وبعدها يقترح برنامجاً للسّير في هذا الطريق الطويل ، والمحفوف بالمخاطر ، ويتلخص في عدّة امور :
١ ـ العزم والنيّة لسلوك هذا الطريق.
٢ ـ التّوبة النّصوح من الأعمال السّالفة ، وهي التّوبة التي تنفذ في أعماق الوجدان والوعي ، في واقع النفس ، وتعمل على تغييره ، وغسل آثار الذّنوب وأدران الخطايا من جسمه وروحه.
٣ ـ حمل الزّاد للطريق ، وذكرَ له عدّة برامج :
الف : صباحاً ، المشارطة : (يشرط على نفسه أن لا يمضي إلّا في طريق الحق) ، وفي النّهار المراقبة : (الإنتباه لئلّا يحيد عن الطريق) ، ومساءً المحاسبة : (لنفسه على ما فعله في النّهار).
ب ـ التّوجه للأوراد والأذكار ، ووظائف اليقظة والمنام.
ج ـ التّوجه لصلاة اللّيل ، والخَلوة بالله تعالى ، وإحياء الليل وترويض النفس في حالات النوم والأكل ، بحيث لا يتجاوز عن الحدّ الضروري.
٤ ـ الإستفادة من سوط السّلوك ، وهو عبارة عن مُؤاخذة النّفس وتوبيخها ، لتوجُّهِها للدنيا وتقصيرها في طلب الحق ، وعدم وفائها ، وإطاعة الشّيطان في معصية الله تعالى ، ويستغفر الله على كلّ ذلك ويعزم على السّعي في طريق الإخلاص والإيمان والصلاح.
٥ ـ عند التّحول ، وفي هذه المرحلة ، وقبل كلّ شيء ، يجب أن يفكّر في الموت ، ليميت حبّ الدنيا في قلبه ويصلح الصّفات القبيحة عنده ، وهو دواءٌ نافعٌ في هذا المجال ، (وبعدها يفكر في عظمة الله وأسماءه وصفاته ، ويذكر أولياء الحق ، وليسعى بأن يُشابِههم في صفاتهم).
٦ ـ عند القرب من منزل المقصود ، يشير إلى أنّ الإنسان لديه ثلاثة عوالم :
١ ـ عالم الحسّ والطّبيعة.
٢ ـ عالم الخيال والمثال.
٣ ـ عالم العقل والحقيقة.
فعالم الحسّ والطّبيعة كلّه ظلمات ، وإذا لم يعبره فلن يستطيع الوصول لعالم المثال ، وهو العالم الذي تكون فيه الحقائق لها صورٌ عاريةٌ عن المادّة.