ارشاد القلوب الجزء ٢

ارشاد القلوب0%

ارشاد القلوب مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: كتب الأخلاق
ISBN: ( دورة ) 2 ـ 42 ـ 8073 ـ 964
الصفحات: 395

ارشاد القلوب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحسن بن أبي الحسن محمّد الديلمي
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: ISBN: ( دورة ) 2 ـ 42 ـ 8073 ـ 964
الصفحات: 395
المشاهدات: 26791
تحميل: 9461


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 395 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 26791 / تحميل: 9461
الحجم الحجم الحجم
ارشاد القلوب

ارشاد القلوب الجزء 2

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
ISBN: ( دورة ) 2 ـ 42 ـ 8073 ـ 964
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

من صلب طاهر إلى رحم

إذا بدا عالم به طبق

وأنت لما ولدت أشرقت الأرض

وتلألأ بنورك الأفق

ونحن في ذلك الضياء على النـ

ـور وسبيل الرشاد نحترق

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : جزاك الله يا عمّ خيراً ومكافاتك على الله عَزَّ وجَلَّ ، ثمّ قال : معاشر الناس ، احفظوني في عمّي العباس وانصروه ولا تخذلوه ، ثمّ قال : يا عمّ ، اطلب منّي شيئاً أتحفك به على سبيل الهدية ، فقال : يا ابن أخي أريد من الشام الملعب ، ومن العراق الحيرة ، ومن هجر الخط ـ وكانت هذه المواضع كثيرة العمارة ـ فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حبّاً وكرامة .

ثمّ دعا عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : اُكتب لعمّك العباس هذه المواضع ، فكتب له أمير المؤمنين عليه‌السلام كتاباً بذلك وأملا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على عليّ ، وأشهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الجماعة الحاضرين ، وختمه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخاتمه وقال : يا عم ، إن يفتح الله لي هذه المواضع فهي لك هبة من الله ورسوله ، وإن فتحت بعد موتي فإنّي أوصي الذي ينظر بعدي في الأمة وآمر بتسليم هذه المواضع إليك .

ثمّ قال : معاشر المسلمين ، إنّ هذه المواضع المذكورة لعمّي العباس ، فعلى من يغير عليه أو يبدل أو يمنعه أو يظلمه لعنة الله ولعنة اللاّعنين ثمّ ناوله الكتاب ، فلمّا ولي عمر وفتح هذه المواضع المذكورة أقبل إليه العباس بالكتاب ، فلمّا نظر فيه دعا رجلاً من أهل الشام وسأله عن الملعب ، فقال : يزيد ارتفاعه على عشرين ألف درهم ، ثمّ سأل عن النواحي الأخر ، فذكر له أن ارتفاعها يقوم بمال كثير ، فقال : يا أبا الفضل ، إنّ هذا مال كثير لا يجوز لك أخذه من دون المسلمين ، فقال العباس : هذا كتاب رسول الله يشهد لي بذلك قليلاً أو كثيراً ، فقال عمر : لا والله إن كنت تساوي المسلمين في ذلك وإلاّ فارجع من حيث أتيت .

٣٨١

فجرى بينهما كلام كثير غليظ ، فغضب عمر وكان سريع الغضب ، وأخذ الكتاب من العباس ومزّقه وتفل فيه ، ورمى به وجه العباس وقال : والله لو طلبت منّي جنّة واحدة ما أعطيتك .

فأخذ العباس بقية الكتاب وعاد إلى منزله حزيناً كئيباً باكياً شاكياً إلى الله تعالى وإلى رسوله ، فصاح العباس بالمهاجرين والأنصار ، فغضبوا لذلك وقالوا : يا عمر ، تخرق كتاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتلقى به إلى الأرض ، هذا شيء لا نصبر عليه ، فخاف عمر أن ينخرم عليه الأمر فقال : قوموا بنا إلى العباس نسترضيه ونفعل معه ما يصلحه .

فنهضوا بأجمعهم إلى دار العباس ، فوجدوه موعوكاً لشدّة ما لحقه من الغبن والألم والظلم ، فقال : نحن في الغداة عائدوه إن شاء الله ومعتذرون إليه من فعلنا ، فمضى غد وبعد غد ولم يعد إليه ولا اعتذر منه ، ثمّ فرّق الأموال على المهاجرين والأنصار ، وبقى كذلك إلى أن مات .

ولو أخذنا في ذكر أفعاله لطال الكتاب ، وهذا القدر فيه عبرة لأُولي الألباب .

وأمّا صاحبهما الثالث فقد استبدّ أيضاً بأخذ الأموال ظلماً على ما تقدّم به الشرح في صاحبيه ، واختصّ بها مع أهل بيته من بني أمية دون المسلمين ، فهل يستحلّ هذا أو يستجيزه مسلم ، ثمّ إنّه ابتدع أشياء أخر :

فمنها : أنّه منع المراعي من الجبال والأودية وحماها حتّى أخذ عليها مالا باعها به من المسلمين (١) .

ومنها : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفى الحكم بن أبي العاص عمّ عثمان عن المدينة وطرده من جواره ، فلم يزل طريداً من المدينة ومعه ابنه مروان أيّام

ـــــــــــــــــ

(١) راجع السيرة الحلبية ٢ : ٧٨ ، وتاريخ الخميس ٢ : ٢٦٢ ، تاريخ الخلفاء : ١٦٤ ، شرح النهج لابن أبي الحديد ١ : ١٣٥ .

٣٨٢

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأيّام أبي بكر وأيّام عمر يسمّى (طريد رسول الله) ، حتّى استولى عثمان فردّه إلى المدينة وآواه ، وجعل ابنه مروان كاتبه وصاحب تدبيره في داره (١) .

فهل هذا منه إلاّ خلافاً على رسول الله ومضادة لفعله ؟ وهل يستجيز هذا الخلاف على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمضادة لأفعاله إلاّ خارج عن الدين بريء من المسلمين ؟ وهل يظنّ ذو فهم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طرد الحكم ولعنه وهو مؤمن ، وإذا لم يكن مؤمناً فما الحال التي دعت عثمان إلى ردّه والإحسان إليه وهو رجل كافر ، لولا انّه تعصّب لرحمه ولم يفكّر في دينه ، فحقّت عليه الآية قوله تعالى : ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) (٢) .

ومنها : أنّه جمع ما كان عند المسلمين من صحف القرآن ، وطبخه بالماء على النار وغسلها ورمى بها إلاّ ما كان عند ابن مسعود ، فإنّه امتنع من الدفع إليه ، فأتى إليه فضربه حتّى كسر منه ضلعين ، وحمل من موضعه ذلك فبقى عليلاً حتى مات .

وهذه بدعة عظيمة ، لأنّ تلك الصحف إن كان فيها زيادة عمّا في أيدي الناس وقصد لذهابه ومنع الناس منه فقد قصد إلى إبطال بعض كتاب الله ، وتعطيل بعض شريعته ، ومن قصد إلى ذلك فقد حقّ عليه قوله تعالى : ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) (٣) .

هذا مع ما يلزمه أنّه لم يترك ذلك ويطرحه تعمّداً إلاّ وفيه ما قد كرهه ، ومن

ـــــــــــــــــ

(١) الإصابة ١ : ٣٤٥ ، أُسد الغابة ٢ : ٣٣ ، المعارف لابن قتيبة : ٨٣ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٥٤ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢٦ ، السيرة الحلبية ٢ : ٧٦ .

(٢) المجادلة : ٢٢ .

(٣) البقرة : ٨٥ .

٣٨٣

كره ما أنزل الله في كتابه حبط جميع عمله ، كما قال الله تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) (١) فإن لم تكن في تلك الصحف زيادة عمّا في أيدي الناس فلا معنى لما فعله .

ومنها : أن عمار بن ياسر قام يوماً في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعثمان يخطب على المنبر ، فوبّخ عثمان بشيء من أفعاله ، فنزل عثمان إليه فركله برجله وألقاه على قفاه وجعل يدوس على بطنه ويأمر أعوانه بذلك حتّى غشي على عمّار ، وهو يفتري على عمّار ويشتمه ، وقد رووا جميعاً أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : الحق مع عمار يدور معه حيث ما دار (٢) وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا افترق الناس يميناً وشمالاً فانظروا الفرقة التي فيها عمار فاتّبعوها ، فإنّه يدور مع الحق حيث دار ، فلا يخلو حال ضربه لعمار من أمرين ، أحدهما : أنّه يزعم أن ما قال عمار وما فعل باطل ، وهذا ممّا فيه تكذيب لقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث قال : الحقّ مع عمار ، فثبت أن يكون ما قاله عمّار حقّاً كرهه عثمان فضربه عليه .

ومنها : ما فعل بأبي ذر حين نفاه عن المدينة إلى الربذة مع إجماع الأمة في الرواية أن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ما أقلّت الغبراء وما أظلّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر (٣) ورووا أنّه قال : إن الله عَزَّ وجَلَّ أوحى إليّ أنّه يحبّ أربعة من أصحابي وأمرني بحبّهم ، فقيل : من هم يا رسول الله؟ قال : عليّ سيّدهم ، وسلمان ، والمقداد ،

ـــــــــــــــــ

(١) محمد : ٩ .

(٢) الاستيعاب بهامش الإصابة ٢ : ٤٨٠ ، البحار ٤٤ : ٣٥ ح١ .

(٣) الإصابة ٤ : ٦٤ ، وفي هامشها الاستيعاب ١ : ٢١٦ ، مستدرك الحاكم ٤ : ٦٤ ، أسد الغابة ١ : ٣٠١ ، التاج الجامع للأصول ٣ : ٤٠٤ ، نهج الحق : ٣٠٠ .

٣٨٤

وأبو ذر (١) .

فحينئذٍ ثبت أنّ أبا ذر أحبّه الله وأحبّه رسوله ، ومحال عند ذي الفهم أن يكون الله ورسوله يحبّان رجلاً وهو يجوز أن يفعل فعلاً يستوجب به النفي عن حرم الله وحرم رسوله ، ومحال أيضاً أن يشهد رسول الله لرجل أنّه ما على وجه الأرض ولا تحت السماء أصدق منه ثمّ يقول باطلاً ، فتعيّن أن يكون ما فعله وما قاله حقّاً كرهه عثمان فنفاه عن الحرمين ، ومن كره الحق ولم يحبّ الصدق فقد كره ما أنزل الله في كتابه ، لأنّه تعالى أمر بالكون مع الصادقين فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٢) .

ومنها : أن عبد الله بن عمر بن الخطاب لمّا ضرب أبو لؤلؤة عمر الضربة التي مات فيها سمع قوماً يقولون : قتل العلج أمير المؤمنين ، فقدّر أنهم يعنون الهرمزان ـ رئيس فارس ـ وكان قد أسلم على يد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، ثمّ أعتقه من قسمه من الفيء ، فبادر إليه عبد الله بن عمر فقتله قبل أن يموت عمر ، فقيل لعمر : إن عبد الله بن عمر قد قتل الهرمزان ، فقال : أخطأ فإنّ الذي ضربني أبو لؤلؤة وما كان للهرمزان في أمري صنع ، وإن عشت احتجت أن أقيّده به ، فإنّ عليّ بن أبي طالب لا يقبل منّا الدية وهو مولاه .

فمات عمر واستولى عثمان على الناس بعده ، فقال عليّ عليه‌السلام لعثمان : إن عبد الله بن عمر قتل مولاي الهرمزان بغير حق وأنا وليّه والطالب بدمه سلّمه لأقيّده به ، فقال عثمان : بالأمس قتل عمر وأقتل ابنه أورد على آل عمر ما لا قوام لهم به ، وامتنع من تسليمه إلى عليّ شفقة منه بزعمه على آل عمر ، فلمّا رجع الأمر إلى عليّ عليه‌السلام هرب منه عبد الله بن عمر إلى الشام فصار مع معاوية ، وحضر

ـــــــــــــــــ

(١) كنز العمال ١١ : ٦٤٣ ح٣٣١٢٧ .

(٢) التوبة : ١١٩ .

٣٨٥

يوم صفين مع معاوية محارباً لأمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقتل في معركة الحرب ووجد متقلّداً بسيفين يومئذٍ (١) .

فانظروا يا أهل الفهم في أمر عثمان كيف عطّل حدّاً من حدود الله لا شبهة فيه شفقة منه بزعمه على آل عمر ، ولم يشفق على نفسه من عقوبة تعطيل حدود الله ومخالفته ، وأشفق على آل عمر في قتل من أوجب الله قتله ، وأمر به رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ومنها : أنّه عمد إلى صلاة الفجر فنقلها من أوّل وقتها في حين طلوع الفجر ، فجعلها بعد الإسفار وإظهار ضياء النهار ، واتبعه أكثر الناس إلى يومنا هذا ، وزعم أنّه فعله ذلك إشفاقاً منه على نفسه في خروجه إلى المسجد خوفاً أن يقتل في غلس الفجر كما قتل عمر ، وذلك أن عمر كان قد جعل لنفسه سرباً تحت الأرض من بيته إلى المسجد ، وكان يخرج من منزله في وقت الفجر في ذلك السرب إلى المسجد ، فقعد أبو لؤلؤة في السرب فضربه بخنجره في بطنه ، فلمّا ولي عثمان أخّر صلاة الفجر إلى الإسفار .

فعطّل وقت فريضة الله وحمل الناس على صلاتها في غير وقتها ، لأنّ الله سبحانه قال : ( أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ) (٢) يعني ظلمته ، ثمّ قال : ( وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ) (٣) والفجر هو أوّل ما يبدأ من المشرق في الظلمة وعنده تجب الصلاة ، فإذا علا في الأفق وانبسط الضياء وزالت الظلمة صار صبحاً وزال عن أن يكون فجراً .

ودرج على هذه البدعة أولياؤه ، ثمّ تخرّص بنو أمية بعده أحاديث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غلس بالفجر وأسفر بها ، وقال للناس : اسفروا بها أعظم

ـــــــــــــــــ

(١) راجع في ذلك شرح النهج لابن أبي الحديد ١ : ٢٤٢ ، تاريخ الخميس ٢ : ٢٧٣ ، الإصابة ١ : ٦١٩ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٥٣ ، نهج الحق : ٣٠١ .

(٢و٣) الإسراء : ٧٨ .

٣٨٦

لأجركم ، فصار المصلّي للفجر في وقتها من طلوع الفجر عند كثير من أوليائهم مبتدعاً ، ومن ابتدع بدعة عثمان فهو على السنّة ، فما أعجب أحوالهم وأشنعها .

ثمّ ختم بدعه بأنّ أهل مصر شكوا من عامله وسألوه أن يصرفه عنهم ، أو يبعث رجلاً ناظراً بينهم وبينه ، فوقع الاختيار على محمد بن أبي بكر يكون ناظراً ، وكان محمد ممّن يشير بالحق ويأمر به وينهى عن مخالفته ، فثقل أمره على عثمان وكاده وبقي حريصاً على قتله بحيلة ، فلمّا وقع الاختيار عليه أن يكون ناظراً بين أهل مصر وعامله خرج معهم ، وكتب عثمان في عقب خروجه إلى عامله بمصر يأمره بقتل محمد بن أبي بكر إذا صار إليه ، ودفع الكتاب إلى عبد من عبيده .

فركب العبد راحلته وسار نحو مصر بالكتاب مسرعاً ليدخل مصر قبل دخول محمد بن أبي بكر ، فقيل : إنّ العبد مرّ يركض بحيث نظر إليه القوم الذين مع محمد بن أبي بكر ، فأخبروا محمداً بذلك ، فبعث خلفه خيلاً فأخذوه وارتاب به محمد ، فلمّا ردّوه إليه وجد الكتاب معه ، فقرأه وانصرف راجعاً مع القوم والعبد والراحلة معهم ، فصاروا إلى عثمان في ذلك فقال : أمّا العبد فعبدي ، والراحلة راحلتي ، وختم الكتاب ختمي ، وليس الكتاب كتابي ، ولا أمرت به .

وكان الكتاب بخطّ مروان فقيل له : إن كنت صادقاً فادفع إلينا مروان فهذا خطّه وهو كاتبك ، فامتنع عليهم فحاصروه وكان ذلك سبب قتله ، فهذه جملة يسيرة من بدع القوم ممّا يقرّ بها أولياؤهم ، فسحقاً لهم وبُعداً (١) .

ثمّ ما أغفلهم عن قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ) (٢) .

وقال عَزَّ وجَلَّ : ( وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) (٣) .

ـــــــــــــــــ

(١) عنه البحار ٣٠ : ٣٤٧ ح١٦٤ .

(٢) النحل : ٩٠ .

(٣) النحل : ٩٠ .

٣٨٧

وقال عزّ من قائل : ( وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (١) .

وقال تعالى : ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ) (٢) .

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : السلطان العادل ظلّ الله في أرضه (٣) .

وقال عليه‌السلام : عدل ساعة تعدل عبادة سبعين سنة بعد أداء الفرائض (٤) .

وافتخر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بولادته في زمان أنوشيروان العادل مع كفره ، بقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ولدت في زمن الملك العادل أنوشيروان ، ويكفيهم ما أعدّ الله تعالى للظالمين من النكال وسوء العاقبة في الدنيا والآخرة ، فقال : ( وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ) (٥) .

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من ولّى أمور سبعة من المسلمين ولم يعدل فيهم ، جعل الله رأسه ورجليه في ثقب فأس من نار حتّى يفرغ من حساب الخلائق .

ويكفي في التنبيه على فضيلة العدل حال فرعون وموسى عليه‌السلام ، فإنّ الله عَزَّ وجَلَّ أنعم عليه بجميع أنواع النعم من الأمن والصحة والملك إلى غير ذلك من النعم ، وقابل على ذلك بأبلغ مراتب الكفر وأنهى أحوال الشرك ، وهو ادَّعى الربوبيّة مع نفيها عنه تعالى ، كما حكى عنه سبحانه وتعالى : ( مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ) (٦) .

ـــــــــــــــــ

(١) الأنعام : ١٥٢ .

(٢) النحل : ٩٠ .

(٣) راجع كنز العمال ٦ : ٦ ح١٤٥٨٩ نحوه .

(٤) راجع الترغيب والترهيب ٣ : ١٦٧ ح٦ ، وفيه : عدل ساعة أفضل من عبادة ستين سنة .٥ـ البقرة : ٢٧٠ .

(٥) القصص : ٣٨ .

٣٨٨

ثمّ بعث إليه أنبياءه ورسله الذين هم أخصّ خلقه وأقربهم إليه ليعظوه ويزجروه عن ذلك ، فغلظ عليهما في الكلام وخاطبهما بما يخاطب به العوام ، فرجعا إليه تعالى وشكيا منه ، فقال لهما الحكيم الكريم جلّ جلاله : ( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) (١) وبقي موسى يدعو عليه أربعين سنة فلا يُستجاب له ، فخاطب الله تعالى في ذلك ، فقال جلّ جلاله : يا موسى ، ما دام آمناً لعبادي ، عامراً لبلادي ، لم أجب فيه دعوة منادٍ .

وقال تعالى : ( وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ) (٢) والقاسط الجائر والمقسط العادل ، يقال : أقسط إذا عدل وقسط إذا جار ، وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يؤتى يوم القيامة بالحاكم الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في نار جهنّم ، فيدور فيها كما تدور الرحاء ، ثمّ يرتبط في قعرها .

وقال الصادق عليه‌السلام في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ) (٣) قال : قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة (٤) .

وقال بعض الحكماء : السلطان الجائر الذي يغصب مال رعيّته كمن يأخذ التراب من أساس داره ويبني به عاليها وكان كسرى قد فتح بابه ، ورفع حجابه ، وبسط إذنه لكلّ واصل إليه ، فقال له رسول ملك الروم : لقد أقدرت عليك عدوّك بفتح بابك ورفع حجابك ، فقال : أتحصّن من عدوّي بعدلي ، إنّما انتصبت هذا المنصب وجلست هذا المجلس لقضاء الحاجات ، وإذا لم تصل الرعية إليّ فمتى أقضي الحاجة وأكشف الظلامة ؟!

وروى المظفري في تاريخه قال : لمّا حجّ المنصور في سنة أربع وأربعين ومئة

ـــــــــــــــــ

(١) طه : ٤٤ .

(٢) الجن : ١٥ .

(٣) الفجر : ١٤ .

(٤) الكافي ٢ : ٣٣١ ح ٢ ؛ عنه البحار ٧٥ : ٣٢٣ ح ٥٤ .

٣٨٩

نزل بدار الندوة وكان يطوف ليلاً ولا يشعر به ، فإذا طلع الفجر صلَّى بالناس وراح في موكبه إلى منزله ، فبينما هو ذات ليلة يطوف إذ سمع قائلاً يقول : اللّهمّ إنّا نشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض ، وما يحول بين الحق وبين أهله من الظلم .

قال : فملأ المنصور مسامعه منه ثمّ استدعاه فقال له : ما الذي سمعته منك ؟ قال : إن أمنتني على نفسي نبأتك بالأمور من أصلها ، قال : أنت آمن على نفسك ، قال : أنت الذي دخله الطمع حتّى حال بينه وبين الحق ، وسبب حصول ما ظهر في الأرض من البغي والفساد ؛ فإنّ الله سبحانه وتعالى استرعاك أمور المسلمين فأغفلتها ، وجعلت بينك وبينهم حجاباً وحصوناً من الجص والآجر ، وأبواباً من الحديد ، وحجبة معهم السلاح ، واتّخذت وزراء ظلمة ، وأعواناً فجرة ، إن أحسنت لا يعينوك وإن أسأت لا يردّوك ، وقويتهم على ظلم الناس ولم تأمرهم بإعانة المظلوم والجائع والعاري ، فصاروا شركاؤك في سلطانك ، وصانعهم العمال بالهدايا خوفاً منهم فقالوا : هذا قد خان الله فما لنا لا نخونه ، فاختزنوا الأموال وحالوا بين المتظلّم ودونك ، فامتلأت بلاد الله فساداً وبغياً وظلماً ، فما بقي الإسلام وأهله على هذا وقد كنت أسافر إلى بلاد الصين وبها ملك قد ذهب سمعه فجعل يبكي ، فقال له وزراؤه : ما يبكيك ؟ فقال : لست أبكي على ما نزل من ذهاب سمعي ، ولكن لمظلوم يصرخ بالباب ولا أسمع نداءه ، ولكن إن كان سمعي قد ذهب فبصري باق ، نادوا في الناس : لا يلبس ثوب أحمر إلاّ مظلوم ، فكان يركب الفيل في كلّ طرف نهار هل يرى مظلوماً فلا يجده هذا وهو مشرك بالله وقد غلبت رأفته بالمشركين على شحّ نفسه ، وأنت مؤمن بالله وابن عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا تغلبك رأفتك بالمسلمين على شحّ نفسك ، فإنّك لا تجمع المال إلاّ لواحدة من ثلاث ، إن قلت : إنّك تجمع لولدك

٣٩٠

فقد أراك الله تعالى الطفل الصغير يخرج من بطن أمه لا مال له فيعطيه الله ، فلست بالذي تعطيه بل الله سبحانه الذي يعطي ، وإن قلت : أجمعها لتشييد سلطاني ، فقد أراك الله القدير عبراً في الذين تقدّموا ما أغنى عنهم ما جمعوا من الأموال ، ولا ما أعدّوا من السلاح ، وإن قلت : أجمعها لغاية هي أحسن من الغاية التي أنا فيها ، فوالله ما فوق ما أنت فيه منزلة إلاّ العمل الصالح يا هذا ! هل تعاقب من عصاك إلاّ بالقتل ؟! فكيف تصنع بالله الذي لا يعاقب إلاّ بأليم العذاب ، وهو يعلم منك ما أضمره قلبك وعقدت عليه جوارحك ، فماذا تقول إذا كنت بين يديه للحساب عرياناً ؟! هل يغني عنك ما كنت فيه شيئاً؟! .

قال : فبكى المنصور بكاءً شديداً وقال : يا ليتني لم أُخلق ولم أكُ شيئاً ، ثمّ قال : ما الحيلة فيما حولت ؟ قال : عليك بالأعلام العلماء الراشدين ، قال : فرّوا منّي ، قال : فرّوا منك مخافة أن تحملهم على ظهر من طريقتك ، ولكن افتح الباب ، وسهّل الحجاب ، وخُذ الشيء ممّا حلّ وطاب ، وانتصف للمظلوم من الظالم ، وأنا ضامن عمّن هرب منك أن يعود إليك فيعاونك على أمرك .

فقال المنصور : اللّهمّ وفّقني لأن أعمل بما قال هذا الرجل ، ثمّ حضر المؤذّنون وأقاموا الصلاة ، فلمّا فرغ من صلاته قال : عليّ بالرجل ، فطلبوه فلم يجدوا له أثراً ، فقيل : إنّه كان الخضر عليه‌السلام (١) .

وأمّا الإحسان فهو التفضّل والمعروف ، قال الله تبارك وتعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (٢) ، وقال جلّ جلاله : ( وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ) (٣) .

ـــــــــــــــــ

(١) عنه البحار ٧٥ : ٣٥١ ح٦٠ .

(٢) البقرة : ١٩٥ .

(٣) القصص : ٧٧ .

٣٩١

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : صنائع المعروف تقي مصارع السوء (١) .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : البيوت التي يسار فيها المعروف تضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خياركم سمحاؤكم .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الخلق كلّهم عباد الله فأحبّ خلقه إليه أنفعهم لعباده .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ لله سبحانه وتعالى عباداً خلقهم لقضاء حوائج الناس ، آلى على نفسه أن لا يعذّبهم بالنار ، فإذا كان يوم القيامة وضعت لهم منابر من نور يسبّحون الله ويقدّسونه والناس في الحساب .

ومرّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيهودي يحطب ، فقال لأصحابه : إنّ هذا اليهودي يلدغه اليوم أفعى فيموت ، فلمّا كان آخر النهار رجع اليهودي والحطب على رأسه كالعادة ، فقال الجماعة : يا رسول الله ما عهدناك تخبر بما لم يكن ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وما ذلك؟ قالوا : إنّك أخبرت اليوم أن هذا اليهودي يلدغه أفعى فيموت ، وقد رجع سالماً فقال : عليّ به ، فأحضروه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال له : يا يهودي ، ضع الحطب وحلّه ، فحلّه فرأى فيه أفعى ، فقال : يا يهودي ، ما صنعت اليوم من المعروف ؟ قال : إنّي لم أصنع شيئاً منه غير أني خرجت ومعي كعكتان ، فأكلت إحداهما ثمّ سألني سائل فدفعت إليه الأخرى ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تلك الكعكة خلّصتك من شرّ هذا الأفعى ، فأسلم على يده (٢) .

وروى إسحاق بن عمار قال : كنت بين يدي الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام

ـــــــــــــــــ

(١) الترغيب والترهيب ٢ : ٣٠ ح٤ .

(٢) الكافي ٤ : ٥ ح٣ ، عنه البحار ٤ : ١٢١ ح٦٧ .

٣٩٢

عند مقام إبراهيم عليه‌السلام ، فقال لي : يا ابن عمار ، من طاف بهذا البيت طوافاً واحداً كتب الله له ألف حسنة ، ومحا عنه ألف سيّئة ، وأعتق عنه ألف نسمة ، وغرس له ألف شجرة في الجنّة .

قال : قلت : هذا كلّه لمن طاف طوافاً واحداً ؟ فقال : نعم ، أفلا أخبرك بأفضل منه ؟ قلت : بلى يا ابن رسول الله ، قال : قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف ـ حتّى عدّ عشرة (١) .

ودخل عليّ بن يقطين رحمه الله على الإمام الكاظم عليه‌السلام ـ وكان قد حجّ في تلك السنة وهو يومئذٍ وزير الرشيد ـ فقال له : يا ابن رسول الله أوصني بحاجة ، فقال له عليه‌السلام : اضمن لي واحدة أضمن لك ثلاثاً ، فقال له : يا مولاي وما هي ؟ فقال : تضمن أنّه لا يقف على باب هذا الجبّار أحد من شيعتنا أو أهل بيتنا إلاّ قضيت حاجته ، أضمن لك أن لا يظلّ رأسك سقف سجن ، ولا يصيب جسدك حدّ سيف ، ولا تمسّك النار يوم القيامة (٢) .

وأمّا إيتاء ذي القربى وقد تقدّم ذكره في مدح عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام .

يقولون لي قل في عليّ مدائحاً

فإن أنا لم أفعل يقولوا معاند

فما صنت عنه الشعر عن ضعف هاجس

ولا أنني عن مذهب الحق حائد

ولكن عن الأشعار والله صنت من

عليه بنى قرباننا والمساجد

ولو أنّ ماء السبعة الأبحر التي

خلقن مداد والسماوات كاغد

وأشجار كلّ الأرض أقلام كاتب

إذا الخطّ أفناهنّ عُدن عوائد

وكان جميع الإنس والجنّ كتباً

إذا كَلَّ منهم واحد قام واحد

ـــــــــــــــــ

(١) الكافي ٢ : ١٩٤ ح٨ ، عنه البحار ٧٤ : ٣٢٦ ح٩٧ .

(٢) راجع البحار ٤٨ : ١٣٦ ح١٠ عن كتاب حقوق المؤمنين ، نحوه .

٣٩٣

وخطوا جميعاً منقباً بعد(١) منقب

لما خط من تلك المناقب واحد

وقال الصادق عليه‌السلام : إن القائم عليه‌السلام يمدّ في أيّام غيبته ليصرح الحقّ عند من محضه ، ويصفو الإيمان من الكدر بارتداد كلّ من كانت طينته خبيثة من الشيعة التي يخشي عليهم النفاق (٢) .

تمّ الكتاب بعون الله وتوفيقه ، وصلّى الله على من لا نبيّ بعده محمد وآله خير خلقه ، وسلّم تسليماً كثيراً .

ـــــــــــــــــ

(١) في "د" : اثر منقب .

(٢) كمال الدين : ٣٥٦ ضمن حديث ٥٣ ، عنه البحار ٥١ : ٢٢٢ ح٩ .

٣٩٤

الفهرست

[ المقدّمة ] (١) ٢

[ باب : في فضائله عليه‌السلام ]. ٦

فصل : [في عبادته وزهده]. ١٩

فصل : [في حلمه وجوده وحسن خلقه وأخباره بالغيب وإجابة دعائه]  ٢٣

فصل : [في كسر الأصنام ، وأنّه عليه‌السلام أوّل من صلّى]  ٣٨

فصل : [في مؤاخاته وقربه من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ]  ٤٠

فصل : [في حبّه والتوعّد على بغضه وفضائل فاطمة عليها‌السلام]  ٤١

فصل : [في جهاده عليه‌السلام]. ٥١

فصل : يذكر فيه طرف من فضائله عليه‌السلام من طرق أهل البيت عليهم‌السلام ٧٣

[ باب : فيه بعض قضايا أمير المؤمنين عليه‌السلام ]  ٢٩١

[ باب : الفضائل الثابتة له عليه‌السلام بعد مضيّه ووفاته ]  ٣٢٨

[ باب : في صفات أعدائه ] (١) ٣٥٤

الفهرست.. ٣٩٥

٣٩٥