مرآة العقول الجزء ١٦

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 472

مرآة العقول

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف:

الصفحات: 472
المشاهدات: 28894
تحميل: 4061


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 472 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 28894 / تحميل: 4061
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 16

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

التمسها في ليلة إحدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين.

٢ ـ أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد الجوهري ، عن علي بن أبي حمزة الثمالي قال كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له أبو بصير جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها ما يرجى فقال في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين قال فإن

ومنهم من قال : إنها مشتبهة في ليالي شعبان وشهر رمضان.

والأكثرون منهم : على أنها في شهر رمضان فذهب بعضهم : إلى أنها أولى ليلة منها ، وبعضهم إلى أنها ليلة سبع عشرة منها ، وبعضهم إلى أنها ليلة سبع وعشرين ، وبعضهم إلى انحصارها في ليلة تسع عشرة ، وإحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين ، وبعضهم إلى الأخيرتين منها.

وعندهم أقوال شاذة أخرى ، ولا خلاف ظاهرا بين أصحابنا في انحصارها في هذه الثلاث الليالي.

ونقل شيخ الطائفة (ره) في التبيان : الإجماع على كونها في فرادى العشر الأواخر ، فيظهر من الاتفاقين الاتفاق على الليلتين الأخيرتين وأخبارنا متظافرة في انحصارها في الثلاث وكثير منها يدل على الاثنتين الأخيرتين كهذا الخبر ، وورد كثير من الأخبار في تعيين ليلة ثلاث وعشرين ، وورد بعضها في تعيين ليلة إحدى وعشرين ويظهر من بعضها إن كلا منها ليلة القدر لمدخليتها في التقدير ، فالتقدير في ليلة تسع عشرة ، والإبرام في ليلة إحدى وعشرين ، والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين.

وقد حققنا ذلك وسائر ما يتعلق بليلة القدر في كتاب الفرائد الطريقة فمن أراد الاطلاع عليها فليرجع إليه.

الحديث الثاني : ضعيف. وفي أكثر النسخ عن أبي حمزة الثمالي ، وفي الفقيه والتهذيب عن علي بن أبي حمزة وهو الصواب. إذ رواية الجوهري عن البطائني أكثر من أن يحصى ، وروايته عن الثمالي غير معهود.

٣٨١

لم أقو على كلتيهما فقال ما أيسر ليلتين فيما تطلب قلت فربما رأينا الهلال عندنا وجاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك من أرض أخرى فقال ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها قلت جعلت فداك ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهني فقال إن ذلك ليقال قلت جعلت فداك إن سليمان بن خالد روى في تسع عشرة يكتب وفد الحاج فقال لي يا أبا محمد وفد الحاج يكتب في ليلة القدر والمنايا والبلايا والأرزاق وما يكون إلى مثلها في قابل فاطلبها في ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وصل في كل واحدة منهما مائة ركعة وأحيهما إن استطعت إلى النور واغتسل فيهما قال قلت فإن لم أقدر على

قوله عليه‌السلام : « فما أيسر » يدل على استحباب الاحتياط في الأمور المستحبة عند اشتباه الهلال واستحبابه في الأمور الواجبة بطريق أولى.

ثم اعلم : أن عدم تعيينه «عليه‌السلام » ليلة القدر ومع علمه بها ومبالغة السائل في استعلامها لحكمة عظيمة اقتضت إخفاؤها وهي أيضا مخفية ، وعلى ما يصل إليه عقولنا يمكن أن يكون لعبادة الناس في الليالي المشتبهة فيها. كالحكمة في إخفاء الاسم الأعظم ليداوموا على جميع أسماء الله ليفوزوا به وكذا إخفاء أولياء الله من بين سائر الناس ليحترز الناس من إيذاء كل أحد ويكرموا جميع الناس حذرا من احتمال كونه ولي الله ، ويمكن أن يكون حكمة إخفاء الاسم الأعظم بالنسبة إلى غالب الناس وعامتهم ترتب المفاسد على علمهم لخسة نفوسهم ودناءة أغراضهم وخبث طينتهم ويمكن إجراؤها في ليلة القدر إذ يمكن أن يكون مع العلم بكونها تلك الليلة لا يرد كل دعاء يدعى فيها وكذا ولي الله لأنهم إذا علموا أنه ولي الله ومع ذلك أذوه ولم يحترموه فهو على حد الشرك بالله ويمكن نزول العذاب عليهم بسببه وكذا الكلام في ساعة الاستجابة يوم الجمعة والمقبول من الأعمال وغيرها.

قوله عليه‌السلام : « ليلة الجهني » إشارة إلى ما رواه في الفقيه عن زرارة عن أحدهماعليهما‌السلام قال سألته عن الليالي التي يستحب فيها الغسل في شهر رمضان فقال : ليلة تسع عشرة ، وليلة إحدى وعشرين ، وليلة ثلاث وعشرين ، وقال : ليلة ثلاث وعشرين

٣٨٢

ذلك وأنا قائم قال فصل وأنت جالس قلت فإن لم أستطع قال فعلى فراشك لا عليك أن تكتحل أول الليل بشيء من النوم إن أبواب السماء تفتح في رمضان وتصفد الشياطين وتقبل أعمال المؤمنين نعم الشهر رمضان كان يسمى على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المرزوق.

٣ ـ أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهماعليهما‌السلام قال سألته عن علامة ليلة القدر فقال علامتها أن تطيب ريحها وإن كانت في برد دفئت وإن كانت في حر بردت فطابت قال وسئل عن ليلة القدر فقال تنزل فيها الملائكة والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون في أمر السنة وما يصيب العباد وأمره عنده موقوف له وفيه المشيئة فيقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويمحو «وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ».

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن غير واحد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قالوا قال له بعض أصحابنا قال ولا أعلمه إلا سعيدا السمان كيف يكون

هي ليلة الجهني وحديثه أنه قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إن منزلي ناء عن المدينة فمرني بليلة أدخل فيها فأمره بليلة ثلاث وعشرين(١) ثم قال : الصدوقرحمه‌الله واسم الجهني عبد الله بن أنيس الأنصاري.

قوله عليه‌السلام : « لا عليك » أي لا بأس والاكتحال بالنوم كناية عن القليل منه.

وقال في القاموس : « صفده يصفده » شده وأوثقه كأصفده وصفده.

الحديث الثالث : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « دفئت » الدفيء السخونة ، والفعل كفرح وكرم وقد مر تحقيق آخر الخبر في باب البداء.

الحديث الرابع : حسن.

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ١٠٣ ح ١٦.

٣٨٣

ليلة القدر خيرا «مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ » قال العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد

قوله عليه‌السلام : « ليس فيها ليلة القدر » أي سلب فيها فضل ليلة القدر بسوء أعمال بني أمية أو مع قطع النظر عن ليلة القدر وإن كانت فيها ، ويؤيد الأول ما ورد في خبر الصحيفة الكاملة عن الصادقعليه‌السلام أنه قال معناه أنه خير من ألف شهر تملكها بنو أمية ليس فيها ليلة القدر.

وقيل : ذكر لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رجل من بني إسرائيل أنه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر فعجب من ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عجبا شديدا وتمنى أن يكون ذلك في أمته فقال يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا وأقلها أعمالا فأعطاه الله ليلة القدر ، وقال : ليلة القدر خير من ألف شهر ، حمل فيها الإسرائيلي السلاح في سبيل الله لك ولأمتك من بعدك إلى يوم القيامة في كل رمضان ، وعلى ما في خبر الصحيفة يحتمل أن يكون المراد إن الله سلب فضل ليلة القدر في مدة ملكهم عن العالمين سوى المعصوم فعبادة ليلة القدر أفضل من عبادة تلك المدة لعدم كون ليلة القدر فيها ، أو أنه تعالى سلب فضلها عنهم لعنهم الله فالمراد بالعبادة : العبادة التقديرية لعدم صحة عبادتهم أي لو كانت مقبولة لكانت عبادة ليلة القدر.

أفضل منها لسلب فضل ليلة القدر عنهم.

ويحتمل على بعد : أن يكون المراد بيان مدة ملكهم وأنها ألف شهر.

وقولهعليه‌السلام : « ليس فيها ليلة القدر » أي مع قطع النظر عن ليلة القدر لا أن الله سلبها في تلك المدة ، أو المراد أن الثواب الذي يمنحه الله على العمل فيها خير من سلطنة بني أمية وشوكتهم واقتدارهم في تلك المدة لكن يأبى عن هذا المعنى كثير من الأخبار.

الحديث الخامس : ضعيف.

٣٨٤

عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال نزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان ونزل الإنجيل في اثنتي عشرة ليلة مضت من شهر رمضان ونزل الزبور في ليلة ثماني عشرة مضت من شهر رمضان ونزل القرآن «فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ».

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم ، عن حمران أنه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله عز وجل : «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ » قال نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر قال الله عز وجل : «فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ » قال يقدر في ليلة القدر كل شيء يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل خير وشر وطاعة ومعصية ومولود وأجل أو رزق فما قدر في تلك السنة وقضي فهو المحتوم ولله عز وجل فيه المشيئة قال قلت «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ » أي شيء عني

قوله عليه‌السلام : « في ليلة القدر » لعله بالنظر إلى الفواصل السابقة يؤيد كون الثالث والعشرين ليلة القدر وإن لم يطابقها.

الحديث السادس : حسن.

قوله تعالى : « فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ »(١) ما ذكرهعليه‌السلام في تفسيرها هو المشهور بين المفسرين ، قال : في مجمع البيان أي في هذه الليلة يفصل ويبين ويقضي كل أمر محكم لا تلحقه الزيادة والنقصان وهو أنه يقسم فيها الآجال والأرزاق وغيرها من أمور السنة إلى مثلها إلى العام القابل عن ابن عباس والحسن وقتادة(٢) .

قوله عليه‌السلام : « فهو المحتوم » لعل المعنى أنه محتوم بالنسبة إلى التقدير السابق بحيث يعسر تغييره لكن لله فيه المشية أيضا.

قوله عليه‌السلام : « ولله عز وجل فيه المشية » قال الفاضل الأسترآبادي : مقتضى الحديث السابق. ومقتضى الأحاديث الصريحة في أن الله تعالى لا يكذب ملائكته

__________________

(١) سورة الدخان : الآية ٤.

(٢) مجمع البيان : ج ٩ ـ ١٠ ص ٦١.

٣٨٥

بذلك فقال العمل الصالح فيها من الصلاة والزكاة وأنواع الخير خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ولو لا ما يضاعف الله تبارك وتعالى للمؤمنين ما بلغوا ولكن الله يضاعف لهم الحسنات بحبنا.

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن السياري ، عن بعض أصحابنا ، عن داود بن فرقد قال حدثني يعقوب قال سمعت رجلا يسأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن ليلة القدر فقال أخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كل عام فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن

ورسله. إن الملائكة إنما يكتبون ما يحتم في تلك الليلة وهنا أمر آخر يعلمه الله لا يكتبونه ولله فيه المشية والظاهر أنه سقط هنا شيء والأصل وأمر موقوف ولله عز وجل فيه المشية انتهى ، وبسطنا الكلام في ذلك في الفرائد الطريقة.

قوله عليه‌السلام : « ما بلغوا » أي غاية الفضل والثواب.

الحديث السابع : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « لرفع القرآن » أي تبقى ليلة القدر إلى انقضاء التكليف الذي علامته رفع القرآن إلى السماء ، ويحتمل أن يكون المعنى رفع حكم القرآن ومدلوله أي لو ذهبت ليلة القدر بطل حكم القرآن حيث يدل على استمراره فإن قوله تعالى «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها »(١) يدل على الاستمرار التجددي.

وقيل : المراد أنه لو رفعت ليلة القدر ولم تنزل الملائكة والروح فيها على الإمام لتبيين أحكام القرآن لتعطل القرآن وذهب فائدته ولا يخفى بعده.

ثم اعلم : أنه لا خلاف بين الإمامية في استمرار ليلة القدر وبقائها وإليه ذهب أكثر العامة.

وذهب شاذ منهم إلى أنها كانت مختصة بزمن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعد وفاته رفعت.

__________________

(١) سورة القدر : الآية ٤.

٣٨٦

٨ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي عبد الله المؤمن ، عن إسحاق بن عمار قال سمعته يقول وناس يسألونه يقولون الأرزاق تقسم ليلة النصف من شعبان قال فقال لا والله ما ذاك إلا في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين فإن في ليلة تسع عشرة يلتقي الجمعان وفي ليلة إحدى وعشرين يفرق كل أمر حكيم وفي ليلة ثلاث وعشرين يمضى ما أراد الله عز وجل من ذلك وهي ليلة القدر التي قال الله عز وجل : «خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ » قال قلت ما معنى قوله يلتقي الجمعان قال يجمع الله فيها ما أراد من تقديمه وتأخيره وإرادته و

الحديث الثامن : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « يلتقي الجمعان » ظاهره أنه إشارة إلى ما ذكره تعالى في سورة الأنفال حيث قال «وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ »(١) وفيه إشكال من وجهين.

الأول : أنه قد ورد في الروايات أن التقاء الجمعين كان ليلة سبع عشرة من شهر رمضان.

الثاني : أن المشهور بين المفسرين وظاهر الآية الكريمة : هو أن المراد بالتقاء الجمعين التقاء جمع المسلمين والمشركين في غزوة بدر يوم الجمعة.

ويمكن دفع الأول : بأنه قد قيل : إنه كان في ليلة تسع عشرة.

وقال الطبرسي : (ره)(٢) روي ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

والثاني : بأنه يحتمل أن يكون هذا من بطون الآية ولا ينافي كون ظاهرها في غزوة البدر مع أنه يحتمل أن لا يكون ذلك إشارة إلى ما ذكر في الآية وإن اتفق اللفظان.

قوله عليه‌السلام : « من تقديمه » الظاهر أن كلمة من تعليلية أي إنما يجمعها

__________________

(١) سورة الأنفال : الآية ٤١.

(٢) مجمع البيان : ج ٣ ص ٥٤٥.

٣٨٧

قضائه قال قلت فما معنى يمضيه في ثلاث وعشرين قال إنه يفرقه في ليلة إحدى وعشرين ويكون له فيه البداء فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له فيه تبارك وتعالى.

٩ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن ابن بكير ، عن زرارة قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام التقدير في ليلة تسع عشرة والإبرام في ليلة إحدى وعشرين والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين.

١٠ ـ أحمد بن محمد ، عن علي بن الحسين ، عن محمد بن الوليد ومحمد بن أحمد ، عن يونس بن يعقوب ، عن علي بن عيسى القماط ، عن عمه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه بني أمية يصعدون على منبره من بعده ويضلون الناس عن الصراط القهقرى فأصبح كئيبا حزينا قال فهبط عليه جبرئيلعليه‌السلام فقال يا رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا قال يا جبرئيل إني رأيت بني أمية في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي ويضلون الناس عن الصراط القهقرى فقال والذي بعثك بالحق نبيا إن هذا شيء ما اطلعت عليه فعرج إلى السماء فلم يلبث أن نزل عليه بآي من القرآن يؤنسه بها قال «أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ » وأنزل عليه «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ » جعل الله عز وجل ليلة القدر لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله خيرا «مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ » ملك بني أمية.

لتقديمه وتأخيره ، ويحتمل أن تكون بيانية وزائدة.

الحديث التاسع : موثق كالصحيح.

الحديث العاشر : مجهول.

قوله تعالى «أَفَرَأَيْتَ »(١) قال الطبرسي معناه أرأيت أن أنظرناهم وأخرناهم سنين ومتعناهم بشيء من الدنيا ثم أتاهم العذاب لم يغن عنهم ما متعوا في تلك السنين من النعيم لازديادهم في الآثام واكتسابهم من الأجرام(٢) .

__________________

(١) الشعراء : ٢٠٥.

(٢) مجمع البيان ج ٧ ـ ٨ ـ ص ٢٠٥.

٣٨٨

١١ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن رفاعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ليلة القدر هي أول السنة وهي آخرها.

١٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن الحكم ، عن ربيع المسلي وزياد بن أبي الحلال ذكراه ، عن رجل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان التقدير وفي ليلة إحدى وعشرين القضاء وفي ليلة ثلاث وعشرين إبرام ما يكون في السنة إلى مثلها لله جل ثناؤه يفعل ما يشاء في خلقه.

الحديث الحادي عشر : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « هي أول السنة » قال الوالد العلامةقدس‌سره الظاهر أن الأولية باعتبار التقدير أي أول السنة التي يقدر فيها الأمور ليلة القدر والآخرية باعتبار المجاورة فإن ما قدر في السنة الماضية انتهى إليها كما ورد أن أول السنة التي يحل فيها الأكل والشرب يوم الفطر ، أو إن عملها يكتب في آخر السنة الأولى وأول السنة الثانية كصلاة الصبح في أول الوقت ، أو يكون أول السنة باعتبار تقدير ما يكون في السنة الآتية وآخر السنة المقدر فيها الأمور.

الحديث الثاني عشر : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « ولله جل ثناؤه » إشارة إلى احتمال البداء بعده أيضا كما مر.

٣٨٩

(باب )

(الدعاء في العشر الأواخر من شهر رمضان )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال تقول في العشر الأواخر من شهر رمضان في كل ليلة أعوذ بجلال وجهك الكريم أن ينقضي عني شهر رمضان أو يطلع الفجر من ليلتي هذه ولك قبلي ذنب أو تبعة تعذبني عليه.

٢ ـ أحمد بن محمد ، عن علي بن الحسين ، عن محمد بن عيسى ، عن أيوب بن يقطين أو غيره عنهمعليهم‌السلام دعاء العشر الأواخر تقول في الليلة الأولى يا مولج الليل في النهار ومولج النهار في الليل ومخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي يا رازق من يشاء بغير حساب يا الله يا رحمان

باب الدعاء في العشر الأواخر من شهر رمضان

الحديث الأول : حسن.

قوله عليه‌السلام : « أو يطلع الفجر » لا يبعد أن تكون كلمة « أو » هنا للإضراب كما قيل في قوله تعالى : «وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ »(١) « والتبعة » كالكلمة ما تطلبه من ظلامة وغيرها.

الحديث الثاني : مجهول.

قوله عليه‌السلام : « يا مولج الليل » أي مدخل الليل في النهار لمجيء النهار أو بعض الليل في النهار بزيادة النهار ، وكذا العكس ومخرج الحي من الميت كإخراج الحيوان من النطفة والبيضة والأشجار من الحبة والمؤمن من الكافر« بغير حساب » أي كثيرا يعسر عدها جدا ، أو بغير أن يحاسبهم عليه في القيامة أو من المواضع

__________________

(١) سورة : الصافّات الآية ١٤٧.

٣٩٠

يا الله يا رحيم يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء أسألك أن تصلي على محمد وعلى أهل بيته وأن تجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء وإحساني في عليين وإساءتي مغفورة وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي وإيمانا يذهب بالشك عني وترضيني بما قسمت لي و «آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً » وقنا عذاب الحريق وارزقنا فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك والإنابة والتوفيق لما وفقت له محمدا وآل محمدعليهم‌السلام ».

التي لا يرجون منها« لك الأسماء الحسنى » أي العظمى الثلاثة والسبعون ، أو جميع أسمائه وصفاته الذاتية ، أو الأعم منها ومن الفعلية ، أو المراد بالأسماء : الصفاتوالأمثال : العليا كجميع ما مثل الله به في القرآن كآية النور وغيرها ، أو الصفات الذاتية ، أو خلفاؤه من الأنبياء والأوصياء فإنهم صلوات الله عليهم مثله في وجوب الإطاعة أو في الاتصاف بصفاته تعالى وإن كان تعالى أجل من أن يكون له مثل حقيقة.

وقال الفيروزآبادي : « المثل » : بالتحريك الحجة والصفة مع الشهداء أي المقتولين تحت لواء الحق ، أو من الحاضرين في زمرة. المعصومين ومعهم في الدنيا والآخرة ، أو مع العلماء بالله وصفاته ودينه و « عليون » اسم للسماء السابعة.

وقيل : هو اسم لديوان الملائكة الحفظة ترفع إليه أعمال الصالحين من العباد.

قوله عليه‌السلام : « تباشر به قلبي » أي تجعل اليقين في قلبي كأنه باشرك ووصل إليك ، أو يقينا ثابتا إلى انقضاء الحياة أفادهما الوالد العلامة (ره).

أقول : أو المراد تعلمه في قلبي وتجده فإن من يجد شيئا في مكان إنما يجده إذا أتى ذلك المكان وباشره غالبا ، أو تكون بسببه دائما في قلبي أي أكون في ذكرك ولا أنساك.

٣٩١

وتقول في الليلة الثانية : « يا سالخ النهار من الليل فإذا نحن مظلمون ومجري الشمس لمستقرها بتقديرك يا عزيز يا عليم ومقدر القمر «مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ » يا نور كل نور ومنتهى كل رغبة وولي كل نعمة يا الله يا رحمان يا الله يا قدوس يا أحد يا واحد يا فرد يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا ثم تعود إلى الدعاء الأول إلى قوله أسألك أن تصلي على محمد وأهل بيته إلى آخر الدعاء.

وتقول في الليلة الثالثة يا رب ليلة القدر وجاعلها خيرا «مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ » و

قوله عليه‌السلام : « يا سالخ النهار » أي يسلخ لباس النور عنها كان الأصل الليل لأنه العدم« فإذا نحن مظلمون » أي داخلون في الظلمة «ومجري الشمس لمستقرها » أي لحد معين ينتهي إليه دورها ، فشبهه بمستقر المسافر إذا قطع سيرة أو لكبد السماء فإن حركتها توجد فيها إبطاء بحيث يظن أن هناك لها وقفة« ومقدر القمر منازل » أي مسيره في منازل أو في سيره منازل ، وهي ثمانية وعشرون ينزل في كل ليلة في واحدة منها لا يتخطاه ولا يتقاصر عنه فإذا كان في آخر منازله وهو الذي يكون فيه قبيل الاجتماع دق واستقوس «حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ ». « الشمراخ » المعوج «الْقَدِيمِ » العتيق.

وقيل : ما مر عليه حول فصاعدا ، أولها وقفة حقيقة كما روي في ركود الشمس ، أو لاستقرار لها على نهج مخصوص ، أو لمنتهى مقدر لكل يوم من المشارق والمغارب فإن لها في دورها ثلاثمائة وستين مشرقا ومغربا تطلع كل يوم من مطلع وتغرب في مغرب ثم لا تعود إليهما إلى العام القابل ، أو المنقطع جريها عند خراب العالم.

« يا عزيز » أي الغالب بقدرته على كل مقدور.

قوله عليه‌السلام : « يا نور » أي منور كل نور من الأنوار الظاهرة والباطنة.

قوله عليه‌السلام : « يا رب ليلة القدر » فيه إشعار ظاهر بكونها ليلة القدر.

٣٩٢

رب الليل والنهار والجبال والبحار والظلم والأنوار والأرض والسماء يا بارئ يا مصور يا حنان يا منان يا الله يا رحمان يا الله يا قيوم يا الله يا بديع يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء وإحساني في عليين وإساءتي مغفورة وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي وإيمانا يذهب الشك عني وترضيني بما قسمت لي و «آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً » وقنا عذاب الحريق وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك والإنابة والتوبة والتوفيق لما وفقت له محمدا وآل محمدعليهم‌السلام ».

٣ ـ ابن أبي عمير ، عن محمد بن عطية ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في الدعاء في شهر رمضان في كل ليلة تقول : « اللهم إني أسألك فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم في الأمر الحكيم من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام

قوله عليه‌السلام : « يا بارئ » قال في النهاية الباري هو الذي خلق الخلق لا عن مثال ، وأكثر ما يستعمل في الحيوان(١) .

وفي القاموس.« الحنان » كسحاب الرحمة وكشداد اسم الله تعالى معناه الرحيم أو الذي يقبل على من أعرض عنه.

وفي النهاية« المنان » هو المنعم المعطي ، من المن : العطاء لا من المنة(٢) .

وقال« القيوم » هو القائم بنفسه مطلقا لا بغيره ، ومع ذلك يقوم به كل موجود ، حتى لا يتصور وجود شيء ولا دوام وجوده إلا به(٣) .

وقال :« البديع عليه‌السلام » هو الخالق المخترع لا عن مثال سابق ، فعيل بمعنى مفعل انتهى(٤) .

الحديث الثالث : حسن.

__________________

(١) النهاية لابن الأثير : ج ١ ص ١١١.

(٢) النهاية لابن الأثير : ج ٤ ص ٣٦٥.

(٣) النهاية : لابن الأثير : ج ٤ ص ١٣٤.

(٤) النهاية لابن الأثير ج ١ ص ١٠٦.

٣٩٣

المبرور حجهم المكفر عنهم سيئاتهم المغفور ذنوبهم المشكور سعيهم وأن تجعل في ما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم في الأمر الحكيم «فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ » من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل أن تطيل عمري وأن توسع علي في رزقي وأن تجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بي غيري.

٤ ـ محمد بن عيسى بإسناده ، عن الصالحينعليهم‌السلام قال تكرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجدا وقائما وقاعدا وعلى كل حال وفي الشهر كله وكيف أمكنك ومتى حضرك من دهرك تقول بعد تحميد الله تبارك وتعالى والصلاة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ اللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وناصرا ودليلا وقائدا وعونا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا.

وتقول في الليلة الرابعة : « يا فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا يا عزيز يا عليم يا ذا المن والطول والقوة والحول والفضل والإنعام والملك

قوله عليه‌السلام : « ولا تستبدل بي غيري » أي لا تذهب بي لسوء أعمالي وتجيء بغيري مكاني ، أو لا تغير خلقي في الدنيا والآخرة.

الحديث الرابع : مرسل.

قوله عليه‌السلام : « يا فالق الإصباح » قال : البيضاوي أي شاق عمود الصبح عن ظلمة الليل ، أو عن بياض النهار ، أو شاق ظلمة الإصباح وهو الغبشة الذي يليه.

قوله عليه‌السلام : « وجاعل الليل سكنا » قال البيضاوي أي يسكن إليه التعب بالنهار لاستراحته فيه ، من سكن إليه إذا اطمأن إليه استيناسا به ، أو يسكن فيه الخلق من قوله «لِتَسْكُنُوا فِيهِ » والشمس والقمر عطفا على محل الليل وتشهد له قراءتهما بالجر ، والأحسن نصبهما بجعل مقدرا.

« حسبانا » أي على أدوار مختلفة يحسب بها الأوقات ويكونا على الحسبان وهو مصدر حسب بالفتح ، وقيل جمع حساب كشهاب وشهبان.

قوله عليه‌السلام : « يا ذا المن » أي النعمة أو المنة« والطول » أي الإحسان أو زيادته« والحول » أي القوة والحيلة.

٣٩٤

والإكرام يا ذا الجلال والإكرام يا الله يا رحمان يا الله يا فرد يا وتر يا الله يا ظاهر يا باطن يا حي يا لا إله إلا أنت لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء أسألك أن تصلي على محمد وعلى أهل بيته وأن تجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء وإحساني في عليين وإساءتي مغفورة وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي وإيمانا يذهب بالشك عني ورضا بما قسمت لي و «آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً » وقنا عذاب الحريق وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك والإنابة والتوبة والتوفيق لما وفقت له محمدا وآل محمدعليهم‌السلام ».

وتقول في الليلة الخامسة : « يا جاعل الليل لباسا والنهار معاشا والأرض مهادا والجبال أوتادا يا الله يا قاهر يا الله يا جبار يا الله يا سميع يا الله يا قريب يا الله يا مجيب يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء أسألك أن تصلي على محمد وعلى أهل بيته وأن تجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء وإحساني في عليين وإساءتي مغفورة وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي وإيمانا يذهب الشك عني ورضا بما قسمت لي و «آتِنا فِي الدُّنْيا

قوله عليه‌السلام : « يا فرد » أي من لا نظير له ولا شريك له في الخلق والتدبير وكذا « الوتر » بكسر الواو وفتحه قريب من معنى الفرد وهو تعالى واحد في ذاته لا يقبل الانقسام والتجزئة في ذاته وواحد في صفاته إذ هي عين ذاته ولا نظير له فيها وواحد في أفعاله لا شريك له ولا معين ، وقد مر تفسير سائر الأسماء في كتاب التوحيد.

قوله عليه‌السلام : « يا جاعل الليل لباسا » أي غطاءا يستتر بظلمته من أراد الاختفاء.

« والنهار معاشا » أي وقت معاش يتقلبون فيه لتحصيل ما يعيشون به أو حياة يبعثون فيه عن نومهم.

قوله عليه‌السلام : « مهادا » أي مستقرا لتعيشهم.

قولهعليه‌السلام : « يا جاعل الليل » اقتباس من قوله تعالى «وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ

٣٩٥

حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً » وقنا عذاب الحريق وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك والإنابة والتوبة والتوفيق لما وفقت له محمدا وآل محمدعليهم‌السلام ».

وتقول في الليلة السادسة : « يا جاعل الليل والنهار آيتين يا من محا «آيَةَ اللَّيْلِ » وجعل «آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً » منه ورضوانا يا مفصل كل شيء تفصيلا يا ماجد

آيَتَيْنِ »(١) .

قال البيضاوي : أي تدلان على القادر الحكيم بتعاقبهما على نسق واحد «فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ » أي الآية التي هي الليل والإشراق والإضاءة والإضافة فيها للتبيين كإضافة العدد إلى المعدود ، «وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً » مضيئة أو مبصرة للناس من أبصره فبصر أو مبصرا أهله كقوله أجبن الرجل إذا كان أهله جبناء.

وقيل : الآيتان القمر والشمس. وتقدير الكلام بنيري الليل والنهار آيتين و « جعلنا نير الليل والنهار آيتين » أو جعلنا الليل والنهار ذوي آيتين ، ومحو آية الليل التي هي القمر جعلها مظلمة في نفسها مطموسة النور ، أو نقص.

بنورها شيئا فشيئا إلى المحاق وجعل آية النهار التي هي الشمس مبصرة جعلها مبصرة ذات شعاع يبصر الأشياء بنورها.

«لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ »(٢) لتطلبوا في بياض النهار أسباب معاشكم وتتوصل به إلى استبانة أعمالكم.

«وَلِتَعْلَمُوا » باختلافهما » أو بحركتهما «عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ » وجنس الحساب «وَكُلَّ شَيْءٍ » يفتقرون إليه في أمر الدين والدنيا «فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً » بيناه بيانا غير ملتبس انتهى. وقيل المراد « بالمحو » إيجاد الكلف على وجه القمر.

قوله عليه‌السلام : « يا ماجد » قال في النهاية(٣) : المجد في كلام العرب : الشرف

__________________

(١ و ٢) سورة الإسراء : ١٢.

(٣) النهاية لابن الأثير : ج ٤ ص ٢٩٨.

٣٩٦

يا وهاب يا الله يا جواد يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء أسألك أن تصلي على محمد وعلى أهل بيته وأن تجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء وإحساني في عليين وإساءتي مغفورة وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي وإيمانا يذهب الشك عني وترضيني بما قسمت لي و «آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً » وقنا عذاب الحريق وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك والإنابة والتوبة والتوفيق لما وفقت له محمدا وآل محمدعليهم‌السلام ».

وتقول في الليلة السابعة : « يا ماد الظل ولو شئت لجعلته ساكنا وجعلت

الواسع. ورجل ماجد : مفضال كثير الخير شريف.

قوله عليه‌السلام « يا ماد الظل » اقتبس من قوله تعالى «أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ »(١) . وقال البيضاوي : هو ما بين طلوع الفجر والشمس وهو أطيب الأحوال ولذلك وصف به الجنة فقال : «وَظِلٍّ مَمْدُودٍ »(٢) «وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً » ثابتا من السكنى أو غير متقلص من السكون بأن يجعل الشمس مقيمة على وضع واحد «ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً »(٣) فإنه لا يظهر للحس حتى تطلع فيقع ضوؤها على بعض الأجرام ، أو لا يوجد ولا يتفاوت إلا بسبب حركتها «ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا » أي ألزمناه بإيقاع الشمس موقعه لما عبر عن أحداثه بالمد بمعنى السير عبر عن إزالته بالقبض إلى نفسه الذي هو معنى الكف.

«قَبْضاً يَسِيراً » قليلا جسما ترتفع الشمس لتنتظم بذلك مصالح الكون ويتحصل به ما لا يحصى من منافع الخلق وثم في الموضعين لتفاضل الأمور أو لتفاضل مبادئ أوقات ظهورها ، وقيل : مد الظل لما بنى السماء بلا نير ودحى الأرض تحتها فألقت عليها ظلها ولو شاء لجعله ثابتا على تلك الحالة ثم خلق الشمس عليه دليلا أي مسلطا عليه مستتبعا إياه كما يستتبع الدليل المدلول ، أو دليلا لطريق من

__________________

(١) سورة الفرقان : الآية ٤٥.

(٢) سورة الواقعة الآية ٣٠.

(٣) سورة الفرقان : الآية ٤٥.

٣٩٧

الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً ثم قبضته إليك «قَبْضاً يَسِيراً » يا ذا الجود والطول والكبرياء والآلاء لا إله إلا أنت «عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ » لا إله إلا أنت يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا الله يا خالق يا بارئ يا مصور يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء أسألك أن تصلي على محمد وعلى أهل بيته وأن تجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء وإحساني في عليين وإساءتي مغفورة وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي وإيمانا يذهب الشك عني وترضيني بما قسمت لي و «آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً » وقنا عذاب الحريق وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك والإنابة والتوبة

يهديه فإنه يتفاوت بحركتها ويتحول بتحويلها.

« ثم قبضته إليك قبضا يسيرا » شيئا فشيئا إلى أن ينتهي غاية نقصانه ، أو قبضا سهلا عند قيام الساعة بقبض أسبابه من الأجرام المظلمة والمظل عليها انتهى.

وقال : الوالد العلامة « قدس الله روحه » وقيل : المراد بالظل الأرواح كما يسمى عالم الأرواح بعالم الظلال.

«وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً » بعدم تعلقها بالأجساد والمرادبالشمس شمس عالم الوجود وهو الله تعالى لأنه دليل الممكنات إلى الوجود ، وسائر الكمالات.

و « قبضه » عبارة عن قبض الأرواح شيئا فشيئا إلى أن يموت الشخص.

وقيل المراد : بالظل خلفاؤه وأنبياؤه وأوصياؤهم فإنهم ظلاله تعالى ولو شاء لم يبعثهم إلى الخلق وجعل شمس الوجود دليلا عليهم هاديا لهم إلى كمالاتهم وقبضهم بميلهم إلى عالم القدس ومنهم من فسر الظلال بالأعيان الثابتة والحقائق الإمكانية وبسطها بالفيض الأقدس ، ثم أفاض عليها شمس الوجود وقبضها شيئا فشيئا بناء على ما ذهب إليه بعضهم من الإعدام والإيجاد في كل آن ، وبه أولوا قوله تعالى «بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ »(١) ، أو بناء على افتقار الباقي إلى

__________________

(١) سورة : ق الآية ١٥.

٣٩٨

والتوفيق لما وفقت له محمدا وآل محمدعليهم‌السلام .

وتقول في الليلة الثامنة : « يا خازن الليل في الهواء وخازن النور في السماء ومانع السماء «أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ » وحابسهما «أَنْ تَزُولا » يا عليم يا غفور يا دائم يا الله يا وارث يا باعث «مَنْ فِي الْقُبُورِ » يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء أسألك أن تصلي على محمد وعلى أهل بيته وأن تجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء وإحساني في عليين وإساءتي مغفورة وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي وإيمانا يذهب الشك عني وترضيني بما قسمت لي و «آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً » وقنا عذاب الحريق وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك والإنابة والتوبة والتوفيق لما وفقت له محمدا وآل محمدعليهم‌السلام .

وتقول في الليلة التاسعة : « يا مكور الليل على النهار ومكور النهار على

المؤثر وهي من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم.

قوله عليه‌السلام : « يا خازن الليل » لعل المراد به ظلمة الليل وجعل أسبابها في الهواء كما جعل أسباب النور في السماء.

قوله عليه‌السلام : « أَنْ تَزُولا » أي من أن تزولا واستدل به على احتياج الباقي في بقائه إلى المؤثر.

قوله عليه‌السلام : « يا وارث » أي الباقي بعد فناء الخلق.

قوله عليه‌السلام : « يا مكور الليل على النهار » اقتباس من قوله تعالى «يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ »(١) أي يغشى كل واحد منهما الآخر كأنه يلف عليه لف اللباس باللابس ، أو يغيبه به كما يغيب الملفوف باللفافة ، أو يجعله كارا عليه كرورا متتابعا تتابع أكوار العمامة.

__________________

(١) سورة : الزمر : الآية ٥.

٣٩٩

الليل يا عليم يا حكيم يا الله يا رب الأرباب وسيد السادات لا إله إلا أنت يا أقرب إلي «مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ » يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء أسألك أن تصلي على محمد وعلى أهل بيته وأن تجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء وإحساني في عليين وإساءتي مغفورة وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي وإيمانا يذهب الشك عني وترضيني بما قسمت لي و «آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً » وقنا عذاب الحريق وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك والإنابة والتوبة والتوفيق لما وفقت له محمدا وآل محمدعليهم‌السلام .

وتقول في الليلة العاشرة : « الحمد لله لا شريك له الحمد لله كما ينبغي لكرم

قوله عليه‌السلام : « يا أقرب إلى » اقتباس من قوله تعالى «وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ »(١) .

قال البيضاوي : أي ونحن أعلم بحاله ممن كان أقرب إليه من حبل الوريد يجوز بقرب الذات لقرب العلم لأنه موجبه وحبل الوريد مثل في القرب. قال : والموت لي أدنى من الوريد والحبل. العرق وإضافته للبيان ، والوريدان عرقان مكتنفان بصفحتي العنق في مقدمها متصلان بالوتين يردان من الرأس إليه.

وقيل : سمي وريدا لأن الروح يرده انتهى.

أقول : ويحتمل أن يكون الغرض القرب بالعلية وقوام الإنسان به واحتياجه إليه لأن الوريد سبب للحياة ظاهرا وبقطعه تزول.

قوله عليه‌السلام : « لكرم وجهه » قال الوالد العلامة « نور الله مرقده » أي لكمال ذاته وصفاته التي هي عين ذاته وعز جلاله من الصفات التنزيهية ، أو لأنه أعز وأجل من أن يدرك ويوصف.

__________________

(١) سورة : ق : الآية ١٦.

٤٠٠