مرآة العقول الجزء ٦

مرآة العقول6%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 293

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 293 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 4707 / تحميل: 7237
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

وقيل أيضاً : ان اسمها كان خيزران وروي أنّها كانت من أهل بيت مارية أمّ إبراهيم بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١ - أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن حسّان ، عن عليّ بن خالد - قال محمّد وكان زيديّاً - قال كنت بالعسكر فبلغني انّ هناك رجل محبوس أتي به من ناحية الشام

_____________________________________________

أغمض المواضع من جوارحها صارت ناصوراً ، فأنفقت مالها وجميع ما ملكته علىّ تلك حتّى احتاجت إلى الاسترقاء ، وروي ان الناصور كان في فرجها ، وقبضعليه‌السلام في سنة حتّى احتاجت إلى الاسترقاء ، وروي ان الناصور كان في فرجها ، وقبضعليه‌السلام في سنة عشرين ومائتين من الهجرة في يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي الحجّة ، وله أربع وعشرون سنة وشهور ، لان مولدهعليه‌السلام كان في سنة خمس وتسعين ومائة ، وروي في كشف الغمّة عن محمّد بن سعيد أنهعليه‌السلام قتل في زمن الواثق بالله.

وروي عن أحمد بن عليّ بن ثابت أنهعليه‌السلام قدم من المدينة إلى بغداد وافدا إلى أبي إسحاق المعتصم ، ومعه امرأته أمّ الفضل بنت المأمون ، وتوفّي ببغداد ودخلت امرأته أمّ الفضل إلى قصر المعتصم ، فجعلت مع الحرم ، انتهى.

وأقول : كون شهادتهعليه‌السلام في زمن الواثق مخالف للتواريخ المتقدّمة ، لاتّفاق أهل التواريخ علىّ ان الواثق بالله هارون بن المعتصم بويع في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين ، وقد دلت التواريخ المتقدّمة علىّ أنّهعليه‌السلام مضى قبل ذلك بسبع سنين أو أكثر.

الحديث الأول : ضعيف.

قوله : وكان ، أي عليّ بن خالد ، وفي القاموس : العسكر اسم سرّ من رأى ، وإليه نسب العسكريان أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر ، وولده الحسنعليهم‌السلام .

قوله : رجل محبوس ، في الإرشاد وغيره وبعض نسخ الكتاب : رجلاً محبوساً ، وفي القاموس : الكبل القيد ، ويكسر أو أعظمه كبله يكبله ، وكبله حبسه في سجن أو غيره ، انتهى.

١٠١

مكبولاً وقالوا : إنّه تنبّأ ، قال عليُّ بن خالد :فأتيت الباب وداريت البوابين والحجبة حتّى وصلت إليه فإذا رجل له فهم فقلت يا هذا ما قصّتك وما أمرك قال إني كنت رجلاً بالشام أعبد الله في الموضع الذي يقال له موضع رأس الحسين فبينا أنا في عبادتي إذ أتاني شخص فقال لي قم بنا فقمت معه فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد الكوفة فقال لي تعرف هذا المسجد فقلت نعم هذا مسجد الكوفة قال فصلّى وصليت معه فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة فسلم علىّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسلمت وصلّى وصليت معه وصلّى علىّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فبينا أنا معه إذا أنا بمكّة فلم أزل معه حتّى قضى مناسكه وقضيت مناسكي معه فبينا أنا معه إذا أنا في الموضع الذي كنت أعبد الله فيه بالشام ومضى الرجل فلـمّا كان العام القابل إذا أنا به فعل مثل فعلته الأولى ، فلـمّا فرغنا من مناسكنا وردني إلى الشام وهم بمفارقتي قلت له سألتك بالحق الذي أقدرك علىّ ما رأيت إلّا أخبرتني من أنت فقال أنا محمّد بن عليّ بن موسى قال فتراقى الخبر حتّى انتهى إلى محمّد بن عبد الملك الزيّات فبعث إليَّ وأخذني وكبّلني في الحديد وحملني إلى العراق ، قال : فقلت له : فارفع

_____________________________________________

« تنبّأ » أي ادّعى النبوّة ، ودارأه بالهمز وغيره دافعه ولائنه ، والمراد هنا الثاني ، وفي الإرشاد : في الموضع الذي يقال إنه نصب فيه رأس الحسينعليه‌السلام ، فبينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبل علىّ المحراب أذكر الله عزّ وجلّ إذ رأيت شخصاً بين يدي فنظرت إليه فقال لي : قم فقمت معه ، فمشى بي قليلاً إذا أنا بمسجد الكوفة.

وفي البصائر : فلـمّا كان في عام قابل في أيّام الموسم إلى قوله : سألتك بحق الذي أقدرك علىّ ما رأيت إلّا لـمّا أخبرتني ، أي سألتك في جميع الأوقات إلّا وقت إخبارك ، وقيل : أي ما سألتك شيئاً إلّا إخبارك ، والفعلة بالكسر مصدر للنوع ، وبالفتح للمرة.

قوله : من أنت ، « من » استفهامية « فتراقى الخبر » أي تصاعد وارتفع ، ومحمّد بن عبد الملك كان وزير المعتصم وبعده وزير ابنه الواثق ، وكان أبوه يبيع دهن الزيت في بغداد ، وفي الإرشاد : فحدّثت من كان يصير إلى ، فرقى ذلك إلى محمّد بن عبد الملك

١٠٢

القصّة إلى محمّد بن عبد الملك ففعل وذكر في قصته ما كان فوقع في قصته قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ومن الكوفة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكّة وردك من مكّة إلى الشام ان يخرجك من حبسك هذا.

قال عليُّ بن خالد فغمّني ذلك من أمره ورققت له وأمرته بالعزاء والصبر قال ثمّ بكرت عليه فإذا الجند وصاحب الحرس وصاحب السجن وخلق الله فقلت ما هذا فقالوا المحمول من الشام الذي تنبّأ افتقد البارحة فلا يدرى أخسفت به الأرض أو اختطفه الطير.

٢ - الحسين بن محمّد الأشعري قال : حدَّثني شيخ من أصحابنا يقال له عبد الله بن رزين قال كنت مجاوراً بالمدينة - مدينة الرَّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله - وكان أبو جعفرعليه‌السلام

_____________________________________________

إلى قوله : وحملني إلى العراق وحبستّ كما ترى ، وادّعى علىّ المحال ، فقلت له : فأرفع عنك قصّة إلى محمّد بن عبد الملك الزيات ، فقال : افعل ، فكتبت عنه قصته وشرحت أمره فيها ورفعتها إلى محمّد بن عبد الملك فوقع في ظهرها : قل للذي أخرجك إلى قوله : قال عليّ بن خالد : فغمّني ذلك من أمره ورققت له وانصرفت محزوناً عليه فلـمّا كان من الغد باكرت الحبس لأعلمه بالحال وآمره بالصبر والعزاء ، فوجدت الجند وأصحاب الحرس وصاحب السجن وخلقاً عظيماً من الناس يهرعون ، فسألت عن حالهم فقيل لي : المحمول من الشام المتنبّي افتقد البارحة من الحبس فلا ندري أخسفت به الأرض أو اختطفه الطير ، وكان هذا الرجل أعنّي عليّ بن خالد زيديّاً فقال بالإمامة لـمّا رأى ذلك ، وحسن اعتقاده.

قوله : فإذا الجند ، علىّ ما في الكتاب خبره محذوف ، أي حاضرون ، والحرس بالتحريك جمع حارس ، وافتقد علىّ المعلوم أي غاب ، واختطفه أي اختلسه واستلبه بسرعة.

الحديث الثاني : مجهول.

وكان المراد بالصحن الفضاء في خارج المسجد ، قوله : فوسوس إنّما نسب ذلك

١٠٣

يجيء في كلّ يوم مع الزوال إلى المسجد فينزل في الصحن ويصير إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويسلّم عليه ويرجع إلى بيت فاطمةعليها‌السلام فيخلع نعليه ويقوم فيصلي فوسوس إلي الشيطان فقال إذا نزل فاذهب حتّى تأخذ من التراب الذي يطأ عليه فجلستّ في ذلك اليوم أنتظره لأفعل هذا فلـمّا ان كان وقت الزّوال أقبلعليه‌السلام علىّ حمار له فلم ينزل في الموضع الذي كان ينزل فيه وجاء حتّى نزل علىّ الصخرة الّتي علىّ باب المسجد ثمّ دخل فسلم علىّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال ثمّ رجع إلى المكان الذي كان يصلي فيه ففعل هذا أياما فقلت إذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصى الذي يطأ عليه بقدميه فلـمّا ان كان من الغد جاء عند الزوال فنزل علىّ الصخرة ثمّ دخل فسلم علىّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ جاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه فصلّى في نعليه ولم يخلعهما حتّى فعل ذلك أياما.

فقلت في نفسي لم يتهيّأ لي هاهنا ولكن أذهب إلى باب الحمّام فإذا دخل إلى الحمّام أخذت من التراب الذي يطأ عليه فسألت عن الحمّام الذي يدخله فقيل لي إنه يدخل حماما بالبقيع لرجل من ولد طلحة فتعرفت اليوم الذي يدخل فيه الحمّام وصرت إلى باب الحمّام وجلست إلى الطلحي أحدثه وأنا أنتظر مجيئهعليه‌السلام فقال الطلحي ان أردت دخول الحمّام فقم فادخل فإنه لا يتهيأ لك ذلك بعد ساعة قلت ولم قال لان ابن الرّضا يريد دخول الحمّام قال قلت ومن ابن الرّضا قال رجل من آل محمّد له صلاح وورع قلت له ولا يجوز ان يدخل معه الحمّام غيره قال نخلي له الحمّام إذا جاء قال فبينا أنا كذلك إذ أقبلعليه‌السلام ومعه غلمان له وبين يديه غلام معه حصير حتّى أدخله المسلخ فبسطه ووافى فسلم

_____________________________________________

إلى الشيطان لـما علم أنّهعليه‌السلام لم يرض به ، إمّا لخوف الشهرة وإيذاء المخالفين ، أو لأنه ليس من المندوبات فيكون بدعة ، ولذا لم ينقل مثله في زمن السابقين كما قيل ، والأول أصوب.

قوله : ولا يجوز ، علىّ بناء المجرّد أو التفعيل ، وعلىّ الأخير ضمير الفاعل راجع

١٠٤

ودخل الحجرة علىّ حماره ودخل المسلخ ونزل علىّ الحصير فقلت للطلحي هذا الذي وصفته بما وصفت من الصلاح والورع فقال يا هذا لا والله ما فعل هذا قطّ إلّا في هذا اليوم فقلت في نفسي هذا من عملي أنا جنيته ثمّ قلت أنتظره حتّى يخرج فلعليّ أنال ما أردت إذا خرج فلـمّا خرج وتلبّس دعا بالحمار فأدخل المسلخ وركب من فوق الحصير وخرجعليه‌السلام فقلت في نفسي قد والله آذيته ولا أعود [ ولا ] أروم ما رمت منه أبدا وصح عزمي علىّ ذلك فلـمّا كان وقت الزَّوال من ذلك اليوم أقبل علىّ حماره حتّى نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه في الصحن فدخل وسلم علىّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وجاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه في بيت فاطمةعليها‌السلام وخلع نعليه وقام يصلي.

٣ - الحسين بن محمّد ، عن معلىّ بن محمّد ، عن عليّ بن أسباط قال خرجعليه‌السلام عليّ فنظرت إلى رأسه ورجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر فبينا أنا كذلك حتّى قعد وقال يا عليّ ان الله احتجَّ في الإمامة بمثل ما احتجَّ في النبوّة ، فقال « وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا »(١) قال « وَلـمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ »(٢) « وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً »(٣) فقد يجوز ان يؤتى الحكم صبيا ويجوز ان يعطاها وهو ابن أربعين سنة.

_____________________________________________

إلى ابن الرضا و « تخلّي » علىّ الأفعال أو التفعيل ، والمستتر في أدخله للغلام ، والبارز للحصير « هذا الذي وصفته » استفهأمّ تعجبي وغرضه ان مجيئهعليه‌السلام راكباً إلى الحصير من علامات التكبّر وهو ينافي الصلاح والورع « أنا جنيته » أي جررته إليه ، والضمير راجع إلى هذا أو أنا صرت سببا لنسبة هذه الجناية إليه ، قال في القاموس : جنى الذنب عليه يجنيه جناية جرّه إليه ، والثمرة اجتناها ، وتجنّي عليه ادّعى ذنباً لم يفعله.

قوله : أروم أي أقصد ، والخبر مشتمل علىّ إعجازهعليه‌السلام وأنه كان عالـماً بما في الضمائر بإلهام الله تعالى.

الحديث الثالث : ضعيف وقد مضى مضمونه في باب حالات الأئمةعليهم‌السلام .

__________________

(١) سورة مريم : ١٢. (٢) سورة القصص : ١٤. (٣) سورة الاحقاف : ٥١

١٠٥

٤ - عليٌ بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن الرَّيّان قال احتال المأمون علىّ أبي جعفرعليه‌السلام بكلّ حيلة فلم يمكنه فيه شيء فلـمّا اعتلَّ وأراد ان يبني عليه ابنته دفع إلى مائتي وصيفة من أجمل ما يكون إلى كلّ واحدة منهنَّ جاماً فيه جوهر يستقبلن أبا جعفرعليه‌السلام إذا قعد في موضع الأخيار فلم يلتفت إليهنَّ وكان رجل يقال له مخارق صاحب صوت وعود وضرب طويل اللحية فدعاه المأمون فقال يا أمير المؤمنين ان كان في شيء من أمرّ الدنيا فأنا أكفيك أمره فقعد بين يدي أبي جعفرعليه‌السلام فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدار وجعل يضرب بعوده ويغني فلـمّا فعل ساعة وإذا أبو جعفر لا يلتفت إليه لا يمينا ولا شمالاً ، ثمّ رفع إليه رأسه

_____________________________________________

الحديث الرابع : مرسل.

« بكلّ حيلة » أي في نقص قدرهعليه‌السلام وإدخاله فيما هو فيه من اللهو والفسوق « فلم يمكنه في شيء »(١) أي لم يمكنه الحيلة في شيء من أموره ، وفي بعض النسخ كما في المناقب : فيه شيء وهو أظهر « فلـما اعتلّ » أي عجز عن الحيلة كأنّه صار عليلاً أو علىّ بناء المجهول أي عوق ومنع من ذلك قال في القاموس : اعتله إعتاقه عن أمرّ أو تجنّي عليه.

قوله : موضع الأجناد ، أي محل حضور الجند ومجلس ديوان المأمون ، وفي بعض النسخ موضع الأخيار ، قيل : أي الخلوة حين العبادة ، وأقول : كلاهما تصحيف والظاهر الأختان جمع الختن كما في نسخ مناقب ابن شهرآشوب « فشهق » كضرب ومنع وعلم ، أي صاح « شهقة » مصدر للنوع أي شهقة عجيبة « اجتمع عليه » أي علىّ مخارق ، وقيل الضمير للشهقة ، والتذكير لأنه مصدر « وجعل » أي شرع والباء لتقوية التعدية « فلـمّا فعل ساعة » كان جواب لـمّا مقدر يفسره الجملة التالية ويمكن ان يقرأ ثمّ بالفتح « فرفع »(٢) جواب لـمّا ، وفي القاموس : العثنون اللحية أو ما فضل منها بعد العارضين ، أو نبت علىّ الذقن وتحته سفلاً أو هو طولها ، وشعيرات طوال تحت حنك

__________________

(١) وفي المتن « فيه شيء » وسيأتي الإشارة إليه في كلام الشارح (ره) أيضاً.

(٢) وفي المتن « ثمّ رفع ».

١٠٦

وقال اتّق الله يا ذا العثنون قال فسقطّ المضراب من يده والعود فلم ينتفع بيديه إلى ان مات قال فسأله المأمون عن حاله قال لـمّا صاح بي أبو جعفر فزعت فزعة لا أفيق منها أبداً.

٥ - عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن داود بن القاسم الجعفري قال دخلت علىّ أبي جعفرعليه‌السلام ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت عليّ فاغتممت فتناول إحداهما(١) وقال هذه رقعة زياد بن شبيب ثمّ تناول الثانية فقال هذه رقعة فلان فبهت أنا فنظر إلي فتبسم قال وأعطاني ثلاثمائة دينار وأمرني ان أحملها إلى بعض بني عمّه وقال أما إنه سيقول لك دلني علىّ حريف يشتري لي بها متاعا فدله عليه قال فأتيته بالدنانير فقال لي يا أبا هاشم دلني علىّ حريف يشتري لي بها متاعاً فقلت نعم.

قال وكلّمني جمّال ان أكلّمه له يدخله في بعض أموره فدخلت عليه لأكلمه له فوجدته يأكلّ ومعه جماعة ولم يمكني كلامه ، فقال يا أبا هاشم كلّ ووضع بين يديَّ ثمَّ قال - ابتداءاً منه من غير مسألة - يا غلام انظر إلى الجمال الذي

_____________________________________________

البعير ، انتهى. والمضرب بالكسر ما يضرب به « فزعت » أي دهشت وزالت قوتي « لا أفيق » أي لا أرجع إلى الصحة.

الحديث الخامس : ضعيف علىّ المشهور.

والرقاع بالكسر جمع رقعة بالضمّ ، وفي القاموس عنوان الكتاب وعينانه ويكسران ، سمّي لأنّه يعن له من ناحية ، وأصله عنان كرمان وكلّ ما استدللت بشيء تظهره علىّ غيره فعنوان له ، وعنّ الكتاب وعننه وعنونه كتب عنوانه ، انتهى.

والمراد أنّه لم يكتب اسم المرسل علىّ ظهره ، وقال في القاموس : البهت الانقطاع والحيرة والفعل ، كعلم ونصر وكرم وزهى ، وهو مبهوت لا باهت ولا بهيت ، وقال : حرّيفك معاملك في حرفتك وقيل : « يدخله » حال مقدّرة لمفعول أكلمه ، وقال

__________________

(١) كذا في النسخ والظاهر « إحداها ».

١٠٧

أتانا به أبو هاشم فضمه إليك قال ودخلت معه ذات يوم بستانا فقلت له جعلت فداك إني لمولع بأكلّ الطين فادع الله لي فسكت ثمّ قال [ لي ] بعد [ ثلاثة ] أيّام - ابتداءاً منه - : يا أبا هاشم قد أذهب الله عنك أكلّ الطين قال أبو هاشم فما شيء أبغض إلي منه اليوم.

٦ - الحسين بن محمّد ، عن معلىّ بن محمّد ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن حمزة الهاشمي ، عن عليّ بن محمّد أو محمّد بن عليّ الهاشميّ قال دخلت علىّ أبي جعفرعليه‌السلام صبيحة عرسه حيث بنى بابنة المأمون وكنت تناولت من الليل دواء فأول من دخل عليه في صبيحته أنا وقد أصابني العطش وكرهت ان أدعو بالماء فنظر أبو جعفرعليه‌السلام في وجهي وقال أظنّك عطشان ؟ فقلت أجل فقال يا غلام أو جارية اسقنا ماء فقلت في نفسي الساعة يأتونه بماء يسمّونه به فاغتممت لذلك فأقبل الغلام ومعه الماء فتبسم في وجهي ثمّ قال يا غلام ناولني الماء فتناول الماء فشرب ثمّ ناولني فشربت ثمّ عطشت أيضاً وكرهت ان أدعو بالماء ففعل ما فعل في الأولى فلـمّا جاء الغلام ومعه القدح قلت في نفسي مثل ما قلت في الأولى فتناول القدح ثمّ شرب فناولني وتبسم.

قال محمّد بن حمزة فقال لي هذا الهاشمي وأنا أظنه كما يقولون.

_____________________________________________

الجوهري : أولعته بالشيء وأولع فهو مولع بفتح اللام مغري به.

الحديث السادس : ضعيف ، ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد الهاشميين كلاهما مجهولان والخبر إلى الذّم أقرب من المدح.

« بنى بابنة المأمون » أي زفّ وفي المغرب : بنى علىّ امرأته دخل بها « وكرهت ان أدعو بالماء » للاحتشام أو لخوف السمّ ، والظاهر ان الاغتمأمّ كان للخوف علىّ نفسه ولذا ابتدأعليه‌السلام بالشرب وتبسم « أنا أظنه كما يقولون » أي أنه إمام أو يعلم ما في النفوس ، وفي إرشاد المفيد قال محمّد بن حمزة : فقال لي محمّد بن عليّ الهاشمي : والله إنّني أظنّ انّ أبا جعفر يعلم ما في النفوس كما تقول الرافضة.

١٠٨

٧ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه قال استأذن علىّ أبي جعفرعليه‌السلام قوم من أهل النواحي من الشيعة فأذن لهم فدخلوا فسألوه في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة

_____________________________________________

الحديث السابع : حسن كالصحيح.

« من أهل النواحي » أي الآفاق البعيدة المختلفة من أطراف الأرض أتوا للحج كما روى الشيخ المفيدقدس‌سره في كتاب الاختصاص عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه قال : لـمّا مات أبو الحسن الرّضاعليه‌السلام حججنا فدخلنا علىّ أبي جعفرعليه‌السلام فدخل عمّه عبد الله بن موسى وكان شيخاً كبيراً نبيلاً عليه ثياب خشنة ، وبين عينيه سجادة فجلس وخرج أبو جعفرعليه‌السلام من الحجرة وعليه قميص قصب ورداء قصب ونعل حذو بيضاء فقأمّ عبد الله فاستقبله وقبل بين عينيه وقامت الشيعة وقعد أبو جعفرعليه‌السلام علىّ كرسي ونظر الناس بعضهم إلى بعض تحيرا لصغر سنه ، فانتدب رجل من القوم فقال لعمّه : أصلحك الله ما تقول في رجل أتى بهيمة؟ فقال : تقطع يمينه ويضرب الحد فغضب أبو جعفرعليه‌السلام ثمّ نظر إليه وقال : يا عم اتق الله ، اتق الله إنّه لعظيم ان تقف يوم القيامة بين يدي الله عز وجل فيقول لك : لم أفتيت الناس بما لا تعلم؟ فقال له عمّه : يا سيّدي أليس قال هذا أبوك صلوات الله عليه؟ فقال أبو جعفرعليه‌السلام إنما سئل أبي عن رجل نبش قبر امرأة فنكحها ، فقال أبي : تقطع يمينه للنبش ويضرب حد الزنا ، فان حرمة الميتة كحرمة الحية ، فقال : صدقت يا سيّدي وأنا أستغفر الله ، فتعجب الناس وقالوا : يا سيدنا أتأذن لنا ان نسألك؟ فقال : نعم ، فسألوه في مجلس عن ثلاثين ألف مسألة فأجابهم فيها وله تسع سنين.

وأقول : يشكلّ هذا بأنه لو كان السؤال والجواب عن كلّ مسألة بيتا واحداً أعنّي خمسين حرفاً لكان أكثر من ثلاث ختمات للقران فكيف يمكن ذلك في مجلس واحد؟ ولو قيل جوابهعليه‌السلام كان في الأكثر بلا ونعم أو بالإعجاز في أسرع زمان ففي السؤال لم يكن كذلك.

ويمكن الجواب بوجوه : الأول : ان الكلام محمول علىّ المبالغة في كثرة الأسئلة

١٠٩

فأجابعليه‌السلام وله عشر سنين.

٨ - عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن عليّ بن الحكم ، عن دعبل بن عليّ أنه دخل علىّ أبي الحسن الرّضاعليه‌السلام وأمرّ له بشيء فأخذه ولم يحمد الله قال فقال له لم لم تحمد الله ؟ قال : ثمّ دخلت بعد علىّ أبي جعفرعليه‌السلام وأمر لي بشيء فقلت : الحمد لله فقال لي : تأدَّبت.

_____________________________________________

والأجوبة ، فانّ عدّ مثل ذلك أيضاً مستبعد جدّاً.

الثاني : أنّه يمكن ان يكون في خواطر القوم أسؤلة كثيرة متفقّة ، فلـما أجابعليه‌السلام عن واحد فقد أجاب عن الجميع.

الثالث : ان يكون إشارة إلى كثرة ما يستنبط من كلماته الموجزة المشتملة علىّ الأحكام الكثيرة ، وهذا وجه قريب.

الرابع : ان يكون المراد بوحدة المجلس الوحدة النوعيّة أو مكان واحد كمنى وان كان في أيّام متعدّدة.

الخامس : ان يكون مبنيّاً علىّ بسط الزمان الّذي يقول به الصوفية لكنّه مخالف للعقل.

السادس : ان يكون إعجازهعليه‌السلام أثّر في سرعة كلام القوم أيضاً أو كان يجيبهم بما يعلم من ضمائرهم قبل سؤالهم.

السابع : ما قيل انّ المراد السؤال بعرض المكتوبات والطومارات فوقع الجواب بخرق العادة.

الحديث الثامن : ضعيف علىّ المشهور.

ودعبل بكسر الدال وسكون العين وفتح الباء شاعر خزاعيّ مشهور كان مدّاح الرضاعليه‌السلام وله قصائد معروفة وقصص مشهورة.

قولهعليه‌السلام : تأدّبت أشار به إلى تأديب الرّضاعليه‌السلام إيّاه أي قبلت الأدب والآداب الصفات والأفعال الجميلة ، قال في القاموس : الأدب محرّكة : حسن التناول ، أدب كحسن أدباً فهو أديب ، وأدّبه علّمه فتأدب واستأدب.

١١٠

٩ - الحسين بن محمّد ، عن معلىّ بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، عن محمّد بن سنان قال دخلت علىّ أبي الحسنعليه‌السلام فقال يا محمّد حدث بآل فرج حدث فقلت مات عمر فقال الحمد لله حتّى أحصيت له أربعاً وعشرين مرّة فقلت يا سيّدي لو علمت انّ هذا يسرُّك لجئت حافياً أعدو إليك قال يا محمّد أولا تدري ما قال لعنه الله لمحمّد بن عليّ أبي ؟ قال قلت : لا قال خاطبه في شيء فقال أظنّك سكران فقال

_____________________________________________

الحديث التاسع : ضعيف علىّ المشهور.

وعمر بن الفرج قيل : كان والي المدينة ، والفرج كان مولى آل يقطين ، وقال المسعودي : في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين سخط المتوكلّ علىّ عمر بن فرج الرخجي وكان من عليه الكتاب وأخذ منه مالاً وجواهراً مائة ألف وعشرين ألف دينار ، وأخذ من أخيه نحو مائة ألف دينار وخمسين ألف دينار ، ثمّ صالح عمر علىّ إحدى عشر ألف درهم علىّ ان يرد عليه ضياعه ، ثمّ غضب عليه مرة ثانية ثمّ أمرّ ان يصفع(١) في كلّ يوم فأحصى ما صفع فكانت ستة آلاف صفعة ، وألبس جبة صوف ثمّ رضي عنه ثمّ سخط عليه ثالثة وأحدر(٢) إلى بغداد وأقام بها حتّى مات.

وقال صاحب المقاتل : استعمل المتوكلّ علىّ المدينة ومكّة عمر بن الفرج الرخجي فمنع آل أبي طالب من التعرض لمسألة الناس ومنع الناس من برهم وكان لا يبلغه ان أحداً بر أحداً منهم بشيء وان قل إلّا أنهكه عقوبة(٣) وأثقله غرما حتّى كان القميص يكون بين جماعة من العلوية يصلين فيه واحدة بعد واحدة ثمّ يرفضه ويجلس عواري حواسر إلى ان قتل المتوكلّ فعطف المستنصر عليهم وأحسن إليهم ووجه بمال فرقه فيهم ، وكان يؤثّر مخالفة أبيه في جميع أحواله ومضادة مذهبه طعنا عليه ، انتهى.

__________________

(١) صفعه : ضرب قفاه أو بدنه بكفّه مبسوطة.

(٢) أحدره : أرسله إلى أسفل.

(٣) أنهكه : بالغ في عقوبته.

١١١

أبي اللهمَّ ان كنت تعلم أني أمسيت لك صائماً فأذقه طعم الحرب وذُلَّ الأسر فو الله ان ذهبت الأيّام حتّى حرب ماله وما كان له ثمّ أخذ أسيراً وهو ذا قد مات - لا رحمه‌الله - وقد أدال الله عزَّ وجلَّ منه وما زال يديل أولياءه من أعدائه.

١٠ - أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن حسان ، عن أبي هاشم الجعفري قال صليت مع أبي جعفرعليه‌السلام في مسجد المسيّب وصلّى بنا في موضع القبلة سواء وذكر ان السدرة الّتي في المسجد كانت يابسة ليس عليها ورق فدعا بماء وتهيأ تحت السدرة فعاشت

_____________________________________________

وقال الجوهري : تقول حربه يحربه حرباً مثل طلبه يطلبه إذا أخذ ماله وتركه بلا شيء ، وقد حرب ماله أي سلبه فهو محروب وحريب ، وقال : الدولة في الحرب ان تداول إحدى الفئتين علىّ الأخرى ، يقال : كانت لنا عليهم الدولة ، والدولة بالضمّ في المال ، يقال : صار الفيء دولة بينهم يتداولونه ، يكون مرّة لهذا ومرّة لهذا ، وأدالنا الله من عدوّنا من الدولة ، والإدالة : الغلبة يقال : اللهم أدلني علىّ فلان وانصرني عليه.

الحديث العاشر : ضعيف.

قوله : سواء أي لم ينحرف عن القبلة لصّحتها ، أو لم يدخل المحراب الداخل كما يصنع المخالفون ، بل قأمّ في مثل ما قمنا عليه ، ولم يتقدم علينا كثيراً لتضيّق المكان أو لوجه آخر ، أو كان الموضع الذي قامعليه‌السلام عليه وسطاً مستوي النسبة إلى الجانبين قال في النهاية : سواء الشيء وسطه ، لاستواء المسافة إليه من الأطراف ، وقيل : سواء أي صلاة المغرب ، لاستوائها في المسافر والمقيم ، ولا يخفى بعده ، وتهيّأ للصلاة أي توضّأ.

وروى المفيد في الإرشاد والطبرسي في إعلام الورى : أنه لـمّا انصرف أبو جعفرعليه‌السلام من عند المأمون ببغداد ومعه أمّ الفضل إلى المدينة صار إلى شارع باب الكوفة والناس يشيّعونه ، فانتهى إلى دار المسيّب عند مغيب الشمس ، فنزل ودخل المسجد وكان في صحنه نبقة لم يحمل بعد فدعا بكوز فيه ماء فتوضّأ في أصل النبقة وقام وصلى

١١٢

السدرة وأورقت وحملت من عامها.

١١ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحجال وعمرو بن عثمان ، عن رجل من أهل المدينة ، عن المطرفي قال مضى أبو الحسن الرّضاعليه‌السلام ولي عليه أربعة آلاف درهم فقلت في نفسي ذهب مالي فأرسل إلي أبو جعفرعليه‌السلام إذا كان غداً فأتني وليكن معك ميزان وأوزان فدخلت علىّ أبي جعفرعليه‌السلام فقال لي مضى أبو الحسن ولك عليه أربعة آلاف درهم فقلت نعم فرفع المصلّى الذي كان تحته فإذا تحته دنانير فدفعها إلي.

١٢ - سعد بن عبد الله والحميري جميعاً ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي

_____________________________________________

بالناس صلاة المغرب فقرأ في الأولى الحمد ، وإذا جاء نصر الله ، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد وقنت قبل الركوع وجلس بعد التسليم هنيئة يذكر الله تبارك وتعالى وقام من غير تعقيب ، فصلّى النوافل أربع ركعات وعقّب بعدها وسجد سجدتي الشكر ثمّ خرج ، فلـمّا انتهى إلى النبقة رآها الناس وقد حملت حملا كثيراً حسناً فتعجبّوا من ذلك فأكلوا منها فوجدوه نبقاً حلواً لا عجم له ، ومضىعليه‌السلام إلى المدينة ولم يزل بها حتّى أشخصه المعتصم إلى بغداد في أول سنة خمس وعشرين ومائتين ، فأقام بها حتّى توفّي في آخر ذي القعدَّة من هذه السنة ، انتهى.

والنبق بالفتح ككتف حمل السدر.

الحديث الحادي عشر : مجهول.

والحجال اسمّه عبد الله بن محمّد ، والمطرفي نسبة إلى مطرف بتثليث الميم وفتح الراء ، رداء من خزّ فيه إعلام بالبيع أو النسج أو اللبس ، والأوزان جمع الوزنة وهي ما يوزن به من الحديد ونحوه ، ويدلّ علىّ أنه يجوز إيفاء الدنانير بدل الدراهم.ما يوزن به من الحديد ونحوه ، ويدلّ علىّ أنه يجوز إيفاء الدنانير بدل الدراهم.

الحديث الثاني عشر : ضعيف علىّ المشهور موقوف.

وهو مخالف لـما اختاره في أوّل الباب ، وكأنه لم يختره لعدم موافقته لـما مرّ بهذا السند في وفاة الرّضاعليه‌السلام إذ ليس بين التاريخين تسع عشرة سنة ، ولذا قال بعضهم :

١١٣

عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان قال قبض محمّد بن عليّ وهو ابن خمس وعشرين سنة وثلاثة أشهر واثني عشر يوماً توفّي يوم الثلاثاء لستّ خلون من ذي الحجّة سنة عشرين ومائتين عاش بعد أبيه تسع عشرة سنة إلّا خمساً وعشرين يوماً.

( باب )

( مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما‌السلام [ والرضوان ] )

ولدعليه‌السلام للنصف من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة ومائتين وروي أنّه ولدعليه‌السلام في رجب سنة أربع عشرة ومائتين ومضى لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة أربع

_____________________________________________

كانت مدّة إمامته ثمانية عشر سنة ، وفي إعلام الورى سبع عشرة سنة لأنه ذكر ان وفاة الرّضاعليه‌السلام كانت سنة ثلاث ومائتين ، نعم هذا يوافق ما رواه في كشف الغمّة عن ابن الخشاب بإسناده عن محمّد بن سنان ان وفاة الرّضاعليه‌السلام كانت سنة مائتي سنة وسنة من الهجرة ، ويستفاد من هذا الخبر ان ولادتهعليه‌السلام كانت في أواخر شهر رمضان ، وانّ عمرهعليه‌السلام كان عند وفاة أبيهعليه‌السلام ستّ سنين وأربعة أشهر وسبعة أيّام ، وعلىّ ما اختاره المصنف (ره) من التاريخ كان لهعليه‌السلام في أوّل إمامته سبع سنين وخمسة أشهر.

باب مولد أبي الحسن عليّ بن محمّدعليهما‌السلام

أقول : علي التاريخ الأوّل من التاريخين الذين ذكرهما كان سنّه في بدو إمامته ثمان سنين إلّا نصف شهر ، وعلىّ الثاني ستّ سنين وأربعة أشهر ، وقال الشيخ (ره) في المصباح : روي ان يوم السابع من ذي الحجّة ولد أبو الحسن عليّ بن محمّد العسكريعليهما‌السلام وقال في موضع آخر : قال ابن عياش : وذكر المولودين في رجب الدعاء كما مرّ ثمّ قال : وذكر ابن عياش أنه كان مولدهعليه‌السلام يوم الثاني من رجب ، وذكر أيضاً أنه كان يوم الخامس ، وقال : روى إبراهيم بن هاشم القمي قال : ولدعليه‌السلام يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة مضت من رجب سنة أربع عشرة ومائتين.

١١٤

وخمسين ومائتين وروي أنه قبضعليه‌السلام في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين وله إحدى وأربعون سنة وستّة أشهر .وأربعون سنة علىّ المولد الآخر الذي روي ، وكان المتوكلّ أشخصه مع يحيى بن هرثمة بن أعين من المدينة إلى سرَّ من رأى ، فتوفّي بهاعليه‌السلام ودفن في داره وأمّه أمّ ولد يقال لها سمانة.

_____________________________________________

وقال في إعلام الورى : ولدعليه‌السلام بصريا من المدينة النصف من ذي الحجّة سنة اثنتا عشرة ومائتين ، وفي رواية ابن عياش : يوم الثلاثاء الخامس من رجب ، وأمّه أمّ ولد يقال لها سمانة.

وقال ابن شهرآشوب : ويقال : انّ أمّه المعروفة بالسيّدة أمّ الفضل ، وقال ابن بابويه : وسمّه المعتمد ، وقال الكفعمي : سمّه المعتز.

واختلف في تاريخ وفاتهعليه‌السلام قال الشيخ في المصباح : روى إبراهيم بن هاشم القمي قال : توفّي يوم الاثنين لثلاث خلون من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين ، ونحوه روي عن ابن عياش وزادوا له يومئذ إحدى وأربعون سنة ، وقال ابن شهرآشوب قبضعليه‌السلام بسرّ من رأى الثالث من رجب ، وقيل : يوم الاثنين لثلاث ليال بقين من جمادى الآخرة نصف النّهار ، وقال محمّد بن طلحة : مات لخمس ليال بقين من جمادى الآخرة وكذا قال ابن الخشاب ، وفي إعلام الورى وربيع الشيعة : قبضعليه‌السلام بسر من رأى في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين ، وله يومئذ إحدى وأربعون سنة وأشهر ، وكان المتوكلّ قد أشخصه مع يحيى بن هرثمة بن أعين من المدينة إلى سر من رأى ، فأقام بها حتّى مضى لسبيله ، وكانت مدة إمامته ثلاث وثلاثين سنة ، وأمّه أمّ ولد يقال لها : سمانة ، ولقبه النقي والعالم والفقيه والأمين والطيب ، ويقال له أبو الحسن الثالث ، وكان في أيّام إمامته بقية ملك المعتصم ثمّ ملك الواثق خمس سنين وسبعة أشهر ، ثمّ ملك المتوكلّ أربع عشرة سنة ، ثمّ ملك ابنه المنتصر ستة أشهر ، ثمّ ملك المستعين وهو أحمد بن المعتصم سنتين وتسعة أشهر ثمّ ملك المعتز وهو الزبير بن المتوكلّ ثماني سنين وستة أشهر وفي آخر ملكه استشهد ولي الله عليّ بن محمّد ودفن في داره بسر من

١١٥

١ - الحسين بن محمّد ، عن معلىّ بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن خيران الأسباطي قال قدمت علىّ أبي الحسنعليه‌السلام المدينة فقال لي ما خبر الواثق عندك؟

_____________________________________________

رأى ، انتهى.

وفي الصحاح : الهرثمة الأسد ومنه سمي الرجل هرثمة.

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

وفي رجال الشيخ خيران الخادم ثقة « دي »(١) خيران بن إسحاق الراكاني « دي » وفي « جش » خيران مولى الرّضاعليه‌السلام له كتاب روى عنه العبيدي.

والواثق هو هارون بن المعتصم بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العباس ، التاسع من الخلفاء العباسية لعنهم الله.

وقال في الكامل : بويع في اليوم الذي توفّي فيه أبوه وذلك يوم الخميس لثمان عشرة مضت من ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين ، وكان يكنّى أبا جعفر وأمّه أمّ ولد رومية تسمّى قراطيس ، وتوفّي لستّ بقين من ذي الحجّة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، فكانت خلافته خمس سنين وتسعة أشهر وخمسة أيّام ، وكان عمره اثنتين وثلاثين سنة ، وقيل : كان ستا وثلاثين قال : قال أحمد بن محمّد الواسطي : كنت فيمن يمرضه يعنّي الواثق ، فلحقته غشية وأنا في جماعة من أصحابه قيام ، فقلنا : لو عرفنا خبره ، فتقدمت إليه فلـمّا صرت عند رأسه فتح عينيه فكدت ان أموت من خوفه فرجعت إلى خلف فتعلقت قبيعة سيفي بعتبة المجلس فاندقت وسلمت من جراحه ووقفت في موقفي ، ثمّ مات فسجيناه وجاء الفراشون فأخذوا ما تحته في المجلس لأنه مكتوب عليهم واشتغلوا بأخذ البيعة ، وجلستّ علىّ باب المجلس لحفظ البيت ورددت الباب فسمعت حسا ففتحت الباب فإذا جرذ(٢) قد دخل من بستان هناك فأكل

__________________

(١) من رموز الكتاب ، يعنى إنّه من أصحاب الهاديعليه‌السلام .

(٢) الجُرَد - كصُرَد - : نوع من الفار.

١١٦

_____________________________________________

إحدى عيني الواثق ، فقلت : لا إله إلّا الله هذه العين الّتي فتحها من ساعة فاندق سيفي هيبة لها صارت طعمة لدابة ضعيفة.

وبعد موته بويع المتوكلّ علىّ الله جعفر بن المعتصم وكان عمره ستا وعشرين ، وقال : قبض المتوكلّ علىّ محمّد بن عبد الملك الزيات وحبسه لتسع خلون من صفر ، وكان سببه ان الواثق استوزر محمّد بن عبد الملك وفوض الأمور كلها إليه ، وكان الواثق قد غضب علىّ أخيه جعفر المتوكلّ ووكلّ عليه من يحفظه ويأتيه بالأخبار فأتى المتوكلّ إلى محمّد بن عبد الملك يسأله ان يكلم الواثق ليرضي عنه فوقف بين يديه يكلمه ، ثمّ أشار بالقعود فقعد فلـمّا فرغ من الكتب الذي بين يديه التفت إليه كالمتهدد ، وقال : ما جاء بك؟ قال : جئت لتسأل أمير المؤمنين الرّضا عنّي ، قال لمن حوله : انظروا يغضب أخاه ثمّ يسألني ان أسترضيه ، اذهب فإنك إذا صلحت رضي عنك ، فقام عنه حزينا فأتى أحمد بن أبي داود فقام إليه أحمد واستقبله إلى باب البيت وقبله ، وقال : ما حاجتك جعلت فداك؟ قال : جئت لتسترضي أمير المؤمنين قال : أفعل ونعمة عين وكرامة ، فكلم أحمد الواثق فيه فوجدّه لم يرض عنه ثمّ كلمه فيه ثانية فرضي عنه وكساه.

ولـمّا خرج المتوكلّ من عند ابن الزيات كتب إلى الواثق ان جعفرا أتاني في زي المخنثين له شعر بقفاه يسألني ان أسأل أمير المؤمنين الرّضا عنه ، فكتب إليه الواثق ابعث إليه فأحضره ومرّ من يجز شعره فيضرب به وجهه ، قال المتوكلّ : لـمّا أتاني رسوله لبستّ سوادا جديدا وأتيته رجاء ان يكون قد أتاه الرّضا عنّي ، فاستدعى حجاما فأخذ شعري علىّ السواد الجديد ، ثمّ ضرب به وجهي ، فلـمّا ولي المتوكلّ الخلافة أمهل حتّى كان صفر فأمرّ إيتاخ (١) بأخذ ابن الزيات وتعذيبه فاستحضره فركب يظن ان الخليفة يطيبه ، فلـمّا حاذى دار إيتاخ عدل به إليه ، فخاف فأدخله حجرة ووكلّ عليه وأرسل إلى منازله من أصحابه من هجم عليهم وأخذ كلّ ما فيها

__________________

(١) ايتاخ : اسم رجل من عمّال المتوكل.

١١٧

قلت : جعلت فداك خلّفته في عافية ،أنا من أقرب الناس عهدا به عهدي به منذ عشرة أيّام قال فقال لي ان أهل المدينة يقولون :إنّه مات ، فلـمّا ان قال لي الناس علمت أنّه هو ثمَّ قال لي ما فعل جعفر قلت تركته أسوأ النّاس حالاً في السجن قال فقال أما إنه صاحب الأمر ما فعل ابن الزيات قلت جعلت فداك النّاس معه والأمرّ أمره قال فقال : أما إنّه شؤم عليه قال ثمّ سكت

_____________________________________________

واستصفى أمواله وأملاكه في جميع البلاد ، وكان شديد الجزع كثير البكاء ثمّ سوهر وكان ينخس بمسيلة(١) لئلا ينام ، ثمّ ترك فنام يوماً وليلة ثمّ سوهر ، ثمّ جعل في تنور كان عمله هو وعذب به ابن أسباط المصري وأخذ ماله ، وكان من خشب فيه مسامير من حديد أطرافها إلى داخل التنور تمنع من يكون فيه من الحركة ، وكان ضيقاً بحيث ان الإنسان كان يمد يديه إلى فوق رأسه ليقدر علىّ دخوله لضيقه ، ولا يقدر ان يجلس فبقي أياما ومات ، وكان حبسه لتسع خلون من صفر وموته لإحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول.

واختلف في سبب موته فقيل ما ذكرناه ، وقيل : بل ضرب فمات وهو يضرب ، وقيل : مات بغير ضرب وهو أصح ، وقيل إنه لـمّا دفن نبشته الكلاب وأخذت لحمه وسمع قبل موته يقول لنفسه : يا محمّد لم تقنعك النعمة والدواب والدار النظيفة والنعمة والكسوة وأنت في عافية حتّى طلبت الوزارة ذق ما عملت بنفسك ، ثمّ سكت عن ذلك وكان لا يزيد علىّ التشهد وذكر الله عز وجل.

وكان ابن الزيات صديقاً لإبراهيم الصولي ، فلـمّا ولي الوزارة صادرة بألف ألف وخمسمائة درهم ، انتهى.

قوله « خلّفته » أي في سر من رأى ، واللام في الناس للعهد الخارجي أي أهل المدينة والحاصل أنه لـمّا نسب القول إلى أهل المدينة ولم يعيّن أحداً علمت أنّه تورية ، ويقول ذلك بعلمه بالمغيبات « صاحب الإمر » أي الملك والخلافة.

__________________

(١) نخس الدابة وغيرها : غرز جنبها أو مؤخرها بعود ونحوه فهاجت. والمسيل : الجريد الرطب.

١١٨

وقال لي لا بد ان تجري مقادير الله تعالى وأحكأمّه يا خيران مات الواثق وقد قعد المتوكلّ جعفر وقد قتل ابن الزيات فقلت متى جعلت فداك قال بعد خروجك بستة أيام.

٢ - الحسين بن محمّد ، عن معلىّ بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، عن محمّد بن يحيى ، عن صالح بن سعيد قال دخلت علىّ أبي الحسنعليه‌السلام فقلت له جعلت فداك في كلّ الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتّى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك فقال هاهنا أنت يا ابن سعيد ثمّ أومأ بيده وقال انظر فنظرت فإذا أنا بروضات آنقات وروضات باسرات فيهن خيرات عطرات وولدان كأنهن

_____________________________________________

والخبر يدلّ علىّ أنه قتل ابن الزيات بلا فصل لا كما قاله ابن الأثير ، ونحوه قال أيضاً المسعودي في مروج الذهب ، ويمكن ان يكون قتلا محمولا علىّ المجاز ، أي سيقتل لكنه لا عبرة بتلك التواريخ.

وقال المسعودي : بويع المتوكلّ وهو ابن سبع وعشرين سنة وأشهر ، وقتل وهو ابن إحدى وأربعين سنة ، وقيل : ابن أربع وأربعين سنة ، وكانت خلافته أربع عشرة سنة وتسعة أشهر وتسع ليال ، وقتل ليلة الأربعاء لثلاث خلون من شوال من سنة سبع وأربعين ومائتين.

الحديث الثاني : ضعيف علىّ المشهور.

وضمير « أرادوا » راجع إلى المتوكلّ وأمرائه ، أو إلى الخلفاء وأعوانهم ، والباء في « بك » للتعدية أو الملابسة ، والخان منزل للتجار وغيرهم مشتمل علىّ حجرات ، وفي القاموس : الصعلوك كعصفور الفقير « هيهنا أنت » أي أنت في هذا المقام من معرفتنا فتظن ان هذه الأمور تنقص في قدرنا ، وان تمتعنا منحصر في هذه الأمور الّتي منعونا منه ، والأنق محركة : الفرح والسرور والكلاء ، أنق كفرح والشيء أحبه ، وبه أعجب ، وأنقني إيناقا ونيقا بالكسر أعجبني ، وشيء أنيق كأمير حسن معجب.

قوله : وروضات باسرات في أكثر النسخ بالباء الموحدة أي ابتدأت فيها الثمرة

١١٩

اللّؤلؤ المكنون وأطيارٌ وظباءٌ وأنهارٌ تفور فحار بصري وحسرت عيني فقال حيث كنا فهذا لنا عتيد لسنا في خان الصعاليك.

_____________________________________________

أو كانت غضّاً طريّاً ، قال الجوهري : البسر النخل صار ما عليه بسراً ، وقال للشمس في أول طلوعها : بسرة ، والبسرة من النبات : أولها والبسرة الماء الطريّ القريب العهد بالمطر ، وفي المصباح : البسر من كلّ شيء الغضّ ، ونبات بسر أي طري ، وفي بعض النسخ بالياء المثناة بمعنى السهل ففي الإسناد تجوّز لكنّه بعيد.

ونقل في إعلام الورى هذا الحديث عن الكليني وليستّ فيه هذه الفقرة.

وفي كشف الغمة فإذا أنا بروضات أنيقات وأنهار جاريات وجنات فيها خيرات عطرات.

وقال البيضاوي في قوله تعالى : « فِيهِنَّ خَيْراتٌ »(١) أي خيرات فخففت ، لان خيراً الذي بمعنى أخير لا يجمع ، وقد قرئ علىّ الأصل حسان أي حسان الخلق والخلق ، وفي قوله : « كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ »(٢) أي المصون عما يضر به في الصفاء والنقاء.

« وأنهار تفور » أي تنبع من مخارجها بدفع وقوة و « حسرت » كضربت أي كلت وانقطعت لشدّة ضياء ما رأت « عتيد » أي حاضر مهيأ.

وروي في الخرائج عن صالح بن سعيد ان المتوكلّ بعث إلى أبي الحسنعليه‌السلام يدعوه إلى الحضور بالعسكر ، فلـمّا وصل تقدم بان يحجب عنه في يومه فنزل في خان الصعاليك ، فدخلت عليه فيه فقلت في كلّ الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتّى أنزلوك هذا الخان فقال : هيهنا أنت يا ابن سعيد ثمّ أومأ بيده فإذا أنا بروضات وأنهار فيها خيرات وولدان ، فحار بصري وكثر تعجبي فقال لي : حيث كنا فهذا لنا.

أقول : لـمّا قصر علم السائل وفهمه عن إدراك اللذات الروحانية والوصول إلى

__________________

(١) سورة الرحمن : ٧٠.

(٢) سورة الواقعة : ٢٣.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293