مرآة العقول الجزء ٦

مرآة العقول20%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 293

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 293 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 4713 / تحميل: 7241
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

شيء ، ثمّ أسلمت ثمّ أقبل الرّاهب يسأله فكان يجيبه في كلّ ما يسأله ، فقال الرّاهب قد كنت قويا علىّ ديني وما خلفت أحداً من النصارى في الأرض يبلغ مبلغي في العلم ولقد سمعت برجل في الهند إذا شاء حج إلى بيت المقدّس في يوم وليلة ثمّ يرجع إلى منزله بأرض الهند فسألت عنه بأي أرض هو فقيل لي إنه بسبذان وسألت الذي أخبرني فقال هو علم الاسم الذي ظفر به آصف صاحب سليمان لـمّا أتى بعرش سبأ وهو الّذي ذكره الله لكم في كتابكم ولنا معشر الأديان في كتبنا فقال له أبو إبراهيمعليه‌السلام فكم لله من اسم لا يردُّ ؟ فقال الراهب الأسماء كثيرة فأمّا المحتوم منها الّذي

_____________________________________________

وكان الإضافة إلى البواري لبيان ان المراد ما يعمل من الخوص للفرش مكان البارية لا ما يعمل للتمرّ ، أو لا الثوب الغليظ ، والبواري جمع بارية ، ويظهر من آخر الحديث ان الخصف كان يطلق علىّ البارية أو المراد به ما ذكرنا.

والبيت المقدّس إذا كان مع اللام فالمقدّس مشدد الدال مفتوحة ، وبدون اللام يحتمل ذلك أي بيت المكان المقدّس وكسر الدال المخففة مصدرا أي بيت القدّس ، قال في القاموس : بيت المقدّس كمجلس ومعظم ، وفي النهاية : سمي بيت المقدّس لأنه الموضع الذي يتقدّس فيه من الذنوب ، يقال : بيت المقدّس ، والبيت المقدّس وبيت القدّس بضمّ الدال وسكونها.

« بسبذان » في بعض النسخ بالباء والذال المعجمة(١) وفي بعضها بالنون والدال المهلة ولم أعرفهما في البلاد المشهورة ، والسند بلاد معروفة وقيل رجماً بالغيب : هو معرب سيهوان كورة بالهند بين تتة وبكر « وهو الذي » كان هذا من كلام الراهب « فكم لله » قيل : كم استفهامية « لا يرد » أي لا يرد سائله كما صرح به الراهب أو

__________________

(١) أقول : قال الحموي في معجم البلدان : سبذان : قال حمزة بن الحسن : وعلىّ أربعة فراسخ من البصرة مدينة الأبُلَّة علىّ عبر دجلة العوراء ، وكان سكّانها قوما من الفرس يعملون في البحر ، فلـمّا قرب منهم العرب نقلوا ما خف من متاعهم علىّ أربعمائة سفينة وأطلقوها فلـمّا بلغت خور مدينة سبذان مالت بهم الريح عن البحر إلى نحو الخور فنزلوا سبذان وبنوا فيها بيوت النيران وأعقابهم بها بعد ، قلت : ولا أدري أين موضع سبذان هذه ، وأنا أبحث عن هذه إنشاء الله تعالى.

٦١

لا يردُّ سائله فسبعة ، فقال له أبو الحسنعليه‌السلام فأخبرني عمّا تحفظ منها قال الرّاهب لا والله الذي أنزل التوراة علىّ موسى وجعل عيسى عبرة للعالمين وفتنة لشكر أولي الألباب وجعل محمداً بركة ورحمة وجعل عليّاًعليه‌السلام عبرة وبصيرة وجعل الأوصياء من نسله ونسل محمّد ما أدري ولو دريت ما احتجت فيه إلى كلامك ولا جئتك ولا سألتك فقال له أبو إبراهيمعليه‌السلام عد إلى حديث الهندي فقال له الرّاهب سمعت بهذه الأسماء ولا أدري ما بطانتها ولا شرائحها ولا أدري ما هي ولا كيف هي ولا بدعائها فانطلقت حتّى قدمت سبذان الهند فسألت عن الرجل فقيل لي : إنّه بنى ديراً

_____________________________________________

المسئول به.

« عبرة » بالكسر وهي ما يعتبر به أي ليستدلوا به على كمال قدرة الله حيث خلفه من غير أب « وفتنة » أي امتحاناً ليشكروه علىّ نعمة إيجاد عيسى لهم فيثابوا ، وفي القاموس : عبّر عما في نفسه أعرب وعبر عنه غيره فأعرب عنه والاسم العبرة والعبارة والعبرة بالكسر العجب ، واعتبر تعجّب ، انتهى.

ومنه يعلم أنّه يمكن ان يقرء العبرة بالفتح كما أنه يقال عيسى كلمة الله والأئمّةعليهم‌السلام كلمات الله وهم المعبّرون عن الله.

قوله : ما أدري ، جواب القسم ، والبطائن كأنّه جمع البطانة بالكسر أي سرارها وربّما يقرأ بطانتها وهي من الثوب خلاف الظهارة « وشرائحها » أي ما يشرحها ويبيّنها وكأنه كناية عن ظواهرها ، في القاموس : شرح كمنع كشف وقطع كشرح وفتح وفهم ، والشرحة القطعة من اللّحم كالشريحة والشريح ، انتهى.

وربّما يقرأ بالجيم جمع شريجة فعيلة بمعنى مفعولة من الشرج بالفتح شد الخريطة لئلا يظهر ما فيها ، وفي بعض النسخ شرائعها بالعين المهملة أي طرق تعلمها أو ظواهرها « ولا بدعائها » الدراية تتعدى بنفسه وبالباء يقال : دريته ودريت به ، وقد يقرأ بدعاً بها أي عالـماً في كمال العلم بها ، في القاموس البدع بالكسر الغاية من كلّ شيء وذلك إذا كان عالـماً أو شجاعاً أو شريفاً ، انتهى.

٦٢

في جبل فصار لا يخرج ولا يرى إلّا في كلّ سنة مرتين وزعمت الهند ان الله فجر له عينا في ديره وزعمت الهند أنه يزرع له من غير زرع يلقيه ويحرث له من غير حرث يعمله فانتهيت إلى بابه فأقمت ثلاثا لا أدقَّ الباب ولا أعالج الباب فلـمّا كان اليوم الرابع فتح الله الباب وجاءت بقرة عليها حطب تجر ضرعها يكاد يخرج ما في ضرعها من اللبن فدفعت الباب فانفتح فتبعتها ودخلت فوجدت الرجل قائما ينظر إلى السماء فيبكي وينظر إلى الأرض فيبكي وينظر إلى الجبال فيبكي فقلت سبحان الله ما أقل ضربك في دهرنا هذا فقال لي والله ما أنا إلّا حسنة من حسنات رجل خلفته وراء ظهرك فقلت له أخبرت ان عندك اسما من أسماء الله تبلغ به في كلّ يوم وليلة بيت المقدّس وترجع إلى بيتك فقال لي وهل تعرف بيت المقدّس قلت لا أعرف إلّا بيت المقدّس الذي بالشام قال ليس بيت المقدّس ولكنه البيت المقدّس وهو بيت آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت له أما ما سمعت به إلى يومي هذا فهو بيت المقدّس فقال لي تلك محاريب

_____________________________________________

وفي القاموس : الهند جيل معروف والنسبة هنديّ وهنود « أقمت ثلاثا » أي ثلاث ليال « يكاد يخرج » بيان لامتلاء الضرع من اللبن « ما أقل ضربك » أي مثلك في القاموس : الضرب المثل والصنف من الشيء.

قوله : رجل خلّفته ، أي موسى بن جعفرعليه‌السلام ، قوله : وليلة ، قيل : عطف السحاب ويحتمل عطف الانفراد ، قوله : ليس بيت المقدّس ، اسم ليس ضمير مستتر للذي بالشام وضمير لكنه لبيت المقدّس ، والحاصل أنّه ليس الذي بالشام اسمّه المقدّس ولكن المسمى ببيت المقدّس هو البيت المقدّس المنزه المطهر وهو بيت آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي أنزل الله فيهم : « إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً »(١)

« فهو بيت المقدّس » ضمير هو للذي بالشام ، والجملة جواب أمّا وخبر ما ، والحاصل أني ما سمعت إلى الآن غير ان الذي بالشام سمّي ببيت المقدّس وتأنيث

__________________

(١) سورة الأحزاب : ٣٣.

٦٣

الأنبياء وإنّما كان يقال لها حظيرة المحاريب ، حتّى جاءت الفترة الّتي كانت بين محمّد وعيسىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقرب البلاء من أهل الشرك وحلت النقمات في دور الشياطين فحولوا وبدلوا ونقلوا تلك الأسماء وهو قول الله تبارك وتعالى - البطن لآل محمّد والظهر مثلٌ - : « ان هِيَ إلّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتمّ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطان »(١)

_____________________________________________

تلك باعتبار الخبر أو بتأويل البقعة ونحوها ، وفي القاموس : الحظيرة جرين التمرّ والمحيط بالشيء خشباً أو قصباً ، والحظار ككتاب الحائط ويفتح وما يعمل للإبل من شجر ليقيها البرّد ، والفترة ضعف أهل الحق ، وفي القاموس : الفترة ما بين كلّ نبييّن.

« وقرب البلاء » أي الابتلاء والافتتان والخذلان ، وهو المراد بحلول النقمات أي حلت نقمات الله وغضبه في دور شياطين الإنس أو الأعمّ منهم ومن الجنّ ، بسلب ما يوجب هدايتهم عنهم ، وربما يقرأ جلت بالجيم والنغمات بالغين المعجمة ، استعيرت للشبه الباطلة والبدع المضلة الناشئة عن أهل الباطل الرائجة بينهم في مدارسهم ومجامعهم « فحولوا » أي نقولا اسم شيء إلى آخر « وبدّلوا » أي وضعوا أسماء لشيء وتركوا اسمّه الأصلي.

« وهو قول الله » كان الضمير لمصدر نقلوا ، وقوله : البطن لآل محمّد والظهر مثل ، جملة معترضة ، وقوله : « ان هي » بيان لقول الله وحاصل الكلام يرجع إلى ما مرّ مراراً ان آيات الشرك ظاهرها في الأصنام الظاهرة وباطنها في خلفاء الجور الذين أشركوا مع أئمة الحق ، ونصبوا مكانّهم ، فقوله سبحانه : « أَفَرَأَيْتمّ اللاَّتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى »(٢) أريد في بطن القران باللات الأوّل ، وبالعزي الثاني ، وبالمناة الثالثة حيث سموهم بأمير المؤمنين وبخليفة رسول الله ، وبالصديق والفاروق وذي النورين وأمثال ذلك.

وتوضيحه ان الله تعالى لم ينزل القران لأهل عصر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والحاضرين

__________________

(١) سورة النجم : ٢٣. (٢) سورة النجم : ١٩.

٦٤

_____________________________________________

في وقت الخطاب ، بل هو لسائر الخلق إلى يوم الحساب ، فإذا نزلت آية في قصة أو واقعة فهي جارية في أمثالها وأشباهها فما ورد في عبادة الأصنام والطواغيت في زمان كان الغالب فيه عبادة الأصنام لعدولهم عن الأدلة العقليّة والنقليّة الدالة علىّ بطلانها وعلىّ وجوب طاعة النبيّ الناهي عن عبادتها ، فكذلك يجري في أقوام تركوا طاعة أئمة الحق ونصبوا أئمّة الجور مكانهم لعدولهم عن الأدلة العقليّة والنقليّة واتباعهم الأهواء وعدولهم عن نصوص النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهم لامتداد زمانهم كأنهم الأصل ، وكان ظاهر الآيات مثل فيهم فالآيات دالة بالمطابقة علىّ بطلان عبادة الأصنام ، وطاعة الطواغيت وعدم اتباع النبيّ ، وبالالتزام علىّ بطلان اتباع أئمة الضلال وترك اتباع أئمة الحق فهي مثل جار في أمثالها إلى يوم القيامة ، فظواهر الآيات أكثرها أمثال وبواطنها هي المقصودة بالإنزال كما قال سبحانه : « وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ »(١) .

وعلى ما حقّقنا لا يلزم جريان سائر الآيات الواقعة في ذلك السياق في هذا الباطن ، وربّما يتكلّف في قوله تعالى : « أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى »(٢) أنّه استفهام إنكار ، والمخاطبون هم المتعاقدون في الكعبة حيث استندوا إلى ان محمدا أبتر ، إذ ليس له إلّا أنثى وابن بنت الرجل ليس ابنا له ، وكذبهم الله هنا وفي سورة الكوثر بقوله : « ان شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ » ، انتهى.

وأقول : يمكن ان يكون في بطن الآية إطلاق الأنثى عليهم للأنوثيّة السارية في أكثرهم ، لا سيما الثاني كما روي في تأويل قوله تعالى : « ان يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إلّا إِناثاً »(٣) ان كلّ من تسمّى بأمير المؤمنين ورضي بهذا اللقب غيرهعليه‌السلام فهو مبتلى بالعلة الخسيسة الملعونة ، أو لضعف الإناث بالنسبة إلى الذكور علىّ سبيل التشبيه ،

__________________

(١) سورة إبراهيم : ٢٥. (٢) سورة النجم : ٢١.

(٣) سورة النساء : ١١٧.

٦٥

فقلت له : إنّي قد ضربت إليك من بلد بعيد تعرَّضت إليك بحاراً وغموماً وهموماً وخوفاً وأصبحت وأمسيت مؤيساً إلّا أكون ظفرت بحاجتي فقال لي ما أرى أمّك حملت بك إلّا وقد حضرها ملك كريم ولا أعلم ان أباك حين أراد الوقوع بأمّك إلّا وقد اغتسل وجاءها علىّ طهر ولا أزعم إلّا أنه قد كان درس السفر الرّابع من سهره

_____________________________________________

فان فرارهم في أكثر الحروب وعجزهم عن أكثر أمور الخلافة وشرائطها يلحقهم بالإناث كما قال عمر : كلّ الناس أفقه من عمر حتّى المخدرات في الحجال.

وأمّا ظهر الآية فقالوا إنكار لقولهم : الملائكة بنات الله ، وهذه أصنام استوطنها جنيات هن بناته ، أو هياكلّ الملائكة ، ذكره البيضاوي.

ثمّ اعلم أنه قرأ بعضهم مثل بضمتين ، أي الأصنام وهو بعيد ، وقرأ بعضهم مثل بالكسر ، وقال : المراد ان الظهر والبطن جميعاً لآل محمّد في جميع الآيات مثل هذه الآية ، ولعله أبعد.

« تعرّضت إليك » أي ارتكبت متوجّها إليك ، قوله : مؤيسا إلّا أكون ، أقول يحتمل وجهين : الأول : ان يكون من قبيل سألتك إلّا فعلت كذا ، أي كنت في جميع الأحوال مؤيساً إلّا وقت الظفر بحاجتي ، الثاني : ان يكون إلّا بالفتح مركباً من ان ولا ، وتكون لا زائدة كما في قوله تعالى : « ما مَنَعَكَ إلّا تَسْجُدَ »(١) ويضمن مؤيساً معنى الخوف أي خائفاً ان لا أكون ، وربمّا يقرأ مؤيساً بفتح الميم وكسر الواو من الويس بالفتح كرب الفقر ونحوه ، وان لا بالفتح مفعول له ، ولا يخفى ما فيه.

قوله : ولا أعلم ان أباك ، لعله زيدت كلمة ان من النساخ ، والظاهر عدمها ، وعلىّ تقديرها كان تقدير الكلام ولا أعلم ان أباك حين أراد الوقوع بأمك فعل فعلا غير الاغتسال ، أو كان علىّ حال غير حال الاغتسال وقيل : أباك اسم ان ، وحين منصوب بالظرفية ، مضاف إلى الجملة والظرف خبر ان نظير« يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ » وإلّا للاستثناء المفرّغ ، والواو للحال ، انتهى.

__________________

(١) سورة الأعراف : ١٢.

٦٦

ذلك فختمّ له بخير ، ارجع من حيث جئت ، فانطلق حتّى تنزل مدينة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله الّتي يقال لها : طيّبة وقد كان اسمها في الجاهليّة يثرب ثمّ اعمد إلى موضع منها يقال له : البقيع ثمّ سل عن دار يقال لها : دار مروان فانزلها وأقم ثلاثا ثمّ سل عن الشيخ الأسود الذي يكون علىّ بابها يعمل البواري وهي في بلادهم اسمها الخصف فالطف بالشيخ وقل له بعثني إليك نزيلك الذي كان ينزل في الزاوية في البيت الذي فيه الخشيبات الأربع ثمّ سله عن فلان بن فلان الفلاني وسله أين ناديه وسله أي ساعة يمرّ فيها فليريكاه أو يصفه لك فتعرفه بالصفة وسأصفه لك قلت فإذا لقيته فأصنع ما ذا قال سله عما كان وعما هو كائن وسله عن معالم دين من مضى

_____________________________________________

ودرس كنصر وضرب : قرأ وكان التخصيص بالسفر الرابع لكونه أفضل أسفاره ، أو لاشتماله علىّ أحوال خاتم النبيين وأوصيائهمعليهم‌السلام « من سهره » بالتحريك وإهمال السين وهو أظهر مما في بعض النسخ بالإعجأمّ وسكون الهاء.

« من حيث جئت » أي من الطريق الذي جئت « ثمّ اعمد » بالضم أي اقصد وتوجه « وأقم ثلاثاً » لئلّا يعلم الناّس بالتعجيل لمطلبه ، والشيخ الأسود كأنّه الفضل ابن سوار ، وقيل : البواري تنسج من القصب والخصف تنسج من ورق النخل ، أي الخوص ، وقد يستعمل أحدها في الآخر ، وفي القاموس : النزيل الضيف « عن فلان ابن فلان الفلاني » أي عن موسى بن جعفر العلوي مثلاً ، والنادي المجلس ، وفي القاموس : الندى كغني والنادي والندوة والمنتدي مجلس القوم نهاراً والمجلس ما دامواً مجتمعين فيه.

و « أيّ ساعة » قيل : أيّ مرفوع مضاف « يمرّ » أي يتوجّه إلى النادي ، وضمير فيها للساعة « فليريكاه » بفتح اللام ، والألف من إشباع الفتحة « وسأصفه » الظاهر أنّه وصف الإمامعليه‌السلام بحليته له ولم يذكر في الخبر ، وقيل : إشارة إلى ما يجيء من قوله : سله عمّا كان ، إلخ فإنه يدلّ علىّ مبلغ علمه « من مضى » أي أمم الأنبياء السابقين « ومن بقي » أي أمّة خاتم الأنبياء فان دينه باق إلى يوم القيامة.

٦٧

ومن بقي ، فقال له أبو إبراهيمعليه‌السلام قد نصحك صاحبك الذي لقيت فقال الراهب ما اسمّه جعلت فداك ؟ قال هو متمم بن فيروز وهو من أبناء الفرس وهو ممّن آمن بالله وحده لا شريك له وعبده بالإخلاص والإيقان وفر من قومه لـمّا خافهم فوهب له ربه حكما وهداه لسبيل الرشاد وجعله من المتّقين وعرّف بينه وبين عباده المخلصين وما من سنة إلّا وهو يزور فيها مكّة حاجّاً ويعتمر في رأس كلّ شهر مرة ويجيء من موضعه من الهند إلى مكّة فضلاً من الله وعونا وكذلك يجزي الله الشاكرين ثمّ سأله الراهب عن مسائل كثيرة كلّ ذلك يجيبه فيها وسأل الراهب عن أشياء لم يكن عند الرّاهب فيها شيء فأخبره بها ثمّ ان الرّاهب قال أخبرني عن ثمانية أحرف نزلت فتبين في الأرض منها أربعة وبقي في الهواء منها أربعة علىّ من نزلت

_____________________________________________

« لـمّا خافهم » بفتح اللام وشدّ الميم أو بكسر اللام وتخفيف الميم وما مصدرية والحكم بالضم الحكمة « وعرف » علىّ بناء التفعيل ، والمخلصين بفتح اللام وكسرها أي جعله بحيث يعرف أئمّته ويعرفونه « ويجيء من موضعه » أي بطي الأرض بإعجازهعليه‌السلام « فضلاً » منصوب بنزع الخافض ، أي بفضل كما قال تعالى : « وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِان لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً »(١) وليس مفعولا إلّا عند من جوز تغاير فاعله وفاعل الفعل المعلل به وكذا عوناً ، وقيل : كلّ منصوب بالظرفيّة وذلك إشارة إلى مصدر سأله وضمير فيها للسائل.

والأحرف جمع حرف وهو الكلام المختصر « فتبيّن في الأرض » أي ظهرت وعمل بمضمونها ولعلّ البقاء في الهواء كناية عن عدم تبيّنها في الأرض ، وعدم العمل بمضمونها لأنّها متعلّقة بأحوال من يأتي في آخر الزمان ، أو أنها نزلت من اللوح إلى بيت المعمور ، أو إلى السماء الدّنيا ، أو إلى بعض الصحف لكن لم تنزل بعد إلى الأرض ، وتنزلعليه‌السلام ، ويؤيّده قوله : وينزل عليه ، وليس هذا نسخاً لأنه أخبر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه سيكون في زمن القائمعليه‌السلام أمور مستطرفة باعتبار تبدل الزمان

__________________

(١) سورة الأحزاب : ٤٧.

٦٨

تلك الأربعة الّتي في الهواء ومن يفسرها قال ذاك قائمنا ينزله الله عليه فيفسره وينزل عليه ما لم ينزل علىّ الصديقين والرسل والمهتدين ثمّ قال الراهب فأخبرني عن الاثنين من تلك الأربعة الأحرف الّتي في الأرض ما هي قال أخبرك بالأربعة كلها أما أولهن فلا إله إلّا الله وحده لا شريك له باقيا والثانية محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مخلصا والثالثة نحن أهل البيت والرابعة شيعتنا منا ونحن من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

_____________________________________________

فيكون الأحكام المغيرة أحكاماً موّقتة أخبر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بتوقيتها ، أو أنّه لا يتحقّق مصداق تلك الأحكام إلّا في ذلك الزمان فينزل عليه ما لم ينزل علىّ أحد قبله ، ويكلّف بما لم يكلف أحد قبله.

قوله : باقياً كأنه حال من القول المقدر في قوله : فلا إله إلّا الله ، حال كون ذلك القول باقياً أبد الدهر ، وكذا قوله : مخلصاً ، وقيل : أي إلها باقياً أو وحده وحده حالكونه باقياً ، أو كان كونا باقياً أو قيل قولا باقياً ، وهذا كقوله تعالى : « وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً »(١) يعنّي كلمة التوحيد « مخلصاً » أي أرسل حالكونه مخلصاً أو أرسل رسولا مخلصاً بفتح اللام وكسره فيهما ، أو قيل هذا القول مخلصاً.

« نحن أهل البيت » أي نحن أهل بيت الكتاب والحكم والنبوة ، وقد ذكرعليه‌السلام الكلمتين الأخيرتين بمضمونها ، ويحتمل ذلك في الأوليين أيضاً ، ويحتمل ان يكون المعنى ان الكلمة الثالثة نحن فإنهمعليهم‌السلام كلمات الله الحسنى ، فيكون أهل البيت بدلاً من نحن.

وأقول : يحتمل ان يكون المعنى المعنيون بقوله سبحانه : « إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً »(٢) وقوله : بسبب ، متعلق بالجمل الثلاث أي شيعتنا متعلقون بسبب نشأ منا أو شيعتنا بالنسبة إلينا متصلون بسبب والسبب في الأصل هو الحبل الذي يتوصّل به إلى الماء ، ثمّ أستعير لكلّ ما يتوصل به إلى الشيء كقوله تعالى : « وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ »(٣) أي الوصل والمودات والمراد

__________________

(١) سورة الزخرف : ٢٨. (٢) سورة الأحزاب : ٣٣.

(٣) سورة البقرة : ١٦٦.

٦٩

ورسول الله من الله بسبب ، فقال له الراهب أشهد ان لا إله إلّا الله وان محمدا رسول الله وان ما جاء به من عند الله حق وأنكم صفوة الله من خلقه وان شيعتكم المطهّرون المستبدلون ولهم عاقبة الله « وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » فدعا أبو إبراهيمعليه‌السلام بجبّة خزّ وقميص قوهي وطيلسان وخف وقلنسوة فأعطاه إيّاها وصلى الظهر وقال له اختتن فقال قد اختتنت في سابعي.

_____________________________________________

هنا الدّين أو الولاية والمحبّة ، فالمعنى ان شيعتنا علىّ ديننا ونحن علىّ دين رسول الله ورسول الله علىّ دين الله الذي أنزله إليه ، وان شيعتنا متّصلون بنا اتصإلّا روحانيا ونحن متصلون برسول الله كذلك وهكذا ونحن وسيلة شيعتنا إلى الرسول ، وهو وسيلتنا إلى الله ، والمعاني كلها متقاربة.

« المستذلّون » بالذال المعجمة المفتوحة أي الذين صيرّهم الناس أذلاء كما قال تعالى : « وَنُرِيدُ ان نَمُنَّ علىّ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ »(١) الآية ، وفي بعض النسخ بالمهملة المكسورة أي المستدلّون بالبراهين علىّ إمامتكم وسائر الأمور الدينية وفي بعض النسخ بزيادة الباء الموحدة والدال المهملة المفتوحة إشارة إلى قوله تعالى : « يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثمّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ »(٢) كما ورد أنّهم الموالي يتبعون الأئمةعليهم‌السلام ويوالونهم « ولهم عاقبة الله » أي تمكينهم في الأرض في آخر الزمان كما قال سبحانه : « وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ »(٣) والجبة بالضم ثوب قصير الكمين ، وفي القاموس : القوهي ثياب بيض وقوهستان بالضم كورة بين نيسابور وهراة ، وقصبتها قاين وطبس ، وموضع وبلد بكرمان قرب جيرفت ، ومنه ثوب قوهي لـمّا ينسج بها ، أو كلّ ثوب أشبهه يقال له قوهي وان لم يكن من قوهستان ، انتهى.

والطيلسان بتثليث اللام ثوب من قطن « في سابعي » أي سابع ولادتي ، وقيل : أي اليوم السابع من إسلامي ، وكان هذا القول بعد هذا المجلس ، وقيل : أي سبعة أيّام قبل زمان التكلّم ولا يخفى بعدهما.

__________________

(١) سورة القصص : ٥. (٢) سورة التوبة : ٣٩.

(٣) سورة القصص : ٨٣.

٧٠

٦ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عبد الله بن المغيرة قال مرّ العبد الصالح بامرأة بمنى وهي تبكي وصبيانها حولها يبكون وقد ماتت لها بقرة فدنا منها ثمّ قال لها ما يبكيك يا أمّة الله قالت يا عبد الله ان لنا صبياناً يتامى وكانت لي بقرة معيشتي ومعيشة صبياني كان منها وقد ماتت وبقيت منقطعاً بي وبولدي لا حيلة لنا فقال يا أمة الله هل لك ان أحييها لك فألهمت ان قالت نعم يا عبد الله فتنحى وصلى ركعتين ثمّ رفع يده هنيئة وحرك شفتيه ثمّ قام فصوت بالبقرة فنخسها نخسة أو ضربها برجله فاستوت علىّ الأرض قائمة فلـمّا نظرت المرأة إلى البقرة صاحت وقالت عيسى ابن مريم ورب الكعبة فخالط الناس وصار بينهم ومضىعليه‌السلام .

٧ - أحمد بن مهران - رحمه‌الله - عن محمّد بن عليّ ، عن سيف بن عميرة ، عن إسحاق بن عمار قال سمعت العبد الصالح ينعى إلى رجل نفسه فقلت في نفسي وإنّه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته فالتفت إلي شبه المغضب فقال يا إسحاق قد كان

_____________________________________________

الحديث السادس : صحيح.

وفي البصائر عن عليّ بن المغيرة ، وفيه : ان لي صبياناً ، قوله : كان منها ، ضمير كان للمعيشة والتذكير لان أصلها المصدر « منقطعاً » علىّ بناء المفعول والظرف نائب الفاعل ، في القاموس : انقطع به مجهولاً عجز عن سفره « ان قلت » ان مصدرية « هنيئة » بضمّ الهاء وفتح النون ، أي زمانا قليلاً « فصوّت » علىّ بناء التفعيل وفي القاموس : نخس الدابة كنصر وجعل : غرز مؤخّرها أو جنبها بعود ونحوه « أو ضربها »(١) الترديد من الراوي « عيسى بن مريم » أي هذا كعيسى.

الحديث السابع : ضعيف علىّ المشهور.

وفي المصباح : نعيت الميّت نعياً من باب نفع ، أخبر بموته « وأنّه ليعلم » بتقدير الاستفهأمّ التعجّبي ، والغضب لذلك لدلالته علىّ ضعف إيمانه بل عدمه.

__________________

(١) وفي النسخ « أو ضربه » بتذكير الضمير ولكن الظاهر التأنيث كما في المتن.

٧١

رشيد الهجريّ يعلم علم المنايا والبلايا والإمام أولى بعلم ذلك ثمّ قال يا إسحاق اصنع ما أنت صانع فان عمرك قد فني وإنّك تموت إلى سنتين وإخوتك وأهل بيتك لا يلبثون بعدك إلّا يسيراً حتّى تتفرّق كلمتهم ويخون بعضهم بعضا حتّى يشمت بهم

_____________________________________________

روى الكشي عن إسحاق بن عمّار قال : كنت عند أبي الحسنعليه‌السلام جالساً حتّى دخل عليه رجل من الشيعة فقال له : يا فلان جدّد التوبة وأحدث عبادة فإنه لم يبق من عمرك إلّا شهر ، قال إسحاق : فقلت في نفسي : وا عجباه كأنه يخبرنا أنه يعلم آجال الشيعة ، أو قال : آجالنا ، قال : فالتفت إلىّ مغضباً وقال : يا إسحاق وما تنكر من ذلك وقد كان رشيد الهجري مستضعفا وكان عنده علم المنايا ، والإمام أولى بذلك من رشيد الهجري ، يا إسحاق إنه قد بقي من عمرك سنتان أما إنه يتشتت أهل بيتك تشتّتاً قبيحاً وتفلس عيالك إفلاساً شديداً.

وفي الخلاصة رشيد بضمّ الراء الهجري بفتحتين مشكور ، وقال الشهيد الثاني (ره) قال ابن داود : رشد بغير الياء وجعل الياء قولاً ، واستقرب الأول ، وكذا ذكره الشيخ في الفهرست بغير ياء ، وأمّا النجاشي فقد جعله بالياء كالعلامة ، انتهى.

وقال الكشي : كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يسميه رشيد البلايا ، وكان قد ألقى إليه علم البلايا والمنايا ، وكان في حياته إذا ألقى الرجل قال له : فلان يموت بميتة كذا ، ويقول : أنت يا فلان تموت بقتلة كذا ، فيكون كما يقول رشيد.

قولهعليه‌السلام : يعلم علم المنايا كان العلم هنا بمعنى المعلوم ، ويمكن ان يقرأ بالتحريك أي علامة المنايا ، والمنايا جمع المنية وهي الموت ، وفني كرضي أي ذهب وفي الخرائج : وقد بقي منه دون سنتين وكذلك أخوك ، ولا يمكث بعدك إلّا شهراً وأحداً حتّى يموت ، إلى قوله : أكان هذا في صدرك فقلت : أستغفر الله مما في صدري فلم يستكمل سنتين حتّى مات ، ومات بعده بشهر أخوه ومات عامة أهل بيته وأفلس بقيتهم وتفرقوا حتّى احتاج من بقي منهم إلى الصدقة.

٧٢

عدوّهم فكان هذا في نفسك فقلت فإني أستغفر الله بما عرض في صدري فلم يلبث إسحاق بعد هذا المجلس إلّا يسيرا حتّى مات فما أتى عليهم إلّا قليل حتّى قام بنو عمّار بأموال الناس فأفلسوا.

٨ - عليُّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن عليّ بن جعفر قال جاءني محمّد بن إسماعيل وقد اعتمرنا عمرة رجب ونحن يومئذ بمكة فقال يا عمّ إنّي أريد بغداد وقد أحببت ان أودّع عمّي أبا الحسن - يعنّي موسى بن جعفرعليه‌السلام - وأحببت ان تذهب معي إليه فخرجت معه نحو أخي وهو في داره الّتي بالحوبة وذلك بعد المغرب بقليل فضربت الباب فأجابني أخي فقال من هذا فقلت عليّ فقال هو ذا أخرج - وكان بطيء الوضوء - فقلت العجل قال وأعجل فخرج وعليه إزار ممشّق قد عقده في عنقه حتّى قعد تحت عتبة الباب ، فقال

_____________________________________________

« فكان هذا في نفسك » أي الاستبعاد والإنكار عن علمه بموت الرجل كما قال في أول الخبر « فلم يلبث إسحاق » هذا كلام ابن عميرة ، وعلىّ هذه النسخة كأنهعليه‌السلام حدد إلى سنتين ترحمّاً وتعطفاً عليه لئلّا يضطرب ، أو لاحتمال البداء ، وعلىّ ما في الخرائج وغيره لا إشكال « حتّى قام بنو عمار بأموال الناس » أي أخذوا أموال الناس ديناً أو مضاربة ومثل ذلك وتصرفوا فيها ، فصار ذلك سبباً لإفلاسهم كما هو شائع بين التجار.

الحديث الثامن : صحيح.

ومحمّد هو ابن إسماعيل بن الصادقعليه‌السلام الذي تنسب إليه الإسماعيليّة ، وفي غيبة الطوسي وإرشاد المفيد رضي الله عنهما : عليّ بن إسماعيل لكن في رجال الكشي موافق لـمّا هنا ، والحوبة كأنّها اسم موضع ، ولم يذكر في اللغة ، وفي القاموس : الحوبة وسط الدار ، والحوب موضع بديار ربيعة.

قوله : بعد المغرب ، أي بعد صلاة المغرب أو بعد وقتها « وهو ذا » للتقريب

٧٣

عليُّ بن جعفر : فانكببت عليه فقبّلت رأسه وقلت : قد جئتك في أمرّ ان تره صواباً فالله وفق له وان يكن غير ذلك فما أكثر ما نخطئ قال وما هو قلت هذا ابن أخيك يريد ان يودعك ويخرج إلى بغداد فقال لي ادعه فدعوته وكان متنحيا فدنا منه فقبل رأسه وقال جعلت فداك أوصني فقال أوصيّك ان تتقي الله في دمي فقال مجيبا له من أرادك بسوء فعل الله به وجعل يدعو علىّ من يريده بسوء ثمّ عاد فقبل رأسه فقال يا عم أوصني فقال أوصيّك ان تتقي الله في دمي فقال من أرادك بسوء فعل الله به وفعل ثمّ عاد فقبل رأسه ثمّ قال يا عم أوصني فقال أوصيك ان تتقي الله في دمي فدعا علىّ من أراده بسوء ثمّ تنحى عنه ومضيت معه فقال لي أخي يا عليّ مكانك فقمت مكاني فدخل منزله ثمّ دعاني فدخلت إليه فتناول صرة فيها مائة دينار فأعطانيها وقال قل لابن أخيك يستعين بها علىّ سفره قال عليّ فأخذتها فأدرجتها في حاشية ردائي ثمّ ناولني مائة أخرى وقال أعطه أيضاً ثمّ ناولني صرة أخرى وقال أعطه أيضاً فقلت جعلت فداك إذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت فلم تعينه علىّ نفسك فقال إذا وصلته وقطعنّي قطع الله أجله ثمّ تناول مخدة أدم فيها ثلاثة آلاف درهم وضح وقال أعطه هذه أيضاً قال فخرجت إليه فأعطيته المائة الأولى ففرح بها فرحا شديدا ودعا لعمّه ثمّ أعطيته الثانية والثالثة ففرح بها حتّى ظننت أنّه سيرجع ولا يخرج ثمّ أعطيته الثلاثة آلاف درهم فمضى

_____________________________________________

والعَجَل محرّكاً منصوب ، أي ألزم العجل ، وفي المغرب : ثوب ممشق أي مصبوغ بالمشق أي بالمغرة وهو طين أحمرّ « فما أكثر » صيغة التعجّب « ما تخطئ » ما مصدريّة « فعل الله به » أي السوء ، وهذا مجمل عمّا فصّله من الدعاء علىّ من فعل ذلك « وجعل » أي شرع « مكانك » أي ألزم مكانك « يستعين » خبر بمعنى الأمرّ « مثل الذي » منصوب بنيابة المفعول المطلق « أجله » أي عمره ، والمخدّة بكسر الميم ما يوضع الخد عليه عند النوم ، والأدم بفتحتين : اسم جمع أدام ككتاب ، وهو الجلد المدبوغ ، وبضمتين جمعه ، والوضح بالتحريك الدرهم الجديد الضرب الخالص الصحيح الوزن « سيرجع »

٧٤

علىّ وجهه حتّى دخل علىّ هارون فسلم عليه بالخلافة وقال ما ظننت ان في الأرض خليفتين حتّى رأيت عمي موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة فأرسل هارون إليه بمائة ألف درهم فرماه الله بالذبحة فما نظر منها إلى درهم ولا مسه.

٩ - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر جميعاً ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال قبض موسى بن جعفرعليه‌السلام وهو ابن أربع وخمسين سنة في عام ثلاث وثمانين ومائة وعاش بعد جعفرعليه‌السلام خمساً وثلاثين سنة.

(باب )

( مولد أبي الحسن الرضا عليه‌السلام )

ولد أبو الحسن الرضاعليه‌السلام سنة ثمان وأربعين ومائة وقبضعليه‌السلام في صفر من

_____________________________________________

أي عن عزمه ، وفي القاموس : الذبحة كهمزة وعيبة وكسرة وصبرة وكتاب وغراب : وجع في الحلق ، أو دم يخنق فيقتل.

الحديث التاسع : ضعيف علىّ المشهور ، موافق لإحدى الروايتين المذكورتين في أول الكلام.

باب مولد أبي الحسن الرضا عليه‌السلام

أقول : روى الصدوق رحمه‌الله في كتاب عيون أخبار الرضا عن عتاب بن أسيد قال : سمعت جماعة من أهل المدينة يقولون : ولد الرضاعليه‌السلام بالمدينة يوم الخميس لأحد عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين ومائة.

وقال الطبرسي (ره) في إعلام الورى : ولدعليه‌السلام سنة ثمان وأربعين ومائة ، ويقال إنّه ولد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدَّة يوم الجمعة سنة ثلاث وخمسين ومائة وقيل : يوم الخمسين وأمّه أمّ ولد يقال لها : أمّ البنين واسمها نجمة ، ويقال : سكن النوبيّة ، ويقال تكتمّ ، وقبضعليه‌السلام في آخر صفر ، وقيل : في شهر رمضان لسبع بقين

٧٥

سنة ثلاث ومائتين وهو ابن خمس وخمسين سنة وقد اختلف في تاريخه إلّا ان هذا التاريخ هو أقصد ان شاء الله وتوفّيعليه‌السلام بطوس في قرية يقال لها : سناباد من نوقان

_____________________________________________

منه يوم الجمعة من سنة ثلاث ومائتين ، وله خمس وخمسون سنة ، وكانت مدة إمامته عشرين سنة.

وقال كمال الدين بن طلحة : ولدعليه‌السلام في حادي عشر ذي الحجّة سنة ثلاث وخمسين ومائة وأمّه تسمّي الخيزران المرسية ، وقيل : شقراء النوبية ، واسمها أروى وشقراء لقبها ، وتوفّي في سنة مائتين وثلاث وقيل : مائتين وسنتين.

وروى الصدوق (ره) عن إبراهيم بن العباس أنهعليه‌السلام توفّي في رجب سنة ثلاث ومائتين ، ثمّ قال : والصحيح أنه توفّي في شهر رمضان لتسع بقين منه يوم الجمعة ، وله تسع وأربعون سنة ، وروي ذلك بإسناده عن عتاب بن أسيد.

وقال في الدروس : قبضعليه‌السلام في صفر ، وفي روضة الواعظين في شهر رمضان وهو ابن خمس وخمسين وقال الكفعمي : توفّيعليه‌السلام في سابع عشر شهر صفر يوم الثلاثاء سنة ثلاث ومائتين.

وروي في كشف الغمّة عن ابن خشاب بإسناده عن محمّد بن سنان قال : توفّيعليه‌السلام وله تسع وأربعون سنة وأشهر ، في سنة مائتي سنة وستة من الهجرة ، وكان مولده سنة مائة وثلاث وخمسين من الهجرة(١) بعد مضي أبي عبد الله بخمس سنين ، وأقام مع أبيه خمساً وعشرين سنة إلّا شهرين ، وكان عمره تسعاً وأربعين سنة وأشهرا ، قبره بطوس بمدينة خراسان ، أمّه الخيزران المريسية أمّ ولد ، ويقال : شقراء النوبية وتسمى أروى أمّ البنين يكنّى بأبي الحسن ، ولد له خمس بنين وابنة واحدة ، أسماء بنية محمّد

__________________

(١) لا يخفى عدم استقامة ما ذكره ابن الخشاب من تاريخ ولادتهعليه‌السلام ووفاته مع ما هو مذكور في كلامه من عمره الشريف ، فإنّه إذا كان ولادتهعليه‌السلام في سنة مائة وثلاث وخمسين ، ووفاته في سنة مأتي سنة ستة من الهجرة فكان عمره الشريف حينئذ ثلاث وخمسين لا تسع وأربعين ولكن النسخ متوافقة كالمصدر ، والله أعلم.

٧٦

على دعوة ، ودفن بها وكان المأمون أشخصه من المدينة إلى مرو علىّ طريق البصرة وفارس فلـمّا خرج المأمون وشخص إلى بغداد أشخصه معه فتوفّي في هذه القرية.

_____________________________________________

الإمام أبو جعفر الثاني ، أبو محمّد الحسن ، وجعفر وإبراهيم ، والحسين وعائشة فقط ولقبه الرضا والصابر والرضيّ والوفيّ ، انتهى.

وأقول : لم يذكر الأكثر من أولاده إلّا الجوادعليه‌السلام .

قوله : أقصد ، أي أقرب إلى الحق والصواب ، وفي القاموس : القصد استقامة الطريق والعدل ، وقوله : علىّ دعوة ، نعت ثان لقرية ، وهو العامل في من نوقان ، أي البعد بينهما قدر مد صوت داع يسمعه مدعو في القاموس : هو منّي دعوة الرجل أي قدر ما بيني وبينه ذاك ، وقال : نوقان إحدى مدينتي طوس ، والأخرى طابران « علىّ طريق البصرة وفارس » أي دون طريق الكوفة وقم لعدم اجتماع شيعتهما عليه فيحوّلوا بينه وبينه.

« فلـما خرج » أي من مرو « وشخص » كمنع من بلد إلى بلد : ذهب وسار في ارتفاع.

وأقول : اختلف أصحابنا وغيرهم في أنه هل مضى الرضا صلوات الله عليه شهيداً مسموماً أو مات حتف أنفه ، وعلىّ الأول هل سمّه المأمون أو غيره ، والمشهور بين محققي أصحابنا أنه سمّه المأمون كما ذهب إليه الصدوق والمفيد رضي الله عنهما وغيرهما ونسب إلى السيد عليّ بن طاوس أنّه أنكر ذلك وبالغ في الإنكار صاحب كشف الغمّة ، والكليني (ره) لعله اتقى في السكوت عن ذلك كما أنه لم يصرح بشهادة الكاظم أيضاً ، والحق أنهعليه‌السلام ذهب شهيداً بسم المأمون اللعين لشهادة الأخبار الكثيرة المعتبرة بذلك كما أوردتها في الكتاب الكبير.

ولـما رأى المأمون انتقاض أطراف ملكه وخروج العلوييّن عليه ، وكان يخاف من الرضاعليه‌السلام أكثر من غيره فرأى المصلحة في ان يطلب الرضاعليه‌السلام فيكون معه ليأمن خروجه ويصير سبباً لانقياد سائر الهاشميّين والعلويّين لإقرارهم جميعاً بفضله

٧٧

وأمّه أمّ ولد يقال لها : أمُّ البنين.

١ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن أحمرّ قال قال لي أبو الحسن الأول هل علمت أحداً من أهل المغرب قدم قلت لا قال بلى قد قدم رجل فانطلق بنا فركب وركبت معه حتّى انتهينا إلى الرجل فإذا رجل من أهل المدينة معه رقيقٌ ، فقلت له :اعرض علينا فعرض علينا سبع جوار كلّ ذلك يقول أبو الحسنعليه‌السلام لا حاجة لي فيها ثمّ قال اعرض علينا فقال ما عندي إلّا جارية مريضة فقال له ما عليك ان تعرضها فأبى عليه فانصرف ، ثمّ

_____________________________________________

فلـما طلبه اعتلّعليه‌السلام عليه وأبي فلجّ في ذلك حتى أضطرّه فلـمّا ذهب به إلى مرو أكرمه وأظهر له أنه يريد ان يخلع نفسه ويسلم الخلافة إليه ، فأبىعليه‌السلام لعلمه بغرضه وأنه يريد امتحانه فلـمّا لم يقبل ذلك كلفة ولاية العهد فأبى ذلك أيضاً لـمّا ذكر فبالغ فيه حتّى هدده بالقتل ، وكان عمدة غرضه في ذلك ان يسقطهعليه‌السلام من أعين الناس بأنه يحب الدنيا ويقبل الولاية ، فلـمّا رأى أنّه يظهر فضلهعليه‌السلام واستحقاقه للخلافة ونقصه وعدم استيهاله لها علىّ الناس يوماً فيوماً اشتد حسده وعزم علىّ دفعه وسمّه بعد خروجه من مرو ووصوله إلى طوس وقد أوردنا الأخبار في تفاصيل هذه الأمور في كتاب بحار الأنوار.

الحديث الأول : صحيح.

قوله : من أهل المدينة ، كذا فيما رأينا من نسخ الكتاب ، فالمراد بأهل المغرب فيما مضى تجّار المغرب فلا ينافي كونه من أهل المدينة ، لكن كونه من أهلها وعدم معرفته لهعليه‌السلام بعيد ، في العيون والخرائج هنا أيضاً من أهل المغرب وكذا في إرشاد المفيد مع نقله عن الكليني بهذا السند وهو أصوب.

وفي العيون : ثمّ قال له : أعرض علينا ، قال : ما عندي شيء فقال : بلى أعرض علينا قال : لا والله ما عندي « إلخ ».

« ما عليك » ما ، استفهاميّة ، وتحتمل النافية ، وعلىّ للإضرار « وان تعرضها »

٧٨

أرسلني من الغد ، فقال : قل له : كم كان غايتك فيها فإذا قال كذا وكذا فقل قد أخذتها فأتيته فقال ما كنت أريد ان أنقصها من كذا وكذا فقلت قد أخذتها فقال هي لك ولكن أخبرني من الرَّجل الذي كان معك بالأمس فقلت رجلٌ من بني هاشم قال من أي بني هاشم فقلت ما عندي أكثر من هذا فقال أخبرك عن هذه الوصيفة إني اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتني امرأة من أهل الكتاب فقالت ما هذه الوصيفة معك قلت اشتريتها لنفسي فقالت ما يكون ينبغي ان تكون هذه عند مثلك ان هذه الجارية ينبغي ان تكون عند خير أهل الأرض ،فلا تلبث عنده إلّا قليلاً حتّى تلد منه غلاماً ما يولد بشرق الأرض ولا غربها مثله قال فأتيته بها فلم تلبث عنده إلّا قليلاً حتّى ولدت الرّضاعليه‌السلام .

٢ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد عمّن ذكره ، عن صفوان بن يحيى قال لـمّا مضى أبو إبراهيمعليه‌السلام وتكلم أبو الحسنعليه‌السلام خفنا عليه من ذلك فقيل له إنّك قد أظهرت أمراً عظيما وإنا نخاف عليك هذه الطاغية قال فقال ليجهد جهده

_____________________________________________

بتقدير الباء « غايتك » أي منتهى ما تريد من القيمة ، وفي العيون : قلت : قد أخذتها وهو لك فقال : هي لك ، وقوله : من الرجل؟ استفهأمّ ، وفي النهاية : الوصيف العبد ، والأمة وصيفة وجمعهما وصفاء ووصائف « ما يولد » في العيون يدين له شرق الأرض وغربها ، وكان علم الكتابيّة بذلك بما قرأت في الكتب السالفة ، أو بالكهانة والإخبار عن الجنّ ، وضمير « قال » راجع إلى هشام.

الحديث الثاني : مرسل.

« وتكلّم » أي ادّعى الإمامة وأفتى بالحقّ ودعى النّاس إلى نفسه ، ولا ينافي ذلك ما مرّ في باب النص عليه وليس له ان يتكلم إلّا بعد موت هارون بأربع سنين لان المراد به التكلّم جهرة في مجالس الخلفاء والمخالفين ، والطاغية هارون والتاء للمبالغة « ليجهد » كيمنع أي ليجهد في العداوة والإضرار « جهده » بالفتح والضم أي غاية جده.

٧٩

فلا سبيل له علي.

٣ - أحمد بن مهران رحمه‌الله ، عن محمّد بن عليّ ، عن الحسن بن منصور ، عن أخيه قال دخلت علىّ الرضاعليه‌السلام في بيت داخل في جوف بيت ليلاً فرفع يده فكانت كان في البيت عشرة مصابيح واستأذن عليه رجل فخلى يده ثمّ أذن له.

٤ - عليُّ بن محمّد ، عن ابن جمهور ، عن إبراهيم بن عبد الله ، عن أحمد بن عبد الله ، عن الغفاري قال كان لرجل من آل أبي رافع مولى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقال له طيس عليّ حق فتقاضاني وألح عليّ وأعانه الناس فلـمّا رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمّ توجهت نحو الرضاعليه‌السلام وهو يومئذ بالعريض فلـمّا قربت من بابه إذا هو قد طلع علىّ حمار وعليه قميص ورداء فلـمّا نظرت إليه استحييت منه فلـمّا لحقني وقف ونظر إلي فسلمت عليه وكان شهر رمضان فقلت جعلني الله فداك ان لمولاك طيس عليّ حقا وقد والله شهرني وأنا أظن في نفسي أنه يأمره بالكف عنّي وو الله ما قلت له كم له عليّ ولا سميّت له شيئاً فأمرني بالجلوس إلى رجوعه فلم أزل حتّى صليت المغرب وأنا صائم فضاق صدري وأردت ان أنصرف فإذا هو قد

_____________________________________________

الحديث الثالث : ضعيف.

« عشرة مصابيح » أي كان كلّ إصبع منه بمنزلة مصباح من سطوع النور منه « فخلا به »(١) كان ضمير « به » راجع إلى مصدر استأذن ، والفعل علىّ بناء التفعيل وفي المناقب وكشف الغمّة وغيرهما وبعض نسخ الكتاب : فخلا يده وهو أظهر أي ترك يده وأخفاها وجعلها خالية من النور.

الحديث الرابع : ضعيف.

« الغفاري » بالكسر والتخفيف : وطيس بالفتح ، وعريض علىّ بناء التصغير ، والسؤال بالضمّ وتشديد الهمزة جمع سائل وابن المسيّب اسمه هارون كما سيأتي ،

__________________

(١) وفي المتن « فخلّى يده » وسيأتي ذكره في الشرح أيضاً.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293