مرآة العقول الجزء ٢٦

مرآة العقول6%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 640

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 640 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 3579 / تحميل: 1973
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٢٦

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

٢٤٩ ـ علي بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن محمد بن مروان قال تلا أبو عبد الله عليه‌السلام وتمت كلمت ربك الحسنى صدقا وعدلا فقلت جعلت فداك إنما نقرؤها «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً »(١) فقال إن فيها الحسنى.

٢٥٠ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن عبد الله بن القاسم البطل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : «وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ »(٢) قال قتل علي بن أبي طالب عليه‌السلام وطعن الحسن عليه‌السلام «وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً » قال قتل الحسين عليه‌السلام : «فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما » فإذا جاء نصر دم الحسين عليه‌السلام «بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي

والحامي عن مجاهد(٣) .

الحديث التاسع والأربعون والمائتان : ضعيف.

ويدل على أنه كان فيها« الحسنى » فتركت ، والكلمة : إما المراد بها القرآن أو دين الله ، أو تقدير الله ، أو إمام الحق ، ويدل على الأخير أخبار(٤) ، وقوله : « صِدْقاً وَعَدْلاً » منصوبان على التميز ، أو على الحالية.

الحديث الخمسون والمائتان : ضعيف.

قوله تعالى : « وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ » قال البيضاوي : وأوحينا إليهم ، وحيا مقضيا مبتوتا «فِي الْكِتابِ » في التوراة «لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ » جواب قسم محذوف أو قضينا على إجراء القضاء المبتوت مجرى القسم «مَرَّتَيْنِ » إفسادتين أولاهما مخالفة أحكام التوراة ، وقتل شعياء. وثانيهما قتل زكريا ويحيى وقصد قتل عيسى عليه‌السلام «وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً » ولتستكبرن عن طاعة الله أو لتظلمن الناس «فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما

__________________

(١) الأنعام : ١١٥.

(٢) بني إسرائيل : ٤.

(٣) مجمع البيان : ج ٣ ص ٢٥٠. أنوار التنزيل ج ١ ص ٢٩٤.

(٤) تفسير العيّاشيّ : ج ١ ص ٣٧٤ ح ٨٢ ـ ٨٣.

١٢١

بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ » قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم عليه‌السلام فلا يدعون وترا لآل محمد إلا قتلوه «وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً » خروج القائم عليه‌السلام «ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ

وعد عقاب أولاهما «بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا » بخت نصر عامل لهراسف على بابل وجنوده ، وقيل : جالوت الجزري ، وقيل : سنجاريب من أهل نينوى «أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ » ذوي قوة وبطش في الحرب شديد «فَجاسُوا » ترددوا لطلبكم ، وقرئ بالحاء المهملة ، وهما أخوان «خِلالَ الدِّيارِ » وسطها للقتل والغارة ، فقتلوا كبارهم وسبوا صغارهم ، وحرقوا التوراة وخربوا المسجد. والمعتزلة لما منعوا تسليط الله الكافر على ذلك ، أولوا البعث بالتخلية وعدم المنع «وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً » وكان وعد عقابهم لا بد أن يفعل «ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ » أي الدولة والغلبة «عَلَيْهِمْ » على الذين بعثوا عليكم ، وذلك بأن ألقى الله في قلب بهمن بن إسفنديار لما ورث الملك من جده كشتاسف بن لهراسف شفقة عليهم ، فرد أسراهم إلى الشام وملك دانيال عليهم ، فاستولوا على من كان فيها من أتباع بخت نصر ، بأن سلط داود على جالوت فقتله ، «وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً » مما كنتم والنفير من ينفر مع الرجل من قومه ، وقيل : جمع نفر ، وهم المجتمعون للذهاب إلى العدو(١) .

قوله عليه‌السلام: « قتل علي بن أبي طالب عليه‌السلام» اعلم أنه لما قال تعالى : «وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً » وبين الرسول أن كلما وقع في بني إسرائيل يقع مثله في هذه الأمة حذو النعل بالنعل(٢) فكلما ذكر تعالى من أحوال بني إسرائيل فظاهره فيهم ، وباطنه في هذه الأمة بما سيقع من نظيره فيهم فإفساد هذه الأمة مرتين إشارة إلى قتل أمير المؤمنين عليه‌السلام وطعن الحسن عليه‌السلام بعده في ساباط المدائن.

__________________

(١) أنوار التنزيل : ج ١ ص ٥٧٧ ـ ٥٧٨.

(٢) من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ١٣٠.

١٢٢

عَلَيْهِمْ » خروج الحسين عليه‌السلام في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدون إلى الناس أن هذا الحسين قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه وأنه ليس بدجال ولا شيطان والحجة القائم بين أظهرهم ـ فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين عليه‌السلام جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته ـ الحسين بن علي عليه‌السلام ـ ولا يلي الوصي إلا الوصي

قوله عليه‌السلام: « فإذا جاء نصر دم الحسين عليه‌السلام» لعل المراد على هذا وعد أولى الطائفتين اللتين قضى الله أن تسلطا عليهم بسبب قتلهم الحسين عليه‌السلام.

قوله عليه‌السلام: « وترا » الوتر : بالكسر الجناية أي صاحب وتر وجناية على آل محمد عليهم‌السلام.

قوله عليه‌السلام: « خروج القائم » وفي تفسير العياشي(١) « قبل خروج القائم عليه‌السلام » ولعله أظهر.

قوله عليه‌السلام: « خروج الحسين » على هذا التفسير لعل المخاطب هنا غير المخاطب سابقا ، ويحتمل على بعد أن يكون الخطاب في صدر الآية إلى الشيعة الذين قصروا في نصرة أئمة الحق حتى قتلوا ، وظلموا فسلط الله عليهم من خرج بعد قتل الحسين كالحجاج وأبي مسلم وبني العباس ، فالكرة لأئمة هؤلاء المخاطبين على المخالفين ، والظاهر أنه عليه‌السلام فسر الكرة هيهنا بالرجعة.

قوله عليه‌السلام: « لكل بيضة وجهان » لعل المراد أنها صقلت وذهبت في موضعين أمامها وخلفها.

قوله عليه‌السلام: « المؤدون » أي هم المؤدون.

قوله عليه‌السلام: « الحسين بن علي عليه‌السلام» إنما يغسله الحسين عليه‌السلام ، لأنه من بين الأئمة عليهم‌السلام شهيد في المعركة لا يجب عليه الغسل ، وإن مات بعد الرجعة أيضا.

__________________

(١) تفسير العيّاشيّ : ج ٢ ص ٢٨١.

١٢٣

٢٥١ ـ سهل ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن حفص التميمي قال حدثني أبو جعفر الخثعمي قال قال لما سير عثمان أبا ذر إلى الربذة شيعه أمير المؤمنين وعقيل والحسن والحسين عليه‌السلام وعمار بن ياسر رضي‌الله‌عنه فلما كان عند الوداع قال أمير المؤمنين عليه‌السلام يا أبا ذر إنك إنما غضبت لله عز وجل ـ فارج من غضبت له إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك فأرحلوك عن الفناء وامتحنوك بالبلاء وو الله لو كانت السماوات والأرض على عبد رتقا ثم اتقى الله عز وجل جعل له منها مخرجا فلا يؤنسك إلا الحق ولا يوحشك إلا الباطل.

ثم تكلم عقيل فقال يا أبا ذر أنت تعلم أنا نحبك ونحن نعلم أنك تحبنا وأنت قد حفظت فينا ما ضيع الناس إلا القليل فثوابك على الله عز وجل ولذلك أخرجك المخرجون وسيرك المسيرون فثوابك على الله عز وجل فاتق الله واعلم أن استعفاءك البلاء من الجزع واستبطاءك العافية من اليأس فدع اليأس والجزع وقل حسبي «اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ».

ثم تكلم الحسن عليه‌السلام فقال يا عماه إن القوم قد أتوا إليك ما قد ترى وإن الله عز وجل بالمنظر الأعلى فدع عنك ذكر الدنيا بذكر فراقها وشدة ما يرد عليك لرخاء ما بعدها واصبر حتى تلقى نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو عنك راض إن شاء الله

الحديث الحادي والخمسون والمائتان : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « إلى الربذة » هي مدفن أبي ذر قرب المدينة.

قوله عليه‌السلام: « غضبت » على البناء للفاعل ، ويحتمل البناء للمفعول والأول أظهر.

قوله عليه‌السلام: « عن الفناء » قال الجوهري : فناء الدار : بالكسر ما امتد من جوانبها.(١) والمراد إما فناء دارهم ، أو دارك ، أو فناء الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قوله عليه‌السلام: « بالمنظر الأعلى » أي مشرف على جميع الخلق ، وهو كناية عن علمه بما يصدر عنهم ، وأنه لا يعزب عنه شيء من أمورهم.

__________________

(١) الصحاح : ج ١ ص ٦٢.

١٢٤

ثم تكلم الحسين عليه‌السلام فقال يا عماه إن الله تبارك وتعالى قادر أن يغير ما ترى وهو كل يوم في شأن إن القوم منعوك دنياهم ومنعتهم دينك فما أغناك عما منعوك وما أحوجهم إلى ما منعتهم فعليك بالصبر فإن الخير في الصبر والصبر من الكرم ودع الجزع فإن الجزع لا يغنيك.

ثم تكلم عمار رضي‌الله‌عنه فقال يا أبا ذر أوحش الله من أوحشك وأخاف من أخافك إنه والله ما منع الناس أن يقولوا الحق إلا الركون إلى الدنيا والحب لها ألا إنما الطاعة مع الجماعة والملك لمن غلب عليه وإن هؤلاء القوم دعوا الناس إلى دنياهم فأجابوهم إليها ووهبوا لهم دينهم فخسروا الدنيا والآخرة و «ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ».

ثم تكلم أبو ذر رضي‌الله‌عنه فقال عليكم السلام ورحمة الله وبركاته بأبي وأمي هذه الوجوه فإني إذا رأيتكم ذكرت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بكم وما لي بالمدينة شجن لأسكن غيركم وإنه ثقل على عثمان جواري بالمدينة كما ثقل على معاوية بالشام

قوله عليه‌السلام: « كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ » أي في خلق وتقدير ، وتغيير وقضاء حاجة ودفع كربة ورفع قوم ووضع آخرين ، ورزق وتربية وسائر ما يتعلق بقدرته وحكمته تعالى ، والغرض تسلية أبي ذر بأنه يمكن أن يتغير الحال.

قوله عليه‌السلام: « إنما الطاعة مع الجماعة » أي أكثر الناس يتبعون الجماعات وإن كانوا على الباطل على وفق الفقرة التالية.

ويحتمل أن يكون المراد أن طاعة الله إنما يكون مع جماعة أهل الحق ، والأئمة عليهم‌السلام والملك والسلطنة الدنيوية لمن غلب عليه من أهل الباطل.

قوله رضي‌الله‌عنه: « شجن لأسكن » الشجن بالتحريك : الحاجة ، والسكن بالتحريك ما يسكن إليه.

١٢٥

فآلى أن يسيرني إلى بلدة فطلبت إليه أن يكون ذلك إلى الكوفة فزعم أنه يخاف أن أفسد على أخيه الناس بالكوفة وآلى بالله ليسيرني إلى بلدة لا أرى فيها أنيسا ولا أسمع بها حسيسا وإني والله ما أريد إلا الله عز وجل صاحبا وما لي مع الله وحشة «حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ » وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين.

٢٥٢ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال والحجال جميعا ، عن ثعلبة ، عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام يوبخونا ويكذبونا أنا نقول إن صيحتين تكونان يقولون من أين تعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا قال فما ذا تردون عليهم قلت ما نرد عليهم شيئا قال قولوا يصدق بها إذا كان من يؤمن بها من قبل إن الله عز وجل يقول : «أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى

قوله (رض) : « فآلى » أي حلفقوله : « ولا أسمع بها حسيسا » الحسيس : الصوت الخفي(١) .

قوله عليه‌السلام: « على أخيه الناس » يعني الوليد بن عقبة أخا عثمان لأمه ، وكان عثمان ولاه الكوفة ، وذكر الزمخشري وغيره أنه صلى بالناس وهو سكران صلاة الفجر أربعا ثم قال : هل أزيدكم(٢) .

الحديث الثاني والخمسون والمائتان : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « من كان يؤمن بها قيل » أي يصدق بها من علم بأخبار أهل البيت أن المنادي الأول هو الحق ، وذكر الآية لبيان أنه لا بد من تصديق أهل البيت في كل ما يخبرون به لأنهم الهادون إلى الحق ، والعالمون بكل ما يحتاج إليه الخلق ، وأعداؤهم الجاهلون.

ويحتمل أن يكون المراد أن بعد الظهور من ينادي باسمه أي القائم عليه‌السلام

__________________

(١) المصباح : ج ١ ص ١٦٦.

(٢) الأنساب للبلاذري ج ٥ ص ٣٣ الإصابة ج ٣ ص ٦٣٨ الغدير ج ٨ ص ١٢٠.

١٢٦

الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ »(١) .

٢٥٣ ـ عنه ، عن محمد ، عن ابن فضال والحجال ، عن داود بن فرقد قال سمع رجل من العجلية هذا الحديث قوله ينادي مناد ألا إن فلان بن فلان وشيعته هم الفائزون أول النهار وينادي آخر النهار ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون قال وينادي أول النهار منادى آخر النهار فقال الرجل فما يدرينا أيما الصادق من الكاذب فقال يصدقه عليها من كان يؤمن بها قبل أن ينادي إن الله عز وجل يقول : «أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى » الآية(٢) .

٢٥٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار ، عن

يعلم حقيته بعلمه الكامل ، كما قال تعالى : «أَفَمَنْ يَهْدِي » الآية أو المراد أنه يظهر من الآية أن للحق ظهورا ، حيث قال في مقام الاحتجاج على الكفار «أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِ » فالحق ظاهر لكن يتعامى عينه بعض الناس ، والأول أظهر.

الحديث الثالث والخمسون والمائتان : صحيح مضمر أو موقوف.

قوله عليه‌السلام: « من العجلية » كأنها نسبة إلى قبيلة ، ويحتمل أن يكون كناية عمن قدم عجل هذه الأمة ، وسامريها على أمير المؤمنين عليه‌السلام.

قوله عليه‌السلام: « قال : وينادي » الظاهر أن القائل هو الإمام عليه‌السلام ، ولعل المراد أن منادي أول النهار ومنادي آخره شبيهان بحسب الصوت ، أو المراد أن منادي آخر النهار ينادي أول النهار أيضا ، إما موافقا للمنادي الأول أو كما ينادي آخر النهار.

ويحتمل أن يقرأ على البناء للمجهول أي يخبر منادي أول النهار عن منادي آخر النهار ، ويقول إنه شيطان فلا تتبعوه كما أفيد.

قوله عليه‌السلام: « فقال : يصدقه » أي قال الإمام عليه‌السلام أو الراوي الذي كان يناظر الرجل العجلي.

الحديث الرابع والخمسون والمائتان : حسن أو موثق.

__________________

(١) يونس : ٣٥.

(٢) يونس : ٣٥.

١٢٧

أبي عبد الله عليه‌السلام قال لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم فإذا اختلفوا طمع الناس وتفرقت الكلمة وخرج السفياني.

( حديث الصيحة )

٢٥٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران وغيره ، عن إسماعيل بن الصباح قال سمعت شيخا يذكر ، عن سيف بن عميرة قال كنت عند أبي الدوانيق فسمعته يقول ابتداء من نفسه يا سيف بن عميرة لا بد من مناد ينادي باسم رجل من ولد أبي طالب قلت يرويه أحد من الناس قال والذي نفسي بيده لسمعت أذني منه يقول لا بد من مناد ينادي باسم رجل قلت يا أمير المؤمنين إن هذا الحديث ما سمعت بمثله قط فقال لي يا سيف إذا كان ذلك فنحن أول من يجيبه أما إنه أحد بني عمنا قلت أي بني عمكم قال رجل من ولد فاطمة عليها‌السلام ثم قال يا سيف لو لا أني سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقوله ثم حدثني به أهل الأرض ما قبلته منهم ولكنه محمد بن علي عليه‌السلام.

٢٥٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال كنت مع أبي جعفر عليه‌السلام جالسا في المسجد إذ أقبل داود بن علي وسليمان بن خالد وأبو جعفر عبد الله بن محمد أبو الدوانيق فقعدوا ناحية من المسجد فقيل

قوله عليه‌السلام: « حتى يختلف بنو فلان » أي بنو العباس وهذا أحد أسباب خروج القائم عليه‌السلام وإن تأخر عنه بكثير.

قال الفاضل الأسترآبادي : المراد أن بعد بني العباس لم يتفق الملوك على خليفة وهذا معنى تفرق الكلمة ، ثم تمضي بعد ذلك مدة مديدة إلى خروج السفياني ثم إلى ظهور المهدي.

الحديث الخامس والخمسون والمائتان : ضعيف.

الحديث السادس والخمسون والمائتان : حسن أو موثق على الأظهر.

١٢٨

لهم هذا محمد بن علي جالس فقام إليه داود بن علي وسليمان بن خالد وقعد أبو الدوانيق مكانه حتى سلموا على أبي جعفر عليه‌السلام فقال لهم أبو جعفر عليه‌السلام ما منع جباركم من أن يأتيني فعذروه عنده فقال عند ذلك أبو جعفر محمد بن علي عليه‌السلام أما والله لا تذهب الليالي والأيام حتى يملك ما بين قطريها ثم ليطأن الرجال عقبه ثم لتذلن له رقاب الرجال ثم ليملكن ملكا شديدا فقال له داود بن علي وإن ملكنا قبل ملككم قال نعم يا داود إن ملككم قبل ملكنا وسلطانكم قبل سلطاننا فقال له داود أصلحك الله فهل له من مدة فقال نعم يا داود والله لا يملك بنو أمية يوما إلا ملكتم مثليه ولا سنة إلا ملكتم مثليها وليتلقفها الصبيان منكم كما تلقف الصبيان الكرة ـ فقام داود بن علي من عند أبي جعفر عليه‌السلام فرحا يريد أن يخبر أبا الدوانيق بذلك فلما نهضا جميعا هو وسليمان بن خالد ناداه أبو جعفر عليه‌السلام من خلفه يا سليمان بن خالد

قوله عليه‌السلام: « فغدروه عنده » بالتخفيف أي أظهر وأغدره ، أو بالتشديد أي ذكروا في الغدر أشياء لا حقيقة لها ، فإن المغدر بالتشديد هو المظهر للغدر اعتلالا من غير حقيقة له في الغدر ، كما ذكره الجوهري(١) « ما بين قطريها » أي الأرض المعلومة بقرينة المقام.

قوله عليه‌السلام: « إلا ملكتم مثليه » لعل المراد أصل الكثرة والزيادة لا الضعف الحقيقي كما يقال : في كرتين ولبيك ، إذ كان ملكهم أضعاف ملك بني أمية ، وفي هذا الإبهام حكم كثيرة ، منها عدم طغيانهم ومنها عدم يأس أهل الحق.

قوله عليه‌السلام: « وليتلقفها » قال الجوهري : لقفت الشيء بالكسر ألقفه لقفا وتلقفته أيضا أي تناولته بسرعة ، أي يسهل لهم تناول الخلافة بحيث يتيسر لصبيانهم من غير منازع(٢) .

__________________

(١) الصحاح ج ٢ ص ٧٣٩.

(٢) نفس المصدر ج ٤ ص ١٤٢٧.

١٢٩

لا يزال القوم في فسحة من ملكهم ما لم يصيبوا منا دما حراما وأومأ بيده إلى صدره فإذا أصابوا ذلك الدم فبطن الأرض خير لهم من ظهرها فيومئذ لا يكون لهم في الأرض ناصر ولا في السماء عاذر ثم انطلق سليمان بن خالد فأخبر أبا الدوانيق فجاء أبو الدوانيق إلى أبي جعفر عليه‌السلام فسلم عليه ثم أخبره بما قال له داود بن علي وسليمان بن خالد فقال له نعم يا أبا جعفر دولتكم قبل دولتنا وسلطانكم قبل سلطاننا سلطانكم شديد عسر لا يسر فيه وله مدة طويلة والله لا يملك بنو أمية يوما إلا ملكتم مثليه ولا سنة إلا ملكتم مثليها وليتلقفها صبيان منكم فضلا عن رجالكم كما يتلقف الصبيان الكرة أفهمت ثم قال لا تزالون في عنفوان الملك ترغدون فيه ما لم تصيبوا منا دما حراما

قوله عليه‌السلام: « في عنفوان الملك » بضم العين والفاء أي أوله.

قوله عليه‌السلام: « ترغدون فيه » يقال : عيش رغد : أي واسعة طيبة.

قوله عليه‌السلام: « ما لم تصيبوا منا دما حراما » والمراد قتل أهل البيت عليهم‌السلام وإن كان بالسم مجازا ، ويكون قتل الأئمة عليهم‌السلام سببا لسرعة زوال ملك كل واحد منهم فعل ذلك ، أو قتل السادات الذين قتلوا في زمان أبي جعفر الدوانيقي ، وفي زمان الرشيد ، على ما ذكره الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام(١) وكذا ما قتلوا في الفخ من السادات.

ويحتمل أن يكون إشارة إلى قتل رجل من العلويين قتلوه مقارنا لانقضاء دولتهم ، وقوله عليه‌السلام: « ولا يزال القوم في فسحة » يحتمل أن يكون المراد بهم بني أمية وإن كان بعيدا.

قوله عليه‌السلام: « وذهب بريحكم » قال الجوهري : قد تكون الريح بمعنى الغلبة والقوة ، ومنه قوله تعالى : «وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ »(٢) .

__________________

(١) عيون أخبار الرضا ج ١ ص ١٠٨ ب ٩ ح ١.

(٢) الصحاح ج ١ ص ٣٦٨.

١٣٠

فإذا أصبتم ذلك الدم غضب الله عز وجل عليكم فذهب بملككم وسلطانكم وذهب بريحكم وسلط الله عز وجل عليكم عبدا من عبيده أعور وليس بأعور من آل أبي سفيان يكون استيصالكم على يديه وأيدي أصحابه ثم قطع الكلام.

٢٥٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن المفضل بن مزيد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قلت له أيام عبد الله بن علي ـ قد اختلف هؤلاء فيما بينهم فقال دع ذا عنك إنما يجيء فساد أمرهم من حيث بدا صلاحهم.

٢٥٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن بدر بن الخليل الأزدي قال كنت جالسا عند أبي جعفر

قوله عليه‌السلام: « أعور » أي الدنيء الأصل والسيء الخلق ، وهو إشارة إلى هلاكوخان. قال الجزري : فيه لما اعترض أبو لهب على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عند إظهاره الدعوة قال له أبو طالب : « يا أعور ما أنت وهذا » لم يكن أبو لهب أعور ولكن العرب تقول للذي ليس له أخ من أبيه وأمه أعور ، وقيل إنهم يقولون للرديء من كل شيء من الأمور والأخلاق أعور. وللمؤنث عوراء.

قوله عليه‌السلام: « وليس بأعور من آل أبي سفيان » أي ليس ذلك الأعور من آل أبي سفيان بل من طائفة الترك.

الحديث السابع والخمسون والمائتان : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « عبد الله بن علي » لعل المراد عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ثاني خلفاء بني العباس نسب إلى جده.

قوله عليه‌السلام: « من حيث بدا صلاحهم » أي كما أنه ظهرت دولتهم على يد رجل جاء من قبل المشرق ، وهو أبو مسلم المروزي. كذلك يكون انقراض دولتهم على يد رجل يخرج من هذه الناحية وهو هلاكو.

الحديث الثامن والخمسون والمائتان : ضعيف.

١٣١

عليه‌السلام فقال آيتان تكونان قبل قيام القائم عليه‌السلام لم تكونا منذ هبط آدم إلى الأرض تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره فقال رجل يا ابن رسول الله تنكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف فقال أبو جعفر عليه‌السلام إني أعلم ما تقول ولكنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم عليه‌السلام.

٢٥٩ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمرو بن أبي المقدام قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول خرجت أنا وأبي حتى إذا كنا بين القبر والمنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال إني والله لأحب رياحكم وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد واعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والاجتهاد ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله وأنتم «السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ » والسابقون الآخرون والسابقون في الدنيا والسابقون في الآخرة إلى

قوله عليه‌السلام: « إني أعلم ما تقول » أي أنت تقول إن هذا خلاف المعهود ، وما يحكم به المنجمون ولقد قلت : إنها من الآيات الغريبة التي لم يعهد وقوعها وعلى مثل هذا حمل الصدوق (ره) ما ورد من إدخالهما في البحر عند الانكساف والانخساف(١) .

الحديث التاسع والخمسون والمائتان : مختلف فيه.

قوله عليه‌السلام: « لأحب رياحكم وأرواحكم » الرياح جمع الريح ، والمراد هنا الريح الطيب أو الغلبة أو القوة أو النصرة أو الدولة. والأرواح أما جمع الروح ـ بالضم ـ أو ـ بالفتح ـ بمعنى نسيم الريح أو الراحة.

قوله عليه‌السلام: « على ذلك » أي على ما هو لازم الحب من الشفاعة.

قوله عليه‌السلام: « أنتم شيعة الله » أي أتباع دين الله.

قوله عليه‌السلام: « وأنتم السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ » أي في صدر الإسلام بعد فوت النبي

__________________

(١) الفقيه ج ١ ص ٣٤١.

١٣٢

الجنة قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله عز وجل وضمان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والله ما على درجة الجنة أكثر أرواحا منكم فتنافسوا في فضائل الدرجات أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء وكل مؤمن صديق ولقد قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لقنبر يا قنبر أبشر وبشر واستبشر فو الله لقد مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو على أمته ساخط إلا الشيعة.

ألا وإن لكل شيء عزا وعز الإسلام الشيعة.

ألا وإن لكل شيء دعامة ودعامة الإسلام الشيعة.

ألا وإن لكل شيء ذروة وذروة الإسلام الشيعة.

ألا وإن لكل شيء شرفا وشرف الإسلام الشيعة.

ألا وإن لكل شيء سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة.

صلى‌الله‌عليه‌وآله سبق من كان منكم من الشيعة إلى اتباع الوصي حقا أو في زمن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله سبقوا إلى قبول ما قاله في وصيه ، ويحتمل أن يكون المراد السبقة في الميثاق.

قوله عليه‌السلام: « بضمان الله » أي بسبب أن الله ضمن لكم الجنة أو ضمناها لكم من قبل الله ، وبأمره ويحتمل أن تكون الباء بمعنى مع.

قوله عليه‌السلام: « أكثر أرواحا » لعل الأكثرية بالنسبة إلى جماعة ماتوا ، أو استشهدوا في زمن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يطلق عليهم اسم الشيعة ، أو بالنسبة إلى سائر الأمم أو بالنسبة إلى المستضعفين من المخالفين.

قوله عليه‌السلام: « حوراء عيناء » أي في الجنة على صفة الحورية في الحسن والجمال.

قوله عليه‌السلام: « أبشر » أي خذ هذه البشارة« وبشر » أي غيرك« واستبشر » أي افرح وسر بذلك.

قوله عليه‌السلام: « دعامة » الدعامة بالكسر : عماد البيت ،

١٣٣

ألا وإن لكل شيء إماما وإمام الأرض أرض تسكنها الشيعة والله لو لا ما في الأرض منكم ما رأيت بعين عشبا أبدا والله لو لا ما في الأرض منكم ما أنعم الله على أهل خلافكم ولا أصابوا الطيبات ما لهم في الدنيا ولا لهم «فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ » كل ناصب وإن تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية : «عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً »(١) فكل ناصب مجتهد فعمله هباء شيعتنا ينطقون بنور الله عز وجل ومن يخالفهم ينطقون بتفلت والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد الله عز وجل روحه إلى السماء فيبارك عليها فإن كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز رحمته وفي رياض جنة وفي ظل عرشه وإن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه والله إن حاجكم وعماركم لخاصة الله عز وجل وإن فقراءكم لأهل الغنى وإن أغنياءكم لأهل القناعة وإنكم كلكم لأهل دعوته وأهل إجابته.

٢٦٠ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله وزاد فيه ألا وإن لكل شيء جوهرا وجوهر ولد آدم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله

قوله عليه‌السلام: « بتفلت » أي يصدر عنهم فلتة من غير تفكر وروية وأخذ من صادق.

قوله عليه‌السلام: « لأهل الغنى » أي غنى النفس والاستغناء عن الخلق بتوكلهم على ربهم.

قوله عليه‌السلام: « لأهل دعوته » أي دعاكم الله إلى دينه وطاعته فأجبتموه إليهما.

الحديث الستون والمائتان : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « وجوهر ولد آدم » أي كما أن الجواهر ممتازة من سائر

__________________

(١) سورة الغاشية : ٣ ـ ٤.

١٣٤

ونحن وشيعتنا بعدنا حبذا شيعتنا ما أقربهم من عرش الله عز وجل وأحسن صنع الله إليهم يوم القيامة والله لو لا أن يتعاظم الناس ذلك أو يدخلهم زهو لسلمت عليهم الملائكة قبلا والله ما من عبد من شيعتنا يتلو القرآن في صلاته قائما إلا وله بكل حرف مائة حسنة ولا قرأ في صلواته جالسا إلا وله بكل حرف خمسون حسنة ولا في غير صلاة إلا وله بكل حرف عشر حسنات وإن للصامت من شيعتنا لأجر من قرأ القرآن ممن خالفه

أجزاء الأرض بالحسن والبهاء والنفاسة والندرة ، فكذا هم بالنسبة إلى سائر ولد آدم عليه‌السلام.

قوله عليه‌السلام: « حبذا » قال الجوهري : حب فعل ماض لا يتصرف ، وأصله حبب على ما قال الفراء وذا فاعله ، وهو اسم مبهم من أسماء الإشارة جعلا شيئا واحدا ، فصار بمنزلة اسم يرفع ما بعده ، وموضعه رفع بالابتداء ، وزيد خبره ، ولا يجوز أن يكون بدلا من ذا لأنك تقول حبذا امرأة ولو كان بدلا لقلت حبذه المرأة(١) .

قوله عليه‌السلام: « لو لا أن يتعاظم الناس ذلك » أي لو لا أن يعدوه عظيما ، ويصير سببا لغلوهم فيهم.

قوله عليه‌السلام: « زهو » أي كبر وفخر ،قوله عليه‌السلام: « قبلا » قال الفيروزآبادي : رأيته قبلا محركة ، وبضمتين وكصرد وكعنب وقبيلا كأميرا أي عيانا ومقابلة(٢) .

قوله عليه‌السلام: « ممن خالفه » أي أجرة التقديري أي لو كان له أجر مع قطع النظر عما يتفضل به على الشيعة كأنه له أجر واحد فهذا ثابت للساكت من الشيعة.

__________________

(١) الصحاح ج ١ ص ٣٦٨.

(٢) القاموس ج ٤ ص ٣٤.

١٣٥

أنتم والله على فرشكم نيام لكم أجر المجاهدين وأنتم والله في صلاتكم لكم أجر الصافين في سبيله ، أنتم والله الذين قال الله عز وجل : «وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ » إنما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين عينان في الرأس وعينان في القلب ألا والخلائق كلهم كذلك إلا أن الله عز وجل فتح أبصاركم «وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ ».

٢٦١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن منصور بن يونس ، عن عنبسة بن مصعب قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول أشكو إلى الله عز وجل وحدتي وتقلقلي بين أهل المدينة حتى تقدموا وأراكم وآنس بكم فليت هذه الطاغية أذن لي فأتخذ قصرا في الطائف فسكنته وأسكنتكم معي وأضمن له أن لا يجيء من ناحيتنا مكروه أبدا.

٢٦٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب قال أنشد الكميت أبا عبد الله عليه‌السلام شعرا فقال

قوله عليه‌السلام: « أجر المجاهدين » أي في سائر أحوالهم غير حالة المصافة مع العدو.

قوله عليه‌السلام: « فتح أبصاركم » أي أبصار قلوبكم.

الحديث الحادي والستون والمائتان : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « وتقلقلي » وفي بعض النسخ [ وتقلقي ] قال الجوهري :(١) تقلقل أي تحرك واضطرب ، وقال : القلق : الانزعاج.

قوله عليه‌السلام: « حتى تقدموا » أي من الكوفة وغيرها للحج فأراكم وآنس بكم.

الحديث الثاني والستون والمائتان : ضعيف.

__________________

(١) الصحاح ج ٥ ص ١٨٠٥.

١٣٦

أخلص الله لي هواي

فما أغرق نزعا ولا تطيش سهامي

فقال أبو عبد الله عليه‌السلام لا تقل هكذا فما أغرق نزعا ولكن قل فقد أغرق نزعا ولا تطيش سهامي.

٢٦٣ ـ سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسين ، عن أبي داود المسترق ، عن سفيان بن مصعب العبدي قال دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال قولوا لأم فروة تجيء فتسمع ما صنع بجدها قال فجاءت فقعدت خلف الستر ثم قال أنشدنا قال فقلت

قوله : « أخلص الله لي هواي » أي جعل الله محبتي خالصة لكم ، فصار تأييده تعالى سببا لأن لا أخطئ الهدف وأصيب كلما أريده من مدحكم ، وإن لم أبالغ فيه ، يقال : أغرق النازع في القوس إذا استوفى مدها ، ثم أستعير لمن بالغ في كل شيء ، ويقال : طاش السهم عن الهدف أي عدل.

قوله عليه‌السلام: « لا تقل هكذا » لعله عليه‌السلام إنما نهاه عن ذلك ، لإيهامه بتقصير أو عدم اعتناء في مدحهم عليهم‌السلام وهذا لا يناسب مقام المدح ، أو لأن الإغراق في النزع لا مدخل له في إصابة الهدف ، بل الأمر بالعكس مع أن فيما ذكره معنى لطيفا كاملا ، وهو أن المداحون إذا بالغوا في مدح ممدوحهم خرجوا عن الحق وكذبوا فيما أثبتوا للممدوح ، كما أن الرامي إذا أغرق نزعا أخطأ الهدف ، وإني في مدحكم كلما أبالغ في المدح لا يخرج سهمي عن هدف الحق والصدق ، ويكون مطابقا للواقع ، ويحتمل على بعد أن يكون غرضه عليه‌السلام مدحه وتحسينه بأنك لا تقصر في مدحنا ، بل تبذل جهدك فيه.

الحديث الثالث والستون والمائتان : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « قولوا لأم فروة » هي كنية لأم الصادق عليه‌السلام بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، ولبنته عليه‌السلام أيضا على ما ذكره الشيخ الطبرسي (ره) في إعلام

١٣٧

فرو جودي بدمعك المسكوب

قال فصاحت وصحن النساء فقال أبو عبد الله عليه‌السلام الباب الباب فاجتمع أهل المدينة على الباب قال فبعث إليهم أبو عبد الله عليه‌السلام صبي لنا غشي عليه فصحن النساء.

٢٦٤ ـ سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال لما حفر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الخندق مروا بكدية فتناول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المعول من يد أمير المؤمنين عليه‌السلام أو من يد سلمان رضي‌الله‌عنه فضرب بها

الورى(١) . والمراد هنا الثانية ، والمراد بجدها الحسين عليه‌السلام ، ويحتمل أن يكون المراد بها الأولى والمراد بجدها محمد بن أبي بكر ، ولا يخفى بعده.

قوله : « فرو جودي » خطاب لأم فروة فاختصر من أوله وآخره ضرورة وترخيما ، ويدل على عدم حرمة سماع صوت الرجال على النساء إلا أن تعد أمثال هذه من الضرورات ، وعلى استحباب الإنشاء للحسين عليه‌السلام وعلى استثناء مراثي الحسين عليه‌السلام من عموم الغناء ، إذ الظاهر أنهم كانوا ينشدون بالصوت والترجيع كما هو الشائع ، لكن يشكل الاستدلال به إذ قد يكون بغير ترجيع أيضا وقد استثناه بعض الأصحاب ، والمشهور عموم التحريم ، وعلى جواز التورية عند التقية ، ولعله غشي على بعض صبيانه عليه‌السلام في ذلك اليوم أو غيره فوري عليه‌السلام بذكر ذلك في هذا المقام.

الحديث الرابع والستون والمائتان : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « بكدية » قال الجزري : الكدية بالضم : قطعة غليظة صلبة لا يعمل فيه الفأس(٢) .

قوله عليه‌السلام: « أو من يد سلمان » الترديد من الراوي ، ويحتمل أن يكون

__________________

(١) إعلام الورى ص ٢٧١ الى ٢٩١ ط النجف الأشرف.

(٢) النهاية : ج ٤ ص ١٥٦.

١٣٨

ضربة فتفرقت بثلاث فرق فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لقد فتح علي في ضربتي هذه كنوز كسرى وقيصر فقال أحدهما لصاحبه يعدنا بكنوز كسرى وقيصر وما يقدر أحدنا أن

من الإمام عليه‌السلام إشارة بذلك إلى اختلاف روايات العامة وهو بعيد.

قوله عليه‌السلام: « فقال أحدهما » أي أبو بكر وعمر. أقول : خبر الصخرة من المتواترات قد رواه الخاصة والعامة بأسانيد كثيرة ، فقد روى الصدوق بإسناده إلى البراء بن عازب قال : لما أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بحفر الخندق ، عرض له صخرة عظيمة شديدة ، في عرض الخندق لا تأخذ منها المعاول ، فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما رآها وضع ثوبه وأخذ المعول ، وقال : بسم الله وضرب ضربة انكسر ثلثها. وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام ، والله إني لا بصر قصورها الحمراء الساعة ، ثم ضرب الثانية فقال : بسم الله ، ففلق ثلاثا آخر ، فقال : الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس ، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض ، ثم ضرب الثالثة ففلق بقية الحجر ، وقال : الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن ، والله لا بصر أبواب الصنعاء مكاني هذا(١) .

وقال علي بن إبراهيم : فلما كان في اليوم الثاني بكروا إلى الحفر وفقد رسول الله في مسجد الفتح فبينا المهاجرين يحفرون إذ عرض لهم جبل لم يعمل المعاول فيه ، فبعثوا جابر بن عبد الله الأنصاري إلى رسول الله يعلمه ذلك ، قال جابر : فجئت إلى المسجد ورسول الله مستلق على قفاه ورداؤه تحت رأسه ، وقد شد على بطنه حجرا فقلت : يا رسول الله إنه قد عرض لنا جبل لا يعمل المعاول فيه فقام مسرعا حتى جاءه ثم دعا بماء في إناء وغسل وجهه وذراعيه ومسح على رأسه ورجليه ، ثم شرب ومج ذلك الماء في فيه ، ثم صبه على ذلك الحجر ، ثم أخذ معولا فضرب ضربة فبرقت برقة نظرنا فيها إلى قصور الشام ، ثم ضرب أخرى فبرقت برقة نظرنا فيها إلى قصور المدائن ، ثم ضرب أخرى فبرقت برقة نظرنا فيها إلى قصور اليمن ، فقال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أما إنه سيفتح عليكم هذه المواطن التي برقت فيها

__________________

(١) البحار : ج ٢٠ ص ١٨٩. مجمع البيان : ج ٢ ص ٤٢٧ مستدرك الحاكم : ج ٣ ص ٥٩٨٠.

١٣٩

يخرج يتخلى.

٢٦٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطي ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إن لله تبارك وتعالى ريحا يقال لها الأزيب لو أرسل منها مقدار منخر ثور لأثارت ما بين السماء والأرض وهي الجنوب.

٢٦٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن رزيق أبي العباس ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال أتى قوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا يا رسول الله إن بلادنا قد قحطت وتوالت السنون علينا فادع الله تبارك وتعالى يرسل السماء علينا فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمنبر فأخرج واجتمع الناس فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودعا وأمر الناس أن يؤمنوا فلم يلبث أن هبط جبرئيل فقال يا محمد أخبر الناس أن ربك قد وعدهم أن يمطروا يوم كذا وكذا وساعة كذا وكذا فلم يزل الناس ينتظرون ذلك اليوم وتلك الساعة حتى إذا كانت تلك الساعة أهاج الله عز وجل ريحا فأثارت سحابا وجللت السماء وأرخت عزاليها فجاء أولئك النفر بأعيانهم إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا يا رسول الله

البرق. ثم انهال علينا كما ينهال الرمل(١) .

الخامس والستون والمائتان : مجهول :قوله عليه‌السلام: « يقال لها الأزيب » قال الفيروزآبادي : الأزيب كأحمر : الجنوب أو النكباء تجري بينها وبين الصبا(٢) .

قوله عليه‌السلام: « مقدار منخر » قال الفيروزآبادي : المنخر : بفتح الميم والخاء وبكسرهما وبضمتين وكمجلس ، الأنف(٣) .

الحديث السادس والستون والمائتان : مجهول.

__________________

(١) تفسير القمّيّ ج ٢ ص ١٧٨.

(٢) القاموس : ج ١ ص ٨٣.

(٣) نفس المصدر : ج ٢ ص ١٤٤.

١٤٠

ادع الله لنا أن يكف السماء عنا فإنا كدنا أن نغرق فاجتمع الناس ودعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمر الناس أن يؤمنوا على دعائه فقال له رجل من الناس يا رسول الله أسمعنا فإن كل ما تقول ليس نسمع فقال قولوا اللهم حوالينا ولا علينا اللهم صبها في بطون الأودية وفي نبات الشجر وحيث يرعى أهل الوبر اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا.

٢٦٧ ـ جعفر بن بشير ، عن رزيق ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ما أبرقت قط في ظلمة ليل ولا ضوء نهار إلا وهي ماطرة.

٢٦٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن

قوله عليه‌السلام: « أن يكف السماء » أي يمنع المطر عنا.

قوله عليه‌السلام: « اللهم حوالينا » قال الجزري : في حديث الاستسقاء « اللهم حوالينا ولا علينا » يقال : رأيت الناس حوله وحواليه أي مطيفين به من جوانبه ، يريد اللهم أنزل الغيث في مواضع النبات لا في مواضع الأبنية(١) .

وقال الجوهري : يقال : قعدوا حوله وحوالة وحواليه وحولية ، ولا تقل حواليه ـ بكسر اللام.

قوله عليه‌السلام: « حيث يرعى أهل الوبر » أي حيث يرعى سكان البادية إنعامهم فإنهم يسكنون في خيام الوبر لا بيوت المدر ولا يضرهم كثرة المطر.

الحديث السابع والستون والمائتان : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « ما أبرقت » أي السماء قال الفيروزآبادي : برقت السماء بروقا لمعت أو جاءت ببرق. والبرق بدا ، والرجل تهدد وتوعد كأبرق(٢) والحاصل أن البرق يلزمه المطر ، وإن لم يمطر في كل موضع يظهر فيه البرق.

الحديث الثامن والستون والمائتان : مرفوع.

__________________

(١) النهاية ج ١ ص ٤٦٥.

(٢) القاموس : ج ٣ ص ٢١٨.

١٤١

العزرمي رفعه قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام وسئل عن السحاب أين يكون قال يكون على شجر على كثيب على شاطئ البحر يأوي إليه فإذا أراد الله عز وجل أن يرسله أرسل ريحا فأثارته ووكل به ملائكة يضربوه بالمخاريق وهو البرق فيرتفع ثم قرأ هذه الآية : «اللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ » الآية(١) والملك اسمه الرعد.

٢٦٩ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن مثنى الحناط ومحمد بن مسلم قالا قال أبو عبد الله عليه‌السلام من صدق لسانه زكا عمله ومن حسنت نيته زاد الله عز وجل في رزقه ومن حسن بره بأهله زاد الله في عمره.

قوله عليه‌السلام: « تكون على شجرة » يحتمل أن يكون نوع من السحاب كذلك وأن يكون كناية عن انبعاثه عن البحر وحواليه.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « بالمخاريق » قال الجزري : في حديث علي عليه‌السلام « البرق مخاريق الملائكة » هي جمع مخراق ، وهو في الأصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا أراد أنه آلة تزجر بها الملائكة السحاب ، وتسوقه ويفسره حديث ابن عباس البرق سوط من نور تزجر بها الملائكة السحاب(٢) .

الحديث التاسع والستون والمائتان : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « زكي عمله » على البناء للفاعل من المجرد ، أي طهر عمله من الرياء والعجب وسائر الآفات ، فإن كلا منها نوع من الكذب ، ويستلزمه أو مما عمله ، وزيد في ثوابه. أو على البناء للمجهول على وزن التفعيل أي مدح الله عمله وقبله.

قوله عليه‌السلام: « ومن حسنت نيته » أي تكون أعماله خالصة لله ، أو صح

__________________

(١) سورة فاطر : ٩.

(٢) النهاية ج ٢ ص ٢٦.

١٤٢

٢٧٠ ـ الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن الحسن بن محمد الهاشمي قال حدثني أبي ، عن أحمد بن محمد بن عيسى قال حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول الله تبارك وتعالى لابن آدم إن نازعك بصرك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق ولا تنظر وإن نازعك لسانك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق ولا تكلم وإن نازعك فرجك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق ولا تأت حراما.

٢٧١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن أسباط ، عن مولى لبني هاشم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ثلاث من كن فيه فلا يرج خيره من لم يستح من العيب ويخش الله بالغيب ويرعو عند الشيب.

عزمه على الخيرات ، فإن النية قد تطلق على الغاية الباعثة على الفعل وعلى العزم عليه أيضا.

الحديث السبعون والمائتان : ضعيف.

والظاهر أنه زيد ـأحمد بن محمد بن عيسى في آخر السند من النساخ ـ ويحتمل أن يكون رجلا آخرا مجهولا.

قوله عليه‌السلام: « فأطبق ولا تأت حراما » لعل المراد بالطبقين هنا الفخذان ، ويحتمل أن يكون المراد جفني العينين أيضا ، فإنه ما لم تر العين لا تشتهي النفس ، وحاصل الفقرات أن الله تعالى مكن الإنسان من ترك الحرمات بالاحتراز عما يؤدي إليها ، وليس بمجبور على فعلها حتى يكون له عذر في ذلك.

الحديث الحادي والسبعون والمائتان : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « بالغيب » أي متلبسا [ ملتبسا ] بالغيب أي غائبا عن الخلق ، أو بسبب الأمر المغيب عنه من النار وبسبب إيمانه به بأخبار الرسل ، والأول أظهر إذ أكثر الخلق يظهرون خشية الله بمحضر الناس رياء ، ولا يبالون بارتكاب

١٤٣

٢٧٢ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن الحجال قال قلت لجميل بن دراج قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه قال نعم قلت له وما الشريف قال قد سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن ذلك فقال الشريف من كان له مال قال قلت فما الحسيب قال الذي يفعل الأفعال الحسنة بماله وغير ماله قلت فما الكرم قال التقوى.

٢٧٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما أشد حزن النساء وأبعد فراق الموت وأشد من ذلك كله فقر يتملق صاحبه ثم لا يعطى شيئا.

المحرمات في الخلوات.

قوله عليه‌السلام: « ويرعو عند الشيب » قال الجزري : فيه « شر الناس رجل يقرأ كتاب الله لا يرعوى إلى شيء منه » أي لا ينكف ولا ينزجر ، من رعى يرعو إذا كف عن الأمور ، وقد ارعوى عن القبيح يرعوى ارعواء ، وقيل : الإرعواء : الندم على الشيء والانصراف عنه وتركه(١) .

الحديث الثاني والسبعون والمائتان : صحيح.

قوله : « وما الشريف » أي بحسب الدنيا.

الحديث الثالث والسبعون والمائتان : ضعيف على المشهور.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « وأبعد فراق الموت » أي المفارقة الواقعة بالموت بعيدة عن المواصلة.

__________________

(١) النهاية : ج ٢ ص ٢٣٦.

١٤٤

( حديث يأجوج ومأجوج )

٢٧٤ ـ الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبد الله ، عن العباس بن العلاء ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال سئل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن الخلق فقال خلق الله ألفا ومائتين في البر وألفا ومائتين في البحر وأجناس بني آدم سبعون جنسا والناس ولد آدم ما خلا يأجوج ومأجوج.

٢٧٥ ـ الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن مثنى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال [ إن ] الناس طبقات ثلاث طبقة هم منا ونحن منهم وطبقة يتزينون بنا وطبقة يأكل بعضهم بعضا [ بنا ].

حديث يأجوج ومأجوج

الحديث الرابع والسبعون والمائتان : ضعيف.

ويدل على أن يأجوج ومأجوج ليسوا من ولد آدم ، وروى الصدوق بإسناده عن عبد العظيم الحسني ، عن علي بن محمد العسكري ، أن جميع الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج والصين من ولد يافث(١) ، والحديث طويل أوردته في الكتاب الكبير(٢) وهذا الخبر عندي أقوى سندا من خبر المتن ، فيمكن حمله على أن المراد أنهم ليسوا من الناس ، وإن كانوا من ولد آدم عليه‌السلام.

الحديث الخامس والسبعون والمائتان : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « يتزينون بنا » أي يجعلون حبنا وما وصل إليهم من علومنا زينة لهم عند الناس ، ووسيلة لتحصيل الجاه ، وليس توسلهم بالأئمة عليهم‌السلام خالصا لوجه الله.

قوله عليه‌السلام: « يأكل بعضهم بعضا بنا » أي يأخذ بعضهم أموال بعضهم و

__________________

(١) علل الشرائع ص ٣١.

(٢) البحار ج ١١ ص ٢٩١.

١٤٥

٢٧٦ ـ عنه ، عن معلى ، عن الوشاء ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن عمار بن مروان ، عن الفضيل بن يسار قال قال أبو جعفر عليه‌السلام إذا رأيت الفاقة والحاجة قد كثرت وأنكر الناس بعضهم بعضا فعند ذلك فانتظر أمر الله عز وجل قلت جعلت فداك هذه الفاقة والحاجة قد عرفتهما فما إنكار الناس بعضهم بعضا قال يأتي الرجل منكم أخاه فيسأله الحاجة فينظر إليه بغير الوجه الذي كان ينظر إليه ويكلمه بغير اللسان الذي كان يكلمه به.

٢٧٧ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علي ، عن عبيد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام وكل الرزق بالحمق ووكل الحرمان بالعقل ووكل البلاء بالصبر.

٢٧٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن عبد الحميد العطار ، عن يونس بن يعقوب ، عن عمر أخي عذافر قال دفع إلي إنسان ستمائة درهم أو

يأكلونها بإظهار مودتنا ومدحنا وعلومنا ، أو ينازع بعضهم بعضا فيها لأن غرضهم التوسل بها إلى الدنيا ، أو يسعى بعضهم في قتل بعضهم بذكر محبتهم وولايتهم لنا عند حكام الجور ، والأول أظهر.

الحديث السادس والسبعون والمائتان : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « فانتظر أمر الله » أي خروج القائم عليه‌السلام

قوله عليه‌السلام: « يأتي الرجل » الظاهر أن الإنكار استعمل هنا مقابل المعرفة.

الحديث السابع والسبعون والمائتان : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « وكل الرزق بالحمق » أي الأحمق في غالب الأحوال مرزوق موسع عليه ، والعاقل محروم مقتر عليه.

الحديث الثامن والسبعون والمائتان : ضعيف.

١٤٦

سبعمائة درهم لأبي عبد الله عليه‌السلام فكانت في جوالقي فلما انتهيت إلى الحفيرة شق جوالقي وذهب بجميع ما فيه ووافقت عامل المدينة بها فقال أنت الذي شقت زاملتك وذهب بمتاعك فقلت نعم فقال إذا قدمنا المدينة فأتنا حتى أعوضك قال فلما انتهيت إلى المدينة دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال يا عمر شقت زاملتك وذهب بمتاعك فقلت نعم فقال ما أعطاك الله خير مما أخذ منك إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ضلت ناقته فقال الناس فيها يخبرنا عن السماء ولا يخبرنا عن ناقته فهبط عليه جبرئيل عليه‌السلام فقال يا محمد ناقتك في وادي كذا وكذا ملفوف خطامها بشجرة كذا وكذا قال فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أيها الناس أكثرتم علي في ناقتي ألا وما أعطاني الله خير مما أخذ مني ألا وإن ناقتي في وادي كذا وكذا ملفوف خطامها بشجرة كذا وكذا فابتدرها الناس فوجدوها كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال ثم قال ائت

قوله : « إلى الحفيرة » هي موضع بالعراق.

قوله : « ووافقت » أي صادفت ، وفي بعض النسخ [ واقفت ] بتقديم القاف ، قال الفيروزآبادي : المواقفة أن تقف معه ، ويقف معك في حرب أو خصومة.(١) قوله عليه‌السلام: « زاملتك » الزاملة : « بعير يستظهر به الرجل يحمل متاعه وطعامه عليه »قوله عليه‌السلام: « ما أعطاك الله » أي من دين الحق وولاية أهل البيت.

قوله عليه‌السلام: « ضلت ناقته » هذه المعجزة من المعجزات المشهورة ، رواها الخاصة والعامة بطرق كثيرة ، وقد أوردته في كتاب بحار الأنوار في أبواب معجزات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله(٢) .

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « ما أعطاني الله » أي من النبوة والقرب والكمال.

__________________

(١) القاموس ج ٣ ص ٢١٢.

(٢) البحار ج ١٨ ص ١٢٩.

١٤٧

عامل المدينة فتنجز منه ما وعدك فإنما هو شيء دعاك الله إليه ـ لم تطلبه منه.

٢٧٩ ـ سهل ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن يونس ، عن شعيب العقرقوفي قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام شيء يروى عن أبي ذر رضي‌الله‌عنه أنه كان يقول ثلاث يبغضها الناس وأنا أحبها أحب الموت وأحب الفقر وأحب البلاء فقال إن هذا ليس على ما يروون إنما عنى الموت في طاعة الله أحب إلي من الحياة في معصية الله والبلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في معصية الله والفقر في طاعة الله أحب إلي من الغنى في معصية الله.

٢٨٠ ـ سهل بن زياد ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن يونس ، عن علي بن عيسى القماط ، عن عمه قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول هبط جبرئيل عليه‌السلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كئيب حزين فقال يا رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا فقال إني رأيت الليلة رؤيا قال وما الذي رأيت قال رأيت بني أمية يصعدون المنابر وينزلون منها قال والذي بعثك بالحق نبيا ما علمت بشيء من هذا وصعد جبرئيل عليه‌السلام إلى السماء ثم أهبطه الله جل ذكره بآي من القرآن يعزيه بها قوله «أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ »(١) وأنزل الله جل ذكره : «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ »(٢) للقوم فجعل الله عز وجل ليلة القدر لرسوله

قوله عليه‌السلام: « دعاك الله إليه » أي يسره الله لك عن غير طلب.

الحديث التاسع والسبعون والمائتان : ضعيف.

الحديث الثمانون والمائتان : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « يعزيه » أي يسليه ،قوله تعالى : « ما كانُوا يُوعَدُونَ » فسره الأكثر بقيام الساعة ، وفسر في أكثر أخبارنا بقيام القائم عليه‌السلام ، وهو أنسب بالتسليةقوله عليه‌السلام: « للقوم » أي مدة ملك بني أمية.

اعلم أنه اختلف في معنى كونها خيرا من ألف شهر ، فقيل : المزاد أن العبادة

__________________

(١) سورة الشعراء : ٢٠٦ ـ ٢٠٨.

(٢) سورة القدر : ٢ ـ ٥.

١٤٨

خيرا من ألف شهر.

فيها خير من العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

وقيل : ذكر لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل من بني إسرائيل أنه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر ، فعجب من ذلك رسول الله عجبا شديدا ، وتمنى أن يكون ذلك في أمته ، فقال : يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا وأقلها أعمالا فأعطاه الله ليلة القدر ، وقال : «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ » حمل فيها الإسرائيلي السلاح في سبيل الله لك ولأمتك من بعدك إلى يوم القيامة في كل شهر رمضان ، وعلى ما في الخبر(١) الكتاب يحتمل أن يكون المراد أن الله سلب فضل ليلة القدر في مدة ملكهم عن العالمين ، كما هي ظاهر خبر الصحيفة ، فعبادة ليلة القدر أفضل من عبادة تلك المدة لعدم كون ليلة القدر فيها.

أو أنه تعالى سلب فضلها عنهم لعنهم الله ، فالمراد بالعبادة العبادة التقديرية لعدم صحة عبادتهم ، أي لو كانت مقبولة لكانت عبادة ليلة القدر أفضل منها ، لسلب فضيلة ليلة القدر عنهم.

أو المراد أن الثواب الذي يمنحه الله على العمل فيها ، خير من سلطنة بني أمية وشوكتهم واقتدارهم في تلك المدة.

فإن قلت : فعلى هذا لا يظهر فضل كثير لليلة القدر ، إذ كل ثواب من المثوبات الأخروية وإن كانت قليلة لبقائها وأبديتها خير من جميع الدنيا وما فيها.

قلت : المراد على هذا أن ثواب ليلة القدر بالنظر إلى سائر المثوبات الأخروية أشد امتيازا وعلوا من شوكتهم وملكهم ، وبالنظر إلى ملك الدنيا وعزها. وقد بسطنا الكلام في ذلك في شرح الصحيفة(٢) فمن أراد تحقيق ذلك فليرجع إليه.

__________________

(١) كذا في النسخ والظاهر زيادة الألف واللام من النسّاخ ، والصحيح « على ما في خبر الكتاب ».

(٢) راجع ج ٣ ص ٥٥ ـ ٦٠.

١٤٩

٢٨١ ـ سهل ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن يونس ، عن عبد الأعلى قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام ـ عن قول الله عز وجل «فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ »(١) قال فتنة في دينه أو جراحة لا يأجره الله عليها.

٢٨٢ ـ سهل بن زياد ، عن محمد ، عن يونس ، عن عبد الأعلى قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إن شيعتك قد تباغضوا وشنئ بعضهم بعضا فلو نظرت جعلت فداك في أمرهم فقال لقد هممت أن أكتب كتابا لا يختلف علي منهم اثنان قال فقلت ما كنا قط أحوج إلى ذلك منا اليوم قال ثم قال أنى هذا ومروان وابن ذر قال

الحديث الحادي والثمانون والمائتان : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « أو جراحة » أما تفسير للفتنة أيضا أو للعذاب قال الطبرسي (ره) : أي فليحذر الذين يعرضون عن أمر الله ، وإنما دخلت عن لهذا المعنى ، وقيل : عن أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله «أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ » أي بلية تظهر ما في قلوبهم من النفاق ، وقيل : عقوبة في الدنيا «أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ » في الآخرة(٢) .

الحديث الثاني والثمانون والمائتان : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « أنى هذا ومروان وابن ذر » أي لا ينفع هذا في رفع منازعة مروان ، والمراد به أحد أصحابه عليه‌السلام وابن ذر رجل آخر من أصحابه ، ولعله كان بينهما منازعة شديدة لتفاوت درجتهما ، واختلاف فهمهما ، فأفاد عليه‌السلام أن الكتاب لا يرفع النزاع الذي منشأه سوء الفهم ، واختلاف مراتب الفضل.

ويحتمل أن يكون المراد بابن ذر عمر بن ذر القاضي العامي ، وقد روي أنه دخل على الصادق عليه‌السلام وناظرة ، فالمراد أن هذا لا يرفع النزاع بين الأصحاب والمخالفين ، بل يصير النزاع بذلك أشد ويصير سببا لتضرر الشيعة بذلك كما ورد في كثير من الأخبار ذلك لبيان سبب اختلاف الأخبار ، فظن عبد الأعلى عند سماع هذا الكلام

__________________

(١) سورة النور : ٦٣.

(٢) مجمع البيان : ج ٧ ص ١٥٨.

١٥٠

فظننت أنه قد منعني ذلك قال فقمت من عنده فدخلت على إسماعيل فقلت يا أبا محمد إني ذكرت لأبيك اختلاف شيعته وتباغضهم فقال لقد هممت أن أكتب كتابا لا يختلف علي منهم اثنان قال فقال ما قال مروان وابن ذر قلت بلى قال يا عبد

أنه عليه‌السلام لا يجيبه إلى كتابة هذا الكتاب ، فأيس وقام ودخل على إسماعيل ابنه عليه‌السلام وذكر ما جرى بينه وبين أبيه عليه‌السلام.

قوله : « قال فقال » أي قال عبد الأعلى : فقال الصادق وذكر ما جرى بين مروان وابن ذر من المخاصمة ، فصدقه الراوي على ذلك ، وقال : بلى جرى بينهم ذلك ، وهذا يحتمل أن يكون في وقت آخر أتاه عليه‌السلام أو في هذا الوقت الذي كان يكلم إسماعيل سمع عليه‌السلام كلامه فأجابه.

ويحتمل أن يكون فاعل ـ فقال ـ إسماعيل أي قال عبد الأعلى : قال إسماعيل عند ما ذكرت بعض كلام أبيه عليه‌السلام ، مبادرا : ما قال أبي في جوابك قصة مروان وابن ذر؟ قال عبد الأعلى : بلى قال أبوك ذلك ، فيكون إلى آخر الخبر كلام إسماعيل حيث كان سمع من أبيه عليه‌السلام علة ذلك ، فأفاده ، وهذا أظهر لفظا ، والأول معنى.

وعلى الاحتمال الأخير يحتمل أن يكون ـ يا عبد الأعلى ـ من كلام الصادق عليه‌السلام ، لكنه بعيد ، وفي بعض النسخ [ وأبو ذر ] وفي بعضها [ وأبي ذر ] فحينئذ يحتمل أن يكون المراد أن مع غلبة أهل الجور والكفر لا ينفع الكتاب ، ألم تسمع قصة أبي ذر حيث طرده عثمان وكان ممن يحبه الله ورسوله ، ومروان حيث آواه وكان هو وأبوه طريدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإذا خولف الرسول في مثل ذلك ، ولم ينكر فكيف يطيعوني.

وقال الفاضل الأسترآبادي : في بعض النسخ [ وأبو ذر ] في الموضعين ، وفي العبارة سهو ، وكان قصده عليه‌السلام من ذكر ما قال مروان وأبو ذر ، أن المسلمين ليسوا بسواء وأن درجات أصحابنا ومراتب أذهانهم متفاوتة ، وكل مسير لما خلق له ، فينبغي

١٥١

الأعلى إن لكم علينا لحقا كحقنا عليكم والله ما أنتم إلينا بحقوقنا أسرع منا إليكم ثم قال سأنظر ثم قال يا عبد الأعلى ما على قوم إذا كان أمرهم أمرا واحدا متوجهين إلى رجل واحد يأخذون عنه ألا يختلفوا عليه ويسندوا أمرهم إليه يا عبد الأعلى إنه ليس ينبغي للمؤمن وقد سبقه أخوه إلى درجة من درجات الجنة أن يجذبه عن مكانه الذي هو به ولا ينبغي لهذا الآخر الذي لم يبلغ أن يدفع في صدر الذي لم يلحق به

أن يعمل كل بما أخذه ، ولا ينبغي أن يخاصم بعضهم بعضا في الفتاوى ، وربما يكون الأصلح في حق بعض أن يعمل بالتقية فأفتاه الإمام بالتقية دون بعض ، فأفتاه الإمام بالحق ، وربما يصل ذهن بعضهم إلى الدقائق الكلامية المسموعة من الإمام دون بعض فلا ينبغي أن يحتمل على شيء أحد لا يقدر عليه.

قوله عليه‌السلام: « ما على قوم » كلمة ـ ما ـ استفهامية على الإنكار ، أي أي ضرر وفساد يمكن أن يكون على قوم تولوا إماما أن لا يختلفوا عليه ، ويعمل كل منهم بما بلغه ولم ينكر على الآخر ما في يده ، ويسند كل منهم أمره إلى إمامه ولا يتعرض للآخر.

قوله عليه‌السلام: « إنه ليس ينبغي » لعل المراد أن اختلافهم لما كان بسبب اختلاف درجاتهم ـ وهم يكلمون الناس على قدر عقولهم ـ فلا ينبغي للمؤمن الناقص الذي سبقه أخوه إلى درجة من الفضل والكمال وقد أمره الإمام أن يعمل على قدر ما يستحقه أن يجذبه عن درجة كماله إلى ما هو فيه من النقص ، ويكلفه بأن يعتقد ويعمل على قدر فهمه الناقص ، فهذا التكليف بمنزلة جذب الآخر عن كماله إلى مرتبته « ولا ينبغي لهذا الآخر الذي لم يبلغ » ـ على البناء للمجهول ـ أي لم يبلغ إلى إخوة بعد التيه ، أو على البناء للمعلوم أي هذا السابق الذي لم يبلغ إلى أعلى درجات الكمال ، ولكن قد سبق الآخر ففيه إشعار بأنه أيضا ناقص بالنسبة إلى من سبقه ، فينبغي إن لا يزاحم الناقص عن الوصول إليه ليوفق للوصول إلى

١٥٢

ولكن يستلحق إليه ويستغفر الله

٢٨٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال «ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً »(١) قال أما الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الأول يجمع المتفرقون ولايته وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا

من هو فوقه.

وعلى التقديرين المراد أنه لا ينبغي للسابق إلى درجة الكمال أن يدفع في صدر الذي لم يلحق به أي يمنعه عن الوصول إليه ، إما بأن لا يهديه إلى ما يوجب وصوله إلى تلك الدرجة حسدا أو بتكليفه الصعود إلى تلك الدرجة ، قبل أن يمكنه ذلك فيصير ذلك سببا لإنكاره ذلك ، والإنكار يوجب الحرمان وعدم السعي إلى تحصيله ، فكأنه بذلك التكليف دفع في صدره ومنعه عن الوصول إليه ، وهذا أنسب بالمقام ، ولكن يستلحق إليه أي يطلب لحوق الآخر إليه بلطف وحسن تدبير لا بالعنف والخرق ، والمنازعة ويستغفر الله أي لنفسه بأن لا يبرء نفسه في تلك الدرجة من الكمال عن التقصير ، بل يعد نفسه مقصرا ويستغفر الله منه أو للآخر المسبوق ليصير استغفاره له سببا لرفعه إليه.

الحديث الثالث والثمانون والمائتان : حسن.

قوله تعالى : « ضَرَبَ اللهُ » قال الشيخ الطبرسي (ره) :(٢) ضرب سبحانه مثلا للكافر وعبادته الأصنام فقال : «ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ » أي مختلفون سيؤو الأخلاق ، وإنما ضرب هذا المثل لسائر المشركين ، ولكنه ذكر رجلا واحدا وصفه بصفة موجودة في سائر المشركين فيكون المثل المضروب له مضروبا لهم جميعا ويعني بقوله «رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ » أي يعبدون آلهة مختلفة و

__________________

(١) سورة الزمر : ٣٠.

(٢) المجمع ج ٨ ص ٤٩٧.

١٥٣

ويبرأ بعضهم من بعض فأما رجل سلم رجل فإنه الأول حقا وشيعته ثم قال إن اليهود تفرقوا من بعد موسى عليه‌السلام على إحدى وسبعين فرقة منها فرقة في الجنة وسبعون فرقة في النار وتفرقت النصارى بعد عيسى عليه‌السلام على اثنتين وسبعين فرقة فرقة منها في الجنة وإحدى وسبعون في النار وتفرقت هذه الأمة بعد نبيها صلى‌الله‌عليه‌وآله على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار وفرقة في الجنة ومن الثلاث وسبعين

أصناما كثيرة وهم متشاجرون متعاسرون ، هذا يأمره وهذا ينهاه ، ويريد كل واحد منهم أن يفرده بالخدمة ، ثم يكل كل منهم أمره إلى آخر ويكل الآخر إلى الآخر فيبقى هو خاليا عن المنافع ، وهذا حال من يخدم جماعة مختلفة الآراء والأهواء هذا مثل الكافر ، ثم ضرب مثل المؤمن الموحد ، فقال : «وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ » أي خالصا يعبد مالكا واحدا لا يشوب بخدمته ، خدمة غيره ، ولا يأمل سواه ومن كان بهذه الصفة نال ثمرة خدمته لا سيما إذا كان المخدوم حكيما قادرا كريما.

وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن علي عليه‌السلام أنه قال : « أنا ذلك الرجل السلم لرسول الله »(١) .

وروى العياشي بإسناده عن أبي خالد عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « الرجل السلم للرجل حقا علي عليه‌السلام وشيعته »(٢) .

قوله : « فلان الأول » أي أبو بكر فإنه لضلالته وعدم متابعته للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اختلف المشتركون في ولايته على أهواء مختلفة ، يلعن بعضهم بعضا ومع ذلك تقول العامة كلهم على الحق ، وكلهم من أهل الجنة.

قوله عليه‌السلام: « فإنه الأول حقا » يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فإنه الإمام الأول حقا ، وهذا يحتمل وجهين :

الأول : أن يكون المراد بالرجل الأول أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وبالرجل الثاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويؤيده ما مر من رواية الحاكم ، فالمقابلة بين الرجلين باعتبار أن

__________________

(١) شواهد التنزيل ج ٢ ص ١١٩.

(٢) مجمع البيان : ج ٨ ص ٤٩٧.

١٥٤

فرقة ثلاث عشرة فرقة تنتحل ولايتنا ومودتنا اثنتا عشرة فرقة منها في النار وفرقة في الجنة وستون فرقة من سائر الناس في النار.

٢٨٤ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال لم تزل دولة الباطل طويلة ودولة الحق قصيرة.

٢٨٥ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن يعقوب السراج قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام متى فرج شيعتكم قال فقال إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم

المتشاكس بين الاتباع ، إنما حصل لعدم كونهم متبوعا سلما للرسول ، ولم يأخذ عنه ما يحتاج إليه أتباعه من العلم ، فيكون ذكر الشيعة هنا استطراديا لبيان أن شيعته لما كانوا سلما له ، فهم أيضا سلم للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله.

والثاني : أن يكون المراد بالرجل الأول كل واحد من الشيعة ، وبالرجل الثاني أمير المؤمنين ، والمعنى أن الشيعة لكونهم سلما لإمامهم لا منازعة بينهم في أصل الدين ، فيكون الأول حقا بيانا للرجل الثاني ، وشيعته بيانا للرجل الأول ، والمقابلة في الآية تكون بين رجل فيه شركاء ، وبين الرجل الثاني من الرجلين المذكورين ثانيا ، والأول أظهر في الخبر ، والثاني أظهر في الآية.

قوله عليه‌السلام: « تنتحل ولايتنا » قال الفيروزآبادي : انتحله ادعاه لنفسه ، وهو لغيره(١) فذكر الانتحال لبيان أن أكثرهم يدعون الولاية ، والمودة بغير حقيقة وأما ما ذكر من افتراق الأمم بعد الأنبياء عليهم‌السلام فقد روته الخاصة والعامة بأسانيد كثيرة أوردناها في كتاب بحار الأنوار(٢) .

الحديث الرابع والثمانون والمائتان : صحيح.

الحديث الخامس والثمانون والمائتان : صحيح.

قوله عليه‌السلام: « وهي سلطانهم » قال الجوهري : وهي الحائط إذا ضعف ، وهم

__________________

(١) القاموس ج ٤ ص ٥٦.

(٢) الخصال ج ٢ ص ٥٨٥ والبحار ج ٣٦ ص ٣٣٦.

١٥٥

وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم وخلعت العرب أعنتها ـ ورفع كل ذي صيصية صيصيته وظهر الشامي وأقبل اليماني وتحرك. الحسني وخرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلى مكة بتراث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فقلت ما تراث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال سيف رسول الله ودرعه وعمامته وبرده وقضيبه ورايته ولامته وسرجه حتى ينزل مكة فيخرج السيف من غمده ويلبس الدرع وينشر الراية والبردة والعمامة ويتناول القضيب بيده ويستأذن الله في ظهوره فيطلع على ذلك بعض مواليه فيأتي الحسني فيخبره الخبر فيبتدر الحسني إلى الخروج

بالسقوط(١) .قوله عليه‌السلام: « وخلعت العرب أعنتها » هي جمع العنان للفرس ، وهي كناية عن طغيانهم ومخالفتهم للسلاطين.

قوله عليه‌السلام: « كل ذي صيصية » أي أظهر كل ذي قدرة قدرته وقوته ، قال الجزري : فيه « إنه ذكر فتنة في الأرض تكون في أقطارها ، كأنها صياصي بقر » أي قرونها ، واحدتها صيصية شبه الفتنة بها لشدتها وصعوبتها وكل شيء امتنع وتحصن به فهو صيصية ، ومنه قيل للحصون الصياصي ، وقيل شبه الرماح التي تشرع في الفتنة ، وما يشبهها من سائر السلاح بقرون بقر مجتمعة.(٢) قوله عليه‌السلام: « وظهر الشامي » أي السفياني« وخرج صاحب هذا الأمر » أي مختفيا ليظهر بمكة.

قوله عليه‌السلام: « ودرعه » أي الحديد ، أو القميص.

قوله عليه‌السلام: « ولأمته » قال الجزري : اللامة : مهموزة الدرع ، وقيل

__________________

(١) الصحاح ج ٣ ص ١١٢١.

(٢) النهاية ج ٣ ص ٦٧.

١٥٦

فيثب عليه أهل مكة فيقتلونه ويبعثون برأسه إلى الشامي فيظهر عند ذلك صاحب هذا الأمر فيبايعه الناس ويتبعونه.

ويبعث الشامي عند ذلك جيشا إلى المدينة فيهلكهم الله عز وجل دونها ويهرب يومئذ من كان بالمدينة من ولد علي عليه‌السلام إلى مكة فيلحقون بصاحب هذا الأمر.

ويقبل صاحب هذا الأمر نحو العراق ويبعث جيشا إلى المدينة فيأمن أهلها ويرجعون إليها.

٢٨٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن بعض أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام قال خرج إلينا أبو عبد الله عليه‌السلام وهو مغضب فقال إني خرجت آنفا في حاجة فتعرض لي بعض سودان المدينة فهتف بي لبيك يا

السلاح(١) .

قوله عليه‌السلام: « فيهلكهم الله دونها » أي قبل الوصول إلى المدينة بالبيداء يخسف الله به وبجيشه الأرض كما وردت به الأخبار المتظافرة.

قوله عليه‌السلام: « فيأمن أهلها » أي يبذل القائم عليه‌السلام لأهل المدينة ، الأمان فيرجعون إلى المدينة مستأمنين.

الحديث السادس والثمانون والمائتان : مرسل.

قوله عليه‌السلام: « لبيك يا جعفر بن محمد » الظاهر إن هذا الكافر كان من أصحاب أبي الخطاب ، وكان يعتقد ربوبيته عليه‌السلام كاعتقاد أبي الخطاب ، فإنه كان أثبت ذلك له عليه‌السلام ، وادعى النبوة من قبله عليه‌السلام على أهل الكوفة ، فناداه عليه‌السلام هذا الكافر بما ينادي به الله في الحج ، وقال ذلك على هذا الوجه ، فذعر من ذلك لعظيم ما نسب إليه ، وسجد لربه وبرأ نفسه عند الله مما قال ولعن أبا الخطاب ، لأنه كان مخترع هذا المذهب الفاسد.

__________________

(١) النهاية ج ٤ ص ٢٢٠.

١٥٧

جعفر بن محمد لبيك فرجعت عودي على بدئي إلى منزلي خائفا ذعرا مما قال حتى سجدت في مسجدي لربي وعفرت له وجهي وذللت له نفسي وبرئت إليه مما هتف بي ولو أن عيسى ابن مريم عدا ما قال الله فيه إذا لصم صما لا يسمع بعده أبدا وعمي عمى لا يبصر بعده أبدا وخرس خرسا لا يتكلم بعده أبدا ثم قال لعن الله أبا الخطاب وقتله بالحديد.

قوله عليه‌السلام: « فرجعت عودي على بدئي » قال الجوهري : رجع عودا على بدء وعوده على بدأه ، أي لم ينقطع ذهابه حتى وصله برجوعه(١) .

وقال الشيخ الرضي رحمه‌الله : قولهم على بدأه متعلق بعوده ، أو برجع والحال مؤكدة ، والبداء مصدر بمعنى الابتداء أو جعل بمعنى المفعول ، أي عائدا على ما ابتدأ ، ويجوز أن يكون عوده مفعولا مطلقا لرجع أي رجع على بدأه عوده المعهود ، وكأنه عهد منه أن لا يستقر على ما ينتقل إليه ، بل يرجع على ما كان عليه قبل ، فيكون نحو قوله تعالى : «وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ »(٢) .

وقال التفتازاني في شرح تلخيص المفتاح : وإن كانت الجملة اسمية ، فالمشهور جواز ترك الواو بعكس ما مر في الماضي المثبت ، لدلالة الاسمية على المقارنة لكونها مستمرة لا على حصول صفة غير ثابتة نحو كلمته فوه إلى في ، ورجع عوده على بدأه ، فيمن رفع فوه وعوده على الابتداء.

قوله عليه‌السلام: « عدا » أي جاوز ما قال الله فيه من النبوة إلى الربوبية.

قوله عليه‌السلام: « وقتله بالحديد » استجيب دعاؤه عليه‌السلام فيه.

وذكر الكشي أنه بعث عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن العباس وكان عامل المنصور على الكوفة إلى أبي الخطاب وأصحابه لما بلغه أنهم قد أظهروا

__________________

(١) الصحاح ج ٢ ص ٥١٤.

(٢) سورة الشعراء : ١٩.

١٥٨

٢٨٧ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن جهم بن أبي جهيمة ، عن بعض موالي أبي الحسن عليه‌السلام قال كان عند أبي الحسن موسى عليه‌السلام رجل من قريش فجعل يذكر قريشا والعرب فقال له أبو الحسن عليه‌السلام عند ذلك دع هذا الناس ثلاثة عربي ومولى وعلج فنحن العرب وشيعتنا الموالي ومن لم يكن على مثل ما نحن عليه فهو علج فقال القرشي تقول هذا يا أبا الحسن فأين أفخاذ قريش والعرب فقال أبو الحسن عليه‌السلام هو ما قلت لك.

٢٨٨ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن الأحول ، عن سلام بن

الإباحات ، ودعوا الناس إلى نبوة أبي الخطاب وأنهم يجتمعون في المسجد ولزموا الأساطين ، يورون الناس أنهم قد لزموها للعبادة ، وبعث إليهم رجلا فقتلهم جميعا فلم يفلت منهم إلا رجل واحد ، أصابته جراحات فسقط بين القتلى يعد فيهم ، فلما جنه الليل خرج من بينهم فتخلص ، وهو أبو سلمة سالم بن مكرم الجمال(١) وروي أنهم كانوا سبعين رجلا.

الحديث السابع والثمانون والمائتان : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « يذكر قريشا والعرب » أي كان يذكر فضائلهم ، ويفتخر بالانتساب بهم.

قوله عليه‌السلام: « وشيعتنا الموالي » المراد بالمولى هنا غير العربي الصليب الذي صار حليفا لهم ، ودخل بينهم وصار في حكمهم ، وليس منهم.

قوله عليه‌السلام: « فهو علج » أي فرجل من كفار العجم ، وإن كان عربيا صلبيا كما مر.

قوله : « فأين أفخاذ قريش » الفخذ دون القبيلة ، وفوق البطن وقيل أقرب عشيرة الرجل.

الحديث الثامن والثمانون والمائتان : مجهول.

__________________

(١) رجال الكشّيّ : ج ٢ ص ٦٤١.

١٥٩

المستنير قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يحدث إذا قام القائم عرض الإيمان على كل ناصب فإن دخل فيه بحقيقة وإلا ضرب عنقه أو يؤدي الجزية كما يؤديها اليوم أهل الذمة ويشد على وسطه الهميان ويخرجهم من الأمصار إلى السواد.

٢٨٩ ـ الحسين بن محمد الأشعري ، عن علي بن محمد بن سعيد ، عن محمد بن مسلم بن أبي سلمة ، عن محمد بن سعيد بن غزوان ، عن محمد بن بنان ، عن أبي مريم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال أبي يوما وعنده أصحابه من منكم تطيب نفسه أن يأخذ جمرة في كفه فيمسكها حتى تطفأ قال فكاع الناس كلهم ونكلوا فقمت وقلت يا أبت أتأمر أن أفعل فقال ليس إياك عنيت إنما أنت مني وأنا منك بل إياهم أردت قال وكررها ثلاثا ثم قال ما أكثر الوصف وأقل الفعل إن أهل الفعل قليل إن أهل الفعل قليل ألا وإنا لنعرف أهل الفعل والوصف معا وما كان هذا منا

قوله عليه‌السلام: « أو يؤدي الجزية » لعل هذا في أوائل زمانه عليه‌السلام ، وإلا فالظاهر من الأخبار أنه لا يقبل منهم إلا الإيمان أو القتل كما مر.

قوله عليه‌السلام: « ويشد على وسطه الهميان » الهميان بالكسر : التكة والمنطقة وكيس للنفقة ، والظاهر أن المراد به أنه يعطيهم النفقة ليخرجوا من الأمصار يكون زادهم في الطريق وقيل هو كناية عن الزنار.

الحديث التاسع والثمانون والمائتان : مجهول ، والظاهر محمد بن سالم بن أبي سلمة كما سيأتي في ٣١٤ وفيه ضعف.

وقال الشيخ : يروي عنه علي بن محمد بن أبي سعيد ، لكن ذكر الشيخ في الرجال ، علي بن محمد بن سعد وقال : روى عنه محمد بن الحسن بن الوليد(١) .

قوله عليه‌السلام: « فكاع الناس كلهم » قال الفيروزآبادي : كعت عنه : إذا هبته وجبنت عنه(٢) ، وإنما قال ذلك ليبتليهم في مراتب إيمانهم وإطاعتهم في التكاليف

__________________

(١) رجال الطوسيّ ص ٤٨٤.

(٢) القاموس ج ٣ ص ٨٣.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640