لِلطاعة والسّير في طريق الخَير ، ويقلع من واقعنا بذور الشرّ ، وجذور الفساد ، ولتحل محلّها عناصر الفَضيلة والنّسك والأخلاق الحميدة؟!.
وقد وَرد في تفسير الميزان ، أنّ ذيل الآية الكريمة ، هو بِمنزلة التبيّن لعلّة الأمر ،ب : «الذّكر الكثير» ،
وهو يؤيّد ما أشرنا إليه آنفاً
.
وقد وَردت تفاسيرٌ مختلفةٌ ، وآراءٌ مُتغايرةٌ لعبارة :«الذّكر الكثير» ،
فقال بعضهم ، أن لا يُنسى الله تعالى في كلّ وقتٍ ومكانٍ.
وقال بعضٌ آخرٌ أنّه الذّكر والتّسبيح ، بأسماء وصفات الله الحُسنى.
وذكرت روايات اخرى ، أن المقصود به ، هو التّسبيحات الأربعة ، أو تسبيح الزّهراءعليهاالسلام
.
وقال إبن عباس : كلّ أوامر الله تعالى تنتهي إلى غايةٍ ما ، إلّا الذّكر فلا حدّ له أبداً ، ولا عُذر لتاركه أبداً.
وعلى كلّ حالٍ ، فإنّ«الذّكر الكثير» ،
له مفهومٌ واسعٌ ، ويمكن أن يجمع بين طيّاته كلّ ما ذكر آنفاً.
أمّا ما ذكر من ، «الظّلمات» و «النّور» في هذه الآية ، فما المقصود منه؟.
إختلفوا في تفسيرها أيضاً ، فقال البعض أنّها الخُروج من ظلمات الكفر إلى الإيمان ، وقال الآخرون ، أنّها الخروج من ظلمات عالم المادة ، إلى نور الأجواء المعنويّة والرّوحانية ، وقال بعضٌ آخر ، إنّها الخروج من ظلمات المعصية إلى نور الطّاعة ، ولا تَنافي في البَين هنا.
إضافةً إلى أنّها ، تشمل الخروج من ظلمات الرّذائل الأخلاقيّة إلى نور فضائلها ، وهي أهمّ معطيات ذِكر الله جلّ شَأنه.
«الآية التّاسعة»
: حذّرت المؤمنين من نتائج مُعاقرة الخَمرة والقِمار ، فقال تعالى :(
إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ
)
.
فذكرت هذه الآية ، ثلاثة مفاسد لِشرب الخمر والمقامرة :
إيقاع العداوة بين النّاس ، والردع والصدّ عن ذكر الله ، وعن الصّلاة ، ويستفاد من ذلك أنّ
__________________