القراءة والكتابة، والظاهر أنّه كان عنواناً تحقيرياً أعطي لهم من قبل اليهود والنصارى. ولا يمكن أن نفهم أنّ أناساً يوسمون بـ (الأُمّيين
) لأنّهم يجهلون لغة كتاب خاص، رغم أنّهم يقرأون ويكتبون بلغتهم الخاصة مثلاً...
إنّ جذر هذه الكلمة ومصدرها على أيّ حال - بناء هذا التفسير - هو كلمة (أُمّ
) أو (أُمّة
) وهما تعطيان معنى البقاء على الحالة الأولى التي كان عليها حين الولادة.
أمّا سبب عدم إرجاع هذه الكلمة إلى (أُمّ
القرى
) مع أنّهم يذكرون هذا كاحتمال؛ فإنّما هو للإشكاليات العديدة التي بيّناها.
وبعد هذا، فلا مجال لتعجّب هذا العالم الهندي.
وممّا يؤيد هذا المعنى ما نجده لها من استعمالات في الروايات وكتب المؤرّخين، بل لم تستعمل فيها إلاّ بهذا المعنى، أي ( غير المتعلّم ). ففي بحار الأنوار (ج١٦، ص ١١٩ ) جاءت رواية عن النبيّ (ص) يقول فيها:
( نحن أُمّة أُمّية لا نقرأ ولا نكتب ).
ويكتب أبن خَلَّكَان في (ج٤) من تأريخه، في ذيل أحوال محمّد بن عبد الملك المعروف بابن الزيّات وزير المعتصم والمتوكّل:
( وكان في أوّل مرة من جملة الكتّاب، وكان أحمد بن عمّار بن شاذي البصري وزير المعتصم، فورد على المعتصم كتاب من بعض العمّال، فقرأه الوزير عليه، وكان في ذلك الكتاب ذكر