مرآة العقول الجزء ٦

مرآة العقول6%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 293

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 293 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 4702 / تحميل: 7237
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

_____________________________________________

درجاتهم المعنوية ، وتوهم ان هذه الأمور مما يحط من منزلتهم ولم يعلم ان تلك الأمور مما يزيد في مراتبهم ويضاعف قربهم ودرجاتهم ولذاتهم الروحانية ، وأنهم عرفوا الدنيا وزهدوا فيها واجتووا(١) لذاتها ونعيمها وكان نظره مقصورا علىّ اللذات الجسمانية الدنية الفانية فلذا أراهعليه‌السلام ذلك لأنه كان ذلك مبلغه من العلم وأما كيفية رؤيته لها فهي محجوبة عنا ، والنظر فيها لا يهمنا لكن يخطر لنا بقدر فهمنا وجوه :

الأول : أنّه تعالى أوجد في هذا الوقت لإظهار إعجازهعليه‌السلام هذه الأشياء في الهواء فرآه ليعلم انّ أمثال هذه الأمور لتسليمهم ورضاهم بقضاء الله وإلّا فهم يقدرون علىّ أمثال هذه الأمور العظيمة وإمامتهم الواقعية وقدرتهم العلية ونفاذ حكمهم في عوالم الملك والملكوت وخلافتهم الكبرى ، لم تنقص بما يرى فيهم من المذلة والمظلوميّة والمقهوريّة.

الثاني : انّ تلك الأشكال أوجدها الله في حسه المشترك إيذانا بان اللذات الدنيويّة مثل تلك الخيالات الوهميّة عندنا كما يرى النائم أشياء في منامه فيلتذ كالتذاذه في اليقظة ولذا قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا.

الثالث : أنهعليه‌السلام أراه صور اللذات الروحانيّة الّتي معهم دائماً بما يوافق فهمه فإنه كان في منام طويل وغفلة عظيمة عن درجات العارفين ولذّاتهم ، كما يرى النائم العلم بصورة الماء الصافي واللبن الثقيق(٢) والمال بصورة الحيّة وأمثال ذلك ، وهذا قريب من السابق وهما علىّ مذاق الحكماء والمتألهين.

الرابع : ما حقّقته في بعض المواضع وملخّصه انّ النشئات مختلفة ، والحواس في إدراكها متفاوتة ، كما انّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يرى جبرئيل وسائر الملائكةعليهم‌السلام ، والصحابة لم يكونوا يرونهم ، وأمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يرى الأرواح في

__________________

(١) أي كرهوا.

(٢) كذا في الأصل ، وفي نسخة « العقيقي » والكلمة مصحّفة.

١٢١

٣ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، عن عليّ بن محمّد ، عن إسحاق الجلّاب قال اشتريت لأبي الحسنعليه‌السلام غنماً كثيرة فدعاني فأدخلني من إصطبل داره إلى موضع واسع لا أعرفه فجعلت أفرّق تلك الغنم فيمن أمرني به فبعث إلى أبي جعفر وإلى والدته وغيرهما ممّن أمرني ثمّ استأذنته في

_____________________________________________

وادي السلام وحبّة وغيره لا يرونهم ، فيمكن ان يكون جميع هذه الأمور في جميع الأوقات حاضرة عندهمعليهم‌السلام ويرونها ويلتذون بها ، لكن لـمّا كانت أجساما لطيفة روحانية ملكوتية ، لم يكن سائر الخلق يرونها ، فقوى الله بصر السائل بإعجازهعليه‌السلام حتّى رآها ، فعلىّ هذا لا يبعد ان يكون في وادي السلام جنات وأنهار ورياض وحياض ، يتمتع بها أرواح المؤمنين كما ورد في الأخبار بأجسادهم المثالية اللطيفة ، ونحن لا نراها وبهذا الوجه ينحل كثير من الشبه عن المعجزات وأخبار البرزخ والمعاد.

الخامس : ان يكون رأى ذلك في عالم المثال وهو العالم بين العالمين الذي أثبته الإشراقيون من الحكماء والصوفية ، وقد تكلمنا عليه في كتب السماء والعالم من كتابنا الكبير ، وهو قريب من الوجه السابق بوجه ومباين له من وجه ، والرابع لعله أحسن الوجوه ، وإنما ذكرنا هنا ما خطر ببالنا القاصر والله يعلم حقائق الأمور وحججهعليهم‌السلام .

الحديث الثالث : ضعيف علىّ المشهور.

والجلاب بالفتح والتشديد : من يشتري الغنم ونحوها في موضع ويسوقها إلى موضع آخر ليبيعها ، وفي القاموس : الغنم محركة الشاة لا واحد لها من لفظها ، الواحدة شاة وهو اسم مؤنث للجنس يقع علىّ الذكور والإناث ، وعليهما جميعاً والجمع أغنام وغنوم وأغانم ، وقال : الإصطبل كجرد حل : موقف الدواب شامية « فجعلت » أي شرعت وأبو جعفر ابنه الكبير اسمّه محمّد مات قبل أبيهعليهما‌السلام وقد مرّ ذكره في باب النص علىّ أبي محمّدعليه‌السلام ، وقيل : ان المراد به محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن موسى بن

١٢٢

الانصراف إلى بغداد إلى والدي وكان ذلك يوم التروية فكتب إلي تقيم غداً عندنا ثمّ تنصرف قال فأقمت فلـمّا كان يوم عرفة أقمت عنده وبت ليلة الأضحى في رواق له فلـمّا كان في السحر أتاني فقال يا إسحاق قم قال فقمت ففتحت عيني فإذا أنا علىّ بابي ببغداد قال فدخلت علىّ والدي وأنا في أصحابي فقلت لهم عرفت بالعسكر وخرجت ببغداد إلى العيد.

٤ - عليّ بن محمّد ، عن إبراهيم بن محمّد الطاهري قال مرض المتوكلّ من خراج خرج به وأشرف منه علىّ الهلاك فلم يجسر أحد ان يمسه بحديدة فنذرت أمّه ان عوفي ان تحمل إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد مالاً جليلا من مالها وقال له الفتح بن

_____________________________________________

جعفر ، فإنه المكنى بأبي جعفر ، ولا يخفى ما فيه.

« إلى والدي » بالتوحيد أو التثنية ، أي بالشد وعدمه ، ويوم التروية ثامن ذي الحجّة « أقمت عنده » أي لبثت أو أتيت بوظائف يوم عرفة من الدعاء وغيره ، وفي القاموس : الرواق ككتاب وغراب بيت كالفسطاط أو سقف في مقدّم البيت ، انتهى.

ولعلّ المراد هنا الإيوان ، والتعريف الوقوف بعرفات ، والمراد هنا الإتيان بأعمال عرفة و « خرجت » عطف علىّ قلت أو علىّ عرفت ، ويدلّ علىّ أنهم قادرون علىّ طي الأرض ونقل الشيء من مكان إلى مكان بأسرع زمان كما كان لآصفعليه‌السلام .

الحديث الرابع : مجهول.

والخراج كغراب : القروح والدماميل ميل العظيمة « فلم يجسر » أي لم يجترئ ، والفتح كان وزير المتوكلّ ومن كتابه وقتل معه.

قال المسعودي : كان الفتح بن خاقان التركي مولى المتوكلّ ، أغلب الناس عليه وأقربهم منه وأكثرهم تقدما عنده ، ولم يكن الفتح مع هذه المنزلة ممّن يرجى خيره أو يخاف شره ، وكان له نصيب من العلم ومنزلة من الأدب وألف كتاباً في أنواع من الآداب وترجمه بكتاب البستان.

١٢٣

خاقان : لو بعثت إلى هذا الرَّجل فسألته فإنه لا يخلو ان يكون عنده صفة يفرّج بها عنك ، فبعث إليه ووصف له علّته ، فردَّ إليه الرَّسول بان يؤخذ كسب الشاة فيداف بماء ورد فيوضع عليه ، فلـمّا رجع الرَّسول وأخبرهم أقبلوا يهزءون من قوله فقال له الفتح هو والله أعلم بما قال وأحضر الكسب وعمل كما قال ووضع عليه فغلبه النوم وسكن ، ثمّ انفتح وخرج منه ما كان فيه وبشّرت أمّه بعافيته ، فحملت إليه عشرة آلاف دينار تحت خاتمها ، ثمّ استقلَّ من علته فسعى إليه البطحائي العلوي

_____________________________________________

قوله : لو بعثت ، لو للتمني أو الجزاء محذوف « إلى هذا الرجل » يعنّي أبا الحسنعليه‌السلام « صفة » أي معالجة ، وفي القاموس : الكسب بالضمّ عصارة الدهن وفي المصباح الكسب وزان قفل : ثفل الدهن ، وهو معرب وأصله بالشين المعجمة ، انتهى.

وكان المراد هنا ما تلبد تحت أرجل الشاة من بعرها « فيداف » أي يخلط ويبل ، في القاموس : الدفوف الخلط ، والبل بماء ونحوه « ثمّ استقلّ من علّته » كأنه من الاستقلال بمعنى الارتفاع والاستبداد ، أي برأ كاملا ، وقيل : هو من القلة أي وجد علته قليلة والأول أظهر ، قال في النهاية : فيه حتّى يستقلّ الرمح بالظلّ هو من القلة لا من الإقلال والاستقلال الذي بمعنى الارتفاع والاستبداد ، يقال : تقلل الشيء واستقله وتقاله : إذا رآه قليلاً ، انتهى.

وفي إعلام الورى بخط مصنّفه أيضاً استقله ، وفي ربيع الشيعة « استبل » بالباء الموحدة وهذا أنسب ، قال في القاموس : البلّ بالكسر الشفاء ، وبل بلولا نجا من مرضه ، يبلّ بلّا وبللا وبلولا واستبل وابتل وتبللّ : حسنت حاله بعد الهزال « فسعى إليه » أي سعى بهعليه‌السلام إليه ، أي نمه وذمه وسعى في الإضرار به عنده ، وفي الإرشاد والإعلام فلـمّا كان بعد أيّام سعى البطحائي بأبي الحسنعليه‌السلام إلى المتوكلّ ، وفي الصحاح : سعى به إلى الوالي : وشى به ، أي ذمّه وافترى عليه ، والبطحائي هو محمّد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن أمير المؤمنين ، وهو وأبوه وجدّه كانوا مظاهرين لبني العباس علىّ سائر أولاد أبي طالب.

١٢٤

بأنّ أموالاً تحمل إليه وسلاحاً ، فقال لسعيد الحاجب اهجم عليه بالليل وخذ ما تجد عنده من الأموال والسلاح واحمله إلي قال إبراهيم بن محمّد فقال لي سعيد الحاجب صرت إلى داره بالليل ومعي سلم فصعدت السطح فلـمّا نزلت علىّ بعض الدرج في الظلمة لم أدر كيف أصل إلى الدّار ، فناداني : يا سعيد مكانك حتّى يأتوك بشمعة فلم ألبث ان أتوني بشمعة فنزلت فوجدته عليه جبة صوف وقلنسوة منها وسجادة علىّ حصير بين يديه فلم أشك أنه كان يصلي فقال لي دونك البيوت فدخلتها وفتّشتها فلم أجد فيها شيئاً ووجدت البدرة في بيته مختومة بخاتم أمّ المتوكلّ وكيسا مختوما وقال لي دونك المصلّى فرفعته فوجدت سيفا في جفن غير ملبس فأخذت ذلك وصرت إليه فلـمّا نظر إلى خاتم أمّه علىّ البدرة بعث إليها فخرجت

_____________________________________________

قال مؤلف عمدة الطالب كان الحسن بن زيد أمير المدينة من قبل المنصور الدوانيقي وكان مظاهراً لبني العباس علىّ بني عمّه الحسن المثنّى ، وهو أول من لبس السواد من العلويين ، وقال : القاسم ابنه كان زاهداً عأبداً ورعا إلّا أنه كان مظاهراً لبني العباس علىّ بني عمّه الحسن ، وقال محمّد بن القاسم يلقب بالبطحائي بفتح الباء منسوبا إلى البطحاء أو إلى البطحان ، واد بالمدينة قال العمري : وأحسب أنهم نسبوهم إلى أحد هذين الموضعين لإدمانه الجلوس فيه ، وكان محمّد البطحائي فقيها وأمّه نفيسة ، انتهى.

وفي القاموس : هجم عليه هجوماً : انتهى إليه بغتة ، أو دخل بغير إذن ، والدرج بالتحريك جمع الدرجة وهي الطريق إلى السطح والغرفة « مكانك » منصوب بتقدير الزم « وقلنسوة منها » أي من جنسها وهو الصوف « وسجادة » عطف عليّ عليه من قبيل عطف الجملة وهو مبتدأ خبره « علىّ حصير » أو غيره يسجد عليها في الصلاة « ودونك » اسم فعل أي أدرك « فلم أجد فيها شيئاً » أي مما ذكره الساعي « غير ملبس » أي بالجلد أو بما هو الشائع من زينة السيوف وحليتها ، وفي الإعلام وغيره في جفن ملبوس أي

١٢٥

إليه ، فأخبرني بعض خدم الخاصّة أنها قالت له كنت قد نذرت في علتك لـمّا أيستّ منك ان عوفيت حملت إليه من مالي عشرة آلاف دينار فحملتها إليه وهذا خاتمي علىّ الكيس وفتح الكيس الآخر فإذا فيه أربعمائة دينار فضم إلى البدرة بدرة أخرى وأمرني بحمل ذلك [ إليه ] فحملته ورددت السيف والكيسين وقلت له يا سيّدي عز عليّ فقال لي « سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ».

٥ - الحسين بن محمّد ، عن المعلىّ بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، عن عليّ بن محمّد النوفلي قال قال لي محمّد بن الفرج ان أبا الحسن كتب إليه يا محمّد أجمع أمرك وخذ حذرك قال فأنا في جمع أمري [ و ] ليس أدري ما كتب إلَّي حتّى ورد عليّ رسول حملني من مصر مقيّداً وضرب علىّ كلّ ما أملك وكنت في السجن ثمان

_____________________________________________

بالجلد فقط ، فكان المفعول بمعنى الفاعل « فأخبرني » كلام سعيد والخدم بالتحريك جمع خادم ، وكان إضافته إلى الخاصّة من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف ، أو المراد بالخاصّة الحرم الخاصّة أو أمّه ، ويقال : عز عليّ كذا ، أي اشتد وعظم ، وفي الإعلام وغيره : فحملتها إليه وهذا خاتمي علىّ الكيس ما حركه ، وفتح الكيس الآخر فإذا فيه أربعمائة دينار فأمرني ان يضمّ إلى البدرة بدرة أخرى وقال لي : احمل ذلك إلى أبي الحسن ، واردد عليه السيف والكيس ، فحملت ذلك واستحييت منه ، وقلت له : يا سيّدي اعزز عليّ بدخولي دارك بغير إذنك ولكنني مأمور ، فقال لي : يا سعيد سيعلم. الآية.

الحديث الخامس : ضعيف علىّ المشهور.

وكان محمّداً هذا أخو عمّر الذي مرّ ذكره لا سيما وقد وصفه بالرخجي في الإرشاد وغيره ، ويدلّ علىّ أنه لم يكن مثل أخيه في الشقاوة وقد مرّ أنه أخذ ماله مع مال أخيه والحذر بالكسر وبالتحريك الاحتياط والاحتراز ، واسم ليس ضمير الشان مستتر فيه وفي الإرشاد قال : فإنّي في جمع أمري لستّ أدري ما الذي أراد بما كتب به إلىّ ، وفي

١٢٦

سنين ثمّ ورد عليّ منه في السجن كتابٌ فيه يا محمّد لا تنزل في ناحية الجانب الغربي فقرأت الكتاب فقلت يكتب إليَّ بهذا وأنا في السجن ان هذا لعجب فما مكثت ان خلّي عنّي والحمد لله.

قال وكتب إليه محمّد بن الفرج يسأله عن ضياعه فكتب إليه سوف ترد عليك وما يضرُّك ان لا تردَّ عليك فلـمّا شخص محمّد بن الفرج إلى العسكر كتب إليه برّد ضياعه ومات قبل ذلك ، قال وكتب أحمد بن الخضيب إلى محمّد بن الفرج يسأله الخروج إلى العسكر فكتب إلى أبي الحسنعليه‌السلام يشاوره فكتب إليه اخرج فان فيه فرجك ان شاء الله تعالى فخرج فلم يلبث إلّا يسيرا حتّى مات.

٦ - الحسين بن محمّد ، عن رجل ، عن أحمد بن محمّد قال أخبرني أبو يعقوب قال :

_____________________________________________

لقاموس : ضرب علىّ يده : أمسك « في ناحية الجانب الغربي » أي بغداد ، وفي الإرشاد فما مكثت إلّا أيّاماً يسيرة حتّى أفرّج عنّي وحلت قيودي وخلي سبيلي ، ولـمّا رجع إلى العراق لم يقف ببغداد لـمّا أمره أبو الحسنعليه‌السلام وخرج إلى سر من رأى ، انتهى.

قوله : ان خلي ، قيل : ان زائدة لتأكيد الاتصال« خلي » مجهول باب التفعيل « عنّي » نائب الفاعل ، والضياع بالكسر جمع ضيعة وهي العقار« وما يضرك » ما نافية والاستفهام بعيد« قبل ذلك » أي قبل وصول الكتاب ، وفي الإرشاد وغيره : فلم يصل الكتاب حتّى مات فان فيه فرجك ، أي من الدنيا وشدائدها ، وظاهره كونه مشكوراً.

الحديث السادس : مجهول.

وأحمد بن الخضيب كان من قواد المتوكلّ ، ولـمّا قتل المتوكلّ وقعد المنتصر مكانه استوزره ، ونفى عبد الله بن يحيى بن خاقان ، وكانت مدة خلافة المنتصر ستة أشهر ويومين ، وقيل : ستة أشهر سواء ، فلـمّا توفّي دبر أحمد بن الخضيب حتّى اتفق الأتراك والموالي علىّ ان لا يتولى الخلافة أحد من ولد المتوكلّ لئلا يطلب منهم دم أبيه ، فاجتمعوا علىّ أحمد بن محمّد بن المعتصم وهو المستعين فبايعوه في أواخر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائتين.

١٢٧

رأيته - يعني محمّداً - قبل موته بالعسكر في عشية وقد استقبل أبا الحسنعليه‌السلام فنظر إليه واعتل من غد فدخلت إليه عائدا بعد أيّام من علته وقد ثقل فأخبرني أنه بعث إليه بثوب فأخذه وأدرجه ووضعه تحت رأسه قال فكفّن فيه قال أحمد قال أبو يعقوب رأيت أبا الحسنعليه‌السلام مع ابن الخضيب فقال له ابن الخضيب سر جعلت فداك فقال له أنت المقدّم فما لبث إلّا أربعة أيّام حتّى وضع الدَّهق علىّ ساق ابن الخضيب ثمّ نعي قال روي عنه حين ألح عليه ابن الخضيب في الدار الّتي يطلبها

_____________________________________________

وقال صاحب الكامل : في هذه السنة غضب الموالي علىّ أحمد بن الخضيب في جمادى الآخرة واستصفى ماله ومال ولده ، ونفي إلى أقريطش.

« يعنّي محمّداً » أي ابن الفرج المتقدم « في عشيّة » أي آخر يوم ، وفي الإرشاد والإعلام قال : رأيت محمّد بن الفرج قبل موته بالعسكر في عشية من العشايا واستقبل أبا الحسنعليه‌السلام فنظر إليه نظرا شافيا.

قولهعليه‌السلام : أنت المقدّم ، أي في الذهاب إلى الآخرة ، وكأنه هكذا فهم الراوي ، ويحتمل ان يكون غرض الراوي أنه لـمّا تقدم عليه صلوات الله عليه وان كلفه التقدم علىّ الرسم والعادة ابتلي بما ذكر ، وفي الإرشاد وغيره قال : رأيت أبا الحسنعليه‌السلام مع أحمد بن الخضيب يتسايران وقد قصر عنه أبو الحسنعليه‌السلام فقال له : إلخ.

وأقول : علىّ ما ذكرنا الظاهر ان هذا كان في زمان المستعين ، وفي القاموس : الدهق محركة خشبتان يغمز بهما الساق فارسيته إشكنجه « ثمّ نعى » أي أتى خبر موته في الحبس كما مرّ ، وفي الإرشاد ثمّ قتل أي في الحبس ، وقال ابن الجوزي في التلقيح : قتل المتوكلّ ليلة الأربعاء لأربع خلون من شوال سنة تسع وأربعين ومائتين وولي بعده المنتصر ابنه وكان خلافته ستة أشهر وولي بعده المستعين ، وكانت خلافته ثلاث سنين وستة أشهر وثلاث وعشرين يوماً.

« قال : روي » ضمير « قال » راجع إلى أحمد ، وضمير روى إلى أبي يعقوب « في الدار الّتي يطلبها منه » أي كان يطلب منهعليه‌السلام دار أنزلها وسكنها ، وفي الإرشاد

١٢٨

منه ، بعث إليه لأقعدَّن بك من الله عزَّ وجلَّ مقعداً لا يبقى لك باقية فأخذه الله عزَّ وجلَّ في تلك الأيّام.

٧ - محمّد بن يحيى ، عن بعض أصحابنا قال أخذت نسخة كتاب المتوكلّ إلى أبي الحسن الثالثعليه‌السلام من يحيى بن هرثمة في سنة ثلاث وأربعين ومائتين وهذه نسخته:

بِسْمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحِيمِ أمّا بعد فانَّ أمير المؤمنين عارف بقدرك راع

_____________________________________________

وغيره : في الدار الّتي كان قد نزلها وطالبه بالانتقال منها وتسليمها إليه.

قوله : لأقعدن بك ، الباء للتعليل أي للدعاء عليك ، ومن للنسبة « لا يبقى » علىّ بناء الأفعال أو المجرّد « باقية » أي حال باقية ، كناية عن موته أو خليفة كناية عن استئصاله أو مدّة باقية كناية عن سرعة موته ، وفي الإعلام لا تبقى لك معه باقية.

الحديث السابع : مرسل.

وقال السيّد الأسترآبادي يحيى بن هرثمة روى أنه كان من الحشوية ثمّ تشيع لـمّا رأى عليّ بن محمّدعليه‌السلام .

قوله : في سنة ، متعلّق بأخذت أو بالكتاب ، والثاني أظهر كما ستعرف ، وقال المفيد (ره) في الإرشاد : كان سبب شخوص أبي الحسنعليه‌السلام من المدينة إلى سر من رأى ان عبد الله بن محمّد كان يتولى الحرب والصلاة بمدينة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسعى بأبي الحسنعليه‌السلام إلى المتوكلّ ، وكان يقصده بالأذى ، وبلغ أبا الحسن سعايته به فكتب إلى المتوكلّ تحامل عبد الله بن محمّد عليه وتكذيبه فيما سعى به ، فتقدم المتوكلّ بإجابته عن كتابه ودعائه فيه حضور العسكر علىّ جميل من الفعل والقول ، فخرجت نسخة الكتاب : بسم الله الرَّحمن الرحيم ، أما بعد. إلى آخر ما في الكتاب.

ثمّ قال : فلـمّا وصل الكتاب إلى أبي الحسنعليه‌السلام تجهز للرحيل وخرج معه يحيى بن هرثمة حتّى وصل إلى أبي الحسنعليه‌السلام تجهز للرحيل وخرج معه يحيى بن هرثمة حتّى وصل إلى سر من رأى ، فلـمّا وصل إليها تقدم المتوكلّ بان يحجب عنه في يومه فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك ، وأقام فيه يومه ، ثمّ تقدم

١٢٩

لقرابتك ، موجب لحقك يقدر من الأمور فيك وفي أهل بيتك ما أصلح الله به حالك وحالهم وثبت به عزك وعزهم وأدخل اليمن والأمن عليك وعليهم يبتغي بذلك رضاء ربه وأداء ما افترض عليه فيك وفيهم وقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمّد عمّا كان يتولّاه من الحرب والصلاة بمدينة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ كان علىّ ما ذكرت من جهالته بحقك واستخفافه بقدرك وعند ما قرفك به ونسبك إليه من الأمرّ الذي قد علم أمير المؤمنين براءتك منه وصدق نيّتك في ترك محاولته وأنك لم تؤهّل

_____________________________________________

المتوكلّ بأفراد دار له فانتقل إليها.

وفي عيون المعجزات روي انّ بريحة العباسي كتب إلى المتوكلّ ان كان لك في الحرمين حاجة فأخرج عليّ بن محمّد عنها ، فإنه قد دعى الناس إلى نفسه واتبعه خلق كثير ثمّ كتب إليه بهذا المعنى زوجة المتوكلّ ، فنفذ يحيى بن هرثمة وكتب معه إلى أبي الحسنعليه‌السلام كتاباً جيداً يعرفه أنه قد اشتاق إليه ، وسأله القدوم عليه ، وأمرّ يحيى بالمسير إليه وكتب إلى بريحة يعرفه ذلك ، فقدم يحيى المدينة وبدأ ببريحة وأوصل الكتاب إليه ثمّ ركبا إلى أبي الحسنعليه‌السلام وأوصلاً إليه كتاب المتوكلّ فاستأجلهما ثلاثة أيّام فلـمّا كان بعد ثلاث عادا إلى داره فوجد الدواب مسرجة والأثقال مشدودة قد فرغ منها ، فخرج صلوات الله عليه متوجّهاً إلى العراق ومعه يحيى.

قوله : لقرابتك ، أي لنفسه أو لرسول الله « موجب لحقك » أي مثبت له أو يراه واجباً علىّ نفسه « وثبت » عطف عليّ أصلح علىّ المجرد أو علىّ التفعيل ، فالضمير لله ، وفي الإرشاد مؤثر من الأمور إلى قوله ويثبت به عزك وعزهم ، ويدخل الأمن ، وهو يؤيد الثاني ، والرّضا : بالقصر مصدر وبالمد اسم.

« إذ كان » إلخ ، إشارة إلى ما مرّ في رواية الإرشاد من شكايتهعليه‌السلام عنه وتبريه مما نسبه إليه ، و « عند » عطف علىّ إذ كان ، وربما يقرأ عند بصيغة الماضي عطفا علىّ كان وهو تكلّف ، وقد يقال علىّ الأول عطف علىّ ما ذكرت أي وكان مباشرا لـمّا نسبك إليه ، ويقال قرف فلانا أي عابه واتهمه ، ويقال : حاوله رأمّه وقصده ، وفي الإرشاد وصدق

١٣٠

نفسك له وقد ولّى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمّد بن الفضل وأمره بإكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى أمرك ورأيك والتقرب إلى الله وإلى أمير المؤمنين بذلك وأمير المؤمنين مشتاق إليك يحب إحداث العهد بك والنظر إليك فان نشطت لزيارته والمقام قبله ما رأيت شخصت ومن أحببت من أهل بيتك ومواليك وحشمك علىّ مهلة وطمأنينة ترحل إذا شئت وتنزل إذا شئت وتسير كيف شئت وان أحببت ان يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند مشيعين لك يرحلون برحيلك ويسيرون بسيرك والأمرّ في ذلك إليك حتّى توافي أمير المؤمنين فما أحد من إخوته وولده وأهل بيته وخاصته ألطف منه منزلة ولا أحمد له أثرة ولا هو لهم

_____________________________________________

نيّتك في برّك وقولك وإنّك لم تؤهّل نفسك لـمّا قرفت بطلبه ، انتهى.

والأمرّ عبارة عن دعوى الخلافة وإرادة الخروج ، وفي المصباح عهدته بمكان كذا لقيته ، وعهدي به قريب أي لقائي وعهدت الشيء ترددت إليه وأصلحته ، وحقيقته تجديد العهد به ، قال : ونشط في عمله من باب تعب خف وأسرع نشاطاً ، وفي القاموس نشط كسمع نشاطاً بالفتح طابت نفسه للعمل وغيره والمقام بالضم الإقامة ، قبله بكسر القاف وفتح الباء أي عنده « ما رأيت » قيل : ما مصدرية والمصدر نائب ظرف الزمان ، وعامل الظرف المقام ، أي ما اخترت الإقامة « وشخصت » جزاء الشرط ومن أحببت ، عطف علىّ ضمير شخصت وفي الإرشاد قبله ما أحببت شخصت ومن اخترت ، وفي القاموس حشمة الرجل وحشمته محركتين وأحشأمّه خاصته الذين يغضبون له من أهل وعبيد أو جيرة ، والحشم محركة للواحد والجمع والقرابة أيضاً « مشيعين لك » أي مرافقين تابعين بلا أمرّ ولا نهي ، فالأمرّ في ذلك إليك ، وفي الإرشاد وبعده : وقد تقدمنا إليه بطاعتك فاستخر الله حتّى توافي.

« فما أحد » ما مشبهة بليس ، وألطف خبره ، أي أقرب وألصق ومن في منه للنسبة ، و « منزلة » تميز ، ولا أحمد أي أشد محمودية ، وفي القاموس : الأثرة بالضم المكرمة المتوارثة كالماثرة والمأثرة ، والبقية من العلم تؤثر ، وضمائر منه وله وهو

١٣١

أنظر وعليهم أشفق وبهم أبر وإليهم أسكن منه إليك ان شاء الله تعالى والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وكتب إبراهيم بن العباس وصلّى الله علىّ محمّد وآله وسلم.

٨ - الحسين بن الحسن الحسني قال حدثني أبو الطيب المثنى يعقوب بن ياسر قال كان المتوكلّ يقول ويحكم قد أعياني أمرّ ابن الرّضا أبى ان يشرب

_____________________________________________

للفاسق ، ومن في منه تفضيلية ، وإليك متعلق باسكن ، وقيل : اكتفي بذكر من التفضيلية وما يليها في الأخير اختصارا ، وليس بحسن ، وإبراهيم من كتاب المتوكلّ ، وفي الإرشاد وكتب إبراهيم بن العباس في جمادى الآخر سنة ثلاث وأربعين ومائتين ، وهذا يدلّ علىّ ان التاريخ الأول أيضاً كان تاريخ الكتاب.

الحديث الثامن : مجهول.

قوله : أعياني ، أي أعجزني وحيرني ، قال الجوهري : عي بأمره وعيي إذا لم يهتد لوجهه ، وداء عياء أي صعب لا دواء له ، كأنه أعيى الأطباء ، وقال : نادمني فلان علىّ الشراب فهو نديمي وندماني ، ويقال : المنادمة مقلوبة من المدامنة لأنه يدمن شرب الشراب مع نديمه وفي القاموس نادمه منادمة ونداماً جالسة علىّ الشراب والمراد بالشرب شرب الخمرّ والنبيذ وكان المراد بالمنادمة الحضور في مجلس الشراب وان لم يشرب « فرصة في هذا » أي لتكليفه بالشرب أو المنادمة لاتهأمّه بقبيح ، وموسى هو المشهور بالمبرقع ابن أبي جعفر الثاني ، وقبره بقم معروف ، وقال صاحب عمدة الطالب : وأما موسى المبرقع ابن محمّد الجوادعليه‌السلام فهو لأمّ ولد ، مات بقم وقبره بها ، ويقال لولده : الرضويون وهم بقم إلّا من شذ منهم إلى غيرها.

وقال الحسن بن عليّ القمي (ره) في ترجمة تاريخ قم نقلا عن الرّضائية للحسين بن محمّد بن نصر : أول من انتقل من الكوفة إلى قم من السادات الرضوية كان أبا جعفر موسى بن محمّد بن عليّ الرّضاعليه‌السلام في ستّ وخمسين ومائتين ، وكان يسدل علىّ وجهه برقعا دائماً ، فأرسلت إليه العرب ان اخرج من مدينتنا وجوارنا ، فرفع البرقع من وجهه فلم يعرفوه ، فانتقل عنهم إلى كاشان فأكرمه أحمد بن عبد العزيز بن

١٣٢

معي أو ينادمني أو أجد منه فرصة في هذا فقالوا له فان لم تجد منه فهذا أخوه موسى قصاف عزاف يأكلّ ويشرب ويتعشق قال ابعثوا إليه فجيئوا به حتّى نموه به علىّ الناس ونقول ابن الرّضا فكتب إليه وأشخص مكرما وتلقاه جميع بني هاشم والقواد

_____________________________________________

دلف العجلي ورحّب به ووهبه خلاعاً فأخره وأفراسا جياداً ، ووظّفه في كلّ سنة ألف مثقال من الذهب وفرساً مسرجاً ، فدخل بقم بعد خروج موسى منه أبو الصديم الحسين بن عليّ بن آدم ورجل آخر من رؤساء العرب وأنبأهم علىّ إخراجه ، فأرسلوا رؤساء العرب لطلب موسى وردوه إلى قم واعتذروا منه وأكرموه ، واشتروا من مالهم له دارا ووهبوا له سهاماً من قرى هبرّد وأندريقان وكارجه ، وأعطوه عشرين ألف درهم واشترى ضياعاً كثيرة ، فأتته أخواته زينب وأمّ محمّد وميمونة بنات الجوادعليه‌السلام ونزلن عنده ، فلـمّا متن دفن عند فاطمة بنت موسى بن جعفرعليهم‌السلام وأقام موسى بقم حتّى مات ليلة الأربعاء لثمان ليال بقين من ربيع الآخر سنة ستّ وتسعين ومائتين ودفن في داره وهو المشهد المعروف اليوم ، انتهى.

وفي القاموس : القصوف الإقامة في الأكلّ والشرب ، وأما القصف من اللهو فغير عربي ، وفي الصحاح القصف الكسر والقصف اللهو واللعب ، يقال : أنها مولدة ، وقال : المعازف الملاهي والعازف اللاعب بها والمغني ، وسحاب عزاف يسمع منه عزيف الرعد ، وهو دوية.

« يأكلّ ويشرب » أي ما لا يحل أو لا يبالي بما أكلّ وشرب والتعشق تكلّف العشق وإظهاره والتمويه التلبيس « ابن الرّضا » بره محذوف أي فعل كذا و « تلقاه » أي استقبله والقواد رؤساء العسكر ، والناس مبتدأ والظرف خبره ، والجملة حالية أي الناس كانوا فيه علىّ هذا الاعتقاد ، أو الناس عطف علىّ القواد والظرف حال أو متعلق بكتب ، وأشخص أي طلبوه علىّ هذا الشرط أو طلبه الملعون علىّ هذا العزم والنية ، وفي الإرشاد والإعلام فقال له بعض من حضر : ان لم تجد من ابن الرّضا ما تريده من هذا الحال فهذا أخوه موسى قصاف عزاف يأكلّ ويشرب ويعشق ويتخالع فأحضره

١٣٣

والناس على أنّه إذا وافى أقطعه قطيعة وبنى له فيها وحول الخمارين والقيان إليه ووصله وبره وجعل له منزلاً سريّاً حتّى يزوره هو فيه فلـمّا وافى موسى تلقاه أبو الحسن في قنطرة وصيف وهو موضع تتلقى فيه القادمون فسلم عليه ووفاه حقه ثمّ قال له ان هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك ويضع منك فلا تقر له أنك شربت نبيذا قطّ فقال له موسى فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي قال فلا تضع من قدرك ولا تفعل فإنما أراد هتكك فأبى عليه فكرر عليه فلـمّا رأى أنه لا يجيب قال أما ان هذا مجلس لا تجمع أنت وهو عليه أبداً فأقام ثلاث سنين يبكر كلّ يوم فيقال له قد تشاغل اليوم فرح فيروح فيقال قد سكر فبكر فيبكر فيقال شرب دواء فما زال علىّ هذا ثلاث سنين حتّى قتل المتوكلّ ولم يجتمع معه عليه.

_____________________________________________

وأشهره فان الخبر يسمع عن ابن الرّضا ولا يفرق الناس بينه وبين أخيه ومن عرفه اتهم أخاه بمثل فعاله ، فقال : اكتبوا بأشخاصه مكرما فأشخص وتقدم المتوكلّ بان يتلقاه جميع بني هاشم والقواد وسائر الناس وعمل علىّ أنه إذا وافى أقطعه قطيعة وبنى له فيها ، وحول إليه الخمارين والقيان ، وتقدم بصلته وبره وأفرد له منزلا سريا يصلح لان يزوره هو فيه ، إلخ.

« أقطعه » أي أعطاه طائفة من أرض الخراج كما فعله بسائر أمرائه ، وفي القاموس القين العبد والجمع قيان والقينة الأمة المغنية أو أعم ، والسري الشريف والنفيس ووفاه حقه أي أعطاه من التعظيم والإكرام ما هو حقه ولم ينقص منهما شيئاً « ليهتكك » أي يفضحك ، وفي القاموس هتك الستر وغيره يهتكه فانهتك وتهتك جذبه فقطعه من موضعه ، أو شق منه جزءا فبدا ما وراءه ، ورجل منهتك ومتهتك أي لا يبالي ان يهتك سره « ويضع منك » أي ينقص شيئاً من قدرك بذلك « فلا تقر له » إما بالسكوت أو بالإنكار وان كان كذبا للمصلحة « فيقال له » أي في بعض تبكيره والخبر مشتمل علىّ إعجازهعليه‌السلام حيث أخبر بوقوع ما لم يتوقع عادة فوقع.

١٣٤

٩ - بعض أصحابنا ، عن محمّد بن عليّ قال أخبرني زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد قال مرضت فدخل الطبيب عليّ ليلاً فوصف لي دواء بليل آخذه كذا وكذا يوماً فلم يمكني فلم يخرج الطبيب من الباب حتّى ورد عليّ نصر بقارورة فيها ذلك الدواء بعينه فقال لي: أبو الحسن يقرئك السلام ويقول لك خذ هذا الدّواء كذا وكذا يوماً فأخذته فشربته فبرأت : قال محمّد بن عليّ : قال لي زيد بن عليّ: يأبى الطاعن

_____________________________________________

الحديث التاسع : مجهول ، لاحتمال محمّد بن عليّ الهمداني الممدوح وأبا سمينة الضعيف وغيرهما.

وفي الإرشاد والخرائج وغيرهما زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد وهو الصواب والحسن كما في أكثر النسخ تصحيف ، وزيد هو الملقب بالشبيه النسابة ، وكان فاضلاً صنف كتاب المقاتل والمبسوط في علم النسب ، وتنتهي إليه سلسلة عظيمة وعلىّ أبوه كان من ولد الحسين الملقب بذي الدمعة ابن زيد الشهيد ابن زين العابدين.

قال في عمدة الطالب : الحسين ذو العبرة يكنّى أبو عبد الله أمّه أمّ ولد وعمي في آخر عمره ، وزوجه ابنته من المهدي العباسي وهو من أصحاب الصادق جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، قتل أبوه وهو صغير فرباه جعفر بن محمّدعليه‌السلام فأعقب وفي ولده البيت والعدد من ثلاثة رجال يحيى وفيه البيت ، والحسين وكان تعددا وعليّ ، انتهى.

قوله : بليل ، نعت دواء أي يشرب بليل كالطريفل والشبيار ونحوهما ، وقرأ بعض المصحفين من الشراح بإضافة الدواء إلى بليل وجعل الباء جزء الكلمة ، قال في القاموس : البليل ريح باردة مع ندي ، انتهى.

وأقول : علىّ هذا يمكن ان يفسر مصحف آخر بدواء البليلة الدواء المعروف « أخذه » أي تناوله ، وفي الإرشاد ووصف لي دواء آخذه في السحر ، وقيل : كذا وكذا عبارة عن عدد مركب بالعطف نحو خمسة وعشرين يوماً « فلم يمكنني » أي تحصيل الدواء في تلك الليلة ، ونصر اسم خادمهعليه‌السلام ، والقارورة الزجاجة « خذ » أي تناول « يأبى الطاعن » أي هذا الحديث وهذه الكرامة ، أو يأبى إمامتهم وفضلهم مع ظهور

١٣٥

أين الغلاة عن هذا الحديث.

( باب )

( مولد أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما‌السلام )

ولدعليه‌السلام في شهر رمضان [ وفي نسخة أخرى في شهر ربيع الآخر ] سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وقبضعليه‌السلام يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول

_____________________________________________

هذه الكرامات والمعجزات « أين الغلاة » الواصفون للأئمة بصفات الألوهيّة حتّى يتمسكوا به علىّ مذهبهم الباطل ويشبهوا علىّ الناس بأنّهم يعلمون الغيب ولا يعلم الغيب إلّا الله وهو باطل ، لان علم الغيب من غير تعلّم ووحي والهام من صفات الله تعالى وكلّ الأنبياء والأوصياء كانوا يعلمون بعض الغيوب بوحيه أو بالهامه سبحانه.

باب مولد أبي محمّد الحسن بنعليهما‌السلام

أقول : تكنيتهعليه‌السلام بأبي محمّد وذكره لا يدلّ علىّ جواز ذكر القائمعليه‌السلام باسمّه لان الكنية لا مدخل له باسم الوالد ، فإنه يكنّى غالباً عند الولادة تفألاً ، وقد يتكنّى من ليس له ولد أصلا ، وقال المفيدقدس‌سره في الإرشاد : ولدعليه‌السلام بالمدينة في شهر ربيع الأول سنة ثلاثين ومائتين ، وقبضعليه‌السلام يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأوّل سنة ستين ومائتين ، وقال الشيخ في المصباح والمفيد في حدائق الرياض : ولد يوم العاشر من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، وقال في الدروس : وقيل يوم الاثنين سابع ربيع الآخر ، وقال ابن شهرآشوب (ره) : ولدعليه‌السلام يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع الآخر ، وقيل : ولدعليه‌السلام بسرّ من رأى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، وأما وفاته فذهب الأكثر إلى أنّها كانت يوم الجمعة أو الأربعاء لثمان ليال خلون من ربيع الأوّل سنة مائتين وستين وهو ابن ثمان وعشرين في زمن المعتز وقيل : المعتمد وهو أظهر.

وقال الشيخ في المصباح : توفّيعليه‌السلام في أول يوم من ربيع الأول وقال في كشف

١٣٦

سنة ستّين ومائتين وهو ابن ثمان وعشرين سنة ودفن في داره في البيت الذي دفن فيه

_____________________________________________

الغمة : قال محمّد بن طلحة : مولده في سنة إحدى وثلاثين ومائتين وأمّه أمّ ولد يقال لها سوسن ، وكنيته أبو محمّد ولقبه الخالص ، وتوفّي في الثامن من ربيع الأول من سنة ستّين ومائتين ، فيكون عمره تسعاً وعشرين سنة ، كان مقأمّه مع أبيه ثلاثا وعشرين سنة وأشهرا وبقي بعد أبيه خمس سنين وشهوراً وقبره بسرّ من رأى.

وقال الحافظ عبد العزيز لقّب بالعسكري ، مولده سنة إحدى وثلاثين ومائتين توفّي سنة ستّين ومائتين ، وقبض لثمان خلون من ربيع الأول سنة ستّين ومائتين ، وكان سنه يومئذ ثمان وعشرين سنة ، وأمّه أمّ ولد يقال لها جريبة ، وقال ابن الخشاب : ولدعليه‌السلام في سنة إحدى وثلاثين ومائتين ، وتوفّي يوم الجمعة ، وقال بعض : يوم الأربعاء لثمان ليال خلون من ربيع الأول سنة مائتين وستّين ، فكان عمره تسعاً وعشرين سنة منها بعد أبيه خمس سنين وثمانية أشهر وثلاثة عشر يوماً ، أمّه سوسن.

وقال الحميري في دلائل الإمامة : ولد أبو محمّدعليه‌السلام في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، وقبض يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستّين ومائتين ، وهو ابن ثمان وعشرين سنة.

وقال في إعلام الورى : كان مولدهعليه‌السلام بالمدينة يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وقبضعليه‌السلام بسر من رأى لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستّين ومائتين وله يومئذ ثمان وعشرون سنة ، وأمّه أمّ ولد يقال لها حديث وكانت مدة خلافته ستّ سنين ، ولقبه الهادي والسراج والعسكري ، وكان وأبوه وجدّهعليهم‌السلام يعرف كلّ منهم في زمانه بابن الرّضا ، وكانت في سني إمامته بقية ملك المعتز أشهراً ثمّ ملك المهتدي إحدى عشر شهراً وثمانية وعشرين يوماً ثمّ ملك أحمد المعتمد علىّ الله ابن جعفر المتوكلّ عشرين سنة وأحد عشر شهراً ، وبعد مضي خمس سنين من ملكه قبض الله وليّه أبا محمّدعليه‌السلام ، ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوهعليهما‌السلام ، وذهب كثير من أصحابنا إلى أنهعليه‌السلام قبض مسموماً وكذلك أبوه وجدّه وجميع الأئمّةعليهم‌السلام خرجوا من الدنيا علىّ الشهادة ، واستدلّوا

١٣٧

أبوه بسر من رأى وأمّه أمّ ولد يقال لها : حديث [ وقيل سوسن ].

_____________________________________________

في ذلك بما روي عن الصادقعليه‌السلام من قوله : والله ما منا إلّا مقتول شهيد ، والله أعلم بحقيقة ذلك ، انتهى.

وفي عيون المعجزات ان اسم أمّهعليه‌السلام سليل وقال الصدوق رحمه‌الله : قتله المعتمد لعنه الله بالسم ، والأصوب ان وفاتهعليه‌السلام كان في زمن المعتمد إذ لا يوافق ما ذكر في تاريخ وفاتهعليه‌السلام إلّا ذلك.

قال المسعودي : كانت بيعة المنتصر محمّد بن جعفر ليلة الأربعاء لثلاث خلون من شوال سنة تسع وأربعين ومائتين واستخلف وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وقيل : أربع وعشرين سنة ، وان مولده كان سنة أربع وعشرين ومائتين ، وكانت خلافته ستة أشهر ، وبويع المستعين أحمد بن محمّد المعتصم في اليوم الذي توفّي فيه المعتز يوم الأحد لخمس خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين ، وكان بغا وصيف من الأتراك متوليين لأمرّ الخلافة في زمانه وأنزلاه في دار السلام دار محمّد بن عبد الله بن طاهر فاضطربت الأتراك والفراعنة وغيرهم من الموالي بسامراء فأجمعوا علىّ بعث جماعة منهم إليهم يسألونه الرجوع إلى دار ملكه واعترفوا بذنوبهم وتضمنوا ان لا يعودوا ولا غيرهم من نظرائهم إلى شيء مما انكسر عليهم وتذللوا له ، فأجيبوا بما يكرهون وانصرفوا إلى سرمن رأى فأعلموا أصحابهم وآيسوهم من رجوع الخليفة وقد كان المستعين أغفل أمرّ المعتز والمؤيد حين انحدر إلى بغداد إذ لم يأخذهما معه وقد كان حذر من محمّد بن الواثق فأحذره معه ، ثمّ إنه هرب منه في حال الحرب فأجمع الموالي علىّ إخراج المعتز والمبايعة له فأنزلوه مع أخيه المؤيد من الحبس وبايعوه في يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة إحدى وخمسين ومائتين ، وركب في غد ذلك اليوم إلى دار العامة فأخذ البيعة علىّ الناس وخلع علىّ أخيه المؤيد وعقد له عقدين أسود وأبيض ، وكان الأسود لولاية العهد بعده ، والأبيض لتقلد الحرمين وأنشأت الكتب من سامراء بخلافة المعتز بالله إلى سائر الأمصار ، وأرخت باسم جعفر

١٣٨

_____________________________________________

ابن محمود الكتاب ، وأحدر أخاه أبا أحمد مع عدَّة من الموالي لحرب المستعين ، فسار إلى بغداد فلم تزل الحرب بينهم وأمور المعتزّ تقوّى وحال المستعين تضعف والفتن عامة.

فلـمّا رأى محمّد بن عبد الله بن طاهر ذلك كاتب المعتز إلى جنح الصلح علىّ خلع المستعين فجرى بينهم العهود في ذلك ، فخلع المستعين نفسه من الخلافة في ليلة الخميس لثلاث خلون من المحرّم سنة اثنتين وخمسين ومائتين ، فكانت خلافته ثلاث سنين وثمانية أشهر وعشرين يوماً ، وأحدر المستعين وعياله إلى واسط بمقتضى الشرط وبعد الخلع انصرف أبو أحمد الموفق من بغداد إلى سامراء ، فخلع عليه المعتز وعلىّ من معه من قوادة وأكرمه.

وبعث المعتزّ في شهر رمضان من هذه السنة سعيد بن صالح حتّى أعرض المستعين قرب سامراء فاجتزّ رأسه وحمله إلى المعتز بالله ، وكان ابن خمس وثلاثين سنة حين قتل ، وبويع المعتز محمّد بن جعفر المتوكلّ وله يومئذ ثمان عشرة سنة يوم الخميس لليلتين خلتا من المحرّم سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

وفي مروج الذهب : انّ اسم المعتزّ الزبير ، ثمّ لـمّا بلغ الأتراك إقبال المعتز علىّ قتل رؤسائهم وإعمال الحيلة في قتالهم وأنه قد اصطنع المغاربة والفراعنة دونهم صاروا إليه بأجمعهم ، وذلك لأربع بقين من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين وجعلوا يقرعونه بذنوبه ويوبّخونه علىّ فعله ، وأحضروا القضاة والفقهاء وطالبوه بالأموال ، وكان المدبر لذلك صالح بن وصيف مع قواد الأتراك فلج ، وأنكر ان يكون قبله شيء من الأموال ، فلـمّا حضر المعتز في أيديهم بعثوا إلى مدينة السلام إلى محمّد بن الواثق الملقب بالمهتدي وكان المعتز نفاه إليها واعتقله بها فأتى به في يوم وليلة إلى سامراء وأجاب المعتز إلى الخلع علىّ ان يعطوه الأمان ان لا يقتل ، ويؤمنوه علىّ أهله وماله وولده.

١٣٩

_____________________________________________

وأبي محمّد بن الواثق ان يقعد علىّ سرير الملك أو يقبل البيعة حتّى يرى المعتز ويسمع كلامه ، فأتى بالمعتز عليه قميص دنس وعلىّ رأسه منديل ، فلـمّا رآه محمّد وثب إليه وعانقه وجلسا جميعاً علىّ السرير فقال له محمّد : يا ابن أخي ما هذا الأمر؟ فقال المعتز : أمرّ لا أطيقه ولا أقوم به ولا أصلح له ، فأراده المهتدي علىّ ان يصلح أمره ويصلح الحال بينه وبين الأتراك فقال المعتز : لا حاجة لي فيها ولا يرضوني ، قال المهتدي فأنا في حل من بيعتك؟ قال : أنت في حلّ وسعة فلـمّا جعله في حل من بيعته صرف وجهه عنه فأقيم من حضرته وردّ إلى الحبس ، فقتل في محبسة بعد ان خلع بستة أيّام فكانت خلافته أربع سنين وستّة أشهر وأيّاماً ومنذ بويع له بمدينة السلام إلى انقضاء الفتنة ثلاث سنين وتسعة أشهر وتوفّي وله أربع وعشرون سنة.

وقال في الكامل : لـمّا خرج بغا الشرابي علىّ المعتزّ وهرب فأخذ وأمرّ المعتز بقتله فانحرف لذلك صالح بن وصيف عنه فاجتمع الأتراك وصاروا إلى المعتز يطلبون أرزاقهم فلـمّا رأوا أنه لا يحصل منه شيء وليس في بيت المال شيء ، اتفقت كلمتهم وكلمة المغاربة والفراعنة علىّ خلع المعتز فصاروا إليه وصاحوا ، فدخل إليه صالح ومحمّد بن بغا وبابكتاك(١) في السلاح ، فجلسوا علىّ بابه وبعثوا إليه ان اخرج إلينا فقال : قد شربت أمس دواء وقد أفرط في العمل ، فان كان أمرّ لا بد منه فليدخل بعضكم وهو يظن ان أمره واقف علىّ حاله ، فدخل إليه جماعة منهم فجروا برجله إلى باب الحجرة وضربوه بالدبابيس(٢) وخرقوا قميصه وأقاموه في الشمس في الدار في مكان يرفع رجلاً ويضع أخرى من شدة الحر ، وكان بعضهم يلطمه وهو يتقي بيده وأدخلوه حجرة وأحضروا ابن أبي الشوارب وجماعة فأشهدوهم علىّ خلعه وسلموه إلى

__________________

(١) وفي المصدر « بابكيال ».

(٢) الدبابيس جمع الدبوس : المقمعة أي عصا من خشب أو حديد في رأسها شيء كالكرة.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293