بعثه الله، ومن آياته أنّه كان يتيماً فقيراً راعياً أجيراً لم يتعلّم كتاباً ولم يختلف إلى معلم، ثمّ جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبياء (ع) وأخبارهم حرفا حرفاً، وأخبار من مضى ومن بقى إلى يوم القيامة... )
إنّ الظاهرة التي أثارت إعجاب الجميع وكشفت أكثر من غيرها عن عظمة القرآن الكريم، وكونه كتاباً سماوياً حقّاً، هي أنّ هذا الكتاب العظيم بكلّ معارفه في مجالات المبدأ الأوّل والمعاد وتصوّراته عن الإنسان والأخلاق والقانون والقصص والعبر والمواعظ، وبكلّ جماله وفصاحته، هذا الكتاب جرى على لسان رجلٍ أُمّي لم يدخل أيّ جامعة ولم يقابل أيّ عالم من علماء العالم، ولم يقرأ حتى كتاباً بسيطاً من كتب عصره.
إنّ الآية والمعجزة التي أجراها الله تعالى على يد آخر أنبيائه، هي معجزة كتابية بلاغية حديثية، ترتبط بالفكر والإحساس والضمير، وقد أثبتت هذه المعجزة وهذا الكتاب قدرته المعنوية الخارقة عبر العصور، فلا يبليه الزمان، لقد جذب الملايين من القلوب، ويجذب كلّ حين؛ بعد أن كان يموج بالطاقة الحيوية المحرّكة، فما أكثر العقول التي بعثها على التفكير؟! وما أكثر القلوب التي أفاضها بالذوق والشوق المعنويين؟! وكم غذّى طيور السحر وأحياءه بالغذاء المعنوي؟! وما أكثر الدموع
____________________