صحبة له ، ولا لقاء ، ولا رؤية.

وكان يروي عن أبيه ، عن عائشة.

روى عنه أبو إسحاق ، وهلال بن يساف ، وشريك بن طارق هكذا عند ابن عبد البر ، ونقله ابن الأثير ، كما هو ، وزاد فساق بسنده إلى أبي يعلى من طريق عبد العزيز بن مسلم ، عن أبي إسحاق ، عن فروة بن نوفل ، قال : أتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لي : ما جاء بك؟ قلت : جئت لتعلمني كلمات إذا أخذت مضجعي أقولهنّ. قال : اقرأ :( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ) ، فإنّها براءة من الشّرك».

وقد ذكر أبو موسى هذا من مسند أبي يعلى في ترجمة فروة بن نوفل ، واستدركه علي بن مندة ، قال : ورواه الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن فروة ، عن أبيه.

قلت : وهو عند أحمد أيضا ، وبقيّة كلام أبي موسى : وقيل عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن رجل ، عن فروة. عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمشهور الأول. انتهى.

ومن الاختلاف فيه أنّ غندرا رواه عن شعبة عن فروة بن نوفل ، أو عن نوفل ، والرواية التي ذكرها أبو موسى أخرجها الترمذي من طريق أبي داود الطيالسي ، عن شعبة.

وقد أخرجه أبو داود ، والنسائي ، وأحمد ، من رواية زهير بن معاوية ، والترمذي ، وأحمد ، والنسائي أيضا ، من رواية إسرائيل ، كلاهما عن أبي إسحاق ، عن فروة ، كما قال عبد العزيز.

وقيل : عنه ، عن أبي إسحاق ـ كرواية الثوري ، فقيل فيه : عن أبي إسحاق ، عن أبي فروة الأشجعي ، عن ظئر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أخرجهما النسائي.

وخالف الجميع شريك بن عبد الله القاضي ، فقال : عن أبي إسحاق ، عن جبلة بن حارثة ، أخرجه النسائي من رواية سعيد بن سليمان عنه.

ورواه أبو صالح الحرّاني ، عن شريك ، فزاد فيه رجلا ، قال ـ بعد جبلة : عن أخيه زيد بن حارثة ، ولم أر في شيء من طريق فروة بن مالك ، ولا ابن معقل ، ولا أفرد أبو عمر أحدا منهما بترجمة. فالله أعلم.

وقد قال ابن أبي حاتم ، في فروة بن نوفل : لا صحبة له وقال ابن حبان : قيل : له

٢٨٨

صحبة ، وساق الحديث المذكور من رواية عبد العزيز بن مسلم ، ثم قال : وهم فيه عبد العزيز ، وكان يخطئ كثيرا.

٦٩٩٦ (م) ـ فروة بن مسيك بالتصغير ، ويقال مسيكة (١) ، والأول أشهر ـ ابن الحارث بن سلمة بن الحارث بن ذويد بن مالك بن منبه بن غطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد المرادي الغطيفي ، أبو عمر.

قال البخاريّ : له صحبة. روى عنه أبو سبرة. يعد في الكوفيين ، وأصله من اليمن.

وقال البغويّ : سكن الكوفة. وقال ابن حبان : أصله من اليمن ، يكنى أبا سبرة.

وقال أبو عمرو الشّيبانيّ : وفد فروة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فاستعمله على مراد ومذحج كلّها ، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص ، فكان معه في بلاده حتى توفي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فارتدّ عمرو بن معديكرب فيمن ارتد ، وقال في فروة أبياتا منها :

رأينا ملك فروة شرّ ملك

وذكر البخاري أوله عن ابن واقد ، وأن ذلك سنة عشر.

قال أبو عمرو الشّيبانيّ : وفد فروة مع مذحج فأسلموا ، واستعمل فروة على صدقات من أسلم ، وقال له : ادع الناس وتألّفهم ، فإذا رأيت الغفلة فاغتنمها واغز ، قال : وكان سبب مفارقة فروة ملوك كندة الوقعة التي كانت في مراد وهمدان ، فأصابوا من مراد حتى أثخنوا فيهم ، وكان قائد همدان الأجدع والد مسروق ، فلما رحل فروة قال في طريقه :

لمّا رأيت ملوك كندة أعرضت (٢)

كالرّجل خان الرّجل عرق (٣)نسائها

يمّمت راحلتي أمام محمّد

أرجو فواضلها وحسن ثرائها (٤)

[الكامل]

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٢٤) ، الاستيعاب ت (٢١٠١) ، الثقات ٣ / ٣٣١ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٠٨ ، الجرح والتعديل ٧ / ٤٦٦ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٦٥ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢ / ٣٣٣ ، الكاشف ٢ / ٣٨٠ ، الطبقات الكبرى ٥ / ٥٢٤ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٢٦ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٧ ، الأعلام ٥ / ١٤٣ ، طبقات فقهاء اليمن ١٤ / ٢٥ ، ٣٥ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٤ ، المشتبه ٥٣٣ ، البداية والنهاية ٥ / ٧٠ ، تبصير المنتبه ٣ / ١١٧٣ ، بقي بن مخلد ٣٩٩.

(٢) في أسد الغابة : أعرضوا.

(٣) في ب : عرف.

(٤) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (٤٢٢٤).

٢٨٩

قال : فبلغنا أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال له : هل ساءك ما أصاب قومك يوم الردم؟ فقال : يا رسول الله ، من ذا الّذي يصيب قومه مثل الّذي أصابهم ولا يسوءه؟ فقال : أما إن ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا خيرا ، واستعمله على مراد ومذحج وزبيد كلها.

وذكر غيره أنّ وفادته كانت سنة تسع أو عشر.

وقد روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، روى عنه هانئ بن عروة ، والشعبي ، وأبو سبرة النخعي ، وغيرهم.

وذكره أبو إسحاق الفزاري في كتاب «السير» ، وأنشد له شعرا حسنا.

وقال ابن سعد : استعمله عمر على صدقات مذحج ، ثم سكن الكوفة ، وكان من وجوه قومه ، وله أحاديث ، منها : ما روى أبو سبرة النخعي عنه ، قال : قلت : يا رسول الله ، ألا أقاتل من أدبر من قومي؟ الحديث.

وعنه أنه أوصاه بالدعاء إلى الإسلام ، وسأله عن سبإ. أخرجه ابن سعد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن السكن مطوّلا ومختصرا.

٦٩٩٧ ز ـ فروة بن معقل : في ابن مالك. تقدم.

٦٩٩٨ ز ـ فروة بن نباتة : ويقال ابن نعامة ، يأتي في الثالث.

٦٩٩٩ ز ـ فروة بن نفاثة السلولي : يأتي في قردة ، بالقاف والدال.

٧٠٠٠ ـ فروة بن النعمان (١): ويقال عمرو بن الحارث بن النعمان بن حسان الأنصاري الخزرجي (٢).

شهد أحدا وما بعدها ، وقتل يوم اليمامة شهيدا. ذكره ابن إسحاق.

٧٠٠١ ز ـ فروة بن نوفل : الأشجعي. يأتي في القسم الرابع.

٧٠٠٢ ـ فروة ، أبو تميم الأسلمي (٣): جدّ بريدة بن سفيان.

يأتي ذكره في ترجمة مسعود الأسلمي ، وأنّ مولاه أرسله مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دليلا لما هاجر إلى المدينة ، وتقدم في ترجمة أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي أنّه أرسل مولاه ، فيحتمل التعدّد.

__________________

(١) في أ : فروة.

(٢) أسد الغابة ت (٤٢٢٦) ، الاستيعاب ت (٢١٠٢).

(٣) أسد الغابة ت (٤٢١٥).

٢٩٠

٧٠٠٣ ـ فروة السامي : ويقال الجهنيّ.

قال ابن أبي حاتم ، عن أبيه : له صحبة. وكذا قال البخاري ، لكنه لم يقل السامي ، وقال غيرهما : الجهنيّ ، وسيأتي كلام أبي عمر فيه في القسم الأخير.

الفاء بعدها الضاد

٧٠٠٤ ـ فضالة بن حارثة بن سعيد بن عبد الله ، أخو أسماء وهند الأسلميين ـ تقدم في ترجمة أسماء.

٧٠٠٥ ز ـ فضالة بن سعد العبديّ ثم المحاربي :

ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى فيمن وفد على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من عبد القيس ، قال : وكان من أشرافهم.

ذكره الرّشاطيّ ، وقال : لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.

٧٠٠٦ ز ـ فضالة بن عبد الله يأتي في فضالة الليثي.

٧٠٠٧ ـ فضالة بن عبيد (١) بن نافذ بن قيس بن صهيب بن الأصرم بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ، أبو محمد.

قال ابن السّكن : أمه عقبة بنت محمد بن عقبة بن الجلاح الأنصارية.

أسلم قديما ، ولم يشهد بدرا ، وشهد أحدا فما بعدها ، وشهد فتح مصر والشام قبلها ، ثم سكن الشام ، وولي الغزو ، وولاه معاوية قضاء دمشق بعد أبي الدرداء ، قاله خالد بن يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه ، قال : وكان ذلك بمشورة من أبي الدرداء.

روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعن عمر ، وأبي الدرداء.

روى عنه ثمامة بن شفي ، وحبيش بن عبد الله الصنعاني ، وعليّ بن رباح ، وأبو علي الجنبي ، ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم.

قال مكحول ، عن ابن محيريز : كان ممن بايع تحت الشجرة.

وقال ابن حبّان : مات في خلافة معاوية ، وكان معاوية ممن حمل سريره ، وكان

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٣٢) ، الاستيعاب ت (٢١٠٤) ، طبقات ابن سعد ٧ / ٤٠١ ، طبقات خليفة ت (٥٤٦ ،) المحبر ٢٩٤ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٢٤ ، التاريخ الصغير ١ / ١١٩ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٤١ ، أخبار القضاة ٣ / ٢٠٠ ، الجرح والتعديل ٧ / ٧٧ ، المستدرك ٣ / ٤٧٣ ، الحلية ٢ / ١٧ ، تاريخ ابن عساكر ١٤ / ١١١ ، العبر ١ / ٥٨.

٢٩١

معاوية استخلفه على دمشق في سفرة سافرها.

وأرّخ المدائني وفاته سنة ثلاث وخمسين ، وكذا قال ابن السكن ، وقال : مات بدمشق ، لأنّ معاوية كان جعله قاضيا عليها ، وبنى له بها دارا.

وقيل مات بعد ذلك.

وقال هارون الحمّال ، وابن أبي حاتم : مات وسط إمرة معاوية.

وقال أبو عمر (١) : قيل مات سنة تسع وستين. والأول أصح.

وذكر ابن الكلبيّ أن أباه كان شاعرا ، وله ذكر في حرب الأوس والخزرج ، وكان يسبق الخيل ، ويضرب الحجر بالحجر بالرحلة فيوري النار.

٧٠٠٨ ز ـ فضالة بن عدي (٢): الأنصاري الظفري ، جد محمد بن أنس بن فضالة.

ذكر ابن مندة في ترجمة محمد هذا أنّ لأنس ولفضالة صحبة ، وأغفل ذكره هنا. واستدركه أبو موسى.

وقد روى البغويّ حديثا من طريق يونس بن محمد بن فضالة ، عن أبيه ، قال : وكان أبوه وجده ممّن صحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قلت : ووقع له فيه وهم ، فإنه أخرج في ترجمته عن ابن أبي سبرة (٣) ، عن يعقوب بن محمد الزّهري ، عن إدريس بن محمد بن أنس بن فضالة ، حدثني جدي ، عن أبيه ، قال : قدم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا ابن أسبوعين الحديث.

وهذا خطأ نشأ عن سقط في النسب ، وإنما هو إدريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنس بن فضالة. حدثني جدي ، وهو يونس ، عن أبيه وهو محمد بن أنس كما سيأتي في ترجمته على الصواب. وقد ساقه البغوي على الصواب في ترجمة محمد عن هارون الحمال ، عن يعقوب والله الموفق.

٧٠٠٩ ـ فضالة (٤): بن عمير بن الملوّح الليثي.

__________________

(١) في الاستيعاب : وكانت وفاته سنة ثلاث وخمسين وقيل توفي في آخر خلافة معاوية وقيل مات سنة تسع وستين.

(٢) أسد الغابة ت (٤٢٢٨) ، التاريخ الصغير ١ / ٦٩ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٧.

(٣) في ب : مرة.

(٤) أسد الغابة ت (٤٢٣٣) ، الثقات ٣ / ٣٣٠.

٢٩٢

ذكر ابن عبد البرّ في كتاب «الدرر» في السير له أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرّ به يوم الفتح وهو عازم على الفتك به ، فقال له : ما كنت تحدّث به نفسك؟ قال : لا شيء ، كنت أذكر الله تعالى فضحك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقال : «أستغفر الله لك». ثم وضع يده على صدره ، قال : فكان فضالة يقول : والله ما رفع يده عن صدري حتى ما أجد على ظهر الأرض أحبّ إليّ منه. انتهى.

ولم يذكره في الاستيعاب ، وهو على شرطه.

وذكره عياض في الشفاء بنحوه ، وأنشد الفاكهي في أخبار مكة لفضالة هذا يوم فتح مكة شعرا أنشده لما كسرت الأصنام في فتح مكة ، وهو :

لو ما رأيت محمّدا وجنوده

في الفتح يوم تكسّر الأصنام

لرأيت نور الله أصبح بيّنا

والشّرك يغشى وجهه الإظلام (١)

[الكامل]

وذكر غيره بلفظ شهدت بدل رأيت الأولى ، وقبيله بدل وجنوده ، وساطعا بدل بيّنا ، والباقي سواء.

وذكر في ترجمة فضالة الليثي والد عبد الله أنه قيل فيه فضالة بن عمير بن الملوّح ، فهما عنده واحد. والظاهر خلاف ذلك.

وقال ابن أبي حاتم في فضالة والد عبد الله : أدرك الجاهلية ، روى عنه ابنه المذكور.

٧٠١٠ ـ فضالة بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية.

قال أبو جعفر الطّبريّ : شهد هو وأخوه سمّاك بن النعمان أحدا.

٧٠١١ ـ فضالة بن هلال (٢): المزني.

ذكره الدّار الدّارقطنيّ فيمن روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسمع منه ، قاله ابن عبد البر. وسيأتي ذكره في ترجمة يسار مولاه.

٧٠١٢ ـ فضالة بن هند الأسلمي (٣):

__________________

(١) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (٤٢٣٣) ، وسيرة ابن هشام / ٢ / ٤١٧ ، مع خلاف يسير.

(٢) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٨ ، أسد الغابة ت (٤٢٣٤) ، الاستيعاب ت (٢١٠٥).

(٣) أسد الغابة ت (٤٢٣٥) ، الاستيعاب ت (٢١٠٦) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٨.

٢٩٣

يعدّ في أهل المدينة ، هكذا أورده ابن عبد البرّ (١) ، وابن مندة ، وزاد : له صحبة. وأما البغوي فقال : أحسب له صحبة ، ثم أورد من طريق أبي نعيم عن عبد الله بن عامر ، عن عبد الرحمن بن حرملة ، عن فضالة بن هند ، قال : أرسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فضالة بن حارثة إلى قومه أسلم ، فقال : مرهم بصيام هذا اليوم يوم عاشوراء. قال أبو نعيم : أخطأ عبد الله بن عامر في سنده ، والصواب ما روى حاتم بن إسماعيل وغيره عن عبد الرحمن بن حرملة ، عن يحيى بن هند بن حارثة. وقال ابن شاهين : ذكره ابن أبي خيثمة ، وأخرج حديثه عن أبي نعيم ، وهو وهم ، ولو لا أني رأيته في كتابه ما أخرجته.

قلت : قد ذكره غيره كما ترى.

٧٠١٣ ز ـ فضالة : بن وهب ، هو الليثي الزهراني. يأتي بعد واحد.

٧٠١٤ ـ فضالة (٢): مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أهل اليمن.

نقل جعفر المستغفريّ أنه نزل الشام ، وأنّ أبا بكر بن محمد بن حزم ذكره في موالي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وقال أبو عمر نحو ذلك ، وذكره محمد بن سعد عن الواقدي ، وقال : نزل الشام فولده بها.

٧٠١٥ ـ فضالة الليثي (٣):

قال البغويّ : وقيل هو ابن عبد الله ، وقيل بن وهب بن بجرة بن بجير بن مالك بن عامر بن ليث بن بكر بن كنانة.

وقال أبو نعيم : يعرف بالزهراني ، وهو والد عبد الله.

وفرّق ابن عبد البر بين الليثي والزهراني ، فنسب هذا كذا ، وقال : من قال فيه الزهراني فقد أخطأ ، فضالة الزهراني تابعي.

قلت : وكأنه عنى البغوي ، فإنه قال الزهراني وهو الليثي ، وأما ابن السكن فقال : فضالة بن عبد الله الليثي ، ويقال الزهراني ، له صحبة ورواية ، وحديثه في البصريين لم يروه غير داود بن أبي هند. ووقع «الزّهراني» في الحديث الّذي رواه الليثي كما قال أبو نعيم ، نعم فضالة الزهراني آخر تابعي. وسمّى البخاري أباه عميرا ، وكأنه عنى به ابن الملوّح. وحديث الليثي في المحافظة على العصرين أخرجه أبو داود في سننه من رواية عبد الله بن فضالة ، عن أبيه. وفي إسناد حديثه اختلاف.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٣١).

(٢) أسد الغابة ت (٤٢٣١).

٢٩٤

٧٠١٦ ز ـ فضالة الزهراني : في الّذي قبله.

٧٠١٧ ـ الفضل (١) بن ظالم بن خزيمة السّنبسيّ.

قال ابن الكلبيّ : وفد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كذا ذكره الرشاطي ، وذكره ابن فتحون في القاف وسيأتي.

٧٠١٨ ـ الفضل بن العباس (٢) بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي ، ابن عم سيدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كان أكبر الإخوة ، وبه كان يكنى أبوه وأمه ، واسمها لبابة بنت الحارث الهلالية. قال البغويّ : كان أسنّ ولد العباس ، وغزا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكّة ، وحنينا ، وثبت معه يومئذ ، وشهد معه حجة الوداع ، وكان يكنى أبا العباس ، وأبا عبد الله ، ويقال : كنيته أبو محمد ، وبه جزم ابن السكن.

ثبت في الصحيح أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أردفه في حجة الوداع. وفي صحيح مسلم أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم زوّجه وأمهر عنه وسمّى البغوي امرأته صفية بنت محمية بن جزء الزبيدي ، وفي بعض حديثه في حجة الوداع : لما حجب وجهه عن الخثعمية رأيت شابّا وشابة فلم آمن عليهما الشيطان ، وحضر غسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وله أحاديث.

روى عنه أخواه : عبد الله ، وقثم ، وابن عمه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وأبو هريرة ، وابن أخيه عباس بن عبيد الله بن العباس ، وعمير مولى أم الفضل ، وسليمان بن يسار ، والشعبي وغيرهم.

وأخرج ابن شاهين في ترجمته من رواية العباس والده عنه حديثا. وأخرج البغوي من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن أخيه الفضل ، قال : جاءني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : خذ بيدي ، وقد عصب رأسه ، فأخذت بيده ،

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٣٦).

(٢) الثقات ٣ / ٣٣٠ ، تقريب التهذيب ٢ / ١١٠ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٨٠ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ١٣٧ ، ٣٦٧ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢ / ٣٣٥ ، التاريخ الصغير ١ / ٣٦ ، ٥٢ ، الطبقات الكبرى ٤ / ٥٤ ، ٧ / ٣٩٩ ، الطبقات ٤ / ٢٩٧ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٤٤ ، الكاشف ٢ / ٣٨٢ ، التاريخ الكبير ٧ / ١١٤ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٨ ، التحفة اللطيفة ٢ / ٣٩٤ ، شذرات الذهب ١ / ٢٨ ، الرياض المستطابة ٢٤٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٥ أسد الغابة ت (٤٢٣٧) ، الاستيعاب ت (٢١١٧) ، مقاتل الطالبيين ٢٠ ، الأعلام ٥ / ٣٥٥ ، ١٤٩ ، الطبقات الكبرى ٤ / ٣٧ ، علوم الحديث لابن الصلاح ٨١ ، ٣٠٣ ، التمهيد / ١٦١ ، بقي بن مخلد ١١٠.

٢٩٥

فأقبل حتى جلس على المنبر ، فقال : ناد في الناس فصحت فيهم ، فاجتمعوا له فذكر الحديث.

وقال الواقديّ : مات في طاعون عمواس ، وتبعه الزبير ، وابن أبي حاتم : وقال ابن السكن : قتل يوم أجنادين في خلافة أبي بكر ، وقيل : ب «اليرموك».

وذكر ابن فتحون أنه وقع في «الاستيعاب» قتل الفضل يوم اليمامة سنة خمس عشرة ، وتعقّبه بأن قال : لا خلاف بين اثنين أنّ اليمامة كانت أيام أبي بكر سنة إحدى أو اثنتي عشرة.

وقال ابن سعد : مات بناحية الأردن في خلافة عمر. والأول هو المعتمد ، وبمقتضاه جزم البخاري ، فقال : مات في خلافة أبي بكر ـرضي‌الله‌عنه .

٧٠١٩ ـ فضيل (١): بالتصغير ، ابن عائذ ، والد الحسحاس.

قال أبو إسحاق بن ياسر في تاريخ هراة : له ولأخيه صحبة. وقد تقدم حديث الحسحاس في ترجمته.

٧٠٢٠ ـ فضيل (٢) بن النعمان الأنصاري السلمي.

قتل يوم خيبر. ذكره ابن إسحاق في المغازي في رواية يونس بن بكير ، وسلمة بن الفضيل ، وغيرهما عنه.

وقال محمّد بن سعد : كذا وجدناه في غزوة خيبر ، وطلبناه في نسب بني سلمة فلم نجده ، ولا أحسبه إلا وهما ، وإنما أراد الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان. انتهى.

قلت : والطفيل ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد خيبر.

الفاء بعدها اللام

٧٠٢١ ـ الفلتان (٣): بفتحتين ، ومثناة فوقانية ، ابن عاصم الجرمي ، خال كليب.

يعدّ في الكوفيين. قال البخاريّ : قال عاصم بن كليب : له صحبة ، وكذا قال ابن

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٤٠).

(٢) أسد الغابة ت (٤٢٤١) ، الاستيعاب ت (٢١١٨).

(٣) أسد الغابة ت (٤٢٤٢) ، الاستيعاب ت (٢١١٩) ، الثقات ٣ / ٣٣٣ ، الطبقات الكبرى ٦ / ٦٠ ، الطبقات ١١٩ ، ١٣٩ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٣٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٨ ، تبصير المنتبه ٣ / ١٠٨٣ ، الإكمال ٢ / ٤٥٢ ، بقي بن مخلد ٢٦٥.

٢٩٦

السّكن ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ـ له صحبة ، وقال البغوي : سكن المدينة. وقال ابن حبان : عداده في الكوفيين.

وقال أبو عمر : يقال المنقري ، والجرمي أصح.

وروى الحسن بن سفيان في مسندة عن عبد الجبار بن العلاء ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا عاصم بن كليب ، حدثني أبي ، عن الفلتان بن عاصم ، قال : كنّا قعودا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المسجد ، فشخص بصره إلى رجل يمشي في المسجد ، فقال : «يا فلان». قال : لبيك يا رسول الله. قال : «أتشهد أنّي رسول الله؟ قال : لا. قال : تقرأ التّوراة؟ قال : نعم. قال : والإنجيل؟ قال : نعم ، فناشده : هل تجدني في التّوراة والإنجيل؟ قال : أجد نعتك ، تخرج من مخرجك ، كنّا نظنّ أنّه فينا ، فلمّا خرجت نظرنا فإذا أنت لست فيه. قال : من أين تجد؟ قال : من أمّته سبعين ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب ، وأنتم قليل. قال : فأهلّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكبّر ، وقال : والّذي نفسي بيده ، إنّي لأنا هو ، وإنّ أمّتي أكثر من سبعين ألفا وسبعين ألفا وسبعين ألفا».

وله حديث آخر بهذا الإسناد ، قال : كنّا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان إذا نزل عليه رام بصره وقرع سمعه وقلبه مفتوحة عيناه الحديث في نزول قوله تعالى :( لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) الآية ، [سورة النساء آية ٩٥] رواهما ابن أبي شيبة ، وأبو يعلى في مسنديهما ، وابن حبان في صحيحه.

وروى ابن مندة الأول ، من طريق صالح بن عمر ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن خاله الفلتان نحوه ، قال : ورواه سعد بن سلمة الأموي ، عن عاصم ، فقال : عن أبيه ، عن جده الفلتان ، فوهم.

وله حديث ثالث أخرجه البغوي ، وابن السكن ، وابن شاهين ، من طريق عاصم بن كليب أيضا ، عن أبيه ، عن خاله الفلتان بن عاصم ، قال : أتيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيمن أتاه من الأعراب ، فجلسنا ننتظره ، فخرج وفي وجهه الغضب ، فجلس طويلا لا يتكلم ، ثم قال : «إنّي خرجت إليكم وقد بيّنت لي ليلة القدر ومسيح الضّلالة ، فخرجت لأبيّنهما لكم ، وأبشّركم بهما ، فلقيت بسدّة المسجد رجلين متلاحيين معهما الشّيطان ، فحجزت بينهما ، فأنسيتها ، واختلست منّي ، وسأشدو لكم منها شدوا ، أمّا ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر وترا ، وأمّا مسيح الضّلالة فإنّه رجل أجلى الجبهة ، ممسوح العين ، عريض المنخر ، فيه جفاء كأنّه فلان بن عبد العزّى».

وأورد له ابن قانع حديثين آخرين غير هذا.

الإصابة/ج٥/م١٩

٢٩٧

٧٠٢٢ ز ـ فليت : بصيغة التصغير ، وآخره مثناة.

ذكره ابن فتحون هكذا. وسيأتي في القاف وآخره موحدة.

الفاء بعدها الواو والياء

٧٠٢٣ ز ـ فويك (١): تقدم في فديك

٧٠٢٤ ز ـ فيروز الثقفي :

ذكره ابن قانع ، وأخرج عن عبد الله بن أحمد بن حنبل : حدثنا إبراهيم بن الحجاج ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن الحجاج بن أرطاة ، عن عبد الملك ، عن سعيد بن فيروز ، عن أبيه ـ أنّ وفد ثقيف قدموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالوا : فرأيناه يصلّي وعليه نعلان لهما قبالان.

قلت : وأنا أخشى أن يكون هو الّذي بعده ، وأن قول ابن قانع إنه ثقفي خطأ منه.

٧٠٢٥ ـ فيروز الديلميّ (٢): ويقال ابن الديلميّ ، يكنى أبا الضحاك ، ويقال أبا عبد الرحمن ، يماني كناني.

من أبناء الأساورة. من فارس الّذي كان كسرى بعثهم إلى قتال الحبشة.

وفد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويقال له الحميري لنزوله بحمير ومحالفته إياهم.

وروى عنه أحاديث ، ثم رجع إلى اليمن ، فأعان على قتل الأسود العنسيّ.

وروى عنه أولاده الثلاثة : الضحاك ، وعبد الله ، وسعيد ، وأبو الخير اليزني ، وأبو خراش الرّعيني ، وغيرهم.

قال ابن حبّان : يكنى أبا عبد الرحمن ، كان من أبناء فارس ، وقتل الأسود الكذاب ، وسكن مصر ، ومات ببيت المقدس.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٤٤) ، الاستيعاب ت (٢١٢٠).

(٢) أسد الغابة ت (٤٢٤٦) ، الاستيعاب ت (٢١٠٩) ، تقريب التهذيب ٢ / ١١٤ ، بقي بن مخلد ٣٣٢ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٣ ، الجرح والتعديل ٧ / ٢٥١ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٠٥ ، الطبقات الكبرى ٥ / ٥٣٣ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢ / ٣٤١ ، الطبقات ٧ / ٢٨٦ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٣٦ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٩ ، العبر ١ / ٥٩ ، شذرات الذهب ١ / ٥٩ ، طبقات فقهاء اليمن ٢٦ ، ٤٩ ، الكاشف ٢ / ٣٨٧ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١٠٦ ، الطبقات الكبرى ٥ / ٥٣٧.

٢٩٨

وقال ابن مندة : يقال : إنه ابن أخت النجاشي. ذكره أبو عمر فتناقض فيه ، فقال في أول الترجمة : إن حديثه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الأشربة حديث صحيح ، وكان ممن وفد على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وقال في آخرها : الّذي عندي أنه لا يصح ، وحديثه مرسل ، وروايته عن رجل من الصحابة ، وعن يعلى بن أمية أيضا.

وقال الجوزجانيّ : اختلف الناس فيه ، فالأكثر أنه إنما قدم بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتعقّب بأن حديثه في نسائه يدلّ على أنه قدم قبل ذلك.

أخرجه أبو داود والترمذي ، من طريق ابن فيروز الديلميّ ، عن أبيه ، قال : قلت : يا رسول الله ، إني أسلمت وتحتي أختان. قال : «طلّق أيّتهما شئت». وفي سنده مقال ، فإنه من رواية ابن لهيعة ، عن أبي وهب الجيشانيّ ، عن الضحاك بن فيروز الديلميّ ـ أنه سمعه يخبر عن أبيه أنه وفد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني أسلمت وتحتي أختان الحديث.

وأخرجه البغوي من وجه آخر ، عن عبد الله بن الديلميّ. عن أبيه فيروز ، قال : قدمت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، إنّا أصحاب أعناب الحديث. وفي آخره : فقلت : فمن وليّنا؟ قال : «الله ورسوله».

وهذا هو حديثه في الأشربة الّذي أشار إليه أبو عمر أولا.

وأظنّ الجوزجاني إنما أشار إلى حديثه في أنه أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برأس الأسود ، وأخرجه من طريق ضمرة ، عن يحيى بن أبي عمرو الشيبانيّ ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الديلميّ ، عن أبيه ، قال : أتيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برأس الأسود العنسيّ الكذاب ، فإن ضمرة لم يتابع عليه.

وأخرج سيف في «الفتوح» من طريق ابن عمر أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشّرهم بقتل الأسود العنسيّ قبل أن يموت ، وقال لهم : قتله فيروز الديلميّ.

وعند أبي داود أيضا والنسائي : قدمت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، إنا أصحاب كروم الحديث بطوله.

وقال النّعمان بن الزّبير ، عن أبي صالح الأحمسي ، عن مر المؤدب : قال : خرجت فيروز إلى عمر ، فقال : هذا فيروز قاتل الكذاب.

قال ابن سعد وأبو حاتم وغيرهما مات في خلافة عثمان ، وقيل في خلافة معاوية باليمن سنة ثلاث وخمسين.

٢٩٩

٧٠٢٦ ز ـ الفيل : روى الطبراني في الأوسط من طريق إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السّبيعي ، عن أبيه ، عن جده ، عن الفيل ، قال : رأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ضرب بيمينه على شماله في الصلاة ، ثم قال : لم يروه عن أبي إسحاق إلا يوسف ، ولا عن يوسف إلا إبراهيم. تفرّد به شريح بن سلمة ، ثم أعاد الحديث بهذا السند ، لكن قال بدل قوله : عن الفيل ـ عن شداد بن شرحبيل ، فلعل الفيل لقبه.

وفي «تاريخ البخاري» : قيل مولى زياد بن سمية ، ثم أورده من طريق ابن الزبير الحنظليّ ، عن فيل مولى زياد ، قال : ملك زياد العراق خمس سنين ، ثم مات سنة ثلاث وخمسين ، وما أظنّه إلا آخر غير هذا.

القسم الثاني

لم يذكر فيه أحد من الرجال.

القسم الثالث

الفاء بعدها الألف

٧٠٢٧ ـ فاتك بن زيد (١)بن واهب العبسيّ ، بالموحدة.

أسلم على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال وثيمة في كتاب «الرّدة» : كان قومه طردوه بسبب هجائه لهم ، فحالف مالك بن نويرة التميمي ، فلما ارتدّ مالك أتاه في ناديه ، فقال : يا مالك ، إن كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مات فإنّ الله حيّ لا يموت في كلام كثير ، فقام إليه مالك بالسيف فحيل بينه وبينه ، فارتحل مالك إلى الزبرقان بن بدر ، وقال فاتك في ذلك شعرا منه :

قلت يا مال إنّ ربّك حيّ

فاعبدنه ودن بدين الرّسول

إنّها ردّة تقود إلى النّار

فلا تولعن بقال وقيل

[الخفيف]

واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون.

الفاء بعدها الراء

٧٠٢٨ ز ـ فرات بن زيد الليثي :

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٩٤).

٣٠٠