مرآة العقول الجزء ٦

مرآة العقول6%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 293

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 293 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 4675 / تحميل: 7223
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

صدّيقة ، لم تدرك في آل الحسن امرأة مثلها.

محمّد بن الحسن ، عن عبد الله بن أحمد مثله.

٢ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ان جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله وكان رجلاً منقطعاً إلينا أهل البيت وكان يقعد في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو معتجر بعمامة سوداء وكان ينادي يا باقر العلم يا باقر العلم فكان أهل المدينة

_____________________________________________

المراد بالصديقة هنا المعصومة لعدم ثبوت العصمة في هذه الأمة لغير فاطمة من النساء بل المراد المبالغة في صدقها قولا وفعلاً.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور صحيح عندي.

قال بعض المعتبرين من العامّة أبو عبد الله جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام بن ثعلبة بن حزام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة من مشاهير الصحابة وأحد المكثرين من الرواية عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، شهد هو وأبوه العقبة الثانية ، ولم يشهد الأولى ، وشهد بدرا وقيل : لم يشهدها وشهد بعدها مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثماني عشرة غزوة ، وأبوه أحد النقباء الاثني عشر ، وكف بصر جابر في آخر عمره ، روى عنه أبو سلمة بن عبد الرَّحمن ومحمّد بن عليّ الباقرعليه‌السلام وعطاء بن أبي رباح ، وأبو الزبير ، ومحمّد بن المنكدر وخلق سواهم كثير ، مات بالمدينة سنة أربع وسبعين ، وقيل : سنة ثمان وسبعين وصلى عليه أبان بن عثمان وهو أميرها وله أربع وتسعون سنة ، وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة علىّ قول ، انتهى.

« منقطعاً إلينا » قيل : أي منقطعاً عن خلفاء الضلالة متوجّهاً إلينا ، وأهل منصوب بالاختصاص ، وقال في النهاية : الاعتجار هو ان يلفّ العمامة علىّ رأسه ويردّ طرفها علىّ وجهه ، ولا يعمل منها شيئاً تحت ذقنه.

وفي القاموس : بقرة كمنعه شقّه ووسعه ، وفي بني فلان عرف أمرهم وفتشهم ، والباقر محمّد بن عليّ بن الحسين لتبحّره في العلم ، انتهى.

٢١

يقولون : جابرٌ يهجر ، فكان يقول : لا والله ما أهجر ولكنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إنّك ستدرك رجلاً منّي اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقرا فذاك الذي دعاني إلى ما أقول قال فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مرّ بطريق في ذاك الطريق كتاب فيه محمّد بن عليّ فلـمّا نظر إليه قال يا غلام أقبل فأقبل ثمّ قال له أدبر فأدبر ثمّ قال شمائل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والذي نفسي بيده يا غلام ما اسمك قال اسمي محمّد بن عليّ بن الحسين فأقبل عليه يقبل رأسه - ويقول بأبي أنت وأمي أبوك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقرئك السّلام ويقول ذلك ،قال فرجع محمّد بن عليّ بن الحسين إلى أبيه وهو ذعر فأخبره الخبر فقال : له يا بنيَّ وقد فعلها جابرٌ

_____________________________________________

« يهجر » كينصر أي يهذو ، وفي الصحاح الشمائل والشمال الخلق « وبينا » أصله بين تولد الألف من إشباع فتحة النون ، وهو مضاف إلى الجملة وإذ للمفاجأة ، وفي القاموس الكتاب كرمان المكتب ، انتهى.

وكونهعليه‌السلام فيه لم يكن للتعلم بل لغرض آخر ، إذ لم ينقل منهمعليهم‌السلام التعلم من أحد سوى الإمام الذي قبله « شمائل » خبر مبتدإ محذوف ، هو شمائله أو هذه وفي القاموس قرأعليه‌السلام أبلغه كأقراه ، ولا يقال : اقرءه إلّا إذا كان السلام مكتوبا وفي النهاية : فيه ان الرب عز وجل يقرئك السلام ، يقال : أقرء فلانا السلام وأقرءعليه‌السلام كأنه حين يبلغه سلامه يحمله علىّ ان يقرء السّلام ويرده ، انتهى.

« ويقول ذلك » أي كان رسول الله يخبرني أنّي ألقاك ، وقيل : « ويقول » عطف علىّ يقرئك ، والضمير لرسول الله أو عطف علىّ يقول ، والضمير لجابر أي ويكرّر وذلك كناية عن رسالة من جانب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو إشارة إلى « بأبي أنت » إلى آخره.

والذعر بالضمّ الخوف ، وكان ذعرهعليه‌السلام للتقيّة والخوف من المخالفين ، ولذا تعجّبعليه‌السلام من صدور هذه الأمور منه بمحضر النّاس ، ولذا أمره بلزوم بيته لئلّا يتضرّر من حسد الأشقياء عند علمهم بمنزلته وكرامته عند الله وعند رسوله أو لصون

٢٢

قال : نعم قال : الزم بيتك يا بنيَّ فكان جابر يأتيه طرفي النّهار وكان أهل المدينة يقولون : وا عجباه لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النّهار وهو آخر من بقي من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يلبث ان مضى عليّ بن الحسينعليهما‌السلام فكان محمّد بن عليّ يأتيه

_____________________________________________

قدره ورجوع الناس إليه « يأتيه طرفي النّهار » أي للتعلّم منهعليه‌السلام ، وان كان ظاهرا لظن الناس أنه يأخذ الرواية عنه فيرجعوا إليه ويعرفوا فضائله وعلومه ومعجزاته.

وروى الصدوق (ره) في العلل بإسناده عن عمرو بن شمرّ قال : سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له : ولم سمي الباقر باقرا؟ قال : لأنه بقر العلم بقرا أي شقه شقا وأظهره إظهارا ، ولقد حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري أنه سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : يا جابر إنك ستبقى حتّى تلقى ولدي محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب المعروف في التوراة بباقر ، إذا لقيته فأقرئه مني السلام ، فلقيه جابر ابن عبد الله الأنصاري في بعض سكك المدينة ، فقال له : يا غلام من أنت؟ قال : أنا محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، قال له جابر : يا بني أقبل ، فأقبل ثمّ قال له : أدبر فأدبر ، فقال : شمائل رسول الله ورب ّالكعبة ، ثمّ قال : يا بني رسول الله يقرئك السّلام ، فقال : علىّ رسول الله السلام ما دامت السماوات والأرض ، وعليك يا جابر بما بلغت السلام ، فقال له جابر : يا باقر يا باقر أنت الباقر حقّاً أنت الذي تبقر العلم بقرا.

ثمّ كان جابر يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمّه فربما غلط جابر فيما يحدّث به عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيرد عليه ويذكره فيقبل ذلك منه ويرجع به إلى قوله ، وكان يقول : يا باقر يا باقر أشهد بالله أنك قد أوتيت الحكم صبياً.

قوله : وا عجباه قيل : « وا » هنا ليس للندبة ، بل للنداء المحض موافقاً لـمّا ذهب إليه بعض النحاة « فلم يلبث ان مضى » هذا يدلّ علىّ ان وفاة عليّ بن الحسينعليه‌السلام كان قبل وفاة جابر ، وهذا ينافي ما مرّ من تاريخي وفاتهما ، إذ وفاة عليّ بن

٢٣

علىّ وجه الكرامة لصحبته لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال فجلسعليه‌السلام يحدّثهم عن الله تبارك وتعالى فقال أهل المدينة : ما رأينا أحداً أجرأ من هذا فلـمّا رأى ما يقولون حدثهم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال أهل المدينة ما رأينا أحداً قطُّ أكذب من هذا يحدثنا عمن لم يره فلـمّا رأى ما يقولون حدّثهم عن جابر بن عبد الله ، قال : فصدّقوه وكان جابر بن عبد الله يأتيه فيتعلم منه.

٣ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن مثنّى الحّناط ، عن أبي بصير قال دخلت علىّ أبي جعفرعليه‌السلام فقلت له أنتمّ ورثة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال نعم قلت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وارث الأنبياء علم كلّما علموا ؟ قال لي :نعم قلت:

_____________________________________________

الحسين كانت في عام خمس أو أربع وتسعين ، ووفاة جابر علىّ كل الأقوال كانت قبل الثمانين ، نعم يستقيم هذا علىّ ما في أكثر نسخ الكليني في وفاة عليّ بن الحسين في عام خمس وسبعين بناء علىّ بعض أقوال وفاة جابر ، لكن قد عرفت أنه تصحيف لا يوافق شيئاً من التواريخ المضبوطة ، ويحتمل الغلط في تاريخ وفاة جابر إذا لم يستند إلى خبر ، وان كان كالمتفّق عليه بين الفريقين.

قال الشيخ في الرجال : جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام نزل المدينة شهد بدرا وثماني عشر غزوة مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مات سنة ثمان وسبعين ، وقال الشهيد الثاني (ره) مات جابر بالمدينة سنة ثلاث وسبعين ، وقيل : سنة ثمان وستّين وسنّة أربع وتسعون سنة ، وكان قد ذهب بصره ، انتهى.

ويحتمل ان يكون قوله : فكان محمّد بن عليّ يأتيه أي في حياة أبيهعليهما‌السلام ومع ذلك أيضاً لا يخلو من شيء « وكان جابر بن عبد الله » الجملة حالية وقوله : فيتعلم منه ، أي جابر منهعليه‌السلام ، ويحتمل العكس ، فالمراد التعلّم ظاهراً للمصلحة ، فيكون مصدّقاً للحديث عن جابر لكنّه بعيد جدّاً.

الحديث الثالث : حسن.

« دخلت على أبي جعفر » وفي البصائر علىّ أبي عبد الله وأبي جعفر ، فالمعجزة

٢٤

فأنتم تقدرون علىّ ان تحيوا الموتى وتبرءوا الأكمه والأبرص ؟ قال : نعم بإذن الله ، ثمّ قال لي ادن منّي يا أبا محمّد فدنوت منه فمسح علىّ وجهي وعلىّ عيني فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شيء في البلد ثمّ قال لي أتحبُّ ان تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصاً قلت أعود كما كنت فمسح علىّ عيني فعدت كما كنت قال فحدثت ابن أبي عمير بهذا فقال أشهد ان هذا حقٌّ كما ان النّهار حقٌّ.

٤ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عليّ ، عن عاصم بن حميد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال كنت عنده يوماً إذ وقع زوّج ورشان علىّ الحائط وهدلا هديلهما فردَّ أبو جعفرعليه‌السلام عليهما كلامهما

_____________________________________________

صدرت منهما جميعاً كل في زمانه « بإذن الله » أي بقدرته أو إذا أذن الله لنا فيه ، أو بتوفيقه « فمسح علىّ وجهي » وفي البصائر : فمسح يده علىّ عيني ووجهي.

« أو تعود » منصوب و « أعود » منصوب بتقدير ان ، وأعمالها وإهمالها ، وقوله : « فحدثت » كلأمّ عليّ بن الحكم ، وفي البصائر قال عليّ : فحدثت.

الحديث الرابع : مجهول ، وفي البصائر عن محمّد بن عليّ عن عليّ بن محمّد الحناط عن عاصم.

قوله : إذ وقع زوج ورشان ، في البصائر إذ وقع عليه زوّج ورشان فهدلا ، وهو الظاهر بقرينة : فلـمّا طاراً علىّ الحائط ، وفي البصائر : فلـمّا صاراً وقيل : علىّ نسخة الكتاب الحائط الأوّل غير الحائط الثاني ، وقيل : وقع أي علىّ الأرض ، وقوله : علىّ الحائط ظرف مستقر نعت زوّج أي كان علىّ الحائط ، وفي الثاني ظرف لغو متعلق بطاراً بتضمين معنى وقعاً ، والزوّج هنا المركّب من الذكر والأنثى والورشان كأنّه نوع من الحمام ، وفي القاموس الورشان محرّكة طائر وهو ساق حرّ لحمه أخفّ من الحمام وقال : الهديل صوت الحمام ، أو خاص بوحشيّها ، هدل يهدل.

٢٥

ساعة ، ثمّ نهضا فلـمّا طارا علىّ الحائط هدل الذكر علىّ الأنثى ساعة ، ثمّ نهضا فقلت : جعلت فداك ما هذا الطير قال يا ابن مسلم كلُّ شيء خلقه الله من طير أو بهيمة أو شيء فيه روح فهو أسمع لنا وأطوع من ابن آدم ان هذا الورشان ظنَّ بامرأته فحلفت له ما فعلت فقالت ترضى بمحمّد بن عليّ فرضياً بي فأخبرته أنّه لها ظالم فصدقها.

٥ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن عليّ بن أسباط ، عن صالح بن حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بكر الحضرميّ قال : لـمّا حمل أبو جعفرعليه‌السلام إلى الشام إلى هشام بن عبد الملك وصار ببابه قال لأصحابه ومن كان بحضرته من بني أميّة : إذا رأيتموني قد وبخت محمّد بن عليّ ثمّ رأيتموني قد سكتُّ فليقبل عليه كلُّ رجل منكم فليوبّخه ثمَّ

_____________________________________________

« ثمّ نهضا » أي طارا ، وهديل الذكر علىّ الأنثى كأنّه كان اعتذاراً منه لها « ما هذا الطير » في البصائر ما حال الطير ، وفي بعض الكتب ما قال هذا الطائر؟ قولهعليه‌السلام : ظن بامرأته أي اتهمها بالاجتماع مع غير ذكرها ، وفي بعض نسخ البصائر وغيره ظن بأنثاه ظن السوء ، وفي المناقب فحلفت له ما فعلت فلم يقبل فقالت.

الحديث الخامس : ضعيف.

والتوبيخ الذم واللوم ، وقال في القاموس : الحنق محركة الغيظ أو شدته ، وقال : العصا اللسان وعظم الساق ، وجماعة الإسلام ، وشق العصا : مخالفة جماعة الإسلام ، انتهى.

وأقول : يحتمل ان تكون الإضافة بيانية ، لان المسلمين بمنزلة العصا للإسلام يقوم بهم وتفريقهم بمنزلة شق عصا الإسلام ، أو شبه اجتماعهم بالعصا لان اجتماعهم سبب لقيامهم وبقائهم ، قال الميداني في مجمع الأمثال : يقال شق فلان عصا المسلمين إذا فرق جماعتهم ، قال : والأصل في العصا الاجتماع والائتلاف ، وذلك أنها لا تدعي عصا حتّى تكون جميعاً فإذا انشقت لم تدع عصا ، ومن قولهم للرجل إذا أقأمّ بالمكان واطمان به فاجتمع له فيه أمرّ : قد ألقى عصاه ، قالوا : وأصل هذا ان الحاديين يكونان

٢٦

أمر ان يؤذن له ،فلـمّا دخل عليه أبو جعفرعليه‌السلام قال بيده السلام عليكم فعمهم جميعاً بالسلام ثمّ جلس فازداد هشأمّ عليه حنقاً بتركه السلام عليه بالخلافة وجلوسه بغير إذن فأقبل يوبخه ويقول فيما يقول له يا محمّد بن عليّ لا يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين ودعا إلى نفسه وزعم أنه الإمام سفها وقلة علم ووبّخه بما أراد ان يوبّخه فلـمّا سكت أقبل عليه القوم رجل بعد رجل يوبخه حتّى انقضى آخرهم فلـمّا سكت القوم نهضعليه‌السلام قائما ثمّ قال أيّها الناس أين تذهبون وأين يراد بكم بنا هدى الله أولكم وبنا يختمّ آخركم فان يكن لكم ملك معجل فان لنا ملكا مؤجلاً وليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة يقول الله عز وجل : « وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ » فأمرّ به إلى الحبس فلـمّا صار إلى الحبس تكلّم فلم يبق في الحبس رجل إلّا ترشفه وحن إليه فجاء صاحب الحبس إلى هشام فقال يا أمير المؤمنين إني

_____________________________________________

في رفقة فإذا فرّقهم الطريق شقّت العصا الّتي معهما فأخذ هذا نصفها وذا نصفها ، يضرب مثلاً لكلّ فرقة ، انتهى.

« حتى انقضى آخرهم » أي كلأمّ آخرهم « أين تذهبون » استفهأمّ توبيخ « وأين يراد بكم » أي أين يريد الشيطان ان يوقعكم فيه من عذاب الله وما يوجبه ، أو المعنى التعجب وبيان البون البعيد بين ما يذهبون إليه من مخالفة أئمة الحق ومعاداتهم ، وبين ما أراد الله بهم وأمرهم من متابعة أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ومودتهم « وبنا يختمّ آخرهم » إشارة إلى ظهور المهديعليه‌السلام ، وقال تعالى في سورة الأعراف « قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا ان الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ » وقال في سورة القصص : « تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ».

قوله : إلّا ترشفه ، في القاموس رشفه يرشفه كنصره وضربه وسمعه رشفاً مصه كارتشفه وأرشفه ، والإناء استقصى الشرب حتّى لم يدع فيه شيئاً ، والرشف أنفع ، أي ترشف الماء قليلاً قليلاً أسكن للعطش ، انتهى.

٢٧

خائف عليك من أهل الشأمّ ان يحولوا بينك وبين مجلسك هذا ثمّ أخبره بخبره فأمرّ به فحمل علىّ البريد هو وأصحابه ليردُّوا إلى المدينة وأمرّ ان لا يخرج لهم الأسواق وحال بينهم وبين الطعام والشراب فساروا ثلاثا لا يجدون طعاماً ولا شراباً حتّى انتهوا إلى مدين فأغلق باب المدينة دونهم فشكا أصحابه الجوع والعطش قال فصعد جبلاً ليشرف عليهم فقال بأعلىّ صوته يا أهل المدينة « الظَّالِمِ أَهْلُها » أنا بقية الله يقول الله « بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ ان كُنْتمّ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ »(١) قال وكان فيهم شيخٌ

_____________________________________________

فهو هنا كناية عن المبالغة في أخذ العلم عنهعليه‌السلام ، وفي تاج اللغة : ترشف : « بوسه كردن در وقتى كه آب در دهن گردد » فهو كناية عن شدّة الحبّ ، وقيل إنّه بالسين المهملة ، قال في القاموس : رسف يرسف رسفاً ورسيفاً مشى مشي المقيد ، ولا يخلو شيء منهما من تكلّف « ان يحولوا بينك » كناية عن منعهم عن الخلافة ورد الحق إلى أهله ، وقال في النهاية : البريد كلمة فارسيّة يراد بها في الأصل البغل ، وأصلها « بريدة دم » أي محذوف الذنب ، لان بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها فأعربت وخففت ، ثمّ سمى الرسول الذي يركبه بريد ، أو المسافة الّتي بين السكتين بريداً ، انتهى.

وإنّما حملوهم عليها للإهانة أو التعجيل ، ومدين قرية شعيبعليه‌السلام ، قال الله تعالى : « وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزان إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ، وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزان بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ بَقِيَّتُ اللهِ »(١) إلخ.

قال البيضاوي : أي ما أبقاه لكم من الحلال بعد التنزّه عما حرم عليكم « خَيْرٌ لَكُمْ » مما تجمعون بالتطفيف « ان كُنْتمّ مُؤْمِنِينَ » بشرط ان تؤمنوا ، فان خيريتها باستتباع الثواب مع النجاة ، وذلك مشروط بالإيمان أو ان كنتمّ مصدّقين لي في قولي لكم ، وقيل : البقيّة الطاعة لقوله : والباقيات الصالحات « وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ »

__________________

(١) سورة هود : ٨٧.

٢٨

كبيرٌ فأتاهم فقال لهم : يا قوم هذه والله دعوة شعيب النبيّ والله لئن لم تخرجوا إلى هذا الرَّجل بالأسواق لتؤخذن من فوقكم ومن تحت أرجلكم فصدقوني في هذه المرة وأطيعوني وكذبوني فيما تستأنفون فإنّي لكم ناصحٌ ، قال فبادروا فأخرجوا إلى محمّد بن عليّ وأصحابه بالأسواق فبلغ هشأمّ بن عبد الملك خبر الشيخ فبعث إليه فحمله فلم يدر ما صنع به.

_____________________________________________

أحفظكم عن القبائح أو أحفظ عليكم أعمالكم فأجازيكم عليها ، وإنّما أنا ناصح مبلّغ وقد أعذرت حين أنذرت ، أو لستّ بحافظ عليكم نعم الله لو تتركوا سوء صنيعكم ، انتهى.

وعلىّ تأويلهعليه‌السلام المراد ببقيّة الله حجج الله في الأرض وخلفائه الذين يبقيّهم الله في الأرض ، ولا تبقى الأرض إلّا ببقائهم ولا يخلو عصر من واحد منهم.

« فلم يدر » علىّ بناء المجهول أي لم يدر الناس فلا ينافي علمهعليه‌السلام أو هو كلام الحضرمي.

أقول : وقد أوردت الروايات المبسوطة في خروجهعليه‌السلام إلى الشأمّ مشتملة علىّ فوائد جليلة ومعجزات عظيمة في الكتاب الكبير ، تركنا إيرادها مخافة الإطناب ، وفي بعضها : ثمّ صعدعليه‌السلام الجبل المطل علىّ مدينة مدين وأهل مدين ينظرون إليه ما يصنع ، فلـمّا صار في أعلاه استقبل بوجهه المدينة وحده ثمّ وضع إصبعيه في أذنيه ثمّ نادى بأعلىّ صوته : « وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً » إلى قوله : « بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ ان كُنْتمّ مُؤْمِنِينَ » نحن والله بقية الله في أرضه ، فأمرّ الله ريحا سوداء مظلمة فهبت واحتملت صوت أبي فطرحته في إسماع الرجال والصبيان والنساء ، فما بقي أحد من الرجال والنساء والصبيان إلّا صعد السطوح وأبي مشرف عليهم ، وصعد فيمن صعد شيخ من أهل مدين كبير السن فنظر إلى أبي علىّ الجبل فنادى بأعلىّ صوته : اتّقوا الله يا أهل مدين فإنه قد وقف الموقف الذي وقف فيه شعيبعليه‌السلام حين دعا علىّ قومه ، فان أنتمّ لم تفتحوا له الباب ولم تنزلوه جاءكم من الله العذاب فإنّي أخاف عليكم وقد أعذر

٢٩

٦ - سعد بن عبد الله والحميري جميعاً ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قبض محمّد بن عليّ الباقر وهو ابن سبع وخمسين سنة في عام أربع عشرة ومائة عاش بعد عليّ بن الحسينعليه‌السلام تسع عشرة سنة وشهرين.

( باب )

( مولد أبي عبد الله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام )

ولد أبو عبد اللهعليه‌السلام سنة ثلاث وثمانين ومضى في شوّال من سنة ثمان وأربعين

_____________________________________________

من أنذر ، ففزعوا وفتحوا الباب وأنزلونا وكتب بجميع ذلك إلى هشأمّ ، فارتحلنا في اليوم الثاني فكتب هشأمّ إلى عامل مدين يأمره بان يأخذ الشيخ [ فيمثل به رحمة الله عليه ورضوانه ] فيقتله (ره) وكتب إلى عامل مدينة الرسول ان يحتال في سم أبي في طعام أو شراب فمضى هشام ولم يتهيأ له في أبي من ذلك شيء ، وفي رواية أخرى فكتب هشام إلى عامله بمدين يحمل الشيخ إليه فمات في الطريق رضي الله عنه.

الحديث السادس : ضعيف على المشهور.

قوله : عاش « إلخ » هذا لا يوافق شيئاً من التواريخ المتقدمة الّتي عينت فيها الشهور والأيّام إلّا ما نقله في روضة الواعظين قولا بان وفاة الباقرعليه‌السلام في شهر ربيع الأول ، إذ المشهور ان وفاة عليّ بن الحسين في شهر محرّم فتفطّن.

باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام

قال الشهيد (ره) في الدروس : ولدعليه‌السلام بالمدينة يوم الاثنين سابع عشر شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وقبض بها في شوال ، وقيل : في منتصف رجب يوم الاثنين سنة ثمان وأربعين ومائة عن خمس وستين سنة ، أمّه أمّ فروة ابنة القاسم بن محمّد ، وقال الجعفي : اسمها فاطمة وكنيتها أمّ فروة.

وقال ابن شهرآشوب : ولد الصادقعليه‌السلام بالمدينة يوم الجمعة عند طلوع

٣٠

و مائة وله خمس وستون سنة ودفن بالبقيع في القبر الذي دفن فيه أبوه وجدّه والحسن بن عليّعليهم‌السلام وأمّه أمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر وأمّها أسماء بنت عبد الرَّحمن بن أبي بكر.

_____________________________________________

الفجر ، ويقال : يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وثمانين من الهجرة ، وقالوا : سنة ستّ وثمانين ، فأقام مع جدّه اثنتا عشرة سنة ومع أبيه تسع عشرة سنة ، وبعد أبيه أيّام إمامته أربعاً وثلاثين سنة ، فكان في سني إمامته ملك إبراهيم بن الوليد ومروان الحمار ، ثمّ ملك أبي العباس السفاح أربع سنين وستّة أشهر وأياماً ، ثمّ ملك أخوه أبو جعفر المنصور إحدى وعشرين سنة ، وأحد عشر شهراً وأياماً ، وبعد مضيّ عشر سنين من ملكه قبضعليه‌السلام في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة ، وقيل : يوم الاثنين النصف من رجب وقال أبو جعفر القمّي سمّه المنصور ودفن في البقيع وقد كمل عمره خمساً وستين سنة ، ويقال : كان عمره خمسين سنة.

وقال في كشف الغمّة قال محمّد بن طلحة : كانت ولادته سنة ثمانين وقيل : سنة ثلاث وثمانين والأول أصح ، ومات سنة ثمان وأربعين ومائة فكان عمره ثمان وستين ، هذا هو الأظهر وقيل غير ذلك ، وقال الحافظ عبد العزيز : أمّهعليه‌السلام أمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر وأمّها أسماء بنت عبد الرَّحمن بن أبي بكر ، ولد عام الحجاف سنة ثمانين ومات سنة ثمان وأربعين ومائة ، وقال محمّد بن سعيد : كان عمره إحدى وسبعين سنة.

وروى ابن الخشاب بإسناده عن محمّد بن سنان قال : مضى أبو عبد اللهعليه‌السلام وهو ابن خمس وستين سنة ، ويقال : ثمان وستين سنة في سنة مائة وثمان وأربعين سنة ، وكان مولده سنة ثلاث وثمانين من الهجرة ، وكان مقأمّه مع جدّه عليّ بن الحسين اثنتا عشرة سنة وأيّاماً وفي الثانية كان مقأمّه مع جدّه خمس عشرة سنة ، وتوفّي أبو جعفر ولأبي عبد اللهعليه‌السلام أربع وثلاثون سنة في إحدى الروايتين ، وأقام بعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة وكان عمره في إحدى الروايتين خمساً وستين سنة وفي الرواية الأخرى ثمان وستين سنة ، قال لنا الزارع والأولى هي الصحيحة.

٣١

١ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عبد الله بن أحمد ، عن إبراهيم بن الحسن قال حدَّثني وهب بن حفص ، عن إسحاق بن جرير قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام كان سعيد بن المسيّب والقاسم بن محمّد بن أبي بكر وأبو خالد الكابليّ من ثقات عليّ بن الحسينعليهما‌السلام قال وكانت أمي ممّن آمنت واتقت وأحسنت « وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ » قال وقالت أمي قال أبي يا أمّ فروة إني لأدعو الله لمذنبي شيعتنا في اليوم والليلة ألف مرة لأنا نحن فيما ينوبنا من الرزايا نصبر علىّ ما نعلم من الثواب وهم يصبرون علىّ ما لا يعلمون.

_____________________________________________

الحديث الأول : مجهول.

والأخبار في شان سعيد مختلفة ، فهذا الخبر يدلّ علىّ مدحه ، وروي أنه من حواري عليّ بن الحسين ، وقد وردت أخبار كثيرة في اختيار الكشي وفي كتاب الغارات للثقفي تدل علىّ ذمه ولعل ذمه أرجح والقاسم كان جليلاً وان لم يذكر أصحاب الرجال فيه مدحاً كثيراً ، وأبو خالد اسمّه وردان ولقبه كنكر ، وقد ورد فيه مدح وأنه من حواري عليّ بن الحسينعليه‌السلام وأنه كان يقول بإمامة محمّد بن الحنفية دهراً ثمّ رجع ، وقال بإمامة عليّ بن الحسين « قال أبي » أي الباقرعليه‌السلام ويحتمل القاسم لكنه بعيد جدا ، وفي القاموس : النوب نزول الأمرّ ، والرزية المصيبة والرزايا جمعه ، وقوله : لأنا ، تعليل للاستغفار بأنهم يستحقون ذلك لعظم رتبتهم في الصبر ، أو لأنّه لـمّا شق الصبر عليهم ربما تركوه فتستغفر لهم لتدارك ذلك.

وأّما الفرق بينهم وبين شيعتهم في العلم بالثواب فظاهر من جهتين : « الأولى » كون يقينهم بالثواب أقوى وأشد من يقين شيعتهم « والثانية » علمهم بخصوصيات الدرجات والمثوبات ، وشيعتهم إنما يعلمون ذلك مجملاً ، وأمّا كون الصبر مع عدم العلم أشقّ فهو ظاهر ، فان الطفل الجاهل بنفع الحجامة يتألم ويضطرب أضعاف الكامل العالم بنفعها الراضي بها ، الداعي إليها ، الباذل الأجر لها ، وسيأتي هذا الخبر في باب الصبر علىّ وجه يحتمل وجهاً آخر نذكره إنشاء الله.

٣٢

٢ - بعض أصحابنا ، عن ابن جمهور ، عن أبيه ، عن سليمان بن سماعة ، عن عبد الله بن القاسم ، عن المفضل بن عمر قال وجه أبو جعفر المنصور إلى الحسن بن زيد وهو واليه علىّ الحرمين ان أحرق علىّ جعفر بن محمّد داره فألقى النار في دار أبي عبد الله فأخذت النار في الباب والدهليز فخرج أبو عبد اللهعليه‌السلام يتخطّى النّار ويمشي فيها ويقول أنا ابن أعراق الثرى أنا ابن إبراهيم خليل اللهعليه‌السلام .

_____________________________________________

الحديث الثاني : ضعيف.

« وجّه » أي أرسل والحسن هو ابن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، ويدلّ علىّ ذمّه وانحرافه عن الأئمّةعليهم‌السلام ، وأنّه كان والياً من قبلهم ، وذكروا ان المنصور تغير عليه وخاف منه فحبسه ثمّ أخرجه المهدي من الحبس بعد موت أبيه وقربه ، وقد مرّ بعض أحواله عند ذكر خروج محمّد بن عبد الله بن الحسن ، وقد أخرجنا خبراً من الخرائج في الكتاب الكبير يشتمل علىّ ان زيداً أباه خاصم الباقرعليه‌السلام في ميراث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورأي منه معجزات شتى ثمّ خرج إلى عبد الملك بن مروان وسعى به إليه إلى ان أخذه الملعون ظاهراً ، وبعثه إليهعليه‌السلام ليؤد به وواطأه سرّاً علىّ ان يسمّه وبعث معه إليه سرجا مسموما ليركبهعليه‌السلام فركبه ونزل متورماً وماتعليه‌السلام بذلك.

ثمّ ان زيداً بقي بعده أياما فعرض له داء فلم يتخبط ويهوي وترك الصلاة حتّى مات.

والدهليز بالكسر ما بين الباب والدار.

قولهعليه‌السلام : أنا ابن أعراق الثرى ، قيل : هي كناية عن إبراهيمعليه‌السلام ، وفي كتاب إعلام الورى أنه إسماعيلعليه‌السلام وكذا قال صاحب روضة الصفا : أعراق الثرى لقب إسماعيل بن إبراهيم الخليلعليهما‌السلام ولا أدري ما وجهه ، انتهى.

وأقول : لعلهعليه‌السلام إنّما لقب بذلك لانتشار أولاده في البلدان والصحاري ، وذكر إبراهيمعليه‌السلام لصيرورة النار عليه بردا وسلاماً ، وذكر إسماعيل لانتسابه إلى إبراهيمعليه‌السلام من جهته.

٣٣

٣ - الحسين بن محمّد ، عن معلىّ بن محمّد ، عن البرقي ، عن أبيه عمّن ذكره ، عن رفيد مولى يزيد بن عمرو بن هبيرة قال سخط عليّ ابن هبيرة وحلف عليّ ليقتلني فهربت منه وعذت بأبي عبد اللهعليه‌السلام فأعلمته خبري فقال لي انصرف وأقرئه مني السلام وقل له إني قد آجرت عليك مولاك رفيداً فلا تهجه بسوء فقلت له جعلت فداك شامي خبيث الرأي فقال اذهب إليه كما أقول لك فأقبلت فلـمّا كنت في بعض البوادي استقبلني أعرابيَّ فقال أين تذهب إنّي أرى وجه مقتول ثمّ قال لي أخرج يدك ففعلت فقال يد مقتول ثمّ قال لي أبرز رجلك فأبرزت رجلي فقال رجل مقتول ثمّ قال لي أبرز جسدك ففعلت فقال جسد مقتول ثمّ قال لي أخرج لسانك ففعلت فقال لي امض فلا بأس عليك فان في لسانك رسالة لو أتيت بها الجبال

_____________________________________________

الحديث الثالث : ضعيف علىّ المشهور.

و « رفيد » على التصغير ، وقال في معجم البلدان : قصر ابن هبيرة ينسب إلى يزيد بن عمرو بن هبيرة ، كان لـمّا ولي العراق من قبل مروان بن محمّد بني علىّ فرات الكوفة مدينة فنزلها ولم يستتمها حتّى كتب إليه مروان بن محمّد يأمره بالاجتناب من أهل الكوفة فتركها ، وبنى قصره المعروف به بالقرب من جسر سورا انتهى.

« سخط » كعلم أي غضب « ليقتلني » بفتح اللام وكسرها وفي القاموس : الجوار بالكسر ان تعطى الرجل ذمة فيكون بها جارك فتجيره ، وأجاره أنقذه وأعاذه « لا تهجه » من باب ضرب أو باب الأفعال ، أي تزعجه بأمرّ يسوؤه ولا تغضب عليه ، في القاموس : هاج يهيّج ثار كاهتاج وتهيج وأثار والهائج الفورة والغضب.

قوله : استقبلني أعرابي ، علم الأعرابي بهذه العلوم من الغرائب ، وكان عند العرب علم القيافة والعيافة يستدلون بالآثار علىّ الأشياء ، ولا يعلم وجهه ، وكأنه كان من الجن وهو نوع من الكهانة ، وقيل : أي من يشبه الأعرابي في الصورة ولعله الخضر أو اليأس.

« إنّي أرى وجه مقتول » أي أرى وجهاً يدلّ علىّ ان صاحبه مقتول والرواسي

٣٤

الرّواسي لانقادت لك ، قال فجئت حتّى وقفت علىّ باب ابن هبيرة فاستأذنت فلـمّا دخلت عليه قال أتتك بحائن رجلاه يا غلام النطع والسيف ثمّ أمر بي فكتّفت وشد رأسي وقام عليّ السيّاف ليضرب عنقي فقلت أيّها الأمير لم تظفر بي عنوة وإنّما جئتك من ذات نفسي وهاهنا أمرّ أذكره لك ثمّ أنت وشأنك فقال قل فقلت أخلني فأمر من حضر فخرجوا فقلت له جعفر بن محمّد يقرئك السلام ويقول لك قد آجرت عليك مولاك رفيداً فلا تهجه بسوء فقال والله لقد قال لك جعفر [ بن محمّد ] هذه المقالة وأقرأني السلام ؟! فحلفت له فردَّها عليّ ثلاثاً ثمّ حلّ أكتافي ، ثمّ قال : لا يقنعني منك حتّى تفعل بي ما فعلت بك قلت ما تنطلق يدي بذاك ولا تطيب به نفسي فقال

_____________________________________________

الثوابت « أتتك بحائن رجلاه »(١) الخطاب لنفسه وفاعل أتت رجلاه ، والبارز للحائن والباء للتعدية ، وهو مثل يضرب لمن أعان علىّ نفسه بعد خيانته.

وفي القاموس : النطع بالكسر وبالفتح وبالتحريك وكعنب بساط من أديم ، انتهى ، وإحضاره هنا ليفرش تحت من أريد قتله بالسيف في المجلس لئلا يسيل الدم إلى غيره وهو منصوب بتقدير أحضر « كتّفت » علىّ بناء المجهول ، وفي القاموس : كتف فلاناً كضرب شدّ يده إلى خلف بالكتاف وهو بالكسر حبل يشدّ به ، وشد الرأس لسهولة ضرب العنق.

« لم تظفر بي عنوة » أي لم تأخذني قهراً « من ذات نفسي » أي من جهة نفسي من غير ان يجيء بي أحد « أخلني » بفتح الهمزة أي اجعلني معك في خلوة « لا يقنعني منك » علىّ بناء الأفعال أي لا يرضيني منك أو لا اكتفى منك بغير ذلك ، وحتّى بمعنى إلّا ، وتفعل بتقدير ان تفعل ، « وأطلقته » أي حللت كتافه.

__________________

(١) الحائن : - بالحاء المهملة - بمعنى الهالك ، من حان الرجل : هلك. وهذا المثل مذكور في مجمع الأمثال وغيره ، وما أدري ان التفسير الآتي في قوله : وهو مثل يضرب اه ، من كلام الشارح أو غيره والله أعلم.

٣٥

والله ما يقنعني إلّا ذاك ففعلت به كما فعل بي وأطلقته فناولني خاتمه وقال : أموري في يدك فدبّر فيها ما شئت.

٤ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن الخيبري ، عن يونس بن ظبيان ومفضّل بن عمر وأبي سلمة السرَّاج والحسين بن ثوير بن أبي فاختة قالوا كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال عندنا خزائن الأرض ومفاتيحها ولو شئت ان أقول بإحدى رجلي أخرجي ما فيك من الذهب لأخرجت قال ثمّ قال بإحدى رجليه فخطها في الأرض خطّاً فانفرجت الأرض ثمّ قال بيده فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر ثمّ قال انظروا حسنا فنظرنا فإذا سبائك كثيرة بعضها علىّ بعض يتلالا فقال له بعضنا جعلت فداك أعطيتمّ ما أعطيتمّ وشيعتكم محتاجون؟ قال

_____________________________________________

وفيه معجزة منهعليه‌السلام إذ اكتفاء هذا الجبّار بمحض هذا الخبر الذي أتى به نفسه ، ونزوله عن مثل هذا الغضب الشديد إلى هذا اللطف والإكرام لم يكن إلّا بالإعجاز.

الحديث الرابع ضعيف علىّ المشهور.

«أن أقول بإحدى رجلي » ضمن القول معنى الضرب ، وقد يجيء بمعناه أيضاً قال ابن الأنباري هو المراد به في قوله : ثمّ قال بإحدى رجليه ، وقوله : ثمّ قال بيده ، وقال الجزري : العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال وتطلقه علىّ غير الكلام واللسان ، فتقول : قال بيده ، أي أخذ ، وقال برجله أي مشى ، وقالت العينان سمعاً وطاعة ، أي أومأت ، وقال بالماء علىّ يده أي قلب ، وقال بثوبه أي رفعه ، كلّ ذلك على المجاز والاتّساع ، انتهى.

ويقال : قال بمعنى أقبل وبمعنى مال ، واستراح وضرب وغلب ، وغير ذلك ، والظاهر حدوث تلك السبائك بقدرة الله تعالى في تلك الحال « ان الله سيجمع » أي في زمان المهديعليه‌السلام ، وحاصل الجواب أنه ليس صلاحهم في هذا الزمان في إظهار تلك الأمور وعند حصول المصلحة في آخر الزمان سيظهر ذلك ، مع ان نعيم الآخرة

٣٦

فقال : ان الله سيجمع لنا ولشيعتنا الدُّنيا والآخرة ويدخلهم جنات النعيم ويدخل عدوَّنا الجحيم.

٥ - الحسينُ بن محمّد ، عن المعلىّ بن محمّد ، عن بعض أصحابه ، عن أبي بصير قال كان لي جارٌ يتبع السلطان فأصاب مالاً فأعدَّ قياناً وكان يجمع الجميع إليه ويشرب المسكر ويؤذيني فشكوته إلى نفسه غير مرّة فلم ينته فلـمّا ان ألححت عليه فقال لي يا هذا أنا رجل مبتلى وأنت رجل معافى فلو عرضتني لصاحبك رجوت ان ينقذني الله بك فوقع ذلك له في قلبي فلـمّا صرت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ذكرت له حاله فقال لي إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك فقل له يقول لك جعفر بن محمّد دع ما أنت عليه وأضمن لك علىّ الله الجنة فلـمّا رجعت إلى الكوفة أتاني فيمن أتى فاحتبسته عندي حتّى خلا منزلي ثمَّ قلت له يا هذا إنّي ذكرتك لأبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادقعليهما‌السلام فقال لي إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك فقل له يقول لك جعفر بن محمّد دع

_____________________________________________

مختصّ بهم ، فان أصابهم فقراً أو شدّة في الدنيا فليصبروا عليها ليكمل لهم النعيم في العقبى.

الحديث الخامس : ضعيف علىّ المشهور.

« يتبع السلطان » أي يتولّى من قبل خليفة الجور ويواليه ، والقيان جمع قينة بالفتح وهي الأمة المغنيّة أو الأعمّ ، وفي القاموس : الجمع جماعة الناس ، والجمع جموع كالجميع « ويؤذيني » أي بالغناء ونحوه « فلـمّا ان ألححت » ان زائدة لتأكيد الاتصال « مبتلى » أي ممتحن بالأموال والمناصب ، مغرور بها ، أو مبتلى بتسلّط النفس والشيطان عليّ لـمّا ذكر ، والمراد أنّي مع الحال الّتي أنا عليها لا أرجو المغفرة بعد التوبة أيضاً فلذا لا أترك لذة الدنيا ، والمعافي ضدّ المبتلي ، وفي القاموس : عرض الشيء له أظهره له ، وعليه أراه إيّاه.

وفي كشف الغمّة نقلا من دلائل الحميري : فلو عرضتني لصاحبك ان ينقذني الله أي ينجّيني « وأضمن » منصوب بتقدير ان بعد الواو لتقدّم الأمر.

٣٧

ما أنت عليه وأضمن لك علىّ الله الجنّة ، قال فبكى ثمَّ قال : لي الله لقد قال لك أبو عبد الله هذا ؟ قال فحلفت له أنّه قد قال لي ما قلت فقال لي حسبك ومضى فلـمّا كان بعد أيّام بعث إليَّ فدعاني وإذا هو خلف داره عريان فقال لي يا أبا بصير لا والله ما بقي في منزلي شيء إلّا وقد أخرجته وأنا كما ترى قال فمضيت إلى إخواننا فجمعت له ما كسوته به ثمّ لم تأت عليه أيّام يسيرة حتّى بعث إلي أني عليل فأتني فجعلت أختلف إليه وأعالجه حتّى نزل به الموت فكنت عنده جالساً وهو يجود بنفسه فغشي عليه غشية ثمّ أفاق فقال لي يا أبا بصير قد وفى صاحبك لنا ثمّ قبض - رحمة الله عليه - فلـمّا حججت أتيت أبا عبد اللهعليه‌السلام فاستأذنت عليه فلـمّا دخلت قال لي ابتداء من داخل البيت وإحدى رجلي في الصحن والأخرى في دهليز داره يا أبا بصير قد وفينا لصاحبك.

٦ - أبو عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن جعفر بن محمّد بن الأشعث قال قال لي أتدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمرّ ومعرفتنا به وما كان عندنا منه ذكرٌ ولا معرفة شيء مما عند النّاس ، قال قلت له : ما ذاك قال ان أبا جعفر - يعني أبا الدَّوانيق - قال لأبي محمّد بن الأشعث : يا محمّد ابغ لي رجلاً

_____________________________________________

« الله » بالجرّ بتقدير حرف القسم ، وقيل : منصوب بتقدير أذكر ، قوله : حسبك ، أي هذا كاف لك فيما أردت من انتهائي عما كنت فيه « خلف داره » في كشف الغمّة خلف باب داره وهو الظاهر « لا والله » لا ، تمهيد للنفي بعده « إلّا وقد أخرجته » أي أعطيته إلى أصحابه ، أو تصدّقت به « فجعلت » أي فشرعت « حتّى نزل به الموت » أي علاماته ومقدّماته ، وفي النهاية فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه ، أي يخرجها ويدفعها كما يدفع الإنسان ماله يجود به والجود الكرم ، يريد به أنه كان في النزع وسياق الموت.

الحديث السادس : مجهول ، ومحمّد بن الأشعث غير ابن القيس الذي مرّ أنّه كان من قتلة الحسينعليه‌السلام وأبوه من قتلة أمير المؤمنينعليه‌السلام لبعد وجوده إلى هذا الزمان « ولا معرفة شيء » في البصائر بشيء « يعني أبا الدوانيق » كلام صفوان ومراده المنصور ،

٣٨

له عقل يؤدّي عنّي فقال له أبي قد أصبته لك هذا فلان بن مهاجر خالي قال فأتني به.

قال فأتيته بخالي فقال له أبو جعفر : يا ابن مهاجر خذ هذا المال وأت المدينة وأت عبد الله بن الحسن بن الحسن وعدَّة من أهل بيته فيهم جعفر بن محمّد فقل لهم : إنّي رجل غريب من أهل خراسان وبها شيعة من شيعتكم وجّهوا إليكم بهذا المال ، وادفع إلى كلّ واحد منهم علىّ شرط كذا وكذا ، فإذا قبضوا المال فقل إني رسول وأحب ان يكون معي خطوطكم بقبضكم ما قبضتمّ فأخذ المال وأتى المدينة فرجع إلى أبي الدوانيق ومحمّد بن الأشعث عنده فقال له أبو الدوانيق ما وراءك قال أتيت القوم وهذه خطوطهم بقبضهم المال خلا جعفر بن محمّد فإني أتيته وهو يصلي في مسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجلست خلفه وقلت حتّى ينصرف فأذكر له ما ذكرت لأصحابه فعجل وانصرف ثمّ التفت إلي فقال يا هذا اتق الله ولا تغر أهل بيت محمّد فإنهم قريبو(١) العهد بدولة

_____________________________________________

قال في المغرب : لقّب أبو جعفر المنصور وهو الثاني من خلفاء بني العباس بالدوانيقي وبابن الدوانيق لأنّه لـما أراد حفر الخندق بالكوفة قسط على كلّ منهم دانق فضّة وأخذه وصرفه في الحفر ، انتهى.

« ابغ لي رجلاً » أي أطلب « خذ هذا المال » في البصائر بعده : فأعطاه ألوف دنانير أو ما شاء الله من ذلك وأت المدينة ، إلخ.

« وعدَّة من أهل بيته فيهم جعفر » هو كلام ابن الأشعث اختصارا لكلام المنصور « علىّ شرط كذا وكذا » أي إرادة الخروج أو إذا خرجتمّ نكون معكم وفي حزبكم وتتعزّز بدولتكم وأشباه ذلك ، وكان غرضه ان يكون الشرط مع كلّ منهم يعنّي بدون اطلاع شرط الآخرين ، وذلك ليعلم من يريد الخروج ممّن لا يريد ، وفي البصائر وجّهوا إليك بهذا المال فادفع إلى كل واحد منهم علىّ هذا الشرط كذا وكذا ، إلى قوله بقبضكم ما قبضتمّ مني ، إلى قوله أتيت القوم وفعلت ما أمرتني به ، وهذه خطوطهم ، إلى قوله : وقلت ، أي في نفسي.

قوله : ولا تغرّ ، أي لا تخدع وفي البصائر ولا تغرّن أهل بيت محمّد ، وقل لصاحبك

__________________

(١) كذا في النسخ والظاهر « قريبوا » بالواو كما في البصائر.

٣٩

بني مروان وكلّهم محتاج فقلت وما ذاك أصلحك الله قال فأدنى رأسه مني وأخبرني بجميع ما جرى بيني وبينك حتّى كأنه كان ثالثنا قال فقال له أبو جعفر يا ابن مهاجر اعلم أنه ليس من أهل بيت نبوة إلّا وفيه محدَّث وان جعفر بن محمّد محدثنا اليوم وكانت هذه الدلالة سبب قولنا بهذه المقالة.

٧ - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر جميعاً ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال قبض أبو عبد الله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام وهو ابن خمس وستّين سنة في عام ثمان وأربعين ومائة وعاش بعد أبي جعفرعليه‌السلام أربعاً وثلاثين سنة.

٨ - سعد بن عبد الله ، عن أبي جعفر محمّد بن عمر بن سعيد ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي الحسن الأوّلعليه‌السلام قال سمعته يقول أنا كفّنت أبي في ثوبين شطويّين كان يحرم فيهما وفي قميص من قمصه وفي عمامة كانت لعليّ بن الحسينعليه‌السلام وفي برّد اشتراه بأربعين ديناراً.

_____________________________________________

اتّق الله ولا تغرنَّ أهل بيت محمّد فإنّهم قريبوا العهد بدولة بني مروان ، ي عنّي ان بني مروان لـمّا ظلموهم وصيّروا محتاجين إنما أخذوا هذه الأموال للحاجة والفاقة لا لقصد الخروج ، أو أنهم لـمّا وقع عليهم الظلم في دولة بني مروان وانتهت الدولة إليكم وهم أبناء أعمامكم فينبغي ان ترحموهم وتعينوهم ولا تكونوا مثل هؤلاء بصدد استيصالهم ، والأوّل أظهر ، والمحدَّث بفتح الدال المشددة قد مرّ معناه في أوائل كتاب الحجّة.

الحديث السابع : ضعيف علىّ المشهور.

الحديث الثامن : موثق علىّ الظاهر ، إذ الظاهر عمرو بن سعيد.

وفي الصحاح شطا اسم قرية بناحية مصر تنسب إليها الثياب الشطوية ، وفي القاموس البرّد بالضمّ ثوب مخطَّط وأكسية يلتحف بها ، والواحدة بهاء.

أقول : وسيأتي في كتاب الجنائز : اشتريته بأربعين ديناراً لو كان اليوم لساوى أربعمائة ديناراً وكأنّهعليه‌السلام اشتراه بوكالة أبيهعليهما‌السلام .

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293