يقول السيد عبد اللطيف: ( إنّ الله يذكر القلم والكتاب في أوّل سورة قرآنية، ألاَ يشكّل هذا دليلاً واضحاً وصريحاً على أنّ النبيّ (ص) كان يعرف القراءة والكتابة... وهل يمكن أن يشوّق النبي (ص) الناس للعلم والمعرفة والكتابة وهو لا يعتني بقراءته وكتابته، مع أنّه كان في الطليعة في كلّ المجالات؟! ).
وهذا الاستدلال عجيب أيضا..
فطبيعي - عبر هذه الآيات - أن يعلم الله منزلها على عبده لهداية عبادة، وأن يعلم النبيّ الذي أنزلت هذه على قلبه المقدّس قيمة الكتابة والقراءة في حياة الإنسان، ولكنّ هذا لا يشكّل أيّ دليل على أنّ الله تعالى كان يتعامل مع القراءة والكتابة والقلم والقرطاس، وكذا الرسول الأكرم (ص).
أمّا مسألة: كيف يأمر النبيّ (ص) ولا يعمل هو بما يأمر؟! فهي تماماً مثل التساؤل القائل: كيف لا يعمل الطبيب بالنسخة التي يكتبها لمريضه؟ نعم، إذا تمرّض الطبيب عمل بها بعد أن وجدت نفس الضرورة عنده، بل كان أولى من غيره بالعمل بها. ولكن هل يلزمه أن يعمل بما يكتبه لمرضاه حتى لو لم يكن مريضاً مثلهم؟!
وهنا يجب أن نلاحظ مدى إحساس النبيّ (ص) بالضرورة التي يحسّها غيره من حيث الكتابة والقراءة لتشكّل معرفتهم لها كمالاً، وفقدانهم لها نقصاً.
إنّ الرسول (ص) كان طليعياً في مجالات العبادة والتضحية