مرآة العقول الجزء ٢٦

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 640

مرآة العقول

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
تصنيف:

الصفحات: 640
المشاهدات: 246
تحميل: 31


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 640 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 246 / تحميل: 31
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 26

مؤلف:
العربية

فداك أخبرني عن علم النجوم ما هو؟ قال : هو علم من علم الأنبياء ، قال : فقلت كان علي عليه‌السلام يعلمه؟ فقال : كان أعلم الناس به أقول : دلالته كما مر.

الخامس عشر : ما رواه السيد أيضا من كتاب تعبير الرؤيا للكليني (ره) بإسناده عن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : قوم يقولون النجوم أصح من الرؤيا ، وذلك كانت صحيحة حين لم يرد الشمس على يوشع بن نون ، وعلى أمير المؤمنين ، فلما رد الله تعالى الشمس عليهما ضل فيها علماء النجوم.

وهذا الخبر يدل ، على عدم صحة أحكام النجوم الآن ، ويلزمه عدم جواز الإخبار بها كما لا يخفى.

السادس عشر : ما رواه السيد من كتاب نوادر الحكمة تأليف محمد بن أحمد بن عبد الله القمي رواه عن الرضا عليه‌السلام قال : قال أبو الحسن عليه‌السلام للحسن بن سهل : كيف حسابك للنجوم؟ فقال : ما بقي منها شيء إلا وقد تعلمته ، فقال أبو الحسن عليه‌السلام : كم لنور الشمس على نور القمر فضل درجة؟ وكم لنور القمر على نور المشتري فضل درجة؟ وكم لنور المشتري على نور الزهرة فضل درجة؟ فقال : لا أدري ، فقال : ليس في يدك شيء هذا أيسر.

أقول : يفهم منه أن لأمثال هذه مدخلا في الأحكام النجومية ، والمنجمون لا يعرفونها فلا يجوز إخبارهم بما لا يعرفون حقيقتها.

السابع عشر : قال السيد : في كتاب مسائل الصباح بن نصر الهندي رواية أبي العباس بن نوح ومحمد بن أحمد الصفواني بالإسناد المتصل فيه عن الريان بن الصلت أن الصباح سأل الرضا عليه‌السلام عن علم النجوم؟ فقال هو علم في أصل صحيح ذكروا أن أول من تكلم في النجوم إدريس ، وكان ذو القرنين بها ماهرا وأصل هذا العلم من عند الله ، ويقال : إن الله بعث النجم الذي يقال له المشتري إلى الأرض

٤٨١

في صورة رجل ، فأتى بلد العجم. فعلمهم في حديث طويل فلم يستكملوا ذلك ، فأتى بلد الهند فعلم رجلا منهم فمن هناك صار علم النجوم بها وقد قال قوم هو علم من علم الأنبياء خصوا به لأسباب شتى فلم يستدرك المنجمون الدقيقة فيها فشابوا الحق بالكذب.

أقول : هذا الخبر يدل على أن لهذا العلم أصلا صحيحا وما في يد المنجمين مخلوط بالكذب ، فلا يجوز إخبارهم بها ، على أن بعض كلماته عليه‌السلام يشعر بالتقية كما لا يخفى على اللبيب ، لأن مأمون لعنه الله كان مولعا بأمثال ذلك كما هو المشهور.

الثامن عشر : ما رواه السيد عن كتاب معاوية بن حكم ، عن محمد بن زياد ، عن محمد بن يحيى الخثعمي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن النجوم حق هي؟ قال لي : نعم فقلت له : وفي الأرض من يعلمها؟ قال : نعم.

والخبر موثق إن كان محمد بن زياد هو ابن أبي عمير ، وإلا فمجهول ، ودلالته كما مر مرارا ، وظاهره أنه لا يعلمها إلا أهل البيت عليهم‌السلام.

التاسع عشر : ما رواه السيد عن الكتاب المذكور مرسلا عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : في السماء أربعة نجوم ما يعلمها إلا أهل بيت من العرب ، وأهل بيت من الهند يعرفون منها نجما واحدا ، فبذلك قام حسابهم والكلام فيه كما مر.

العشرون : ما رواه السيد من كتاب الدلائل لعبد الله بن جعفر الحميري بإسناده عن بياع السابري قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إن لي في النظرة في النجوم لذة ، وهي معيبة عند الناس فإن كان فيها إثم تركت ذلك ، وإن لم يكن فيها إثم فإن لي فيها لذة ، قال : فقال : تعد الطوالع؟ قلت نعم فعددتها له فقال : كم تسقي الشمس

٤٨٢

القمر من نورها؟ قلت : هذا شيء لم أسمعه قط ، فقال : وكم تسقي الزهرة الشمس من نورها؟ قلت ولا هذا ، قال فكم تسقى الشمس من اللوح المحفوظ من نوره؟ قلت : وهذا شيء ما أسمعه قط ، قال : فقال : هذا شيء إذا عرفه الرجل عرف أوسط قصبة في الأجمة ثم قال : ليس يعلم النجوم إلا أهل بيت من قريش ، وأهل بيت من الهند. وقد سبق الكلام في مثله.

الحادي والعشرون : ما رواه السيد من كتاب التجمل بإسناده عن حفص بن البختري ، قال : ذكرت النجوم عند أبي عبد الله عليه‌السلام فقال : ما يعلمها إلا أهل بيت بالهند وأهل بيت من العرب.

وقد عرفت عدم دلالته على أنه يجوز لغيرهم عليهم‌السلام النظر فيه.

الثاني والعشرون : ما رواه السيد من الكتاب المذكور أيضا عن محمد وهارون ابني أبي سهل أنهما كتبا إلى أبي عبد الله عليه‌السلام أن أبانا وجدنا كان ينظر في النجوم فهل يحل النظر فيها؟ قال : نعم.

وفيه أيضا أنهما كتبا إليه نحن ولد بنو نوبخت المنجم وقد كنا كتبنا إليك هل يحل النظر فيها فكتبت نعم ، والمنجمون يختلفون في صفة الفلك فبعضهم يقول : إن الفلك فيه النجوم والشمس والقمر معلق بالسماء وهو دون السماء وهو الذي يدور بالنجوم ، والشمس والقمر والسماء ، وأنها لا تتحرك ولا تدور ، ويقولون دوران الفلك تحت الأرض ، وأن الشمس تدور مع الفلك تحت الأرض تغيب في المغرب تحت الأرض ، وتطلع بالغداة من المشرق ، فكتب نعم ما لم يخرج من التوحيد.

والخبر مرسل مجهول ، ويدل على جواز النظر في النجوم وعلم الهيئة ما لم يخل بالتوحيد.

٤٨٣

الثالث والعشرون : ما أورده السيد من الكتاب المذكور أبو محمد عن الحسن بن عمر ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : «يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ » قال : كان القمر منحوسا بزحل ويدل على نحوسة بعض الكواكب وأوضاعها.

الرابع والعشرون : ما رواه السيد من كتاب التوقيعات للحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى بإسناده قال : قال كتب معقلة بن إسحاق إلى علي بن جعفر عليه‌السلام رقعة يعلمه فيها أن المنجم كتب ميلاده ووقت عمره وقتا وقد قارب ذلك الوقت وخاف على نفسه ، فأوصل علي بن جعفر رقعته إلى الكاظم عليه‌السلام فكتب عليه‌السلام إليه رقعة طويلة أمره فيها بالصوم والصلة والبر والصدقة والاستغفار وكتب في آخرها فقد والله ساءني أمره فوق ما أصف ، على أني أرجو أن يزيد الله في عمره ويبطل قول المنجم فما أطلعه الله على الغيب والحمد لله.

أقول : يدل الخبر على عدم اطلاع المنجمين على أمثال ذلك ، وعلى أنه لو كان له أصل يندفع بأفعال البر والخير.

الخامس والعشرون : ما رواه محمد بن شهرآشوب في كتاب المناقب مرسلا عن أبي بصير قال : رأيت رجلا يسأل أبا عبد الله عن النجوم؟ فلما خرج من عنده قلت له : هذا علم له أصل؟ قال : نعم ، قلت حدثني عنه ، قال : أحدثك عنه بالسعد ولا أحدثك بالنحس ، إن الله جل اسمه فرض صلاة الفجر لأول ساعة ، فهو فرض وهي سعد ، وفرض الظهر لسبع ساعات وهو فرض وهي سعد ، وجعل العصر لتسع ساعات فهو فرض وهي سعد ، والمغرب لأول ساعة من الليل وهو فرض وهي سعد ، والعتمة لثلاث ساعات وهو فرض وهي سعد(١) .

أقول : يدل على أن أصله حق ولا ينبغي طلبه وتحصيله والنظر فيه ، إلا

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب : ج ٤ ص ١٧.

٤٨٤

بقدر ما يعلم به أوقات الفرائض.

السادس والعشرون : ما رواه الصدوق في الفقيه بسند صحيح عن ابن أبي عمير أنه قال : كنت أنظر في النجوم وأعرفها وأعرف الطالع فيدخلني من ذلك شيء فشكوت ذلك إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ، فقال : إذا وقع في نفسك شيء فتصدق على أول مسكين ، ثم امض فإن الله يدفع عنك(١) .

ورواه البرقي في المحاسن ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن سفيان بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام(٢) . ويدل على أن تأثيرها من حيث التطير وتأثير النفس بها ، ويمكن دفعه بالصدقة. ويدل أخبار كثيرة على أن من تصدق بصدقة يدفع الله عنه نحس ذلك اليوم(٣) .

السابع والعشرون : ما رواه الصدوق أيضا في الفقيه بسند حسن عن عبد الملك ابن أعين قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إني قد ابتليت بهذا العلم فأريد الحاجة فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت الطالع الشر جلست ، ولم أذهب فيها وإذا رأيت الطالع الخير ذهبت في الحاجة ، فقال لي تقضي؟ قلت : نعم ، قال أحرق كتبك(٤) .

قوله عليه‌السلام : « تقضي » أي تحكم للناس بأمثال ذلك وتخبرهم بأحكام النجوم وسعودها ونحوسها ، أو بالمجهول ، أي إذا أذهبت في الطالع الخير تقضي حاجتك وتعتقد ذلك وعلى التقديرين يدل على عدم جواز النظر في النجوم ، والإخبار بأحكامها ومراعاتها ، وتأويله بأن المراد الحكم بأن للنجوم تأثيرا بعيد.

الثامن والعشرون : ما رآه علي بن إبراهيم في تفسيره بسند فيه جهالة عن أبي

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ١٧٥ باب ٦٩ ح ٣.

(٢) المحاسن ، ص ٣٤٩.

(٣) الفروع من الكافي : ج ٤ ص ٥ باب أنّ الصدقة تدفع البلاء.

(٤) من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ١٧٥ باب ٦٨ ح ١٤.

٤٨٥

عبد الرحمن السلمي أن عليا عليه‌السلام قرأ بهم الواقعة « وتجعلون شكركم أنكم تكذبون » فلما انصرف قال : إني قد عرفت أنه سيقول قائل : لم قرأ هكذا قرأتها لأني سمعت رسول الله يقرأها كذلك وكانوا إذا مطروا قالوا : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فأنزل الله « وتجعلون شكركم إنكم تكذبون »(١) .

أقول : هذا الخبر يدل على عدم جواز نسبة الحوادث إلى النجوم.

التاسع والعشرون : ما رواه الصدوق في معاني الأخبار بسند معتبر عن حمران ابن أعين عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ثلاثة من عمل الجاهلية الفخر بالأنساب والطعن في الأحساب والاستسقاء بالأنواء(٢) .

الثلاثون : ما رواه العياشي مرسلا ، عن يعقوب بن شعيب ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قوله تعالى : «ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ »(٣) قال : كانوا يمطرون بنوء كذا وبنوء كذا ، ومنها أنهم كانوا يأتون الكهان فيصدقونهم بما يقولون(٤) .

الحادي والثلاثون : ما رواه الكليني بسند فيه إرسال ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان بيني وبين رجل قسمة أرض ، وكان الرجل صاحب نجوم ، وكان يتوخى ساعة السعود فيخرج فيها وأخرج أنا في ساعة النحوس فاقتسمنا فخرج لي خير القسمين فضرب الرجل يده اليمنى على اليسرى ثم قال ما رأيت كاليوم قط ، قلت : ويل الآخر(٥) وما ذاك؟ قال : إني صاحب نجوم أخرجتك في ساعة النحوس ، وخرجت

__________________

(١) تفسير القمّيّ : ج ١ ص ٣٤٩.

(٢) معاني الأخبار : ص ٣٢٦.

(٣) سورة يوسف / ١٠٦.

(٤) التفسير للعياشى : ج ٢ ص ١٩٩ ح ٩١.

(٥) قوله : « وَيلَ الآخَرِ » من عادة العرب إذا أرادوا تعظيم المخاطب أن لا يخاطبوه ـ بويلك ـ بل يقولون ـ وَيلَ الآخَرِ ـ « قاله الرضيّ » كذا في هامش بعض النسخ.

٤٨٦

أنا في ساعة السعود ، ثم قسمنا فخرج لك خير القسمين ، فقلت : ألا أحدثك بحديث حدثني به أبي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من سره أن يدفع الله عنه نحس يوم القيامة فليفتتح يومه بصدقة ، يذهب الله بها عنه نحس يومه ومن أحب أن يذهب الله عنه نحس ليلته. فليفتتح ليلته بصدقة ، يدفع الله عنه نحس ليلته ، فقلت : إني افتتحت خروجي بصدقة فهذا خير لك من النجوم »(١) .

فهذا الخبر يدل على أنه لو كان لها نحوسة فهي تدفع بالصدقة وأنه لا ينبغي مراعاتها ، بل ينبغي التوسل في دفع أمثال ذلك بما ورد عن المعصومين من الدعاء والصدقة ، والتوكل على الله تعالى.

الثاني والثلاثون : الخبر المجهول الذي مر في الثالث والثلاثين والمائتين عن ابن سيابة ، وهو وإن كان أوله يدل على تجويز النظر فيها لكن آخره كان يشعر بالمنع لعدم الإحاطة بها لغيرهم عليهم‌السلام.

الثالث والثلاثون : الخبر الضعيف الذي مر في التاسع والستين والثلاثمائة وكان يدل على كون زحل سعدا على خلاف ما يتوهمه المنجمون.

الرابع والثلاثون : ما مر في الرابع والسبعين والأربعمائة وقد عرفت ما فيه وقد عرفت أيضا ما ينافي هذين الخبرين الذين سبقا آنفا ، وسنتكلم فيما سيأتي من الأخبار إن شاء الله تعالى.

وأنت إذا أحطت خبرا بما تلونا عليك من الأقوال والأخبار علمت أن القول باستقلال النجوم في تأثيرها كفر وخلاف لضرورة الدين ، وأن القول بالتأثير

__________________

(١) الفروع من الكافي : ج ٤ ص ٦ ـ ٧ ، ح ٩.

٤٨٧

٥٠٩ ـ حميد بن زياد ، عن أبي العباس عبيد الله بن أحمد الدهقان ، عن علي بن الحسن الطاطري ، عن محمد بن زياد بياع السابري ، عن أبان ، عن صباح بن سيابة ، عن المعلى بن خنيس قال ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم وسدير وكتب غير واحد

الناقص إما كفر أو فسق ، وأن تعلم النجوم وتعليمها والنظر فيها مع عدم اعتقاد تأثيرها أصلا مختلف فيه ، وقد ظهر لك قوة أخبار المنع وكثرتها أو ضعف أخبار الجواز وعدم دلالة أكثرها مع تأيد الأخبار الأولة بما يدل على المنع عن القول بغير علم ، وبما ورد في الحث على الدعاء والصدقة وأنهما وسائر أبواب البر مما تدفع البلايا ، وبأن الأئمة لم ينقل عنهم مراعاة الساعات والنظرات في الأعمال ، وما ورد في خصوص السفر والتزويج من رعاية خصوص العقرب والمحاق لا يدل على مراعاة جميع الساعات ، والنظرات في جميع الأعمال وإنما عدلنا عن الإيجاز هنا إلى الإطناب لأن كثيرا من أهل عصرنا تقربوا إلى الأمراء والحكام بتجويز ذلك وصار ذلك سببا لتدين أكثر الخلق واعتقادهم صحته ، ولزوم مراعاته ، وفي بالي إن وفقني الله تعالى أن أكتب في ذلك رسالة مفردة ، أذكر فيها وجوه الاستدلال من كل خبر ، وأبين ما يصلح منها للعمل ، وأشرحها ليظهر المراد منها ، وفيما ذكرنا كفاية لمن تفكر ونظر فيها بعين الإنصاف ، وجانب التكلف والتصلف والاعتساف.

الحديث التاسع والخمسمائة : مجهول.

والظاهر أن عبيد الله هو عبيد الله أحمد بن نهيك الذي وثقة النجاشي(١) وهو المكنى بأبي العباس ، وذكر الشيخ أنه روى عنه كتبه حميد ، لكنه غير مشهور بالدهقان والمشتهر به هو عبيد الله بن عبد الله(٢) .

__________________

(١) رجال النجاشيّ : ص ٢٣٢ ـ الرقم ٦١٥.

(٢) نفس المصدر : ص ٢٣١ ـ الرقم ٦١٤.

٤٨٨

إلى أبي عبد الله عليه‌السلام حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس بأنا قد قدرنا أن يئول هذا الأمر إليك فما ترى قال فضرب بالكتب الأرض ثم قال أف أف ما أنا لهؤلاء بإمام أما يعلمون أنه إنما يقتل السفياني.

٥١٠ ـ أبان ، عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ » قال هي بيوت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

٥١١ ـ أبان ، عن يحيى بن أبي العلاء قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول درع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات الفضول لها حلقتان من ورق في مقدمها وحلقتان من ورق في مؤخرها

قوله عليه‌السلام: « حين ظهرت المسودة » أي أصحاب أبي مسلم المروزي ، لأنهم كانوا يلبسون السواد.

قوله عليه‌السلام: « ما أنا لهؤلاء بإمام » أي إنهم لاستعجالهم ، وعدم التسليم لإمامهم خارجون عن شيعته والمقتدين به.

قوله عليه‌السلام: « إنما يقتل السفياني » أي إما يعلمون أن القائم يقتل السفياني الخارج قبله كما يظهر من كثير من الأخبار أنه عليه‌السلام يقتله ، أو أما يعلمون أن من علامات ظهور دولة أهل البيت قتل السفياني قبل ذلك ، والسفياني لم يخرج ، ولم يقتل بعد فكيف يصح لنا الخروج والجهاد.

الحديث العاشر والخمسمائة : موثق. إذ الظاهر أنمحمد بن زياد هو ابن أبي عمير.

ويدل على أن المراد بالبيوت البيوت الصورية ، وبعض الأخبار يدل على أن المراد بها البيوت المعنوية كما هو الشائع بين العرب والعجم ، ولا يأباه هذا الخبر أيضا وقد بسطنا الكلام في ذلك في بحار الأنوار(١) .

الحديث الحادي عشر والخمسمائة : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « ذات الفضول » قال الجزري : فيه « أن اسم درعه عليه الصلاة

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٥٢ ص ١٧١ ـ ٢٨٨.

٤٨٩

وقال لبسها علي عليه‌السلام يوم الجمل.

٥١٢ ـ أبان ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال شد علي عليه‌السلام على بطنه يوم الجمل بعقال أبرق نزل به جبرئيل عليه‌السلام من السماء وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يشد به على بطنه إذا لبس الدرع.

٥١٣ ـ أبان ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال إن عثمان قال للمقداد أما والله لتنتهين أو لأردنك إلى ربك الأول قال فلما حضرت المقداد الوفاة قال لعمار أبلغ عثمان عني أني قد رددت إلى ربي الأول.

٥١٤ ـ أبان ، عن فضيل وعبيد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال لما حضر محمد بن أسامة الموت دخلت عليه بنو هاشم فقال لهم قد عرفتم قرابتي ومنزلتي منكم وعلي دين

والسلام كانت ذات الفضول » وقيل ذو الفضول لفضلة كان فيها وسعة(١) .

والورق بكسر الراء وقد تسكن ـ : الفضة ، ويدل على جواز استعمال أمثال ذلك من الفضة في ملابس الحرب أو مطلقا.

الحديث الثاني عشر والخمسمائة : موثق.

قوله عليه‌السلام: « أبرق » قال الجوهري : الأبرق : الحبل الذي فيه لونان(٢) .

الحديث الثالث عشر والخمسمائة : موثق.

قوله : « لتنتهين » أي عما كان يقول من حقية أمير المؤمنين وخلافته ، وغصب الثلاثة وكفرهم وبدعهم.

قوله : « إلى ربك الأول » أي الرب تعالى ، أو الصنم الذي كانوا يعبدونه قبل الإسلام ، وفي قول مقداد رضي‌الله‌عنه الأول متعين ، وعلى التقديرين تهديد له بالقتل.

الحديث الرابع عشر والخمسمائة : موثق.

__________________

(١) النهاية : ج ٣ ص ٤٥٦.

(٢) الصحاح : ج ٤ ص ١٤٤٩.

٤٩٠

فأحب أن تضمنوه عني فقال علي بن الحسين عليه‌السلام ـ أما والله ثلث دينك علي ثم سكت وسكتوا فقال علي بن الحسين عليه‌السلام علي دينك كله ثم قال علي بن الحسين عليه‌السلام أما إنه لم يمنعني أن أضمنه أولا إلا كراهية أن يقولوا سبقنا.

٥١٥ ـ أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال كانت ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله القصواء إذا نزل عنها علق عليها زمامها قال فتخرج فتأتي المسلمين قال فيناولها الرجل الشيء ويناوله هذا الشيء فلا تلبث أن تشبع قال فأدخلت رأسها في خباء سمرة بن جندب فتناول عنزة فضرب بها على رأسها فشجها فخرجت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فشكته.

٥١٦ ـ أبان ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إن مريم عليها‌السلام حملت بعيسى عليه‌السلام تسع ساعات كل ساعة شهرا.

الحديث الخامس عشر والخمسمائة : موثق.

« له القصواء » قال الجزري : في الحديث « أنه خطب على ناقته القصواء » وهو لقب ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والقصواء : الناقة التي قطع طرف أذنها ، وكل ما قطع من الأذن فهو جدع فإذا بلغ الربع فهو قصو ، وإذا جاوزه فهو عضب ، ولم تكن ناقة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قصواء وإنما كان هذا لقبا لها ، وقيل : كانت مقطوعة الأذن(١) .قوله عليه‌السلام: « فشكته » إما باللسان ، أو بالإشارات ، وعلى التقديرين فهو من معجزاته.

الحديث السادس عشر والخمسمائة : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « تسع ساعات » أقول : هذا أحد الأقوال فيه ، وقيل : تسعة أشهر وهو قول النصارى ، وقيل : ثمانية أشهر ، وقيل : ستة أشهر ، وقيل : ثلاث ساعات وقيل : ساعة واحدة وظاهر الآية ينفي القولين الأوسطين ، حيث قال تعالى : «فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا » إذ الفاء تدل على التعقيب بلا تراخ.

__________________

(١) النهاية : ج ٤ ص ٧٥.

٤٩١

٥١٧ ـ أبان ، عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إن المغيرية يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة فقال كذبوا هذا اليوم لليلة الماضية إن أهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال قالوا قد دخل الشهر الحرام.

٥١٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن سلار أبي عمرة

الحديث السابع عشر والخمسمائة : موثق.

قوله : « إن المغيرية » أي أتباع مغيرة بن سعيد البجلي.

قوله عليه‌السلام: « إن أهل بطن نخلة » إشارة إلى ما ذكره المفسرون والمؤرخون إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث عبد الله بن جحش معه ثمانية رهط من المهاجرين ، وقيل اثني عشر وأمره أن ينزل نخلة بين مكة والطائف فيرصد قريشا ويعلم أخبارهم فانطلقوا حتى هبطوا نخلة ، فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي عير تجارة قريش في آخر يوم جمادى الآخرة وكانوا يرون أنه من جمادى ، وهو رجب ، فاختصم المسلمون ، فقال : قائل منهم هذه غرة من غدر وغنم رزقتموه ، فلا ندري أمن الشهر الحرام هذا اليوم أم لا؟ فقال قائل منهم : لا نعلم هذا اليوم إلا من الشهر الحرام ، ولا نرى أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه وغنموا عيره ، فبلغ ذلك كفار قريش فركب وفدهم حتى قدموا على النبي فقالوا : أيحل القتال في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ » الآية(١) ويظهر من هذا الخبر كما يظهر من بعض السير أنهم إنما فعلوا ذلك بعد علمهم بكونه من شهر رجب بأن رأوا الهلال واستشهاده عليه‌السلام بأن الصحابة حكموا بعد رؤية الهلال بدخول رجب ، فالليل سابق على النهار ، ويحسب معه يوما(٢) .

الحديث الثامن عشر والخمسمائة : مجهول.

__________________

(١) البقرة : ٢١٨.

(٢) مجمع البيان : ج ٢ ص ٣١٢.

٤٩٢

عن أبي مريم الثقفي ، عن عمار بن ياسر قال بينا أنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن الشيعة الخاصة الخالصة منا أهل البيت فقال عمر يا رسول الله عرفناهم حتى نعرفهم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما قلت لكم إلا وأنا أريد أن أخبركم ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنا الدليل على الله عز وجل وعلي نصر الدين ومناره أهل البيت وهم المصابيح الذين يستضاء بهم فقال عمر يا رسول الله فمن لم يكن قلبه موافقا لهذا فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما وضع القلب في ذلك الموضع إلا ليوافق أو ليخالف فمن كان قلبه موافقا لنا أهل البيت كان ناجيا ومن كان قلبه مخالفا لنا أهل البيت كان هالكا.

٥١٩ ـ أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن قتيبة الأعشى قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول عاديتم فينا الآباء والأبناء والأزواج وثوابكم على الله عز وجل أما إن أحوج ما تكونون إذا بلغت الأنفس إلى هذه وأومأ بيده إلى حلقه.

٥٢٠ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن داود بن سليمان الحمار ، عن سعيد بن يسار قال استأذنا على أبي عبد الله عليه‌السلام أنا والحارث بن المغيرة

قوله عليه‌السلام: « إن الشيعة الخاصة » أي من يتابعني في جميع أقوالي وأفعالي ليس إلا من أهل بيتي أو شيعتنا أهل البيت إذا كانوا خالصين لنا ومن خواصنا فهم لشدة ارتباطهم بنا كأنهم منا ، والأخير أظهر ، والأول أوفق بالتفسير الذي ذكره.

قوله : « ومنارة أهل البيت » المنارة : علم الطريق ، وما يوضع فوقها السراج أي هو العلم الذي يقتدي أهل البيت به ، ويهتدون بأنوار علمه ، وأهل البيت هم الذين يستضيء بهم سائر الخلق.

قوله عليه‌السلام: « إلا ليوافق » أي ليعلم به الموافق والمخالف.

الحديث التاسع عشر والخمسمائة : صحيح.

قوله عليه‌السلام: « إن أحوج ما تكونون » أي إلى ولايتنا.

الحديث العشرون والخمسمائة : موثق.

٤٩٣

النصري ومنصور الصيقل فواعدنا دار طاهر مولاه فصلينا العصر ثم رحنا إليه فوجدناه متكئا على سرير قريب من الأرض فجلسنا حوله ثم استوى جالسا ثم أرسل رجليه حتى وضع قدميه على الأرض ثم قال الحمد لله الذي ذهب الناس يمينا وشمالا فرقة مرجئة وفرقة خوارج وفرقة قدرية وسميتم أنتم الترابية ثم قال بيمين منه أما والله ما هو إلا الله وحده لا شريك له ورسوله وآل رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وشيعتهم كرم الله وجوههم وما كان سوى ذلك فلا كان علي والله أولى الناس بالناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقولها ثلاثا.

٥٢١ ـ عنه ، عن أحمد ، عن علي بن المستورد النخعي عمن رواه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إن من الملائكة الذين في سماء الدنيا ليطلعون على الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد عليهم‌السلام فيقولون أما ترون هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمد عليه‌السلام فتقول الطائفة الأخرى من الملائكة «ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ».

٥٢٢ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عمر بن حنظلة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال يا عمر لا تحملوا على شيعتنا وارفقوا بهم فإن الناس لا يحتملون

الحديث الحادي والعشرون والخمسمائة : مجهول.

الحديث الثاني والعشرون والخمسمائة : حسن كالصحيح ، وقد يعد صحيحا.

قوله عليه‌السلام: « لا تحملوا على شيعتنا » أي لا تكلفوا أوساط الشيعة بالتكاليف الشاقة في العلم والعمل ، بل علموهم وادعوهم إلى العمل برفق ليكملوا ، فإنهم لا يحتملون من العلوم والأسرار وتحمل المشاق في الطاعات ما تحتملون.

وقيل : المراد التحريض على التقية ، أي لا تحملوا الناس بترك التقية على رقاب شيعتنا وارفقوا بهم ، أي بالمخالفين ، فإنهم لا يصبرون على أذاكم كما تصبرون عنهم ، ولا يخفى بعده ، وفي بعض النسخ [ ما يحملون ] بصيغة الغيبة ، فيحتمل أن يكون المراد على ما ذكرنا أولا ، أن الناس أي المخالفين لا يحملون من العلوم

٤٩٤

ما تحملون.

٥٢٣ ـ محمد بن أحمد القمي ، عن عمه عبد الله بن الصلت ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان ، عن حسين الجمال ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : «رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ »(١) قال هما ثم قال وكان فلان شيطانا.

٥٢٤ ـ يونس ، عن سورة بن كليب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : «رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ » قال يا سورة هما والله هما ثلاثا والله يا سورة إنا لخزان علم الله في السماء وإنا لخزان علم الله في الأرض.

٥٢٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن سليمان

ما يحمله هؤلاء الضعفاء من الشيعة ، فكذلك هؤلاء الضعفاء لا يحملون ما تحملون أنتم.

الحديث الثالث والعشرون والخمسمائة : مجهول ، ويحتمل أن يكونالجمال ، حسين بن أبي سعيد المكاري ، فالخبر حسن ، أو موثق.

قوله عليه‌السلام: « هما » أي أبو بكر وعمر والمراد بـ« فلان » عمر أي الجن المذكور في الآية عمر ، وإنما سمي به لأنه كان شيطانا ، إما لأنه كان شرك شيطان لكونه ولد زناء أو لأنه كان في المكر والخديعة كالشيطان ، وعلى الأخير يحتمل العكس بأن يكون المراد بفلان أبا بكر.

الحديث الرابع والعشرون والخمسمائة : مجهول ، ويمكن أن يعد حسنا لأن الظاهر أن سورة هو الأسدي.

قوله عليه‌السلام: « إنا لخزان علم الله في السماء » أي بين أهل السماء والأرض أو العلوم السماوية والأرضية.

الحديث الخامس والعشرون والخمسمائة : صحيح.

__________________

(١) سورة فصّلت : ٢٩.

٤٩٥

الجعفري قال سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول في قول الله تبارك وتعالى : «إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ »(١) قال يعني فلانا وفلانا وأبا عبيدة بن الجراح.

٥٢٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل وغيره ، عن منصور بن يونس ، عن ابن أذينة ، عن عبد الله بن النجاشي قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول في قول الله عز وجل : «أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً »(٢) يعني والله فلانا وفلانا : «وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً »(٣) يعني والله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا عليه‌السلام مما صنعوا أي لو جاءوك بها يا علي فاستغفروا الله مما صنعوا واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما : «فَلا وَرَبِّكَ

قوله تعالى : « إِذْ يُبَيِّتُونَ » يقال : بيت أمرا ، أي دبره ليلا ، وفلان أبو بكر وعمر.

وروى العياشي عن عمر بن صالح ، الأول والثاني وأبو عبيدة بن الجراح(٤) وهو إشارة إلى ما دبر هؤلاء في أن لا تكون الخلافة لعلي عليه‌السلام ، وكتبوا بذلك صحيفة عند الكعبة ، وتعاقدوا على ذلك ، فأنزل الله تعالى تلك الآيات وأخبر نبيه بذلك وقد أوردناه مشروحا في كتاب بحار الأنوار(٥) .

الحديث السادس والعشرون والخمسمائة : ضعيف.

قوله تعالى : « فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ » أي عن عقابهم لمصلحة في استبقائهم أو عن قبول معذرتهم وفي بعض النسخ[ وما أرسلناك رسولا إلا لتطاع ] وكأنها كانت هكذا في مصحفهم عليهم‌السلام وفي بعضها كما في القرآن.

قوله عليه‌السلام: « يعني والله النبي وعليا » أي المراد بالرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فيقوله تعالى «وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ » النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والمخاطب فيقوله «جاؤُكَ » علي عليه‌السلام

__________________

(١) سورة النساء : ١٠٨.

(٢) سورة النساء : ٦٣.

(٣) سورة النساء : ٦٣.

(٤) تفسير العيّاشيّ : ج ١ ص ٢٧٥.

(٥) بحار الأنوار : ج ٣٧ ص ١١٤.

٤٩٦

«لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ »(١) فقال أبو عبد الله عليه‌السلام هو والله علي بعينه «ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ » على لسانك يا رسول الله يعني به من ولاية علي «وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً » لعلي.

٥٢٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول ربما رأيت الرؤيا فأعبرها والرؤيا على ما تعبر.

٥٢٨ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن الحسن بن جهم قال سمعت

ولو كان المخاطب الرسول لكان الظاهر أن يقول « واستغفرت لهم » وفي بعض نسخ تفسير العياشي يعني والله عليا عليه‌السلام(٢) وهو أظهر.

قوله عليه‌السلام: « هو والله على » أي المخاطب ، أو المراد بما شجر بينهم ما شجر بينهم في أمر علي عليه‌السلام وخلافته ، والأول أظهر ، وروى علي بن إبراهيم في تفسيره ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ » يا علي «فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً » هكذا نزلت ثم قال «فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ » يا علي «فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ » يعني فيما تعاهدوا وتعاقدوا عليه بينهم من خلافك وغصبك «ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ » عليهم يا محمد على لسانك من ولايته ، ويسلموا تسليما لعلي عليه‌السلام.(٣) قوله : « مما قضيت على لسانك » ظاهره أنه كان في مصحفهم عليهم‌السلام على صيغة المتكلم ، ويحتمل أن يكون بيانا لحاصل المعنى ، أي المراد بقضاء الرسول ما يقضي الله على لسانه.

الحديث السابع والعشرون والخمسمائة : صحيح.

قوله : « ما تعبر عنه » أي تقع مطابقة لما عبرت به.

الحديث الثامن والعشرون والخمسمائة : موثق.

__________________

(١) سورة النساء : ٦٣.

(٢) تفسير القمّيّ : ج ١ ص ١٤٢.

(٣) تفسير العيّاشيّ : ج ١ ص ٢٥٥.

٤٩٧

أبا الحسن عليه‌السلام يقول الرؤيا على ما تعبر فقلت له إن بعض أصحابنا روى أن رؤيا الملك كانت أضغاث أحلام فقال أبو الحسن عليه‌السلام إن امرأة رأت على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن جذع بيتها قد انكسر فأتت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقصت عليه الرؤيا فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقدم زوجك ويأتي وهو صالح وقد كان زوجها غائبا فقدم كما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم غاب عنها زوجها غيبة أخرى فرأت في المنام كأن جذع بيتها قد انكسر فأتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقصت عليه الرؤيا فقال لها يقدم زوجك ويأتي صالحا فقدم على ما قال ثم غاب زوجها ثالثة فرأت في منامها أن جذع بيتها قد انكسر فلقيت رجلا أعسر فقصت عليه الرؤيا فقال لها الرجل السوء يموت زوجك قال فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال ألا كان عبر لها خيرا.

قوله : « كانت أضغاث أحلام » أي لم تكن لها حقيقة ، وإنما وقعت كذلك لتعبير يوسف عليه‌السلام ، وإنما أورد الراوي تلك الرواية تأييدا لما ذكره عليه‌السلام.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « يقدم زوجك » لعله صلى‌الله‌عليه‌وآله عبر انكسار أسطوانة بيتها بفوات ما كان لها من التمكن ، والاستقلال والتصرف في غيبته.

قوله عليه‌السلام: « رجلا أعسر » قال الفيروزآبادي : يوم عسر وعسير وأعسر شديد أو شؤم وأعسر يسر يعمل بيديه جميعا فإن عمل بالشمال فهو أعسر انتهى.(١)

والمراد هنا الشؤم أو من يعمل باليسار فإنه أيضا مشوم ، ويظهر من روايات المخالفين إن هذا الأعسر كان أبا بكر ولعله عليه‌السلام لم يصرح باسمه تقية.

قال في النهاية : فيه امرأة أتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت رأيت كان جائز بيتي انكسر فقال : يرد الله غائبك فرجع زوجها ثم غاب فرأت مثل ذلك فأتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم تجده ووجدت أبا بكر فأخبرته ، فقال : يموت زوجك ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال هل قصصتها على أحد؟ قالت : نعم ، قال : هو كما قيل لك الجائز : الخشبة التي توضع عليها أطراف العوارض في سقف البيت.(٢)

__________________

(١) القاموس : ج ٢ ص ٩١.

(٢) النهاية : ج ١ ص ٣١٤.

٤٩٨

٥٢٩ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن غالب ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أن رسول الله كان يقول إن رؤيا المؤمن ترف بين السماء والأرض على رأس صاحبها حتى يعبرها لنفسه أو يعبرها له مثله فإذا عبرت لزمت الأرض فلا تقصوا رؤياكم إلا على من يعقل.

٥٣٠ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن القاسم بن عروة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الرؤيا لا تقص إلا على مؤمن خلا من الحسد والبغي.

٥٣١ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبان بن عثمان ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال كان على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل يقال له ذو النمرة وكان من أقبح الناس وإنما سمي ذو النمرة من قبحه فأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال يا رسول الله أخبرني ما فرض الله عز وجل علي فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فرض الله عليك سبع عشرة ركعة في اليوم والليلة وصوم شهر رمضان إذا أدركته والحج إذا استطعت إليه سبيلا والزكاة وفسرها له فقال والذي بعثك بالحق نبيا ما أزيد ربي على ما فرض علي شيئا فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يا ذا النمرة فقال كما خلقني قبيحا قال فهبط جبرئيل عليه‌السلام على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال يا رسول الله إن ربك يأمرك

الحديث التاسع والعشرون والخمسمائة : حسن. ولا يقصر عن الصحيح.

قوله : « ترفرف » رف الطائر أي بسط جناحيه كرفرف والرفرفة تحريك الظليم جناحيه حول الشيء يريد أن يقع عليه ، وفي تشبيه الرؤيا بالطير وإثبات الرفرفة له وترشيحه بالقص ، الذي هو قطع الجناح وبلزوم الأرض ، لطائف لا تخفى.

الحديث الثلاثون والخمسمائة : مجهول.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « خلا من الحسد والبغي » أي ليعبرها بخير.

الحديث الحادي والثلاثون والخمسمائة : مرسل.

قوله عليه‌السلام: « سمي ذو النمرة من قبحه » النمرة النكتة من أي لون كان ، و

٤٩٩

أن تبلغ ذا النمرة عنه السلام وتقول له يقول لك ربك تبارك وتعالى أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيل عليه‌السلام يوم القيامة فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا ذا النمرة هذا جبرئيل يأمرني أن أبلغك السلام ويقول لك ربك أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيل فقال ذو النمرة فإني قد رضيت يا رب فو عزتك لأزيدنك حتى ترضى.

( حديث الذي أحياه عيسى عليه‌السلام )

٥٣٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة ، عن أبان بن تغلب وغيره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه سئل هل كان عيسى ابن مريم أحيا أحدا بعد موته حتى كان له أكل ورزق ومدة وولد فقال نعم إنه كان له صديق مواخ له في الله تبارك وتعالى وكان عيسى عليه‌السلام يمر به وينزل عليه وإن عيسى غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه فخرجت إليه أمه فسألها عنه فقالت مات يا رسول الله فقال أفتحبين أن تراه قالت نعم فقال لها فإذا كان غدا فآتيك حتى أحييه لك بإذن الله تبارك وتعالى فلما كان من الغد أتاها فقال لها انطلقي معي إلى قبره فانطلقا حتى أتيا قبره فوقف عليه عيسى عليه‌السلام ثم دعا الله عز وجل فانفرج القبر وخرج ابنها حيا فلما رأته أمه ورآها بكيا فرحمهما عيسى عليه‌السلام فقال له عيسى أتحب أن تبقى مع أمك في الدنيا فقال يا نبي الله بأكل ورزق ومدة أم بغير أكل ولا رزق ولا مدة فقال له عيسى عليه‌السلام بأكل ورزق ومدة وتعمر عشرين سنة وتزوج ويولد لك قال نعم إذا قال فدفعه عيسى إلى أمه فعاش عشرين سنة وتزوج

كأنه كان قبحه لعلامات في وجهه.

الحديث الثاني والثلاثون والخمسمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « أن تريه » بفتح الراء ، حذفت النون من الواحدة المخاطبة للناصب وفي المشهور لا يشبع الضمير كإليه وعليه ، والإشباع طريق ابن كثير.

قوله : « أم بغير أكل » أي مدة قليلة.

٥٠٠