مرآة العقول الجزء ١٢

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 594

مرآة العقول

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف:

الصفحات: 594
المشاهدات: 25464
تحميل: 4572


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 594 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 25464 / تحميل: 4572
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 12

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

حبب إلي لقاءك واجعل لي في لقائك خير الرحمة والبركة وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ولا تؤخرني مع الأشرار وألحقني بصالح من مضى واجعلني مع صالح من بقي وخذ بي سبيل الصالحين وأعني على نفسي بما تعين به الصالحين على أنفسهم ولا تردني في سوء استنقذتني منه يا رب العالمين أسألك إيمانا لا أجل له دون لقائك تحييني وتميتني عليه وتبعثني عليه إذا بعثتني وابرأ قلبي من الرياء والسمعة والشك في دينك اللهم أعطني نصرا في دينك وقوة في عبادتك وفهما في خلقك وكفلين من رحمتك وبيض وجهي بنورك واجعل رغبتي فيما عندك وتوفني في سبيلك على ملتك وملة رسولك اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والجبن والبخل والغفلة والقسوة والفترة والمسكنة وأعوذ بك يا رب من نفس لا تشبع ومن قلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع ومن صلاة لا تنفع وأعيذ بك نفسي وأهلي وذريتي من الشيطان الرجيم اللهم إنه لا يجيرني منك أحد ولا أجد من دونك ملتحدا فلا تخذلني ولا تردني في هلكة ولا تردني بعذاب أسألك الثبات على دينك والتصديق بكتابك واتباع رسولك اللهم اذكرني برحمتك ولا تذكرني بخطيئتي وتقبل مني وزدني من فضلك إني إليك راغب اللهم اجعل ثواب منطقي وثواب مجلسي رضاك عني واجعل عملي ودعائي خالصا لك واجعل ثوابي الجنة برحمتك واجمع لي جميع ما سألتك وزدني من فضلك إني إليك راغب اللهم غارت النجوم ونامت العيون وأنت

_________________________________________

في حكمك ـ« وكفلين. » أي النعمة الظاهرة والباطنة أو الدنيا والآخرة أو ضاعف رحمتك وقال في القاموس : الكفل بالكسر الضعف والنصيب والحظ ، وقال :الكسل التثاقل من الشيء والفتور فيه ، وقال :الهرم محركة أقصى الكبر ، وقال في الصحاحالملتحد الملجإ لأن اللاجئ يميل إليه ، وقال في مصباح اللغة :الهلك مثل قفل والهلكة مثال قصبة بمعنى الهلاك ،ولا تردني عن الرد أو من الإرادة فتدبرذات أبراج أي مزينة بالكواكب وقد مر تفسير هذه الفقرات في باب الدعاء عند النوم والانتباه فارجع إليه« تدلج الرحمة » لعل فيه حذفا وإيصالا أو الرحمة

٤٦١

الحي القيوم لا يواري منك ليل ساج ولا سماء ذات أبراج ولا أرض ذات مهاد ـ ولا بحر لجي ولا ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ تدلج الرحمة على من تشاء من خلقك تعلم خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ أشهد بما شهدت به على نفسك وشهدت ملائكتك وأولو العلم لا إله إلا أنت العزيز الحكيم ومن لم يشهد بما شهدت به على نفسك وشهدت ملائكتك وأولو العلم فاكتب شهادتي مكان شهادتهم اللهم أنت السلام ومنك السلام أسألك يا ذا الجلال والإكرام أن تفك رقبتي من النار.

٢٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن محمد بن يحيى الخثعمي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن أبا ذر أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه جبرئيلعليه‌السلام في صورة دحية الكلبي وقد استخلاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما رآهما انصرف عنهما ولم يقطع كلامهما فقال جبرئيلعليه‌السلام يا محمد هذا أبو ذر قد مر بنا ولم يسلم علينا أما لو سلم لرددنا عليه يا محمد إن له دعاء يدعو به معروفا عند أهل السماء فسله عنه إذا عرجت إلى السماء فلما ارتفع جبرئيل جاء أبو ذر إلى النبي فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما منعك يا أبا ذر أن تكون سلمت علينا حين مررت بنا فقال ظننت يا رسول الله أن الذي كان معك ـ دحية الكلبي قد استخليته لبعض شأنك فقال ذاك جبرئيلعليه‌السلام يا أبا ذر وقد قال أما لو سلم علينا لرددنا عليه فلما علم أبو ذر أنه كان جبرئيلعليه‌السلام دخله من الندامة حيث لم يسلم عليه ما شاء الله فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما هذا الدعاء الذي تدعو به فقد أخبرني جبرئيلعليه‌السلام أن لك دعاء تدعو به معروفا في السماء

_________________________________________

منصوب بنزع الخافض أو هو مرفوع بالفاعلية إذ الإدلاج لازم« مكان شهادته » أي ضاعف لي الثواب بعدد كل من جحد ما أقررت به« أنت السلام » أي السالم من النقائص أو مسلم الخلق من الآفات« ومنك السلام » أي سلامة كل أحد من العيوب أو البلايا من فضلك.

الحديث الخامس والعشرون : حسن أو موثق.

٤٦٢

فقال نعم يا رسول الله أقول اللهم إني أسألك الأمن والإيمان بك والتصديق بنبيك والعافية من جميع البلاء والشكر على العافية والغنى عن شرار الناس.

٢٦ ـ علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة قال أخذت هذا الدعاء عن أبي جعفر محمد بن عليعليه‌السلام قال وكان أبو جعفر يسميه الجامع : « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله آمنت بالله وبجميع رسله وبجميع ما أنزل به على جميع الرسل وأن وعد الله حق ولقاءه حق وصدق الله وبلغ المرسلون وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وسبحان الله كلما سبح الله شيء وكما يحب الله أن يسبح والحمد لله كلما حمد الله شيء وكما يحب الله أن يحمد ولا إله إلا الله كلما هلل الله شيء وكما يحب الله أن يهلل والله أكبر كلما كبر الله شيء وكما يحب الله أن يكبر اللهم إني أسألك مفاتيح الخير وخواتيمه وسوابغه وفوائده وبركاته وما بلغ علمه علمي وما قصر عن إحصائه حفظي اللهم انهج إلي أسباب معرفته وافتح لي أبوابه وغشني ببركات رحمتك ومن علي بعصمة عن الإزالة عن دينك وطهر قلبي من الشك ولا تشغل قلبي بدنياي وعاجل معاشي عن آجل ثواب آخرتي واشغل قلبي بحفظ ما لا تقبل مني جهله وذلل لكل خير لساني وطهر قلبي من الرياء ولا تجره في مفاصلي واجعل عملي خالصا لك اللهم إني أعوذ بك من الشر وأنواع الفواحش كلها ظاهرها وباطنها وغفلاتها وجميع ما يريدني به الشيطان الرجيم وما يريدني به السلطان العنيد مما أحطت بعلمه وأنت

_________________________________________

الحديث السادس والعشرون : حسنما أنزل به أي أنزل الملك بسببه ، وفي التهذيب ، والمصباح أنزلت به جميع وهو الصواب« والذل » بالكسر ضد الصعب وقال في النهاية : فيه نهي المسافر أن يأتي أهلهطروقا أي ليلا وكل آت بالليل طارق ، وقيل : أصل الطروق من الطرق وهو الدق وسمي الآتي بالليل طارقا لحاجته إلى دق الباب ، وفي نسخ المصباح هكذا ـ من طوارق الإنس والجن وزوابعهم وتوابعهم وحسدهم ومكائدهم ومشاهدة الفسقة منهم وفي القاموسالزوبعة اسم

٤٦٣

القادر على صرفه عني اللهم إني أعوذ بك من طوارق الجن والإنس وزوابعهم وبوائقهم ومكايدهم ومشاهد الفسقة من الجن والإنس وأن أستزل عن ديني فتفسد علي آخرتي وأن يكون ذلك منهم ضررا علي في معاشي أو يعرض بلاء يصيبني منهم لا قوة لي به ولا صبر لي على احتماله فلا تبتلني يا إلهي بمقاساته فيمنعني ذلك عن ذكرك ويشغلني عن عبادتك أنت العاصم المانع الدافع الواقي من ذلك كله أسألك اللهم الرفاهية في معيشتي ما أبقيتني معيشة أقوى بها على طاعتك وأبلغ بها رضوانك وأصير بها إلى دار الحيوان غدا ولا ترزقني رزقا يطغيني ولا تبتلني بفقر أشقى به مضيقا علي أعطني حظا وافرا في آخرتي ومعاشا واسعا هنيئا مريئا في دنياي ولا تجعل الدنيا علي سجنا ولا تجعل فراقها علي حزنا أجرني من فتنتها واجعل عملي فيها مقبولا وسعيي فيها مشكورا اللهم ومن أرادني بسوء فأرده بمثله ومن كادني فيها فكده واصرف عني هم من أدخل علي همه وامكر بمن مكر بي فإنك خير الماكرين وافقأ عني عيون الكفرة الظلمة والطغاة والحسدة اللهم وأنزل علي منك السكينة وألبسني درعك الحصينة واحفظني بسترك الواقي وجللني عافيتك النافعة وصدق قولي وفعالي وبارك لي في ولدي وأهلي ومالي اللهم ما قدمت وما أخرت وما أغفلت وما تعمدت وما توانيت وما أعلنت وما أسررت فاغفره لي يا أرحم الراحمين.

٢٧ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قل اللهم أوسع علي في رزقي وامدد لي في عمري واغفر لي ذنبي واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل

_________________________________________

شيطان أو رئيس الجن« وبوائقهم » في النهاية أي غوائلهم وشرورهم وأحدهما بائقة وهي الداهية ، وقال في الصحاحوقاساه أي كابده ، وقال : الكبد الشدة وكابدت الأمر إذا قاسيت شدته ، وقال والفعل بالكسر الاسم والجمع فعال والفعال أيضا مصدر ، وقالوتوانى في حاجته قصر.

الحديث السابع والعشرون : صحيح.

٤٦٤

بي غيري ».

٢٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه كان يقول « يا من يشكر اليسير ويعفو عن الكثير وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ اغفر لي الذنوب التي ذهبت لذتها وبقيت تبعتها ».

٢٩ ـ وبهذا الإسناد ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان من دعائه يقول ـ يا نور يا قدوس يا أول الأولين ويا آخر الآخرين يا رحمان يا رحيم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم واغفر لي الذنوب التي تحل النقم واغفر لي الذنوب التي تهتك العصم واغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء واغفر لي الذنوب التي تديل الأعداء واغفر لي الذنوب التي تعجل الفناء واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء واغفر لي الذنوب التي تظلم الهواء واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء واغفر لي الذنوب التي ترد غيث السماء.

٣٠ ـ عنه ، عن محمد بن سنان ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام يا عدتي في كربتي ويا صاحبي في شدتي ويا وليي في نعمتي ويا غياثي في رغبتي قال وكان

_________________________________________

الحديث الثامن والعشرون : ضعيف على المشهور.

وفي النهاية : في أسمائهالشكور وهو الذي يزكو عنده القليل من أعمال العباد يضاعف لهم الجزاء وشكره لعباده مغفرته لهم والشكور من أبنية المبالغة يقال شكرت الله وشكرتك والأول أفصح.

الحديث التاسع والعشرون : ضعيف على المشهور وقال في الصحاحقدوس اسم من أسماء الله تعالى وهو فعول من القدس وهو الطهارة وسيبويه يقول قدوس وسبوح بفتح أوائلهما وقالالإدالة الغلبة يقال اللهم أدلني على فلان أي انصرني عليه.

الحديث الثلاثون : ضعيف على المشهور.

« والآثار » الأعمال الصالحة والسيئة قوله تعالى( وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ )

٤٦٥

من دعاء أمير المؤمنينعليه‌السلام ـ اللهم كتبت الآثار وعلمت الأخبار واطلعت على الأسرار فحلت بيننا وبين القلوب فالسر عندك علانية والقلوب إليك مفضاة وإنما أمرك لشيء إذا أردته أن تقول له كُنْ فَيَكُونُ فقل برحمتك لطاعتك أن تدخل في كل عضو من أعضائي ولا تفارقني حتى ألقاك وقل برحمتك لمعصيتك أن تخرج من كل عضو من أعضائي فلا تقربني حتى ألقاك وارزقني من الدنيا وزهدني فيها ولا تزوها عني ورغبتي فيها يا رحمان.

٣١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن عبد الرحمن بن سيابة قال أعطاني أبو عبد اللهعليه‌السلام هذا الدعاء الحمد لله ولي الحمد وأهله ومنتهاه ومحله أخلص من وحده واهتدى من عبده وفاز من أطاعه وأمن المعتصم به اللهم يا ذا الجود والمجد والثناء الجميل والحمد أسألك مسألة من خضع لك برقبته ورغم لك أنفه وعفر لك وجهه وذلل لك نفسه وفاضت من خوفك دموعه وترددت عبرته واعترف لك بذنوبه وفضحته عندك خطيئته وشانته عندك جريرته وضعفت عند ذلك قوته وقلت حيلته وانقطعت عنه أسباب خدائعه واضمحل عنه كل باطل وألجأته ذنوبه إلى ذل مقامه بين يديك وخضوعه لديك وابتهاله إليك أسألك اللهم سؤال من هو بمنزلته أرغب إليك كرغبته وأتضرع إليك كتضرعه ـ وأبتهل إليك كأشد ابتهاله اللهم فارحم استكانة منطقي وذل مقامي ومجلسي

_________________________________________

وفي الصحاحأفضيت على فلان سري وأقضى بيده إلى الأرض إذا مسها بباطن راحته ، وفي القاموس يقالزويت عني ما أحب أي صرفته عني وقبضته ، وفي النهاية وما زوى الله عنكم أي ما نحى عنكم من الخير والفضل.

الحديث الواحد والثلاثون : مجهول أو حسن ، والسند الآخر حسن.

« ولي الحمد » يطلق الولي على المتولي بأمر ، وعلى الأولى بأمر ، فعلى الأول المراد أنه هو الحامد لنفسه كما يستحقه ، أو هو الموفق لكل من حمده ، وعلى الثاني المراد أنه أولى بالحمد من كل أحد ، ونقل المعنيين في مجمع البيان« أخلص »

٤٦٦

وخضوعي إليك برقبتي أسألك اللهم الهدى من الضلالة والبصيرة من العمى والرشد من الغواية وأسألك اللهم أكثر الحمد عند الرخاء وأجمل الصبر عند المصيبة ـ وأفضل الشكر عند موضع الشكر والتسليم عند الشبهات وأسألك القوة في طاعتك والضعف عن معصيتك والهرب إليك منك والتقرب إليك رب لترضى والتحري لكل ما يرضيك عني في إسخاط خلقك التماسا لرضاك رب من أرجوه إن لم ترحمني أو من يعود علي إن أقصيتني أو من ينفعني عفوه إن عاقبتني أو من آمل عطاياه إن حرمتني أو من يملك كرامتي إن أهنتني أو من يضرني هوانه إن أكرمتني رب ما أسوأ فعلي وأقبح عملي وأقسى قلبي وأطول أملي وأقصر أجلي وأجرأني على عصيان من خلقني رب وما أحسن بلاءك عندي وأظهر نعماءك علي كثرت علي منك النعم فما أحصيها وقل مني الشكر فيما أوليتنيه فبطرت بالنعم وتعرضت للنقم وسهوت عن الذكر وركبت الجهل بعد العلم وجزت من العدل إلى الظلم وجاوزت البر إلى الإثم وصرت إلى الهرب من الخوف والحزن فما أصغر حسناتي وأقلها في كثرة ذنوبي وما أكثر ذنوبي وأعظمها على قدر صغر خلقي وضعف ركني رب وما أطول أملي في قصر أجلي وأقصر أجلي في بعد أملي وما أقبح سريرتي وعلانيتي رب لا حجة لي إن احتججت ولا عذر لي إن اعتذرت ولا شكر عندي إن ابتليت وأوليت إن لم تعني على شكر ما أوليت

_________________________________________

لعله إشارة إلى أن من لم يخلص العمل له فهو مشترك فتدبر وقال في القاموس :شانه ضد زانه ، وقالالعبرة بالفتح الدمعة قبل أن تفيض ، أو تردد البكاء في الصدر أو الحزن بلا بكاء ، والجمع عبرات وعبر ، وقال في الصحاح :الابتهال التضرع ويقال في قوله تعالى( ثُمَّ نَبْتَهِلْ ) أي تخلص في الدعاء وقال فلانيتحرى الأمر أي يتوخاه ويقصده« إن أقصيتني » أي أبعدتني وقال في الصحاحالبطر الأشر وهو شدة المرح وقد بطر بالكسر يبطر وقالركن الشيء جانبه الأقوى والابتلاء الاختبار« وهدت » أي كسرت« كيف اطلب » إلى آخره في المصباح هكذا كيف لي طلب وشهوات الدنيا أو أبكي على حميم فيها ولا أبكي على نفسي وتشتد إلى آخره« وأبكي على

٤٦٧

رب ما أخف ميزاني غدا إن لم ترجحه وأزل لساني إن لم تثبته وأسود وجهي إن لم تبيضه رب كيف لي بذنوبي التي سلفت مني قد هدت لها أركاني رب كيف أطلب شهوات الدنيا وأبكي على خيبتي فيها ولا أبكي وتشتد حسراتي على عصياني وتفريطي رب دعتني دواعي الدنيا فأجبتها سريعا وركنت إليها طائعا ودعتني دواعي الآخرة فتثبطت عنها وأبطأت في الإجابة والمسارعة إليها كما سارعت إلى دواعي الدنيا وحطامها الهامد وهشيمها البائد وسرابها الذاهب رب خوفتني وشوقتني واحتججت علي برقي وكفلت لي برزقي فأمنت من خوفك وتثبطت عن تشويقك ولم أتكل على ضمانك وتهاونت باحتجاجك اللهم فاجعل أمني منك في هذه الدنيا خوفا وحول تثبطي شوقا وتهاوني بحجتك فرقا منك ثم رضني بما قسمت لي من رزقك يا كريم يا كريم أسألك باسمك العظيم رضاك عند السخطة والفرجة عند الكربة والنور عند الظلمة والبصيرة عند تشبه الفتنة رب اجعل جنتي من خطاياي حصينة ودرجاتي في الجنان رفيعة وأعمالي كلها متقبلة وحسناتي مضاعفة زاكية وأعوذ بك من الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن ومن رفيع المطعم والمشرب ومن شر ما أعلم ومن شر ما لا أعلم وأعوذ بك من أن أشتري الجهل بالعلم والجفاء بالحلم والجور بالعدل والقطيعة بالبر والجزع

_________________________________________

حبيبي « أي أرى أحبائي يموتون وأبكي عليهم أي كيف أبكي وكيف أطلب والحال إني أبكي على معاصي وهي أشد ، أو يقدر كيف في قوله ولا أبكي ، ويكون قوله وأبكي جملة حالية أي كيف أطلب الدنيا وأرى موت إحيائي وكيف لا أبكي على ذنوبي والحال أنه تشتد حسراتي عليها وقال في القاموسالتثبط التوقف ولتعود عن الأمر والشغل عنه» والحطام « ما تكسر من اليبيس» وهمد « الثوب يهمد همودا بلى ونبات هامد يابس والهامد البالي المسود المتغير واليابس من النبات و» الهشيم « من النبات اليابس المتكسر والشجرة البالية يأخذها الحاطب كيف يشاء و» باد « هلك وذهب وانقطع» والفرجة « مثلثة التقضي من الأمر» أو الهدى

٤٦٨

بالصبر والهدى بالضلالة والكفر بالإيمان.

ابن محبوب ، عن جميل بن صالح أنه ذكر أيضا مثله وذكر أنه دعاء علي بن الحسين صلوات الله عليهما وزاد في آخره آمين رب العالمين.

٣٢ ـ ابن محبوب قال حدثنا نوح أبو اليقظان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ادع بهذا الدعاء ـ اللهم إني أسألك برحمتك التي لا تنال منك إلا برضاك والخروج من جميع معاصيك والدخول في كل ما يرضيك والنجاة من كل ورطة والمخرج من كل كبيرة أتى بها مني عمد أو زل بها مني خطأ أو خطر بها علي خطرات الشيطان أسألك خوفا توقفني به على حدود رضاك وتشعب به عني كل شهوة خطر بها هواي واستزل بها رأيي ليجاوز حد حلالك أسألك اللهم الأخذ ـ بأحسن ما تعلم وترك سيئ كل ما تعلم أو أخطأ من حيث لا أعلم أو من حيث أعلم أسألك السعة في الرزق والزهد في الكفاف والمخرج بالبيان من كل شبهة والصواب في كل حجة والصدق في جميع المواطن وإنصاف الناس من نفسي فيما علي ولي والتذلل في إعطاء النصف من جميع مواطن السخط والرضا وترك قليل البغي وكثيره في القول مني والفعل وتمام نعمتك في جميع الأشياء والشكر لك عليها لكي ترضى وبعد الرضا وأسألك الخيرة في كل ما يكون فيه الخيرة بميسور الأمور كلها لا بمعسورها يا كريم يا كريم يا كريم وافتح لي باب الأمر الذي فيه العافية والفرج وافتح لي بابه ويسر لي مخرجه ومن قدرت له علي مقدرة من خلقك فخذ عني بسمعه وبصره ولسانه ويده وخذه عن يمينه وعن يساره ومن خلفه ومن قدامه وامنعه أن يصل إلي بسوء عز جارك وجل ثناء وجهك ولا إله غيرك أنت ربي وأنا عبدك اللهم أنت رجائي في كل كربة وأنت ثقتي في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة فكم من كرب يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويشمت فيه

_________________________________________

بالضلالة » وفي المصباح أو الضلالة بالهدي وهو الظاهر ، ولعله من النساخ.

الحديث الثاني والثلاثون : حسن.

٤٦٩

العدو وتعيا فيه الأمور أنزلته بك وشكوته إليك راغبا إليك فيه عمن سواك قد فرجته وكفيته فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة فلك الحمد كثيرا ولك المن فاضلا.

٣٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال قل اللهم إني أسألك قول التوابين وعملهم ونور الأنبياء وصدقهم ونجاة المجاهدين وثوابهم وشكر المصطفين ونصيحتهم وعمل الذاكرين ويقينهم وإيمان العلماء وفقههم وتعبد الخاشعين وتواضعهم وحكم الفقهاء وسيرتهم وخشية المتقين ورغبتهم وتصديق المؤمنين وتوكلهم ورجاء المحسنين وبرهم اللهم إني أسألك ثواب الشاكرين ومنزلة المقربين ومرافقة النبيين اللهم إني أسألك خوف العاملين لك وعمل الخائفين منك وخشوع العابدين لك ويقين المتوكلين عليك وتوكل المؤمنين بك اللهم إنك بحاجتي عالم غير معلم وأنت لها واسع غير متكلف وأنت الذي لا يحفيك سائل ولا ينقصك نائل ولا يبلغ مدحتك قول قائل أنت كما تقول وفوق ما نقول اللهم اجعل لي فرجا قريبا وأجرا عظيما وسترا جميلا اللهم إنك تعلم أني على ظلمي لنفسي وإسرافي عليها لم أتخذ لك ضدا ولا ندا ولا صاحِبَةً وَلا وَلَداً يا من لا تغلطه المسائل يا من لا يشغله شيء عن شيء ولا سمع عن سمع ولا بصر عن بصر ولا يبرمه إلحاح الملحين أسألك أن تفرج عني في ساعتي هذه من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب إنك تحيي الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ وإِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يا من قل شكري له فلم يحرمني وعظمت خطيئتي فلم يفضحني ورآني على المعاصي فلم يجبهني وخلقني للذي خلقني له فصنعت غير الذي خلقني له فنعم

_________________________________________

الحديث الثالث والثلاثون : حسن« والنجاة من كل ورطة » في المصباح النجاة بدون الواو في موضع وفي موضع كما في المتن وعلى ما في المتن يكون المقصود بالسؤال الرحمة وبدون الواو يكون الباء للقسم أو للسببية والمقصود بالسؤال النجاة ويكونقوله عليه‌السلام والخروج معطوفا على قوله رضاك ، ولعل ما في المتن أظهر

٤٧٠

المولى أنت يا سيدي وبئس العبد أنا وجدتني ونعم الطالب أنت ربي وبئس المطلوب أنا ألفيتني عبدك وابن عبدك وابن أمتك بين يديك ما شئت صنعت بي اللهم هدأت الأصوات وسكنت الحركات وخلا كل حبيب بحبيبه وخلوت بك أنت المحبوب إلي فاجعل خلوتي منك الليلة العتق من النار يا من ليست لعالم فوقه صفة يا من ليس لمخلوق دونه منعة يا أول قبل كل شيء ويا آخر بعد كل شيء يا من ليس له عنصر ويا من ليس لآخره فناء ويا أكمل منعوت ويا أسمح المعطين ويا من يفقه بكل لغة يدعى بها ويا من عفوه قديم وبطشه شديد وملكه مستقيم أسألك باسمك الذي شافهت به موسى ـ يا الله يا رحمان يا رحيم يا لا إله إلا أنت اللهم أنت الصَّمَدُ أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تدخلني الجنة برحمتك.

٣٤ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن الوليد ، عن يونس قال قلت للرضاعليه‌السلام : علمني دعاء وأوجز فقال قل يا من دلني على نفسه وذلل قلبي

_________________________________________

لورود تعدية السؤال بالباء كما في قوله تعالى( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) (١) « والورطة » كل غامض والهلكة وكل أمر تعسر النجاة منه وشعبت الشيء فرقته« والزهد في الكفاف » أي مع الكفاف وفي التهذيب والمصباح هكذا والزهد فيما هو وبال وأسألك المخرج ، وقال في النهاية : الكفاف هو الذي لا يفضل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة ، وفي الحديث ابدأ بمن يقول ولا تلام على كفاف أي إذا لم يكن عندك كفاف لم تلم على أن لا تعطى أحدا ، وقال النصف بالكسر الانتصاف وقال في القاموسالإنصاف العدل والاسم منه النصف والنصفة محركتين.

الحديث الرابع والثلاثون : حسن ، أو موثق.

« وحكم الفقهاء » أي الحكمة أو القضاء« لا يحفيك سائل » قيل مشتق من الحفو بمعنى المنع أي لا يمنعك كثرة سؤال السؤال عن العطاء ، وقيل : بمعنى المبالغة في السؤال أي كلما ألحوا في السؤال لم يصلوا إلى حد المبالغة في السؤال بل يحسن

__________________

(١) المعارج : ١.

٤٧١

بتصديقه أسألك الأمن والإيمان.

٣٥ ـ علي بن أبي حمزة ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أن رجلا أتى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال يا أمير المؤمنين كان لي مال ورثته ولم أنفق منه درهما في طاعة الله عز وجل ثم اكتسبت منه مالا فلم أنفق منه درهما في طاعة الله فعلمني دعاء يخلف علي ما مضى ويغفر لي ما عملت أو عملا أعمله قال قل قال وأي شيء أقول يا أمير المؤمنين قال قل كما أقول ـ يا نوري في كل ظلمة ويا أنسي في كل وحشة ويا رجائي في كل كربة ويا ثقتي في كل شدة ويا دليلي في الضلالة أنت دليلي إذا انقطعت دلالة الأدلاء فإن دلالتك لا تنقطع ولا يضل من هديت أنعمت علي فأسبغت ورزقتني فوفرت وغذيتني فأحسنت غذائي وأعطيتني فأجزلت بلا استحقاق لذلك بفعل مني ولكن ابتداء منك لكرمك وجودك فتقويت بكرمك على معاصيك وتقويت برزقك على سخطك وأفنيت عمري فيما لا تحب فلم يمنعك جرأتي

_________________________________________

منهم الأكثر ، والأظهر أن المراد لا ينقص عطاياك كثرة سؤال السائلين لسعة خزائن رحمتك من الإحفاء بمعنى المبالغة في أخذ الشيء كما في قولهعليه‌السلام أحفوا الشوارب« والبرم » السأمة والضجر« والجبة » الاستقبال بالمكروه« ألفيتني » أي وجدتني والهداءة والهدء السكون من الحركات ليست لعالم فوقه صفة لعل المراد ليس لعالم صفة في العلم تكون فوقه أي ليس أحد أعلم منه أو لا يمكن للعلماء أن يبالغوا في صفة حتى يكون أكثر مما هو عليه بل كلما بالغوا فيه فهم مقصرون والأخير أظهر ، وقيل المراد به أنه ليس لعالم يكون فوقه صفة أي وجود إذ كلما له وجود فله صفة ، والفقرة الثانية يمكن أن يكون المراد بها أنه ليس لما دونه من المخلوقات امتناع من أن يصل إليهم مكروه ، أو ليس لمخلوق بدون لطفه وحفظه منعه ، وقال في النهاية : يقال : قوم ليست لهممنعة أي قوة تمنع من يريدهم بسوء وقد يفتح النون وقال والعنصر بضم العين وفتح الصاد الأصل وقد يضم والنون زائدة فيه عند سيبويه.

الحديث الخامس والثلاثون : موثق.

٤٧٢

عليك وركوبي لما نهيتني عنه ودخولي فيما حرمت علي أن عدت علي بفضلك ولم يمنعني حلمك عني وعودك علي بفضلك أن عدت في معاصيك فأنت العواد بالفضل وأنا العواد بالمعاصي فيا أكرم من أقر له بذنب وأعز من خضع له بذل لكرمك أقررت بذنبي ولعزك خضعت بذلي فما أنت صانع بي في كرمك وإقراري بذنبي وعزك وخضوعي بذلي افعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله.

تم كتاب الدعاء ويتلوه كتاب فضل القرآن

_________________________________________

الحديث السادس والثلاثون : ضعيف على المشهور.

٤٧٣

بسم الله الرحمن الرحيم

(كتاب فضل القرآن)

١ ـ علي بن محمد ، عن علي بن العباس ، عن الحسين بن عبد الرحمن ، عن سفيان الحريري ، عن أبيه ، عن سعد الخفاف ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال يا سعد تعلموا القرآن فإن القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق والناس صفوف عشرون ومائة ألف صف ثمانون ألف صف أمة محمد وأربعون ألف صف من سائر الأمم فيأتي على صف المسلمين في صورة رجل فيسلم فينظرون إليه ثم يقولون لا إله إلا الله الحليم الكريم إن هذا الرجل من المسلمين نعرفه بنعته وصفته غير أنه كان أشد اجتهادا منا في القرآن فمن هناك أعطي من البهاء والجمال والنور ما لم نعطه

_________________________________________

كتاب فضل القرآن

الحديث الأول : مجهول ، أو ضعيف.

وقال في النهاية :القرآن أصل هذا اللفظ للجمع وكل شيء جمعته فقد قرأته ومنه سمي القرآن لأنه جمع القصص ، والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض ، وهو مصدر كغفران ، وقد يطلق على الصلاة لأن فيها القراءة ، وعلى القراءة نفسها وقد يخفف الهمزة فيه تخفيفا« نعرفه بنعته » لعله يجيء بصورة من يعرفونه أو المراد إنا نعرف بهذه الحلية والسيماء أنه رجل من المسلمين لكن لا نعرفه باسمه أو العرفان لأنهم كانوا يقرءونه ويتلونه لكن لما تغيرت الصورة ظنوا أنه رجل كانوا يعرفونه ، وذهب عن بالهم اسمه ، وقيل : لما كان المؤمن في نيته أن يعبد الله حق عبادته ويتلو كتابه حق تلاوته إلا أنه لا يتيسر له ذلك كما يريد ، وبالجملة لا

٤٧٤

ثم يجاوز حتى يأتي على صف الشهداء فينظرون إليه الشهداء ثم يقولون لا إله إلا الله الرب الرحيم إن هذا الرجل من الشهداء نعرفه بسمته وصفته غير أنه من شهداء البحر فمن هناك أعطي من البهاء والفضل ما لم نعطه قال فيتجاوز حتى يأتي على صف شهداء البحر في صورة شهيد فينظر إليه شهداء البحر فيكثر تعجبهم ويقولون إن هذا من شهداء البحر نعرفه بسمته وصفته غير أن الجزيرة التي أصيب فيها كانت أعظم هولا من الجزيرة التي أصبنا فيها فمن هناك أعطي من البهاء والجمال والنور ما لم نعطه ثم يجاوز حتى يأتي صف النبيين والمرسلين في صورة نبي مرسل فينظر النبيون والمرسلون إليه فيشتد لذلك تعجبهم ويقولون لا إله إلا الله الحليم الكريم إن هذا النبي مرسل نعرفه بسمته وصفته غير أنه أعطي فضلا كثيرا قال فيجتمعون فيأتون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسألونه ويقولون يا محمد من هذا فيقول لهم أوما تعرفونه فيقولون ما نعرفه هذا ممن لم يغضب الله عليه فيقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هذا حجة الله على خلقه فيسلم ثم يجاوز حتى يأتي على صف الملائكة في سورة ملك مقرب فتنظر إليه الملائكة فيشتد تعجبهم ويكبر ذلك عليهم لما رأوا من فضله ويقولون تعالى ربنا وتقدس

_________________________________________

يوافق عمله ما في نيته كما ورد في الحديث نية المؤمن خير من عمله ، فالقرآن يتجلى لكل طائفة بصورة من جنسهم إلا أنه أحسن في الجمال والبهاء ، وهي الصورة التي لو كانوا يأتون بما في نيتهم من العمل بالقرآن لكان لهم تلك الصورة وإنما لا يعرفونه كما ينبغي لأنهم لم يأتوا بذلك كما ينبغي وإنما يعرفونه بنعته ووصفه لأنهم كانوا يتلونه وإنما وصفوا الله بالحلم والكرم والرحمة حين رؤيتهم لما رأوا في أنفسهم في جنبه من النقص والقصور الناشئين من تقصيرهم يرجون من الله العفو والكرم والرحمة ، وإنما كان حجة الله على خلقه لأنه أتى بما يجب عليهم الإتيان به والانتهاء عنه.

وأماقوله « فمنهم من صانني » فمعناه أنه أتى بما كان في وسعه ومع ذلك كان في

٤٧٥

إن هذا العبد من الملائكة نعرفه بسمته وصفته غير أنه كان أقرب الملائكة إلى الله عز وجل مقاما فمن هناك ألبس من النور والجمال ما لم نلبس ثم يجاوز حتى ينتهي إلى رب العزة تبارك وتعالى فيخر تحت العرش فيناديه تبارك وتعالى يا حجتي في الأرض وكلامي الصادق الناطق ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فيرفع رأسه فيقول الله تبارك وتعالى كيف رأيت عبادي فيقول يا رب منهم من صانني وحافظ علي ولم يضيع شيئا ومنهم من ضيعني واستخف بحقي وكذب بي وأنا حجتك على جميع خلقك فيقول الله تبارك وتعالى وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لأثيبن عليك اليوم أحسن الثواب ولأعاقبن عليك اليوم أليم العقاب قال فيرجع ـ القرآن رأسه في صورة أخرى قال فقلت له يا أبا جعفر في أي صورة يرجع قال في صورة رجل شاحب متغير يبصره أهل الجمع فيأتي الرجل من شيعتنا الذي كان يعرفه ويجادل به أهل الخلاف فيقوم بين يديه فيقول ما تعرفني فينظر إليه الرجل فيقول ما أعرفك يا عبد الله قال فيرجع في صورته التي كانت في الخلق الأول ويقول ما تعرفني فيقول نعم فيقول القرآن أنا الذي أسهرت ليلك وأنصبت

_________________________________________

نيته أن يأتي بأحسن منه وإنما يشفع لمكان النية ، ولعل رجوعه في صورة الرجل الشاحب لسماعة الوعيد الشديد ، وهو وإن كان لمستحقيه إلا أنه لا يخلو من تأثير لمن يطلع عليه انتهى. وفي الصحاحالسمت الطريق ويستعار لهيئة أهل الخير يقال ما أحسن سمت فلان وقال في النهاية قد تكرر ذكر الشفاعة في الحديث فيما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة وهي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم يقالشفع يشفع شفاعة فهو شافع وشفيع والمشفع بكسر الفاء المشددة الذي يقبل الشفاعة وبالفتح الذي يقبل شفاعته« شاحب متغير » في الصحاح شحب جسمه بالفتح يشحب بالضم شحوبا إذا تغير ولعل تغير صورته للغضب على المخالفين ، أو للاهتمام بشفاعة المؤمنين كما في قولهعليه‌السلام يقوم السقط محبنطئا على باب الجنة وسهر بالكسر وأسهره وغيره وفي الصحاحنصب الرجل بالكسر نصبا تعب وأنصبه غيره« إنهم أهل تسليم » أي لا يشككون

٤٧٦

عيشك سمعت الأذى ورجمت بالقول في ألا وإن كل تاجر قد استوفى تجارته ـ وأنا وراءك اليوم قال فينطلق به إلى رب العزة تبارك وتعالى فيقول يا رب يا رب عبدك وأنت أعلم به قد كان نصبا في مواظبا علي يعادى بسببي ويحب في ويبغض فيقول الله عز وجل أدخلوا عبدي جنتي واكسوه حلة من حلل الجنة وتوجوه بتاج فإذا فعل به ذلك عرض على القرآن فيقال له هل رضيت بما صنع بوليك فيقول يا رب إني أستقل هذا له فزده مزيد الخير كله فيقول وعزتي وجلالي وعلوي وارتفاع مكاني لأنحلن له اليوم خمسة أشياء مع المزيد له ولمن كان بمنزلته ألا إنهم شباب لا يهرمون وأصحاء لا يسقمون وأغنياء لا يفتقرون وفرحون لا يحزنون وأحياء لا يموتون ثم تلا هذه الآية : «لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى » قال قلت جعلت فداك يا أبا جعفر وهل يتكلم القرآن فتبسم ثم قال رحم الله الضعفاء من شيعتنا إنهم أهل تسليم ثم قال نعم يا سعد والصلاة تتكلم ولها صورة وخلق تأمر وتنهى قال سعد فتغير لذلك لوني وقلت هذا شيء لا أستطيع أنا أتكلم به

_________________________________________

في الأشياء وكلما سمعوا شيئا يعتقدونه كلام القرآن ، قيل : تكلم القرآن عبارة عن إلقائه إلى السمع ما يفهم منه المعنى وهذا هو معنى حقيقة الكلام لا يشترط فيه أن يصدر من لسان لحي وكذا تكلم الصلاة فإن من أتى بالصلاة بحقها وحقيقتها نهته الصلاة عن متابعة أعداء الدين وغاصبي حقوق الأئمة الراشدين الذين من عرفهم عرف الله ومن ذكرهم ذكر الله « إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى » قد وردت الأخبار في أن المراد بالصلاة أمير المؤمنينعليه‌السلام والفحشاء والمنكر أبو بكر وعمر وذكر الله رسول الله فقولهعليه‌السلام الصلاة رجل ، يمكن أن يكون على سبيل التنظير أي لا استبعاد في أن يكون للقرآن صورة كما أن في بطن هذه الآية المراد بالصلاة رجل أو يكون المراد أن للصلاة صورة ومثالا يترتب عليه وينشأ منه آثار الصلاة فكذا القرآن ويحتمل أن يكون صورة القرآن في القيامة أمير المؤمنينعليه‌السلام فإنه حامل علمه والمتخلق بأخلاقه كما قالعليه‌السلام أنا كلام الله الناطق فإن كل من كمل فيه صفة أو

٤٧٧

في الناس فقال أبو جعفر وهل الناس إلا شيعتنا فمن لم يعرف الصلاة فقد أنكر حقنا ثم قال يا سعد أسمعك كلام القرآن قال سعد فقلت بلى صلى الله عليك فقال : « إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ » فالنهي كلام والفحشاء والمنكر رجال ونحن ذكر الله ونحن أكبر.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أيها الناس إنكم في دار هدنة وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فأعدوا الجهاز لبعد المجاز ـ قال فقام المقداد بن الأسود فقال يا رسول الله وما دار الهدنة قال دار بلاغ وانقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع

_________________________________________

عمل أو حالة فكأنه جسد لتلك الصفة وشخص له فأمير المؤمنينعليه‌السلام جسد للقرآن وللصلاة وللزكاة ولذكر الله ، لكمالها فيه فيطلق عليه هذه الأسامي في بطن القرآن ويطلق على مخالفيه الفحشاء والمنكر والبغي ، والكفر والفسوق والعصيان لكمالها فيهم فإنهم أجساد لتلك الخصال الذميمة وتلك أرواحهم كذا أفاض الله علي في حل هذا الخبر وبه ينحل كثير من غوامض الأخبار.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

وقال في النهايةالهدنة السكون والصلح والموادعة بين المسلمين والكفار وبين كل متحاربين يقال هدنت الرجل وأهدنته إذا أسكنته يتعدى ولا يتعدى وأعدوا الجهاز وفي بعض النسخ الجهاد ، وقال في النهاية :تجهيز الغازي تجميله وإعداد ما يحتاج في غزوة ومنه تجهيز العروس والميت ، وفي الحديث هي أزادك وأعد جهازك انتهى ، والجهاد المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل يقال جهد الرجل في الشيء أي جد فيه وبالغ« وما دار الهدنة » لعل الهدنة كناية عن المهلة وقال في النهاية منه حديث ابن مسعود القرآن شافع مشفعوماحل مصدق

٤٧٨

مشفع وماحل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره أنيق وباطنه عميق له نجوم وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة فليجل جال بصره وليبلغ الصفة نظره ينج من عطب ويتخلص من نشب فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص.

٣ ـ علي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن سماعة بن مهران قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إن العزيز الجبار أنزل عليكم كتابه وهو الصادق البار فيه

_________________________________________

أي خصم مجادل مصدق ، من قولهم محل بفلان إذا سعى به إلى السلطان يعني من اتبعه وعمل بما فيه فإنه شافع له مقبول الشفاعة ومصدوق عليه فيما يرفع من مساويه إذا ترك العمل بما فيه وفي صفة القرآنهو الفصل أي الفاصل بين الحق والباطل والأنيق الشيء المعجب ، والأنق بالفتح الفرح والسرور« على نجومه نجوم » لعل المراد له نجوم أي آيات تدل على أحكام الله تهتدي بها وفيه آيات تدل على هذه الآيات وتوضحها أو المراد بالنجوم الثالث السنة فإن السنة توضح القرآن أو الأئمةعليهم‌السلام العالمون بالقرآن أو المعجزات فإنها تدل على حقيقة الآيات لمن عرف الصفة أي الصفات التي توجب المغفرة من القرآن أو صفة التعرف والاستنباط فتأمل« والعطب » الهلاك« ونشب » في الشيء إذا وقع فيما لا مخلص له منه والتربص الانتظار.

الحديث الثالث : حسن أو موثق.

« ولو أتاكم » أي لو أتاكم من يخبر عما في القرآن من غرائب العلوم والحكم لتعجبتم ويمكن أن يكون المراد لو أتاكم رجل يخبركم بمثل ما في القرآن

٤٧٩

خبركم وخبر من قبلكم وخبر من بعدكم وخبر السماء والأرض ولو أتاكم من يخبركم عن ذلك لتعجبتم.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود قال قال أبو جعفرعليه‌السلام قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنا أول وافد على العزيز الجبار ـ يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثم أمتي ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وبأهل بيتي.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدجى فليجل جال بصره ويفتح للضياء نظره فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور.

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي جميلة قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام كان في وصية أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه اعلموا أن القرآن هدى النهار ونور الليل المظلم على ما كان من جهد وفاقة.

٧ ـ علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام قال شكا رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وجعا في صدره فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : استشف بالقرآن فإن الله عز وجل يقول : «وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ ».

_________________________________________

يتعجبون وكيف لا يتعجبون من القرآن وفيه علم ما يكون وما كان ، والله يعلم.

الحديث الرابع : ضعيف.

الحديث الخامس : ضعيف كالموثق« والدجى » الظلمة.

الحديث السادس : ضعيف.

« ما كان من جهد » لعل المراد أنه ينفعك ولو كنت على غاية المشقة والفاقة.

الحديث السابع : ضعيف على المشهور.

ويدل على أن ما في الصدور أعم من الأمراض الظاهرة والباطنة والجسمانية والروحانية.

٤٨٠