مرآة العقول الجزء ٦

مرآة العقول6%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 293

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 293 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 4697 / تحميل: 7236
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

طلع عليّ وحوله الناس وقد قعد له السؤال وهو يتصدق عليهم فمضى ودخل بيته ثمّ خرج ودعاني فقمت إليه ودخلت معه فجلس وجلستّ فجعلت أحدثه عن ابن المسيب وكان أمير المدينة وكان كثيراً ما أحدثه عنه فلـمّا فرغت قال لا أظنك أفطرت بعد فقلت لا فدعا لي بطعام فوضع بين يدي وأمر الغلام ان يأكلّ معي فأصبت والغلام من الطعام فلـمّا فرغنا قال لي ارفع الوسادة وخذ ما تحتها فرفعتها وإذا دنانير فأخذتها ووضعتها في كمي وأمرّ أربعة من عبيده ان يكونوا معي حتّى يبلغوني منزلي فقلت جعلت فداك ان طائف ابن المسيب يدور وأكره ان يلقاني ومعي عبيدك فقال لي أصبت أصاب الله بك الرشاد وأمرهم ان ينصرفوا إذا رددتهم فلـمّا قربت من منزلي وآنست ردّدتهم فصرت إلى منزلي ودعوت بالسراج ونظرت إلى الدنانير وإذا هي ثمانية وأربعون ديناراً وكان حق الرجل عليّ ثمانية وعشرين ديناراً وكان فيها دينار يلوح فأعجبني حسنه فأخذته وقربته من السراج فإذا عليه نقش واضح حق الرجل ثمانية وعشرون ديناراً وما بقي فهو لك ولا والله ما عرفت ما له عليّ « وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » الّذي أعز وليه.

٥ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن أبي الحسن الرّضاعليه‌السلام أنّه خرج من المدينة في السنة الّتي حج فيها هارون يريد الحجَّ فانتهى إلى جبل

_____________________________________________

و « بعد » مبنيّ على الضمّ أي إلى الآن ، والغلام مفعول معه أو عطف علىّ الضمير علىّ القول بجوازه ، والوسادة بتثليث الواو المتكا والمخدّة ، وفي القاموس : الطائف العسس « أصبت » أي الرشاد « وأصاب الله بك » الباء للتعدية « قربت » بضمّ الراء « أنستّ » بتثليث النون « يلوح » أي يتلالا « ما عرفت » بالتشديد أو التخفيف « ماله علىّ » ما استفهاميّة أو موصولة « وليّه » أي من جعله أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

الحديث الخامس : مرسل.

وفي القاموس : الفارع : العالي المرتفع ، الهيّء الحسن ، وحصن بالمدينة ، وقرية بوادي السراب قرب سابه ، وموضع بالطائف ، انتهى.

٨١

عن يسار الطريق وأنت ذاهبٌ إلى مكّة - يقال له - فارع ، فنظر إليه أبو الحسن ثمّ قال باني فارع وهادمه يقطع إرباً إرباً ، فلم ندر ما معنى ذلك فلـمّا ولى وافى هارون ونزل بذلك الموضع صعد جعفر بن يحيى ذلك الجبل وأمر ان يبنى له ثَمَّ

_____________________________________________

وإضافة الباني إلى الفارع علىّ الاتساع من قبيل مالك يوم الدين ، والتقدير الباني في الفارع ، وكذا هادمه أو ضمير هادمه راجع إلى البناء المستفاد من الباني ، والإرب بالكسر العضو « فلـمّا ولى » أي ذهب أبو الحسن « وافى » أي جاء ، وجعفر هو البرمكي المشهور ، والبرامكة كانوا وزراء هارون ولهم دولة عظيمة معروفة وكان سبب انقراضهم واقعا سعيهم في حبس الكاظمعليه‌السلام وقتله ، وظاهرا من جهة العباسة.

وملخّص القصّة ما ذكره المسعودي في مروج الذهب قال : ذكر ذو معرفة بإخبار البرامكة أنه لـمّا بلغ يحيى بن خالد بن برمك وابناه جعفر والفضل وغيرهم من آل برمك ما بلغوا في الملك وتناهوا إليه من الرئاسة واستقامت لهم الأمور حتّى قيل أيامهم عرس وسرور دائم لا يزول ، قال الرشيد لجعفر بن يحيى : ويحك إنه ليس في الأرض طلعة أنا بها آنس وإليها أميل وبها أشدّ استمتاعاً وأنساً منّي برؤيتك ، وان للعباسة أختي موقعاَ مني ليس بدون ذلك وقد نظرت في أمري معكما فوجدتني لا أصبر عنك ولا عنها ، وقد رأيت شيئاً يجتمع لي به السرور ، وتتكاثف به اللذة والأنس فقال : وفقك الله يا أمير المؤمنين وعزم لك علىّ الرشد في أمورك فقال : قد زوجتكما تزويجاً يحل لك مجالستها والنظر إليها والاجتماع في مجلس أنا معكما فيه ، لا سوى ذلك.

فزوّجه بعد امتناع كان من جعفر وأشهد له من حضر من مواليه وخدمه وأخذ عليه عهد الله وميثاقه وغليظ إيمانه ان لا يجالسها ولا يخلو معها ولا يظله وإيّاها سقف بيت إلّا وهارون ثالثهما ، فحلف له جعفر علىّ هذه الحال وجعفر في ذلك صارف بصره عنها مزور بوجهه هيبة للرشيد ووفاءاً بعهده وأيمانه علىّ ما فارقه عليه.

٨٢

مجلسَ فلـمّا رجع من مكّة صعد إليه فأمر بهدمه ، فلـمّا انصرف إلى العراق قطع إرباً إرباً.

_____________________________________________

فكتبت إليه في ذلك رقعة فزبر رسولها وتهدّده فعادت فعاد جعفر لذلك فلـمّا استحكم يأسها منه قصدت لأمّه ولم تكن بالحازمة فاستمالتها بالهدايا والألطاف ونفيس الجواهر وما أشبه ذلك من ألطاف الملوك حتّى إذا علمت أنها في الطاعة كالأمة وفي النصيحة والإشفاق كالأمّ ألقت إليها طرفاً من الأمرّ الذي تريده وأعلمتها ما لها في ذلك من جميل العاقبة وما لابنها من الفخر والشرف بمصاهرة أمير المؤمنين وأوهمتها ان هذا الأمرّ إذا وقع كان به أمانها وأمان ولدها من زوال النعمة أو سقوط مرتبته فاستجابت لها أمّ جعفر ووعدتها إعمال الحيلة في ذلك.

فأقبلت علىّ جعفر يوماً فقالت له : يا بني قد وصفت لي جارية في بعض القصور من تربية الملوك قد بلغت من الأدب والمعرفة والظرف والحلاوة مع الجمال الرائع والقد البارع والخصال المحمودة ما لم ير مثلها ، وقد عزمت علىّ شرائها لك وقرب الأمرّ بيني وبين مالكها فاستقبل جعفر كلامها بالقبول وعلق بذلك قلبه وتطلعت إليه نفسه وجعلت تمطله حتّى اشتد شوقه وقويت شهوته وهو في ذلك يلح عليها ، فلـمّا علمت أنه قد عجز عن الصبر واشتد به القلق قال له : أنا مهديتها لك ليلة وبعثت إلى العباسة وأعلمتها بذلك فتأهبت بمثل ما يتأهب به مثلها وصارت إليه في تلك الليلة فانصرف جعفر في تلك الليلة من عند الرشيد وقد بقي في نفسه من الشرب فضلة لـمّا قد عزم عليه ، فدخل منزله وسأل عن الجارية فخبر بمكانها فأدخلت علىّ فتى سكران لم يكن بصورتها عالـمّا ولا علىّ خلقتها واقفا فقأمّ إليها فواقعها فلـمّا قضى حاجته منها قالت له : كيف رأيت حيل بنات الملوك؟ قال : وأي بنات الملوك تعنين؟ وهو يرى أنها من بعض بنات الروم.

قالت له : أنا مولاتك العباسة بنت المهدي ، فوثب فزعاً قد زال عنه سكره ورجع إليه عقله وأقبل علىّ أمّه فقال لها : لقد بعتني بالثمن الخسيس وحملتني علىّ المركب

٨٣

_____________________________________________

الوعر فانظري إلى ما يؤول إليه حالي.

وانصرفت العباسة مشتملة علىّ حمل ثمّ ولدت غلاماً فوكلت به خادماً من خدمها يقال له رياش ، وحاضنة لها تسمّى قرة(١) فلـمّا خافت ظهور الخبر وانتشاره وجّهت بالصبي إلى مكة مع الخادمين وأمرتهما بتربيته وطالت المدة حتّى احتوى هو وأخوه وأبوه على أمر المملكة.

وكانت زبيدة أم جعفر زوجة الرشيد منه بالمنزلة الّتي لا يتقدمها أحد من نظرائها وكان يحيى بن برمك لا يزال يتفقد حرم الرشيد ويمنعهن من خدمة الخدم ، فشكت ذلك زبيدة إلى الرشيد فقال ليحيى : يا أبة ما بال أمّ جعفر تشكوك؟ فقال : يا أمير المؤمنين أمتهم أنا في حرمك وتدبير قصرك عندك؟ قال : لا والله قال : فلا تقبل قولها في ، قال الرشيد : فلستّ عائدا فازداد يحيى لها منعا وعليها في ذلك غلظة ، وكان يأمرّ بإقفال باب الخدم بالليل ويمضي بالمفاتيح إلى منزله.

فبلغ ذلك من أمّ جعفر كلّ مبلغ ، فدخلت ذات يوم علىّ الرشيد فقالت يا أمير المؤمنين ما يحمل يحيى علىّ ما لا يزال يفعله بي من منعه إياي من خدمي ووضعه إيّاي في غير موضعي؟ فقال لها الرشيد : يحيى عندي غير متهم في حرمي ، فقالت : لو كان كذلك لحفظ ابنه عمّا ارتكبه! قال : وما ذلك؟ فخبرته الخبر وقصت عليه قصة العباسة مع جعفر ، فأسقط في يده وقال : هل علىّ ذلك دليل أو شاهد؟ قالت : وأي دليل أدل عن الولد ، قال : وأين الولد؟ قالت : كان هيهنا فلـمّا خافت ظهور أمره وجهته إلى مكة ، قال : فعلم ذلك أحد غيرك؟ قالت : ما في قصرك جارية إلّا وقد علمت بذلك.

فأمسك عن ذلك وطوى عليه كشحاً وأظهر أنّه يريد الحجّ فخرج هو وجعفر فكتبت العباسة إلى الخّادم والحاضنة ان يخرجا بالصبي إلى اليمن ، فلـمّا صار الرشيد إلى مكة وكلّ من يثق به بالفحص عن أمرّ الصبي والداية والخادم ، فوجد الأمر

__________________

(١) وفي المصدر « برة ».

٨٤

_____________________________________________

ووضح(١) .

فلـما قضى حجّه ورجع أضمرّ في البرامكة إزالة النعمة عنهم والإيقاع بهم ، فأقام ببغداد مدّة ثمّ خرج إلى الأنبار فلـمّا كان في اليوم الذي عزم فيه علىّ قتل جعفر دعا بالسندي بن شاهك فأمره بالمضيّ إلى مدينة السلام والتوكيل بدور البرامكة ودور كتّابهم ونسّابهم وقراباتهم وان يجعل ذلك سرّاً من حيث لا يعلم به أحد حتّى يصل إلى بغداد ، ثمّ يفضي بذلك إلى من يثق به من أهله وأعوانه ، فامتثل السندي ذلك وقعد الرشيد وجعفر عنده في موضع بالأنبار يعرف بالغمرّ فأقاما يومهما بأحسن هيئة وأطيب عيش ، فلـمّا انصرف جعفر من عنده خرج الرشيد معه مشيّعاً له حتّى ركب ، ثمّ رجع الرشيد فجلس علىّ كرسي وأمرّ بما كان بين يديه فرفع ومضى جعفر إلى منزله وفيه فضلة من الشراب ودعا بأبي بكار الأعمى الطنبوري وابن أبي نجيح كاتبه ومدت الستور وجلست جواريه خلفها يضربن ويتغنين وأبو بكار يغنيّه :

ما يريد الناس منا

ما ينام الناس عنا

إنما همّتهم أن

يظهر وأما قد دفنّا

ودعا الرشيد من ساعته ياسر الخادم فقال له : يا ياسر إنّي ندبتك لأمرّ لم أر محمّداً ولا عبد الله ولا القاسم أهلاً له ولا موضعاً ورأيتك به مستقلاً ناهضاً فحقّق ظنّي واحذر ان تخالف أمري فيكون ذلك سبب لسقوط منزلتك عندي ، فقال : يا أمير المؤمنين لو أمرتني ان أدخل السيف في بطني وأخرجه من ظهري بين يديك لفعلت ، فمرني بأمرك تجدني والله إليه مسرعا ، فقال : تعرف جعفر بن يحيى البرمكي؟ قال : يا أمير المؤمنين وهل أعرف سواه وينكر مثلي جعفرا ، قال : ألم تر تشييعي له عند خروجه؟ فقال : بلى قال : فامض إليه الساعة فائتني برأسه علىّ أي حال تجدّه عليها.

فأرتجّ على ياسر الخادم الكلام واستقبلته رعدة ووقف لا يحير جواباً : فقال : يا

__________________

(١) كذا في النسخ وفي المصدر « فوجد الأمر صحيحاً ».

٨٥

_____________________________________________

ياسر ألم أتقدّم إليك بترك الخلاف عليّ؟ قال : بلى والله لكن الخطب أجلّ من ذلك والأمرّ الذي ندبني إليه أمير المؤمنين وددت أني أكون مت قبل ان يجري علىّ يدي منه شيء ، قال : دع عنك هذا وأنهض لـمّا أمرتك به ، فمضى ياسر حتّى دخل علىّ جعفر وهو علىّ حال لهوه فقال له : ان أمير المؤمنين قد أمرني فيك بكيت وكيت فقال له جعفر : ان أمير المؤمنين يمازحني بأصناف من المزاح فأحسب ان هذا جنس من ذلك قال : والله ما رأيته إلّا جداً قال : فان يكن الأمر كما قلت فهو إذن سكران ، قال : لا والله ما فقد من عقله شيئاً ولا ظننته شرب نبيذاً في يومه مع ما رأيت من عبارته ، قال له : فان لي عليك حقوقاً لن تجد لها مكافأة وقتا من الأوقات إلّا هذا الوقت ، قال تجدني إلى ذلك سريعاً إلّا ما خالف أمرّ أمير المؤمنين قال : فارجع إليه وأعلمه أنك أنفذت ما أمر به ، فان أصبح نادماً كانت حياتي علىّ يديك جارية ، وكانت لك عندي نعم مجددة ، وان أصبح علىّ مثل هذا الرأي أنفذت ما أمرك به في غد قال : ليس إلى ذلك سبيل ، قال : فأسير معك إلى مضرب أمير المؤمنين حتّى أقف بحيث أسمع كلامه ومراجعتك إياه ، فإذا أبليت بيني وبينك(١) عذرا فان لم يقنع إلّا بمصيرك إليه برأسي خرجت فأخذت رأسي من قرب ، قال له : أمّا هذا فنعم.

فصاراً جميعاً إلى مضرب الرشيد فدخل عليه ياسر فقال له : قد أخذت رأسه يا أمير المؤمنين وها هو بالحضرة قال : ائتني به وإلّا والله عجلتك قبله ، فخرج وقال له : سمعت الكلام؟ قال : نعم فشأنك وما أمرت به ، وأخرج جعفر من كمه منديلاً صغيراً فعصب به عينيه ومد عنقه فضربها وأدخل رأسه إلى الرشيد ، فلـمّا وضعه بين يده أقبل عليه وجعل يذكره بذنوبه ثمّ قال : يا ياسر ائتني بفلان وفلان ، فلـمّا أتاه بهم قال اضربوا عنق ياسر فإني لا أقدر ان أنظر إلى قاتل جعفر.

قال المسعودي : وكانت مدّة دولة البرامكة وسلطانهم وأيّامهم النظرة الحسنة

__________________

(١) وفي المصدر « فإذا أبديت عذراً ولم يقنع اه ».

٨٦

٦ - أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن حمزة بن القاسم ، عن إبراهيم بن موسى قال ألححت علىّ أبي الحسن الرضاعليه‌السلام في شيء أطلبه منه فكان يعدني فخرج ذات يوم ليستقبل والي المدينة وكنت معه فجاء إلى قرب قصر فلان فنزل تحت شجرات ونزلت معه أنا وليس معنا ثالثٌ ، فقلت : جعلت فداك هذا العيد قد أظلنا ولا والله ما أملك درهماً فما سواه فحكّ بسوطه الأرض

_____________________________________________

منذ استخلف هارون إلى ان قتل جعفر ، سبع عشرة سنة وسبعة أشهر وخمسة عشر يوماً ، انتهى.

وأقول : كان جعفراً بعد ضرب عنقه قطع إرباً إرباً كما روي في الكامل أنه لـمّا قتل جعفر أمرّ الرشيد ان ينصب رأسه علىّ جسر ويقطع بدنه قطعتين ينصب كلّ قطعة علىّ جسر.

وروى الصدوق بإسناده عن محمّد بن الفضيل قال : لـمّا كان في السنة الّتي بطش هارون بآل برمك وبدء بجعفر بن يحيى وحبس يحيى بن خالد ونزل بالبرامكة ما نزل ، كان أبو الحسنعليه‌السلام واقعا بعرفة يدعو ثمّ طأطأ رأسه ، فسئل عن ذلك فقال : إني كنت أدعو الله علىّ البرامكة بما فعلوا بأبيعليه‌السلام فاستجاب الله لي اليوم فيهم ، فلـمّا انصرف لم يلبث إلّا يسيرا حتّى بطش بجعفر ويحيى وتغيرت أحوالهم.

الحديث السادس : مجهول.

وفي البصائر عمن أخبره عن إبراهيم بن موسى ، وإبراهيم يحتمل ان يكون أخاهعليه‌السلام ، وقال المفيد (ره) كان شجاعاً وتقلد الإمرة علىّ اليمن في أيّام المأمون من قبل محمّد بن زيد بن عليّ الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة ، ومضى إليها وفتحها وأقام بها مدة إلى ان كان من أمرّ أبي السرايا ما كان ، وأخذ له الأمان من المأمون ، انتهى.

وفلان مبني عليّ نسيان الاسم ، وفي النهاية : فيه قد أظلكم شهر عظيم ، أي أقبل إليكم ودنى منكم كأنه ألقى عليكم ظله.

٨٧

حكّاً شديداً ثمَّ ضرب بيده فتناول منه سبيكة ذهب ، ثمّ قال : انتفع بها واكتمّ ما رأيت.

٧ - عليُّ بن إبراهيم ، عن ياسر الخادم والريّان بن الصلت جميعاً قال لـمّا انقضى أمرّ المخلوع واستوى الأمرّ للمأمون كتب إلى الرضاعليه‌السلام يستقدمه إلى خراسان فاعتل عليه أبو الحسنعليه‌السلام بعلل فلم يزل المأمون يكاتبه في ذلك حتّى علم أنه لا محيص له وأنه لا يكفُّ عنه ، فخرجعليه‌السلام ولأبي جعفرعليه‌السلام سبع سنين فكتب إليه المأمون لا تأخذ علىّ طريق الجبل وقم ، وخذ علىّ طريق البصرة والأهواز

_____________________________________________

الحديث السابع : صحيح.

والمخلوع هو محمّد الملقّب بالأمين أخي المأمون من أبيه ، وأمّه زبيدة بنت جعفر بن منصور الدوانيقي ، وكان هارون أخذ البيعة لابنه الأمين وبعده للمأمون ، وقسّم البلاد بينهما بان جعل شرقي عقبة حلوان من نهاوند وقم وكاشان وأصفهان وفارس وكرمان إلى حيث يبلغ ملكه من جهة المشرق للمأمون ، والعراق والشام إلى آخر الغرب للأمين ، ثمّ بايع لابنه القاسم بولاية العهد بعد المأمون ولقبه المؤتمن وضم إليه الجزيرة والثغور والعواصم ، وسمي مخلوعاً لأنه لـمّا ضاق الأمرّ عليه خلع نفسه عن الخلافة أو خلعه أمراؤه وجنده وأخذه الطاهر ذو اليمينين وهو كان أمير العساكر ، وبعث برأسه إلى المأمون وهو بمرو.

وقوله : فاعتلّ عليه أبو الحسنعليه‌السلام بعلل ، أي اعتذر بمعاذير ، قال في النهاية : فيه ما علتي وأنا جلدنا بل ، أي ما عذري في ترك الجهاد فوضع العلة موضع العذر ، وفي القاموس : العلة بالكسر الحدث يشغل صاحبه عن وجهه ، ومنه : لا تعدم خرقاء علة يقال : لكلّ معتذر مقتدر وقد اعتلّ ، والمحيص المعدل والمهرب.

« لا تأخذ على طريق الجبل » أي همدان ونهاوند وقم ، ولعله لكثرة شيعته في تلك البلاد لئلّا يتوازروا عليه فيمنعوه عن المصير إليه ، قال في القاموس : بلاد الجبل مدن بين آذربيجان وعراق العرب وخوزستان وفارس وبلاد الديلم ، وفي العيون

٨٨

وفارس ، حتّى وافى مرو ، فعرض عليه المأمون ان يتقلد الأمرّ والخلافة فأبى أبو الحسنعليه‌السلام قال فولاية العهد ؟ فقال علىّ شروط أسألكها قال المأمون له سل ما شئت فكتب الرّضاعليه‌السلام : أنّي داخل في ولاية العهد علىّ ان لا آمرّ ولا أنهى ولا أفتي ولا أقضي ولا أولي ولا أعزل ولا أغير شيئاً مما هو قائم وتعفيني من ذلك كله فأجابه المأمون إلى ذلك كله قال فحدّثني ياسر قال فلـمّا حضر العيد بعث المأمون إلى الرضاعليه‌السلام يسأله ان يركب ويحضر العيد ويصلي ويخطب فبعث إليه الرضا

_____________________________________________

على طريق الكوفة وقم ، فحمل علىّ طريق البصرة والأهواز وفارس حتّى وافى مرو فلـمّا وافى مرو عرض عليه ان يتقلد الإمرة والخلافة فأبى الرضاعليه‌السلام ذلك وجرت في هذا مخاطبات كثيرة وبقوا في ذلك نحوا من شهرين كلّ ذلك يأبى عليه أبو الحسن عليّ بن موسىعليه‌السلام ان يقبل ما يعرض عليه فلـمّا كثر الكلام والخطاب في هذا ، قال المأمون : فولاية العهد.

« فولاية » منصوب أي فتقلّد ولاية العهد ، أي تكون خليفة بعدي ، وفي العيون فأجابه إلى ذلك وقال له علىّ شروط أسألكها ، فقال المأمون : سل ما شئت ، قالوا : فكتب الرضاعليه‌السلام أنّي أدخل ولاية العهد علىّ ان لا آمرّ ولا أنهى ولا أقضي ولا أغير شيئاً مما هو قائم وتعفيني عن ذلك كلّه ، فأجابه المأمون إلى ذلك وقبلها علىّ هذه الشروط ودعا المأمون القواد والقضاة والشاكريّة وولد العباس إلى ذلك فاضطربوا عليه ، فأخرج أموالاً كثيرة وأعطى القواد وأرضاهم إلّا ثلاثة نفر من قوادة أبوا ذلك أحدهم عيسى الجلودي وعليّ بن عمران وابن مؤنس ، فإنهّم أبوا ان يدخلوا في بيعة الرضاعليه‌السلام فحبسهم وبويع للرضاعليه‌السلام وكتب بذلك إلى البلدان وضربت الدنانير والدراهم باسمه ، وخطب له علىّ المنابر ، وأنفق المأمون علىّ ذلك أموإلّا كثيرة ، فلـمّا حضر العيد. إلى آخر الخبر.

وكأنّه كان عيد الأضحى للتكبير.(١)

__________________

(١) أي لقرائته (ع) التكبير الوارد في هذا اليوم من قوله : « الله أكبر علىّ ما رزقنا من بهيمة الأنعام ».

٨٩

عليه‌السلام قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول هذا الأمرّ فبعث إليه المأمون إنّما أريد بذلك ان تطمئنّ قلوب الناسّ ويعرفوا فضلك فلم يزلعليه‌السلام يراده الكلام في ذلك فألح عليه فقال يا أمير المؤمنين ان أعفيتني من ذلك فهو أحبُّ إلي وان لم تعفني خرجت كما خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنينعليه‌السلام فقال المأمون اخرج كيف شئت وأمر المأمون القوّاد والنّاس أن يبكّروا إلى باب أبي الحسن قال فحدثني ياسر الخادم أنه قعد النّاس لأبي الحسن.

قال : فحدّثني ياسر الخادم أنّه قعد الناس لابي الحسنعليه‌السلام في الطرقات والسطوح الرّجال والنساء والصبيان واجتمع القواد والجند علىّ باب أبي الحسنعليه‌السلام فلـمّا طلعت الشمس قامعليه‌السلام فاغتسل وتعمم بعمامة بيضاء من قطن ألقى طرفا منها علىّ صدره وطرفا بين كتفيه وتشمرّ ثمّ قال لجميع مواليه افعلوا مثل ما فعلت ثمّ أخذ بيده عكازاً ثمّ خرج ونحن بين يديه وهو حاف قد شمرّ سراويله إلى نصف الساق وعليه ثياب مشمّرة ، فلـمّا مشى ومشينا بين يديه رفع رأسه إلى السماء وكبر أربع تكبيرات فخيل إلينا ان السماء والحيطان تجاوبه ، والقواد والناس علىّ الباب قد تهيّئوا ولبسوا السلاح وتزيّنوا بأحسن الزيّنة ، فلـمّا طلعنا عليهم بهذه الصورة وطلع الرضاعليه‌السلام وقف علىّ الباب وقفة ثمّ قال : « الله أكبر ، الله أكبر ، الله

_____________________________________________

قوله : في دخول هذا الأمرّ ، أي ولاية العهد « ان تطمئن » أي علىّ ولاية العهد « يرادّه » أي يراجعه « كما خرج » أي ماشياً مع سائر الآداب المطلوبة ، والقواد جمع قائد رؤساء العساكر « ان يركبوا » في العيون : ان يبكروا.

« طرفاً منها علىّ صدره » ظاهره ان التحنيك المستحب إدارة رأس العمامة من الخلف وإلقاؤه علىّ الصدر كما يفعله أهل المدينة ، وفي المصباح المنير : التشمير في الأمرّ السرعة فيه والخفة ومنه قيل : شمرّ في العبادة إذا اجتهد وبالغ ، وشمرّ ثوبه رفعه ، وفي القاموس شمرّ وشمرّ وانشمرّ وتشمرّ : مرجاداً أو مختالاً وتشمرّ للأمرّ تهيّأ وشمرّ الثوب تشميراً : رفعه ، وقال : العكاز عصا ذات زجّ.

٩٠

أكبر [ الله أكبر ] علىّ ما هدانا الله أكبر علىّ ما رزقنا من بهيمة الأنعام والحمد لله علىّ ما أبلانا نرفع بها أصواتنا - قال ياسر فتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج والصياح لـمّا نظروا إلى أبي الحسنعليه‌السلام وسقط القوّاد عن دوابّهم ورموا بخفافهم لـمّا رأوا أبا الحسنعليه‌السلام حافياً وكان يمشي ويقف في كلّ عشر خطوات ويكبّر ثلاث مرات قال ياسر فتخيل إلينا ان السّماء والأرض والجبال تجاوبه وصارت مرو ضجّة واحدة من البكاء وبلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل ذو الرئاستين يا أمير -

_____________________________________________

« على ما هدانا » على للتعليل ومتعلق بقوله أكبره المقدر ، وما مصدرية كما قال تعالى : « لِتُكَبِّرُوا اللهَ علىّ ما هَداكُمْ »(١) وقال البيضاوي في قوله تعالى : « أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعام »(٢) البهيمة كلّ حيّ لا يميّز ، وقيل : كلّ ذات أربع وإضافتها إلى الأنعام للبيان ، كقولك : ثوب خز ، ومعناه : البهيمة من الأنعام ، انتهى.

والإبلاء : الإعطاء. وفي القاموس : البلاء يكون منحة ويكون محنة ، وقال : الزعزعة تحريك الشجرة ونحوها ، أو كلّ تحريك شديد وتزعزع تحرك ، وقال : أضج القوم إضجاجاً صاحوا وجلبوا ، فإذا جزعوا وغلبوا فضجّوا يضجون ضجيجا.

أقول : والفضل بن سهل كان وزير المأمون ، وهو الذي شيد أمره وأمره بعدم طاعة الأمين وأشار عليه بعدم الخروج عن خراسان وعدم طاعة الأمين في المصير إليه ، وبعث الطاهر ذي اليمينين لحربه ، فسّير الأمين عليّ بن عيسى بن هامان إليه في خمسين ألف فارس فالتقيا خارج الري وكان طاهر في أقل من أربعة آلاف فارس فغلب طاهر عليهم ، وقتل ابن هامان وانهزمت عساكره ، ثمّ وجه الأمين عبد الرَّحمن بن جبلة في عشرين ألف فارس إليه ، فالتقيا في همدان فهزمه طاهر وطلب عبد الرَّحمن منه الأمان فأمنه ثمّ غدر به عبد الرَّحمن فقتل وتقدم طاهر إلى سلامان من قرى حلوان فلـمّا أتى المأمون تلك الأخبار وكان جميع ذلك بموافقة رأي الفضل بن سهل رفع منزلته وعقد

__________________

(١) سورة البقرة : ١٨٥.

(٢) سورة المائدة : ١

٩١

المؤمنين إن بلغ الرّضا المصلّى علىّ هذا السبيل افتتن به الناس والرأي ان تسأله ان يرجع فبعث إليه المأمون فسأله الرجوع فدعا أبو الحسنعليه‌السلام بخفّه فلبسه وركب ورجع.

٨ - عليُّ بن إبراهيم ، عن ياسر قال لـمّا خرج المأمون من خراسان يريد بغداد وخرج الفضل ذو الرّياستين وخرجنا مع أبي الحسنعليه‌السلام ورد علىّ الفضل بن سهل ذي الرّياستين كتاب من أخيه الحسن بن سهل ونحن في بعض المنازل : إني

_____________________________________________

له على المشرق من حدّ همدان إلى التبت طولاً ، ومن بحر فارس إلى بحر الديلم وجرجان عرضاً ، وجعل له عمالة ثلاثة آلاف ألف درهم ، وعقد له لواء علىّ سنان ذي شعبتين ولقبه ذا الرئاستين رئاسة الحرب والقلم ، وولى الحسن بن سهل ديوان الخراج فلـمّا ضيق طاهرا وهرثمة الأمر على الأمين وحاصروه استأمن إلى هرثمة فخرج فسبقه أصحاب طاهر فذبحوه وأخذوا رأسه وحملوه إلى طاهر وهو حمله إلى المأمون ، فاستعمل المأمون الحسن بن سهل أخا الفضل علىّ ما كان افتتحه طاهر من كور الجبال والعراق وفارس والأهواز والحجاز واليمن ، وكتب إلى طاهر بتسليم ذلك إليه.

الحديث الثامن : حسن ، لان ياسرا ذكر الكشي فيه أنه كان خادم الرضاعليه‌السلام ، وان له مسائل ، وكان كلا منهما مدح ، وربما يعد مجهولا ، والأظهر أنه ممدوح بل فوق المدح لظهور اختصاص منه لهعليه‌السلام من كثير من الأخبار.

قوله : في بعض المنازل أي سرخس كما ذكر في الكامل ، حيث قال : فلـمّا أتى مأمون سرخس وثب قوم بالفضل بن سهل فقتلوه في الحمام ، وكان قتله لليلتين خلتا من شعبان ، وكان الذين قتلوه أربعة نفر أحدهم غالب المسعودي الأسود ، وقسطنطين الرومي ، وفرج الديلمي ، وموفق الصقلبي ، وكان عمره ستين سنة وهربوا ، فجعل للمأمون لمن جاء بهم عشرة آلاف دينار ، فجاء بهم العباس بن الهيثمّ الدينوري ، فقالوا المأمون : أنت أمرتنا بقتله ، فأمرّ بهم فضربت رقابهم ، وقيل : ان المأمون لـمّا سألهم فمنهم من قال : ان عليّ بن أبي سعيد ابن أخت الفضل بن سهل حملهم عليه ، ومنهم من

٩٢

نظرت في تحويل السنة في حساب النجوم فوجدت فيه أنك تذوق في شهر كذا وكذا يوم الأربعاء حر الحديد وحر النار وأرى ان تدخل أنت وأمير المؤمنين والرضا الحمّام في هذا اليوم وتحتجم فيه وتصب علىّ يديك الدَّم ليزول عنك نحسه فكتب ذو الرئاستين إلى المأمون بذلك وسأله ان يسأل أبا الحسن ذلك فكتب المأمون إلى أبي الحسن يسأله ذلك فكتب إليه أبو الحسن لستّ بداخل الحمّام غداً ولا أرى لك ولا للفضل ان تدخلاً الحمّام غداً فأعاد عليه الرقعة مرتين فكتب إليه أبو الحسن يا أمير المؤمنين لستّ بداخل غداً الحمّام فإني رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في هذه الليلة في النوم فقال لي يا عليّ لا تدخل الحمّام غداً ولا أرى لك ولا للفضل ان تدخلاً الحمّام غداً فكتب إليه المأمون صدقت يا سيدي وصدق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لستّ بداخل الحمّام غداً والفضل أعلم قال فقال ياسر فلـمّا أمسينا وغابت الشمس قال لنا الرضاعليه‌السلام قولوا نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذه الليلة فلم نزل نقول ذلك فلـمّا صلى الرضاعليه‌السلام الصبح قال لي اصعد [ على ] السطح فاستمع هل تسمع شيئاً فلـمّا صعدت سمعت الضجة والتحمت وكثرت فإذا نحن بالمأمون قد دخل من الباب الذي كان إلى داره من دار أبي الحسن وهو يقول يا سيّدي يا أبا الحسن آجرك الله في الفضل فإنه قد أبى وكان دخل الحمّام فدخل عليه قوم بالسيوف فقتلوه وأخذ ممّن دخل

_____________________________________________

أنكر ذلك فقتلهم ، ثمّ أحضر عبد العزيز بن عمر ان وعليّاً ويونس وخلفا(١) فسألهم فأنكروا ان يكونوا علموا بشيء من ذلك فلم يقبل منهم وقتلهم وبعث برءوسهم إلى الحسن بن سهل وأعلمه ما دخل عليه من المصيبة بقتل الفضل وأنه قد صيره مكانه.

وقال : في سنة اثنتين ومائتين تزوّج المأمون پوران بنت الحسن بن سهل ، وفيها زوّج المأمون ابنته أمّ حبيبة الرضاعليه‌السلام وزوّج ابنته أمّ الفضل أبا جعفر محمّد بن عليّ الرضاعليهما‌السلام .

قوله : في تحويل السنة ، أي انتقال الشمس إلى الحمل في هذه السنة ، وفي العيون

__________________

(١) كذا في النسخ ، وفي المصدر : « وموسى وخلقاً » بدل « ويونس وخلفاً ».

٩٣

عليه ثلاث نفر كان أحدهم ابن خاله الفضل ابن ذي القلمين قال فاجتمع الجند والقوّاد ومن كان من رجال الفضل علىّ باب المأمون فقالوا هذا اغتاله وقتله يعنون المأمون ولنطلبنَّ بدمه وجاءوا بالنير ان ليحرقوا الباب فقال المأمون لأبي الحسنعليه‌السلام يا سيّدي ترى ان تخرج إليهم وتفرّقهم قال فقال ياسر فركب أبو الحسن وقال لي اركب فركبت فلـمّا خرجنا من باب الدّار نظر إلى الناس وقد تزاحموا فقال لهم بيده تفرّقوا تفرّقوا قال ياسر فأقبل الناس والله يقع بعضهم علىّ بعض وما أشار إلى أحد إلّا ركض ومرَّ.

٩ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن مسافر وعن الوشّاء ، عن مسافر قال لـمّا أراد هارون بن المسيّب ان يواقع محمّد بن جعفر قال لي أبو الحسن الرّضا

_____________________________________________

فلـمّا صلّى الرّضاعليه‌السلام الصبح قال لنا : قولوا نعوذ بالله من شرّ ما ينزل في هذا اليوم فما زلنا نقول ذلك فلـمّا كان قريباً من طلوع الشمس قال الرّضاعليه‌السلام : اصعد السطح قوله : التحمت ، أي كثرت ، وفي العيون وبعض نسخ الكتاب سمعت الضجة والنحيب وفي العيون وكثر ذلك وهو أظهر.

« ابن ذي القلمين » قيل : لقّب بذلك لأنّه كان عنده ديوان الجند والنظارة للعلّة الخاصة « اغتاله » أي قتله خدعة وبغتة ، وفي العيون في آخر الخبر : ولم يقف له أحد.

الحديث التاسع : ضعيف علىّ المشهور ان كان « وعن الوشّاء » معطوفاً عليّ قوله : عن مسافر كما هو الظاهر ، بان يكون روى المعلىّ عن مسافر بواسطة وبدونها ، أو حسن ان كان معطوفاً علىّ قوله عن معلىّ ، ويظهر من إرشاد المفيد أنه جعله عطفاً علىّ الحسين ، وهو في غاية البعد.

ومسافر خادم الرضاعليه‌السلام وهارون كان والي المدينة كما مرّ « ان يواقع » أي يحارب ومحمّد هو ابن الصادق الملقب بالديباج خرج بمكّة وهو من أئمة الزيدية روى الصدوق (ره) في العيون بإسناده عن إسحاق بن موسى ، قال : لـمّا خرج عمي محمد

٩٤

_____________________________________________

ابن جعفر بمكة ودعا إلى نفسه ، ودعي بأمير المؤمنين وبويع له بالخلافة ، دخل عليه الرّضاعليه‌السلام وأنا معه فقال : يا عمّ لا تكذب أباك ولا أخاك ، ف انّ هذا الأمرّ لا يتمّ ثمّ خرج وخرجت معه إلى المدينة ، فلم يلبث إلّا قليلاً حتّى قدم الجلودي فلقيه فهزمه ، ثمّ استأمن إليه فلبس السواد وصعد المنبر فخلع نفسه وقال : ان هذا الأمرّ للمأمون وليس لي فيه حقّ ثمّ أخرج إلى خراس ان ومات بجرج ان ، وفي كشف الغمّة فمات بمرو.

وروى الصدوق أيضاً بإسناده عن عمير بن بريد قال : كنت عند الرّضاعليه‌السلام فذكر محمّد بن جعفر فقال : إنّي جعلت علىّ نفسي ان لا يظلني وإياه سقف بيت ، فقلت في نفسي : هذا يأمرنا بالبرّ والصلة ويقول هذا لعمّه؟ فقال : هذا من البرّ والصلة إنّه متى يأتيني ويدخل عليّ ويقول فّي فيصدّقه الناس ، وإذا لم يدخل عليّ ولم أدخل عليه لم يقبل قوله إذا قال.

وقال في الكامل في حوادث سنة المائتين : في هذه السنة في المحرم نزع الحسن بن الحسن كسوة الكعبة وكساها أخرى وأنفذها أبو السرايا من الكوفة من القز وأخذ ما علىّ الأساطين من الذهب وأخذ ما في خزانة الكعبة فقسمّه مع كسوتها علىّ أصحابه وأتى هو وأصحابه إلى محمّد بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين ، وكان شيخا محببا للناس مفارقا لـمّا عليه كثير من أهل بيته من قبح السيرة ، وكان يروي العلم عن أبيه جعفرعليه‌السلام ، وكان الناس يكتبون عنه ، وكان يظهر زهدا فلـمّا أتوه قالوا له : تعلم منزلتك من الناس فهلم نبايعك بالخلافة فان فعلت لم يختلف عليك رجلان ، فامتنع من ذلك فلم يزل به ابنه عليّ والحسن بن الحسن الأفطس حتّى غلباه علىّ رأيه وأجابهم وأقاموه في ربيع الأول فبايعوه بالخلافة ، وجمعوا الناس فبايعوه طوعاً أو كرها وسموه أمير المؤمنين ، فبقي شهوراً وليس له من الأمرّ شيء ، وابنه عليّ والحسن وجماعتهم أسوأ ما كانوا سيرة وأقبح فعلاً ، فوثب حسن بن حسن علىّ امرأة

٩٥

_____________________________________________

من بني فهر كانت جميلة فأرادها علىّ نفسها فامتنعت منه فأخاف زوجها وهو من بني مخزوم حتّى توارى ثمّ كسر باب دارها وأخذها إليه مدة ثمّ هربت منه ، ووثب عليّ بن محمّد بن جعفر علىّ غلام أمرد وهو ابن قاضي مكّة يقال له : إسحاق بن محمّد ، وكان جميلاً فأخذه قهراً فلـمّا رأى ذلك أهل مكّة ومن بها من المجاورين اجتمعوا بالحرم واجتمع معهم كثير فأتوا محمّد بن جعفر فقالوا : لنخلعنك أو لنقتلنّك أو لتردن إلينا هذا الغلام ، فأغلق بابه وكلمهم من شباك وطلب منهم الأم ان ليركب إلى ابنه يأخذ الغلام وحلف لهم أنه لم يعلم بذلك فأمنوه فركب إلى ابنه وأخذ الغلام منه وسلمه إلى أهله ، ولم يلبثوا إلّا يسيرا حتّى قدم إسحاق بن موسى العباسي من اليمن ، فاجتمع الطالبيون إلى محمّد بن جعفر وأعلموه ذلك وحفروا له خندقاً وجمعوا الناس من الأعراب وغيرهم فقاتلهم إسحاق ثمّ كره القتال ، فسار نحو العراق فلقيه الجند الذين أنفذهم هرثمة إلى مكّة ومعهم الجلودي ، وورقاء بن جميل ، فقالوا لإسحاق : ارجع معنا ونحن نكفيك القتال ، فرجع معهم فقاتلوا الطالبيين فهزموهم.

وأرسل محمّد بن جعفر بطلب الأمان فأمنوه ودخل العباسيون مكّة في جمادى الآخرة وتفرق الطالبيّون من مكّة ، وأما محمّد بن جعفر فسار نحو الجحفة وأدركه بعض موالي بني العباس فأخذ جميع ما معه وأعطاه دريهمات يتوصل بها ، فسار نحو بلاد جهينة فجمع بها وقاتل هارون بن المسيّب وأتى المدينة عند الشجرة وغيرها عدَّة دفعات فانهزم محمّد وفقئت عينه بنشّابة وقتل من أصحابه جمع كثير ، ورجع إلى موضعه ، فلـمّا انقضى الموسم طلب الأمان من الجلودي ومن ورقاء بن جميل وهو ابن عم الفضل بن سهل فأمناه وضمن له ورقاء عن المأمون ، وعن الفضل الوفاء بالأمان فقبل ذلك وأتى مكّة لعشر بقين من ذي الحجّة ، فخطب الناس وقال : إنني بلغني ان المأمون مات وكان له في عنقي بيعة فبايعنّي الناس ثمّ إنّه صحّ عندي أنه حي صحيح وأنا أستغفر الله من البيعة ، قد خلعت نفسي من بيعتي الّتي بايعتموني عليها كما خلعت خاتمي هذا من إصبعي فلا بيعة لي في رقابكم ثمّ نزل وسار سنة إحدى

٩٦

عليه‌السلام : اذهب إليه وقل له : لا تخرج غداً فإنّك ان خرجت غداً هزمت وقتل أصحابك

_____________________________________________

ومائتين إلى العراق فسيّره الحسن بن سهل إلى المأمون بمرو ، فلـمّا سار إلى المأمون صحبه إلى ان توفّي في سنة ثلاث ومائتين بجرج ان ، و صلّى عليه المأمون ، انتهى كلام ابن الأثير.

وقال صاحب مقاتل الطالبيين : انّ جماعة اجتمعوا مع محمّد بن جعفر فقاتلوا هارون ابن المسيّب بمكّة قتالاً شديداً ، وفيهم حسن بن حسن الأفطس ومحمّد بن سليمان بن داود بن حسن بن الحسن ، ومحمّد بن الحسن المعروف بالسباق وعليّ بن الحسين بن عيسى بن زيد ، وعليّ بن الحسين بن زيد ، وعليّ بن جعفر بن محمّد ، فقتلوا من أصحابه مقتلة عظيمة وطعنه خصي كان مع محمّد بن جعفر فصرعه وكر أصحابه فتخلصوه ثمّ رجعوا فأقاموا مدة وأرسل هارون إلى محمّد بن جعفر وبعث إليه ابن أخيه عليّ بن موسى الرّضاعليه‌السلام فلم يصغ إلى رسالته وأقام علىّ الحرب ، ثمّ وجه إليه هارون خيلاً فحاصرته في موضعه لأنه كان موضعاً حصيناً لا يوصل إليه ، فلـمّا بقوا في الموضع ثلاثا ونفد زادهم وماءهم جعل أصحابه يتفرّقون ويتسلّلون يمينا وشمالاً ، فلـمّا رأى ذلك لبس رداء ونعلا وصار إلى مضرب هارون فدخل إليه وسأله الأمان لأصحابه ففعل هارون ذلك ، هكذا ذكر النوفلي.

وأمّا محمّد بن عليّ بن حمزة فإنّه ذكر انّ هذا كان من جهة عيسى الجلودي ، لا من جهة هارون ثمّ وجه إلى أولئك الطالبيّين فحملهم مقيّدين في محامل بلا وطاء ليمضي بهم إلى خراسان ، فخرجت عليهم بنو تيهان.

وقال النوفلي : خرج عليهم الغاضريّون بزبالة فاستنقذوهم منه بعد حرب طويلة صعبة فمضوا هم بأنفسهم إلى الحسن بن سهل ، فأنفذهم إلى خراسان إلى المأمون فمات محمّد بن جعفر هناك ، فلـمّا أخرجت جنازته دخل المأمون بين عمودي السرير فحمله حتّى وضع في لحده ، وقال : هذه رحم مجفوّة منذ مائتي سنة ، وقضى دينه ، وكان عليه نحواً من ثلاثين ألف دينار ، انتهى.

قولهعليه‌السلام : قل له ، يدلّ علىّ جواز الكذب للمصلحة مع أنه يمكن أن

٩٧

فإن سألك من أين علمت هذا فقل رأيت في المنام قال فأتيته فقلت له جعلت فداك لا تخرج غداً فإنك ان خرجت هزمت وقتل أصحابك فقال لي من أين علمت هذا فقلت رأيت في المنام فقال نام العبد ولم يغسل استه ثمّ خرج فانهزم وقتل أصحابه قال : وحدَّثني مسافر قال كنت مع أبي الحسن الرّضاعليه‌السلام بمنى فمرّ يحيى بن خالد فغطى رأسه من الغبار فقال مساكين لا يدرون ما يحلُّ بهم في هذه السنة ثمّ قال وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين - وضمَّ إصبعيه - قال مسافر فو الله ما عرفت معنى حديثه حتّى دفناه معه.

١٠ - عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن عليّ بن محمّد القاساني قال أخبرني بعض أصحابنا أنه حمل إلى أبي الحسن الرّضاعليه‌السلام مالاً له خطر فلم أره سر به قال فاغتممت لذلك وقلت في نفسي قد حملت هذا المال ولم يسر به فقال يا غلام الطست والماء قال فقعد علىّ كرسي وقال بيده وقال للغلام صب عليّ الماء قال فجعل يسيل من بين أصابعه في الطستّ ذهب ثمّ التفت إلي فقال لي من كان هكذا [ لا ] يبالي بالذي حملته إليه.

_____________________________________________

يكونعليه‌السلام علم أنه رأى في النوم شيئاً هذا تعبيره وان لم يعلمه مسافر ، قوله : نام العبد ، أي مسافر ، وقال ذلك استهزاء به ، وإظهارا لعدم الاعتناء بقوله ، وإنه ان صدق فمن قبيل أضغاث الأحلام ، ويحيى هو والد جعفر البرمكي.

« مساكين » أي هؤلاء مساكين « وأعجب » أفعل التفضيل ، أي أعجب من زوال دولتهم موت هارون بخراسان ، وموتي به واجتماعي معه في الدفن في موضع ، أو أعجب من إخباري بذاك إخباري بهذا وربما يقرأ بصيغة الأمرّ وهو بعيد « حتّى دفناه » أي الرّضاعليه‌السلام « معه » أي مع هارون.

الحديث العاشر : ضعيف.

وقاسان معرّب كاشان ، والخطر بالتحريك القدر والشرف « فلم أره سرّ به » علىّ بناء المجهول « الطست » منصوب بتقدير أحضر « فجعل يسيل » أي شرع « من كان هكذا » استفهأمّ إنكاري ، وفي المناقب : لا يبالي.

٩٨

١١ - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر جميعاً ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان قال قبض عليّ بن موسىعليهما‌السلام وهو ابن تسع وأربعين سنة وأشهر في عام اثنين ومائتين عاش بعد موسى بن جعفر عشرين سنة إلّا شهرين أو ثلاثة.

( باب )

( مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ الثاني عليه‌السلام )

ولدعليه‌السلام في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة وقبضعليه‌السلام سنة عشرين ومائتين في آخر ذي القعدة وهو ابن خمس وعشرين سنة وشهرين وثمانية عشر يوماً

_____________________________________________

الحديث الحادي عشر : ضعيف علىّ المشهور ، موقوف ومخالف لـمّا اختاره المصنف وجعله أقصد ، وقد أشار إلى الاختلاف.

باب مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ الثانيعليه‌السلام

أقول : قال ابن شهرآشوب (ره) ولدعليه‌السلام بالمدينة ليلة الجمعة للتاسع عشر من شهر رمضان ، ويقال : للنصف منه ، وقال ابن عياش : يوم الجمعة لعشر خلون من رجب سنة خمس وتسعين ومائة ، وقبض ببغداد مسموما في آخر ذي القعدَّة ، وقيل : يوم السبت لستّ خلون من ذي الحجّة سنة عشرين ومائتين ، ودفن في مقابر قريش إلى جنب موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، وعمره خمس وعشرون سنة ، وقالوا : وثلاثة أشهر واثنان وعشرون يوماً ، وأمّه أمّ ولد تدعي درة ، وكانت مريسية ، ثمّ سمّاها الرّضاعليه‌السلام خيزران ، وكانت من أهل بيت مارية القبطية ، ويقال أنّها سبيكة ، وكانت نوبية ، ويقال : ريحانة ، وتكنى أم. الحسن ومدة ولايته سبع عشرة سنة ، ويقال : أقام مع أبيه سبع سنين وأربعة أشهر ويومين ، وبعده ثماني عشرة سنة إلّا عشرين يوماً فكان في سني إمامته بقية ملك المأمون ، ثمّ ملك المعتصم والواثق ، وفي ملك الواثق استشهد ، وقال ابن بابويه : سم المعتصم محمّد بن عليّعليه‌السلام ، وأولاده

٩٩

ودفن ببغداد في مقابر قريش عند قبر جدّه موسىعليه‌السلام وقد كان المعتصم أشخصه إلى بغداد في أول هذه السنة الّتي توفّي فيهاعليه‌السلام وأمّه أمّ ولد ،يقال لها سبيكة نوبية

_____________________________________________

عليّ الإمام ، وموسى ، وحكيمة ، وخديجة ، وأمّ كلثوم ، وقال أبو عبد الله الحارثي : خلف فاطمة وإمامة فقط ، وقد كان زوجه المأمون بنته أمّ الفضل ولم يكن له منها ولد ، وسبب وروده بغداد إشخاص المعتصم والواثق له من المدينة فورد بغداد لليلتين من المحرم سنة عشرين ومائتين ، وأقام بها حتّى توفّي في هذه السنة ، وروي ان امرأته أمّ الفضل بنت المأمون سمته في فرجه بمنديل ، فلـمّا أحس بذلك قال لها : أبلاك الله بداء لا دواء له ، فوقعت الأكلة في فرجها ، وكانت تنتصب للطبيب فينظرون إليها ويشيرون بالدواء عليها فلا ينفع ذلك حتّى ماتت من علتها ، انتهى.

وقال الشيخ في المصباح : خرج علىّ يد الشيخ الكبير أبي القاسم رضي‌الله‌عنه : اللهم إني أسألك بالمولودين في رجب محمّد بن عليّ الثاني وابنه عليّ بن محمّد المنتجب ، الدعاء.

وذكر ابن عياش : أنه كان يوم العاشر من رجب مولد أبي جعفر الثانيعليه‌السلام .

وفي الدروس : ولدعليه‌السلام بالمدينة في شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة ، وقبض ببغداد في آخر ذي القعدَّة وقيل : يوم الثلاثاء حادي عشر ذي القعدَّة سنة عشرين ومائتين.

وفي تاريخ الغفاري ولد ليلة الجمعة الخامس عشر من شهر رمضان.

وفي عيون المعجزات : ان المعتصم أبا إسحاق محمّد بن هارون لـمّا تولى الخلافة بعد المأمون في شعبان سنة ثمان عشرة ومائتين عمل الحيلة في قتل أبي جعفر وأشار إلى ابنة المأمون زوجته بان تسمية لأنه وقف علىّ انحرافها عن أبي جعفرعليه‌السلام وشدة غيرتها عليه ، لتفضيله أمّ أبي الحسن عليها ، ولأنه لم يرزق منها ولد ، فأجابته إلى ذلك وجعلت سما في عنب رازقي ووضعته بين يديه ، فلـمّا أكلّ منه ندمت وجعلت تبكي ، فقالعليه‌السلام : ما بكاؤك والله ليضربنك الله بعقر لا ينجبر ، وبلاء لا يتيسر فماتت بعلة في

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293