مرآة العقول الجزء ٦

مرآة العقول20%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 293

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 293 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 4709 / تحميل: 7238
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

( باب )

( مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام )

ولد أبو الحسن موسىعليه‌السلام بالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة وقال بعضهم تسع وعشرين ومائة وقبضعليه‌السلام لستّ خلون من رجب من سنة ثلاث وثمانين ومائة وهو ابن أربع أو خمس وخمسين سنة وقبضعليه‌السلام ببغداد في حبس السندي بن شاهك وكان هارون حمله من المدينة لعشر ليال بقين من شوال سنة تسع وسبعين ومائة وقد قدم

_____________________________________________

باب مولد أبي الحسن موسى عليه‌السلام

قال الطبرسي (ره) في إعلام الورى : ولدعليه‌السلام بالأبواء منزل بين مكّة والمدينة لسبع خلون من صفر سنة ثمان وعشرين ومائة وقبضعليه‌السلام ببغداد في حبس السندي ابن شاهك لخمس بقين من رجب ويقال أيضاً لخمس خلون من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وله يومئذ خمس وخمسون سنة وأمّه أمّ ولد يقال لها حميدة البربريّة ، ويقال لها حميدة المصفاة وكانت مدة إمامته خمساً وثلاثين سنة وقأمّ بالأمرّ وله عشرون سنة ، وكانت في أيّام إمامته بقية ملك المنصور أبي جعفر ، ثمّ ملك ابنه المهدي عشر سنين وشهراً ، ثمّ ملك ابنه الهادي موسى بن محمّد سنة وشهراً ، ثمّ ملك هارون بن محمّد الملّقب بالرشيد ، واستشهد بعد مضي خمس عشرة سنة من ملكه مسموماً في حبس السندي بن شاهك ، ودفن بمدينة السّلام في المقبرة المعروفة بمقابر قريش.

وقال ابن شهرآشوب أمّه حميدة المصفاة ابنة صاعد البربري ويقال أنّها أندلسية أمّ ولد تكنى لؤلؤة ، ولدعليه‌السلام بالأبواء موضع بين مكة والمدينة يوم الأحد لسبع خلون من صفر سنة ثمان وعشرين ومائة واستشهد مسموماً في حبس الرشيد علىّ يد السندي بن شاهك يوم الجمعة لستّ بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة وقيل : سنة ستّ وثمانين ، وكان مقامه مع أبيه عشرين سنة ، ويقال : تسع عشرة سنة ، وبعد أبيه أيّام إمامته خمساً وثلاثين سنة ، ودفن ببغداد بالجانب الغربي في المقبرة المعروفة

٤١

هارون المدينة منصرفه من عمرة شهر رمضان ثمّ شخص هارون إلى الحجّ وحمله معه ، ثمّ انصرف علىّ طريق البصرة فحبسه عند عيسى بن جعفر ثمّ أشخصه إلى بغداد فحبسه عند السندي بن شاهك فتوفّيعليه‌السلام في حبسه ودفن ببغداد في مقبرة قريش وأمّه أمّ

_____________________________________________

بمقابر قريش من باب التين فصارت باب الحوائج ، وعاش أربعاً وخمسين سنة.

وقال في الدروس ولد بالأبواء يوم الأحد سابع صفر.

وفي كشف الغمّة عن محمّد بن طلحة مات لخمس بقين من رجب ، وفي المصباح في الخامس والعشرين من رجب كانت وفاة موسى بن جعفرعليه‌السلام .

وقال في روضة الواعظين وفاته كان ببغداد يوم الجمعة لستّ بقين من رجب ، وقيل : لخمس خلون منه وكذا قال في الدروس.

وفي إرشاد المفيد قبضعليه‌السلام ببغداد في حبس السندي بن شاهك لستّ خلون من رجب سنة ثلاث وثمانين ومأة.

أقول : يظهر من الأخبار ان المهدي أشخصهعليه‌السلام من المدينة مرّة ثمّ أطلقه لمعجزة ظهرت عليه ، ويومئ بعض الأخبار إلى أنّه حبسه الرشيد أيضاً مرّة ثمّ أطلقه لمعجزة ظهرت عليه لكنّه لم يثبت رجوعهعليه‌السلام إلى المدينة.

والمشهور في حبسه أخيراً ان الرشيد جعل ابنه الأمين في حجر جعفر بن محمّد بن الأشعث فحسده يحيى بن خالد البرمكي ، وقال : ان أفضت الخلافة إليه زالت دولتي ودولة ولدي ، فاحتال علىّ جعفر بن محمّد وكان يقول بالإمامة فسعى به إلى الخليفة ولذلك سعى بموسىعليه‌السلام أيضاً وحج الرشيد لعنه الله لذلك فبدأ بالمدينة ثمّ أمرّ به فأخذ من المسجد وهو قائم يصلي فأدخل إليه فقيده وأخرج من داره بغلان عليهما قبتان هو في إحداهما ووجه مع كل واحدة منهم خيلاً فأخذ بواحدة علىّ طريق البصرة والأخرى علىّ طريق الكوفة ليعمى علىّ الناس أمره ، وكان في الّتي مضت إلى البصرة ، وأمرّ الرسول ان يسلمه إلى عيسى بن جعفر بن المنصور ، وكان علىّ البصرة حينئذ فمضى به فحبسه عنده سنة ، ثمّ كتب إلى الرشيد ان خذه مني

٤٢

ولد يقال لها حميدة.

١ - الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلىّ بن محمّد ، عن عليّ بن السندي القمي قال حدّثنا عيسى بن عبد الرَّحمن ، عن أبيه قال دخل ابن عكاشة بن محصن الأسدي علىّ أبي جعفر وكان أبو عبد اللهعليه‌السلام قائما عنده فقدم إليه عنبا فقال حبة حبة يأكله الشيخ الكبير والصبيُّ الصغير وثلاثة وأربعة يأكله من يظن أنه لا يشبع وكله حبّتين حبّتين فإنّه يستحبُّ فقال لأبي جعفرعليه‌السلام : لأيّ شيء لا تزوّج أبا عبد الله

_____________________________________________

وسلّمه إلى من شئت وإلّا خلّيت سبيله ، فقد اجتهدت بأن أجد عليه حجّة فما أقدر علىّ ذلك.

فوجّه من تسلّمه منه ، وحبسه عند الفضل بن الربيع ببغداد ، فبقي عنده مدّة طويلة وأراده الرشيد علىّ شيء من أمره فأبى ، فكتب بتسليمه إلى الفضل بن يحيى فتسلمه منه ، وأراد ذلك منه فلم يفعل ، وبلغه أنه عنده في رفاهيّة وسعة وهو حينئذ بالرقة فأنفذ مسرور الخادم بكتاب إلى العباس بن محمّد وكتاب آخر إلى السندي بن شاهك فدعا العباس الفضل وضربه مائة سوط وسلم موسىعليه‌السلام إلى السندي ، فلـمّا سمع يحيى بن خالد ذلك دخل علىّ الرشيد وتكفل ان يفعل ما يأمره في أمرهعليه‌السلام وخرج يحيى بنفسه علىّ البريد حتّى أتى بغداد وأظهر أنه ورد لتعديل السواد ، ودعا السندي لعنة الله عليهما وأمره بسمّةعليه‌السلام .

وروي عن الرضاعليه‌السلام أنه سمّهعليه‌السلام في ثلاثين رطبة.

الحديث الأول ضعيف.

وفي القاموس عكاشة كرمّانة ويخفف عكاشة الغنوي وابن ثور وابن محصن الصحّابيون.

قولهعليه‌السلام : حبّة حبّة كأنّه إخبار عما هو الشائع بين الناس ثمّ أخبر بما هو المستحبّ لكل الناس وهو الأكل حبّتين ، ويحتمل ان يكون الأكل حبّة حبّة للشيخ الكبير والصغير مستحبّاً ولغيرهما الأكل حبّتين ، والأزيد للحرص مكروه ،

٤٣

فقد أدرك التزويج ؟ قال وبين يديه صرَّة مختومة ، فقال : أما إنّه سيجيء نخّاس من أهل بربر فينزل دار ميمون فنشتري له بهذه الصرَّة جارية قال : فأتى لذلك ما أتى فدخلنا يوماً علىّ أبي جعفرعليه‌السلام فقال إلّا أخبركم عن النخاس الذي ذكرته لكم قد قدم فاذهبوا فاشتروا بهذه الصرة منه جارية قال فأتينا النخاس فقال قد بعت ما كان عندي إلّا جاريتين مريضتين إحداهما أمثل من الأخرى قلنا فأخرجهما حتّى ننظر إليهما فأخرجهما فقلنا بكم تبيعنا هذه المتماثلة قال بسبعين ديناراً قلنا أحسن قال لا أنقص من سبعين ديناراً قلنا له نشتريها منك بهذه الصرَّة ما بلغت ولا ندري ما فيها وكان عنده رجل أبيض الرأس واللحية قال فكوا وزنوا ،فقال النخّاس

_____________________________________________

ويؤيّده ما روي في صحيفة الرضاعليه‌السلام عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كلوا العنب حبّة حبّة فإنه أهنّأ وأمرأ ، فيحمل هذا علىّ الشيخ والطفل جمعاً.

وفي القاموس : النخّاس بيّاع الدواب والرقيق وقال : البربر جيل ، والجمع البرابرة ، وهم بالغرب ، وأمّة أخرى بين الحبوش والزنج يقطعون مذاكير الرجال ويجعلونها مهور نسائهم ، وقال في المغرب : البربر قوم بالمغرب جفاة كالأعراب في دقة الدين وقلّة العلم ، انتهى.

قوله : أمثل من الأخرى ، أي أقرب إلى البرّ أو أفضل وأحسن ، وكذا المتماثلة يحتمل المعنيين وان كان الأول فيه أظهر قال في القاموس : تماثل العليل قارب البرؤ ، والأمثل الأفضل ، والجمع أماثل والمثالة الفضل ، انتهى.

« قلنا أحسن » أمرّ أي أنقص شيئاً ، وقيل : أفعل التفضيل ، بتقدير قل أحسن مما قلت « ما بلغت » قيل : هو بدل هذه الصرّة ، والشيخ لعلّه الخضرعليه‌السلام أو ملك كما هو الظاهر مما سيأتي ، ويؤيّده الخبر الثاني.

« فكوا » أي أنقضوا ختمّ الصرة ، وقيل : أنّها للصرّة ، وكذا ضمير نقصت

٤٤

لا تفكّوا فإنها ان نقصت حبّة من سبعين ديناراً لم أبايعكم فقال الشيخ ادنوا فدنونا وفككنا الخاتمّ ووزنّا الدنانير فإذا هي سبعون ديناراً لا تزيد ولا تنقص فأخذنا الجارية فأدخلناها علىّ أبي جعفرعليه‌السلام وجعفر قائم عنده فأخبرنا أبا جعفر بما كان فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال لها ما اسمك قالت حميدة فقال حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة أخبريني عنك أبكر أنت أمّ ثيب قالت بكر قال وكيف ولا يقع في أيدي النخاسين شيء إلّا أفسدوه فقالت قد كان يجيئني فيقعد منّي مقعد الرجل من المرأة فيسلط الله عليه رجلاً أبيض الرأس واللّحية فلا يزال يلطمه حتّى يقوم عنّي ففعل بي مرارا وفعل الشيخ به مرارا فقال يا جعفر خذها إليك فولدت خير أهل الأرض موسى بن جعفرعليهما‌السلام .

٢ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن عبد الله بن أحمد ، عن عليّ بن الحسين ، عن ابن سنان ، عن سابق بن الوليد ، عن المعلّى بن خنيس ان أبا عبد اللهعليه‌السلام قال حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذّهب ، ما زالت الأملاك تحرسها حتّى أدّيت

_____________________________________________

و « حبّة » منصوب أي وزن شعيرة أو ضمير إنها للقصة وحبّة مرفوع فاعل نقصت ، وحميدة فعيلة بمعنى فاعلة بقرينة الهاء ويحتمل التصغير « أفسدوه » أي أزالوا بكارته « يلطمه » بكسر الطاء ، في القاموس : اللطم ضرب الخدّ وصفحة الجسد بالكفّ مفتوحة « فولدت » كلام الراوي.

الحديث الثاني ضعيف علىّ المشهور.

والأدناس العيوب وذمائم الأخلاق ، والأملاك جمع الملك والمشهور في جمعه الملائك والملائكة فإنّه قال الأكثر الملك من الملائكة واحد وجمع وأصله مالك فقدّم اللام وأخر الهمزة ، ووزنه مفعل من الألوكة وهي الرسالة ، ثمّ تركت الهمزة لكثرة الاستعمال فقيل : ملك ، فلـمّا جمعوه ردوه إلى أصله ، فقالوا : ملائك ، فزيدت التاء للمبالغة ، أو لتأنيث الجمع ، وعن ابن كيسان هو فعل من الملك ، وعن أبي عبيدة مفعل من لاك إذا أرسل.

٤٥

إليَّ كرامة من الله لي والحجَّة من بعدي.

٣ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن أبي قتادة القمّي ، عن أبي خالد الزبَّالي قال : لـمّا أقدم بأبي الحسن موسىعليه‌السلام على

_____________________________________________

وأقول : هذا الجمع ان كان من لفظ الإمامعليه‌السلام يدلّ علىّ ان أصله الملك ، قال الراغب في المفردات : وأمّا الملك فالنحويّون جعلوه من الملائكة وجعلوا الميم فيه زائدة ، وقال بعض المحققين : هو من الملك قال : والمتولي من الملائكة شيئاً من السياسات يقال له ملك بالفتح ، ومن البشر يقال له ملك بالكسر ، قال : فكل ملك ملائكة وليس كلّ ملائكة ملكاً بل الملك هم المشار إليهم بقوله تعالى : « فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً » ، « فَالْمُقَسِّماتِ » ، « وَالذَّارِياتِ » ونحو ذلك ومنه ملك الموت ، انتهى.

وقال الفيروزآبادي : في ألك ، الملائكة بضمّ اللام الرسالة ، قيل : الملك مشتق منه أصله مالك والألوك الرسول.

وقال في لاك : الملائك والملائكة الرسالة ، والملائك الملك لأنه يبلغ عن الله تعالى ووزنه مفعل ، والعين محذوفة ، ألزمت التخفيف إلّا شاذا ، وقال : في ملك : الملك محركة واحد الملائكة والملائك ، انتهى.

أقول : وهذا يؤيد كون الأبيض الرأس واللحية في الخبر السابق في الموضعين من الملائكة ، والحجّة عطف علىّ الضمير المجرور بدون إعادة الجار كما جوز الكوفيون.

الحديث الثالث : مجهول بالزبالي ، ويمكن ان يعد حسنا إذ هذا الخبر يدلّ علىّ مدحه وحسن عقيدته ، وفي رواية أخرى رواها ابن شهرآشوب أنه كان زيديا فلـمّا رأى منهعليه‌السلام المعجزة رجع وقال بإمامته.

والزبالي نسبة إلى زبالة بالفتح قرية من قرى المدينة.

« لـمّا أقدم » علىّ بناء المجهول أي جيء والتعدية بعلىّ لتضمين معنى الورود ، والمهدي هو ابن المنصور قأمّ بعده بغصب الخلافة عشر سنين ، والقدمة بالضم اسم

٤٦

المهديّ القدمة الأولى نزل زُبالة فكنت أحدثه فرآني مغموما فقال لي يا أبا خالد ما لي أراك مغموماً فقلت وكيف لا أغتمّ وأنت تحمل إلى هذه الطاغية ولا أدري ما يحدث فيك فقال ليس عليّ بأس إذا كان شهر كذا وكذا ويوم كذا فوافني في أول الميل فما كان لي هم إلّا إحصاء الشهور والأيّام حتّى كان ذلك اليوم فوافيت الميل فما زلت عنده حتّى كادت الشمس ان تغيب ووسوس الشيطان في صدري وتخوفت ان أشكَّ فيما قال ، فبينا أنا كذلك إذا نظرت إلى سواد قد أقبل من ناحية العراق فاستقبلتهم فإذا أبو الحسنعليه‌السلام أمأمّ القطار علىّ بغلة فقال : إيه يا أبا

_____________________________________________

الإقدام وهو نائب ظرف الزمان ، أو مفعول مطلق ، والتاء في الطاغية للمبالغة ، والميل بالكسر قدر مدّ البصر ، ومنار يبني للمسافر ، وقدر ثلث فرسخ ، وكأنّه كان هناك ميل ، أو المراد ما بعد من القرية قدر ميل.

« أية » بالتنوين كلمة استزادة واستنطاق ، وفي النهاية : أية كلمة يراد بها الاستزادة وهي مبنية مع الكسر ، وإذا وصلت نوّنت فقلت أية حدّثنا ، وإذا قلت أيهاً بالنصب فإنّما تأمره بالسكون ، انتهى.

وفي نسخ قرب الإسناد أيها بالنصب ، وفي أكثر نسخ الكتاب كتب بالنون علىّ خلاف الرسم فتوهم بعضهم أنه بفتح الهمزة والهاء حالا عن ضمير قال ، أي طيب النفس أوامرّ باب الأفعال أي كن طيب النفس ولا يخفى بعدهما.

أقول : وروى صاحب كشف الغمّة عن محمّد بن طلحة قال : نقل عن الفضل بن الربيع أنه أخبر عن أبيه ان المهدي لـمّا حبس موسى بن جعفر ففي بعض الليالي رأى المهدي في منأمّه عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وهو يقول له : يا محمد« فَهَلْ عَسَيْتمّ ان تَوَلَّيْتمّ ان تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ » قال الربيع : فأرسل إلى ليلا وخفت من ذلك وجئت إليه وإذا يقرأ هذه الآية وكان أحسن الناس صوتا فقال عليّ الآن بموسى بن جعفر ، فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه ، وقال : يا أبا الحسن رأيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في النوم فقرأ عليّ هذا فتؤمني ان تخرج

٤٧

خالد قلت لبيك يا ابن رسول الله فقال لا تشكن ود الشيطان أنك شككت فقلت الحمد لله الذي خلصك منهم فقال ان لي إليهم عودة لا أتخلص منهم.

٤ - أحمد بن مهران وعليّ بن إبراهيم جميعاً ، عن محمّد بن عليّ ، عن الحسن بن راشد ، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال كنت عند أبي الحسن موسىعليه‌السلام إذ أتاه رجل نصراني ونحن معه بالعريض فقال له النصراني أتيتك من بلد بعيد وسفر شاق وسألت ربي منذ ثلاثين سنة ان يرشدني إلى خير الأديان وإلى خير العباد وأعلمهم وأتاني آت في النوم فوصف لي رجلاً بعليّاً دمشق فانطلقت حتّى أتيته فكلمته فقال أنا أعلم أهل ديني وغيري أعلم مني فقلت أرشدني إلى من هو أعلم منك فإني لا أستعظم السفر ولا تبعد عليّ الشقة ولقد قرأت الإنجيل كلها

_____________________________________________

عليّ أو على أحد من ولدي ، فقال : والله لا فعلت ذلك ولا هو من شأني قال : صدقت يا ربيع! أعطه ثلاثة آلاف دينار وردّه إلى أهله إلى المدينة قال الربيع : فأحكمت أمره ليلا فما أصبح إلّا وهو في الطريق خوف العوائق.

ورواه الجنابذي وذكر أنّه وصله بعشرة آلاف دينار.

الحديث الرابع ضعيف على المشهور.

وفي القاموس : عريض كزبير واد بالمدينة به أموال لأهلها ، وقال : عليّاً مضر بالضمّ والقصر أعلاها ، ودمشق بكسر الدال وفتح ميم وكسرها ، والاستعظام عدّ الشيء مشكلاً.

قال الطبرسي (ره) في قوله تعالى : « وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ »(١) الشقّة السفر والمسافة ، وقريش يضمّون الشين وقيس يكسرونها ، وفي المغرب الشقة بالضم الطريق يشقَّ على سالكه قطعه ، أي يشتدّ عليه وفي القاموس الشقّة بالضم والكسر البعد والناحية يقصدها المسافر ، والسفر البعيد.

وفي النهاية : المزمور. بفتح الميم وضمّها ، والمزمار سواء ، وهو الآلة الّتي يزمر بها ،

__________________

(١) سورة التوبة : ٤٢.

٤٨

ومزامير داود وقرأت أربعة أسفار من التوراة وقرأت ظاهر القران حتّى استوعبته كلّه ، فقال لي العالم ان كنت تريد علم النصرانيّة فأنا أعلم العرب والعجم بها وان كنت تريد علم اليهود فباطي بن شرحبيل السامري أعلم النّاس بها اليوم وان كنت تريد علم الإسلام وعلم التوراة وعلم الإنجيل وعلم الزَّبور وكتاب هود وكل ما أنزل علىّ نبيّ من الأنبياء في دهرك ودهر غيرك وما أنزل من السّماء من خبر فعلمه أحد أولم

_____________________________________________

ومنه حديث أبي موسى سمعه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقرأ ، فقال : لقد أعطيت مزماراً من مزامير آل داود شبّه حسن صوته وحلاوة نغمته بصوت المزمار ، وداود هو النبيّعليه‌السلام وإليه المنتهى في حسن الصوت بالقراءة ، والآل في قوله : « آلَ داوُدَ » مقحمة ، قيل : معناه هاهنا الشخص ، انتهى.

وفي الفائق : ضرب المزامير مثلاً لحسن صوت داودعليه‌السلام وحلاوة نغمته ، كان في حلقه مزامير يزمر بها ، انتهى.

والأسفار جمع سفر أجزاء الكتاب وأكثر استعمالها في التوراة وهي أربعة أسفار ، وإنّما قال : ظاهر القران ، أي إنّما علمت ظهر القران ولم أعلم إسراره وبواطنه ، فالمراد بالقراءة ما كان مع تفهّم وقيل : المراد بظاهر القران ما كان ظاهرا منه دون ما سقطّ منه « علم النصرانيّة » أي علم الملة النصرانيّة أو الطائفة النصرانيّة ، وتأنيث الضمير في بها باعتبار المضاف إليه ، والمراد علم النصرانيّة فقط بدون انضمام علم دين آخر إليه ، فلا ينافي ما سيذكره من أنهعليه‌السلام أعلم بالجميع ، وشرحبيل بضمّ الشين وفتح الراء وسكون الحاء ، والسامري نسبة إلى سامرة ، وفي القاموس : السامرة كصاحبة قرية بين الحرمين ، وقوم من اليهود يخالفونهم في بعض أحكامهم.

« في دهرك » أي دهر خاتم الأنبياء فإنّه دهر المخاطب أيضاً « من خبر » في بعض النسخ بالباء الموحدّة وفي بعضها بالياء المثنّاة « فعلمه أحد » أي غير الإمام أو لم يعلم به أحد غيره ، ويحتمل التعميم بناء علىّ ما يلقى إلى الإمام من العلوم البدائيّة الّتي لم يعلم الأئمّة السابقة في أحوال إمامتهم وان علموا في عالم الأرواح

٤٩

يعلم به أحد ، فيه تبيان كلّ شيء وشفاء للعالمين وروحٌ لمن استروح إليه وبصيرةٌ لمن أراد الله به خيراً وأنسٌ إلى الحقّ فأرشدك إليه ، فأته ولو مشياً على رجليك ، فان لم تقدر فحبواً على ركبتيك ، فإن لم تقدر فزحفاً على استك ، فان لم تقدر فعلى وجهك

_____________________________________________

كما مرّ.

وقيل : ما نزل من السماء عبارة عن القران ومن للبيان ، خير : بالمثنّاة أي أحسن من كلّ كتاب ، انتهى.

وضمير « فيه » راجع إلى ما نزل أو إلى العالم « فيه تبيان كلّ شيء » إشارة إلى قوله تعالى : « وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِ كلّ شَيْءٍ »(١) « وشفاء للعالمين » إلى قوله سبحانه : « قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لـمّا فِي الصُّدُورِ »(٢) أي من المذاهب الباطلة والشبهات المضلة والأخلاق الرذيلة ، والروح بالفتح الرحمة ، والاسترواح طلب الروح وتعديته بإلى بتضمين معنى التوجّه والإصغاء.

« أراد الله به خيراً » أي وفقه للخير و « أنس » كنصر وعلم وحسن ، وتعديته بإلى بتضمين معنى الركون.

« فحبواً » منصوب على التمييز كما قيل ، وقيل : مصدر منصوب بنيابة ظرف الزمان أو حال بمعنى اسم الفاعل ، والمعنى مشياً باليدين والرجلين وفي بعض النسخ بالثاء المثلثة ، أي وضعاً للركبتين على الأرض ، قال في النهاية : فيه لو يعلمون ما في العشاء والفجر لأتوهما ولو حبواً ، الحبو : ان يمشي علىّ يديه وركبتيه أو استه ، وحبا البعير إذا برك ثمّ زحف من الأحباء ، وحبا الصبي إذا زحف علىّ استه ، وقال : زحف إليه زحفاً أي مشى نحوه ، وزحف الرجل إذا انسحب علىّ استه ، ومنه الحديث : يزحفون علىّ أستاههم ، وقال : أصل الاست استه فحذف الهاء وعوّض منها الهمزة.

وفي القاموس : الستة ويحرّك : الاست ، والجمع أستاه ، والستة ، ويضم ، والستة مخفّفة العجز أو حلقة الدبر.

__________________

(١) سورة النحل : ٨٩. (٢) سورة يونس : ٥٨.

٥٠

فقلت: لا بل أنا أقدر علىّ المسير في البدن والمال قال فانطلق من فورك حتّى تأتي يثرب فقلت لا أعرف يثرب قال فانطلق حتّى تأتي مدينة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي بعث في العرب وهو النبيُّ العربيُّ الهاشميُّ فإذا دخلتها فسل عن بني غنم بن مالك بن النجار وهو عند باب مسجدها وأظهر بزّة النصرانيّة وحليتها فان واليها يتشدد عليهم والخليفة أشدُّ ، ثمّ تسأل عن بني عمرو بن مبذول وهو ببقيع الزبير ثمّ تسأل عن موسى بن جعفر وأين منزله وأين هو ؟ مسافر أم حاضر فان كان مسافراً فالحقه فان سفره أقرب ممّا ضربت إليه ثمّ أعلمه ان مطران عليّاً الغوطة - غوطة دمشق -

_____________________________________________

« فعلى وجهك » أي مقدّم بدنك بان تجرّ نفسك علىّ الأرض مكبوباً علىّ وجهك « من فورك » أي بدون تراخ وقال في النهاية : يثرب اسم مدينة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قديمة ، فغيّرها وسمّاها طيبة وطابة كراهية للتثريب وهو اللّوم والتعيير ، وقيل : هو اسم أرضها ، وقيل سميّت باسم رجل من العمالقة ، والغنم بالفتح أبو حيّ من الأنصار ، وهو غنم بن تغلب بن وائل ، وبنو النجار بالكسر والتخفيف قبيلة من الأنصار كما يظهر من القاموس ، وفي الصحاح بالفتح والتشديد.

« وهو » الضمير راجع إلى مصدر تسأل ، والبزّة بالكسر الهيئة ، يقال : فلان حسن البزة ، والحلية بالكسر : الصفة ، وضمير عليهم راجع إلى من يبعثه لطلبه أي موسىعليه‌السلام وشيعته وقيل : إلى بني غنم وهو بعيد ، وضمير هو هنا أيضاً راجع إلى السؤال أو إلى عمرو.

وفي القاموس : البقيع الموضع فيه أروم الشجر من ضروب شتّى ، وبقيع الغرقد لأنّه كان مبنيّة ، وبقيع الزبير ، وبقيع الجبجبة ، كلّهنّ بالمدينة ، انتهى.

وفي بعض النسخ بالنون وهو البئر الكثيرة الماء ، وموضع بجنبات الطائف ، وموضع ببلاد مزينة علىّ ليلتين من المدينة ، وهو نقيع الخضمات الذي حماه عمر كما ذكره الفيروزآبادي ، والأوّل أظهر « ممّا ضربت » أي سافرت من بلدك إليه ، وفي

٥١

هو الّذي أرشدني إليك وهو يقرئك السلام كثيرا ويقول لك إني لأكثر مناجاة ربي ان يجعل إسلامي على يديك ، فقصَّ هذه القصّة وهو قائم معتمد علىّ عصاه ثمَّ قال : إن أذنت لي يا سيّدي كفّرت لك وجلست فقال : آذنُ لك ان تجلس ولا آذنُ لك ان تكفّر ، فجلس ثمّ ألقى عنه برنسه ثمّ قال : جعلت فداك تأذن لي في الكلام قال نعم ما جئت إلّا له فقال له النصراني اردد علىّ صاحبي السّلام أوما تردُّ السّلام فقال أبو الحسنعليه‌السلام علىّ صاحبك ان هداه الله فأما التسليم فذاك إذا صار في ديننا فقال النصراني إنّي أسألك - أصلحك الله - قال : سل ، قال:

_____________________________________________

القاموس : مطران النصارى ويكسر لكبيرهم ليس بعربيّ محض ، وقال : الغوطة بالضم مدينة دمشق أو كورتها ، وفي الصحاح : الغوطة بالضم موضع بالشام ، كثير الماء والشجر وهي غوطة دمشق.

« إنّي لأكثر » بفتح اللام على بناء الأفعال ، وفي القاموس : الكفر تعظيم الفارسي ملكه ، والتكفير ان يخضع الإنسان لغيره ، انتهى.

وقيل : التكفير والكفر كالضرب ستر اليدين مع تماس الراحتين بين الركبتين تعظيماً للملك ، وفي القاموس : البرنس بالضم قلنسوة طويلة أو كلّ ثوب رأسه منه ، دراعة كان أو جبة أو ممطر ، انتهى.

وأقول : لعلّ إلقاء البرنس للتعظيم كما هود أبهم اليوم فإنهم يكشفون رؤوسهم عند عظمائهم تذللا.

« أو ما تردّ » الترديد من الراوي ، أو الهمزة للاستفهأمّ الإنكاري ، والواو للعطف ، وكأنه أظهر « علىّ صاحبك ان هداه الله » يمكن ان يقرأ ان بالكسر ، أي يسلم عليه بشرط الهداية لا مطلقاً أو بعدها لا في الحال ، أو بفتح الهمزة بان تكون مفسّرة لتضمّن علىّ صاحبك معنى القول ، أو مصدريّة ، وهداه الله جملة دعائيّة ويظهر منه اختصاص السلام بأهل الإسلام.

٥٢

أخبرني عن كتاب الله تعالى الّذي أنزل علىّ محمّد ونطق به ، ثمَّ وصفه بما وصفه به فقال « حم * وَالْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ* فِيها يُفْرَقُ كلّ أَمرّ حَكِيمٍ » ما تفسيرها في الباطن ؟ فقال : أمّا حم فهو محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في كتاب هود الّذي أنزل عليه وهو منقوص الحروف وأمّا الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام وأمّا الليلة ففاطمةعليها‌السلام وأما قوله « فِيها يُفْرَقُ كلّ أَمرّ حَكِيمٍ » يقول يخرج منها خير كثير فرجل حكيم ورجل حكيم ورجل حكيم فقال الرجل : صف

_____________________________________________

« الّذي أنزل » على المجهول أو المعلوم ، وضمير نطق لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « ثمّ وصفه » أي الكتاب « بما وصفه به » من كونه مبيّناً وكونه منزلا في ليلة مباركة أو وصف القران ، أو وصف الله نبيه ، والأول أظهر « وهو في كتاب هود » أي ذكر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك الكتاب بحكم « وهو منقوص الحروف » أي نقص منه حرفان ، الميم الأوّل والدال ، وقد مرّ وجه التعبير عن أمير المؤمنينعليه‌السلام بالكتاب والقران ، والتعبير عن فاطمةعليها‌السلام بالليلة باعتبار عفّتها ومستوريتها عن الخلائق صورة ومعنى.

« يقول يخرج منها » بلا واسطة وبها « خير » بالتخفيف أو بالتشديد ، أي ينعقد فيها إمامان يخرج من أحدهما أئمة كثيرة « فرجل حكيم » الحسن ، والثاني الحسين ، والثالث عليّ بن الحسين ، وهذا من بطون الآية الكريمة اللازمة لظهرها ، فدلالتها عليه بالالتزام ، إذ نزول القران في ليلة القدر إنما هو لهداية الخلق وعلمهم بشرائع الدين واستقامتهم علىّ الحق قولا وفعلا إلى يوم القيامة ، ولا يكون ذلك إلّا بوجود إمام في كلّ عصر يعلم جميع أحكام الدين وغيرها من ظهر القران وبطنه وإنّما تحقق ذلك بنصب أمير المؤمنينعليه‌السلام وجعله محلا لجميع علم القران ليصير مصداقاً للكتاب المبين ، ومزاوجته مع سيّدة نساء العالمين ليخرج منهما الأئمّة الحافظين للدين المتين إلى يوم الدين ، فظهر القران وبطنه متطابقان ومتلازمان.

قوله : صف لي ، كأنّه كان مراده التوصيف بالشمائل ، والمراد بالأوّل والآخر جميعهم من الأوّل إلى الآخر ، واستعمال مثل ذلك في هذا المعنى شائع.

٥٣

لي الأوَّل والآخر من هؤلاء الرجال فقال ان الصفات تشتبه ولكنَّ الثالث من القوم أصف لك ما يخرج من نسله وإنه عندكم لفي الكتب الّتي نزلت عليكم ، ان لم تغيروا وتحرفوا وتكفروا وقديماً ما فعلتمّ قال له النصراني إني لا أستر عنك ما علمت ولا أكذبك وأنت تعلم ما أقول في صدق ما أقول وكذّبه والله لقد أعطاك الله من فضله وقسم عليك من نعمّه ما لا يخطره الخاطرون ولا يستره الساترون ولا يكذب فيه من كذب فقولي لك في ذلك الحق كما ذكرت فهو كما ذكرت فقال له أبو -

_____________________________________________

قولهعليه‌السلام : فان الصفات تشتبه ، أي تتشابه لا تكاد تنتهي إلى شيء تسكن إليه النفس « ولكن الثالث من القوم » أي الحسين صلوات الله عليه « ما يخرج من نسله » أي القائمعليه‌السلام أو سائر الأئمّة أيضاً ، واستعمال « ما » في موضع « من » شائع ، ومنه قوله تعالى : « وَالسَّماءِ وَما بَناها »(١) « وقديماً » منصوب بفعلتمّ و « ما » للإبهام و « لا أكذبك » متكلم باب ضرب « وأنت » كان الواو للحال « في صدق » أي من جهة صدق ، أو المعنى في جملة صادق ما أقول وكاذبة.

« ما لا يخطره الخاطرون » في أكثر النسخ بتقديم المعجمة علىّ المهملة أي ما لا يخطر ببال أحد ، لكن في الإسناد توسّع لان الخاطر هو الّذي يخطر ببال ، ولذا قرأ بعضهم بالعكس ، أي لا يمنعه المانعون « ولا يستره الساترون » أي لا يقدرون على ستره لشدّة وضوحه « ولا يكذب فيه من كذب » بالتخفيف فيهما أو بالتشديد فيهما ، أو بالتشديد في الأول والتخفيف في الثاني ، أو بالعكس ، والأوّل أظهر ، فيحتمل وجهين :

الأوّل : ان المعنى من أراد ان يكذب فيما أنعم الله عليك وينكره لا يقدر عليه لظهور الأمرّ ، ومن أنكر فباللسان دون الجنان ، كما قال تعالى : « لا رَيْبَ فِيهِ »(٢) أي ليس محلاً للريب.

الثاني : ان المراد ان كلّ من يزعم أنّه يفرط في مدحه ويبالغ فيه فليس

__________________

(١) سورة الشمس : ٥. (٢) سورة البقرة : ٢.

٥٤

إبراهيمعليه‌السلام أعجلك أيضاً خبراً لا يعرفه إلّا قليل ممّن قرأ الكتب أخبرني ما اسم أمّ مريم وأي يوم نفخت فيه مريم ولكم من ساعة من النّهار وأي يوم وضعت مريم فيه عيسىعليه‌السلام ولكم من ساعة من النّهار فقال النصراني لا أدري فقال أبو إبراهيمعليه‌السلام أما أمّ مريم فاسمها مرثا وهي وهيبة بالعربية وأما اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال وهو اليوم الذي هبط فيه الروح الأمين وليس للمسلمين عيد كان أولى منه عظمّه الله تبارك وتعالى وعظمّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فأمر ان يجعله عيداً فهو يوم الجمعة وأمّا اليوم الذي ولدت فيه مريم فهو يوم الثلاثاء لأربع ساعات ونصف من النّهار والنهر الذي ولدت عليه مريم عيسىعليه‌السلام هل تعرفه قال لا قال هو الفرات وعليه شجر النخل والكرم وليس يساوى بالفرات شيء

_____________________________________________

بكاذب ، بل مقصّر عما تستحقّه من ذلك فقوله : من كذب ، أي ظن أنه كاذب ، أو يكذب في المدح في سائر الممدوحين ، وجملة كلـمّا ذكرت استئناف لبيان ما سبق.

« أعجلك » علىّ بناء التفعيل أو الأفعال ، أي أعطيتك بدون تراخ « نفخت » علىّ بناء المجهول ، أي نفخ فيها فيه ، قال الجوهري نفخ فيه ونفخته أيضاً لغة « مرثا » في بعض النسخ بالمثلّثة وفي بعضها بالمثنّاة « وهيبة » فعيلة بمعنى موهوبة ، ويحتمل التصغير ، وسيأتي في أواخر كتاب الحجّة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ان اسمها كان حنّة كما في القاموس ، ويحتمل ان يكون أحدهما إسماً والآخر لقباً ، أو يكون أحدهما موافقاً للمشهور بين أهل الكتاب ، قيل : كذلك ليكون حجة عليهم.

« وهو اليوم الذي هبط » أي إلى مريم للنفخ أو إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للبعثة أو أوّل نزوله إلى الأرض ، وكون ولادة عيسىعليه‌السلام بالكوفة علىّ شاطئ الفرات مما وردت فيه أخبار كثيرة.

وربّما يستبعد ذلك بأنّه تواتر عند أهل الكتاب بل عندنا أيضاً ان مريم كانت في بيت المقدّس ، وكانت محرراً لخدمته ، وخرجت إلى بيت خالتها أو أختها زوجة زكريا ، فكيف انتقلت إلى الكوفة وإلى الفرات مع هذه المسافة البعيدة في هذه المدة

٥٥

للكروم والنخيل ، فأمّا اليوم الّذي حجبت فيه لسانها ونادى قيدوس ولده وأشياعه فأعانوه وأخرجوا آل عمران لينظروا إلى مريم فقالوا لها ما قص الله عليك في كتابه وعلينا في كتابه فهل فهمته قال نعم وقرأته اليوم الأحدث ، قال إذن لا تقوم

_____________________________________________

القليلة.

والجواب : ان تلك الأمور إنّما تستبعد بالنسبة إلينا ، وأما بالنسبة إليها وأمثالها فلا استبعاد ، فيمكن ان يكون الله تعالى سيرها في ساعة واحدة آلاف فراسخ بطيّ الأرض ، ويؤيّده قوله تعالى : « فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا »(١) أي تنحت بالحمل إلى مكان بعيد ، وقال بعضهم : ان يوسف النجار ابن عمّ مريم لـمّا علمت بحملها احتملها علىّ حمار له فانطلق بها حتّى إذا كان متاخماً لأرض مصر في منقطع بلاد قومها أدرك مريم النفاس فألجأها إلى أصل نخلة يابسة فوضعت عيسى عندها.

وأقول : هذا مبنيّ على ان مدّة حملها لم تكن ساعات قليلة بل تسعة أشهر أو ثمانية أو ستة كما مرّ ، وقد مرّ ان الوارد في أكثر أخبارنا تسع ساعات ، وقيل : ثلاث ساعات ، وقيل : ساعة واحدة ، فعلىّ الأقوال الأولة يمكن ان يكون ذهابها إلى الكوفة بغير طي الأرض أيضاً ، والمشهور بينهم ان ولادتهعليه‌السلام كانت في بيت لحم بقرب بيت المقدّس.

« وليس يساوي » علىّ المجهول أي يقابل عند الدهاقنة « للكروم والنخيل » أي لنموها وحسن ثمارها « حجبت فيه لسانها » أي منعت عن الكلام لـمّا أمرت بصوم الصمت و « قيدوس » كان اسم جبّار كان ملكاً في تلك النواحي من اليهود في ذلك الزمان ، وقال الثعلبي : كانت المملكة في ذلك الوقت لملوك الطوائف وكانت الرئاسة بالشام ونواحيه لقيصر الروم ، وكان المملك عليها هيردوس ، فلـمّا عرف هيردوس ملك بني إسرائيل خبر المسيح قصد قتله ، إلى آخر ما قال.

« عليك في كتابه » أي في الإنجيل « علينا في كتابه » أي في القران عند قوله :

__________________

(١) سورة مريم : ٢٢.

٥٦

من مجلسك حتى يهديك الله ، قال النصراني ما كان اسم أمي بالسريانيّة وبالعربيّة فقال كان اسم أمّك بالسريانيّة عنقالية وعنقورة كان اسم جدتك لأبيك وأمّا اسم أمّك بالعربيّة فهو مية وأما اسم أبيك فعبد المسيح وهو عبد الله بالعربيّة وليس للمسيح عبد قال صدقت وبررت فما كان اسم جدّي ؟ قال : كان اسم جدك جبرئيل وهو عبد الرَّحمن سميته في مجلسي هذا قال أمّا إنّه كان مسلـماً ؟ قال أبو إبراهيمعليه‌السلام نعم وقتل شهيداً دخلت عليه أجناد فقتلوه في منزله غيلة والأجناد من أهل الشام قال فما كان اسمي قبل كنيتي ؟ قال كان اسمك عبد الصليب ، قال فما تسمّيني؟

_____________________________________________

« قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شيئاً فَرِيًّا »(١) إلى آخر الآيات « اليوم الأحدث » أي هذا اليوم الأحدث فان الأيّام السابقة بالنسبة إليه قديمة ، وفي بعض النسخ بالجيم والباء الموحدة ولعله تصحيف ، وقيل : المراد ان هذا اليوم في كتابنا مسمى باليوم الأجدب لتوجّه الكرب والشدّة فيه إليها.

« بالعربيّة » أي بما يقتضيه لغة العرب ودينهم « وبررت » أي في تسميتك إياه بعبد الله ، أو المعنى صدقت فيما سألت وبررت في إفادة ما لم أسأل ، لأنه تبرععليه‌السلام بذكر اسم جدته وأبيه ، أو كانعليه‌السلام يعلم ان في باله السؤال عنهما فأفاد قبل السؤال لزيادة يقينه.

« سميّته » علىّ صيغة المتكلّم أي كان اسمّه جبرئيل وسميته أنا في هذا المجلس عبد الرَّحمن ، فيدلّ علىّ مرجوحية التسمية بأسماء الملائكة ، ويمكن ان يقرأ بصيغة الخطاب بان يكون اسم جدّه جبرئيل وسمّاه في نفسه في هذا المجلس عبد الرَّحمن طلباً للمعجزة لزيادة اليقين ، والأول أظهر ، ويؤيّده ما سيأتي في الجملة.

« شهيداً » أي كالشهيد « غيلة » بالكسر أي فجأة وبغتة ، وفي القاموس : قتله غيلة خدعه فذهب به إلى موضع فقتله.

قوله : قبل كنيتي ، يدلّ علىّ أنه كان له اسم قبل الكنية ثمّ كنى واشتهر

__________________

(١) سورة مريم : ٢٧.

٥٧

قال أسميك عبد الله قال فإني آمنت بالله العظيم وشهدت ان لا إله إلّا الله وحده لا شريك له فردا صمداً ليس كما تصفه النصارى وليس كما تصفه اليهود ولا جنس من أجناس الشرك وأشهد ان محمداً عبده ورسوله أرسله بالحق فأبان به لأهله وعمي المبطلون وأنه كان رسول الله إلى الناس كافة إلى الأحمرّ والأسود كلّ فيه مشترك فأبصر من أبصر واهتدى من اهتدى وعمي المبطلون وضل عنهم ما كانوا يدعون وأشهد ان وليه نطق بحكمته وان من كان قبله من الأنبياء نطقوا بالحكمة البالغة وتوازروا علىّ الطاعة لله وفارقوا الباطل وأهله والرجس وأهله وهجروا سبيل الضلالة ونصرهم الله بالطاعة له وعصمهم من المعصية فهم لله أولياء وللدين أنصار يحثون علىّ الخير ويأمرون به آمنت بالصغير منهم والكبير ومن ذكرت منهم ومن لم أذكر وآمنت

_____________________________________________

بها فسئل عن الاسم المتروك لزيادة اليقين ، والصليب صنم للنصارى ذو أربعة أطراف بصورة جسمين طويلين تقاطعا علىّ زوايا قوائم « فإني آمنت » الفاء للتفريع علىّ ما ظهر منهعليه‌السلام من المعجزات.

« ليس كما تصفه النصارى » من قولهم المسيح ابن الله أو شريكه أو اتحد به أو ثالث ثلاثة « وليس كما يصفه اليهود » من التجسيم ، وقولهم « عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ » « فأبان به » ضمير به للحق والباء لتقوية التعدية ، وفي النهاية فيه : بعثت إلى الأحمرّ والأسود أي العجم والعرب ، لان الغالب علىّ ألوان العجم الحمرة والبياض ، وعلىّ ألوان العرب الأدمة والسمرة ، وقيل : الجن والإنس ، وقيل : أراد بالأحمر الأبيض مطلقاً فان العرب تقول امرأة حمراء أي بيضاء ، وسئل تغلب لم خص الأحمر دون الأبيض فقال : لان العرب لا تقول أبيض من بياض اللون ، إنّما الأبيض عندهم الظاهر النقي من العيوب ، فإذا أرادوا الأبيض من اللون قالوا : الأحمر ، وفيه نظر ، انتهى.

والمراد بوليه أبو الحسنعليه‌السلام أو أمير المؤمنينعليه‌السلام أو كلّ أوصيائهعليهم‌السلام « وتوازروا » أي تعاونوا بالطاعة أي بالتوفيق للطاعة ، أو نصرهم علىّ الأعادي بسبب

٥٨

بالله تبارك وتعالى ربّ العالمين ثمّ قطع زناره وقطع صليبا كان في عنقه من ذهب ثمّ قال مرني حتّى أضع صدقتي حيث تأمرني فقال هاهنا أخ لك كان علىّ مثل دينك وهو رجل من قومك من قيس بن ثعلبة وهو في نعمة كنعمتك فتواسيا وتجاورا ولستّ أدع ان أورد عليكما حقّكما في الإسلام فقال والله أصلحك الله إنّي لغنيُّ ولقد تركت ثلاثمائة طروق بين فرس وفرسة وتركت ألف بعير فحقّك فيها أوفر من حقي فقال له أنت مولى الله ورسوله وأنت في حدّ نسبك علىّ حالك فحسن إسلامه

_____________________________________________

الطاعة ، وفي القاموس : زنر الرجل ألبسه الزنّار ، وهو ما علىّ وسط النصارى والمجوس كالزنارة من تزنّر الشيء : دقّ.

قوله : صدقتي كان المراد بها الصليب الذي كان في عنقه ، أراد ان يتصدق بذهبه ، ويحتمل الأعم ّ، وقيل : صدقتي بسكون الدال أي خلوص حبي ومؤاخاتي « وهو في نعمّه » أي الهداية إلى الإسلام بعد الكفر ، وفي القاموس : آساه بماله مواساة أناله منه ، وجعله فيه أسوة ، ولا يكون ذلك إلّا من كفاف فان كان من فضلة فليس بمواساة ، وتأسوا آسى بعضهم بعضاً ، وقال : في وسار وأساه وأساه لغة رديئة.

« حقّكما » أي من الصدقات ، وفي القاموس : ناقة طروقة الفحل : بلغت ان يضربها الفحل ، وكذا المرأة ، وقيل : الطروق إما بضمّ المهملتين مصدر باب نصر ، الضراب أطلق علىّ ما يستحقّ الطروق مبالغة ، فيشمل الذكر والأنثى ، وإما بفتح الأولى بمعنى ما يستحقّ الضراب.

« بين فرس وفرسة » أي بعض الثلاثمائة ذكر وبعضها أنثى ، وقال في المصباح المنير : الفرس يقع علىّ الذكر والأنثى ، قال ابن الأنباري : ربما بنوا الأنثى علىّ الذكر فقالوا : فيها فرسة ، وحكاه يونس سماعاً من العرب ، انتهى.

وقيل : ثلاثمائة طروق غير الفرس والفرسة ، « فحقّك فيها » أي حّق الخمس أو بناء علىّ ان الإمام أولى بالمؤمنين من أنفسهم « أنت مولى الله » أي معتقهما لأنه بهما أعتق من النار « وأنت في حدّ نسبك » أي لا يضرّ ذلك في نسبك بل ترث أقاربك

٥٩

وتزوًّج امرأة من بني فهر وأصدقها أبو إبراهيمعليه‌السلام خمسين ديناراً من صدقة عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وأخدمه وبوَّأه وأقام حتّى أخرج أبو إبراهيمعليه‌السلام فمات بعد مخرجه بثمان وعشرين ليلة.

٥ - عليُّ بن إبراهيم وأحمد بن مهران جميعاً ، عن محمّد بن عليّ ، عن الحسن بن راشد ، عن يعقوب بن جعفر قال كنت عند أبي إبراهيمعليه‌السلام وأتاه رجل من أهل نجران اليمن من الرهبان ومعه راهبة فاستأذن لهما الفضل بن سوار فقال له إذا كان غداً فأت بهما عند بئر أمّ خير قال فوافينا من الغد فوجدنا القوم قد وافوا فأمرّ بخصفة بواري ثمَّ جلس وجلسوا فبدأت الرَّاهبة بالمسائل فسألت عن مسائل كثيرة كلُّ ذلك يجيبها وسألها أبو إبراهيمعليه‌السلام عن أشياء لم يكن عندها فيه

_____________________________________________

وتنسب إليهم ، أو لا تنقص عبوديّتك لله ولرسوله من جاهك ومنزلتك ، أو المولى بمعنى الوارد علىّ قبيلة لم يكن منهم ، أو الناصر ، والأوّل أظهر ، وقيل : أنت في حد نسبك ، يعنّي ان أقاربك يمنعونك مالك من الطروق والبعير ونحوهما ، فأنت تكون علىّ هذه الحال من الفقر والحاجة ، والفهر بالكسر أبو قبيلة من قريش ، « وأخدمه » أي أعطاه جارية أو غلاماً « وبوّأه » أي أعطاه منزلا « حتّى أخرج » على بناء المجهول أي أخرجه هارون من المدينة.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

وفي القاموس : نجران بلالام بلد باليمن فتح سنة عشر سمّي بنجران بن زيدان ابن سبأ ، وموضع بالبحرين وموضع بحوران قرب دمشق ، وموضع بين الكوفة وواسط وقال : الترهب التعبد ، والراهب واحد رهبان النصارى ، والسوار ككتاب وغراب ما يزين به اليد ، وقد يجعل اسما للرجال ، وكان السوار بالفتح والتشديد صانعه أو بائعه « إذا كان غداً » أي كان الزمان غداً ، وقيل : ضمير كان لنظام العالم وغداً ، أي في غد ، وفي القاموس : الخصفة الجلة تعمل من الخوص للتمرّ والثوب الغليظ جداً ، انتهى.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

٤ ـ علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة قال كتبت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام أسأله عن رجل حج ولا يدري ولا يعرف هذا الأمر ثم من الله عليه بمعرفته والدينونة به أعليه حجة الإسلام أم قد قضى قال قد قضى فريضة الله والحج أحب إلي وعن رجل هو في بعض هذه الأصناف من أهل القبلة ناصب متدين ثم من الله عليه فعرف هذا الأمر أيقضى عنه حجة الإسلام أو عليه أن يحج من قابل قال الحج أحب إلي.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن مهزيار قال كتب إبراهيم بن محمد بن عمران الهمداني إلى أبي جعفرعليه‌السلام أني حججت وأنا مخالف وكنت صرورة فدخلت متمتعا «بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ » قال فكتب إليه أعد حجك.

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام الرجل يمر مجتازا يريد اليمن أو غيرها من البلدان وطريقه بمكة فيدرك الناس وهم يخرجون إلى الحج فيخرج معهم إلى المشاهد أيجزئه ذلك من حجة الإسلام قال نعم.

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام الرجل يخرج في تجارة إلى مكة ـ أو يكون له إبل فيكريها حجته ناقصة أم تامة قال لا بل حجته تامة.

الحديث الرابع : حسن. ويدل على الإجزاء واستحباب الإعادة.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « أعد حجك » حمله الشيخ وسائر الأصحاب على الاستحباب ، ويمكن حمله على أنه لما كان عند كونه مخالفا غير معتقد للتمتع وأوقعه فلذا أمره بالإعادة فيكون موافقا لقول من قال : لو أخل بركن عنده تجب عليه الإعادة.

الحديث السادس : حسن. وحمل على الاستطاعة في البلد وظاهر الخبر أعم من ذلك كما قواه بعض المتأخرين.

الحديث السابع : صحيح.

١٦١

٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن شهاب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في رجل أعتق عشية عرفة عبدا له أيجزئ عن العبد حجة الإسلام قال نعم قلت فأم ولد أحجها مولاها أيجزئ عنها قال لا قلت أله أجر في حجتها قال نعم قال وسألته عن ابن عشر سنين يحج قال عليه حجة الإسلام إذا احتلم وكذلك الجارية عليها الحج إذا طمثت.

٩ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد وعدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعا ، عن علي بن مهزيار ، عن محمد بن الفضيل قال سألت أبا جعفر الثانيعليه‌السلام ـ عن الصبي متى يحرم به قال إذا اثغر.

١٠ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن ضريس ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال في رجل خرج حاجا حجة الإسلام فمات في

الحديث الثامن : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « نعم » لا خلاف في أن المملوك إذا أدرك الوقوف بالمشعر معتقا فقد أدرك الحج.

وقال بعض المحققين : ينبغي القطع بعدم اعتبار الاستطاعة هنا مطلقا لا طلاق النص. واعتبر الشهيد في الدروس تقدم الاستطاعة وبقائها مع حكمه بإحالة ملك العبد وهو عجيب.

الحديث التاسع : مجهول.

وقوله عليه‌السلام : « إذا اثغر » قال الفيروزآبادي « اثغر الغلام » ألقى ثغرة ونبت ثغرة ضد كأثغر ولعله محمول على تأكد الاستحباب أو على إحرامهم بأنفسهم دون أن يحرم عنهم.

الحديث العاشر : صحيح. ولا ريب في وجوب القضاء لو مات قبل الإحرام ودخول الحرم ، وقد استقر الحج في ذمته بأن يكون قد وجب قبل تلك السنة

١٦٢

الطريق فقال إن مات في الحرم فقد أجزأت عنه حجة الإسلام وإن كان مات دون الحرم فليقض عنه وليه حجة الإسلام.

١١ ـ أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بريد العجلي قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن رجل خرج حاجا ومعه جمل له ونفقة وزاد فمات في الطريق قال إن كان صرورة ثم مات في الحرم فقد أجزأ عنه حجة الإسلام وإن كان مات وهو صرورة قبل أن يحرم جعل جمله وزاده ونفقته وما معه في حجة الإسلام فإن فضل من ذلك شيء فهو للورثة إن لم يكن عليه دين قلت أرأيت إن كانت الحجة تطوعا ثم مات في الطريق قبل أن يحرم لمن يكون جمله ونفقته وما معه قال يكون جميع ما معه وما ترك للورثة إلا أن يكون عليه دين فيقضى عنه أو يكون أوصى بوصية فينفذ ذلك لمن أوصى له ويجعل ذلك من ثلثه.

وتأخر ، وقد قطع المتأخرون بسقوط القضاء إذا لم يكن الحج مستقرا في ذمته بأن كان خروجه في عام الاستطاعة ، وأطلق المفيد في المقنعة ، والشيخ في جملة من كتبه وجوب القضاء إذا مات قبل دخول الحرم ، ولعلهما نظرا إلى إطلاق الأمر بالقضاء في بعض الروايات.

وأجيب عنها : بالحمل على من استقر الحج في ذمته.

الحديث الحادي عشر : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « قبل أن يحرم » ذهب علماؤنا على أنه إذا مات بعد الإحرام ودخول الحرم أجزأ عنه ، واختلفوا فيما إذا كان بعد الإحرام. وقبل دخول الحرم ، والأشهر عدم الإجزاء ، وذهب الشيخ في الخلاف ، وابن إدريس إلى الاجتزاء ، واستدل لهما بمفهوم قولهعليه‌السلام « قبل أن يحرم »(١) لكنه معارض بمنطوق قولهعليه‌السلام « وإن كان مات دون الحرم »(٢) .

__________________

(١) الوسائل. ج ٨ ص ٤٧ ح ٢.

(٢) الوسائل ، ج ٨ ص ٤٧ ح ١ بدون لفظ « كان » فراجع.

١٦٣

١٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن رفاعة قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل نذر أن يمشي إلى بيت الله الحرام أيجزئه ذلك عن حجة الإسلام قال نعم قلت وإن حج عن غيره ولم يكن له مال وقد نذر أن يحج

الحديث الثاني عشر : حسن. وهو يشتمل على حكمين.

الأول : أنه ينعقد نذر الحج ماشيا وهو المشهور بين الأصحاب.

وقال العلامة في القواعد : لو نذر الحج ماشيا وقلنا المشي أفضل. انعقد الوصف وإلا فلا.

وقال ولده في الإيضاح : إذا نذر الحج ماشيا انعقد أصل النذر إجماعا. وهل يلزم القيد مع القدرة فيه قولان مبنيان على أن المشي أفضل من الركوب أو الركوب أفضل ، ولا يخفى أنه يمكن أن يناقش في دلالة الرواية على اللزوم إذ ليس فيها إلا أنه يجزى إذا أتى به عن حجة الإسلام وهو لا يدل على لزوم الوفاء بالنذر ، بل يمكن أن يكون التداخل مبنيا على عدم انعقاد النذر فليتأمل.

الثاني : أن من نذر الحج يجزيه حج النذر عن حجة الإسلام. وفيه ثلاث صور.

الأولى : أن ينذر حجة الإسلام والأصح انعقاده.

الثانية : أن ينذر حجا غير حجة الإسلام ، ولا ريب في عدم التداخل حينئذ.

الثالثة : أن يطلق النذر بأن لا يقصد حجة الإسلام ولا غيرها ، وقد اختلف فيه فذهب الأكثر إلى أن حكمها كالثانية.

وقال الشيخ في النهاية : إن نوى حج النذر أجزأ عن حجة الإسلام ، وإن نوى حجة الإسلام لم تجز عن المنذورة ، ومرجع هذا القول إلى التداخل مطلقا ، وإنما لم يكن الحج المنوي به حج الإسلام خاصة مجزيا عن الحج المنذور لأن الحج إنما ينصرف إلى النذر بالقصد بخلاف حج الإسلام فإنه يكفي فيه الإتيان بالحج ، وهذه الرواية تدل على مذهب الشيخ وأجاب العلامة عنها بالحمل على

١٦٤

ماشيا أيجزئ ذلك عنه قال نعم.

١٣ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن عامر بن عميرة قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام بلغني عنك أنك قلت لو أن رجلا مات ولم يحج حجة الإسلام فحج عنه بعض أهله أجزأ ذلك عنه فقال نعم أشهد بها عن أبي أنه حدثني أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أتاه رجل فقال يا رسول الله إن أبي مات ولم يحج فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حج عنه فإن ذلك يجزئ عنه.

١٤ ـ عنه ، عن صفوان ، عن حكم بن حكيم قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام إنسان هلك ولم يحج ولم يوص بالحج فأحج عنه بعض أهله رجلا أو امرأة هل يجزئ ذلك ويكون قضاء عنه ويكون الحج لمن حج ويؤجر من أحج عنه فقال إن كان

ما إذا تعلق النذر بحج الإسلام وهو بعيد.

قال سيد المحققين : وبالجملة فالقول بالاجتزاء بحج الإسلام وبحج النيابة لا يخلو من قوة وإن كان التعدد أحوط ، ولو عمم الناذر النذر بأن نذر الإتيان بأي حج اتفق قوي القول بالاجتزاء بحج الإسلام وبحج النيابة أيضا انتهى كلامهرحمه‌الله ولا يخفى متانته.

لكن يمكن أنه يقال : إن المفروض في الرواية تعلق النذر بالمشي إلى بيت الله لا بالحج ماشيا والحج لم يتعلق النذر به فلا مانع من انصرافه إلى حج الإسلام أو حج النيابة والله يعلم.

الحديث الثالث عشر : مجهول. ويدل على أن كل من حج عن الميت تبرأ ذمته كما هو مذهب الأصحاب ، وإطلاق كلامهم يقتضي عدم الفرق في الميت بين أن يخلف ما يحج به عنه وغيره ، ولا في المتبرع بين كونه وليا أو غيره وهذا الحكم مقطوع به في كلامهم.

بل قال في التذكرة : إنه لا يعلم فيه خلافا.

الحديث الرابع عشر : حسن.

١٦٥

الحاج غير صرورة أجزأ عنهما جميعا وأجر الذي أحجه.

١٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن رفاعة قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل يموت ولم يحج حجة الإسلام ولم يوص بها أيقضى عنه قال نعم.

١٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن رفاعة قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل والمرأة يموتان ولم يحجا أيقضى عنهما حجة الإسلام قال نعم.

١٧ ـ محمد بن يحيى رفعه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سئل عن رجل مات وله ابن لم يدر أحج أبوه أم لا قال يحج عنه فإن كان أبوه قد حج كتب لأبيه نافلة وللابن فريضة وإن كان أبوه لم يحج كتب لأبيه فريضة وللابن نافلة.

قوله عليه‌السلام : « غير صرورة » أي لم يكن الحج واجبا عليه ، ومعنى الإجزاء عنه أنه يجزى عنه حتى يستطيع كما مر.

وقال الفيروزآبادي :أجره يأجره ويأجره جزاه كأجره وأجر في أولاده أي ماتوا فصانوا أجره.

الحديث الخامس عشر : صحيح. ومضمونه مجمع عليه بين الأصحاب.

الحديث السادس عشر : موثق كالصحيح.

الحديث السابع عشر : مرفوع.

قوله عليه‌السلام : « فإن كان أبوه قد حج » لعله محمول على أنه لم يترك سوى ما يحج به وليس للولد مال غيره فلو كان الأب قد حج يكون الابن مستطيعا بهذا المال ولو لم يكن قد حج كان يلزمه صرف هذا المال في حج أبيه فيجب على الولد أن يحج بهذا المال ويردد النية بين والده ونفسه فإن لم يكن أبوه حج كان لأبيه مكان الفريضة وإلا فللابن فلا ينافي هذا وجوب الحج على الابن مع الاستطاعة بمال آخر لتيقن البراءة.

١٦٦

١٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن مسمع بن عبد الملك ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لو أن عبدا حج عشر حجج كانت عليه حجة الإسلام أيضا إذا استطاع إلى ذلك سبيلا ولو أن غلاما حج عشر حجج ثم احتلم كانت عليه فريضة الإسلام ولو أن مملوكا حج عشر حجج ثم أعتق كانت عليه فريضة الإسلام إذا استطاع إليه سبيلا.

(باب)

(من لم يحج بين خمس سنين)

١ ـ أحمد بن محمد ، عن محمد بن أحمد النهدي ، عن محمد بن الوليد ، عن أبان ، عن ذريح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من مضت له خمس سنين فلم يفد إلى ربه وهو موسر إنه لمحروم.

٢ ـ علي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حماد ، عن عبد الله بن سنان ، عن حمران ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إن لله مناديا ينادي أي عبد أحسن الله إليه وأوسع عليه في رزقه فلم يفد إليه في كل خمسة أعوام مرة ليطلب نوافله إن ذلك لمحروم.

الحديث الثامن عشر : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « لو أن عبدا حج عشر حجج » أي مندوبا بدون الاستطاعة وليس المراد بالعبد المملوك كما سيأتي.

باب من لم يحج بين خمس سنين

الحديث الأول : موثق. ويدل على تأكد استحباب الحج في كل خمس سنين.

الحديث الثاني : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « نوافله » أي زوائد رحمة الله وعطاياه.

١٦٧

(باب)

(الرجل يستدين ويحج)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن أبي طالب ، عن يعقوب بن شعيب قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل يحج بدين وقد حج حجة الإسلام قال نعم إن الله سيقضي عنه إن شاء الله.

٢ ـ أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن الأولعليه‌السلام قال قلت له هل يستقرض الرجل ويحج إذا كان خلف ظهره ما يؤدى عنه إذا حدث به حدث قال نعم.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عبد الملك بن عتبة قال سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن الرجل عليه دين يستقرض ويحج قال إن كان له وجه في مال فلا بأس.

٤ ـ أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبي همام قال قلت للرضاعليه‌السلام الرجل يكون عليه الدين ويحضره الشيء أيقضي دينه أو يحج قال يقضي ببعض ويحج ببعض قلت فإنه لا يكون إلا بقدر نفقة الحج فقال يقضي سنة ويحج سنة فقلت أعطي المال من ناحية السلطان قال لا بأس عليكم.

باب الرجل يستدين ويحج

الحديث الأول : صحيح ولعله محمول على ما إذا كان له وجه لأداء الدين لما سيأتي.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

الحديث الثالث : صحيح.

الحديث الرابع : صحيح.

١٦٨

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن وهب ، عن غير واحد قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام يكون علي الدين فيقع في يدي الدراهم فإن وزعتها بينهم لم يبق شيء أفأحج بها أو أوزعها بين الغرام فقال تحج بها وادع الله أن يقضي عنك دينك.

٦ ـ أحمد بن محمد بن عيسى ، عن البرقي ، عن جعفر بن بشير ، عن موسى بن بكر الواسطي قال سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن الرجل يستقرض ويحج فقال إن كان خلف ظهره مال إن حدث به حدث أدي عنه فلا بأس.

(باب)

(الفضل في نفقة الحج)

١ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لو أن أحدكم إذا ربح الربح أخذ منه الشيء فعزله فقال هذا للحج وإذا ربح أخذ منه وقال هذا للحج جاء إبان الحج وقد اجتمعت له نفقة عزم الله فخرج ولكن أحدكم يربح الربح فينفقه فإذا جاء إبان الحج أراد أن يخرج ذلك من رأس ماله فيشق عليه.

الحديث الخامس : مرسل كالحسن. وقال في النهاية :الغرام» جمع الغريم كالغرماء وهم أصحاب الدين وهو جمع غريب انتهى(١) .

ولعله محمول على عدم مطالبة الغرماء.

الحديث السادس : ضعيف على المشهور.

باب القصد في نفقة الحج

أقول : القصد رعاية الوسط بين الإسراف والتقتير.

الحديث الأول : موثق.

قوله عليه‌السلام : « إبان الحج » هو بالكسر والتشديد وقته وقوله « عزم الله »

__________________

(١) النهاية لابن الأثير : ج ٤ ص ٣٦٦.

١٦٩

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن شيخ رفع الحديث إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال له يا فلان أقلل النفقة في الحج تنشط للحج ولا تكثر النفقة في الحج فتمل الحج.

٣ ـ أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن ربعي بن عبد الله قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول كان علي صلوات الله عليه لينقطع ركابه في طريق مكة فيشده بخوصة ليهون الحج على نفسه.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد رفعه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال الهدية من نفقة الحج.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبد الله بن جبلة ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال هدية الحج من الحج.

إما برفع الجلالة أي عزم الله له ووفقه للحج ، أو بالنصب أي قصد الله والتوجه إلى بيته.

الحديث الثاني : مرفوع. ويدل على استحباب إقلال النفقة في الحج ، ويمكن حمله على ما إذا كان مقلا كما هو ظاهر الخبر أو على القصد وعدم الإكثار بقرينة المقابلة.

الحديث الثالث : موثق. كالصحيح. والخوص ورق النخل ، والواحدة خوصة

الحديث الرابع : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « هدية الحج » لعل المعنى أن ما يهدي إلى أهله وإخوانه بعد الرجوع من الحج له ثواب نفقة الحج ، أو أنه ينبغي أن يحسب أولا عند نفقة الحج الهدية أيضا أو لا يزيد في شراء الهدية على ما معه من النفقة ولعل الكليني حمله على هذا المعنى والأول أظهر.

الحديث الخامس : مجهول.

١٧٠

(باب)

(أنه يستحب للرجل أن يكون متهيئا للحج في كل وقت)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن زعلان ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن حماد بن طلحة ، عن عيسى بن أبي منصور قال قال لي جعفر بن محمدعليهما‌السلام يا عيسى إني أحب أن يراك الله عز وجل فيما بين الحج إلى الحج وأنت تتهيأ للحج.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حسين بن عثمان ومحمد بن أبي حمزة وغيرهما ، عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام من اتخذ محملا للحج كان كمن ربط فرسا في سبيل الله عز وجل.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن حمزة بن يعلى ، عن بعض الكوفيين ، عن أحمد بن عائذ ، عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول من رجع من مكة وهو ينوي الحج من قابل زيد في عمره.

(باب)

(الرجل يسلم فيحج قبل أن يختتن)

١ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن إبراهيم بن ميمون ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في الرجل يسلم فيريد أن يحج وقد حضر الحج أيحج أو

باب أنه يستحب للرجل أن يكون متهيئا للحج في كل وقت

الحديث الأول : مجهول.

الحديث الثاني : حسن أو موثق.

الحديث الثالث : مرسل.

باب الرجل يسلم فيحج من قبل أن يختتن

الحديث الأول : مجهول.

١٧١

يختتن قال لا يحج حتى يختتن.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا بأس أن تطوف المرأة غير المخفوضة فأما الرجل فلا يطوف إلا وهو مختتن.

(باب)

(المرأة يمنعها زوجها من حجة الإسلام)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن امرأة لها زوج أبى أن يأذن لها أن تحج ولم تحج حجة الإسلام فغاب زوجها عنها وقد نهاها أن تحج قال لا طاعة له عليها في حجة الإسلام فلتحج إن شاءت.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن المرأة تخرج مع غير ولي قال لا بأس فإن كان لها زوج أو ابن أخ قادرين على أن يخرجا معها وليس لها سعة فلا ينبغي لها أن تقعد ولا ينبغي

قوله عليه‌السلام : « حتى يختتن » اشتراط الاختتان في الرجل مقطوع به في كلام الأصحاب ، ونقل عن ابن إدريس : أنه توقف في هذا الحكم.

وقيل : يسقط مع التعذر ، وربما احتمل اشتراطه مطلقا.

الحديث الثاني : حسن.

باب المرأة يمنعها زوجها من حجة الإسلام

الحديث الأول : ضعيف على المشهور وعليه الأصحاب.

الحديث الثاني : حسن. وقال سيد المحققين بعد هذه الرواية : وأما مقتضى هذه الروايات الاكتفاء في المرأة بوجود الرفقة المأمونة وهي التي يغلب ظنها بالسلامة معها فلو انتفى الظن المذكور بأن خافت على النفس أو البضع أو العرض

١٧٢

لهم أن يمنعوها.

٣ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سألته عن امرأة لها زوج وهي صرورة لا يأذن لها في الحج قال تحج وإن لم يأذن لها.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في المرأة تريد الحج ليس معها محرم هل يصلح لها الحج فقال نعم إذا كانت مأمونة.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن معاوية قال سألت أبا عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن المرأة الحرة تحج إلى مكة بغير ولي فقال لا بأس تخرج مع قوم ثقات.

ولم يندفع ذلك إلا بالمحرم اعتبر وجوده قطعا لما بالتكليف بالحج مع الخوف من فوات شيء من ذلك من الحرج والضرر.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

الحديث الرابع : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « إذا كانت مأمونة » ظاهره أن هذا الشرط لعدم جواز منع أهاليها من حجها فإنهم إذا لم يعتمدوا عليها في ترك ارتكاب المحرمات وما يصير سببا لذهاب عرضهم يجوز لهم أن يمنعوها إذا لم يمكنهم بعث أمين معها ، ويحتمل أن يكون المراد مأمونة عند نفسها أي آمنة من ذهاب عرضها فيوافق الأخبار الآخرة.

الحديث الخامس : حسن.

١٧٣

(باب)

(القول عند الخروج من بيته وفضل الصدقة)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما استخلف رجل على أهله بخلافة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد الخروج إلى سفر يقول اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي وذريتي ودنياي وآخرتي وأمانتي وخاتمة عملي إلا أعطاه الله ما سأل.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن الحارث بن محمد الأحول ، عن بريد بن معاوية العجلي قال كان أبو جعفرعليه‌السلام إذا أراد سفرا جمع عياله في بيت ثم قال اللهم إني أستودعك الغداة نفسي ومالي وأهلي وولدي الشاهد منا والغائب اللهم احفظنا واحفظ علينا اللهم اجعلنا في جوارك اللهم لا تسلبنا نعمتك ولا تغير ما بنا من عافيتك وفضلك.

باب القول عند الخروج من بيته وفضل الصدقة

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « وأمانتي » قال في النهاية : فيه « استودع الله دينك وأمانتك » أي أهلك ومن تخلفه بعدك منهم وما(١) الذي تودعه وتستحفظه أمينك ووكيلك انتهى(٢) .

ويحتمل أن يكون المراد ما ائتمنه الناس عليها من ودائعهم وبضائعهم وأشباهها عنده ، وقيل أي ديني الذي ائتمنتني عليها.

الحديث الثاني : مجهول.

قوله عليه‌السلام : « علينا » كان « على » تعليلية أي احفظ لنا ما يهمنا أمره.

__________________

(١) هكذا في الأصل : ولكن في النهاية : ومالك الذي.

(٢) النهاية لابن الأثير : ج ١ ص ٧١.

١٧٤

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام أيكره السفر في شيء من الأيام المكروهة الأربعاء وغيره فقال افتتح سفرك بالصدقة واقرأ آية الكرسي إذا بدا لك.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام تصدق واخرج أي يوم شئت.

(باب)

(القول إذا خرج الرجل من بيته)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن موسى بن القاسم قال حدثنا صباح الحذاء قال سمعت موسى بن جعفرعليه‌السلام يقول لو كان الرجل منكم إذا أراد السفر قام على باب داره تلقاء وجهه الذي يتوجه له فقرأ فاتحة الكتاب أمامه وعن يمينه وعن شماله وآية الكرسي أمامه وعن يمينه وعن شماله ثم قال اللهم احفظني واحفظ ما معي وسلمني وسلم ما معي وبلغني وبلغ ما معي ببلاغك الحسن لحفظه الله وحفظ ما معه وسلمه وسلم ما معه وبلغه وبلغ ما معه قال ثم قال يا صباح أما رأيت الرجل يحفظ ولا يحفظ ما معه ويسلم ولا يسلم ما معه ويبلغ ولا يبلغ ما معه قلت بلى جعلت فداك.

الحديث الثالث : حسن. ويدل على أن الصدقة وقراءة آية الكرسي تدفعان نحوسة الأيام والساعات المنحوسة.

الحديث الرابع : صحيح.

باب القول إذا خرج الرجل من بيته

الحديث الأول : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « أما ترى » (١) أي إنما ذكرت ما معه ودعوت له لذلك.

__________________

(١) هكذا في الأصل : ولكن في الكافي « اما رأيت ».

١٧٥

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى جميعا ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا خرجت من بيتك تريد الحج والعمرة إن شاء الله فادع دعاء الفرج وهو ـ لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع ورب العرش العظيم «وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » ثم قل اللهم كن لي جارا من كل جبار عنيد ومن كل شيطان مريد ثم قل بسم الله دخلت وبسم الله خرجت وفي سبيل الله اللهم إني أقدم بين يدي نسياني وعجلتي بسم الله وما شاء الله في سفري هذا ذكرته أو نسيته اللهم أنت المستعان على الأمور كلها وأنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم هون علينا سفرنا واطو لنا الأرض

الحديث الثاني : حسن كالصحيح.

قوله عليه‌السلام : « كن لي جارا » أي مجيرا وحافظا و « الباء » في بسم الله للاستعانة أي أخرج مستعينا بأسماء الله تعالى لا بغيرها أو به تعالى بأن يكون ذكر الاسم للتفخيم.

قوله عليه‌السلام : « إني أقدم » أي أقدم الآن وأذكر ما شاء الله وبسم الله قبل أن أنساهما عند فعل أو أذكرهما وأتركهما لعجلتي في أمر ، والحاصل أنه لما كان قول هذين القولين مطلوبا عند كل فعل فأنا أقولهما في أول سفري تداركا لما عسى أن إنسي أو أترك.

قوله عليه‌السلام : « ما شاء الله » قال البيضاوي : أي الأمر ما شاء الله أو ما شاء الله كائن ، على أن « ما » موصولة أو « أي شيء » شاء الله كائن على أنها شرطية والجواب محذوف.

قوله عليه‌السلام : « واطو لنا » لعله كناية عن تسهيل السير في السفر ويحتمل الحقيقة أيضا.

١٧٦

وسيرنا فيها بطاعتك وطاعة رسولك اللهم أصلح لنا ظهرنا وبارك لنا فيما رزقتنا «وَقِنا عَذابَ النَّارِ » اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال والولد اللهم أنت عضدي وناصري بك أحل وبك أسير اللهم إني أسألك في سفري هذا السرور والعمل بما يرضيك عني اللهم اقطع عني بعده ومشقته واصحبني فيه واخلفني في أهلي بخير ولا حول ولا قوة إلا بالله اللهم إني عبدك

وقال في المغرب :« الظهر » خلاف البطن ويستعار للدابة أو الراحلة.

وقال الفيروزآبادي :« الوعثاء » المشقة ووعث الطريق كسمع وكرم تعسر سلوكه.

وقال« الكأب والكأبة والكآبة » الغم وسوء الحال وانكسار من حزن.

وقال في النهاية : فيه « أعوذ بك من كابة المنقلب » الكآبة : تغير النفس بالانكسار من شدة الهم والحزن ، والمعنى أن يرجع من سفره بأمر يحزنه إما أصابه في سفره وإما قدم عليه مثل أن يعود غير مقضي(١) المرام أو أصابت ماله آفة أو يقدم على أهله فيجدهم مرضى أو قد فقد بعضهم انتهى(٢) .

وقال الفيروزآبادي :« المنظر والمنظرة » ما نظرت إليه فأعجبك أو ساءك انتهى.

وهذه الفقرة كالمؤكدة لسابقتها. أي أعوذ بك من أن أرى بعد عودي في أهلي أو مالي أو ولدي ما يسوؤني.

قوله عليه‌السلام : « هذه (٣) حملانك » أي هذه الدواب أنت رزقتنيها وحملتني عليها ووفقتني ركوبها.

قال في النهاية « الحملان » مصدر حمل يحمل حملانا(٤) .

__________________

(١) هكذا في الأصل : ولكن في النهاية : مقضى الحاجة. أو.

(٢) النهاية لابن الأثير : ج ٤ ص ١٣٧.

(٣) هكذا في الأصل : ولكن في الكافي « وهذا حملانك ».

(٤) النهاية لابن الأثير : ج ١ ص ٤٤٣.

١٧٧

وهذا حملانك والوجه وجهك والسفر إليك وقد اطلعت على ما لم يطلع عليه أحد فاجعل سفري هذا كفارة لما قبله من ذنوبي وكن عونا لي عليه واكفني وعثه ومشقته ولقني من القول والعمل رضاك فإنما أنا عبدك وبك ولك فإذا جعلت رجلك في الركاب فقل «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » بسم الله والله أكبر فإذا استويت على راحلتك واستوى بك محملك فقل ـ الحمد لله الذي هدانا للإسلام وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله سبحان الله «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » اللهم أنت الحامل على الظهر والمستعان على الأمر اللهم بلغنا بلاغا يبلغ إلى خير بلاغا يبلغ إلى مغفرتك ورضوانك اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا حافظ غيرك.

وقال في المنتقى : « الحملان » مصدر ثان لحمل يحمل يقال : حمله يحمله حملانا ذكر ذلك جماعة من أهل اللغة.

وفي القاموس : ما يحمل عليه من الدواب في الهيئة خاصة.

والظاهر هنا إرادة المصدر فيكون في معنى قوله بعد ذلك أنت الحامل على الظهر ولا يخفى أن ما ذكرنا أظهر.

قوله عليه‌السلام : « وجهك » أي جهة أمرت بالتوجه إليها.

قوله عليه‌السلام : « وبك ولك » أي أستعين في جميع أموري بك واجعل أعمالي كلها خالصة لك.

قوله عليه‌السلام : « واستوى » الواو بمعنى أو.

قوله عليه‌السلام : « مقرنين » أي مطيقين.

قوله عليه‌السلام : « أنت الحامل » أي أنت تحملنا على الدابة وبتوفيقك وتيسيرك تركب عليها ، أو أنت الحافظ والحامل حال كوننا على الدابة فاعتمادنا في الحفظ عليك لا عليها.

قوله عليه‌السلام : « لا طيرا لا طيرك » أي لا تأثير للطيرة إلا طيرتك أي ما قدرت لكل

١٧٨

(باب الوصية)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان أبي يقول ما يعبأ من يؤم هذا البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال خلق يخالق به من صحبه أو حلم يملك به من غضبه أو ورع يحجزه عن محارم الله.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال ما يعبأ من يسلك هذا

أحد فأطلق عليه الطيرة على المشاكلة ، أو لا شر يعتد به إلا شر ينشأ منك أي عذابك على سياق الفقرة اللاحقة ، أو ما ينبغي أن يحرز عنه هو ما نهيت عنه ما يتطير به الناس.

وقال الجوهري : الطير اسم من التطير ، ومنه قولهم لا طير إلا طير الله كما يقال لا أمر إلا أمر الله.

باب الوصية

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « ما يعبأ من يؤم » في الفقيه ما يعبأ بمن يؤم وهو أظهر فيكون على بناء المفعول. قال الجوهري : ما عبأت بفلان عبأ أي ما باليت به ، وعلى ما في نسخ الكتاب لعله أيضا على بناء المفعول على الحذف والإيصال ، أو على بناء الفاعل على الاستفهام الإنكاري أي شيء يصلح ويهيئ لنفسه.

قال الجوهري : « عبأت الطيب » هيئاته وصنعته وخلطته ، وعبأت المتاع هيئاته وكذا الكلام في الخبر الثاني« والمخالقة » المعاشرة« والحجر » المنع : والفعل كينصر.

الحديث الثاني : صحيح.

١٧٩

الطريق إذا لم يكن فيه ثلاث خصال ورع يحجزه عن معاصي الله وحلم يملك به غضبه وحسن الصحبة لمن صحبه.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام وطن نفسك على حسن الصحابة لمن صحبت في حسن خلقك وكف لسانك واكظم غيظك وأقل لغوك وتفرش عفوك وتسخو نفسك.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمد بن حفص ، عن أبي الربيع الشامي قال كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام والبيت غاص بأهله فقال ليس منا من لم يحسن صحبة من صحبه ومرافقة من رافقه وممالحة من مالحه ومخالقة من خالقه.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر ، عن آبائهعليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الرفيق ثم السفر وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « لا تصحبن في سفرك من لا يرى لك من الفضل عليه كما ترى له عليك ».

الحديث الثالث : حسن. وقال في المنتقى : قال الجوهري :فرشت الشيء أفرشه بسطته ، ويقال : « فرشه » إذا أوسعه إياه ، وكلا المعنيين صالح لأن يراد من قوله تفرش عفوك إلا أن المعنى الثاني يحتاج إلى تقدير.

الحديث الرابع : مجهول. وفي القاموس :منزل غاص بالقوم ممتلئ بهم.

وفي المغرب :« الممالحة » المؤاكلة ومنها قولهم بينهما حرمة الملح والممالحة وهي المراضعة.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « من لا يرى » قال الوالد العلامة أي أصحب من يعتقد أنك أفضل منه كما تعتقد أنه أفضل منك ، وهذا من صفات المؤمنين.

أقول : ويحتمل أن يكون الفضل بمعنى التفضل والإحسان وما ذكره (ره) أظهر.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293