مرآة العقول الجزء ١٣

مرآة العقول15%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 363

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 363 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 35983 / تحميل: 6762
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

[٣٠]

باب الإعتقاد في كيفيّة نزول الوحي من عند الله بالكتب

في الأمر والنهي

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في ذلك أن بين عيني إسرافيل لوحاً، فإذا أراد الله تعالى أن يتكلّم بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل، فينظر(١) فيه فيقرأ ما فيه، فيلقيه إلى ميكائيل، ويلقيه ميكائيل إلى جبرائيل، فيلقيه جبرئيل إلى الأنبياء.

وأمّا الغشوة التي كانت تأخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنها كانت تكون عند مخاطبة الله إيّاه حتى يثقل ويعرق(٢) .

وأمّا جبرئيل فإنّه كان لا يدخل عليه حتى يستأذنه إكراماً له، وكان يقعد بين يديه قعدة العبد(٣) .

__________________

(١) في ق، س: فنظر.

(٢) في م، ق، س: حتى ينقل ويعرف.

(٣) في ر: العبيد.

٨١

[٣١]

باب الإعتقاد في نزول القرآن في ليلة القدر(١)

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في ذلك أنّ القرآن نزل في شهر رمضان في ليلة القدر جملة واحدة إلى البيت المعمور(٢) ثمّ نزل من البيت المعمور في مدّة عشرين سنة(٣) وأنّ الله عزّوجلّ أعطى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله العلم جملة(٤) .

وقال له:( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) (٥) .

وقال تعالى:( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) (٦) .

__________________

(١) الباب بأكمله ليس في ق، س، إذ عُنون الفصل بهذا العنوان، ولكنّه تضمن ما يأتي في باب الإعتقاد في القرآن.

(٢) العبارة في م: في ليلة واحدة إلى البيت المعمور.

(٣) عبارة: ثم أنزل من البيت المعمور في مدّة عشرين سنة، أثبتناها من ج وتصحيح الإعتقاد للشيخ المفيد: ١٠٢، وبحار الأنوار ١٨: ٢٥٠. وراجع أصول الكافي ٢: ٤٦٠ باب النوادر ح ٦. وبدلها في م: ثم فرق في مدة أربعة وعشرين سنة، وكذا في متن ر، ولكن كتب في هامشها ـ بشكل يصعب قراءته ـ ما أثبتناه في المتن.

(٤) في بحار الأنوار زيادة: واحدة.

(٥) طه ٢٠: ١١٤.

(٦) القيامة ٧٥: ١٦ ـ ١٩.

٨٢

[٣٢]

باب الإعتقاد في القرآن

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في القرآن أنّه كلام الله، ووحيه، وتنزيله، وقوله، وكتابه.

وأنّه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه(١) .

وأنّه القصص الحق(٢) . وأنّه قول فصل، وما هو بالهزل(٣) .

وأنّ الله تعالى محدثه، ومنزله، وحافظه، وربّه(٤) .

__________________

(١) في ج، ر زيادة: تنزيل من حكيم عليم. العبارة إشارة إلى الآية ٤٢ من سورة فصّلت.

(٢) إشارة إلى الآية ٦٢ من سورة آل عمران.

(٣) إشارة إلى الآية ١٣ من سورة الطارق.

(٤) في ج، ر زيادة: والمتكلم به.

٨٣

[٣٣]

باب الإعتقاد في مبلغ القرآن

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس، ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة.

وعندنا أنّ الضحى وألم نشرح سورة واحدة، ولإيلاف وألم تر كيف سورة واحدة(١) .

ومن نسب إلينا أنّا نقول إنّه أكثر من ذلك فهو كاذب.

وما روي من ثواب قراءة كل سورة من القرآن، وثواب من ختم القرآن كلّه(٢) ، وجواز قراءة سورتين في ركعة نافلة، والنهي عن القران بين سورتين في ركعة فريضة، تصديق لما قلناه في أمر القرآن وأن مبلغه ما في أيدي الناس.

وكذلك ما روي من النهي عن قراءة القرآن كلّه في ليلة واحدة، وأنه لا يجوز أن يختم في أقل من ثلاثة أيام، تصديق لما قلناه أيضاً(٣) .

بل نقول: إنه قد نزل الوحي الذي ليس بقرآن، ما لو جمع إلى القرآن لكان

__________________

(١) في ر زيادة: والأنفال والتوبة سورة واحدة.

(٢) راجع: ثواب الأعمال: ١٢٥ ـ ١٥٧.

(٣) راجع: عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ١٨١، والكافي ٢: ٤٥١ باب في كم يقرأ القرآن ويختم.

٨٤

مبلغه مقدار سبعة عشر ألف آية.

وذلك مثل قول جبرئيل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن الله تعالى يقول لك: يا محمد، دار خلقي »(١) .

ومثل قوله: « اتّق شحناء الناس وعداوتهم »(٢) .

ومثل قوله: « عش ما شئت فإنّك ميّت، وأحبب ما شئت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك ملاقيه. وشرف المؤمن صلاته بالليل، وعزّه كفّ الأذى عن الناس »(٣) .

ومثل قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى خفت أن أدرد وأحفر(٤) ، وما زال يوصيني بالجار حتّى ظننت أنه سيورّثه، وما زال يوصيني بالمرأة حتّى ظننت أنّه لا ينبغي طلاقها، وما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه سيضرب له أجلاً يعتق به »(٥) .

ومثل قول جبرئيلعليه‌السلام للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حين فرغ من غزوة الخندق: « يا محمد إن الله يأمرك أن لا تصلي العصر إلا ببني قريظة ».

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض »(٦) .

__________________

(١) رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢: ٩٥ باب المداراة ح ٢. وفي ج، وهامش م زيادة مثلما اُداري.

(٢) رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢: ٢٢٨ باب المراء والخصومة ح ٩. والحديث بتمامه أثبتناه من ج، ر.

(٣) رواه مسنداً المصنّف في أماليه: ١٩٤ المجلس الحادي والأربعين ح ٥، والخصال: ٧ باب الواحد ح ٢٠ باختلاف يسير.

(٤) في بعض النسخ: ( حتّى ظننت أنه فريضة ) مكان ( حتى خفت ).

(٥) روى نحوه مسنداً المصنّف في أماليه: ٣٤٩، المجلس السادس والستين ح ١.

(٦) رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢: ٩٦ باب المداراة ح ٤.

٨٥

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّا معاشر الأنبياء اُمرنا أن لا نكلّم الناس إلا بمقدار عقولهم »(١) .

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ جبرئيل أتاني من قبل ربّي بأمر قرت به عيني، وفرح به صدري وقلبي، يقول: إنّ عليّاً أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين ».

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « نزل عليّ جبرئيل فقال: يا محمد إنّ الله تعالى قد زوّج فاطمة عليّاً من فوق عرشه، وأشهد على ذلك خيار ملائكته، فزوّجها منه في الأرض، وأشهد على ذلك خيار أمّتك ».

ومثل هذا(٢) كثير، كلّه وحي ليس بقرآن، ولو كان قرآنا لكان مقرونا به، وموصلاً إليه غير مفصول عنه(٣) كما كان أمير المؤمنينعليه‌السلام جمعه، فلمّا جاءهم به قال: « هذا كتاب ربّكم كما أُنزل على نبيّكم، لم يزد فيه حرف، ولم ينقص منه حرف ».

فقالوا: لا حاجة لنا فيه، عندنا مثل الذي عندك. فانصرف وهو يقول:( فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ) (٤) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « القرآن واحد، نزل من عند واحد على واحد، وإنّما الاختلاف من جهة الرواة »(٥) .

__________________

(١) رواه مسنداً الكليني في الكافي ١: ١٨ كتاب العقل والجهل ح ١٨، والمصنّف في أماليه: ٣٤١، المجلس الخامس والستين ح ٦، باختلاف يسير في اللفظ.

(٢) في م: ذلك.

(٣) في م، ق، س: منه.

(٤) آل عمران ٣: ١٨٧.

(٥) رواه الكليني في الكافي ٢: ٤٦١ باب النوادر ح ١٢ باختلاف يسير. وصيغة الحديث في ر: « أنزل من واحد على واحد، وإنّما الاختلاف وقع من جهة الرواية ».

٨٦

وكلّ ما كان في القرآن مثل قوله:( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (١) ومثل قوله تعالى:( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) (٢) ومثل قوله تعالى:( وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ) (٣) وما أشبه ذلك، فاعتقدنا فيه أنّه نزل على(٤) إيّاك أعني واسمعي يا جارة.

وكلّ ما كان في القرآن « أو » فصاحبه فيه بالخيار.

وكلّ ما كان في القرآن:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) فهو في التوراة: يا أيّها المساكين.

وما من آية أولها:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلا ابن أبي طالب قائدها، وأميرها، وشريفها، وأوّلها.

وما من آية تسوق(٥) إلى الجنّة إلا وهي في النبي والأئمّةعليهم‌السلام ، وفي أشياعهم وأتباعهم.

وما من آية تسوق(٦) إلى النار إلا وهي في أعدائهم والمخالفين لهم.

وإن كانت الآيات(٧) في ذكر الأوّلين فإنّ كل ما كان فيها(٨) من خير فهو

__________________

(١) الزمر ٣٩: ٦٥.

(٢) الفتح ٤٨: ٢.

(٣) الاسراء ١٧: ٧٤، ٧٥.

(٤) ليست في م، ق.

(٥) في بعض النسخ: تشوّق.

(٦) في بعض النسخ: تخوّف من.

(٧) في م: الآية.

(٨) العبارة في م، ر: فإن / فما كان فيها.

٨٧

جار في أهل الخير(١) وما كان فيها من شرٍّ فهو جار في أهل الشر(٢) .

وليس في الأنبياء خير من النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا في الأوصياء أفضل من أوصيائه، ولا في الاُمم أفضل من هذه الاُمة الذين هم شيعة أهل بيته في الحقيقة دون غيرهم، ولا في الأشرار شرّ من أعدائهم والمخالفين لهم(٣) .

__________________

(١) في ر: الجنة.

(٢) في ر: النار.

(٣) العبارة في ر: والمخالفين من سائر الناس في الاُمة.

٨٨

[٣٤]

باب الإعتقاد في الأنبياء والرسل والحجج(١) عليهم‌السلام

قال الشيخرحمه‌الله : اعتقادنا في الأنبياء والرسل والحجج صلوات الله عليهم أنّهم أفضل من الملائكة.

وقول الملائكة لله عزّوجلّ لما قال لهم:( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) (٢) هو التمنّي فيها لمنزلة آدمعليه‌السلام ، ولم يتمنّوا إلا منزلة فوق منزلتهم، والعلم يوجب فضله(٣) .

قال الله تعالى:( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ) (٤) .

فهذا كله يوجب تفضيل آدم على الملائكة، وهو نبي لهم، بقول الله تعالى:

__________________

(١) ليست في ق، س.

(٢) البقرة ٢: ٣٠ وفي ر وهامش م أكملت الآية بقوله تعالى:( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) .

(٣) في ج وهامش م: الفضيلة.

(٤) البقرة ٢: ٣١ ـ ٣٣.

٨٩

( أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ ) .

ولما ثبت(١) تفضيل آدم على الملائكة(٢) أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم، لقوله تعالى:( فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ) (٣) .

ولم يأمرهم الله بالسجود إلا لمن هو أفضل منهم، وكان سجودهم لله تعالى عبودية وطاعة لآدم(٤) إكراماً لما أودع الله صلبه من(٥) النبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، ومن جميع الملائكة المقرّبين، ومن حملة العرش وأنا خير البريّة، وأنا سيّد ولد آدم »(٦) .

وأمّا قوله تعالى:( لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّـهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ) (٧) فليس ذلك بموجب لتفضيلهم على عيسى. وإنّما قال تعالى ذلك، لأنّ الناس منهم من كان يعتقد الربوبية لعيسى ويتعبّد له وهم صنف من النصارى، ومنهم من عبد الملائكة وهم الصابئون وغيرهم، فقال الله عزّوجلّ لن يستنكف المسيح والمعبودون دوني أن يكونا عباداً لي.

والملائكة روحانيون، معصومون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما

__________________

(١) في بعض النسخ: وممّا يثبت.

(٢) العبارة في م، ج، ق، س: ومما / ولما يثبت تفضيل آدم على تفضيل ( ليست في م، ج ) الملائكة.

(٣) الحجر ١٥: ٣٠.

(٤) العبارة في م: عبودية ولآدم طاعة، وفي ر: عبودية وطاعة لآدم، وفي ق، س أسقطت كلمة العبودية، وأثبتت في الاولى: وطاعة، وفي الثانية: طاعة. وما أثبتناه هو الأنسب.

(٥) في بعض النسخ: في صلبه من أرواح النبي و ...

(٦) راجع: كمال الدين ١: ٢٦١ ح ٧، أمالي الصدوق: ١٥٧، المجلس الخامس والثلاثين ح ١. « ومن حملة العرش » أثبتناها من ر.

(٧) النساء ٤: ١٧٢.

٩٠

يؤمرون. لا يأكلون، ولا يشربون، ولا يألمون(١) ، ولا يسقمون، ولا يشيبون، ولا يهرمون. طعامهم وشرابهم(٢) التسبيح والتقديس، وعيشهم من نسيم(٣) العرش، وتلذذهم بأنواع العلوم. خلقهم الله(٤) أنواراً وأرواحاً كما شاء وأراد، وكل صنف منهم يحفظ نوعاً ممّا خلق الله تعالى(٥) .

وقلنا بتفضيل من فضلناه عليهم، لأنّ الحال(٦) التي يصيرون إليها(٧) أفضل من حال الملائكة. والله أعلم وأحكم.

__________________

(١) في هامش ر: ينامون.

(٢) ليست في ق، س.

(٣) في ق: تسنيم.

(٤) في ج، وهامش ر: زيادة بقدرته.

(٥) الله تعالى، أثبتناها من ر.

(٦) في هامش ر: العاقبة.

(٧) في م، ج زيادة: من أنواع ما خلق الله أعظم و...

٩١

[٣٥]

باب الإعتقاد في عدد الأنبياء والأوصياءعليهم‌السلام

قال الشيخ ـ رحمة الله عليه ـ: اعتقادنا في عددهم أنّهم مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي، ومائة ألف وصي وأربعة وعشرون ألف وصي(١) ، لكل نبي منهم وصي أوصى إليه بأمر الله تعالى.

ونعتقد فيهم أنّهم جاءوا بالحق من عند الحق، وأنّ(٢) قولهم قول الله تعالى، وأمرهم أمر الله تعالى، وطاعتهم طاعة الله تعالى، ومعصيتهم معصية الله تعالى.

وأنّهمعليه‌السلام لم ينطقوا إلا عن الله تعالى وعن وحيه.

وأنّ سادة الأنبياء خمسة الذين عليهم دارت الرحى(٣) وهم أصحاب الشرايع، وهم أولو العزم: نوح، إبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلوت الله عليهم أجمعين.

وأنّ محمداً سيدهم وأفضلهم، وأنّه(٤) جاء بالحق وصدق المرسلين. وأنّ الذين كذبوا لذائقوا العذاب الأليم(٥) ، وأنّ الذين( آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ

__________________

(١)

(٢) في م، ق: فإن.

(٣) في م: دار الوحي. وراجع الكافي ١: ١٣٣ باب طبقات الأنبياء والرسل ح ٣.

(٤) أثبتناها من م، ج.

(٥) إشارة إلى الآيتين ٣٧، ٣٨ من سورة الصافّات.

٩٢

وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (١) الفائزون.

ويجب أن نعتقد أنّ الله تعالى لم يخلق خلقاً أفضل من محمد والأئمّة، وأنّهم أحبّ الخلق إلى الله، وأكرمهم عليه(٢) ، وأولهم إقراراً به لما أخذ الله ميثاق النبيين( وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ ) (٣) .

وأنّ الله تعالى بعث نبيه محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الأنبياء في الذرّ.

وأنّ الله تعالى أعطى ما أعطى كل نبي على قدر معرفته نبيّنا، وسبقه إلى الاقرار به.

وأنّ(٤) الله تعالى خلق جميع ما خلق له ولأهل بيته(٥) عليهم‌السلام وأنّه لولاهم لما خلق الله السماء والأرض، ولا الجنّة ولا النار، ولا آدم ولا حواء، ولا الملائكة ولا شيئاً ممّا خلق(٦) ، صلوات الله عليهم أجمعين.

واعتقادنا أنّ حجج الله تعالى على خلقه بعد نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله الأئمّة الاثنا عشر: أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمد بن علي، ثمّ جعفر بن محمد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ علي بن موسى، ثمّ محمد بن علي، ثمّ علي بن محمد، ثمّ الحسن بن علي، ثمّ محمد بن الحسن الحجة القائم صاحب الزمان خليفة الله في أرضه، صلوات الله عليهم

__________________

(١) الأعراف ٧: ١٥٧.

(٢) ليست في م، ج.

(٣) الأعراف ٧: ١٧٢.

(٤) في م: فإن، وفي ر: ونعتقد أنّ.

(٥) في س: نبيّه.

(٦) العبارة في م: ولا الملائكة ولا الأشياء.

٩٣

أجمعين(١) .

واعتقادنا فيهم:

أنّهم أولوا الأمر الّذين أمر الله تعالى بطاعتهم.

وأنّهم الشهداء على الناس.

وأنّهم أبواب الله، والسبيل إليه، والأدلاء عليه.

وأنّهم عيبة علمه، وتراجمة وحيه(٢) وأركان توحيده.

وأنّهم معصومون من الخطأ والزلل.

وأنّهم الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

وأنّ لهم المعجزات والدلائل.

وأنّهم أمان لأهل الأرض، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء.

وأنّ مثلهم في هذه الأُمة كسفينة نوح أو كباب حطّة.

وأنّهم عباد الله المكرمون الّذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.

ونعتقد فيهم أنّ حبهم إيمان، وبغضهم كفر.

وأنّ أمرهم أمر الله تعالى، ونهيهم نهي الله تعالى، وطاعتهم طاعة الله تعالى، ووليهم ولي الله تعالى، وعدوّهم عدو الله تعالى، ومعصيتهم معصية الله تعالى.

ونعتقد أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله على خلقه، إمّا ظاهر مشهور أو خائف مغمور.

__________________

(١) اختصرت الفقرة في م كما يلي: ثم الحسين، إلى صاحب الزمانعليهم‌السلام وزيد فيها وهم خلفاء الله في أرضه. وفي ر: ثم محمد بن الحسن الخلف الحجة القائم بأمر الله صاحب الزمان الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار، خليفة الله ...

(٢) وتراجمة وحيه، ليست في ق، س.

٩٤

ونعتقد أنّ حجّة الله في أرضه، وخليفته على عباده في زماننا هذا، هو القائم المنتظر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

وأنّه هو الذي أخبر به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الله عزّوجلّ باسمه ونسبه.

وأنّه هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً.

وأنّه هو الذي يظهر الله به دينه، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

وأنّه هو الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها، حتى لا يبقى في الأرض مكان إلا نودي فيه بالأذان، ويكون الدين كلّه لله تعالى.

وأنّه هو المهدي الذي أخبر به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه(١) إذا خرج نزل عيسى بن مريمعليه‌السلام فصلّى خلفه، ويكون المصلّي(٢) إذا صلّى خلفه كمن كان(٣) مصلياً خلف رسول الله، لأنّه خليفته.

ونعتقد أنّه لا يجوز أن يكون القائم غيره، بقي في غيبته ما بقي، ولو بقي في(٤) غيبته عمر الدنيا لم يكن القائم غيره، لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام دلوا عليه باسمه نسبه، وبه نصّوا، وبه بشّروا(٥) صلوات الله عليهم.

وقد أخرجت هذا الفصل من(٦) كتاب الهداية(٧) .

__________________

(١) في م: وأنّه.

(٢) ليست في ق، س.

(٣) كمن كان، ليست في م.

(٤) أثبتناها من ر.

(٥) في م الفقرة كما يلي: وباسمه ونسبه نصّوا به وبشّروا.

(٦) في ر، س: في.

(٧) الهداية: ٧.

٩٥

[٣٦]

باب الإعتقاد في العصمة

قال الشيخ أبو جعفررضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمّة والملائكة صلوات الله عليهم أنّهم معصومون مطهّرون من كل دنس، وأنّهم لا يذنبون ذنباً، لا صغيراً ولا كبيراً، ولا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون.

ومن نفي عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم(١) .

واعتقادنا فيهم أنهم موصوفون بالكمال والتمام(٢) والعلم من أوائل اُمورهم إلى أواخرها، لا يوصفون في شيء من أحوالهم بنقص ولا عصيان(٣) ولا جهل.

__________________

(١) في ج، ر زيادة: ومن جهلهم فهو كافر.

(٢) ليست في م.

(٣) أثبتناها من ج، ر.

٩٦

[٣٧]

باب الإعتقاد في نفي الغلو والتفويض

قال الشيخ أبو جعفررضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنّهم كفّار بالله تعالى، وأنّهم أشرّ من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية(١) ومن جميع أهل البدع والأهواء المضلّة، وأنّه ما صغّر الله جل جلاله تصغيرهم شيء.

وقال الله تعالى:( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (٢) .

وقال الله تعالى:( لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ) (٣) .

واعتقادنا في النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه سمُّ في غزوة خيبر(٤) ، فما زالت هذه الأكلة تعاده حتى قطعت أبهره(٥) فمات منها.

__________________

(١) في ق: والحروبية. وفي ر زيادة الحربية / الحروبية والنورية.

(٢) آل عمران ٣: ٧٩، ٨٠.

(٣) النساء ٤: ١٧١.

(٤) في س: حنين.

(٥) الأبهر: عرق في الظهر، وقيل في القلب إذا انقطع مات.

٩٧

وأمير المؤمنينعليه‌السلام قتله عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله، ودفن بالغري.

والحسن بن عليعليهما‌السلام سمته امرأته جعدة بنت الأشعث الكندي، مات في ذلك.

والحسين بن عليعليهما‌السلام قتل بكربلاء، وقاتله سنان بن أنس لعنه الله(١) .

وعلي بن الحسين سيد العابدينعليه‌السلام سمّه الوليد بن عبد الملك فقتله.

والباقر محمد بن عليعليهما‌السلام سمّه إبراهيم بن وليد فقتله.

والصادقعليه‌السلام سمّه المنصور فقتله(٢) .

وموسى بن جعفرعليهما‌السلام سمّه هارون الرشيد فقتله.

والرضا علي بن موسىعليهما‌السلام قتله المأمون بالسم.

وأبو جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام قتله المعتصم بالسم.

وعلي بن محمدعليه‌السلام قتله المعتضد(٣) بالسم.

__________________

(١) في م: قتله بكربلاء سنان لعنه الله.

(٢) في م: والصادقعليه‌السلام قتله المنصور بالسم.

(٣) أثبتناها من م، وفي النسخ: المتوكل. والظاهر أن أغلب المصادر التاريخية تثبت أنّ وفاتهعليه‌السلام كانت سنة ٢٥٤ وهو يوافق ملك المعتز، بل صرّح بعضهم أنّهعليه‌السلام توفّي في أيامه بينما بويع المعتضد سنة ٢٧٩ وهلك سنة ٢٨٩. راجع تاريخ اليعقوبي ٢: ٥٠٣، الكامل لابن الأثير ٧: ١٨٩، أعلام الورى: ٣٥٥ كشف الغمة ٢: ٣٧٥.

ويحتمل أن تكون تصحيف المعتمد، لقرب عهد الإمام بملكه، ولأنّ هناك قولاً بذلك قد نسب إلى الصدوق بالذات، راجع المناقب لابن شهرآشوب ٤: ٤٠١.

٩٨

والحسن بن علي العسكريعليه‌السلام قتله المعتمد(١) بالسم.

واعتقادنا في ذلك أنّه جرى عليهم على الحقيقة، وأنّه ما شبه للناس أمرهم كما يزعمه من يتجاوز الحدّ فيهم(٢) ، بل شاهدوا قتلهم على الحقيقة والصحة، لا على الحسبان والخيلولة، ولا على الشك والشبهة. فمن زعم أنّهم شبّهوا، أو واحد منهم، فليس من ديننا على شيء، ونحن منه برآء.

وقد أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام أنّهم مقتولون، فمن قال إنّهم لم يقتلوا فقد كذبّهم، ومن كذبّهم كذّب الله وكفر به وخرج من الاسلام،( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (٣) .

وكان الرضاعليه‌السلام يقول في دعائه:

« اللّهّم إنّي أبرأ إليك من الحول والقوة، فلا حول ولا قوة إلا بك(٤) .

اللّهّم إنّي أبرأ إليك من الّذين ادّعوا لنا ما ليس لنا بحق.

اللّهّم إنّي أبرأ إليك من الّذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا.

اللّهّم لك الخلق(٥) ومنك الأمر، وإيّاك نعبد وإيّاك نستعين.

اللّهّم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين.

اللّهّم لا تليق الربوبية إلا بك، ولا تصلح الإلهية إلا لك، فالعن النصارى الّذين صغّروا عظمتك، والعن المضاهين لقولهم من بريّتك.

__________________

(١) في م: المتوكل.

(٢) في ر، ج زيادة: من الناس.

(٣) آل عمران ٣: ٨٥.

(٤) صدر الدعاء أثبتناه من ر، ج، وبحار الأنوار ٢٥: ٣٤٣.

(٥) في ر: الحمد، وفي هامشها: الخلق.

٩٩

اللّهّم إنّا عبيدك وأبناء عبيدك، لا نملك لأنفسنا ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً.

اللّهّم من زعم أنّنا أرباب فنحن إليك منه براء، ومن زعم أنّ إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن إليك(١) منه براء كبراءة عيسىعليه‌السلام من النصارى.

اللّهّم إنّا لم ندعهم إلى ما يزعمون، فلا تؤاخذنا بما يقولون واغفر لنا ما يزعمون(٢) .

( رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ) (٣) .

وروي عن زرارة أنّه قال، قلت للصادقعليه‌السلام : إنّ رجلاً من ولد عبدالله بن سبأ يقول بالتفويض.

قالعليه‌السلام : « وما التفويض » ؟ قلت: يقول: إنّ الله عزّوجلّ خلق محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلياًعليه‌السلام ثمّ فوض الأمر(٤) إليهما، فخلقا، ورزقا، وأحييا، وأماتا.

فقال: « كذب عدوّ الله، إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد( أَمْ جَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) (٥) . فانصرفت إلى رجل فأخبرته بما قال الصادقعليه‌السلام (٦) فكأنّما ألقمته حجراً، أو قال: فكأنّما خرس.

__________________

(١) أثبتناها من ق، ج.

(٢) « واغفر لنا ما يزعمون » أثبتناها من ر، ج وفي بحار الأنوار ٢٥: ٣٤٣: « واغفر لنا ما يدعون ».

(٣) نوح ٧١: ٢٦، ٢٧.

(٤) أثبتناها من م، ج.

(٥) الرعد ١٣: ١٦.

(٦) بما قال الصادقعليه‌السلام ، ليست في ق، س.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

كان أقرب إليك فقال السواد فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قل اللهم اغفر لي الكثير من معاصيك واقبل مني اليسير من طاعتك فقاله ثم أغمي عليه فقال يا ملك الموت خفف عنه حتى أسأله فأفاق الرجل فقال ما رأيت قال رأيت بياضا كثيرا وسوادا كثيرا قال فأيهما كان أقرب إليك فقال البياض فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله غفر الله لصاحبكم قال فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا حضرتم ميتا فقولوا له هذا الكلام ليقوله.

(باب)

(إذا عسر على الميت الموت واشتد عليه النزع)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن عثمان ، عن ذريح قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول قال علي بن الحسينعليه‌السلام إن أبا سعيد الخدري كان من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان مستقيما فنزع ثلاثة أيام فغسله أهله ثم حمل إلى مصلاه فمات فيه.

_________________________________________

قال : رأيت أبيضين وأسودين فيمكن أن يكون الأبيضان الملكان ، والأسودان شيطانان يريدان إغواءه ، أو أتاه الملائكة بصور حسنة وقبيحة لأنه إذا صادفوه من السعداء توجه إليه ملائكة الرحمة وإن كان من الأشقياء توجه إليه ملائكة الغضب.

باب إذا عسر على الميت الموت واشتد عليه النزع

الحديث الأول : حسن.

والظاهر أن التغسيل ليس غسل الميت ، بل المراد إما الغسل من النجاسات ، أو غسل استحب لذلك ولم يذكره الأصحاب.

٢٨١

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا عسر على الميت موته ونزعه قرب إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة قال إذا اشتدت عليه النزع فضعه في مصلاه الذي كان يصلي فيه أو عليه.

٤ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال إن أبا سعيد الخدري قد رزقه الله هذا الرأي وإنه قد اشتد نزعه فقال احملوني إلى مصلاي فحملوه فلم يلبث أن هلك.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن موسى بن الحسن ، عن سليمان الجعفري قال رأيت أبا الحسن يقول لابنه القاسم قم يا بني فاقرأ عند رأس أخيك «وَالصَّافَّاتِ صَفًّا » حتى تستتمها فقرأ فلما بلغ «أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا » قضى الفتى فلما سجي

_________________________________________

الحديث الثاني : صحيح.

ويدل على أن التقريب من المصلي أيضا كاف في ذلك. ويمكن حمل هذا على ما إذا خيف تلويث المصلي.

الحديث الثالث : حسن.

قولهعليه‌السلام : « فيه أو عليه » أي المكان الذي يصلي فيه أو الثوب الذي يصلي عليه ، والحمل على ترديد الراوي بعيد.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

وينبغي حمل الخبر الأول على هذا ليصح استشهادهعليه‌السلام بقوله « لأنه من الصحابة » وإلا فالاستشهاد بفعل أهله بعيد.

الحديث الخامس : صحيح.

وفي الصحاح : سجيت الميت تسجية إذا مددت عليه ثوبا.

قولهعليه‌السلام : « إذا نزل به » بالبناء للمفعول أيضا أي إذا حضره الموت ، وفي

٢٨٢

وخرجوا أقبل عليه يعقوب بن جعفر فقال له كنا نعهد الميت إذا نزل به يقرأ عنده «يس. وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ » وصرت تأمرنا بالصافات فقال يا بني لم يقرأ عند مكروب من موت قط إلا عجل الله راحته.

(باب)

(توجيه الميت إلى القبلة)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم الشعيري وغير واحد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في توجيه الميت تستقبل بوجهه القبلة وتجعل قدميه مما يلي القبلة.

٢ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن معاوية بن عمار قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الميت فقال استقبل بباطن قدميه القبلة.

_________________________________________

بعض النسخ إذا نزل به الموت فهو على البناء للفاعل. ثم اعلم أن تخصيص الصافات لتعجيل الفرج لا ينافي استحباب قراءة يس عند الميت ، وإن كان أكثر الأخبار الواردة في ذلك عامية ، ويؤيده العمومات الواردة في بركة القرآن مطلقا وعند تلك الحالة.

باب توجيه الميت في القبلة

الحديث الأول : حسن.

قولهعليه‌السلام : « وتجعل قدميه » الظاهر أن هذا بيان الاستقبال بالوجه ، ويحتمل أن يكون الاستقبال برفع رأسه حتى يستقبل وجهه القبلة.

الحديث الثاني : موثق.

وظاهر هذا الخبر وما قبله وما بعده التوجيه بعد الموت ، وحمله الأكثر على حال الاحتضار ويمكن تعممه بحيث يشمل الحالتين ، والله يعلم.

٢٨٣

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إذا مات لأحدكم ميت فسجوه تجاه القبلة وكذلك إذا غسل يحفر له موضع المغتسل تجاه القبلة فيكون مستقبلا بباطن قدميه ووجهه إلى القبلة.

(باب)

(أن المؤمن لا يكره على قبض روحه)

١ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن أبي محمد الأنصاري قال وكان خيرا قال حدثني أبو اليقظان عمار الأسدي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لو أن مؤمنا أقسم على ربه أن لا يميته ما أماته أبدا ولكن إذا كان ذلك أو إذا حضر أجله بعث الله عز وجل إليه ريحين ريحا يقال لها :

_________________________________________

الحديث الثالث : حسن.

قولهعليه‌السلام : « فسبحوه » قال الشيخ البهائي (ره) : كناية عن توجيهه إليها ، يقال : قعدت تجاه زيد أي تلقاءه والظاهر أن المراد بموضع المغتسل الحفرة التي تجتمع فيها ماء الغسل ، والمستقبل بالبناء للمفعول بمعنى الاستقبال ، وقد دل الحديث على وجوب التوجيه إلى القبلة حال الغسل أيضا وكثير من الأصحاب على استحباب ذلك.

باب أن المؤمن لا يكره على قبض روحه

الحديث الأول : مجهول.

قوله « أو إذا حضر » الترديد من الراوي وليس في بعض النسخ كلمة ـ أو ـ فهو بيان لما تقدم. والريحان تحتملان الحقيقة ، ويمكن أن يكونا مجازين عما يعرض له من ألطافه تعالى كتمثل أهله وما له وأولاده له بحيث يعلم أنها

٢٨٤

المنسية وريحا يقال لها المسخية فأما المنسية فإنها تنسيه أهله وماله وأما المسخية فإنها تسخي نفسه عن الدنيا حتى يختار ما عند الله.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن سدير الصيرفي قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك يا ابن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه قال لا والله إنه إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك فيقول له ملك الموت يا ولي الله لا تجزع فو الذي بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله لأنا أبر بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك افتح عينك فانظر قال ويمثل له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهمعليهم‌السلام فيقال له هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمةعليهم‌السلام رفقاؤك قال فيفتح عينه فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول : «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ » إلى محمد وأهل بيته «ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً » بالولاية.

_________________________________________

لا تنفعه فهي المنسية ، ورؤية النبي والأئمة صلوات الله عليهم ومكانه من الجنة فهي المسخية ، وفي الصحاح : سخت نفسي عن الشيء إذا تركته.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

وقال في القاموس : السل انتزاعك الشيء وإخراجه في رفق كالاستلال ، انتهى. والتمثل بالأجساد المثالية لمن مضي منهم صلوات الله عليهم والإمام الحي بجسده المقدس بحيث لا يراه غير الميت كما نقل مثل ذلك في كثير من المعجزات ، والاستشكال بأنه يتفق في وقت واحد موت جماعة كثيرة فلا وجه له ، إذ يمكن أن لا يتفق ذلك في زمان واحد ، وعلى تقدير التسليم زمان الاحتضار ممتد غالبا فيمكن أن يحضروا عندهم جميعا على التعاقب على أنه يمكن أن يروهم في مكانهم أو يحضروا بأجساد مثالية كثيرة في حياتهم أيضا ، وما قيل من أن المراد تمثلهم في الحس المشترك فيظنون أنهم يرونهم كالمبرسم فلا يخفى ما فيه ، والظاهر أن

٢٨٥

«مَرْضِيَّةً » بالثواب «فَادْخُلِي فِي عِبادِي » يعني محمدا وأهل بيته «وَادْخُلِي جَنَّتِي » فما شيء أحب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي.

(باب)

(ما يعاين المؤمن والكافر)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه قال قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الأمر الذي أنتم عليه وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه إلى هذه ثم أهوى بيده إلى الوريد ثم اتكأ وكان معي المعلى فغمزني أن أسأله فقلت يا ابن رسول الله فإذا بلغت نفسه هذه أي شيء يرى فقلت له بضع عشرة مرة أي شيء فقال في كلها يرى ولا يزيد عليها ثم جلس في آخرها فقال يا عقبة فقلت : لبيك وسعديك فقال أبيت إلا أن تعلم فقلت نعم يا

_________________________________________

الإيمان الإجمالي بأمثال ذلك أحوط وأولى ، والله يعلم.

قولهعليه‌السلام : « واللحوق بالمنادي » على بناء الفاعل ، ويحتمل بناء المفعول أي المنادي له ، من محمد وأهل بيتهعليهم‌السلام والجنة.

باب ما يعاين المؤمن والكافر

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام « ديني مع دينك » لعل المراد أن ديني إنما يستقيم إذا كان تابعا لدينك وموافقا لما تعتقده فإذا ذهب ديني بسبب عدم علمي بما تعتقده كان ذلك أي الخسران والهلاك والعذاب الأبدي ، فذلك إشارة إلى ما هو المعلوم مما يترتب على من فسدت عقيدته ، ثم قال : لا يتيسر لي السؤال عنك كل ساعة ، فالفرصة في تلك الساعة مغتنمة. وفي محاسن البرقي هكذا « إنما ديني مع دمي فإذا ذهب دمي كان ذلك » فالمراد بالدم الحياة مجازا. أي لا أترك طلب الدين ما دمت حيا ،

٢٨٦

ابن رسول الله إنما ديني مع دينك فإذا ذهب ديني كان ذلك كيف لي بك يا ابن رسول الله كل ساعة وبكيت فرق لي فقال يراهما والله فقلت بأبي وأمي من هما قال ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليعليه‌السلام يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتى تراهما قلت فإذا نظر إليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا فقال لا يمضي أمامه إذا نظر إليهما مضى أمامه فقلت له يقولان شيئا قال نعم يدخلان جميعا على المؤمن فيجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند رأسه وعليعليه‌السلام عند رجليه فيكب عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول يا ولي الله أبشر أنا رسول الله إني خير لك مما تركت من الدنيا ثم ينهض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقوم عليعليه‌السلام حتى يكب عليه فيقول يا ولي الله أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبه أما لأنفعنك ثم قال إن هذا في كتاب الله عز وجل قلت أين جعلني الله فداك هذا من كتاب الله قال في يونس قول الله عزوجل هاهنا «الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ».

_________________________________________

فإذا ذهب دمي أي مت كان ذلك أي ترك الطلب ، أو المعنى أنه إنما يمكنني تحصيل ما دمت حيا ، فقوله ـ فإذا ذهب دمي ـ استفهام إنكاري أي بعد الموت كيف يمكنني طلب الدين.

قوله تعالى : «لَهُمُ الْبُشْرى » يحتمل أن يكون هذه البشارة من بشرى الدنيا ، وأن يكون من بشرى الآخرة. وبشرى الدنيا المنامات الحسنة وأمثالها ، والأول أظهر ، ولا ينافي ذلك ما ورد من أن بشرى الدنيا المنامات المبشرة ، وما قيل : إنه ما ورد في الكتاب والسنة من البشارات والمثوبات للصالحين والمؤمنين فإن هذا أحد أفراده ، وإثباته لا ينفى ما عداه وكلمات الله مواعيده ، وفسرت في الأخبار بالأئمة الأطهارعليهم‌السلام .

٢٨٧

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن خالد بن عمارة ، عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا حيل بينه وبين الكلام أتاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن شاء الله فجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن يمينه والآخر عن يساره فيقول له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أما ما كنت ترجو فهو ذا أمامك وأما ما كنت تخاف منه فقد أمنت منه ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول هذا منزلك من الجنة فإن شئت رددناك إلى الدنيا ولك فيها ذهب وفضة فيقول لا حاجة لي في الدنيا فعند ذلك يبيض لونه ويرشح جبينه وتقلص شفتاه وتنتشر منخراه وتدمع عينه اليسرى فأي هذه العلامات رأيت فاكتف بها فإذا خرجت النفس من الجسد فيعرض عليها كما عرض عليه وهي في الجسد فتختار الآخرة فتغسله فيمن يغسله وتقلبه فيمن يقلبه فإذا أدرج في أكفانه ووضع على سريره خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قدما وتلقاه أرواح المؤمنين يسلمون عليه ويبشرونه بما أعد الله له جل ثناؤه من

_________________________________________

الحديث الثاني : مجهول وفي الصحاح رشح رشحا أي عرق.

قولهعليه‌السلام : « إلى الجنة » أي جنة الدنيا ويحتمل الآخرة.

قولهعليه‌السلام : « فاكتف بها » أي في الشروع في الأعمال المتعلقة بالاحتضار ، وإلا فكثير منها يتخلف عنه الموت ، أو في العلم بأنه قد حضره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة ، إن مات بعد ذلك.

قولهعليه‌السلام : « فيعرض عليها » أي على النفس الجسد ، أو الرجوع إلى الدنيا وهو أظهر كما عرض عليه أي على الشخص أو الروح ، والتذكير باعتبار الشخص لعدم مباينته عن البدن بعد. وفي القاموس القدم بضمتين أمام إمام. وفي النهاية نظر قدما أمامه لم يعرج ولم ينثن.

قولهعليه‌السلام : « فيغسله » يحتمل أن يكون كناية عن حضورها واطلاعها ، مع أنه يحتمل الحقيقة ورد الروح إلى وركيه لعدم الاحتياج إلى ردهما إلى قدميه

٢٨٨

النعيم فإذا وضع في قبره رد إليه الروح إلى وركيه ثم يسأل عما يعلم فإذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب الذي أراه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيدخل عليه من نورها وضوئها وبردها وطيب ريحها.

قال قلت جعلت فداك فأين ضغطة القبر فقال هيهات ما على المؤمنين منها شيء والله إن هذه الأرض لتفتخر على هذه فيقول وطئ على ظهري مؤمن ولم يطأ على ظهرك مؤمن وتقول له الأرض والله لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري فأما إذا وليتك فستعلم ما ذا أصنع بك فتفسح له مد بصره.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن يونس بن

_________________________________________

ويكفي هذا لجلوسه والسؤال عنه وجوابه. وربما يقال : إنه كناية عن أن تعلقها تعلق ضعيف وهو تكلف غير محتاج إليه.

قولهعليه‌السلام : « ثم يسأل عما يعلم » على بناء المعلوم أو المجهول أي ما يجب أن يعلم ، والفتح مد بصره إما في الموضع الذي يكون فيه الروح في البرزخ ، ونسب إلى القبر لانتقاله منه إليه ، أو أنه يراه كذلك كما يرى النائم والأول أظهر.

قولهعليه‌السلام : « ما على المؤمنين » لا يخفى أن الجمع بين هذا الخبر وخبر فاطمة بنت أسد لا يخلو من إشكال ، ولا يمكن الجمع بحمل هذا على المؤمن الكامل لأنها كانت من أهل البيت وكانت مرضية كاملة كما يظهر من الأخبار ، إلا أن يقال : أنها كانت في ذلك الزمان فنسخت وارتفعت رحمة على هذه الأمة ، أو يقال : فعل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك لها لزيادة الاحتياط والاطمئنان ، وخبر سعد بن معاذ أشكل من خبرها.

قولهعليه‌السلام : « وليتك » أي قربت منك من الولي بمعنى القرب أو توليت أمرك.

الحديث الثالث : موثق. وابنا سابور أحدهما زكريا كما سيأتي ، والأخر

٢٨٩

يعقوب ، عن سعيد بن يسار أنه حضر أحد ابني سابور وكان لهما فضل وورع وإخبات فمرض أحدهما وما أحسبه إلا زكريا بن سابور قال فحضرته عند موته فبسط يده ثم قال ابيضت يدي يا علي قال فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وعنده محمد بن مسلم قال فلما قمت من عنده ظننت أن محمدا يخبره بخبر الرجل فأتبعني برسول فرجعت إليه فقال أخبرني عن هذا الرجل الذي حضرته عند الموت أي شيء سمعته يقول قال قلت بسط يده ثم قال ابيضت يدي يا علي فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام والله رآه والله رآه والله رآه.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان قال حدثني من سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول منكم والله يقبل ولكم والله يغفر إنه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرة العين إلا أن تبلغ نفسه هاهنا وأومأ بيده إلى حلقه ثم قال إنه إذا كان ذلك واحتضر حضره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليعليه‌السلام وجبرئيل وملك الموتعليهما‌السلام فيدنو منه عليعليه‌السلام فيقول يا رسول الله إن هذا كان يحبنا أهل البيت فأحبه ويقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا جبرئيل إن هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه ويقول جبرئيل لملك الموت إن

_________________________________________

يحيى كما سيأتي في خبر آخر وسيأتي مدحه في الروضة بسطام أو زياد أو حفص قال النجاشي : بسطام بن سابور أبو الحسين بن سابور الواسطي مولى ثقة ، وإخوته زكريا وزياد وحفص ثقات كلهم رووا عن الصادق ، والكاظمعليهما‌السلام .

قوله فأتبعني الصادقعليه‌السلام بعد قول محمد ، أو بالإعجاز وهو أظهر. وفي القاموس « أخبت » خشع وتواضع.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام : « إن يغتبط » أي يصير مغبوطا محسودا ، أي يصير بحيث لو علم أحد حاله لأمله ورجاه واغتبطه ، وهو كناية عن حسن حاله. قال في القاموس : الغبطة بالكسر حسن الحال والمسرة وقد اغتبط.

٢٩٠

هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه وارفق به فيدنو منه ملك الموت فيقول يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك أخذت أمان براءتك تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا قال فيوفقه الله عز وجل فيقول نعم فيقول وما ذلك فيقول ولاية علي بن أبي طالبعليه‌السلام فيقول صدقت أما الذي كنت تحذره فقد آمنك الله منه وأما الذي كنت ترجوه فقد أدركته أبشر بالسلف الصالح مرافقة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وفاطمةعليها‌السلام ثم يسل نفسه سلا رفيقا.

ثم ينزل بكفنه من الجنة وحنوطه من الجنة بمسك أذفر فيكفن بذلك الكفن ويحنط بذلك الحنوط ثم يكسى حلة صفراء من حلل الجنة فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب الجنة يدخل عليه من روحها وريحانها ثم يفسح له عن أمامه مسيرة شهر وعن يمينه وعن يساره ثم يقال له نم نومة العروس على فراشها أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ورب غير غضبان ثم يزور آل محمد في جنان رضوى فيأكل معهم من طعامهم ويشرب من شرابهم ويتحدث معهم في

_________________________________________

قولهعليه‌السلام : « أخذت » استفهام و « فكاك الرقبة » إشارة إلى قوله تعالى «فَكُّ رَقَبَةٍ » وفسر في أخبار كثيرة بالولاية إذ بها تفك الرقاب من النار « وأمان براءتك » أي ما يصير سببا للأمان والبراءة من النار. وقوله « في الحياة الدنيا » متعلق بالأفعال الثلاثة على التنازع.

قولهعليه‌السلام : « أبشر بالسلف » أي مرافقة السلف الصالح النبي والأئمة فقوله « مرافقة » بدل أو عطف بيان للسلف الصالح ، ويمكن أن يقرأ مرافقة بالتنوين ليكون تميزا ورسول الله مجرورا لكونه بدلا أو عطف بيان للسلف ، وعدم رؤيتنا للكفن والحنوط كعدم رؤية الملائكة والجن لكونهم أجساما لطيفة يراهم بعض ولا يراهم بعض ، وربما يرتكب فيه التجوز و « رضوى » اسم الموضع الذي فيه جنة الدنيا ، وفي القاموس : رضوى كسكرى جبل بالمدينة وموضع.

٢٩١

مجالسهم حتى يقوم قائمنا أهل البيت فإذا قام قائمنا بعثهم الله فأقبلوا معه يلبون زمرا زمرا فعند ذلك يرتاب المبطلون ويضمحل المحلون وقليل ما يكونون هلكت المحاضير ونجا المقربون من أجل ذلك قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام أنت أخي وميعاد ما بيني وبينك وادي السلام قال وإذا احتضر الكافر حضره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليعليه‌السلام وجبرئيلعليه‌السلام وملك الموتعليه‌السلام فيدنو منه عليعليه‌السلام فيقول يا رسول الله إن هذا كان يبغضنا أهل البيت فأبغضه ويقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا جبرئيل إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأبغضه فيقول جبرئيل يا ملك الموت إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأبغضه واعنف عليه فيدنو منه ملك الموت فيقول يا عبد الله أخذت فكاك رهانك أخذت أمان براءتك تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا فيقول لا فيقول أبشر يا عدو الله بسخط الله عز وجل وعذابه والنار أما الذي كنت تحذره فقد نزل بك ثم

_________________________________________

قولهعليه‌السلام : « يلبون » من التلبية إجابة لهعليه‌السلام أو للرب تعالى ، وفي القاموس الزمرة بالضم الفوج والجماعة ، وقال : رجل مزمر منتهك للحرام ، أو لا يرى للشهر الحرام حرمة ، وقال : الحضر بالضم ارتفاع الفرس في عدوه كالإحضار ، والفرس محضر لا محضارا ولغته وقال في الصحاح فرس محضير أي كثير العدو ، ولعل المراد ذم الاستعجال في طلب الفرج بقيام القائمعليه‌السلام والاعتراض على التأخير ، أي هلك المستعجلون ، وربما يقرأ بالصاد من حصر النفس وضيق الصدر كما قال تعالى «حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ » ونجا المقربون بفتح الراء فإنهم أهل التسليم والانقياد لا يعترضون على الله تعالى فيما يقضي عليهم أو بكسر الراء أي الذين يقولون الفرج قريب ولا يستبطئونه.

قولهعليه‌السلام : « وميعاد » ظاهر أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يرجع أيضا في الرجعة ، كما تدل عليه أخبار أخر و « وادي السلام » النجف. ويحتمل أن يكون تلاحق الأرواح

٢٩٢

يسل نفسه سلا عنيفا ثم يوكل بروحه ثلاثمائة شيطان كلهم يبزق في وجهه ويتأذى بروحه فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النار فيدخل عليه من قيحها ولهبها.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن عبد الرحيم قال قلت لأبي جعفرعليه‌السلام حدثني صالح بن ميثم عن عباية الأسدي أنه سمع علياعليه‌السلام يقول والله لا يبغضني عبد أبدا يموت على بغضي إلا رآني عند موته حيث يكره ولا يحبني عبد أبدا فيموت على حبي إلا رآني عند موته حيث يحب فقال أبو جعفرعليه‌السلام نعم ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله باليمين.

٦ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية بن وهب ، عن يحيى بن سابور قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في الميت تدمع عينه عند الموت فقال ذلك عند معاينة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيرى ما يسره ثم قال أما ترى الرجل يرى ما يسره وما يحب فتدمع عينه لذلك ويضحك.

٧ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن غير واحد ، عن أبان بن عثمان ، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سمعته يقول إن النفس إذا وقعت في الحلق أتاه ملك فقال له يا هذا ـ أو يا فلان ـ أما ما

_________________________________________

هناك بعد مفارقة الأبدان فإنه ورد في الأخبار أن هناك مجتمعهم ، والأول أظهر ، وقال في النهاية : القيح سطوة الحر فورانه ويقال بالواو ، وفي القاموس : اللهب اشتعال النار إذا خلص من الدخان.

الحديث الخامس : مجهول.

الحديث السادس : حسن.

الحديث السابع : مرسل ، مختلف فيه.

٢٩٣

كنت ترجو فأيس منه وهو الرجوع إلى الدنيا وأما ما كنت تخاف فقد أمنت منه.

٨ ـ أبان بن عثمان ، عن عقبة أنه سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إن الرجل إذا وقعت نفسه في صدره يرى قلت جعلت فداك وما يرى قال يرى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول له رسول الله أنا رسول الله أبشر ثم يرى علي بن أبي طالبعليه‌السلام فيقول أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبه تحب أن أنفعك اليوم قال قلت له أيكون أحد من الناس يرى هذا ثم يرجع إلى الدنيا قال قال لا إذا رأى هذا أبدا مات وأعظم ذلك قال وذلك في القرآن قول الله عز وجل : «الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ».

٩ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن عبد العزيز العبدي ، عن ابن أبي يعفور قال كان خطاب الجهني خليطا لنا وكان شديد النصب لآل محمدعليهم‌السلام وكان يصحب نجدة الحرورية قال فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقية فإذا هو مغمى عليه في حد الموت فسمعته يقول ما لي ولك يا علي

_________________________________________

والمراد بالنفس نفس المؤمن أو مطلقا فالمراد بقوله : « وأما ما تخاف » أي من أمور الدنيا فلا ينافي خوف الكافر من عذاب الآخرة ، فيكون الغرض يأسه من الدنيا بالكلية.(١)

الحديث الثامن : مرسل كالحسن.

قولهعليه‌السلام : « أبدا » أي هذا دائما لازم للموت.

قوله « وأعظم ذلك » يحتمل أن يكون هذا كلامهعليه‌السلام ، والمراد أن الميت يعد ذلك أمرا عظيما ، أو من كلام الراوي والمراد أنهعليه‌السلام أعظم كلامي واستغرب ما قلت له من جواز الرجوع إلى الدنيا بعد رؤية ذلك ، وهو أظهر.

الحديث التاسع : ضعيف على المشهور.

__________________

(١) يونس : ٦٤.

٢٩٤

فأخبرت بذلك أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام رآه ورب الكعبة رآه ورب الكعبة.

١٠ ـ سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن حماد بن عثمان ، عن عبد الحميد بن عواض قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إذا بلغت نفس أحدكم هذه قيل له أما ما كنت تحذر من هم الدنيا وحزنها فقد أمنت منه ويقال له ـ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليعليه‌السلام وفاطمةعليها‌السلام أمامك.

١١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول إن آية المؤمن إذا حضره الموت يبياض وجهه أشد من بياض لونه ويرشح جبينه ويسيل من عينيه كهيئة الدموع فيكون ذلك خروج نفسه وإن الكافر تخرج نفسه سلا من شدقه كزبد البعير أو كما تخرج نفس البعير.

١٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا ، عن القاسم بن محمد ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت أصلحك الله من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه قال نعم قلت فو الله إنا لنكره الموت فقال ليس ذلك حيث تذهب إنما ذلك عند المعاينة إذا رأى ما يحب فليس شيء أحب إليه من أن يتقدم

_________________________________________

الحديث العاشر : ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام : « إمامك » أي ستلحق بهم ، أو انظر إليهم.

الحديث الحادي عشر : ضعيف على المشهور.

وقال في الصحاح ، الشدق جانب الفم ، يقال نفخ في شدقيه ، وقال الزبد زبد الماء والبعير والفضة وغيرها وزبد شدق فلان وتزبد بمعنى.

الحديث الثاني عشر : ضعيف.

٢٩٥

والله تعالى يحب لقاءه وهو يحب لقاء الله حينئذ وإذا رأى ما يكره فليس شيء أبغض إليه من لقاء الله والله يبغض لقاءه.

١٣ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي المستهل ، عن محمد بن حنظلة قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك حديث سمعته من بعض شيعتك ومواليك يرويه عن أبيك قال وما هو قلت زعموا أنه كان يقول أغبط ما يكون امرؤ بما نحن عليه إذا كانت النفس في هذه فقال نعم إذا كان ذلك أتاه نبي الله وأتاه علي وأتاه جبرئيل وأتاه ملك الموتعليهم‌السلام فيقول ذلك الملك لعليعليه‌السلام يا علي إن فلانا كان مواليا لك ولأهل بيتك فيقول نعم كان يتولانا ويتبرأ من عدونا فيقول ذلك نبي الله لجبرئيل فيرفع ذلك جبرئيل إلى الله عزوجل.

١٤ ـ وعنه ، عن صفوان ، عن جارود بن المنذر قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إذا بلغت نفس أحدكم هذه وأومأ بيده إلى حلقه قرت عينه.

١٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن سليمان بن داود ، عن أبي بصير قال :

_________________________________________

الحديث الثالث عشر : مجهول.

قولهعليه‌السلام « ذلك الملك » أي ملك الموت.

قولهعليه‌السلام : « فيرفع ذلك » أي هذا الكلام أو روح المؤمن.

الحديث الرابع عشر : صحيح.

الحديث الخامس عشر : موثق.

قوله عزوجل «فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ »(١) أي النفس «وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ » حالكم والخطاب لمن حول المحتضر ، والواو للحال «وَنَحْنُ أَقْرَبُ » أي أعلم «إِلَيْهِ » أي المحتضر «مِنْكُمْ » عبر عن العلم بالقرب الذي هو أقوى سبب

__________________

(١) الواقعة : ٨٢ ـ ٨٧.

٢٩٦

قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام قوله عز وجل «فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ » إلى قوله «إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ » فقال إنها إذا بلغت الحلقوم ثم أري منزله من الجنة فيقول ردوني إلى الدنيا حتى أخبر أهلي بما أرى فيقال له ليس إلى ذلك سبيل.

١٦ ـ سهل بن زياد ، عن غير واحد من أصحابنا قال قال إذا رأيت الميت قد شخص ببصره وسالت عينه اليسرى ورشح جبينه وتقلصت شفتاه وانتشرت منخراه فأي شيء رأيت من ذلك فحسبك بها.

وفي رواية أخرى وإذا ضحك أيضا فهو من الدلالة قال وإذا رأيته قد

_________________________________________

الاطلاع «وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ » أي لا تدركون كنه ما يجري عليه «فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ » أي مجزيين يوم القيمة أو مملوكين مقهورين ، من دانه إذا أذله واستعبده وأصل التركيب للذل والانقياد «تَرْجِعُونَها » ترجعون النفس إلى مقرها وهو عامل الظرف والمحضض عليه بلولا الأولى ، والثانية تكرير للتوكيد وهي بما في حيزه دليل جواب الشرط والمعنى إن كنتم غير مملوكين مجزيين كما دل عليه جحدكم أفعال الله وتكذيبكم باياته «إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ » في تعطيلكم فلو لا ترجعون الأرواح إلى الأبدان بعد بلوغها الحلقوم.

الحديث السادس عشر : ضعيف على المشهور.

وقال في النهاية : شخوص البصر ارتفاع الأجفان إلى فوق وتحديد النظر وانزعاجه.

قولهعليه‌السلام : « قد خمص » وفي بعض النسخ غمض ، قال في القاموس : خمص الجرح والخمص سكن ورمه ، وخمص البطن مثلثة الميم خلا ، وقال : الغامض المطمئن من الأرض وقد غمض المكان غموضا وككرم ، وعلى التقديرين المراد ظهور الضعف في الوجه وانخسافه ، وفي بعض النسخ حمض بالحاء المهملة والضاد المعجمة ، وحموضة الوجه عبوسه ، ولعله أظهر.

٢٩٧

خمص وجهه وسالت عينه اليمنى فاعلم أنه.

(باب)

(إخراج روح المؤمن والكافر)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن إدريس القمي قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إن الله عز وجل يأمر ملك الموت فيرد نفس المؤمن ليهون عليه ويخرجها من أحسن وجهها فيقول الناس لقد شدد على فلان الموت وذلك تهوين من الله عز وجل عليه وقال يصرف عنه إذا كان ممن سخط الله عليه أو ممن أبغض الله أمره أن يجذب الجذبة التي بلغتكم بمثل السفود من الصوف المبلول فيقول الناس لقد هون الله على فلان الموت.

_________________________________________

قولهعليه‌السلام : « فاعلم أنه » أي من أهل النار ، أو أنه مات.

باب إخراج روح المؤمن والكافر

الحديث الأول : حسن.

قولهعليه‌السلام : « يأمر ملك الموت » قيل المراد أنه يأمر بأن يريه منزله من الجنة ثم يرد عليه روحه ليرضي بالموت لذلك زمان نزعه فيزعم الناس أنه شدد عليه. والكافر يصرف عنه أي هذا الرد. وأقول الأظهر أن يقال : المراد أنه يرد عليه روحه مرة بعد أخرى وينزع عنه ليخفف بذلك سيئاته ولا يعلم الناس أنه سبب للتخفيف والكافر بخلاف ذلك ، وما قيل : ـ من أن قوله « يصرف عنه » جملة دعائية من كلام الراوي أن يصرف عنه السوء ـ فلا يخفى ما فيه ، وقيل : يصرف عنه جملة استينافية مؤكدة لقوله « وذلك تهوين من الله » أي يصرف الله السوء عن المؤمن ، ويحتمل أن يكون المراد أنه يرد الروح إلى جسده بعد قرب النزع مرة بعد أخرى لئلا يشق عليه مفارقة الدنيا دفعة فيهون عليه ، والكافر يصرف عنه ذلك والله يعلم. وقال في الصحاح : السفود بالتشديد الحديدة التي يشوي بها اللحم.

٢٩٨

٢ ـ عنه ، عن يونس ، عن الهيثم بن واقد ، عن رجل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على رجل من أصحابه وهو يجود بنفسه فقال يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن فقال أبشر يا محمد فإني بكل مؤمن رفيق واعلم يا محمد أني أقبض روح ابن آدم فيجزع أهله فأقوم في ناحية من دارهم فأقول ما هذا الجزع فو الله ما تعجلناه قبل أجله وما كان لنا في قبضه من ذنب فإن تحتسبوا وتصبروا تؤجروا وإن تجزعوا تأثموا وتوزروا واعلموا أن لنا فيكم عودة ثم عودة فالحذر الحذر إنه ليس في شرقها ولا في غربها أهل بيت مدر ولا وبر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات ولأنا أعلم بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ولو أردت قبض روح بعوضة ما قدرت عليها حتى يأمرني ربي بها فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنما يتصفحهم في مواقيت الصلاة فإن كان ممن يواظب عليها عند مواقيتها لقنه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونحى عنه ملك الموت إبليس.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن المفضل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال حضر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا من الأنصار وكانت

_________________________________________

الحديث الثاني : مرسل.

قوله « ولا وبر » أي سكان الخيام من الوبر والشعر ، وقال الشيخ البهائي (ره) لعل المراد بتصفح ملك الموت أنه ينظر إلى صفحات وجوههم نظر المترقب لحلول آجالهم ، والمنتظر لأمر الله سبحانه فيهم.

قولهعليه‌السلام : « روح بعوضة » قيل هذا يدل على أن قبض روح الحيوانات أيضا مفوض إليهعليه‌السلام وفيه نظر ، فتأمل.

قولهعليه‌السلام : « لقنه » أي عند الموت.

الحديث الثالث : ضعيف.

٢٩٩

له حالة حسنة عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فحضره عند موته فنظر إلى ملك الموت عند رأسه فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ارفق بصاحبي فإنه مؤمن فقال له ملك الموت يا محمد طب نفسا وقر عينا فإني بكل مؤمن رفيق شفيق واعلم يا محمد إني لأحضر ابن آدم عند قبض روحه فإذا قبضته صرخ صارخ من أهله عند ذلك فأتنحى في جانب الدار ومعي روحه فأقول لهم والله ما ظلمناه ولا سبقنا به أجله ولا استعجلنا به قدره وما كان لنا في قبض روحه من ذنب فإن ترضوا بما صنع الله به وتصبروا تؤجروا وتحمدوا وإن تجزعوا وتسخطوا تأثموا وتوزروا وما لكم عندنا من عتبى وإن لنا عندكم أيضا لبقية وعودة فالحذر الحذر فما من أهل بيت مدر ولا شعر في بر ولا بحر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات عند مواقيت الصلاة حتى لأنا أعلم منهم بأنفسهم ولو أني يا محمد أردت قبض نفس بعوضة ما قدرت على قبضها حتى يكون الله عز وجل هو الآمر بقبضها وإني لملقن المؤمن عند موته شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

_________________________________________

وفي القاموس : عينه تقر بالكسر والفتح قرة ويضم وقرورا بردت وانقطع بكاؤها أو رأت ما كانت متشوقة إليه.

قولهعليه‌السلام : « ومعي روحه » لا يخفى أن كثيرا من هذه الأخبار يدل ظاهرا على تجسم الروح ، وباب التأويل واسع لمن أراد.

قولهعليه‌السلام : « من عتب » وفي بعض النسخ من عتبى ، قال في النهاية : عتبة يعتبه عتبا وعتب عليه يعتب ويعتب معتبا ، الاسم المعتب بالفتح والكسر من الموجدة والغضب واستعتب طلب أن يرضى عنه ، ومنه الحديث « ولا بعد الموت من مستعتب » أي ليس بعد الموت من استرضاء والعتبي الرجوع عن الذنب والإساءة ، انتهى ، ولعل المعنى إذا فعلتم ذلك ومتم عليه فلا ينفعكم الاستعتاب والاسترضاء ، أو ليس لكم علينا من عتاب ، أو ليس لكم أن تطلبوا منا إرجاع ميتكم إلى الدنيا. والثاني إنما هو على النسخة الأولى.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363