تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ١

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم 0%

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم مؤلف:
المحقق: أحمد علي مجيد الحلّي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 683

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم

مؤلف: آية الله السيّد جعفر بحر العلوم
المحقق: أحمد علي مجيد الحلّي
تصنيف:

الصفحات: 683
المشاهدات: 3124
تحميل: 214

توضيحات:

الجزء 1
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 683 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 3124 / تحميل: 214
الحجم الحجم الحجم
تحفة العالم في شرح خطبة المعالم

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء 1

مؤلف:
العربية

وفي ترجمة محمّد بن أورمه ما يقويه ، لاسيَّما أنه صنف كتاباً في ّالرد على الغُلاة ، وورد عن الهاديعليه‌السلام : «أنّه برئ ممَّا قذف به ، ومع ذلك كانوا يرمونه بالغلوّ»(١) .

رجال الشيخ الطوسي بعد فهرسته

وتوثيق الشيخ له في (رجاله) لا يعارضه تضعيفه في (الفهرست) ، فإنّ تصنيف الرجال مؤخّر عن (الفهرست) ، فيكون التوثيق فيه دليلاً على إعراضه عمّا في (الفهرست) فيحكم بموثقية حديثه ، بناءً على أنّ التعارض بين التوثيق المذكور وبين ما ذكره الغضائري من تعارض العموم والخصوص مطلقاً ؛ إذ لفظ (ثقة) ظاهر في كون الرجل : إمامياً عادلاً ضابطاً ، فعند التعارض بالتصريح على فساد العقيدة يحمل على أن المراد : الموثَّقية ، مع أنَّ الَّذي يظهر من تتبُّع الأخبار الصادرة عن سهل انتفاء الغلوّ عنه ، ولعلَّ نسبة الغلوّ إليه وإلى أضرابه من قبيل ما قيل : من أنَّ الظاهر من القدماء ـ لاسيَّما القمييّن منهم ـ أنّهم كانوا يعتقدون للأئمة منزلة خاصة ، وكانوا يعدون التعدّي عنها ارتفاعاً وغلواً ، مع أنَّ ما سمعته من النجاشي في ترجمته من أنّ له كتاب (التوحيد)(٢) ينافي المصير إلى الغلوّ بالمعنى المردود ، مع أن الظاهر منه : أن نسبته إلى الغلوّ وأمثاله من فساد العقيدة غير محقّقة عنده ، بل من حيث ذكره ابن عیسی.

__________________

(١) رجال النجاشی : ٣٢٩ رقم ۸۹١.

(٢) رجال النجاشي : ١۸٥ رقم ٤۹۰.

٤٤١

وممّا يدل على مدحه أيضاً : أنَّه ممَّن كاتب العسكريعليه‌السلام لاسيَّما على يد محمّد بن عبد الحميد الَّذي وثَّقه النجاشي(١) ، والعلَّامة(٢) ، وأنه يروي عن ثلاثة من الأئمة : الجوادعليه‌السلام ، والهاديعليه‌السلام ، والعسكريعليه‌السلام ، كما في رجال الشيخرحمه‌الله (٣) .

وقال جدّي بحر العلومرحمه‌الله : (وأمّا سهل ، فقد اشتهر ضعفه ، ولا يخلو من نظر ؛ لتوثيق الشيخ ، ولكونه كثير الرواية جداً ، وعندهم أن ذلك من علامات الوثاقة ، بل من أدلَّتها ، ولأن رواياته سديدة مقبولة مفتى بها ، ولرواية الأجلاء عنه ، ولعدم تأمُّل المفيد فيه ؛ حيث ذكر في رسالة الردّ على الصدوق حديثاً دالّاً على مطلوب الصدوق رحمه‌الله وسهل في سنده ، وطعن عليه بوجوه كثيرة ، وبذل جهده في الطعن على ذلك ، وتشبَّث في طرحه وأنه لا أصل له بما أمكنه ، ولم يقدح في سهل بن زیاد. ولكونه من مشايخ الإجازة وهو دليل الوثاقة ) ، انتهى(٤) .

ما يدل على وثاقة الراوي

قلت : وكأنّه يشيررحمه‌الله بقوله : ولكونه كثير الرواية. إلى ما دلَّت عليه جملة من النصوص : «إعرفوا منازل الرجال منّا على قدر رواياتهم عنّا »(٥) .

وفي آخر : «اعرفوا منازل الناس على قدر رواياتهم عنّا »(٦) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ١۸٥ رقم ٤٩٠ ، ووثاقته لمحمّد بن عبد الحميد في ٣٣۹ رقم ٩٠٦.

(٢) خلاصة الأقوال : ٢٥٧ رقم ۸٤.

(٣) رجال الطوسی : ٣٧٥ رقم ٥٥٥٦ / ١ ، ٣٨٧ رقم ٥٦٩٩ / ٤ ، ٣٩٩ رقم ٥٨٥١ / ٢.

(٤) الفوائد الرجالية ٣ : ٢١.

(٥) وسائل الشيعة ٢٧ : ١٤۹ ح ٣٣٤٥٢ / ٣٧ والمؤلفرحمه‌الله ذكره بالمعنى وما أثبتناه من المصادر الحديثية.

(٦) وسائل الشيعة ٢٧ : ٧۹ ح ٣٣٢٥٢ / ٧ والمؤلفرحمه‌الله ذكره بالمعنی وما أثبتناه من المصادر الحديثية.

٤٤٢

وممّا يدل على أن شيخية الإجازة دليل على الوثاقة كلام المجلسيرحمه‌الله في (الوجيزة) ، فإنّه بعد أن ضعّفَ سهل بن زياد المذكور ، قال : (وعندي لا يضرُّ ضعفه ؛ لكونه من مشايخ الإجازة) ، انتهى(١) .

فبعد ما سمعت كلماتهم الدالّة بعضها على القدح والآخر على المدح ، لا يبعد القول بتوثيقه ، ووثاقة أخباره بالمعنى الأعم.

جعفر بن محمّد الأشعري

وأمّا جعفر بن محمّد الأشعري فهو : جعفر بن محمّد بن عبد الله الَّذي يروي عن ابن القدّاح كثيراً ـ كما في السند أيضاً ـ أو هو جعفر بن محمّد بن عیسی [الأشعري] أخو أحمد(٢) .

وفي التعليقة : (الراجح هو الأول ، وروى عنه محمّد بن [أحمد بن] يحيى ولم تستثن رواياته من رجاله ، وفيه دليل على ارتضائه ، وحسن حاله ، بل مُشعر بوثاقتهـ كما أشرنا إليه في الفوائد ـ مضافاً إلى كونه كثير الرواية وأنهم أكثروا من الرواية عنه) ، انتهى(٣) .

[ ۹٢] ـ قالرحمه‌الله : «وعن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن جعفر بن محمّد الأشعري ، عن عبد الله بن میمون القدّاح ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ».

__________________

(١) الوجيزة في علم الرجال : ٩١ رقم ۸۸٣.

(٢) منهج المقال : ۸٤ ، وما بين المعقوفين من المصدر.

(٣) تعليقة على منهج المقال للبهبهاني : ١۰۸.

٤٤٣

محمّد بن يحيى العطار

أقول : أما محمّد بن يحيى فهو : أبو جعفر العطّار القمِّي ، الثقة ، الجليل القدر ، المشهور ، شيخ أصحابنا في زمانه ، ثقة ، عين ، كثير الحديث ، وذكر النجاشي له كتباً منها : كتاب (مقتل الحسينعليه‌السلام ) ، وكتاب (النوادر)(١) .

وقال الطريحي في (درایته) : (ويعرف أنه أبو جعفر العطّار الثقة برواية الكليني عنه ، ورواية ابنه أحمد عنه )(٢) .

أحمد بن محمّد بن عيسى

وأمّا أحمد بن محمّد فهو : أحمد بن محمّد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري ، من بني ذُخْران بالذال المعجمة المضمومة والخاء المعجمة الساكنة ، والألف والنون بعد الراء ، وما في (الإيضاح) من أنّه : بالراء والنون بعد الألف اشتباه بین ابن عوف بن الجُماهر بضم الجيم والراء بعد الهاء(٣) وابن الأشعر ، يكنّى أبا جعفر.

قال النجاشي : (أوّل من سكن (قم) من آبائه سعد بن مالك بن الأحوص ، وكان السائب بن مالك وفد إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأسلم ، وهاجر إلى الكوفة ، وأقام بها.

وأبو جعفررحمه‌الله شيخ القميين ، ووجههم ، وفقيههم ، غير مدافع ، لقي الرِّضاعليه‌السلام ، وله كتب ، ولقي أبا جعفر الثانيعليه‌السلام ، وأبا الحسن العسكري ، انتهى ما في النجاشي ملخَّصاً)(٤) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٥٣ رقم ٩٤٦.

(٢) جامع المقال : ١٢۹.

(٣) إيضاح الاشتباه : ۹۹ رقم ٥٧.

(٤) رجال النجاشي : ۸١ رقم ١۹۸.

٤٤٤

وفي (خلاصة الأقوال) : (أنّه كان ثقة ، وله كتب ذكرناها في الكتاب الكبير)(١) .

وبالجملة : فوثاقته متَّفق عليها بين الفقهاء وعلماء الرجال من غير تأمّل غميزة.

وفي المشتركات : (يعرف ابن محمّد بن عیسی بوقوعه في وسط السند ، ويروي عنه أحمد بن علي بن أبان ومحمّد بن يحيى العطار إلخ )(٢) .

واعلم : إنّا حيث التزمنا أن نذكر في شرحنا هذا ترجمة الرواة الواقعين في سلسلة سند كل رواية تعرّض لها المصنِّفرحمه‌الله ، ومن المعلوم أنّ سلسلة الرواية تنتهي إلى أحد الأئمّة الغرر والأوصياء الاثني عشر ، فلم نستجز إهمال ذكرهم ، وعدم القيام بواجب حقّهم ، وأداء مفروض خدمتهم ، فلا جرم أن أنهينا الكلام في ذلك إلى اثني عشر مقاماً :

__________________

(١) خلاصة الأقوال : ٦١ رقم ٢.

(٢) هداية المحدثین : ١٧٤.

٤٤٥
٤٤٦

المقام الأول

في أمير المؤمنينعليه‌السلام

علي بن أبي طالبعليه‌السلام ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، ولد بمكّة المشرّفة في وسط الكعبة ، يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من رجب ، سنة ثلاثين من عام الفيل على ما نقله جلّ أصحاب التاريخ. والمشهور ما بين الخاصة والعامّة أنّه ولد بين العمودين على البلاطة الحمراء(١) .

قال الصدوقرحمه‌الله : (ومن صلّى في الكعبة صلّى إلى أيِّ جوانبها شاء ، وأفضل ذلك أن يقف بين العمودين على البلاطة الحمراء ، ويستقبل الركن الَّذي فيه الحجر الأسود )(٢) .

وممَّن صرّح به صاحب (عمدة الطالب) ، وابن الصبّاغ ، ورواه الفقيه الشافعي المعروف بابن المغازلي في (المناقب)(٣) .

و [ذكره] علي بن [محمّد بن] أحمد المكّي في (الفصول المهمة) نقلاً عن کتاب (المناقب) لابن المغازلي(٤) .(٥)

__________________

(١) جمع أقوال أصحاب التواريخ في ذلك العلّامة الأمينيرحمه‌الله في كتابه الغدير ج ٦ ص ٢١ ـ ٣۹ ، وأفرد لها العلّامة الشيخ محمّد علي الأوردبادیرحمه‌الله كتاباً أسماه (علي وليد الكعبة) ، طبع عدّة طبعات أولها سنة ١٣٨٠ هـ واستدرك عليه شاکر شبع في مجلة تراثنا ع ٢٦ ص ١١ ـ ٤٣ ، فليراجع. (٢) من لا یحضره الفقیه ١ : ٢٧٤.

(٣) عمدة الطالب : ٥۸ ، الفصول المهمة ١ : ١٧١ ، المناقب لابن المغازلي : ٥۸ ح ٣.

(٤) في الأصل ، وفي المصدر ـ الفصول المهمة ـ المطبوع في دار الأضواء سنة ١٤۰۹ هـ ، وكذا المطبوع سنة ١٤٢٢ هـ بتحقیق سامي الغريري : (لأبي العالي) ، وهي مصحفة عمّا أثبتناه في المتن ، فلا حظ.

(٥) الفصول المهمة ١ : ١٧٣.

٤٤٧

[و]قال : (ولم يولد بالبيت الحرام قبله أحد سواه ، وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها ؛ إجلالاً له ، وإعلاءً لمرتبته ، وإظهاراً لمكرمته (١) (٢) .

[أحوال والديه عليه وعليهما‌السلام ]

مات أبوه أبو طالب لأربع بقين من رجب السنة العاشرة من البعثة ، وأيو طالب اسمه (عبد مناف) ، كما في رواية الصدوق في معاني الأخبار)(٣) .

وقيل : اسمه عمران ، كما في بعض زيارات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله المرويّة في (البحار) بعد قول الزائر : (السلام على اُمَّك آمنة بنت وهب ، السلام على عمّك عمران أبي طالب )(١) .

والأوّل أصح.

واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، مربّية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأوّل من هاجرت مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من النساء من مكّة إلى المدينة تمشي على قدميها. وهي التي بشّرت زوجها أبا طالب برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لها أبو طالب : (يكون

__________________

(١) في المصدر : (لمكرمته).

(٢) الفصول المهمة ١ : ١٧٢ ، وما بين المعقوفين زيادة منا لإتمام المعنی.

(٣) معاني الأخبار : ١٢١ ، وقد كتب في إيمان أبي طالبعليه‌السلام وسيرته عدّة من علمائنا الأعلام وقد استوفوا فيما كتبوا أقوال العامة والخاصة وأشهرها كتاب (الحجّة على الذاهب في إيمان أبي طالب) للسيّد فخار بن معد الموسوي المتوفّی ٦٣۰ هـ ، فليراجع.

(٤) بحار الأنوار ۹٧ : ١۸۹.

٤٤٨

لك ولد من بعد ثلاثين سنة يشبه هذا المولود في جميع أطواره وأخلاقه )(١) ، وهذه من كرامات أبي طالب(٢) .

[كُناه وألقابه وفضلهعليه‌السلام ]

وكنيته المشهورة : أبو الحسن ، وأبو تراب(٣) .

ولقبه : المرتضی ، وأمير المؤمنين(٤) .

كان هو الإمام بعد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحقّ ، وأفضل أهل العالم ، والغوث الأعظم ، وخليفة الله ، ووارث علم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لم يفارقه في مشاهده وغزواته كلّها إلّا في غزوة تبوك خلّفه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في المدينة ، وقال فيه : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي »(٥) .

وقال فيه أيضاً : «عليٌّ منّي وأنا منه »(٦) .

وقالت : «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها »(٧) .

__________________

(١) الحديث رواه الصدوق بإسناده عن ابن مسكان في معاني الأخبار ص ٤٠٣ ح ٦٨ ونصّه : «قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إن فاطمة بنت أسد ـ رحمها الله ـ جاءت إلى أبي طالب تبشره بمولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لها أبو طالب : اصبري لي سبتاً آتيك بمثله إلا النبوة ، فقال : السبت ثلاثون سنة ، وكان بين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام ثلاثون سنة».

(٢) ينظر ترجمتها في : سفينة البحار ٢ : ٣٧٥ باب (فطم) ، تنقیح المقال ٣ : ۸١ ، وعن أحوال والديهعليهما‌السلام بحار الأنوار ٣٥ : ٦۸ ـ ١۸٣ باب ٣ ففيه مجمل أحوالهما.

(٣) ينظر : تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ١٥.

(٤) ينظر : الغيبة للطوسي : ١٥۰ح ١١١.

(٥) ينظر : صحيح مسلم ٧ : ١٢۰ ـ ١٢١ ، فضائل الصحابة : ١٣ ، سنن الترمذي ٥ : ٣۰٢ ـ ٣۰٤ ، وغيرها من المصادر.

(٦) ينظر : مسند أحمد ٤ : ١٦٤ ، شرح الأخبار ١ : ۹٣ ، الخصال : ٤٩٦ ح ٥ ، وغيرها من المصادر.

(٧) ينظر : الغدير ٦ : ٦١ ـ ٨١ فإنّ مؤلِّفهرحمه‌الله أورد للحديث مائة وخمسين طريقاً.

٤٤٩

تخصيصه بتكرُّم الوجه

وفي ریحانة الألبا : (أنّ الدعاء بـ(كرّم الله وجهه) مختصٌّ بأمير المؤمنین علی بن أبي طالب ، كرَّم الله وجهه في لسان الناس ؛ لأنه أسلم صبياً ولم يسجدُ لغير الله.

قال : وقد روت الشيعة فيه أثراً ، وهو أنّ اُمّه وهي حاملة به ، كانت إذا جاءت الصنم أحسّت بتحويل وجهه عنه في بطنها. ولم نر فيه نقلاً لغيرهم(١) ) ، انتهى(٢) .

الجفر والجامعة من مؤلفاتهعليه‌السلام

وكان المسلمون قاطبة في المسائل المشكلة يقتبسون من مشكاة أنواره ، وقد جُمِعَ من كلمات حكمته وآياته ما يشبه كتاب الله العزيز ، کنهج البلاغة(٣) وکتاب الوصایا(٤) ، وكتاب نثر اللآلي(٥) الَّذي جمعه الحسن بن بشر الآمدي ، ودیوان شعره الَّذي قد شرحه جملة من الأكابر من العامّة والخاصة. وفي جملة

__________________

(١) روى هذا الحديث أحمد بن منصور الكازروني في كتابه مفتاح الفتوح المؤلّف سنة ٧۰٧ هـ (مخطوط) [ينظر : نفحات الأزهار ١۰ : ١٧۹) ، وتبعه الشبلنجی في نور الأبصار ص ٧٦ وهما من علماء الجماعة ، ونسبة روايته إلى الشيعة افتراء محض ، وهم براء من هذا القول ، وهذه كتبهم تشهد بذلك فهي في كتبهم مربية الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله والموصوفة بلسانه بالأم ، وهي أجل من أن تسجد لصنم ، وما هذا القول إلا شنشنة ؛ لكونها أم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

(٢) ريحانة الألبا ١ : ٤٣٤ رقم ٦٩.

(٣) نهج البلاغة : جمعه السيِّد محمّد بن الحسين المشهور بالشريف الرضي ت ٤۰٣ هـ.

(٤) كتاب الوصايا ، أي : وصاياهعليه‌السلام لعدّة من العلماء ، وأورد بعضها الكليني في كتابه (الرسائل).

(٥) نثر اللآلي : هو في الكلمات القصار من كلامهعليه‌السلام بترتیب حروف الهجاء كلها ٢٥۸ كلمة قصيرة جمعها أمين الإسلام الطبرسي المفسِّر الفضل بن الحسن ت ٥٤٨ هـ. (ينظر : الذريعة ٢٤ : ٥٣ رقم ٢٦٢)

وللشيخ أبي الفتح عبد الواحد بن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد الآمدي الإمامي ، المتوفّى في ٥١٠ هـ کتاب (غرر الحکم ودرر الكلم) وهو من كلامهعليه‌السلام ، وليس للحسن بن بشر الآمدي كتابٌ في ذلك ، فلاح (ینظر الذريعة ١٦ : ٣۸ رقم ١٦٤).

٤٥٠

من التواريخ أنّ المرويّ صحيحاً أنّ الجفر والجامع من تصنيفات عليّ المرتضی کرم الله وجهه.

وذكر السيِّد الشريف علي بن محمّد الجرجاني في (شرح المواقف) : (أنّ الجفر والجامعة مؤلّفان لأمير المؤمنینرضي‌الله‌عنه ، يمكن استخراج الوقائع والحوادث المتعلِّقة بالعالم من هذين المؤلّفين.

قال : ورأيت في مصر من جملته ورقة استخرجوا منها أحوال ملوك تلك المملكة) ، انتهى(١) .

والَّذي يظهر من جملة من الأخبار أنهما من خصائص الأئمّةعليهم‌السلام توجدان عندهم ، وسيأتي في أحوال الصادقعليه‌السلام ما يؤيّد ذلك فتذكر.

وفاتهعليه‌السلام بالكوفة

وتوفيعليه‌السلام بالكوفة ليلة الجمعة ، وفي (الكافي) ليلة الأحد لتسع بقين من شهر رمضان سنة ٤٠ من الهجرة ، وله من العمر ثلاث وستون سنة(٢) ، بضربة عبد الرحمن بن ملجم المرادي ، أشقى الأوّلين والآخرين ، وشقيق عاقر ناقة صالح ، وسيأتي تعيين موضع قبره الشريف.

__________________

(١) قال المحدّث الأرموي في هامش كتاب الإيضاح ص ٤٦١ : (فممن صرح بهذا المطلب المحقِّق الشريف الجرجاني فإنّه قال في مبحث العلم من شرح المواقف عند ذكر الماتن أعني القاضي عضد الدين الإيجي الجفر والجامعة (ينظر ص ٢٧٦ من طبعة بولاق سنة ١٣٦٦) ما نصه : (وهما كتابان لعليرضي‌الله‌عنه ، قَدْ ذكر فيهما على طريقة علم الحروف الحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم ، وكانت الأئمّة المعروفون من أولاده يعرفونهما ويحكمون بهما ، وفي كتاب قبول العهد الَّذي كتبه علي بن موسیرضي‌الله‌عنه إلى المأمون : إنّك قَدْ عرفت من حقوقنا ما لم يعرف آباؤك وقبلت منك عهدك إلا أن الجفر والجامعة يدلان على أنه لا يتم. ولمشايخ المغاربة نصيب من علم الحروف ينتسبون فيه إلى أهل البيت ورأیت أنا بالشام نظماً أشير فيه بالرموز إلى أحوال ملوك مصر وسمعت أنه مستخرج من ذينك الكتابین)).

(٢) ينظر : الكافي ١ : ٤٥٢ باب مولدهعليه‌السلام .

٤٥١

عدد أولاده وبناته

(فصل في ذكر أولادهعليه‌السلام : وهم كثيرون ، وقَدْ اختلفوا في عددهم ذكوراً وإناثاً غير أنا نذكر ما يلقه جهدنا في تحقيقه.

فالأوّل والثاني الحسن والحسينعليهما‌السلام .

والثالثة : زينب الكبرى ، زوجة عبد الله بن جعفر ، تکنّی أم الحسن ، ويكفي في جلالة قدرها ، ونبالة شأنها ما ورد في بعض الأخبار من أنها دخلت يوماً على الحسينعليه‌السلام وكان يقرأ القرآن ، فوضع القرآن على الأرض وقام لها إجلالاً(١) .

والرابع : محسن السقط ، قال المفيد في (الإرشاد) : وفي الشيعة من يذكر أنّ فاطمةعليها‌السلام أسقطت بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذكراً ، كان سمّاه رسول الله وهو حمل : محسناً ، فعلی قول هذه الطائفة أولاد أمير المؤمنين ثمانية وعشرون ولداً) ، انتهى(٢) .

وهذا الكلام منهرحمه‌الله يعطي عدم اعترافه بحديث المحسن وسقوطه کما لا يخفى(٣) .

والخامسة : اُمّ كلثوم ، تزوَّجها عمر كما سيأتي ، وهؤلاء الخمسة من فاطمة الزهراء عليها السلام.

والسادسة زينب الصغرى : المكنّاة أمّ كلثوم الصغرى ، اُمُّها اُمُّ سعيد ابنة عمرو بن مسعود الثقفي ، تزوجها محمّد بن عقيل فأولدها أبا محمّد عبد الله ،

__________________

(١) لم أهتد إلى مصدره وكل من ذكره من المتأخرین نقله عنه.

(٢) الإرشاد ١ : ٣٥٥.

(٣) وقد طبع أخيراً لسماحة المحقِّق السيِّد محمّد مهدي الخرسان دام ظله کتاباً خاصاً في إثباته وإثبات حادثته سماه (المحسن السبط مولودٌ أم سقط) ، وهو من مطبوعات مكتبة الروضة العلويّة في النجف الأشرف.

٤٥٢

وعلى ما في (العمدة) عبد الله كان فقيهاً ، محدِّثاً ، جليلاً ، مات بعد الأربعين من الهجرة(١) .

والسابع : محمّد بن الحنفيّة ، المكنّى بأبي القاسم ، اُمُّه خولة بنت جعفر بن قيس الحنفيّة ، أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله به قبل ولادته وسمّاه باسمه ، وكنَّاه بكنيته(٢) .

الثامن : العبَّاس الأكبر ، المعروف بقمر بني هاشم من فرط حسنه وجماله ، ويكنّى أبا الفضل ، ويلقّب بالسقّا ؛ لأنه استسقى الماء لأخيه الحسين يوم الطف ، وقتل دون أن يبلَّغه إياه ، وقبره حيث استشهد ، وكان صاحب راية الحسينعليه‌السلام في ذلك اليوم.

وقال الصادقعليه‌السلام : «كان عمّنا العبَّاس بن علي نافذ البصيرة ، صلب الإيمان ، جاهد مع أبي عبد الله ، وأبلى ًبلاء حسناً ، ومضى شهيداً ، ودمه في بني حنيفة ».

وفي (عمدة الطالب) : (أنه قتل وله من العمر أربع وثلاثون سنة )(٣) .

التاسع : عبد الله الأكبر.

العاشر : جعفر الأكبر ، يكنّى بأبي عبد الله.

الحادي عشر : عثمان الأكبر ، وهؤلاء الأربعة استشهدوا في وقعة الطف ، وهم من بطن فاطمة أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة ، وربيعة هذا هو أخو لبيد الشاعر بن عامر بن کلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، وليس من بني

__________________

(١) عمدة الطالب : ٣٢ ، وفيه : (أن أمها : أم ولد).

(٢) ينظر مناقب آل أبي طالب ٢ : ٦٧ ، کنز العمال ١٢ : ١٢۹ ، بحار الأنوار ١۸ : ١١٢ ، وغيرها.

(٣) عمدة الطالب : ٣٥٦.

٤٥٣

دارم التميميين ، وإن ذكره المفيد في (إرشاده)(١) ، ولكن ردّ عليه ابن إدريسرحمه‌الله في (السرائر)(٢) بما عرّفناك ، والقرائن توافق ما ذكره في (السرائر).

الثاني عشر : العبَّاس الأصغر ، ذكره غير واحد من أرباب التواريخ.

قال صاحب الناسخ : (إنّ بعض العلماء زعم أنّ العبَّاس بن علي استشهد في الليلة العاشرة ، مع أن أكثر أهل السير يذكرون شهادته في يوم عاشوراء ، وذلك لأن في أولاد أمير المؤمنين عبَّاسين : الأكبر ، والأصغر ، والَّذي قتل في الليلة العاشرة هو الأصغر ، سبق إلى طلب الماء فنال سعادة الشهادة في تلك الليلة )(٣) .

ويدلّ على ذلك جملة من عبارات المؤرِّخين من العامّة حيث عبّروا عن أبي الفضل بالعبَّاس الأكبر ، کسبط ابن الجوزي في (التذكرة) ، والشبلنجي في نور الأبصار) ، والشيخ أحمد شهاب الدين الشافعي في (وسيلة المآل في عدَّ مناقب الآل) وهذا الشيخ من أكابر الشافعية(٤) ، ذكره صاحب (السلافة) من مشايخ العلماء وأدباء مكّة(٥) ، وقد فرغ من تصنيف الكتاب المزبور سنة ١۰٢٢ ، وعّده صاحب (العبقات) من أجود التآليف.

__________________

(١) الإرشاد ١ : ٣٥٤.

(٢) السرائر ١ : ٦٥٦.

(٣) ناسخ التواريخ (المعرب) ٢ : ٤٣١.

(٤) تذکرة الخواص ١ : ٦٦٣ ، نور الأبصار : ١۰٣ ، وسيلة المال (مخطوط) ، وبذلك ذُكِر في : أنساب الاشراف : ١۹٢ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ۹۰ ، ذخائر العقبی : ١١٧ ، تهذيب الكمال ٢۰ : ٤٧۹ ، المجدي في أنساب الطالبيين : ١٥ ، تاريخ الإسلام ٥ : ٢١.

(٥) ينظر ترجمته في : سلافة العصر : ٢۰٤ ـ ٢١٣.

٤٥٤

وممّا ذكرنا يظهر ضعف من وصف أبا الفضل بأنه كان شاباً أمردَ ، بين عينيه أثر السجود ، كما في (الدمعة الساكبة)(١) ، مع أنَّه قَدْ عرفت تصريحهم ، كما في (عمدة الطالب) بأنّه قُتل وله من العمر أربع وثلاثون سنة(٢) .

فمن المحقِّق أنّ هذا وصف عبَّاس الأصغر.

الثالث عشر : محمّد الأصغر ، اُمّه اُمُّ ولد قُتل بالطف.

الرابع عشر : أبو بكر ، لم يعرف اسمه ، من شهداء الطف ، أمه لیلی بنت مسعود النهشلي ، ولعلَّها هي التي قال المفيدرحمه‌الله في (رسالة المتعة) : (وروی ابن بابویه بإسناده أنّ علياً عليه‌السلام نكح امرأة بالكوفة من بني نهشل متعةً) (٣) .

الخامس عشر : يحيى ، اُمُّه أسماء بن عمیس الخثعمية ، توفّي في حياة أبيه.

السادس عشر : عون ، وهو شقيق يحيی واستشهد في الطف.

السابع عشر : عبيد الله ، وهو شقيق أبي بكر المتقدم ، قُتل في محاربة مصعب بن الزبير مع المختار ، وقبره في المذار من سواد البصرة ، وأهل البطائح يعظّمون مرقده ، ويأتون إلى زيارته ، ومصعب كان يشنَّع على المختار ويقول له : أنت قتلت ابن الإمام.

قال ابن إدريس في مزار (السرائر) : (وقد ذهب شيخنا المفيد في كتاب (الإرشاد) ، إلى أن عبيد الله بن النهشلية ، قتل بكربلاء مع أخيه الحسين عليه‌السلام وهذا خطأ محض ، بلا مراء ؛ لأَن عبيد الله بن النهشلية ، كان في جيش مصعب بن الزبير ، ومن

__________________

(١) الدمعة الساكبة ٤ : ٣٢٦ ، وأصل القول ذكره أبو الفرج الأَصفهاني في مقاتل الطالبيين : ٧۹.

(٢) عمدة الطالب : ٣٥٦.

(٣) خلاصة الإيجاز (سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد /٦) : ٢٥ ، عنه وسائل الشيعة ٢١ : ١٠ ح ٢٦٣٧٨ / ٢٣.

٤٥٥

جملة أصحابه ، قتله أصحاب المختار بن أبي عبيد بالمذار ، وقبره هناك ظاهر ، والخبر بذلك متواتر ، وقد ذكره شيخنا أبو جعفر (١) في (الحائريات) لمَّا سأله السائل عمَّا ذكره المفيد في (الإرشاد) فأجاب : بأن عبيد الله ابن النهشلية ، قتله أصحاب المختار بن أبي عبيدة بالمذار ، وقبره هناك معروف ، عند أهل تلك البلاد ) ، انتهى(٢) .

قلت : وذكر ما يوافقه أيضاً صاحب (عمدة الطالب) في أوّل كتابه ، فراجع(٣) .

وفي (مدينة المعاجز) نقلاً عن ابن الراوندي ، أنّه روي عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : «جمع أمير المؤمنينعليه‌السلام بنيه وهم اثنا عشر ذكراً ، فقال لهم : إني اُحبُّ أن يجعل فيّ سُنّة من يعقوب إذ جمع بنيه وهم اثنا عشر ذکراً فقال لهم : إني اُوصي إلى يوسف ، فاسمعوا له وأطيعوا ، وإنّي أوصي إلى الحسن والحسين ، فاسمعوا لهما وأطيعوا.

فقال عبيد الله ابنه : أدون محمّد بن علي ـ يعني : محمّد بن الحنفية؟

فقال له : أجُرأة على في حياتي؟! كأنّي بك قَدْ وجدت مذبوحاً في فسطاطك لا يدري من قتلك. فلمَّا كان في زمان المختار أتاه فقال [له : ولّني عملا ، قال](٤) : لست هناك ، فغضب وذهب إلى مصعب بن الزبير وهو بالبصرة ، فقال : ولّني قتال أهل الكوفة ، فكان على مقدّمة مصعب ، فالتقوا بحروراء ، فلمَّا

__________________

(١) أي : الشيخ الطوسيرحمه‌الله .

(٢) السرائر ١ : ٦٥٦.

(٣) عمدة الطالب : ٢١.

(٤) ما بين المعقوفين من المصدر.

٤٥٦

حجز الليل بينهم أصبحوا وقد وجدوه مذبوحاً في فسطاطه ، لا يدري من قتله»(١) .

والظاهر من هذه الرواية أنّه لا يحمد كما لا يخفی.

الثامن عشر : محمّد الأوسط ، وأُمُّه أمامة بنت أبي العاص بن الربيع العبشمية ، وأُمُّها زينب بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومحمّد هذا قُتل بالطف مع أخيه.

التاسع عشر : عمر الأطرف ، ويقال له : عمر الأكبر ، ويكنّى بأبي القاسم ، ولقب بالأطرف ؛ لأن فضيلته من طرف أبيه ، وأُمُّه أُمُّ حبيب الصهباء التغلبية من سبي الردة ، وذكره صاحب (عمدة الطالب) ، قال : (وكان ذا لَسَنٍ وفصاحةٍ ، وجودٍ وعفّةٍ).

إلى أن قال : (وتخلّف عمر عن أخيه الحسين ولم يسر معه إلى الكوفة ، وكان قَدْ دعاه إلى الخروج معه فلم يخرج. ويقال : إنه لما بلغه قتل أخيه الحسينعليه‌السلام خرج في معصفرات له ، وجلس بفناء داره ، وقال : أنا الغلام الحازم ، ولو أخرج معهم الميت في المعركة وقتلت.

قال : ولا يصح رواية من روی أنّ عمر حضر کربلاء) ، انتهى(٢) .

ولعلّه يشير بكلامه الأخير إلى ردّ ما نقله البعض من أنّ عمر المذكور كان حاضراً ملازماً لأخيه الحسينعليه‌السلام إلى الليلة العاشرة من محرّم ، ثُمَّ فرّ تلك الليلة وتنزل الجوالیق ، ويقال لأولاده : [أولاد] الجواليق(١) .

__________________

(١) مدينة المعاجز ٢ : ١٧٧ ح ٤٨١ ، عن الخرائج والجرائح ١ : ١۸٣ ح ١٧.

(٢) عمدة الطالب : ٣٦١ ـ ٣٦٢.

٤٥٧

وكيف كان ، قيل : مات عمر بـ(ينبع) وهو ابن سبع وسبعين سنة ، وقيل : خمس وسبعين سنة ، وقيل : استشهد مع أخيه في محاربة مصعب مع المختار وهو وأخوه مع مصعب فاستشهدا جميعاً ، وفي (ينابيع المودة) أن تربته (نهاوند) من أرض العجم(٢) .

والعشرون : رُقيَّة ، شقيقة عمر المتقدِّم ، زوجة مسلم بن عقيل ـ كما في رجال الشيخ(٣) ـ اُم ولديه عبد الله ، ومحمّد ، وبنته عاتكة ، والولدان هما المقتولان بالطفّ.

وقبر رُقيَّة في مصر كما صرّح به في (معجم البلدان)(٤) .

وفي (عمدة الطالب) : (أنَّ زوجة مسلم تسمّى اُمَّ كلثوم بنت علي بن أبي ابي طالب عليه‌السلام ، وأن بنتها حميدة )(٥) ، والله العالم.

الواحد والعشرون : نفيسة ، زوجة عبد الله الأكبر ابن عقيل.

الثاني والعشرون : أمامة ، وقيل : أمانة ، زوجة الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.

الثالث والعشرون : ميمونة أيضاً زوجة عبد الله الأكبر ابن عقيل.

الرابع والعشرون : رملة ، وهي شقيقة اُمّ الحسن الآتية.

__________________

(١) سر السلسلة العلوية : ۹٧ ، وفيه : (وقعد في الجواليق) ، والجوالق : وعاء وجمعه جواليق ، ما بين المعقوفين من المصدر.

(٢) ينابيع المودة ٣ : ١٤٨.

(٣) رجال الطوسی : ١٠٣ رقم ١٠٠٥ / ٩.

(٤) معجم البلدان ٥ : ١٤٢.

(٦) عمدة الطالب : ٣٢.

٤٥٨

الخامس والعشرون : اُمّ الحسن ، زوجة سليمان بن علي بن عبد الله بن العبَّاس ، دفنت بالشام مع زوجها ، وهاتان أُمُّهما : اُمّ سعيد بنت عمرو بن مسعود الثقفي.

السادس والعشرون : خديجة الصغرى.

السابع والعشرون : فاطمة ، وهي التي طلبها الشامي في مجلس یزید ، يقال : إنَّها زوجة أبي سعيد بن عقيل.

هذا ما وسعني الاطّلاع عليه في باب أولادهعليه‌السلام .

وفي رحلة ابن جبير المتوفّى سنة ٦١٤ ، أن في بغداد في الطريق إلى باب البصرة مشهداً حفيل البنيان داخله قبرٌ متّسع السّنام ، عليه مكتوب : (هذا قبر عون ومعين ، من أولاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه )(١) .

قلت : قَدْ أصيبا في النهروان(٢) .

وعمران بن علي : أصيب جريحاً في النهروان ، وقبره في بابل معلوم(٣) .(٤)

__________________

(١) رحلة ابن جبير : ١٧٦.

(٢) ينظر عن تاريخ مرقدهما ، ومن ذكرهما ، ومن أبطل نسبتهما لأمير المؤمنينعليه‌السلام : المزار من كتاب فلك النجاة : ١٤١.

(٣) قاله السيِّد محمّد مهدي القزوينيرحمه‌الله في المزار من كتاب فلك النجاة : ١٣٧.

(٤) ينظر في أولاد أمير المؤمنينعليه‌السلام وأحوالهم : الإرشاد ١ : ٣٥٤ ، المجدي في انساب الطالبیين : ٧ ، تاج المواليد (المجموعة) : ۸ العمدة لابن البطريق : ٢۹ ، إعلام الوری ١ : ٣٩٥ ، مطالب السؤول : ٣١٣ ، کشف الغُمَّة ٢ : ٦٧ ، الفصول المهمة ١ : ٦٤١ ، عمدة الطالب : ٥۸ ، بحار الأنوار ٤٢ : ٧٤ باب (أحوال أولاده ...) تجد فيه مجمل أقوال النسابة والمؤرخين ، وغيرها.

٤٥٩

الزينبية في خارج الشام

تنبيهات :

الأوّل : إنّ في خارج دمشق موضعاً يعرف بالزينبية ، وفيه بقعة يقال : إنّها بقعة زينب الكبرى ، بنت أمير المؤمنين ، ولكن لم أعثر في المزارات المعتبرة والمقاتل ما يؤيّد ذلك ، بل قَدْ صرَّح الفاضل میرزا عبَّاس قلیخان المستوفي في تاريخه (الطراز المذهَّب) بأنّ الَّذي يصح عنده أن زينب لمّا رجعت من الشام توفيت بالمدينة المنوَّرة ، ودفنت هناك.

قال : (ولا أدري متى كانت وفاتها(١) ، ثُمَّ قال : وأظن أنّ البقعة المزبورة هي لزینب الصغرى بنت الحسينعليه‌السلام ، أو لإحدى بناتها أو أحفادها(٢) .

هذا ونقل بعض الموثّقين(٣) عن اُستاذه المحدِّث النوري أنّه وقع قحط عظیم في المدينة ، وأنّ عبد الله بن جعفر انتقل إلى الشام فراراً من القحط ، ومن قصده الرجوع إلى المدينة بعد ارتفاع القحط عنها ، وكانت زينب معه فاتَّفق أنها مرضت في أيام استقامتها في الشام في القرية التي فيها المزار الآن ، فماتت هناك في ضيعة في تلك القرية) ، انتهى(٤) .

ويحتمل أن تكون البقعة لزينب الصغرى بنت أمير المؤمنينعليه‌السلام المكنّاة باُمّ كلثوم.

__________________

(١) ذكر الشيخ فرج آل عمرانرحمه‌الله وفاتهاعليها‌السلام في ١٥ رجب سنة ٦٥ هـ في كتابه وفاة السيِّدة زينب الكبرى المطبوع ضمن وفيات الأئمةعليهم‌السلام ص ٤٦٩ عن الخیرات الحسان.

(٢) الطراز المذهب ، عنه هدية الزائرين : ٤٥٥.

(٣) المراد بعض الموثقين الشيخ عبَّاس القمّيرحمه‌الله .

(٤) هدية الزائرین : ٤٥٥.

٤٦٠