مرآة العقول الجزء ٨

مرآة العقول13%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 434

  • البداية
  • السابق
  • 434 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 13408 / تحميل: 7631
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٨

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

مستعتب وما بعدها من دار إلا الجنة أو النار.

١٠ ـ عنه ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن داود الرقي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عز وجل : «وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ »(١) قال من علم أن الله يراه ويسمع

_________________________________________

الجوهري : الشباب الحداثة وكذلك الشبيبة وهو خلاف الشيب ، وفي بعض النسخ وفي الشيبة وهي كبر السن وابيضاض الشعر ، وعلى الأول وهو الأظهر المعنى وليعمل في سن الشباب قبل سن الشيخوخة لأنه قد لا يصل إلى الكبر ، وإن وصل فالعمل في الحالتين أفضل من العمل في حالة واحدة ، مع أن المرء في الشباب أقوى على العمل منه في المشيب ، وإذا صار العمل ملكة في الشباب تصير سببا لسهولة العمل عليه في المشيب وأيضا إذا أقبل على الطاعات في شبابه لا يتكدر ولا يرين مرآة قلبه بالفسوق والمعاصي وإذا أقبل على المعاصي وران قلبه بها فلما ينفك عنها ، ولو تركها قلما تصفو نفسه من كدوراتها ، وعلى الثاني المراد بالكبر سن الهرم والزمن أي ينبغي أن يغتنم أوائل الشيخوخة للطاعة قبل تعطل القوي وذهاب العقل ، فيكون قريبا من الفقرة الآتية« وفي الحياة قبل الممات » أي ينبغي أن يغتنم كل جزء من الحياة ولا يسوف العمل لاحتمال انقطاع الحياة بعده.

والمستعتب إما مصدر أو اسم مكان ، والاستعتاب الاسترضاء قال في النهاية : أعتبني فلان ، إذا عاد إلى مسرتي واستعتب طلب أن يرضى عنه كما يقول : استرضيته فأرضاني ، والمعتب المرضي ، ومنه الحديث : لا يتمنين أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد ، وإما مسيئا فلعله يستعتب أي يرجع عن الإساءة ويطلب الرضا ، ومنه الحديث : ولا بعد الموت من مستعتب ، أي ليس بعد الموت من استرضاء لأن الأعمال بطلت وانقضى زمانها ، وما بعد الموت دار جزاء لا دار عمل والعتبي الرجوع عن الذنب والإساءة.

الحديث العاشر : مختلف فيه صحيح عندي.

«وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ » قال البيضاوي : أي موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب

__________________

(١) سورة الرحمن : ٤٦.

٤١

ما يقول ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي «خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى ».

١١ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الحسن بن أبي سارة قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو.

_________________________________________

أو قيامه على أحواله من قام عليه إذا راقبه أو مقام الخائف عند ربه للحساب بأحد المعنيين فأضاف إلى الرب تفخيما وتهويلا أو ربه مقام مقحم للمبالغة «جَنَّتانِ » جنة للخائف الإنسي وجنة للخائف الجني ، فإن الخطاب للفريقين والمعنى لكل خائفين منكما ، أو لكل أحد جنة لعقيدته وأخرى لعمله ، أو جنة لفعل الطاعات وأخرى لترك المعاصي ، أو جنة يثاب بها وأخرى يتفضل بها عليه ، أو روحانية وجسمانية ، انتهى.

وأقول : يحتمل أن يكون المراد جنة البرزخ وجنة الخلد أو اللذات المعنوية في الدنيا للمقربين وجنات الآخرة ،قوله : فذلك الذي ، إشارة إلى تفسير آية أخرى في النازعات تنبيها على تقارب مضمون الآيتين واتحاد الموصول في الموضعين وأن نهي النفس عن الهوى مراد في تلك الآية أيضا ، فإن الخوف بدون ترك المناهي ليس بخوف حقيقة ، ووحدة الجنة لا تنافي التثنية في الأخرى ، لأن المراد بها الجنس وأشارعليه‌السلام إلى أن الخوف تابع للعلم كما قال سبحانه : «إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ».

الحديث الحادي عشر ضعيف على المشهور ، ويدل على أن كمال الإيمان منوط بالخوف والرجاء ، والخوف والرجاء لا يصدقان إلا بالعمل.

٤٢

١٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال المؤمن بين مخافتين ذنب قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك فهو لا يصبح إلا خائفا ولا يصلحه إلا الخوف.

١٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان أبيعليه‌السلام يقول إنه ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران نور خيفة ونور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا.

باب

حسن الظن بالله عز وجل

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن داود بن كثير ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال الله تبارك وتعالى لا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي فإنهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي والنعيم في جناتي ورفيع الدرجات العلى في جواري

_________________________________________

الحديث الثاني عشر : صحيح.

ويدل على أنه لا يصلح الإنسان ، ولا تنكسر شهواته إلا بالخوف منه تعالى.

الحديث الثالث عشر : حسن وقد مر مضمونه.

باب حسن الظن بالله عز وجل

الحديث الأول : مختلف فيه صحيح عندي ، وهو جزء من خبر قد مضى في باب الرضا.

٤٣

ولكن برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا فإن رحمتي عند ذلك تدركهم ومني يبلغهم رضواني ومغفرتي تلبسهم عفوي فإني أنا الله الرحمن الرحيم وبذلك تسميت.

٢ ـ ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن بريد بن معاوية ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال وجدنا في كتاب عليعليه‌السلام أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال وهو على منبره والذي لا إله إلا هو ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له وحسن خلقه والكف عن اغتياب المؤمنين والذي لا إله إلا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين والذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن لأن الله كريم بيده الخيرات يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه.

_________________________________________

الحديث الثاني : صحيح ومعلق على الخبر السابق.

قوله عليه‌السلام : إلا بحسن ظنه قيل : معناه حسن ظنه بالغفران إذا ظنه حين يستغفر ، وبالقبول إذا ظنه حين يتوب وبالإجابة إذا ظنه حين يدعو ، وبالكفاية إذا ظنها حين يستكفي ، لأن هذه صفات لا تظهر إلا إذا حسن ظنه بالله تعالى وكذلك تحسين الظن بقبول العمل عند فعله إياه ، فينبغي للمستغفر والتائب والداعي والعامل أن يأتوا بذلك موقنين بالإجابة بوعد الله الصادق ، فإن الله تعالى وعد بقبول التوبة الصادقة والأعمال الصالحة ، وأما لو فعل هذه الأشياء وهو يظن أن لا يقبل ولا ينفعه فذلك قنوط من رحمة الله تعالى والقنوط كبيرة مهلكة ، وأما ظن المغفرة مع الإصرار وظن الثواب مع ترك الأعمال فذلك جهل وغرور يجر إلى مذهب المرجئة ، والظن هو ترجيح أحد الجانبين بسبب يقتضي الترجيح ، فإذا خلا عن سبب فإنما هو غرور وتمن للمحال.

٤٤

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال أحسن الظن بالله فإن الله عز وجل يقول أنا عند ظن عبدي المؤمن بي إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن سفيان بن عيينة قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول حسن الظن بالله أن لا ترجو إلا الله ولا تخاف إلا ذنبك.

باب

الاعتراف بالتقصير

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن سعد بن أبي خلف ، عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال قال لبعض ولده يا بني عليك بالجد لا تخرجن نفسك من حد التقصير في عبادة الله عز وجل وطاعته فإن الله

_________________________________________

الحديث الثالث : صحيح.

« أنا عند ظن عبدي » هذا الخبر مروي من طرق العامة أيضا ، وقال الخطابي : معناه أنا عند ظن عبدي في حسن عمله وسوء عمله ، لأن من حسن عمله حسن ظنه ومن ساء عمله ساء ظنه.

الحديث الرابع : ضعيف.

وفيه إشارة إلى أن حسن الظن بالله ليس معناه ومقتضاه ترك العمل والاجتراء على المعاصي اتكالا على رحمة الله ، بل معناه أنه مع العمل لا يتكل على عمله وإنما يرجو قبوله من فضله وكرمه ، ويكون خوفه من ذنبه وقصور عمله لا من ربه فحسن الظن لا ينافي الخوف ، بل لا بد من الخوف وضمه مع الرجاء وحسن الظن كما مر.

باب الاعتراف بالتقصير

الحديث الأول : صحيح.

« لا تخرجن نفسك من حد التقصير » أي عد نفسك مقصرا في طاعة الله وإن

٤٥

لا يعبد حق عبادته.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن بعض العراقيين ، عن محمد بن المثنى الحضرمي ، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر قال قال لي أبو جعفرعليه‌السلام يا جابر لا أخرجك الله من النقص و [ لا ] التقصير.

٣ ـ عنه ، عن ابن فضال ، عن الحسن بن الجهم قال سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول إن رجلا في بني إسرائيل عبد الله أربعين سنة ثم قرب قربانا فلم يقبل منه فقال لنفسه ما أتيت إلا منك وما الذنب إلا لك قال فأوحى الله تبارك وتعالى إليه ذمك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة.

_________________________________________

بذلت الجهد فيها ، فإن الله لا يمكن أن يعبد حق عبادته كما قال سيد البشر : ما عبدناك حق عبادتك.

الحديث الثاني : مجهول.

« عن بعض العراقيين » أي علماء الكوفة« لا أخرجك الله » أي وفقك الله لأن تعد عبادتك ناقصة ونفسك مقصرة أبدا.

الحديث الثالث : موثق.

والقربان بالضم ما يتقرب به إلى الله من هدى أو غيره ، وكانت علامة القبول في بني إسرائيل أن تجيء نار من السماء فتحرقه ، وقال في المغرب : من هناأتيت ، أي من هنا دخل البلاء عليك.

« فأوحى الله » يحتمل أن يكون ذلك الرجل نبيا ويحتمل أن يكون الوحي بتوسط نبي في ذلك الزمان ، مع أنه لم يثبت امتناع نزول الوحي على غير الأنبياء كما أن ظاهر الآية نزول الوحي على أم موسى.

قال الطبرسيقدس‌سره في قوله تعالى : «وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى » أي ألهمناها وقذفنا في قلبها وليس بوحي نبوة ، عن قتادة وغيره ، وقيل : أتاها جبرئيل بذلك ، عن مقاتل ، وقيل : كان هذا الوحي رؤيا منام عبر عنها من تثق به من علماء بني إسرائيل عن الجبائي.

٤٦

٤ ـ أبو علي الأشعري ، عن عيسى بن أيوب ، عن علي بن مهزيار ، عن الفضل بن يونس ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال قال أكثر من أن تقول ـ اللهم لا تجعلني من المعارين ولا تخرجني من التقصير ـ قال قلت أما المعارون فقد عرفت أن الرجل يعار الدين ثم يخرج منه فما معنى لا تخرجني من التقصير فقال كل عمل تريد به الله عز وجل فكن فيه مقصرا عند نفسك فإن الناس كلهم في أعمالهم فيما بينهم وبين الله مقصرون إلا من عصمه الله عز وجل.

_________________________________________

الحديث الرابع : مجهول.

« من المعارين » قال السيد الداماد قدس الله روحه : المعاري من يركب الفرس عريانا ، قال في القاموس : اعرورى سار في الأرض وحده وقبيحا أتاه ، وفرسه ركبه عريانا ، ونحن نعاري : نركب الخيل أعراء ، والمعني بالمعاري هيهنا : المتعبدون الذين يتعبدون لا على أسبغ الوجوه ، والطائعون الذين يلتزمون الطاعات ولكن لا على قصيا المراتب بل على ضرب من التقصير كالذين يركبون الخيل ولكن أعراء بلغنا الله تعالى أقصى المدى في طاعته ، انتهى.

ولعله « ره » غفل عن هذا الخبر وغيره مما سيأتي في باب المعارين فإنها صريحة في أنه مأخوذ من العارية.

« إلا من عصمه الله » أي من الأنبياء والأوصياءعليهم‌السلام فإنهم لا يقصرون في شرائط الطاعة بحسب الإمكان وإن كانوا أيضا يعدون أنفسهم مقصرين ، إظهارا للعجز والنقصان ولما يرون أعمالهم قاصرة في جنب ما أنعم الله عليهم من الفضل والإحسان إلا من عصمه الله من التقصير بالاعتراف بالتقصير.

٤٧

باب

الطاعة والتقوى

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن محمد أخي عرام ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال لا تذهب بكم المذاهب فو الله ما شيعتنا إلا من أطاع الله عز وجل.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال خطب رسول اللهعليه‌السلام في حجة الوداع فقال يا أيها الناس والله ما من شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أمرتكم به وما من شيء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد نهيتكم عنه ألا وإن الروح الأمين نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها

_________________________________________

باب الطاعة والتقوى

الحديث الأول : مجهول.

« لا يذهب بكم المذاهب » على بناء المعلوم والباء للتعدية وإسناد الإذهاب إلى المذاهب على المجاز فإن فاعله النفس أو الشيطان ، أي لا يذهبكم المذاهب الباطلة إلى الضلال والوبال أو على بناء المجهول أي لا يذهب بكم الشيطان في المذاهب الباطلة من الأماني الكاذبة والعقائد الفاسدة بأن تجترئوا على المعاصي اتكالا على دعوى التشيع والمحبة والولاية من غير حقيقة فإنه ليس شيعتهم إلا من شايعهم في الأقوال والأفعال لا من ادعى التشيع بمحض المقال.

الحديث الثاني : موثق كالصحيح.

والروح الأمين جبرئيل لأنه سبب لحياة النفوس بالعلم وأمين على وحي الله

٤٨

فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحمل أحدكم استبطاء شيء من الرزق أن يطلبه بغير حله فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته.

_________________________________________

إلى الرسل ، وفي النهاية : فيه :أن روح القدس نفث في روعي ، يعني جبرئيل أي أوحى وألقى ، من النفث بالضم وهو شبيه بالنفخ ، وهو أقل من التفل لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق ، في روعي أي في نفسي وخلدي ، انتهى.

« حتى تستكمل رزقها » أي تأخذ رزقها المقدر على وجه الكمال« فاتقوا الله » أي في خصوص طلب الرزق أو مطلقا« وأجملوا في الطلب » أي اطلبوا طلبا جميلا ولا يكن كدكم كدا فاحشا ، وفي المصباح أجملت في الطلب رفقت ، قال الشيخ البهائيقدس‌سره : يحتمل معنيين : الأول أن يكون المراد اتقوا الله في هذا الكد الفاحش أي لا تقيموا عليه ، كما تقول : اتق الله في فعل كذا أي لا تفعله ، والثاني : أن يكون المراد أنكم إذا اتقيتموه لا تحتاجون إلى هذا الكد والتعب ، ويكون إشارة إلى قوله تعالى : «وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ »(١) .

« ولا يحمل أحدكم » أي لا يبعثه ويحدوه ، والمصدر المسبوك من أن المصدرية ومعمولها منصوب بنزع الخافض ، أي لا يبعثكم استبطاء الرزق على طلبه من غير حله ، وسيأتي في خبر آخر : ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بشيء من معصية الله فإن الله تعالى قسم الأرزاق بين خلقه حلالا ولم يقسمها حراما فمن اتقى الله وصبر أتاه رزقه من حله ، ومن هتك حجاب ستر الله عز وجل وأخذه من غير حله قصر به من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم القيامة.

وأقول : هذه الجمل كالتفسيرلقوله عليه‌السلام : فإنه لا يدرك ما عند الله ، أي من الثواب الجزيل والرزق الحلال إلا بطاعته في الأوامر والنواهي ، والحاصل أن

__________________

(١) سورة الطلاق : ٢.

٤٩

٣ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن سالم وأحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه جميعا ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال لي يا جابر أيكتفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع والأمانة

_________________________________________

قوله : ما عند الله يحتمل الرزق الحلال والدرجات الأخروية والأعم والأول أوفق بالتعليل ، وكذا الثالث وإن كان الثاني أظهر في نفسه.

واعلم أن الرزق عند المعتزلة كلما صح الانتفاع به بالتغذي وغيره وليس لأحد منعه منه ، وليس الحرام عندهم رزقا ، والحديث يدل عليه ، وعند الأشاعرة كلما ينتفع به ذو حياة بالتغذي وغيره ، وإن كان حراما ، وخص بعضهم بالأغذية والأشربة ، وسيأتي تمام القول في ذلك في كتاب المكاسب إنشاء الله تعالى.

الحديث الثالث : ضعيف.

« من ينتحل التشيع » أي يدعيه من غير أن يتصف به ، في القاموس : انتحله وتنحله ادعاه لنفسه وهو لغيره« وما كانوا يعرفون » على بناء المجهول ، والضمير راجع إلى الشيعة أو إلى خيار العباد ، أي كان في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين وسائر الأئمة الماضين صلوات الله عليهم يعرفون الشيعة بتلك الصفات فمن لم يكن فيه تلك الخلال لم يكونوا يعدونهم من الشيعة أو كانوا موصوفين معروفين باتصافهم بها« إلا بالتواضع » أي بالتذلل لله عند أو أمره ونواهيه ولأئمة الدين بتعظيمهم وإطاعتهم وللمؤمنين بتكريمهم وإظهار حبهم وعدم التكبر عليهم وحسن العشرة معهم والتخشع إظهار الخشوع وهو التذلل لله مع الخوف منه واستعمال الجوارح فيما أمر الله به ، وينسب إلى القلب وإلى الجوارح معا ، والأمانة ضد الخيانة أي أداء حقوق الله والخلق وعهودهم وترك الغدر والخيانة فيها ، وفي مجالس الشيخ والإنابة أي التوبة والرجوع إلى الله.

٥٠

وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء قال جابر فقلت يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة فقال يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن يقول أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا فلو قال إني أحب رسول الله ـ فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خير من عليعليه‌السلام ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته

_________________________________________

« وكثرة ذكر الله » باللسان والقلب ، والصوم عطف على الذكر ، والتعهد للجيران أي رعاية أحوالهم وترك إيذائهم ، وتحمل الأذى عنهم ، وعيادة مرضاهم وتشييع جنائزهم وعدم منع الماعون عنهم وسيأتي الخلاف في كون الفقير أسوأ حالا أو المسكين والتخصيص بهما لكون رعايتهما أهم وإلا يلزم رعاية الجيران مطلقا ، وفي المجالس : وتعاهد الجيران« والغارمين » إما عطف على الفقراء أو على الجيران« وكانوا أمناء عشائرهم » أي يأتمنونهم ويعتمدون عليهم في جميع الأشياء من الأموال والفروج وحفظ الأسرار ، والعشائر جمع العشيرة وهي القبيلة.

« حسب الرجل أن يقول » التركيب مثل حسبك درهم أي كافيك وحرف الاستفهام مقدر وهو على الإنكار أي لا يكفيه ذلك« فعالا » أي كثير الفعل لما يقتضيه اعتقاده من متابعة الأئمةعليهم‌السلام في جميع الأمور.

قوله : فرسول الله ، الظاهر أنها جملة معترضة ، وفي المجالس وبعض الكتب ورسول الله وهو أظهر ، فتكون جملة حالية ، ويحتمل أن يكون على النسختين عطفا على أحب ويكون داخلا في مقول القول ، أي لو قال المخالف إني أحب رسول الله وهو أفضل من علي فكما أنكم تتكلمون على حب عليعليه‌السلام أنا اتكل على حب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يمكنكم إلزامه بالجواب لأنكم إذا قلتم لا ينفعكم حب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع مخالفته في القول بأوصيائه يمكنه أن يقول فكذا لا ينفعكم حب على

٥١

ما نفعه حبه إياه شيئا فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ليس بين الله وبين أحد قرابة أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته يا جابر والله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو وما تنال

_________________________________________

مع مخالفتكم له في الأقوال والأفعال.

« ليس بين الله وبين أحد قرابة » أي ليس بين الله وبين الشيعة قرابة حتى يسامحكم ولا يسامح مخالفيكم مع كونكم مشتركين معهم في مخالفته تعالى أو ليس بينه وبين عليعليه‌السلام قرابة حتى يسامح شيعة عليعليه‌السلام ، ولا يسامح شيعة الرسول ، والحاصل أن جهة القرب بين العبد وبين الله إنما هي بالطاعة والتقوى ، ولذا صار أئمتكم أحب الخلق إلى الله فلو لم تكن هذه الجهة فيكم لم ينفعكم شيء« وما معنا براءة من النار » أي ليس معنا صك وحكم ببراءتنا وبراءة شيعتنا من النار ، وإن عملوا بعمل الفجار.

« ولا على الله لأحد من حجة » أي ليس لأحد على الله حجة إذا لم يغفر له بأن يقول. كنت من شيعة علي ، فلم لم تغفر لي ، لأن الله لم يحتم بغفران من ادعى التشيع بلا عمل ، أو المعنى ليس لنا على الله حجة في إنقاذ من ادعى التشيع من العذاب ، ويؤيده أن في المجالس : وما لنا على الله حجة« من كان لله مطيعا » كأنه جواب عما يتوهم في هذا المقام أنهمعليهم‌السلام حكموا بأن شيعتهم وأولياءهم لا يدخلون النار ، فأجابعليه‌السلام بأن العاصي لله ليس بولي لنا ولا تدرك ولايتنا إلا بالعمل بالطاعات والورع عن المعاصي.

قيل : للورع أربع درجات : الأولى : ورع التائبين وهو ما يخرج به الإنسان من الفسق وهو المصحح لقبول الشهادة ، الثانية : ورع الصالحين وهو الاجتناب عن الشبهات خوفا منها ومن الوقوع في المحرمات ، الثالثة : ورع المتقين وهو ترك

٥٢

ولايتنا إلا بالعمل والورع.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيضربونه فيقال لهم من أنتم فيقولون نحن أهل الصبر فيقال لهم على ما صبرتم فيقولون كنا نصبر على طاعة الله ونصبر عن معاصي الله فيقول الله عز وجل صدقوا أدخلوهم الجنة وهو قول الله عز وجل : «إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ »(١) .

_________________________________________

الحلال خوفا من أن ينجر إلى الحرام مثل ترك التحدث بأحوال الناس مخافة أن ينجر إلى الغيبة ، الرابع : ورع السالكين وهو الإعراض عما سواه تعالى خوفا من صرف ساعة من العمر فيما لا يفيد زيادة القرب منه تعالى وإن علم أنه ينجر إلى الحرام.

الحديث الرابع : حسن كالصحيح.

وفي النهاية :عنق ، أي جماعة من الناس وفي القاموس : العنق بالضم وبضمتين الجماعة من الناس والرؤساء «أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ » قيل : أي أجرا لا يهتدي إليه حساب الحساب ، ويظهر من الخبر أن المعنى أنهم لا يوقفون في موقف الحساب بل يذهب بهم إلى الجنة بغير حساب ، قال الطبرسي (ره) : لكثرته لا يمكن عده وحسابه ، وروى العياشي بالإسناد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا نشرت الدواوين ونصبت الموازين لم ينصب لأهل البلاء ميزان ، ولم ينشر لهم ديوان ، ثم تلا هذه الآية : «إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ».

__________________

(١) سورة الزمر : ١٠.

٥٣

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل.

٦ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن بعض أصحابه ، عن أبان ، عن عمرو بن خالد ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم التالي فقال له رجل من الأنصار

_________________________________________

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

« وكيف يقل ما يتقبل » لأن الله تعالى يقول : «إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ »(١) .

الحديث السادس : مرسل.

وقال الجوهري :النمرقة وسادة صغيرة وكذلك النمرقة بالكسر لغة حكاها يعقوب ، وربما سموا الطنفسة التي فوق الرحل نمرقة عن أبي عبيد ، وفي القاموس : النمرق والنمرقة مثلثة الوسادة الصغيرة أو المثيرة أو الطنفسة فوق الرحل ، والنمرقة بالكسر من السحاب ما كان بينه فتوق ، انتهى.

وكان التشبيه بالنمرقة باعتبار أنها محل الاعتماد ، والتقييد بالوسطى لكونهم واسطة بين الإفراط والتفريط ، أو التشبيه بالنمرقة الوسطى باعتبار أنها في المجالس صدر ومكان لصاحبه يلحق به ، ويتوجه إليه من على الجانبين ، وقيل : المراد كونوا أهل النمرقة الوسطى وقيل : المراد أنه كما كانت الوسادة التي يتوسد عليها الرجل إذا كانت رفيعة جدا أو خفيفة جدا لا تصلح للتوسد بل لا بد لها من حد من الارتفاع والانخفاض ، حتى يصلح لذلك ، كذلك أنتم في دينكم وأئمتكم لا تكونوا غالين تجاوزون بهم عن مرتبتهم التي أقامهم الله عليها وجعلهم أهلا لها وهي الإمامة

__________________

(١) سورة المائدة : ٢٧.

٥٤

يقال له سعد جعلت فداك ما الغالي قال قوم يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا فليس أولئك منا ولسنا منهم قال فما التالي قال المرتاد يريد الخير يبلغه الخير يؤجر عليه ثم أقبل علينا فقال والله ما معنا من الله براءة ولا بيننا وبين الله

_________________________________________

والوصاية النازلتان عن الألوهية والنبوة كالنصارى الغالين في المسيح المعتقدين فيه الألوهية أو النبوة لآله ، ولا تكونوا أيضا مقصرين فيهم تنزلونهم عن مرتبتهم وتجعلونهم كسائر الناس أو أنزل ، كالمقصرين من اليهود في المسيح المنزلين له عن مرتبته ، بل كونوا كالنمرقة الوسطى وهي المقتصدة للتوسد « يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم التالي ».

قوله عليه‌السلام : ما لا نقوله في أنفسنا ، كالألوهية وكونهم خالقين للأشياء والنبوة« المرتاد يريد الخير يبلغه الخير » كأنه من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر أي يريد الأعمال الصالحة التي تبلغه أن يعملها ، ولكن لا يعمل بها يؤجر عليه بمحض هذه النية ، أو المعنى أنه المرتاد الطالب لدين الحق وكما له ، وقوله : يبلغه الخير ، جملة أخرى لبيان أن طالب الخير سيجده ويوفقه الله لذلك ، كما قال تعالى : «وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا »(١) وقوله : يؤجر عليه ، لبيان أنه بمحض الطلب مأجور ، وقيل : المرتاد الطالب للاهتداء الذي لا يعرف الإمام ، ومراسم الدين بعد يريد التعلم ونيل الحق ، يبلغه الخير بدل من الخير يعني يريد أن يبلغه الخير ليوجر عليه ، وقيل : المرتاد أي الطالب من ارتاد الرجل الشيء إذا طلبه ، والمطلوب أعم من الخير والشر ، فقوله : يريد الخير تخصيص وبيان للمعنى المراد هيهنا « يبلغه الخير » من الإبلاغ أو التبليغ وفاعله معلوم بقرينة المقام ، أي من يوصله إلى الخير المطلوب ثم يؤجر عليه لهدايته وإرشاده.

وأقول : على هذا يمكن أن يكون فاعله الضمير الراجع إلى النمرقة لما فهم

__________________

(١) سورة العنكبوت : ٦٩.

٥٥

قرابة ولا لنا على الله حجة ولا نتقرب إلى الله إلا بالطاعة فمن كان منكم مطيعا لله تنفعه ولايتنا ومن كان منكم عاصيا لله لم تنفعه ولايتنا ويحكم لا تغتروا ويحكم لا تغتروا.

٧ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن مفضل بن عمر قال كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فذكرنا الأعمال فقلت أنا ما أضعف

_________________________________________

سابقا أنه يلحق التالي بنفسه ، وقيل : جملة يريد الخير صفة المرتاد ، إذ اللام للعهد الذهني وهو في حكم النكرة ، وجملة « يبلغه » إما على المجرد من باب نصر أو على بناء الأفعال أو التفعيل استئناف بياني ، وعلي الأول الخير مرفوع بالفاعلية إشارة إلى أن الدين الحق لوضوح براهينه كأنه يطلبه ويصل إليه ، وعلي الثاني والثالث الضمير راجع إلى مصدر يريد ، والخير منصوب ويؤجر عليه استئناف للاستئناف الأول لدفع توهم أن لا يؤجر لشدة وضوح الأمر ، فكأنه اضطر إليه وأكثر الوجوه لا تخلو من تكلف ، وكان فيه تصحيفا وتحريفا.

« ولا لنا علي الله حجة » أي بمحض قرابة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من غير عمل لأنفسنا ، ولا لتخليص شيعتنا« ولا نتقرب » بصيغة المتكلم أو الغائب المجهول« ويحكم لا تغتروا » في القاموس ويح لزيد وويحا له كلمة رحمة ورفعه على الابتداء ، ونصبه بإضمار فعل وويح زيد وويحه نصبهما به أيضا أو أصله وي فوصلت بحاء مرة وبلام مرة ، وبياء مرة وبسين مرة ، وفي النهاية : ويح كلمة ترحم وتوجع يقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها وقد يقال بمعنى المدح والتعجب وهي منصوبة على المصدر ، وقد ترفع وتضاف ولا تضاف ، يقال : ويح زيد وويحا له وويح له ، انتهى.

الحديث السابع : ضعيف على المشهور معتبر.

« فذكرنا الأعمال » أي قلتها وكثرتها أو مدخليتها في الإيمان« ما أضعف » على صيغة تعجب كما هو الظاهر ، أو ما نافية وأضعف بصيغة المتكلم أي ما أعد

٥٦

عملي فقال مه استغفر الله ثم قال لي إن قليل العمل مع التقوى خير من كثير العمل بلا تقوى قلت كيف يكون كثير بلا تقوى قال نعم مثل الرجل يطعم طعامه ويرفق جيرانه ويوطئ رحله فإذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه

_________________________________________

عملي ضعيفا ، وعلى الأول يتوهم في نهيهعليه‌السلام عنه وأمره بالاستغفار منافاة لما مر في الأخبار من ترك العجب والاعتراف بالتقصير.

ويمكن الجواب عنه بوجوه : « الأول » ما قيل : أن النهي للفتوى بغير علم لا للاعتراف بالتقصير.

الثاني : أنه كان ذلك لاستشمامه منه رائحة الاتكال علي العمل ، مع أن العمل هين جدا في جنب التقوى لاشتراط قبوله بها ، ولذا نبهه على ذلك ، والحاصل أنه لما كان كلامه مبنيا على أن المدار علي قلة العمل وكثرته نهاه عن ذلك.

الثالث : ما قيل أن الأقوال والأفعال يختلف حكمها باختلاف النيات والقصود ، وهو لم يقصد بهذا القول أن عمله ضعيف قليل بالنظر إلى عظمة الحق وما يستحقه من العبادة وإنما قصد به ضعفه وقلته لذاته ، وبينهما فرق ظاهر والأول هو الاعتراف بالتقصير دون الثاني.

الرابع : أنهعليه‌السلام لما علم أن المفضل يعتد بعمله ويعده كثيرا وإنما يقول ذلك تواضعا وإخفاء للعمل نهاه عن ذلك ، وفي القاموس :رفق فلانا نفعه كأرفقه ووطئ الرجل كناية عن كثرة الضيافة قال في القاموس : رجلموطأ الأكناف كمعظم سهل دمث كريم مضياف ، أو يتمكن في ناحيته صاحبه غير مؤذى ولا ناب به موضعه ، وفي النهاية في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا ، هذا مثل وحقيقته من التوطئة وهي التمهيد والتذليل ، وفراش ووطؤ لا يؤذي جنب النائم والأكناف الجوانب ، أراد الذين جوانبهم وطئة يتمكن فيها من يصاحبهم ، ولا

٥٧

فهذا العمل بلا تقوى ويكون الآخر ليس عنده فإذا ارتفع له الباب من الحرام لم يدخل فيه.

٨ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أبي داود المسترق ، عن محسن الميثمي ، عن يعقوب بن شعيب قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول ما نقل الله عز وجل عبدا من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه من غير مال وأعزه من غير عشيرة وآنسه من غير بشر.

باب الورع

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي المغراء ، عن زيد الشحام ، عن عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت له إني لا ألقاك إلا في السنين فأخبرني بشيء آخذ به فقال أوصيك بتقوى الله والورع

_________________________________________

يتأذى ، انتهى.

وقيل : توطئة الرجل كناية عن التواضع والتذلل.

« فإذا ارتفع له الباب من الحرام » أي ظهر له ما يدخله في الحرام من مال حرام أو فرج حرام وغير ذلك« ليس عنده » أي العمل الكثير الذي كان عند صاحبه.

الحديث الثامن : ضعيف على المشهور.

« وآنسه من غير بشر » أي من غير أنيس من البشر بل الله مؤنسه كما قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : اللهم إنك أنس الآنسين بأوليائك.

باب الورع

الحديث الأول : مجهول كالحسن.

ولعل المرادبالتقوى ترك المحرمات وبالورع ترك الشبهات بل بعض المباحات

٥٨

والاجتهاد واعلم أنه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن حديد بن حكيم قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع.

٣ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن يزيد بن خليفة قال وعظنا أبو عبد اللهعليه‌السلام فأمر وزهد ثم قال عليكم بالورع فإنه لا ينال ما عند الله إلا بالورع.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه.

٥ ـ عنه ، عن أبيه ، عن فضالة بن أيوب ، عن الحسن بن زياد الصيقل ، عن

_________________________________________

وبالاجتهاد بذل الجهد في فعل الطاعات ، يقال : وقاه الله السوء يقيه وقاية ، أي حفظه واتقيت الله اتقاء أي حفظت نفسي من عذابه أو من مخالفته ، والتقوى اسم منه والتاء مبدلة من واو ، والأصل وقوي من وقيت لكن أبدل ولزمت التاء في تصاريف الكلمة ، وفي النهاية : فيه ملاك الدين الورع ، الورع في الأصل الكف عن المحارم والتحرج منه ، يقال : ورع الرجل يرع بالكسر فيهما ورعا ورعة فهو ورع ، وتورع من كذا ثم أستعير للكف عن المباح والحلال« لا ينفع » أي نفعا كاملا.

الحديث الثاني : صحيح ، ويدل على أن ترك الورع عن المحرمات يصير الإيمان بمعرض الضياع والزوال ، فإن فعل الطاعات وترك المعاصي حصون للإيمان من أن يذهب به الشيطان.

الحديث الثالث : ضعيف بيزيد لأنه واقفي لكن فيه مدح« فأمر » أي بالطاعات وما يوجب الفوز بأرفع الدرجات ، و« زهد » على بناء التفعيل أي أمر بالزهد في الشيء وعن الشيء خلاف الترغيب فيه.

الحديث الرابع : ضعيف وقد مر.

الحديث الخامس : مجهول.

٥٩

فضيل بن يسار قال قال أبو جعفرعليه‌السلام إن أشد العبادة الورع.

٦ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن حنان بن سدير قال قال أبو الصباح الكناني ـ لأبي عبد اللهعليه‌السلام ما نلقى من الناس فيك فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام وما الذي تلقى من الناس في فقال لا يزال يكون بيننا وبين الرجل الكلام فيقول جعفري خبيث فقال يعيركم الناس بي فقال له أبو الصباح نعم قال فقال ما أقل والله من يتبع جعفرا منكم إنما أصحابي من اشتد ورعه وعمل لخالقه ورجا ثوابه فهؤلاء أصحابي.

٧ ـ حنان بن سدير ، عن أبي سارة الغزال ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال الله عز وجل ابن آدم اجتنب ما حرمت عليك تكن من أورع الناس.

_________________________________________

« إن أشد العبادة الورع » إذ ترك المحرمات أشق على النفس من فعل الطاعات وأفضل الأعمال أحمزها.

الحديث السادس : موثق.

وكان فيه نوع ذم لأبي الصباح وإن كان ثقة ، قال الشيخ البهائيرحمه‌الله : يعلم منه أنه لم يرتضعليه‌السلام ما قاله أبو الصباح ، لما فيه من الخشونة وسوء الأدب« وعمل لخالقه » أي أخلص العمل لله« ورجا ثوابه » كأنه إشارة إلى أن رجاء الثواب إنما يحسن مع الورع والطاعة وإلا فهو غرور كما مر ، وإلى أنه مع العمل أيضا لا ينبغي اليقين بالثواب لكثرة آفات العمل ، ويمكن أن يكون ما ذكرهعليه‌السلام إيماء إلى أن ما تسمعون من المخالفين إنما هو لعدم الطاعة إما بترك الطاعات والأعمال الرضية أو لترك ما أمرتكم به من التقية.

الحديث السابع : مجهول.

وكانالأورع بالنسبة إلى من يجتنب المكروهات ويأتي بالسنن ويجترئ على

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

الكرسي، وجعل ثواب قراءته لاهل القبور، ادخله الله تعالى قبر كلّ ميت، ويرفع الله للقارئ درجة سبعين نبيا، وخلق الله من كلّ حرف ملكا يسبح له إلى يوم القيامة ».

۲۱۳۸ / ۶ - الصدوق في الخصال: عن احمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي العسكري: عن ابي عبدالله محمّد بن زكريا البصري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن ابيه، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت ابا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما‌السلام يقول: « لما ماتت فاطمة عليها‌السلام، قام عليها أميرالمؤمنين عليه‌السلام وقال: اللهم اني راض عن ابنة نبيك، اللهم انها قد اوحشت فآنسها، اللهم انها قد هجرت فصلها، اللهم انها قد ظلمت فاحكم لها وانت خير الحاكمين ».

۲۱۳۹ / ۷ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، في حديث في فضل آية الكرسي، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله: « ومن قرأها وجعل ثوابها لاهل القبور، غفر الله ذنوبهم، الا ان يكون عشارا ».

۳۳- ( باب استحباب تلقين وليّ الميت الشهادتين، والإقرار بالأئمّة عليهم‌السلام بأسمائهم بعد انصراف النّاس )

۲۱۴۰ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ويستحب ان يتخلف عند

______________

۶ - الخصال ص ۵۸۸.

۷ - لب اللباب: مخطوط.

الباب - ۳۳

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۴۰ ح ۳۰.

٣٤١

رأسه اولى الناس به، بعد انصراف الناس عنه، ويقبض على التراب بكفيه، ويلقنه برفيع صوته، فانه إذا فعل ذلك، كفي المسألة في قبره ».

۲۱۴۱ / ۲ - الشيخ شاذان بن جبرائيل القمي، في كتاب الروضة والفضائل: في حديث وفاة فاطمة بنت اسد، أنّه لمّا اُهيل عليها التراب، وأراد الناس الانصراف، جعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، يقول لها: « ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل، ابنك ابنك علي بن ابي طالب عليه‌السلام، إلى ان قال صلى‌الله‌عليه‌وآله: واما قولي لها ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل »، فانها لما نزل عليها الملكان وسألاها عن ربها فقالت: الله ربي، وقالا: من نبيك ؟ قالت: محمّد نبيّي فقالا: من وليّك وإمامك ؟ فاستحيت أن تقول ولدي، فقلت لها: قولي: ابنك علي بن ابي طالب عليه‌السلام: فأقرّ الله بذلك عينها ».

۲۱۴۲ / ۳ - القطب الراوندي في دعواته: عن جابر بن يزيد قال: قال أبوجعفر عليه‌السلام: « ينبغي لاحدكم إذا دفن ميته وسوى عليه، ان يتخلف عند قبره، ثم يقول: يا فلان بن فلان، انت على العهد الذي عهدناك، من شهادة ان لا اله الا الله، وان محمّداً رسول الله، وان علياً أميرالمؤمنين امامك، إلى آخر الأئمّة عليهم‌السلام، فانه إذا فعل ذلك، قال احد الملكين لصاحبه: قد كفينا الدخول إليه ومسألتنا اياه، فانه يلقن، فينصرفان عنه ولا يدخلان إليه ».

۲۱۴۳ / ۴ - وفي البحار: نقلا عن الدعوات، عن الصادق

______________

۲ - الروضة ص ۱۲۲ والفضائل ص ۱۰۷.

۳ - دعوات الراوندي ص ۱۲۲.

۴ - البحار ج ۸۲ ص ۵۴ ح ۴۳.

٣٤٢

عليه‌السلام في حديث تقدم (۱)، قال: « فإذا انصرفوا فضع الفم عند رأسه وتناديه باعلى صوت: يا فلان بن فلان! هل انت على العهد الذي فارقتنا عليه؟ من شهادة ان لا اله الا الله، وان محمّداً رسول الله، وان عليا أميرالمؤمنين عليه‌السلام امامك، وفلاناً وفلانا حتّى تاتي إلى آخرهم، فانه إذا فعل ذلك، قال احد الملكين لصاحبه: قد كفينا الدخول إليه في مسألتنا إليه فانه يلقن، فينصرفان عنه ولا يدخلان إليه ».

ولم اجده في نسختي.

۳۴- ( باب أنه يكره أن يوضع على القبر من غير ترابه )

۲۱۴۴ / ۱ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمّد، اخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا ابي، عن ابيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، نهى ان يزاد على القبر تراباً لم يخرج منه.

۲۱۴۵ / ۲ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه)، انه كره ان يعمق القبر فوق ثلاثة اذرع، وان يزاد عليه تراب غير ما خرج منه.

______________

(۱) تقدم في الحديث ۱ من الباب ۳۱ من هذه الأبواب.

الباب - ۳۴

۱ - الجعفريات ص ۲۰۲.

۲ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۹، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۲.

٣٤٣

۳۵- ( باب جواز وضع الحصباء واللوح على القبر، وكتابة إسم الميت عليه )

۲۱۴۶ / ۱ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه)، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما دفن عثمان بن مظعون، دعا بحجر فوضعه عند رأس القبر، وقال: « يكون علما (۱) ليدفن (۲) إليه قرابتي ».

۲۱۴۷ / ۲ - الشهيد في الذكرى: ويستحب ان يوضع عند رأسه حجر أو خشبة - علامة - ليزار ويترحم عليه، كما فعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، حيث امر رجلا يحمل صخرة، ليعلم بها قبر عثمان بن مظعون، فعجز الرجل، فحسر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، عن ذراعيه فوضعها عند رأسه وقال: « اعلم بها قبر اخي، وادفن إليه من مات من اهله ».

۳۶- ( باب استحباب ادخال المرأة في القبر عرضاً، وكون وليّها في مؤخّرها )

۲۱۴۸ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « فان كانت امرأة، فخذها بالعرض من قبل اللحد ».

______________

الباب - ۳۵

۱ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۲.

(۱) العلم: العلامة (لسان العرب - علم - ج ۱۲ ص ۴۲۰).

(۲) في المصدر: لادفن.

۲ - الذكرى ص ۶۷.

الباب - ۳۶

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۳۹ ح ۳۰.

٣٤٤

الصدوق في الهداية: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (۱).

۲۱۴۹ / ۲ - وفي الخصال: عن احمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي العسكري: عن ابي عبدالله محمّد بن زكريا البصري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن ابيه، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت ابا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما‌السلام يقول: « فإذا ادخلت المرأة القبر، وقف زوجها في موضع يتناول وركها ».

۲۱۵۰ / ۳ - دعائم الإسلام عن علي عليه‌السلام في خبر تقدم (۱): واولى (۲) الناس بها يلي مؤخرها.

۳۷- ( باب أنّ من مات في البحر ولم يمكن دفنه في الأرض، وجب وضعه في إناء وسدّ رأسه، أو تثقيله، وإرساله في الماء )

۲۱۵۱ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « فان مات في سفينة، فاغسله وكفنه وثقل رجليه، والقه في البحر ».

______________

(۱) الهداية ص ۲۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۵۷ ح ۴۶.

۲ - الخصال ج ۲ ص ۵۸۸.

۳ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۷، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۱ ح ۵.

(۱) تقدم في الحديث ۲ من الباب ۲۶ من هذه الابواب.

(۲) في المصدر: ويكون اولى.

الباب - ۳۷

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹ ح ۸.

٣٤٥

۳۸- ( باب عدم جواز نبش القبور، ولا تسنيمها، وحكم دفن ميّتين في قبر )

۲۱۵۲ / ۱ - الصدوق في الامالي: عن محمّد بن ابراهيم بن اسحاق، عن احمد بن محمّد الهمداني، عن احمد بن صالح بن سعد التميمي، عن موسى بن داود، عن الوليد بن هشام، عن ابن حسان، عن الحسن بن ابي الحسن البصري، عن عبد الرحمن بن غنم الدوسي قال: دخل معاذ بن جبل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله باكياً فسلّم، فردّ عليه‌السلام وذكر دخول الشاب النبّاش الزاني عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله واخراجه عن محضره، وخروجه إلى بعض الجبال، وانابته وتوبته - إلى ان قال -: فانزل الله تبارك وتعالى، على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً ) يعني: الزنا ( أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ) يعني: بارتكاب ذنب اعظم من الزنا ونبش القبور واخذ الاكفان ( ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ) إلى ان قال: ثم قال عزّوجلّ: ( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) يقول الله عزّوجلّ: لم يقيموا على الزنا ونبش القبور واخذ الاكفان. الخبر.

۲۱۵۳ / ۲ - فقه الرضا عليه‌السلام: « والسنة ان القبر يرفع أربع أصابع - إلى أن قال -: ويكون مسطّحاً ولا (۱) يكون مسنّماً (۲) ».

______________

الباب - ۳۸

۱ - أمالي الصدوق ص ۴۵ ح ۳، (والآية في سورة آل عمران ۳: ۱۳۵).

۲ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۴۰.

(۱) في المصدر: وألّا.

(۲) أي مرفوعاً عن الأرض، وتسنيم القبر خلاف تسطيحه، (لسان العرب - سنم - ج ۱۲ ص ۳۰۷).

٣٤٦

۲۱۵۴ / ۳ - الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته: عن نيف وسبعين رجلاً، منهم عسكر مولى أبي جعفر عليه‌السلام، والريان مولى الرضا عليه‌السلام، عن العسكري - في حديث طويل - قالوا: فقال قائل منا: يا سيدنا فهل يجوز لنا ان نكبر اربعاً تقية ؟ قال عليه‌السلام: « هي خمسة لا تقية فيها: التكبير خمساً على الميت، والتعفير في دبر كلّ صلاة، وتربيع القبور، والمسح على الخفين، وشرب المسكر ».

۳۹- ( باب كراهة البناء على القبر، في غير النّبي والأئمّة عليهم‌السلام، والجلوس عليه، وتجصيصه وتطيينه )

۲۱۵۵ / ۱ - القطب الراوندي في دعواته: قال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « لا يزال الميت يسمع الأذان ما لم يطين قبره ».

۲۱۵۶ / ۲ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح: عن عبدالله بن طلحة، عن أبي عبدالله عليه‌السلام انه قال: « من اكل السحت سبعة: الرشوة في الحكم، ومهر البغي، وأجر الكاهن، وثمن الكلب، والذين يبنون البنيان على القبور » الخبر.

۲۱۵۷ / ۳ - العلامة الحلي في كتاب النهاية: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، انه نهى ان يجصص القبر، أو يبنى عليه،

______________

۳ - الهداية ص ۶۹، وأورد صدره عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۹۷.

الباب - ۳۹

۱ - دعوات الراوندي ص ۱۲۷.

۲ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح ص ۷۶.

۳ - النهاية ص ۱۵۸.

٣٤٧

[ وأن يقعد عليه ] (۱) أو يكتب عليه، لأنه من زينة الدنيا، فلا حاجة بالميت إليه.

۴۰- ( باب استحباب التّعزية للرّجل والمرأة لا سيّما الثّكلى )

۲۱۵۸ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام بعد ذكر سنن الدفن: « وعزّ وليّه، فانه روي عن ابي عبدالله عليه‌السلام انه قال: من عزّى أخاه المؤمن كُسِيَ في الموقف حُلّة ».

۲۱۵۹ / ۲ - الشهيد الثاني في مسكن الفؤاد: عن ابن مسعود، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من عزى مصابا كان له مثل اجره، من غير أن ينقصه الله من أجره شيئاً ».

۲۱۶۰ / ۳ - وعن جابر أيضاً رفعه: من عزى حزيناً، البسه الله عزّوجلّ من لباس التقوى، وصلّى الله على روحه في الأرواح.

۲۱۶۱ / ۴ - وسئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، عن التصافح في التعزية ؟ فقال: « هو سكن للمؤمن، ومن عزى مصابا فله مثل اجره ».

۲۱۶۲ / ۵ - وعن عبدالله بن أبي بكر بن محمّد بن عميرة (۱) بن حزم، عن أبيه، عن جده، رضي الله عنهم، أنه سمع رسول الله

______________

(۱) أثبتناه من المصدر.

الباب - ۴۰

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۷۹ ح ۱۶.

۲ ، ۳ ، ۴ - مسكن الفؤاد ص ۱۱۵، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۳ ح ۴۶.

۵ - مسكن الفؤاد ص ۱۱۵، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۳ ح ۴۶.

(۱) في المصدر: عمر.

٣٤٨

صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول: « من عزى اخاه المؤمن من مصيبة، كساه الله عزّوجلّ من حلل الكرام (۲) يوم القيامة ».

۲۱۶۳ / ۶ - وعن أبي هريرة (۱) قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من عزى ثكلى، كسى بردا في الجنّة ».

۲۱۶۴ / ۷ - وعن أنس قال قال: رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من عزى أخاه المؤمن من مصيبة، كساه الله عزّوجلّ حلة خضراء يحبر بها يوم القيامة » قيل: يا رسول الله ما يحبر بها (۱) ؟ قال: « يغبط بها ».

۲۱۶۵ / ۸ - وروي ان داود عليه‌السلام قال: الهي ما جزاء من يعزي الحزين على المصاب (۱) ابتغاء مرضاتك ؟ قال: جزاؤه ان اكسوه رداء من اردية الايمان استره به (۲) من النّار.

۲۱۶۶ / ۹ - وروي ان ابراهيم عليه‌السلام سأل ربه فقال: أي ربّ ما جزاء من بلّ الدمع وجهه من خشيتك ؟ قال: صلواتي ورضواني، قال: فما جزاء من يصبّر الحزين ابتغاء وجهك ؟ قال: اكسوه ثياباً من الايمان يتبّوأ بها الجنة، ويتّقى بها النّار.

______________

 (۲) في المصدر: الكرامة.

۶ - المصدر السابق ص ۱۱۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۳ ح ۴۶.

(۱) في المصدر: بردة.

۷ - المصدر السابق ص ۱۱۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۳ ح ۴۶.

(۱) في المصدر زيادة: يوم القيامة.

۸ - المصدر السابق ص ۱۱۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۵ ح ۴۶.

(۱) في المصدر: « والمصاب » بدلاً عن « على المصاب ».

(۲) « به » ليس في المصدر.

۹ - مسكن الفؤاد ص ۱۱۶ باختلاف يسير، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۵ ح ۴۶.

٣٤٩

۲۱۶۷ / ۱۰ - وعن عمرو بن شعيب: عن ابيه، عن جدّه ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « اتدرون حقّ (۱) الجار » ؟ قالوا: لا، قال: « ان استغاثك اغثته (۲) - إلى ان قال صلى‌الله‌عليه‌وآله-: وان اصابته مصيبة عزّيته » الخبر.

۲۱۶۸ / ۱۱ - الصدوق في الهداية: قال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « التعزية تورث الجنة ».

دعوات الراوندي: عنه مثله (۱).

الشيخ المفيد في الاختصاص: عن علي عليه‌السلام مثله (۲).

۲۱۶۹ / ۱۲ - وروي أنه: من عزى حزينا كسي في الموقف حلّة يحبر بها.

۲۱۷۰ / ۱۳ - الشريف الزاهد محمّد بن علي الحسيني، في كتاب التعازي:

______________

۱۰ - المصدر السابق ص ۱۱۴، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۳ ح ۴۶.

(۱) في المصدر: ماحق.

(۲) في المصدر: أغثته.

۱۱ - الهداية ص ۲۸، ثواب الأعمال ص ۲۳۵ ح ۱ بسنده عن السكوني عن الصادق عليه‌السلام، عنهما في البحار ج ۸۲ ص ۱۱۰ ح ۵۵.

(۱) دعوات الراوندي لم نجده، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۸۸ ح ۴۰.

(۲) الإختصاص ص ۱۸۹.

۱۲ - الهداية ص ۲۸، المقنع ص ۲۲ مرسلاً مثله وفيه: « مؤمناً » بدلاً من « حزيناً »، ثواب الأعمال ص ۲۳۵ ح ۲، بسنده عن السكوني عن الصادق عليه‌السلام، الكافي ج ۳ ص ۲۰۵ ح ۱ بإسناده عن السكوني عن الصادق عليه‌السلام أيضاً، وفي ص ۲۲۶ ح ۲ بإسناده عن إسماعيل الجوزي عن الصادق عليه‌السلام عنها في البجار ج ۸۲ ص ۱۱۰ ح ۵۵.

۱۳ - التعازي ص ۲۱ ح ۴۲.

٣٥٠

باسناده: عن عيسى بن عبدالله، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه‌السلام قال: « من عزى الثكلى، اظله الله بظل عرشه، يوم لا ظل الا ظله ».

قال عيسى: وسمعت أبي يقول: قال إبراهيم خليل الرحمن: يا رب من أهلك ؟ قال: الذين يشهدون الجنائز، ويعزّون الثكلى، ويصلّون بالليل والناس نيام.

۲۱۷۱ / ۱۴ - وبإسناده: قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « ما من مسلم يعزي اخاه المسلم، الا كساه الله، من حلل الكرامة ».

۴۱- ( باب استحباب التّعزية، قبل الدفن وبعده )

۲۱۷۲ / ۱ - علي بن طاووس (رحمه الله) في فلاح السائل: روى غياث بن إبراهيم في كتابه بإسناده، عن مولانا علي عليه‌السلام انه قال: « التعزية مرة واحدة، قبل ان يدفن وبعد ما يدفن ».

۴۲- ( باب كيفية التّعزية، واستحباب الدّعاء لأهل المصيبة بالخلف والتّسلية )

۲۱۷۳ / ۱ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله بن محمّد قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا أبي عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه،

______________

۱۴ - المصدر السابق ص ۲۱ ح ۴۳.

الباب - ۴۱

۱ - فلاح السائل ص ۸۲، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۸۸ ح

الباب - ۴۲

۱ - الجعفريات ص ۲۰۷.

٣٥١

عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مر على امرأة وهي تبكي على ولدها، فقال: « اصبري ايتها المرأة » فقالت: اذهب إلى عملك، فمضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل لها: هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاتبعته فقالت: يا رسول الله انّي لم اعرفك فهل لي من اجر في مصيبتي ؟ فقال لها: « الاجر مع الصدمة الاولى ».

ورواه في دعائم الإسلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (۱) - وفيه: اذهب إلى عملك فانه ولدي وقرة عيني - وفيه: فقامت تشتد حتّى لحقته فقالت ... الخ.

۲۱۷۴ / ۲ - البحار عن اعلام الدين للديلمي قال: قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام يعزي قوما: « عليكم بالصبر، فان به يأخذ الحازم، واليه يرجع الجازع ».

۲۱۷۵ / ۳ - وعن الرضا عليه‌السلام انه قال للحسن بن سهل وقد عزاه بموت ولده: « التهنئة بآجل الثواب، اولى من التعزية بعاجل (۱) المصيبة ».

۲۱۷۶ / ۴ - القطب الراوندي في دعواته قال: جاء رجل من موالي أبي عبدالله عليه‌السلام، فنظر إليه فقال عليه‌السلام: « ما لي اراك حزيناً »؟ فقال: كان لي ابن قرة عين فمات، فتمثل عليه‌السلام:

______________

(۱) دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۲۲، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۱۴۴ ح ۲۹.

۲ - البحار ج ۸۲ ص ۸۸ ح ۳۷ عن اعلام الدين ص ۹۵.

۳ - البحار ج ۸۲ ص ۸۸ ح ۳۷ عن اعلام الدين ص ۹۸.

(۱) في المصدر: على عاجل.

۴ - دعوات القطب الراوندي: عنه في البحار ج ۸۲ ص ۸۸ ح ۴۰.

٣٥٢

عطيته إذا اعطى سرور

وان اخذ الذي اعطى اثابا

فأي النعمتين أعم شكرا

وأجزل في عواقبها ايابا

أنعمته التي أبدت سرورا

أو الاخرى التي ادخرت ثوابا

وقال عليه‌السلام: « إذا اصابك من هذا شئ فافض من دموعك فإنها تسكن ».

۲۱۷۷ / ۵ - الشهيد الثاني في مسكن الفؤاد: عن علي عليه‌السلام قال: « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، إذا عزى قال: آجركم الله ورحمكم، وإذا هنّأ قال: بارك الله لكم وبارك عليكم ».

وروي انه توفّي لمعاذ ولد، فاشتد وجده عليه، فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، فكتب إليه: « بسم الله الرحمن الرّحيم، من محمّد رسول الله، إلى معاذ: سلام عليك، فاني احمد اليك (۱) الله الذي لا اله الا هو.

[ أمّا بعد ] (۲): اعظم (۳) الله جل اسمه لك الاجر والهمك الصبر، ورزقنا وإياك الشكر، ان انفسنا وأهالينا وأموالنا (۴) وأولادنا من مواهب الله الهنيئة وعواريها المستودعة (۵) يمتع (۶) بها إلى اجل معلوم (۷) ويقبضها لوقت معدود (۸)، ثم افترض (۹) علينا الشكر إذا

______________

۵ - مسكن الفؤاد ص ۱۱۷، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۵ ح ۴۶.

(۱) اليك: ليس في المصدر.

(۲) أثبتناه من المصدر.

(۳) في نسخة: فعظّم، منه « قدّه ».

(۴) في المصدر: وموالينا.

(۵) في نسخة: المستردّة، منه « قدّه ».

(۶) في المصدر: نمتّع.

(۷) في نسخة: محدود، منه « قده ».

٣٥٣

اعطانا (۱۰)، والصبر إذا إبتلى (۱۱) وقد (۱۲) كان ابنك من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة، متعك الله به في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر كثير: الصلاة والرحمة والهدى - ان صبرت واحتسبت - فلا تجمعن عليك مصيبتين، فيحبط الله (۱۳) أجرك، وتندم على ما فاتك، فلو قدمت على ثواب مصيبتك، علمت أن المصيبة قد قصرت في جنب الله عن الثواب، فتنجز من الله موعوده، وليذهب أسفك على ما هو نازل بك مكان قدر (۴).

ورواه الشريف في كتاب التعازي (۱۵): بإسناده، عن عاصم بن عمر بن قتادة، مثله.

۲۱۷۸ / ۶ - البحار: عن اعلام الدين مثله - إلى قوله - فلا تجمعن أن يحبط جزعك أجرك، وان تندم غدا على ثواب مصيبتك، فانك لو قدمت على ثوابها، علمت أن المصيبة قد قصرت عنها، واعلم ان الجزع لا يرد فائتا، ولا يدفع حزن قضاء، فليذهب اسفك على ما هو نازل بك مكان ابنك والسلام.

ورواه في تحف العقول: عنه، مثله (۱).

______________

=   (۸) في نسخة: محدود، منه « قده ».

(۹) في نسخة: وقد جعل الله تعالى، منه « قده ».

(۱۰) في نسخة: أعطى، منه « قدّه ».

(۱۱) في نسخة: ابتلانا، منه « قدّه ».

(۱۲) وقد: ليس في المصدر.

(۱۳) في المصدر: لك.

(۱۴) في المصدر: فكان قدر قد نزل عليك والسلام.

(۱۵) التعازي ص ۱۲ ح ۱۴.

۶ - البحار ج ۸۲ ص ۹۶ في ضمن « بيان » عن اعلام الدين ۹۴.

(۱) تحف العقول ص ۴۱ نحوه.

٣٥٤

۲۱۷۹ / ۷ - الصدوق في كمال الدين: عن المظفر العلوي عن ابن العياشي، عن أبيه، عن جعفر بن أحمد، عن ابن فضال، عن الرضا عليه‌السلام قال: « لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، جاء الخضر عليه‌السلام فوقف على باب البيت، وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد سجّي بثوب (۱)، فقال: السلام عليكم يا أهل البيت ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (۲) انّ في الله خلفاً من كلّ هالك، وعزاء من كلّ مصيبة، ودركاً (۳) من كلّ فائت، فتوكلوا عليه وثقوا به، واستغفروا الله لي ولكم.

فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: هذا اخي الخضر جاء يعزيكم بنبيكم ».

ورواه فيه وفي غيره، والعياشي (۴)، والشيخ في الامالي (۵)، وغيرهما، بأسانيد والفاظ مختلفة.

۲۱۸۰ / ۸ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال: « لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، اتاهم آت

______________

۷ - كمال الدين ص ۳۹۱ ح ۵، عنه في البحار ج ۲۲ ص ۵۱۵ ح ۱۸.

(۱) في المصدر: بثوبه.

(۲) آل عمران ۳: ۱۸۵.

(۳) الدرك: إدراك الحاجة والطلبة (لسان العرب ج ۱۰ ص ۴۱۹).

(۴) تفسير العياشي ج ۱ ص ۲۰۹ ح ۱۶۷، عنه في البرهان ج ۱ ص ۳۲۹ ح ۳ وعنه في البحار ج ۲۲ ص ۵۲۵ ح ۳۰ وفيهم: جبرئل بدل الخضر عليهما‌السلام والكافي ج ۳ ص ۲۲۱ ح ۵ و ۶ و ۷ و ۸.

(۵) أمالي الطوسي ج ۲ ص ۱۶۱، عنه في البحار ج ۲۲ ص ۵۴۳ ح ۵۷.

۸ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۲۲، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۹ ح ۴۸.

٣٥٥

يسمعون صوته ولا يرون شخصه ، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) (۱) انّ في الله عزاء من كلّ مصيبة، وخلفا من كلّ هالك، فالله فارجوا، واياه فاعبدوا، واعلموا ان المصاب من حرم الثواب، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فقيل لجعفر بن محمّد عليهما‌السلام من كنتم ترون المتكلم يابن رسول الله ؟ فقال: كنا نراه جبرئيل ».

۲۱۸۱ / ۹ - وعن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه قال: « لما هلك أبوسلمة جزعت عليه ام سلمة، فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: قولي يا ام سلمة: اللهم اعظم اجري في مصيبتي وعوضني خيرا منه (۱)، قالت: واين لي مثل ابي سلمة يا رسول الله ؟ فاعاد عليها، فقالت مثل قولها الأول، فردّ (۲) عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فقالت في نفسها: أرد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث مرات، فقالت: فاخلف الله عليها خيرا من أبي سلمة، رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

۲۱۸۲ / ۱۰ - وعن أبي جعفر عليه‌السلام: « قال تعزية المسلم للمسلم الذي يعزيه (۱)، استرجاع عنده وتذكرة للموت وما بعده، ونحو هذا

______________

(۱) آل عمران ۳: ۱۸۵.

۹ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۲۴، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۱۰۰ ح ۴۸.

(۱) في المصدر: منها.

(۲) وفيه: فأعاد.

۱۰ - المصدر السابق ج ۱ ص ۲۲۴، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۱۰۰ ح ۴۸.

(۱) في المصدر: بقرينة الذميّ، بدل: الذي يعزّيه.

٣٥٦

من الكلام ».

قال: « وكذلك الذمي إذا كان لك جارا فاصيب بمصيبة، تقول له ايضا مثل ذلك، وان عزاك عن ميت فقل: هداك الله ».

۲۱۸۳ / ۱۱ - سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الانوار: عن الرضا، عن ابيه عليهما‌السلام - قال: « امرني ابي - يعني: ابا عبدالله عليه‌السلام، ان آتي المفضل بن عمر فاعزيه بإسماعيل، وقال: اقرئ المفضل السلام وقل له: اصبنا (۱) بإسماعيل فصبرنا، فاصبر كما صبرنا، إذا اردنا امرا واراد الله امرا، سلمنا (۲) لامر الله ».

۲۱۸۴ / ۱۲ - نهج البلاغة: قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام وقد عزى الأشعث بن قيس عن ابن له: « يا اشعث! إن تحزن على ابنك، فقد استحقت ذلك منك الرحم، وإن تصبر ففي الله من كلّ مصيبة خلف، يا أشعث! إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور، وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور (۱)، سرك وهو بلاء وفتنة، وحزنك وهو ثواب ورحمة ».

۲۱۸۵ / ۱۳ - وفيه: وعزى عليه‌السلام قوما عن ميت مات لهم فقال: « ان هذا الامر ليس بكم بدأ ولا اليكم انتهى، وقد كان

______________

۱۱ - مشكاة الأنوار ص ۲۰، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۱۰۳ ح ۵۱.

(۱) في المصدر: إنّا اصبنا.

(۲) وفيه: سلمناه.

۱۲ - نهج البلاغة ج ۳ ص ۲۲۴ ح ۲۹۱.

(۱) الوزر: الذنب لثقله، رجل موزور: غير مأجور، وقد قيل: مأزور (لسان العرب - وزر - ج ۵ ص ۲۳۸).

۱۳ - نهج البلاغة ج ۳ ص ۲۳۷ ح ۳۵۷، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۱۳۵ ح ۱۹.

٣٥٧

صاحبكم هذا يسافر فعدوه في بعض سفراته، فان قدم عليكم والا قدمتم عليه ».

وفي خبر آخر - انه قال للاشعث بن قيس معزيا: « ان صبرت صبر الاكارم، والا سلوت سلوّ البهائم ».

۲۱۸۶ / ۱۴ - السيد علي خان - شارح الصحيفة - في الطبقات: عن يحيى بن أبي يعلى قال: سمعت عبدالله بن جعفر، والشهيد في مسكن الفؤاد (۱) عنه - واللفظ للأول - يقول: انا أحفظ حين دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على اُمي، فنعى إليها أبي، فانظر إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي، وعيناه تهراقان بالدمع حتّى قطرت لحيته، ثم قال: « اللهم ان جعفرا قدم إلى أحسن الثواب، فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته »، الخبر.

۴۳- ( باب استحباب اتّخاذ النّعش لحمل الميّت، ويتأكّد في المرأة )

۲۱۸۷ / ۱ - الجعفريات: أخبرنا ابو محمّد عبدالله بن محمّد بن عثمان قال: أخبرنا محمّد بن محمّد الأشعث قال: حدّثني موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام، ان فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، لما

______________

۱۴ - الدرجات الرفيعة ص ۷۶.

(۱) مسكن الفؤاد ص ۱۰۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۲ ح ۴۴.

الباب - ۴۳

۱ - الجعفريات ص ۲۰۵.

٣٥٨

قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، اشتكت واخذها السبل (۱) كمدا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فعاشت بعده سبعين يوما، وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « اول من يلحق بي من اهلي أنت يا فاطمة » فقالت فاطمة عليها‌السلام  لأسماء بنت عميس: « كيف أصنع؟ وقد صرت عظماً، قد يبس الجلد على العظم » فقالت أسماء: فديتك أنا أصنع لك شيئاً لا ... (۲) الرجل شيئاً إذا حملت على نعشك ... (۳) بارض الحبشة، يجعلون لنعش المرأة، قالت: « فأحب ان تجعلين ذلك » فجعلت النعش، فهو اول نعش كان في الاسلام، نعش فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

۲۱۸۸ / ۲ - البحار: عن مصباح الأنوار، عن ابي جعفر، عن آبائه عليهم‌السلام قال: « لما حضرت فاطمة عليها‌السلام الوفاة، كانت قد ذابت من الحزن وذهب لحمها، فدعت اسماء بنت عميس ».

وقال ابو بصير في حديثه عن أبي جعفر عليه‌السلام: انها دعت ام أيمن فقالت: « يا أم أيمن اصنعي لي نعشا يواري جسدي، فإني قد ذهب لحمي » فقالت لها: يا بنت رسول الله ألا اُريك شيئاً

______________

(۱) ريح السبل: داء يصيب العين. الجوهري: السبل: داء في العين شبه غشاوة كأنّها نسج العنكبوت بعروق الحمر (لسان العرب - سبل - ج ۱۱ ص ۳۲۲).

(۲) كان بياض في المخطوط والطبعة الحجريّة والمصدر، والظاهر أنّه: « يرى » وقد استظهر المؤلف « قدّه » في هامش المخطوط: « يراك ».

(۳) وكان هنا أيضاً بياض فيها، والظاهر أنّه « كما رأيت يصنع ». ويؤيّد الاستظهارين ما ورد في كشف الغمّة ج ۱ ص ۵۰۳، عنه في البحار ج ۸۱ ۲۵۰ ح ۹، ۱۰.

۲ - البحار ج ۸۱ ص ۲۵۵ ح ۱۴. عن مصباح الأنوار ص ۲۵۶.

٣٥٩

يصنع في أرض الحبشة؟ قالت فاطمة عليها‌السلام: « بلى »، فصنعت لها مقدار ذراع من جرايد النخل، وطرحت فوق النعش ثوبا فغطاها، فقالت فاطمة عليها‌السلام: « سترتيني، سترك الله من النّار ».

قال الفرات بن احنف في حديثه: قال أبوجعفر عليه‌السلام: « وذلك النعش، أول نعش عمل على جنازة امرأة في الإسلام ».

۲۱۸۹ / ۳ - وعنه، عن زيد بن علي عليه‌السلام، ان فاطمة (صلوات الله) عليها)، قالت لأسماء بنت عميس: « يا أم اني أرى النساء على جنائزهن، إذا حملن عليها تشف أكفانها (۱)، وإني اكره ذلك ». فذكرت لها أسماء بنت عميس النعش، فقالت: « اصنعيه على جنازتي »، ففعلت ذلك.

۲۱۹۰ / ۴ - سليم بن قيس الهلالي في كتابه: عن سلمان وابن عباس - في حديث طويل - قالا: فبقيت فاطمة عليها‌السلام بعد (۱) أبيها أربعين ليلة، فلما اشتد بها الأمر دعت علياً عليه‌السلام وقالت: « يابن عم! ما أراني إلا لما بي، وأنا اوصيك بان تتزوج بامامة (۲) بنت اختي زينب تكون لولدي مثلي، وأن تتخذ (۳) لي نعشاً، فإني رأيت الملائكة يصفونه لي، وأن لا يشهد أحد من أعداء الله جنازتي ولا دفني ولا الصلاة عليّ »، الخبر.

______________

۳ - البحار ج ۸۱ ص ۲۵۶ ح ۱۷ عن مصباح الانوار ص ۲۵۸.

(۱) في المصدر: تشف أكفانهن.

۴ - سليم بن قيس الهلالي ص ۲۵۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۵۶ ح ۱۸.

(۱) في المصدر: بعد وفاة.

(۲) بامامة: ليس في المصدر.

(۳) وفيه: واتّخذ.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434