مرآة العقول الجزء ١٥

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 511

مرآة العقول

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف:

الصفحات: 511
المشاهدات: 23724
تحميل: 4098


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 511 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23724 / تحميل: 4098
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 15

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

يا محمد يا رسول الله أشكو إلى الله وإليك حاجتي وإلى أهل بيتك الراشدين حاجتي وبكم أتوجه إلى الله في حاجتي ثم تسجد وتقول يا الله يا الله حتى ينقطع نفسك صل على محمد وآل محمد وافعل بي كذا وكذا قال أبو عبد اللهعليه‌السلام فأنا الضامن على الله عز وجل أن لا يبرح حتى تقضى حاجته.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في الرجل يحزنه الأمر أو يريد الحاجة قال يصلي ركعتين يقرأ في إحداهما «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ » ألف مرة وفي الأخرى مرة ثم يسأل حاجته.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن دويل ، عن مقاتل بن مقاتل قال قلت للرضاعليه‌السلام جعلت فداك علمني دعاء لقضاء الحوائج فقال إذا كانت لك حاجة إلى الله عز وجل مهمة فاغتسل والبس أنظف ثيابك وشم شيئا من الطيب ثم ابرز تحت السماء فصل ركعتين تفتتح الصلاة فتقرأ فاتحة الكتاب و «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ » خمس عشرة مرة ثم تركع فتقرأ خمس عشرة مرة ثم تتمها على مثال صلاة التسبيح غير أن القراءة خمس عشرة مرة فإذا سلمت فاقرأها خمس عشرة مرة ثم تسجد فتقول في سجودك ـ اللهم إن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك فهو باطل سواك فإنك أنت الله الحق المبين اقض لي حاجة كذا وكذا الساعة الساعة وتلح فيما أردت.

______________________________________________________

قوله عليه‌السلام : « ومنك السلم » أي منك يحصل السلامة من النقائص والبلايا والعيوب وإليك يرجع السلامة تأكيدا ، أو التحايا والمحامد.

قوله عليه‌السلام : « وتلوذ بسبابتك » أي تستغيث بتحريكها كما مر.

الحديث الثاني : مرفوع.

الحديث الثالث : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « فقال قل » ليس قل في التهذيب وهو صواب.(١)

__________________

(١) وفي بعض النسخ « وهو أصوب ».

٤٦١

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن أبي علي الخزاز قال حضرت أبا عبد اللهعليه‌السلام فأتاه رجل فقال له جعلت فداك أخي به بلية أستحيي أن أذكرها فقال له استر ذلك وقل له يصوم يوم الأربعاء والخميس والجمعة ويخرج إذا زالت الشمس ويلبس ثوبين إما جديدين وإما غسيلين حيث لا يراه أحد فيصلي ويكشف عن ركبتيه ويتمطى براحتيه الأرض وجنبيه ويقرأ في صلاته فاتحة الكتاب عشر مرات و «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ » عشر مرات فإذا ركع قرأ خمس عشرة مرة «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ » فإذا سجد قرأها عشرا فإذا رفع رأسه قبل أن يسجد قرأها عشرين مرة يصلي أربع ركعات على مثل هذا فإذا فرغ من التشهد قال يا معروفا بالمعروف يا أول الأولين يا آخر الآخرين يا ذا القوة المتين يا رازق المساكين يا أرحم الراحمين إني اشتريت نفسي منك بثلث ما أملك فاصرف عني شر ما ابتليت به «إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ».

٥ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن الحسن بن صالح قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول من توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين فأتم ركوعهما وسجودهما ثم جلس فأثنى على الله عز وجل وصلى على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم سأل الله حاجته فقد طلب الخير في مظانه ومن طلب الخير في مظانه لم يخب.

٦ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عبد الله بن عثمان أبي إسماعيل السراج ، عن عبد الله بن وضاح وعلي بن أبي حمزة ، عن إسماعيل بن الأرقط وأمه أم سلمة أخت أبي عبد اللهعليه‌السلام قال مرضت في شهر رمضان مرضا شديدا حتى ثقلت واجتمعت بنو هاشم ليلا للجنازة وهم يرون أني ميت

______________________________________________________

الحديث الرابع : مجهول« ويتمطى » التمطي التمدد والباء للتعدية.

الحديث الخامس : ضعيف.

الحديث السادس : مجهول.

٤٦٢

فجزعت أمي علي فقال لها أبو عبد اللهعليه‌السلام خالي اصعدي إلى فوق البيت فابرزي إلى السماء وصلي ركعتين فإذا سلمت فقولي اللهم إنك وهبته لي ولم يك شيئا اللهم وإني أستوهبكه مبتدئا فأعرنيه قال ففعلت فأفقت وقعدت ودعوا بسحور لهم هريسة فتسحروا بها وتسحرت معهم.

٧ ـ وبهذا الإسناد ، عن أبي إسماعيل السراج ، عن ابن مسكان ، عن شرحبيل الكندي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إذا أردت أمرا تسأله ربك فتوضأ وأحسن الوضوء ثم صل ركعتين وعظم الله وصل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقل بعد التسليم اللهم إني أسألك بأنك ملك وأنك على كل شيء قدير مقتدر وبأنك ما تشاء من أمر يكون اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمةصلى‌الله‌عليه‌وآله يا محمد يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله ربك وربي لينجح لي طلبتي اللهم بنبيك أنجح لي طلبتي بمحمد ثم سل حاجتك.

٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد وأبو داود ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن معاوية بن وهب ، عن زرارة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في الأمر يطلبه الطالب من ربه قال تصدق في يومك على ستين مسكينا على كل مسكين صاع بصاع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا كان الليل اغتسلت في الثلث الباقي ولبست أدنى ما يلبس من تعول من الثياب إلا أن عليك في تلك الثياب إزارا ثم تصلي ركعتين فإذا وضعت جبهتك في الركعة الأخير للسجود هللت الله وعظمته وقدسته ومجدته وذكرت ذنوبك فأقررت بما تعرف منها مسمى ثم رفعت رأسك ثم إذا وضعت رأسك للسجدة الثانية استخرت الله مائة مرة ـ اللهم إني أستخيرك

______________________________________________________

الحديث السابع : مجهول.

قوله عليه‌السلام « بأنك ملك » الباء إما للقسم ، أو للسببية.

الحديث الثامن : صحيح.

قوله عليه‌السلام « إلا أن عليك ». بدون السراويل ليمكن الإفضاء بالركبتين في

٤٦٣

ثم تدعو الله بما شئت وتسأله إياه وكلما سجدت فأفض بركبتيك إلى الأرض ثم ترفع الإزار حتى تكشفهما واجعل الإزار من خلفك بين أليتيك وباطن ساقيك.

٩ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا كانت لك حاجة فتوضأ وصل ركعتين ثم احمد الله وأثن عليه واذكر من الآية ثم ادع تجب.

١٠ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا أردت حاجة فصل ركعتين وصل على محمد وآل محمد وسل تعطه.

١١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل قال كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فدخلت عليه امرأة وذكرت أنها تركت ابنها وقد قالت بالملحفة على وجهه ميتا فقال لها لعله لم يمت فقومي فاذهبي إلى بيتك فاغتسلي وصلي ركعتين وادعي وقولي يا من وهبه لي «وَلَمْ يَكُ شَيْئاً » جدد هبته لي ثم حركيه ولا تخبري بذلك أحدا قالت ففعلت فحركته فإذا هو قد بكى.

______________________________________________________

السجدتين إلى الأرض.

قوله عليه‌السلام : « استخرت الله » هذه الاستخارة ليجعل الله خيره(١) في تلك الحاجة.

الحديث التاسع : ضعيف.

الحديث العاشر : موثق.

الحديث الحادي عشر : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « وقد قالت » قال في النهاية العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال فتقول قال بيده : أي أخذ وقال برجله أي مشى وكل ذلك على المجاز والاتساع.

__________________

(١) وفي البعض النسخ « خيرة ».

٤٦٤

( باب )

( صلاة من خاف مكروها )

١ ـ محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حماد بن عيسى ، عن شعيب العقرقوفي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان عليعليه‌السلام إذا هاله شيء فزع إلى الصلاة ثم تلا هذه الآية : «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ».

٢ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان ، عن حريز ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال اتخذ مسجدا في بيتك فإذا خفت شيئا فالبس ثوبين غليظين من أغلظ ثيابك وصل فيهما ثم اجث على ركبتيك فاصرخ إلى الله وسله الجنة وتعوذ بالله من شر الذي تخافه وإياك أن يسمع الله منك كلمة بغي وإن أعجبتك نفسك وعشيرتك.

( باب )

( صلاة من أراد سفرا )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما استخلف عبد على أهله بخلافة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد سفرا يقول اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي وديني ودنياي وآخرتي وأمانتي وخواتيم عملي إلا أعطاه الله ما سأل

______________________________________________________

باب صلاة من خاف مكروها

الحديث الأول : مجهول كالصحيح.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور. وقال في القاموس« جثى » كدعا ورمى : جلس على ركبتيه.

قوله عليه‌السلام : « كلمة بغي » أي لا تدع على عدو« إن أعجبتك » فاعله الضمير الراجع إلى كلمة البغي« ونفسك » بدل من الكاف.

باب صلاة من أراد سفرا

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

٤٦٥

( باب )

( صلاة الشكر )

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن أبي إسماعيل السراج ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال في صلاة الشكر إذا أنعم الله عليك بنعمة فصل ركعتين تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب و «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ » وتقرأ في الثانية بفاتحة الكتاب و «قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ » وتقول في الركعة الأولى في ركوعك وسجودك ـ الحمد لله شكرا شكرا وحمدا وتقول في الركعة الثانية في ركوعك وسجودك ـ الحمد لله الذي استجاب دعائي وأعطاني مسألتي.

( باب )

( صلاة من أراد أن يدخل بأهله ومن أراد أن يتزوج )

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي بصير قال سمعت رجلا وهو يقول لأبي جعفرعليه‌السلام جعلت فداك إني رجل قد أسننت وقد تزوجت امرأة بكرا صغيرة ولم أدخل بها وأنا أخاف إذا أدخل بها على فراشي أن تكرهني لخضابي وكبري فقال أبو جعفرعليه‌السلام إذا دخلت فمرهم قبل أن تصل إليك أن تكون متوضئة ثم أنت لا تصل إليها حتى تتوضأ وتصلي ركعتين ثم مجد الله وصل على محمد وآل محمد ثم ادع الله ومر من معها أن يؤمنوا

______________________________________________________

باب صلاة الشكر

الحديث الأول : صحيح.

قوله عليه‌السلام « وتقول في ركوعك » أي مكان التسبيح ، أو زائدا عليه والأول أظهر والثاني أحوط.

باب صلاة من أراد أن يدخل بأهله ومن أراد أن يتزوج

الحديث الأول : صحيح.

وفي النهاية :« فركت المرأة زوجها تفركه فركا بالكسر وفركا وفروكا : أي تبغضته ومنه حديث ابن مسعود(١) أتاه رجل فقال إني تزوجت امرأة شابة

__________________

(١) النهاية : ج ٣ ص ٤٤١.

٤٦٦

على دعائك وقل اللهم ارزقني إلفها وودها ورضاها ورضني بها ثم اجمع بيننا بأحسن اجتماع وأسر ائتلاف فإنك تحب الحلال وتكره الحرام ثم قال واعلم أن الإلف من الله والفرك من الشيطان ليكره ما أحل الله.

٢ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن محمد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي بصير قال قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا تزوج أحدكم كيف يصنع قلت لا أدري قال إذا هم بذلك فليصل ركعتين ويحمد الله ثم يقول اللهم إني أريد أن أتزوج فقدر لي من النساء أعفهن فرجا وأحفظهن لي في نفسها وفي مالي وأوسعهن رزقا وأعظمهن بركة وقدر لي ولدا طيبا تجعله خلفا صالحا في حياتي وبعد مماتي.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن رجل ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال من أراد أن يحبل له فليصل ركعتين بعد الجمعة يطيل فيهما الركوع والسجود ثم يقول اللهم إني أسألك بما سألك به زكريا إذ قال «رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ » اللهم هب لي «ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ » اللهم باسمك استحللتها وفي أمانتك أخذتها فإن قضيت في رحمها ولدا فاجعله غلاما ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شركا.

______________________________________________________

وإني أخاف أن تفركني فقال : إن الحب من الله والفرك من الشيطان ».

الحديث الثاني : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « في نفسها » أي بأن لا تزني ولا ترى نفسها غير محارمها ولا تخرج من بيتها بغير إذنه.

الحديث الثالث : مرسل.

قوله عليه‌السلام : « باسمك ». أي متبركا ، أو مستعينا باسمك ، أو بصيغة العقد لدلالتها على حكمة الله تعالى كأنها اسمه وهو بعيد أو بصيغة العقد.

قوله عليه‌السلام : « وفي أمانتك » أي أمانك وحفظك : أي جعلتني أمينا عليها ، وقال : في مجمع البحار فيه فإنكم أخذتموهن بأمانة الله أي بعهده وهو ما عهد إليهم من الرفق والشفقة.

٤٦٧

( باب )

( النوادر )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال ما تروي هذه الناصبة فقلت جعلت فداك فيما ذا فقال في أذانهم وركوعهم وسجودهم فقلت إنهم يقولون إن أبي بن كعب رآه في النوم فقال كذبوا فإن دين الله عز وجل أعز من أن يرى في النوم قال فقال له سدير الصيرفي جعلت فداك فأحدث لنا من ذلك ذكرا فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام إن الله عز وجل لما عرج بنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى سماواته السبع أما أولاهن فبارك عليه والثانية علمه فرضه فأنزل الله محملا من نور فيه أربعون نوعا من أنواع النور كانت محدقة بعرش الله تغشى أبصار الناظرين أما واحد منها فأصفر فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة

______________________________________________________

باب النوادر

الحديث الأول : حسن. وروي مثله في العلل بأسانيد صحيحة.

قوله عليه‌السلام : قوله « إن أبي بن كعب رآه في النوم ».

أقول : لا خلاف بين علمائنا في أن شرعية الأذان كان بالوحي لا بالنوم :

قال في المعتبر والمنتهى : الأذان عند أهل البيتعليهم‌السلام وحي على لسان جبرئيل علمه رسول الله علياعليهم‌السلام ، وأطبق الجمهور على خلافه ورووا أنه برؤيا عبد الله بن زيد وعمر.

أقول : وفي روايات المخالفين أن المسلمين حين قدموا المدينة كانوا يجتمعون ويتحينون الصلوات وكان لا ينادي بها أحد فشاوروا بينهم ، أو مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك ، فقال : بعضهم اتخذوا ناقوسا كالنصارى ، وقال : بعضهم قرنا مثل قرن اليهود ، وعن أنس تنوروا نارا ، وقال : آخرون النار والبوق شعار اليهود والناقوس

٤٦٨

وواحد منها أحمر فمن أجل ذلك احمرت الحمرة وواحد منها أبيض فمن أجل ذلك ابيض البياض والباقي على سائر عدد الخلق من النور والألوان في ذلك المحمل حلق وسلاسل من فضة ثم عرج به إلى السماء فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجدا وقالت سبوح قدوس ما أشبه هذا النور بنور ربنا فقال جبرئيلعليه‌السلام الله أكبر الله أكبر ثم فتحت أبواب السماء واجتمعت الملائكة فسلمت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أفواجا وقالت يا محمد كيف أخوك إذا نزلت فأقرئه السلام قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أفتعرفونه قالوا وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه منا وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا وإنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمسا يعنون في كل وقت صلاة وإنا لنصلي عليك وعليه قال ثم زادني ربي

______________________________________________________

شعار النصارى فيلتبس أوقاتنا بأوقاتهم فقال عبد الله بن زيد إني رأيت الأذان في المنام ، وقيل : إن أبيا قال رأيته في النوم وقيل : إن عمر قال مثل ذلك ، فقال : عمر عند ذلك أو لا تبعثون رجلا ينادي بألفاظ الأذان.

أقول قاتلهم الله كيف هونوا بأحكام الله ليتهيأ لهم القياس والاستحسان في دين الله ، ثم إن هذا الخبر يدل على أن بالنوم لا تثبت الأحكام ، ويمكن أن يخص بابتداء شرعيتها ورأيت في بعض أجوبة العلامةرحمه‌الله عما سئل عنه تجويز العمل بما يسمع في المنام عن النبي والأئمةعليهم‌السلام إذا لم يكن مخالفا للإجماع. لما روى من أن الشيطان لا يتمثل بصورتهم وفيه إشكال.

قوله عليه‌السلام : « فأنزل الله ». هذا تفصيل لما أجمل سابقا وعود إلى أول الكلام كما سيظهر مما سيأتي فالفاء للتفصيل لا للتعقيب ، والأنوار يحتمل الصورية والمعنوية والأعم منهما ، وأما نفرة الملائكة فلغلبة النور على أنوارهم وعجزهم عن إدراك الكمالات التي أعطاها الله نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله كما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله لي مع الله وقت لا يسعني ملك مقرب ولا نبي مرسل الخبر ، ويؤيد المعنوية قول الملائكة ما أشبه هذا النور بنور ربنا وعلى تقدير أن يكون المراد الصورية فالمعنى ما أشبه هذا النور بنور خلقه الله

٤٦٩

أربعين نوعا من أنواع النور لا يشبه النور الأول وزادني حلقا وسلاسل وعرج بي إلى السماء الثانية فلما قربت من باب السماء الثانية نفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجدا وقالت سبوح قدوس رب الملائكة والروح ما أشبه هذا النور بنور ربنا فقال جبرئيلعليه‌السلام أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله فاجتمعت الملائكة وقالت يا جبرئيل من هذا معك قال هذا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله قالوا وقد بعث قال نعم قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فخرجوا إلي شبه المعانيق فسلموا علي وقالوا أقرئ أخاك السلام قلت أتعرفونه قالوا وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا وإنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمسا يعنون في كل وقت صلاة قال ثم زادني ربي أربعين نوعا

______________________________________________________

في العرش ، وعلى التقديرين ، لما كان كلامهم وفعلهم موهما لنوع من التشبيه ، قال جبرئيل الله أكبر تنزيها له عن تلك المشابهة أي أكبر من أن يشبهه أحدا ويعرفه وقد مر تفسير الأنوار في شرح كتاب التوحيد والتكرير للتأكيد ، أو الأول لنفي المشابهة والثاني لنفي الإدراك.

وقال : الجزري« سبوح قدوس » يرويان بالضم والفتح ، والفتح أقيس. والضم أكثر استعمالا وهو من أبنية المبالغة والمراد بهما التنزيه.

وقال : فيه فانطلقنامعانيق أي مسرعين وفي القاموس : المعناق بالكسر الفرس الجيد العنق. والجمع معانيق ، والعنق بالتحريك ضرب من سير الدابة والتشبيه في الإسراع ، وتثنية التكبير يمكن أن يكون اختصارا من الراوي أو يكون الزيادة بوحي آخر كما ورد في تعليم جبرئيل أمير المؤمنينعليه‌السلام أو يكون من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كزيادة الركعات بالتفويض ، أو يكون التكبيران الأولان خارجين عن الأذان كما يومئ إليه ما رواه الفضل بن شاذان من العلل عن الرضاعليه‌السلام وبه يجمع بين الأخبار. والأظهر أن الغرض في هذا الخبر بيان الإقامة وأطلق عليها الأذان مجازا ويمكن

٤٧٠

من أنواع النور لا تشبه الأنوار الأولى ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فنفرت الملائكة وخرت سجدا وقالت سبوح قدوس رب الملائكة والروح ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا فقال جبرئيلعليه‌السلام أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله فاجتمعت الملائكة وقالت مرحبا بالأول ومرحبا بالآخر ومرحبا بالحاشر ومرحبا بالناشر ـ محمد خير النبيين وعلي خير الوصيين.

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم سلموا علي وسألوني عن أخي قلت هو في الأرض أفتعرفونه قالوا وكيف لا نعرفه وقد نحج البيت المعمور كل سنة وعليه رق أبيض فيه اسم محمد واسم علي والحسن والحسين والأئمةعليهم‌السلام وشيعتهم إلى يوم القيامة وإنا لنبارك عليهم كل يوم وليلة خمسا يعنون في وقت كل صلاة

______________________________________________________

أن يكون سؤالهم عن البعثة لزيادة الاطمئنان كما في سؤال إبراهيم إذ تصفح وجوه شيعة أخيه في وقت كل صلاة موقوف على العلم بالبعثة ويمكن أن يكون قولهم وإنا لنتصفح أخبارا عما أمروا به أن يفعلوه بعد ذلك ، ويؤيده عدم وجوب الصلاة قبل ذلك كما هو الظاهر. وإن أمكن أن يكون هذا في معراج تحقق بعد وجوب الصلاة لكنه بعيد عن سياق الخبر ، ويحتمل أيضا أن يكون عرفوهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعرفوا وصيه وشيعة وصيه بأنهم يكونون كذلك ولذا كانوا يتصحفون وجوه شيعته في أوقات الصلاة ليعرفوا هل وجبت عليهم صلاة أم لا فلا ينافي عدم علمهم بالبعثة وفيه أيضا بعد ، ويحتمل أن يكون التصفح كناية عن رؤية أسمائهم في رق بيت المعمور كما سيأتي ، أو عن رؤية أشباحهم وأمثلتهم حول العرش كما يومئ إليه قولهم وهم نور حول العرش وقريب منه ما ذكره بعض الأفاضل إن علمهم به وبأخيه وشيعته وأحوالهم فوق أحوال عالم الحس وهو العالم الذي أخذ عليهم فيه الميثاق والعلم فيه لا يتغير وهذا لا ينافي جهلهم ببعثه في عالم الحس الذي يتغير العلم فيه.

أقول : هذا موقوف على مقدمات مباينة لطريقة العقل.

٤٧١

و يمسحون رءوسهم بأيديهم قال ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه تلك الأنوار الأولى ثم عرج بي حتى انتهيت إلى السماء الرابعة فلم تقل الملائكة شيئا وسمعت دويا كأنه في الصدور فاجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء وخرجت إلي شبه المعانيق فقال جبرئيلعليه‌السلام حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح فقالت الملائكة صوتان مقرونان معروفان فقال جبرئيلعليه‌السلام قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة فقالت الملائكة هي لشيعته إلى يوم القيامة ثم اجتمعت الملائكة وقالت كيف تركت أخاك فقلت لهم وتعرفونه قالوا نعرفه وشيعته وهم نور حول عرش الله وإن في البيت المعمور لرقا من نور فيه كتاب من نور فيه اسم محمد وعلي والحسن والحسين والأئمة وشيعتهم إلى يوم القيامة لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل وإنه لميثاقنا وإنه

______________________________________________________

قوله عليه‌السلام : « مرحبا بالأول » أي خلقا ورتبة ، والرحب بالضم السعة وانتصاب مرحبا بفعل لازم الحذف كاهلا وسهلا أي أتيت وصادقت رحبا وسعة وعن المبرد على المصدر أي رحبت رحبا والباء للسببية أو المصاحبة.ومرحبا بالآخر أي ظهورا وبعثةومرحبا بالحاشر أي بمن يتصل زمان أمته بالحشرومرحبا بالناشر أي بمن ينشر قبل الخلق ، وإليه الجمع والحساب وقد بينا جميع ذلك في الكتاب الكبير و(١) الرق بالفتح ويكسر جلد رقيق يكتب فيه والصحيفة البيضاء ودوي الريح والطائر والنحل صوتها صوتان مقرونان كونهما مقرونين لأن الصلاة مستلزمة لفلاح وسبب له وفي العلل بعد ذلك بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله تقوم الصلاة وبعلي الفلاح ويحتمل أن تكون هاتان الفقرتان مفسرتين للسابقتين والغرض بيان اشتراط قبول الصلاة وصحتها بولايتهما ، ويحتمل أن يكون إشارة إلى ما ورد في بعض الأخبار من تفسير الصلاة والعبادات بهم أي الصلاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والفلاح أمير المؤمنين صلوات عليه وهما متحدان من نور واحد مقرونان قولا وفعلا

__________________

(١) أي بحار الأنوار.

٤٧٢

ليقرأ علينا كل يوم جمعة ثم قيل لي ارفع رأسك يا محمد فرفعت رأسي فإذا أطباق السماء قد خرقت والحجب قد رفعت ثم قال لي طأطئ رأسك انظر ما ترى فطأطأت رأسي فنظرت إلى بيت مثل بيتكم هذا وحرم مثل حرم هذا البيت لو ألقيت شيئا من يدي لم يقع إلا عليه فقيل لي يا محمد إن هذا الحرم وأنت الحرام ولكل مثل مثال ثم أوحى الله إلي يا محمد ادن من صاد فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك فدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من صاد وهو ماء يسيل من ساق العرش الأيمن فتلقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الماء بيده اليمنى فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمين ثم أوحى الله عز وجل إليه أن اغسل وجهك فإنك تنظر إلى عظمتي ثم اغسل ذراعيك اليمنى واليسرى فإنك تلقى بيدك كلامي ثم امسح رأسك بفضل ما بقي في يديك من الماء ورجليك إلى كعبيك فإني أبارك عليك وأوطئك موطئا لم يطأه أحد غيرك

______________________________________________________

وبما فسر في هذا الخبر يظهر سر تلك الأخبار ومعناها والضمير فيقوله لشيعته راجع إلى الرسول وعلى ما في العلل أو إلى علي صلوات الله عليهما وترك حي على خير العمل الظاهر أنه من الإمام أو من الرواة تقية ، ويحتمل أن يكون قرر بعد ذلك كما مر ويؤيده عدم ذكر بقية فصول الأذان ، ويحتمل أن يكون خرق الإطباق والحجب من تحتهصلى‌الله‌عليه‌وآله أو من فوقه أو منهما معا ، وأيضا يحتمل أن يكون هذا في السماء الرابعة أو بعد عروجه إلى السابعة والأخير أوفق بما بعده فعلى الأول إنما خرقت الحجب من تحته لينظر إلى الكعبة وإلى البيت المعمور فلما نظر إليهما وجدهما متحاذيين متطابقين متماثلين ، ولذا قال ولكل مثل مثال أي كل شيء في الأرض له مثال في السماء ، فعلى الثاني يحتمل أن تكون الصلاة تحت العرش محاذيا للبيت المعمور بعد النزول وعلى التقديرين استقبال الحجر مجاز أي استقبل ما يحاذيه أو ما يشاكله ويشبهه.

قوله « وأنت الحرام » أي المحترم المكرم ، ولعله إشارة إلى أن حرمة البيت

٤٧٣

فهذا علة الأذان والوضوء ثم أوحى الله عز وجل إليه يا محمد استقبل الحجر الأسود وكبرني على عدد حجبي فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا لأن الحجب سبع فافتتح عند انقطاع الحجب فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنة والحجب متطابقة بينهن بحار النور وذلك النور الذي أنزله الله على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلاث مرات لافتتاح الحجب ثلاث مرات فصار التكبير سبعا والافتتاح ثلاثا فلما فرغ من التكبير والافتتاح أوحى الله إليه سم باسمي فمن

______________________________________________________

إنما هي لحرمتك ، كما ورد في غيره.

قوله « صار الوضوء » في العلل صار أول الوضوء فيدل على استحباب أخذ ماء الوضوء أولا باليمنى وعلى ما هنا يمكن أن يفهم منه استحباب الإرادة.

قوله تعالى (١) « وعلى عدد حجبي » وفي العلل بعدد حجبي فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا لأن الحجب سبعة وافتتح القراءة عند انقطاع الحجب فمن أجل ذلك صار الافتتاح ستة والحجب مطابقة ثلاثة بعدد النور الذي نزل على محمد ثلاث مرات فلذلك كان الافتتاح ثلاث مرات ومن أجل ذلك كان التكبير سبعا والافتتاح ثلاثا فلما فرغ من التكبير والافتتاح قال الله عز وجل الآن وصلت إلى فسمه باسمي ، فقال : بسم الله الرحمن الرحيم إلى آخره الظاهر أن المراد بالحجب هنا غير السماوات كما يظهر من سائر الأخبار وأن ثلاثة منها ملتصقة ثم تفصل بينهما بحار النور ثم اثنان منها متلاصقتان ثم تفصل بينهما بحار النور ثم اثنان ملتصقتان فلذا استحب التوالي بين ثلاث من التكبيرات ثم الفصل بالدعاء ثم بين اثنين ثم الفصل بالدعاء ثم يأتي باثنتين متصلتين فكل شروع في التكبير ابتداء افتتاح وحمل الوالد العلامة (ره) الافتتاح ثلاثا على تكبيرة الإحرام التي هي افتتاح القراءة وتكبير افتتاح الركوع وتكبير افتتاح السجود ، ولعل ما ذكرنا أظهر.

__________________

(١) في الحديث القدسي.

٤٧٤

أجل ذلك جعل بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في أول السورة ثم أوحى الله إليه أن احمدني فلما قال «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » قال النبي في نفسه شكرا فأوحى الله عز وجل إليه قطعت حمدي فسم باسمي فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مرتين فلما بلغ وَلَا الضَّالِّينَ قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ شكراً فأوحى الله إليه قطعت ذكري فسم باسمي فمن أجل ذلك جعل بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في أول السورة ثم أوحى الله عز وجل إليه اقرأ يا محمد نسبة ربك تبارك وتعالى :

______________________________________________________

وقوله « شكرا ثانيا » يحتمل أن يكون كلام الإمامعليه‌السلام أي قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على وجه الشكر الحمد لله رب العالمين والظاهر أنه من تتمة التحميد ، ويؤيد الأول أنه ورد تحميد المأموم في هذا المقام بدون هذه التتمة ، ويؤيد الثاني أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أضمر شكرا عند قوله الحمد لله رب العالمين أولا ويدل على استحباب التحميد في هذا المقام للإمام والمنفرد أيضا ولعله خص بعد ذلك بالمأموم.

قوله عليه‌السلام : « قطعت » لعله لما كانت سورة الفاتحة بالوحي وانقطع الوحي بتمامها وحمد الله من قبل نفسه قال الله تعالى لما قطعت القراءة بالحمد فاستأنف البسملة فالمراد بالذكر : القرآن.

قوله عليه‌السلام « نسبة ربك ». في العلل فقال له اقرء قل هو الله أحد كما أنزلت فإنها نسبتي ونعتي فيدل على تغيير في سورة التوحيد قوله تعالى فإنها نسبتك أي مبينة شرفك وكرامتك وكرامة أهل بيتك ، أو مشتملة على نسبتك ونسبتهم إلى الناس وجهة احتياج الناس إليك وإليهم فإن نزول الملائكة والروح بجميع الأمور التي يحتاج الناس إليها إذا كان إليك وإليهم فبهذه الجهة أنهم محتاجون إليك وإليهمقوله تعالى إن السلام في العلل إني أنا السلام والتحية فلعل التحية معطوفة على السلام تفسيرا وتأكيدا.

وقوله « والرحمة » مبتدأ أي أنت المراد بالرحمة وذريتك بالبركات ، أو المراد

٤٧٥

«قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. اللهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ » ثم أمسك عنه الوحي فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الواحد الأحد الصمد فأوحى الله إليه : «لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ » ثم أمسك عنه الوحي فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كذلك الله كذلك الله ربنا فلما قال ذلك أوحى الله إليه اركع لربك يا محمد فركع فأوحى الله إليه وهو راكع قل سبحان ربي العظيم ففعل ذلك ثلاثا ثم أوحى الله إليه أن ارفع رأسك يا محمد ففعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقام منتصبا فأوحى

______________________________________________________

أن كلامهم رحمة وبركة ، ويحتمل أن يكون قوله والتحية مبتدأ وعلى التقادير حاصل المعنى سلام الله وتحيته ، ورحمته وشفاعة محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم ودعاؤهم وهدايتهم وإعانتهم عليكم : أي لكم.

قوله عليه‌السلام : « تجاه القبلة ». أي من غير التفات إلى اليسار أو إلى اليمين أيضا كثيرا بأن يحمل ما فعلهصلى‌الله‌عليه‌وآله على الالتفات القليل ويؤيده قولهعليه‌السلام أن لا تلتفت يسارا وما قيل من أنه رأى الملائكة والنبيين تجاه القبلة فسلم عليهم مرة لأنهم المقربون ليسوا من أصحاب اليمين ولا من أصحاب الشمال فلا يخفى ما فيه إذ الظاهر أنهم كانوا مؤتمين بهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قوله عليه‌السلام : « كان التكبير في السجود شكرا » لعل المعنى أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما كان هويه إلى السجود لمشاهدة عظمته تجلت له كبر قبل كل السجود شكرا لتلك النعمة كما قال تعالى «وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ »(١) أي على ما هدى ، وفي العلل ومن أجل ذلك صار التسبيح في السجود والركوع شكرا وهو أظهر كما لا يخفى.

قوله عليه‌السلام : « في صلاة الزوال » وفي العلل وهي الفرض الأول وهي أول ما فرضت عند الزوال ولعل المعنى أن هذه الصلاة التي فرضت وعلمها الله نبيه في السماء إنما فرضت وأوقعت أو لا في الأرض عند الزوال فلا يلزم أن يكون إيقاعها في السماء عند الزوال مع أنه

__________________

(١) سورة : البقرة الآية : ١٨٥.

٤٧٦

الله عز وجل إليه أن اسجد لربك يا محمد فخر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ساجدا فأوحى الله عز وجل إليه قل سبحان ربي الأعلى ففعل ذلك ثلاثا ثم أوحى الله إليه استو جالسا يا محمد ففعل فلما رفع رأسه من سجوده واستوى جالسا نظر إلى عظمته تجلت له فخر ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر أمر به فسبح أيضا ثلاثا فأوحى الله إليه انتصب قائما ففعل فلم ير ما كان رأى من العظمة فمن أجل ذلك صارت الصلاة ركعة وسجدتين ثم أوحى الله عز وجل إليه اقرأ بالحمد لله فقرأها

______________________________________________________

يحتمل أن يكون النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك الوقت محاذيا لموضع يكون في الأرض وقت الزوال لكنه بعيد إذ الظاهر من الخبر أنها أوقعت في موضع كان محاذيا لمكة ولما كان الظاهر من الأخبار تعدد المعراج فيمكن حمل هذا الخبر على معراج وقع في اليوم وبهذا الوجه يمكن التوفيق بين أكثر الأخبار المختلفة الواردة في كيفية المعراج ، ثم إنه يظهر من هذا الخبر أن الصلاة لما كانت معراج المؤمن فكما أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لما نقض عن ذيله الأطهر علائق الدنيا الدنية وتوجه إلى عرش القرب والوصال ومكالمة الكبير المتعال وكلما خرق حجابا من الحجب الجسمانية كبر الرب تعالى وكشف بسببه حجابا من الحجب العقلانية حتى وصل إلى العرش العظمة والجلال ودخل مجلس الأنس والوصال فبعد رفع الحجب المعنوية بينه وبين مولاه كلمه وناجاه فاستحق لأن يتجلى له نور من الأنوار الجبروت فركع وخضع لذلك النور فاستحق أن يتجلى عليه نور أعلا منه فرفع رأسه وشاهده وخر ساجدا لعظمته ثم بعد طي تلك المقامات والوصول إلى درجة الشهود والاتصال بالرب الودود رفع له الأستار من البين وقربه إلى مقام قاب قوسين فأكرمه بأن يقرن اسمه باسمه في الشهادتين ثم حباه بالصلاة عليه وعلى أهل بيته المصطفين فلما لم يكن بعد الوصول إلا السلام أكرمه بهذا الإنعام وأمره بأن يسلم على مقربي جنابه الذين فازوا قبله بمثل هذا المقام تشريفا لهم بإنعامه وتأليفا بين مقربي جنابة أو أنه لما أذنه بالرجوع عن مقام لي مع الله الذي لا يرحمه فيه سواه ولم يكن يخطر بباله

٤٧٧

مثل ما قرأ أولا ثم أوحى الله عز وجل إليه اقرأ إنا أنزلناه فإنها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة وفعل في الركوع مثل ما فعل في المرة الأولى ثم سجد سجدة واحدة فلما رفع رأسه تجلت له العظمة فخر ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر أمر به فسبح أيضا ثم أوحى الله إليه ارفع رأسك يا محمد ثبتك ربك فلما ذهب ليقوم قيل يا محمد اجلس فجلس فأوحى الله إليه يا محمد إذا ما أنعمت عليك فسم باسمي فألهم أن قال بسم الله وبالله ولا إله إلا الله والأسماء الحسنى كلها لله ثم أوحى الله إليه يا محمد صل على نفسك وعلى أهل بيتك فقال صلى الله علي وعلى أهل

______________________________________________________

غير مولاه التفت إليهم فسلم عليهم كما يومئ إليه هذا الخبر فكذا ينبغي للمؤمن إذا أراد التوجه إلى جنابه تعالى بعد تشبثه بالعلائق الدنية وتوغله في العوائق الدنيوية أن يدفع عند(١) الأنجاس الظاهرة والباطنة ، ويتحلى بما يستر عوراته الجسمانية والروحانية ويتعطر بروائح الأخلاق الحسنة ، ويتطهر من دنس الذنوب والأخلاق الذميمة ويخرج عن بيته الأصنام والكلاب والصور والخمور الصورية وعن قلبه صور الأغيار وكلب النفس الأمارة وسكر الملك والمال والعز وأصنام حب الذهب والفضة والأموال والأولاد والنساء وسائر الشهوات الدنيوية ثم يتذكر بالأذان والإقامة ما نسيه بسبب الاشتغال بالمشتهيات والأعمال من عظمة الله تعالى وجلاله ولطفه وقهره وفضل الصلاة وسائر العبادات مرة بعد أخرى ويتذكر أمور الآخرة وأهوالها وسعاداتها وشقاواتها عند الاستنجاء والوضوء والغسل وادعيتها إذا علم إسرارها ثم يتوجه إلى المساجد التي هي بيوت الله في الأرض ويخطر بباله عظمة صاحب البيت وجلاله إذا وصل إلى أبوابها فلا يكون عنده أقل عظمة من أبواب الملكوت الظاهرة التي إذا وصل إليها دهش وتحير وارتعد وخضع واستكان فإذا دخل المسجد وقرب من المحراب الذي هو محل محاربة النفس والشيطان يستعيذ بالكريم الرحمن من شرورهما وغرورهما ويتوجه بصورته إلى بيت الله وبقلبه إلى الله وأعرض عن كل شيء سواه ثم يستفتح صلاته

__________________

(١) وفي بعض النسخ « عنه ».

٤٧٨

بيتي وقد فعل ثم التفت فإذا بصفوف من الملائكة والمرسلين والنبيين فقيل يا محمد سلم عليهم فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فأوحى الله إليه أن السلام والتحية والرحمة والبركات أنت وذريتك ثم أوحى الله إليه أن لا يلتفت يسارا وأول آية سمعها بعد «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ » وإنا أنزلناه آية أصحاب اليمين وأصحاب الشمال فمن أجل ذلك كان السلام واحدة تجاه القبلة ومن أجل ذلك كان التكبير في السجود شكرا وقوله سمع الله لمن حمده لأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سمع ضجة الملائكة بالتسبيح والتحميد والتهليل فمن أجل ذلك قال سمع الله لمن حمده ومن أجل ذلك

______________________________________________________

بتكبير الله وتعظيمه ليضمحل في نظره من عداه ويخرق بكل تكبير حجابا من الحجب الظلمانية الراجعة إلى نقصه والنورانية الراجعة إلى كمال معبوده فيقبل تلك المعرفة والانقياد والتسليم بشراشره إلى العليم الحكيم ويستعين في أموره باسم المعبود الرحمن الرحيم ويحمده على نعمائه وقرباته رب العالمين وأخرجه من كتم العدم إلى أن أوصله إلى مقام العابدين ثم بأنه الرحمن الرحيم وبأنه مالك يوم الدين ويجزي المطيعين والعاصين فإذا عرفه بهذا الوجه استحق لأن يرجع من مقام الغيبة إلى الخطاب مستعينا بالكريم الوهاب ويطلب منه الصراط المستقيم وصراط المقربين والأنبياء والأئمة المكرمين مقرا بأنهم على الحق واليقين وأن أعداءهم ممن غضب الله عليهم ولعنهم ومن الضالين ويتبرأ منهم ومن طريقتهم تبرأ الموقنين ثم يصفه سبحانه لتلاوة التوحيد بالوحدانية والتنزيه عما لا يليق بذاته وصفاته فإذا عبد ربه بتلك الشرائط وعرفه بتلك الصفات يتجلى له نور من أنوار الجلال فيخضع لذلك بالركوع والخشوع ويقر بأني أعبدك وإن ضربت عنقي ثم بعد هذا الخضوع والانقياد يستحق معرفة أقوى ويناسبه خضوع أدنى فيقر بأنك خلقتني من التراب والمخلوق منه خليق بالتذلل عند رب الأرباب ثم بأنك تعيدني بعد الموت إلى التراب فيناسب تلك الحالة خضوع آخر فإذا عبد الله

٤٧٩

صارت الركعتان الأوليان كلما أحدث فيهما حدثا كان على صاحبهما إعادتهما فهذا الفرض الأول في صلاة الزوال يعني صلاة الظهر.

٢ ـ علي بن محمد ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن الحكم ، عن ربيع بن محمد المسلي ، عن عبد الله بن سليمان العامري ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال لما عرج برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نزل بالصلاة عشر ركعات ركعتين ركعتين فلما ولد الحسن والحسين زاد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سبع ركعات شكرا لله فأجاز الله له ذلك وترك الفجر لم يزد فيها لضيق وقتها لأنه تحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار فلما أمره الله بالتقصير في السفر وضع عن أمته ست ركعات وترك المغرب لم ينقص منها شيئا وإنما يجب السهو فيما زاد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فمن شك في أصل الفرض في الركعتين الأولتين استقبل صلاته.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن عائذ الأحمسي قال دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وأنا أريد أن أسأله عن صلاة الليل فقلت السلام عليك يا ابن رسول الله فقال وعليك السلام إي والله إنا لولده وما نحن بذوي قرابته ثلاث مرات قالها ثم قال من غير أن أسأله إذا لقيت الله بالصلوات الخمس المفروضات لم يسألك عما سوى ذلك.

______________________________________________________

بتلك الآداب إلى آخر الصلاة وخاض في خلال ذلك بحار جبروته واكتسب أنوار فيضه ومعرفته وصل إلى مقام القرب والشهود فيقر بوحدانية معبوده ويثني على مقربي جنابه ثم يسلم عليهم بعد الحضور والشهود وفي هذا المقام لطائف ودقائق لا يسع المقام ذكرها وأوردنا شذرا منها في بعض مؤلفاتنا وإنما أومأنا ههنا إلى بعضها لمناسبة شرح الرواية والله ولي التوفيق والهداية.

الحديث الثاني : مجهول مرسل. وظاهره عدم بطلان الصلاة في المغرب بالشك في الأخيرة فيها لكنه معارض بمفهوم الأخبار الكثيرة وعمل الأصحاب.

الحديث الثالث : مجهول. ويدل على أن ولد البنت ولد حقيقة.

٤٨٠