العبد يزداد من الله بعدا ما مشى خلفه ، وكان رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم
في بعض الأوقات يمشي مع الأصحاب فيأمرهم بالتقدم ويمشي في غمارهم.
ومنها : أن لا يزور غيره وإن كان يحصل من زيارته خير لغيره في الدين ، وهو ضد التواضع.
ومنها : أن يستنكف من جلوس غيره بالقرب منه إلا أن يجلس بين يديه ، والتواضع خلافه ، قال أنس : كانت الوليدة من ولائد المدينة تأخذ بيد رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم
ولا ينزع يده منها حتى تذهب به حيث شاءت.
ومنها : أن يتوقى مجالسته المرضى والمعلولين ويتحاشى عنهم وهو كبر ، دخل رجل على رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم
وعليه جدري قد يقشر وعنده أصحابه يأكلون فما جلس عند أحد إلا قام من جنبه فأجلسه النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم
بجنبه.
ومنها : أن لا يتعاطى بيده شغلا في بيته ، والتواضع خلافه.
ومنها : أن لا يأخذ متاعا ويحمله إلى بيته ، وهذا خلاف عادة المتواضعين ، كان رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم
يفعل ذلك ، وقال عليعليهالسلام
: لا ينقص الرجل من كماله ما حمل من شيء إلى عياله ، وقال بعضهم : رأيت عليا اشترى لحما بدراهم فحمله في ملحفته ، فقال : أحمل عنك يا أمير المؤمنين! قال : لا أبو العيال أحق أن يحمل.
ومنها : اللباس إذ يظهر به التكبر والتواضع ، وقد قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم
: البذاذة من الإيمان ، قيل : هي الدون من الثياب ، وعوتب عليعليهالسلام
في إزار مرقوع فقال : يقتدي به المؤمن ويخشع له القلب ، وقال عيسىعليهالسلام
: جودة الثياب خيلاء القلب ، وقال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم
: من ترك زينة لله ووضع ثيابا حسنة تواضعا لله وابتغاء وجهه كان حقا على الله أن يدخر له عبقري الجنة.
فإن قلت : فقد قال عيسىعليهالسلام
: جودة الثياب خيلاء القلب ، وقد سئل نبينا