تاريخ ابن يونس المصري الجزء ٢

تاريخ ابن يونس المصري13%

تاريخ ابن يونس المصري مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 571

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 2451 / تحميل: 236
الحجم الحجم الحجم
تاريخ ابن يونس المصري

تاريخ ابن يونس المصري الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

منها الغلول(١) .

( دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه جمع أهل الكوفة ليقسم بينهم متاعا اجتمع عنده، فقام رجل فاشتمل على مغفر فاخذه، فرفع إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقال: « ليس عليه قطع، لأنه شريك في المتاع فليس بسارق، ولكنه خائن ».

وعنهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « ولا قطع في الغلول ».

٢٤ -( باب أنه لا يقطع السراق في عام المجاعة في شئ مما يؤكل)

[ ٢٢٣٢٧ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « لا يقطع السارق في عام سنة » يعني مجاعة.

[ ٢٢٣٢٨ ] ٢ - الشيخ الطوسي في النهاية: روي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « لا قطع على من سرق شيئا من المأكول في عام مجاعة ».

٢٥ -( باب حكم من أخذ شيئا من بيت المال عارية أو غير عارية)

[ ٢٢٣٢٩ ] ١ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن عبد الله، عن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، عن أبي الحسين محمد بن علي بن الفضل بن عامر

__________________

(١) تقدم في الحديث ١ من الباب ١٤ من أبواب حد السرقة.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٧٢ ح ١٦٨٤.

الباب ٢٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٧٣ ح ١٦٩٣.

٢ - النهاية ص ٧١٩.

الباب ٢٥

١ - الاختصاص ص ١٥١.

١٤١

الكوفي، عن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري البزاز، عن أبي عيسى محمد بن علي بن عمرو الطحان، وهو الوراق، عن أبي محمد الحسن بن موسى، عن علي بن أسباط، عن غير واحد من أصحاب ابن دأب، عنه، في كلام طويل له في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلى أن قال: وبعث إليه من البصرة من غوص البحر مخنقة(١) لا تدرى قيمته، فقالت له ابنته أم كلثوم: يا أمير المؤمنين، أتجمل به ويكون في عنقي، فقال: « يا أبا رافع، ادخله إلى بيت المال، ليس إلى ذلك سبيل حتى لا تبقى امرأة من المسلمين إلا ولها مثل مالك ».

٢٦ -( باب حكم الصبيان إذا سرقوا)

[ ٢٢٣٣٠ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « أن علياعليهم‌السلام رفع إليه غلام قد سرق قبل أن يبلغ، فحك إبهامه، ثم قال: لئن عدت لأقطعن يدك ».

[ ٢٢٣٣١ ] ٢ - وبهذا الاسناد: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « أن علياعليهم‌السلام رفع إليه غلام قد سرق لم يحتلم، فقطع أنملة إصبعه الخنصر، ثم قال: ما فعل ذلك أحد، غير رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وغيري ».

[ ٢٢٣٣٢ ] ٣ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام قال: « الغلام لا يقطع، حتى تصلب يداه، وحتى يسطع ريح إبطيه ».

__________________

(١) المخنقة: القلادة، ( مجمع البحرين ج ٥ ص ١٦٠ ) وما في المصدر: بتحفة لا يدرى ما قيمتها.

الباب ٢٦

١ - الجعفريات ص ١٤١.

٢ - الجعفريات ص ١٤١.

٣ - الجعفريات ص ١٤١.

١٤٢

[ ٢٢٣٣٣ ] ٤ - وبهذا الاسناد: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، قال: « كان عليعليه‌السلام إذا شك في احتلام الغلام وقد سرق، حك أصابعه ولم يقطعه، فإذا سرق ربع دينار قطع أصابعه، ولا يقطع الكف في أقل من عشرة دراهم فصاعدا ».

[ ٢٢٣٣٤ ] ٥ - أخبرنا أبو محمد، وهو عبد الله المذكور في أول السند، قال: كتب إلي محمد بن محمد بن الأشعث: ( حدثنا ابن وهو محمد بن عبد الله بن يزيد )(١) حدثنا الرازي، عن عنبسة، عن علي بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن عامر بن معمر، عن ابن الحنفية، قال: أتي عليعليه‌السلام بغلام قد سرق بيضة(٢) هي من حديد، فشك في احتلامه، فقطع بطون أنامله، ثم قال: « إن عدت لأقطعنك ».

[ ٢٢٣٣٥ ] ٦ - وبالاسناد الأول: عن جعفر بن محمد، عن أبيه: « ان علياعليهم‌السلام أتي بلص جارية سرقت ولم تحض، فضربها أسواطا ولم يقطعها ».

[ ٢٢٣٣٦ ] ٧ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في حديث قال: « والصبي متى سرق، عفي عنه مرتين أو مرة، فان عاد قطع أسفل من ذلك ».

__________________

٤ - الجعفريات ص ١٤٠.

٥ - الجعفريات ص ١٤١.

(١) كذا في المخطوط، وفي المصدر زيادة: حكام بن مسلم، والظاهر أن الصواب محمد بن عبد الله بن نمير، عن حكم بن سلم الرازي، عن عنبسة ( راجع تهذيب التهذيب ج ٢ ص ٤٢٢، وتقريب التهذيب ج ١ ص ١٩٠ ).

(٢) بيضة الحديد: الخوذة، ولباس الرأس في الحرب ( لسان العرب ج ٧ ص ١٢٧ ).

٦ - الجعفريات ص ١٣٨.

٧ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٧.

١٤٣

[ ٢٢٣٣٧ ] ٨ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه أتي بغلام سرق، فحك بطون أنملتيه(١) الابهام والمسبحة حتى أدماهما، وقال: « لئن عدت لأقطعنهما وقال: ما عمل به أحد بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله غيري ».

وقال: « الغلام لا يجب عليه الحد، حتى يحتلم وتسطع رائحة إبطه ».

وقد جاء عنهعليه‌السلام ، أنه قطع من أنامله، ويقع اسم القطع على الحك، وليس هذا بحد وإنما هو أدب، ويجب على الغلام إذا فعل فعلا يجب فيه الحد(٢) على الكبير أن يؤدب، وفي حكه أنامل الغلام مع ما تواعده به تغليظ مع الأدب، وإيهام أنه إن عاد قطعت يده، ويكون قد أضمرعليه‌السلام بقوله: « إن عدت لأقطعنها »، يعني إن عدت بعد أن تبلغ، فأجمل ذلك الوعيد له وأبهمه تغليظا عليه وتشديدا، لئلا يعود، وليس في هذا ومثله(٣) من الأدب شئ محدود.

[ ٢٢٣٣٨ ] ٩ - فقه الرضاعليه‌السلام : « أتي أمير المؤمنينعليه‌السلام بصبي قد سرق، فأمر بحك أصابعه على الحجر حتى خرج الدم، ثم أتي به ثانية وقد سرق، فأمر بأصابعه فشرطت، ثم أتي به ثالثة وقد سرق، فقطع أنامله ».

[ ٢٢٣٣٩ ] ١٠ - عوالي اللآلي: عن ابن مسعود: ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أتي بجارية سرقت، فوجدها لم تحض، فلم يقطعها.

__________________

٨ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٧٥ ح ١٧٠٥.

(١) في المخطوط: أنملته، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في نسخة القطع ( منه قده ).

(٣) في نسخة مثل هذا ( منه قده ).

٩ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٢.

١٠ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥٦٦ ح ٨١.

١٤٤

٢٧ -( باب حكم سرقة العبد)

[ ٢٢٣٤٠ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، ( عن عليعليهم‌السلام (١) « أنه أتي بعبد قد سرق وزنى، فضربه وقطعه جميعا في مكان واحد ».

[ ٢٢٣٤١ ] ٢ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام : أنه قطع عبدا سرق من النفل(١) .

[ ٢٢٣٤٢ ] ٣ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : أنه قال: « عبد الامارة إذا سرق لم اقطعه، لأنه فئ ».

[ ٢٢٣٤٣ ] ٤ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا سرق العبد من مال مولاه لم يقطع، وإذا سرق من مال ( غير مولاه قطع )(١) ».

[ ٢٢٣٤٤ ] ٥ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « عبيد الامارة، إذا سرقوا من مال الامارة لم يقطعوا، وإذا سرقوا من غيره(١) قطعوا ».

__________________

الباب ٢٧

١ - الجعفريات ص ١٣٩.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٢ - الجعفريات ص ١٣٩.

(١) الأنفال الغنائم، واحدها: نفل ( مجمع البحرين ج ٦ ص ٤٨٥ ). وفي المصدر: القتل.

٣ - الجعفريات ص ١٣٩.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٧١ ح ١٦٨٢.

(١) في المصدر: غيره يقطع.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٧٢ ح ١٦٨٣.

(١) في المصدر: غير مال الامارة.

١٤٥

[ ٢٢٣٤٥ ] ٦ - الصدوق في المقنع: وليس على العبد إذا سرق من مال مولاه قطع.

[ ٢٢٣٤٦ ] ٧ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإذا سرق يعني المملوك فعلى مولاه إما يسلمه للحد، وإما يغرمه عما قام عليه الحد ».

٢٨ -( باب أنه لا بد من العلم بتحريم السرقة في لزوم القطع، ولا بد من حسم يد السارق إذا قطعت وعلاجها، والانفاق عليه حتى تبرأ، وأمره بالتوبة، واستحباب تولية الشاهدين القطع)

[ ٢٢٣٤٧ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه كان إذا قطع السارق، حسمه بالنار، كي لا ينزف دمه فيموت.

[ ٢٢٣٤٨ ] ٢ - وعنهعليه‌السلام : أنه أمر بقطع سراق، فلما قطعوا، أمر ( بحسمهم فحسموا )(١) ، ثم قال: « يا قنبر، خذهم إليك فداو كلومهم(٢) ، وأحسن القيام عليهم، فإذا برؤوا فأعلمني » فلما برؤوا أتاه، فقال: يا أمير المؤمنين، قد برئت جراحتهم، قال: « اذهب فاكس كل رجل منهم ثوبين، وائتني بهم » ففعل وأتاه بهم(٣) كأنهم قوم ( محرمون )(٤) ، قد اتزر كل واحد منهم بثوب وارتدى بآخر، فمثلوا بين يديه، فاقبل على الأرض ينكتها بإصبعه مليا، ثم رفع رأسه فقال: « اكشفوا أيديكم »

__________________

٦ - المقنع ص ١٥١.

٧ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٢.

الباب ٢٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٧٠ ح ١٦٧٥. ٢ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٧٠ ح ١٦٧٨.

(١) في المخطوط: بحبسهم وما أثبتناه من المصدر وحسم العرق: قطعه.

(٢) كلومهم: الكلوم: جمع كلم، وهو الجرح ( القاموس المحيط كلم ج ٤ ص ١٧٢ ).

(٣) في نسخة فأتى بهم إليه.

(٤) في المخطوط: محرومون، وما أثبتناه من المصدر.

١٤٦

فكشفوها، فقال: « ارفعوها إلى السماء، ثم قولوا: اللهم إن عليا قطعنا » ففعلوا، فقال: « اللهم على كتابك وسنة نبيك، ثم قال لهم: يا هؤلاء، إن أيديكم سبقتكم إلى النار، فان أنتم تبتم انتزعتم أيديكم من النار، وإلا لحقتم بها ».

[ ٢٢٣٤٩ ] ٣ - عوالي اللآلي: روي: أن امرأة سرقت حليا فأتي بها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالت: يا رسول الله، هل لي من توبة؟ فانزل الله تعالى: ( فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فان الله يتوب عليه )(١) .

[ ٢٢٣٥٠ ] ٤ - وروي أنه أتي برجل قد سرق، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اذهبوا به فاقطعوا يده، ثم احسموه ».

[ ٢٢٣٥١ ] ٥ - وروي: ان علياعليه‌السلام ، كان إذا قطع سارقا حسمه بالزيت.

٢٩ -( باب أن السارق إذا تاب سقط عنه القطع دون الغرم، وحكم العفو عن السارق)

[ ٢٢٣٥٢ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « من أخذ لصا يسرق متاعه فعفا عنه فلا بأس، وإن رفعه إلى السلطان ( قطع يده )(١) وإن عفا عنه، أو قال: وهبت له ما سرق، بعد أن رفعه إلى السلطان، لم يجز ذلك ويقطع ».

__________________

٣ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥٦٥ ح ٧٥.

(١) المائدة ٥: ٣٩.

٤ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥٦٥ ح ٧٧.

٥ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥٦٥ ح ٧٨.

الباب ٢٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦٨ ح ١٦٦٨.

(١) في المصدر: قطعه.

١٤٧

[ ٢٢٣٥٣ ] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « أن علياعليهم‌السلام ، قضى في رجل سرق ناقة أو بقرة أو شاة، فنتجت عنده ثم ندم، قال: توبته أن يردها وما معها من ولدها » قال: جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « ذلك السارق مباح أن يرد ما لم يعلم به، فأما ان علم به قبل أن يرد، قطع السارق، وأخذت منه وأولادها ».

٣٠ -( باب حكم سرقة الآبق والمرتد)

[ ٢٢٣٥٤ ] ١ - الصدوق في المقنع: والعبد إذا أبق من مواليه ثم سرق، لم يقطع وهو آبق، لأنه مرتد عن الاسلام، ولكن يدعى إلى الرجوع إلى مواليه، والدخول في الاسلام، فإن أبى أن يرجع إلى مواليه، قطعت يداه بالسرقة ثم قتل(١) ، والمرتد إذا سرق بمنزلته.

٣١ -( باب أنه إذا اشترك جماعة في نحر بعير قد سرقوه وأكلوه، قطعت أيمانهم مع الشرائط)

[ ٢٢٣٥٥ ] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا اشترك النفر في السرقة، قطعوا جميعا ».

__________________

٢ - الجعفريات ص ١٤٠.

الباب ٣٠

١ - المقنع ص ١٥٢.

(١) في المصدر: يقتل.

الباب ٣١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٧٦ ح ١٧٠٩.

١٤٨

٣٢ -( باب أن المملوك إذا أقر بالسرقة لم يقطع، وإذا قامت عليه بينة قطع)

[ ٢٢٣٥٦ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فان أقر العبد على نفسه بالسرقة، لم يقطع ولم يغرم مولاه، لأنه أقر في مال غيره ».

٣٣ -( باب في نوادر ما يتعلق بأبواب حد السرقة)

[ ٢٢٣٥٧ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه أتي بمجنون قد سرق، فأرسله وقال: « لا قطع على مجنون ».

[ ٢٢٣٥٨ ] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « من قطعت يده أو رجله على سرقة، فمات فلا دية له، والحق قتله ».

[ ٢٢٣٥٩ ] ٣ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد،، عن جده: « أن رجلا أتى علياعليهم‌السلام ، فقال: يا أمير المؤمنين، إن لصا دخل على امرأتي فسرق حليها، فقال عليعليه‌السلام : أما انه لو دخل على ابن صفية، ما رضي بذلك حتى تعمد بالسيف ».

[ ٢٢٣٦٠ ] ٤ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : أنه قال: « من أسرق السراق من سرق من لسان الأمير، ومن أعظم الخطايا اقتطاع مال امرئ مسلم بغير حق ». الخبر.

__________________

الباب ٣٢

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٢.

الباب ٣٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٧٣ ح ١٦٩٢.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٧٠ ح ١٦٧٦.

٣ - الجعفريات ص ١٤٠.

٤ - الجعفريات ص ٢٤٠.

١٤٩

[ ٢٢٣٦١ ] ٥ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في حديث: ولا سرق سارق إلا حسب من رزقه ».

[ ٢٢٣٦٢ ] ٦ - عوالي اللآلي: روي في الحديث: أن أول من قطع بالسرقة في الاسلام من الرجال: الجبار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، ومن النساء: مرة بنت سفيان بن عبد الأسد من بني مخزوم.

[ ٢٢٣٦٣ ] ٧ - وروي: أن آية السرقة نزلت في أبي طعيمة بن أبيرق الظفري سارق الدرع، وروى الزهري، عن صفوان بن أمية، أنه قيل له: من لم يهاجر يهلك، فقدم صفوان المدينة، فنام في المسجد وتوسد رداءه فجاء سارق فأخذ رداءه من تحت رأسه، فأخذ صفوان السارق فجاء به إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأمر به أن تقطع يده، فقال صفوان: لم أرد هذا، هو عليه صدقة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فألا قبل أن تأتيني به ».

[ ٢٢٣٦٤ ] ٨ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن عليعليه‌السلام ، قال: « أسرق السراق من سرق من لسان الأمير » الخبر.

[ ٢٢٣٦٥ ] ٩ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أن أسرق السراق من سرق من صلاته » قيل: يا رسول الله، كيف يسرق صلاته؟ قال: « لا يتم ركوعها ولا سجودها ».

[ ٢٢٣٦٦ ] ١٠ - العياشي في تفسيره: عن الحسن بن علي الوشاء قال:

__________________

٥ - الجعفريات ص ٥٤.

٦ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥٦٤ ح ٧٢.

٧ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥٦٤ ح ٧٣.

٨ - كتاب الغايات ص ٨٦.

٩ - كتاب الغايات ص ٨٦.

١٠ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٨٦ ح ٥٤.

١٥٠

سمعت الرضاعليه‌السلام ، يقول: « كانت الحكومة في بني إسرائيل، إذا سرق أحد شيئا استرق به، وكان يوسف عند عمته وهو صغير، وكانت تحبه، وكانت لإسحاق منطقة ألبسها يعقوب، وكانت عند أخته، وأن يعقوب طلب يوسف من عمته فاغتمت لذلك، وقالت له: دعه حتى أرسله إليك، فأرسلته وأخذت المنطقة فشدتها في وسطه تحت الثياب، فلما أتى يوسف أباه جاءت فقالت: سرقت المنطقة؟ ففتشته فوجدتها في وسطه، فلذلك قال اخوة يوسف حيث جعل الصاع في وعاء أخيه، فقال لهم يوسف: ما جزاء من وجدناه في رحلة؟ قالوا: جزاؤه باجزاء السنة التي تجري فيهم، فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه، ثم استخرجها من وعاء أخيه، فلذلك قال اخوة يوسفعليه‌السلام :( إِن يَسْرِ‌قْ فَقَدْ سَرَ‌قَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ ) (١) يعنون المنطقة، فأسرها يوسف في نفسه، ولم يبدها لهم ».

وروي ما يقرب منه عن إسماعيل بن همام(٢) ، عنهعليه‌السلام ، وفيه: « وكان إذا سرق أحد في ذلك الزمان، دفع إلى صاحب السرقة »(٣) .

[ ٢٢٣٦٧ ] ١١ - القطب الراوندي في الخرائج: روي عن الأصبغ بن نباتة، قال: دخلت في بعض الأيام على أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة، وإذا بجم غفير ومعهم عبد أسود، فقالوا: يا أمير المؤمنين، هذا العبد سارق، فقال له الامام: « أسارق أنت يا غلام؟ » فقال له: نعم، فقال له مرة ثانية: « أسارق أنت يا غلام؟ » فقال: نعم يا مولاي، فقال له الامام: « إن قلتها ثالثة قطعت يمينك، فقال: أسارق أنت يا غلام؟ »

__________________

(١) يوسف ١٢: ٧٧.

(٢) في المخطوط: « إسماعيل بن هانئ »وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٣ ص ١٩٦ ).

(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ١٨٥ ح ٥٣.

١١ - الخراج والجرائح: والبحار ج ٤٠ ص ٢٨١ عن الروضة والفضائل لابن شاذان ص ١٨١.

١٥١

قال: نعم يا مولاي، فأمر الامام بقطع يمينه، فقطعت فأخذها بشماله وهي تقطر دما، فلقيه ابن الكوا وكان يشنأ أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال له: من قطع يمينك؟ قال: قطع يميني الأنزع البطين، وباب اليقين، وحبل الله المتين، والشافع يوم الدين، المصلي إحدى وخمسين، وذكر مناقب كثيرة إلى أن قال: فلما فرغ الغلام من الثناء ومضى لسبيله، دخل عبد الله ابن الكوا على الامام فقال له: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : « السلام على من اتبع الهدى، وخشي عواقب الردى ». فقال له: يا أبا الحسنين، قطعت يمين غلام اسود، وسمعته يثني عليك بكل جميل، قال: « وما سمعته يقول »؟ قال: قال كذا، وأعاد عليه جميع ما قال الغلام، فقال الامام لوليده الحسن والحسينعليهما‌السلام : « أمضيا وائتياني بالعبد » فمضيا في طلبه في كندة، فقالا له: « أجب أمير المؤمنين، يا غلام » قال: فلما مثل بين يدي أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال له: « قطعت يمينك، وأنت تثني علي بما قد بلغني » فقال: يا أمير المؤمنين، ما قطعتها إلا بحق واجب، أوجبه الله ورسوله، فقال الإمامعليه‌السلام : « أعطني الكف » فأخذ الامام الكف وغطاه بالرداء، وكبر وصلى ركعتين، وتكلم بكلمات سمعته يقول في آخر دعائه: « آمين رب العالمين » وركبه على الزند، وقال لأصحابه: « اكشفوا الرداء عن الكف » فكشفوا الرداء عن الكف، وإذا الكف على الزند بإذن الله تعالى.

[ ٢٢٣٦٨ ] ١٢ - الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة: بإسناده عن الفضل بن شاذان، عن عبد الرحمان، عن ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « القائمعليه‌السلام يهدم المسجد الحرام إلى أن قال وقطع أيدي بني شيبة السراق، وعلقها على الكعبة ».

[ ٢٢٣٦٩ ] ١٣ - الصدوق في العلل: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن

__________________

١٢ - الغيبة للطوسي ص ١٨٢.

١٣ - علل الشرائع ص ٤١٠ ح ٥ وعنه في البحار ج ٥٢ ص ٣١٧ ح ١٤.

١٥٢

أحمد بن محمد، عن علي بن الحسن التيمي، عن أخويه محمد واحمد، عن علي بن يعقوب الهاشمي، عن مروان بن مسلم، عن سعيد بن عمرو الجعفي، عن رجل من أهل مصر، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « أما إن قائمنا لو قد قام، لقد أخذ بني شيبة، وقطع أيديهم وطاف بهم، وقال: هؤلاء سراق الله » الخبر.

[ ٢٢٣٧٠ ] ١٤ - عوالي اللآلي: وروي في حديث: أن امرأة كانت تستعير حليا من أقوام فتبيعه، فأخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بحالها، فأمر بقطع يدها.

[ ٢٢٣٧١ ] ١٥ - وفيه: وفي الحديث: أنه كانت امرأة مخزومية تستعير المتاع وتجحده، فأمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بها، فقطعت يدها.

[ ٢٢٣٧٢ ] ١٦ - أبو الحسن القطب الكيدري في شرح النهج: في الخطبة الشقشقية قال: قال صاحب المعارج: وجدت في الكتب القديمة: أن الكتاب الذي دفعه إليهعليه‌السلام رجل من أهل السواد، كان فيه مسائل منها: قطع واحد يد انسان، والدم يسيل منه، فحضر أربعة شهود عند الامام وشهدوا على من قطع يده، أنه محصن زان، فأراد الامام أن يرجمه فمات قبل الرجم، فقال الإمامعليه‌السلام : « على من قطع يده دية يده فحسب، ولو شهدوا عليه بأنه سرق نصابا، لا تجب دية يده على قاطعها ».

__________________

١٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣١ ح ٥.

١٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٥ ح ١٣٠.

١٦ - شرح النهج ج ١ ص ١٩٩.

١٥٣

١٥٤

أبواب حد المحارب

١ -( باب أقسام حدودها وأحكامها)

[ ٢٢٣٧٣ ] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، أنه قال: « قدم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قوم من بني ضبة مرضى، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أقيموا عندي، فإذا بئتم بعثتكم في سرية، فاستوخموا المدينة، فأخرجهم إلى إبل الصدقة، وأمرهم أن يشربوا من ألبانها وأبوالها يتداوون بذلك، فلما برئوا واشتدوا قتلوا ثلاثة نفر كانوا في الإبل يرعونها، واستاقوا الإبل وذهبوا بها يريدون مواضعهم، فبلغ ذلك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأرسلني في طلبهم فلحقت بهم(١) قريبا من ارض اليمن، وهم في واد قد وحلوا(٢) فيه ليس يقدرون على الخروج منه فأخذتهم وجئت بهم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتلا عليهم هذه الآية( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا ) (٣) ، الآية، ثم قال: القطع، فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ».

__________________

أبواب حد المحارب

الباب ١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٧٦ ح ١٧١١.

(١) في نسخة: فلحقتهم ( منه قده ).

(٢) في المصدر: ولجوا.

(٣) المائدة: ٥: ٣٣.

١٥٥

[ ٢٢٣٧٤ ] ٢ - ورواه العياشي في تفسيره: عن أبي صالح، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله بأدنى تغيير.

[ ٢٢٣٧٥ ] ٣ - قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « وأمر المحارب، وهو الذي يقطع الطريق، ويسلب الناس، ويغير على أموالهم، ومن كان في مثل هذه الحال إلى الامام، فإن شاء قتل وإن شاء صلب، وإن شاء قطع، وإن شاء نفى، ويعاقبه الامام على قدر ما يرى من جرمه ».

[ ٢٢٣٧٦ ] ٤ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن بريد بن معاوية العجلي، قال: سأل رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن قول الله:( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ إلى قوله فَسَادًا ) (١) قال: « ذلك إلى الامام يعمل فيه بما شاء » قلت: ذلك مفوض إلى الامام، قال: « لا يحق(٢) الجناية ».

[ ٢٢٣٧٧ ] ٥ - وعن سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قول الله:( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ ) (١) قال: « الامام في الحكم فيهم بالخيار: ان شاء قتل، وإن شاء صلب، وإن شاء قطع، وإن شاء نفى من الأرض ».

[ ٢٢٣٧٨ ] ٦ - وعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « من شهر السلاح في مصر من الأمصار فعقر، اقتص منه ونفي من تلك

__________________

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣١٤ ح ٩٠.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٧٦ ح ١٧١٢.

٤ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣١٥ ح ٩٢.

(١) المائدة: ٥: ٣٣.

(٢) في الكافي ج ٧ ص ٢٤٩ ح ٥: « لا ولكن بنحو ».

٥ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣١٥ ح ٩٣.

(١) المائدة: ٥: ٣٣. ٦ تفسير العياشي ج ١ ص ٣١٤ ح ٨٩.

١٥٦

البلدة، ومن شهر السلاح في غير الأمصار وضرب وعقر واخذ المال ولم يقتل، فهو محارب جزاؤه جزاء المحارب، وأمره إلى الامام إن شاء قتله وصلبه، وإن شاء قطع يده ورجله قال: وإن حارب وقتل واخذ المال، فعلى الامام أن يقطع يده اليمني بالسرقة، ثم يدفعه إلى أولياء المقتول فيتبعونه بالمال ثم يقتلونه » فقال أبو عبيدة: أصلحك الله، أرأيت ان عفا عنه أولياء المقتول؟ فقال أبو جعفرعليه‌السلام : « إن عفوا عنه فعلى الامام أن يقتله، لأنه قد حارب وقتل وسرق » فقال له أبو عبيدة: فان أراد أولياء المقتول أن يأخذوا منه الدية ويدعونه، ألهم ذلك؟ قال: « لا، عليه القتل ».

[ ٢٢٣٧٩ ] ٧ - وعن إسحاق المدائني(١) قال: كنت عند أبي الحسنعليه‌السلام ، إذ دخل عليه رجل، فقال له: جعلت فداك، إن الله يقول:( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ ) (٢) الآية، إلى ( أو ينفوا )، فقال: « هكذا قال الله » فقال له: جعلت فداك، فأي شئ إذا فعله استحق واحدة من هذه الأربع؟ قال، فقال له أبو الحسنعليه‌السلام : « أربع فخذ أربعا بأربع: إذا حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا فقتل قتل، فان قتل واخذ المال قتل وصلب، وإن اخذ المال ولم يقتل قطعت يده ورجله من خلاف، وإن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا ولم يقتل ولم يأخذ المال نفي من الأرض ». الخبر.

[ ٢٢٣٨٠ ] ٨ - وعن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن قول الله:( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ ) (١) ، الآية إلى آخرها، أي شئ عليهم من هذا الحد الذي سمى؟ قال:

__________________

٧ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣١٧ ح ٩٨، وعنه في البرهان ج ١ ص ٤٦٨.

(١) في المصدر: عن أبي إسحاق المدائني.

(٢) المائدة ٥: ٣٣.

٨ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣١٦ ح ٩٥.

(١) المائدة ٥: ٣٣.

١٥٧

« ذلك إلى الامام إن شاء قطع، وإن شاء صلب، وإن شاء قتل، وإن شاء نفى »، قلت: النفي إلى أين؟ قال: « من مصر إلى مصر آخر، وقالعليه‌السلام : إن علياعليه‌السلام ، قد نفى رجلين من الكوفة إلى البصرة ».

[ ٢٢٣٨١ ] ٩ - عوالي اللآلي: وفي الحديث: أن أناسا استاقوا إبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وارتدوا عن الاسلام، وقتلوا راعي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان مؤمنا، فبعث في آثارهم، فأخذوا فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم.

٢ -( باب أن كل من شهر السلاح لإخافة الناس فهو محارب لا للعب سواء كان في مصر أو غيره، من بلاد الاسلام أو الشرك)

[ ٢٢٣٨٢ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من شهر سيفه، فدمه هدر ».

[ ٢٢٣٨٣ ] ٢ - العياشي في تفسيره: عن سورة بن كليب، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: قلت: الرجل يخرج من منزله إلى المسجد يريد الصلاة ليلا، فيستقبله رجل فيضربه بعصا ويأخذ ثوبه، قال: « فما يقول فيه من قبلكم؟ » قال: يقولون: إن هذا ليس بمحارب، وإنما المحارب في

__________________

٩ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥٧٤ ح ١٠٦.

الباب ٢

١ - الجعفريات ص ٨٣.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣١٩ ح ٩٦.

١٥٨

القرى المشركة، وإنما هي الدغارة(١) ، فقالعليه‌السلام : « أيهما أعظم حرمة، دار الاسلام، أو دار الشرك؟! » قال: قلت: لا، بل دار الاسلام، فقال: « هؤلاء من الذين قال الله:( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ ) »(٢) إلى آخر الآية.

٣ -( باب حكم نفي المحارب، وحكم الناصب)

[ ٢٢٣٨٤ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : أنه سئل عن نفي المحارب، قال: « ينفى من مصر(١) ، إن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، نفى رجلين من الكوفة إلى غيرها ».

[ ٢٢٣٨٥ ] ٢ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أبي بصير، عنهعليه‌السلام ، قال: سألته عن قول الله تعالى:( أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْ‌جُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْ‌ضِ ) (١) قال: « ذلك إلى الامام أيما شاء فعل » وسألتهعليه‌السلام عن النفي، قال: « ينفى من أرض الاسلام كلها، فان وجد في شئ من ارض الاسلام قتل، ولا أمان له حتى يلحق بأرض الشرك ».

__________________

(١) الدغارة: الاختلاس الظاهر، والداغر، السالب المختلس ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٨٨ ومجمع البحرين ج ٣ ص ٣٠٣ ).

(٢) المائدة ٥: ٣٣.

الباب ٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٧٧ ح ١٧١٤.

(١) في المصدر زيادة: إلى المصر.

٢ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

(١) المائدة ٥: ٣٣.

١٥٩

٤ -( باب أنه لا يجوز الصلب أكثر من ثلاثة أيام، وينزل في الرابع، ويصلى عليه، ويدفن)

[ ٢٢٣٨٦ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه أتي بمحارب، فأمر بصلبه حيا، وجعل خشبة قائمة مما يلي القبلة، وجعل قفاه وظهره مما يلي الخشبة، ووجهه مما يلي الناس مستقبل القبلة، فلما مات، تركه ثلاثة أيام ثم أمر به فانزل، وصلى عليه ودفن.

[ ٢٢٣٨٧ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإن كان الميت مصلوبا، أنزل من خشبته بعد ثلاثة أيام، وغسل ودفن، ولا يجوز صلبه أكثر من ثلاثة أيام ».

[ ٢٢٣٨٨ ] ٣ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد: قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تقروا المصلوب فوق ثلاثة أيام »(١) .

[ ٢٢٣٨٩ ] ٤ - وبهذا الاسناد: عن جعفر بن محمد، عن أبيه: « ان علياعليهم‌السلام ، أتي بمحارب استوجب الصلب، فجعل خشبة قائمة مما يلي الناس، فلما صلب ومات صلى عليه ».

[ ٢٢٣٩٠ ] ٥ - وبهذا الاسناد: عن علي بن الحسين، عن أبيه: « ان علي بن

__________________

الباب ٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٧٧ ح ١٧١٣.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ١٩.

٣ - الجعفريات ص ٢٠٩.

(١) في المصدر زيادة: حتى ينزل فيدفن.

٤ - الجعفريات ص ٢٠٩.

٥ - الجعفريات ص ٢٠٩.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

ب ـ مطالعة تاريخ وفاة أحد المترجمين مكتوبا فوق أحد شواهد القبور(١) .

ويلاحظ على الموارد غير التقليدية فى كتابى مؤرخنا ما يلى :

أ ـ أنها قليلة جدا بالقياس إلى استخدامه للموارد التقليدية «الصريحة ، والمجهولة».

ب ـ أنها فى تاريخ المصريين ـ شأنها شأن الموارد الأخرى ـ أكثر عددا ، وتنوعا منها فى «تاريخ الغرباء».

ج ـ أن مؤرخنا لم يحتفظ لنا بنص أية وثيقة من تلك الوثائق التى اطلع عليها ، سوى «وثيقة ديوان الأحباس» الواردة فى «تاريخ الغرباء».

__________________

(١) تاريخ الغرباء : (ترجمة ٣٤٠).

٣٨١

ثالثا ـ مناقشة بعض المعلومات التاريخية

الواردة فى عدد من التراجم

أود فى بداية هذه الجزئية أن أشير إلى أمرين :

الأول ـ أننا لا نستطيع تناول أحداث كبرى ، أو قضايا تاريخية ـ كما كنا نفعل فى دراسة بعض المصادر ـ فطبيعة تراجم بقايا كتابى ابن يونس الموجزة غالبا ، تجعلنا نتجه إلى النظر فى بعض الجزئيات ، التى تستوقفنا ، فترجع إلى المصادر الأخرى ؛ لنبحث الأمر فى ضوئها ، ونرى نصيب ما ذكره مؤرخنا من الصواب ، أو الخطأ التاريخى.

الثانى ـ أننا لو توقفنا أمام كافة الجزئيات لطال الأمر بنا جدا ؛ نظرا لكثرة التراجم.

ومن هنا ، اكتفينا بتناول بعضها بالدراسة ، مع الوضع فى الاعتبار أنه يكمل ذلك ويتكامل معه ـ على مستوى الكتابين ـ تعليقاتنا التى نوردها فى حواشى ما تم تجميعه من بقايا الكتابين ، بالإضافة إلى ما رجحنا دراسته عند النظر فى منهج «ابن يونس» ، وذلك فيما يتعلق بظاهرة تكرار بعض التراجم بمسميات متقاربة ، أو ما يتصل بملاحظاتنا على توقيت بعض الأحداث.

فى تاريخ «المصريين» :

١ ـ دراسة بعض الجزئيات الموجودة فى تراجم عدد من الصحابة :

أ ـ ما أثير حول صحبة «بسر بن أبى أرطاة» : اختلفت المصادر فى ذلك الأمر ما بين مثبت صحبته للرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وناف إياها عنه. ومعلوم أن ابن يونس صرّح بصحبته للرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذكر أنه روى عنه ، وشهد فتح مصر ، واختط بها(١) . فما حقيقة الأمر بهذا الشأن؟

١ ـ ذكر ابن سعد(٢) رواية للواقدى قال فيها : قبض الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبسر صغير. ولم يرو عنه أحد من المدنيين أنه سمع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وقد تحول ، ونزل الشام. أما الشاميون وغيرهم ، فذكروا أنه أدرك الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروى عنه أحاديث ، وصحب معاوية «فهو عثمانى».

__________________

(١) تاريخ المصريين : (ترجمة ١٧٤) ص ٧٦ ـ ٧٧.

(٢) الطبقات ٧ / ٢٨٧.

٣٨٢

٢ ـ أفاض ابن عبد البر(١) فى الترجمة له ، ونقلها عنه ابن الأثير(٢) . وفى هذه الترجمة ذكر صاحب «الاستيعاب» رأى القائلين بأنه لا صحبة له «ابن معين ، وابن حنبل رأيهما من رأى الواقدى السابق»(٣) . وعلّل ابن معين قوله ـ لا تصح له صحبة ـ بأنه رجل سوء «إشارة إلى ما ارتكبه من فظائع وجرائم»(٤) . وذكر رأى الدارقطنى بأنه تصح صحبته ، لكنه لم تكن له استقامة بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ لقتله الطفلين فى عهد معاوية(٥) . ورجح ابن عبد البر أن القتل حدث باليمن ، لا بالمدينة(٦) . وجدير بالذكر أن ابن عبد البر أضاف أن أهل الشام جعلوه أحد من بعثهم عمر مددا لعمرو ، ورجح صاحب الاستيعاب أن الذي كان معهم هو خارجة بن حذافة ، لا بسر(٧) .

٣ ـ أما الذهبى ، فأورد نص الواقدى المشهور بأن بسرا ولد قبل موت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بسنتين(٨) ، وقطع بأنه لا صحبة له ، وأن هذا هو الصحيح(٩) .

٤ ـ ذكر ابن حجر مختلف الآراء المذكورة حول صحبة بسر(١٠) ، ومسلكه فى كتابه «الإصابة» يشير إلى أنه يرجح صحبته(١١) ، وإن لم يصرح بذلك بطريق مباشرة.

__________________

(١) الاستيعاب ١ / ١٥٧ ـ ١٦٧.

(٢) أسد الغابة ١ / ٢١٣ ـ ٢١٤.

(٣). ١ / ١٥٧.

(٤) أسد الغابة ١ / ٢١٤. وقد أفاض ابن عبد البر فى ذكر تلك الفظائع ، وفيها : سبى النساء المسلمات ، وبيعهن فى السوق ، فأيتهن كانت أعظم ساقا ، اشتريت على عظم ساقها (الاستيعاب) ١ / ١٦١.

(٥) المصدر السابق : ١ / ١٥٩ ، وأسد الغابة ١ / ٢١٤.

(٦) الاستيعاب ١ / ١٥٩. وعنه نقل ابن الأثير فى (أسد الغابة) ١ / ٢١٤.

(٧) الاستيعاب ١ / ١٥٨.

(٨) تاريخ الإسلام ٥ / ٣٦٧. ويلاحظ أن ابن حجر أورد هذا النص عن الواقدى فى (الإصابة) ج ١ / ص ٢٨٩ ، لكنه سقطت منه لفظة (موت) ، ولم يفطن إلى ذلك المحقق. وقد أدى إلى تغير المعنى تماما ؛ إذ صار بسر أكبر من النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بسنتين ، وهو ما لا يصح.

(٩) تاريخ الإسلام ٥ / ٣٦٩.

(١٠) تهذيب التهذيب ١ / ٣٨١ ـ ٣٨٢.

(١١) ذكره فى ج ١ ص ٢٨٩ ـ ٢٩٠. ويلاحظ أنه ذكر فى القسم الأول من (الصحابة) ، وهو الذي عرّف المذكورين به بأنهم من جاءت روايته أو ذكره بما يدل على صحبته ، سواء كان الإسناد بذلك صحيحا أم لا. (السابق ١ / ٢٦٥).

٣٨٣

التعليق :

أ ـ من الواضح أن أهل المدينة ينفون عنه الصحبة ؛ لأفاعيله النكراء بهم. أما الشاميون ، فإنهم يشهدون له بالصحبة ؛ إعجابا به ، فهو من حزبهم.

ب ـ معظم الآراء الواردة فى هذا الموضوع ـ خاصة مؤرخى مصر : ابن عبد الحكم ، وابن يونس ـ تثبت له الصحبة. وتستند بعض هذه الآراء إلى وجود حديثين مرويين لبسر ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم (١) ، إلى جانب اشتراكه فى أحداث فتنة علىّ ومعاوية ، وشهوده وقائع الفتوح الأولى(٢) .

ج ـ أميل إلى صحة الرأى القائل بصحبته ـ وقد قال به مؤرخنا ابن يونس ـ وذلك لقوة أدلة هذا الرأى ؛ ولأنه ليس هناك ما يمنع من إثبات الصحبة له ، ثم نكوصه على عقبيه بعد ذلك ـ وهو رأى الدارقطنى ـ فقد ثبت أن بعض الأصحاب بدّلوا وغيّروا ، وأنهم سيذادون عن الحوض يوم القيامة(٣) . ولا شك أن ما ارتكبه بسر يدخله فى زمرة هؤلاء ، بل يضعه فى مقدمتهم.

(ب) حول صحبة «جنادة بن أبى أمية الأزدى» : قطع له مؤرخنا ابن يونس بالصحبة(٤) . أما المصادر الأخرى المترجمة له ، فبها آراء شتى ، نوجزها فيما يلى :

١ ـ جعله ابن سعد فى الطبقة الأولى من أهل الشام بعد الصحابة ، وقال عنه : إنه لقى أبا بكر ، وعمر ، ومعاذا ، وحفظ عنهم. وكان صاحب غزو(٥) . وأورد له حديث النهى عن صوم يوم الجمعة مرفوعا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لكنه سمّاه هنا «جنادة الأزدى»(٦) .

__________________

(١) هما حديثا : «لا تقطع الأيدى فى الغزو» ، و «اللهم ، أحسن عاقبتنا فى الأمور كلها». (الاستيعاب ١ / ١٥٨ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٨١).

(٢) شارك فى (ذات الصوارى) على رأس جيش برى سنة ٣٤ ه‍ (فتوح مصر ص ١٩٠). وشارك فى عهد عمرو فى فتح (سرت). وشارك عقبة فى فتح المغرب سنة ٤٦ ه‍ (السابق ١٩٤) ، ويلاحظ عدم صحة ما أورده ابن عبد الحكم فى (السابق ٢٠٤ ـ ٢٠٥) من زعمه مشاركة بسر موسى بن نصير فى فتح المغرب الأقصى ٩٢ ه‍ ، وأنه فتح قلعة هناك باسمه ؛ لأنه توفى ـ على أقصى تقدير ـ فى عهد (عبد الملك).

(٣) الاستيعاب ١ / ١٦٣ ـ ١٦٤.

(٤) تاريخ المصريين : (ترجمة ٢٥٣).

(٥) الطبقات ٧ / ٣٠٦.

(٦) المصدر السابق ٧ / ٣٤٧.

٣٨٤

وهذا يعنى أنه يعتبرهما اثنين :

أولهما ـ تابعى. والثانى ـ صحابى(١) .

٢ ـ أما ابن عبد البر ، فذكر أنهما اثنان صحابيّان «جنادة بن مالك الأزدى الكوفى ، وجنادة بن أبى أمية الشامى»(٢) .

٣ ـ تخبط ابن الأثير ، فسرد الآراء كلها ، وقال : جعلهما ابن منده وابن عبد البر اثنين ، وأبو نعيم ثلاثة. وترجم ابن الأثير بالفعل لثلاثة بهذا الاسم «جنادة بن أبى أمية الأزدى» ، و «جنادة بن مالك» ، و «جنادة الأزدى»(٣) .

٤ ـ اكتفى مغلطاى(٤) ، والمزى(٥) بنقل الرأيين الواردين لدى ابن عبد البر.

٥ ـ قطع الذهبى أنه من كبراء التابعين ، وأيّد رأى ابن سعد ، ورأى أن حديثه الذي يرويه عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث مرسل(٦) .

٦ ـ أخيرا ، رأى ابن حجر أن الصحبة مقطوع بها ل «جنادة بن أبى أمية الأزدى» ؛ لأنه له حديثان مرويان عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم (٧) . وهذا هو الراجح عندى أيضا ، وهو ما قال به مؤرخنا ابن يونس.

(ج) موقف ابن يونس من تناقض عدد من المصادر فى ترجمة «أحد الصحابة» ، وهو «جعشم الخير» ، أو «جعشم بن خليبة» : اكتفى مؤرخنا فى ترجمته بالنص على مبايعة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم بيعة الرضوان ، وذكر شهوده فتح مصر ، واختطاطه بها(٨) . فماذا عن المصادر الأخرى التالية له؟

١ ـ ذكر ابن عبد البر أن الصحابى المذكور قتله «الشريد بن مالك» فى الردة «أى :

__________________

(١) وهو رأى ابن حجر أيضا فى (تهذيب التهذيب) ج ٢ ص ١٠٠.

(٢) الاستيعاب ١ / ٢٤٩ ـ ٢٥٠.

(٣) أسد الغابة ١ / ٣٥٤ ـ ٣٥٦.

(٤) مخطوط إكمال تهذيب الكمال ٢ / ق ٨٤ ـ ٨٥.

(٥) تهذيب الكمال ٥ / ١٣٤.

(٦) سير أعلام النبلاء ٤ / ٦٢ ، وتاريخ الإسلام ٥ / ٣٨٣ ـ ٣٨٤.

(٧) الإصابة ١ / ٥٠٢ ـ ٥٠٣.

(٨) تاريخ المصريين (ترجمة رقم ٢٣٥).

٣٨٥

فى حروبها» بعد قتل عكاشة بن محصن(١) .

٢ ـ أضاف ابن ماكولا فى ترجمته : أنه كساه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قميصه ، ونعليه ، وأعطاه من شعره ، وأنه تزوج آمنة بنت طليق بن سفيان بن أمية بن عبد شمس. قتله الشريد بن مالك(٢) .

٣ ـ لاحظ ابن الأثير التناقض بين الرواية السابقة مجهولة المصدر ، التى تحدد تاريخ وفاته ، وبين ما ذكره ابن يونس ـ فى ترجمته ـ عن شهوده فتح مصر(٣) . وقام مشكورا برفع هذا التعارض بنص ، نسبه إلى ابن ماكولا ـ ليس بين أيدينا الآن فيما راجعت ، ولعله من نسخة ابن الأثير من الإكمال ـ فيه أن جعشم الخير كان زوجا لها قبل الشريد ، ولم يكن الشريد قاتلا له(٤) .

٤ ـ أكد ابن حجر صحة ما ذهب إليه ابن الأثير ـ بالاعتماد على ابن ماكولا ـ وجعله أقرب إلى الصواب ، وجعل «قتله» مصحّفة عن «قبل» ، فيكون الضمير فى الفعل «قتله» ، وتكون كلمتا «فى الردة» ـ أيضا ـ من قبيل الوهم ، الذي وقع فيه ابن عبد البر(٥) . ويكون نص ابن يونس فى ترجمته خير موجّه ومرشد لابن الأثير ومن بعده ؛ لتبيّن هذا الخطأ(٦) .

٥ ـ ويترجح لدىّ ما ذكره ابن الأثير ، وابن حجر. ومما يدعم استنتاج ابن حجر أن الشريد بن مالك لم يذكر فى حادثة مقتل «عكاشة بن محصن» ، ومن ثم لم يذكر الصحابى «جعشم الخير»(٧) .

__________________

(١) الاستيعاب ١ / ٢٧٧.

(٢) الإكمال ٣ / ١٣٥.

(٣) تاريخ المصريين (ترجمة ٢٣٥).

(٤) أسد الغابة ١ / ٣٤٠.

(٥) الإصابة ١ / ٤٨٤.

(٦) ويلاحظ أن السمعانى فى (الأنساب) ٢ / ٢١٢ (مادة الحريمى) ذكر النص على الوجه الصحيح ، ولم ينسبه إلى ابن ماكولا ، فقال : (فتزوج جعشم الخير آمنة بنت طليق بن سفيان بن أمية بن عبد شمس قبل الشريد بن مالك). هذا ، وقد كان والد زوجته من المؤلّفة قلوبهم ، وأخذ من غنائم حنين (سيرة ابن هشام ٢ / ٤٩٤ ، والاستيعاب ٢ / ٧٧٧ ، وأسد الغابة ٣ / ٩٦).

(٧) طبقات ابن سعد ٣ / ٦٨ ، والاستيعاب ٣ / ١٠٨٠ ، وأسد الغابة ٤ / ٦٨ ، والإصابة ٤ / ٥٣٤.

٣٨٦

د ـ هل ولى الصحابى «فضالة بن عبيد» قضاء مصر؟

أخطأ ابن يونس لما جعل هذا الصحابى يلى قضاء مصر ، وبحرها لمعاوية بن أبى سفيان(١) . فالحق أن المصادر التى طالعتها تجمع على أنه كان على قضاء دمشق ، وأنه ـ أساسا ـ صحابى شامى ، له دار بدمشق. وقد ولّاه معاوية هذا المنصب بعد وفاة الصحابى «أبى الدرداء» بمشورة منه «رضى الله عنه». وقد ذكر معاوية أنه ولّاه ذلك المنصب ـ وهو متوجه إلى صفين ـ ليكون سترا له من النار. ولم يكن فضالة على بحر مصر ، وإنما كان على رأس جيش شامى ، أرسله معاوية فى البحر ؛ لغزو الروم(٢) .

٢ ـ حول أحداث مقتل «زهير بن قيس البلوى» ، وتوقيت ذلك :

ذكر ابن يونس أن زهيرا قتل ببرقة سنة ست وسبعين ، وأن ظروف ذلك المقتل تتمثل ـ باختصار ـ فى مجىء الصريخ إلى الفسطاط بنزول الروم برقة ، فأمر عبد العزيز بن مروان زهيرا بالنهوض إليهم. وتذكر الرواية التى يسوقها ابن يونس ـ وهى ذاتها الموجودة تقريبا لدى ابن عبد الحكم ، ولعله نقلها عنه ، أو عن تلميذ ابن عبد الحكم وهو ابن قديد ، وسقط ذلك المورد من النساخ ـ أن زهيرا سار على رأس أربعين رجلا فقط ، وأراد أن يكف عن القتال ، حتى تكتمل جيوشه ، لكن غلامه أثار فيه الحميّة ، فقاتل بهم حتى قتلوا جميعا(٣) .

والصواب أن الروم بلغهم ـ بالقسطنطينية ـ أن زهيرا سار من برقة إلى إفريقية ؛ لقتال كسيلة ، فاهتبلوا تلك الفرصة ، وخرجوا بمراكبهم من جزيرة صقلية فى أعداد كبيرة ، وأغاروا على برقة ، فأصابوا منها سبيا ومقتلة عظيمة ، ونهبوا نهبا كبيرا. ووافق هذا

__________________

(١) تاريخ المصريين (ترجمة رقم ١٠٦٨).

(٢) راجع ما ذكر عن هذا الصحابى الشامى فى (طبقات ابن سعد) ٧ / ٢٨٢. وراجع ما ورد بخصوص ولايته قضاء دمشق فى (الاستيعاب) ٣ / ١٢٦٢ ـ ١٢٦٣ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٦٣ ، والإصابة ٥ / ٣٧١ ، والتقريب ٢ / ١٠٩. ويلاحظ أن الذي كان على أهل مصر فى الغزوة البحرية المذكورة بالمتن هو الصحابى (عقبة بن عامر الجهنى). (فتوح مصر) ص ٢٦٩. ويلاحظ ـ أيضا ـ أن ابن عبد الحكم لم يحدد متى ، وأين ولى (فضالة) القضاء ، واكتفى بقوله : استقضاه معاوية. (السابق ٢٧٩). وتجدر الإشارة إلى أن ابن عبد الحكم ذكره ضمن الصحابة فى مصر ، وقال : له شبيه بعشرين حديثا ، أورد له منها ١١ حديثا (السابق : ص ٢٧٦ ـ ٢٧٩).

(٣) المصدر السابق : ص ٢٠٢ ـ ٢٠٣ (معه سبعون رجلا) ، وتاريخ المصريين رقم (٥٠٢).

٣٨٧

رجوع زهير بعد قتله كسيلة ، فكان استشهاده أمام جموع الروم الكثيرة(١) . ويضيف البعض أن زهيرا لما خبر خبرهم ، أمر عسكره بالمضى على الطريق ، وعدل هو فى خيل كثيرة من فرسان أصحابه ، وأراد استنقاذ الأسرى «المستغيثين به من الروم» ، فتردد أصحابه فى القتال أمام الجموع الهائلة من الروم ، ثم دارت معركة غير متكافئة ، استشهد فيها هو وأصحابه(٢) سنة ٦٩ ه‍(٣) ، أو سنة ٧١ ه‍ على الراجح(٤) .

٣ ـ تناقض فى إحدى التراجم :

ذكر مؤرخنا ابن يونس فى ترجمة «عثمان بن عتيق الغافقى المصرى»(٥) : أنه أول من رحل إلى العراق فى طلب العلم والحديث. وبعدها قال : «يقال : مات قبل أن يبلغ»(٦) .

والحق أن هذه الترجمة لنا عليها اعتراضات وتساؤلات كما يلى :

١ ـ أنه لا يعقل أن يروى عن المترجم له هؤلاء العلماء الكبار «ابن وهب ، وإسحاق ابن الفرات ، وعثمان بن صالح» ، وهو دون البلوغ!

٢ ـ كيف يرحل إلى العراق ؛ طلبا للعلم ، ويترك بلده مصر ، والمفترض أن الرحلة لا تكون إلا بعد هضم علوم بلده وأحاديث محدّثيها؟!

٣ ـ لم أجد له ذكرا فى «تاريخ بغداد» ، للخطيب البغدادى ، وهو المعنىّ بالترجمة لكل من نزل بغداد من طلاب العلم. وأعتقد أن المترجم له (ت ١٨٠ ، أو ١٨٤ ه‍) لو كان نزل غير بغداد من مدن العراق ، فإنه لابد أن يمر بعاصمة العلم والثقافة ، وحاضرة الخلافة فى القرن الثانى الهجرى ، وهو من رجاله.

٤ ـ وإذا كانت الرواية ذكرت أن المترجم له روى عن «عبد القدوس بن حبيب

__________________

(١) الكامل لابن الأثير ٣ / ٤٥٣ ـ ٤٥٤ ، وتاريخ ابن خلدون مجلد ٤ ق ١ ص ٤٠٠.

(٢) رياض النفوس (ط. مؤنس) ص ٣٠ ـ ٣١ ، وتاريخ إفريقية والمغرب للرقيق ص ٥٢ ـ ٥٣. وراجع رسالتى للماجستير ، مجلد ٢ ص ٥٤٩ ـ ٥٥٠.

(٣) الكامل ٤ / ٩١. ولعل ذلك يرجع لاعتبار البعض أن خروج زهير إلى إفريقية كان سنة ٦٧ ه‍ (تاريخ ابن خلدون ٤ / ١ / ٤٠٠).

(٤) على اعتبار الخروج كان سنة ٦٩ ه‍. (فتح العرب للمغرب) للدكتور مؤنس ص ٣٢٩.

(٥) تاريخ المصريين (رقم ٩٢٦).

(٦) السابق.

٣٨٨

الكلاعى» وهو دمشقى سكن بغداد ، وبها مات فى عهد المنصور (١٣٦ ـ ١٥٨ ه‍)(١) ، فإنى أتساءل : هل يمكن له أن يروى عنه ، وهو الذي ـ حسب كلام الخطيب ـ توفى قبل ميلاد المترجم له بسنوات؟! إن أبا الطاهر أحمد بن عمرو (١٧٠ ـ ٢٥٠ ه‍)(٢) لم يتمكن من الرواية عن المترجم له ، وإنما ذكر ابن يونس أنه رآه فقط ، فمتى وأين روى عن «عبد القدوس» هذا؟!

٥ ـ من الواضح أن مؤرخنا هنا بين احتمالين :

الأول ـ أن يكون هناك سقط فى الجملة ، وتمامها : «مات قبل أن يبلغ العراق» ، ويكون قد روى عن «عبد القدوس» الدمشقى الأصل فى بلده «دمشق» قبل أن يسكن بغداد.

والثانى ـ أن يكون ابن يونس قد أدرك هذا التناقض ؛ ولذلك صدّر الجملة بلفظة «قيل» الدالة على الشك ، وإن كنا نرى أنها لا تكفى لدرء هذا التناقض الواضح فى تلك الترجمة ، وكان عليه أن يشفعها بتعليق يشفى الصدور.

أما فى «تاريخ الغرباء» :

فالملاحظات النقدية فيه قليلة جدا ؛ نظرا لصغر حجم الكتاب من جهة ، وسطحية ووجازة تراجم الكثير من مترجميه من جهة أخرى.

وهاك بعضا من تلك الملاحظات :

١ ـ ذكر مؤرخنا ابن يونس : أن «حوىّ بن حوى» قدم مصر واليا. وليس هذا بصحيح ؛ لأن أقصى ما وصل إليه من مناصب فى مصر ولايته خراجها(٣) .

٢ ـ قال ابن يونس : عزل الوليد (٨٦ ـ ٩٦ ه‍) أخاه «عبد الله» عن مصر ب «قرة بن شريك» ، أول ما استخلف «أى : سنة ٨٦ ه‍» ، وليس هذا بصحيح ؛ لأن «عبد الله بن عبد الملك» ولى شئون مصر من سنة (٨٦ ـ ٩٠ ه‍)(٤) ، فيكون الوليد عزله بعد أربع سنوات من ولايته خلافة الأمويين.

__________________

(١) تاريخ بغداد ١١ / ١٢٨.

(٢) الثقات ٨ / ٢٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٦٢ ـ ٦٣.

(٣) تاريخ الغرباء (ترجمة رقم ١٧٢ ، مع مراجعة هامشها رقم ١ ، ومصادره).

(٤) المصدر السابق : (ترجمة رقم ٢٨٣ ، مع مراجعة هامشها رقم ٢ ، ومصادره).

٣٨٩

٣ ـ أورد ابن يونس رواية تدخل فى إطار «الغيبيات» فى ترجمة «عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة»(١) ؛ إذ إنه لا يرى الأحياء ما أفسح للموتى فى قبورهم مد أبصارهم ، بل إن هذا مما يدخل فى «عالم البرزخ» ، الذي لا يطالعه إلا الموتى الصالحون أنفسهم. وكان يجب على ابن يونس التعليق على ذلك ، ونقده. ومن الواضح أن المترجم له يفخر بنفسه ، إذ ينسب إليها رؤية ما لا يراه الآخرون المصاحبون له.

__________________

(١) تاريخ الغرباء : (ترجمة رقم ٣٢١).

٣٩٠

رابعا ـ منهج مؤرخنا فى الكتابين

هذه الجزئية من ٣ الجزئيات المهمة فى دراسة تاريخى «ابن يونس» ؛ إذ إنها تقفنا على عقلية الرجل وتفكيره ، ومدى قدرته على تنسيق وتنظيم مادته التاريخية ، وأسلوبه ولغة عرضه إياها. ومن خلال التعمق فى دراستها سندرك درجة فهمه للتاريخ فهما شاملا ، ونتعرف مدى حضور شخصيته عند تناول تراجمه.

والآن ، مع أبرز قضايا ذلك المنهج :

أولا ـ عناصر الترجمة ، وطريقته فى العرض التاريخى :

١ ـ النسب «وما يلحق به من ذكر الأصل ، والكنية» :

سبق أن عرفنا أن مطالعة كتب «الأنساب» ، ووثائق الديوان فى مصر كان من مكونات مؤرخنا الثقافية. ومن ثم ، فقد ظهر ذلك جليا فى كتابه «تاريخ المصريين» على وجه الخصوص ؛ إذ رأينا اهتمامه البالغ بذكر نسب المترجمين كاملا ، ولو امتد ذلك عبر سطور عديدة ، الشيء الذي خفّت حدّته بنسبة كبيرة فى «تاريخ الغرباء» ، الذي نرجح أن مصادره ومعلوماته لم تسعفه ، ولم تمده بالمادة الكافية ، فأتت نسبة كبيرة منها خالية من النسب المطوّل المعتاد. ولا شك أن معرفة أنساب المترجمين كان يمثل أهمية قصوى بالنسبة لمؤرخ كابن يونس ، يمثل علم «الحديث» جانبا مهما من ثقافته ، ومثّل المحدّثون نسبة كبيرة من تراجم كتابيه ، فمعرفة آباء الرواة وأجدادهم ، والقبائل والبطون التى ينتسبون إليها ، يسهم فى معرفة بلدانهم ، وأماكن انتقالهم ورحلاتهم ، وكل ذلك يضع أيدينا على أساتيذهم وتلاميذهم ؛ مما يسهم ـ بشكل فعّال ـ فى الإلمام بشتى جوانب حياتهم.

وقد اتخذت «الأنساب» فى «تاريخ المصريين» صورا شتّى ، منها : ذكر بعض الأنساب مطولة كاملة(١) ، وأحيانا يعنى بضبط بعض ألفاظها(٢) ، أو شرحها(٣) . وقد يأتى النسب

__________________

(١) راجع تراجم أرقام : (١١٩ ، ١٦٤ ، ١٧١ ، ١٧٢ ، ١٩٠ ، ٣٠٦ ، ٤٢٩ ، ٤٣٣ ، ٤٤٢ ، ٧٥١).

(٢) ترجمة رقم (١٦٤). وبها ضبط بالحروف (بحر بن ضبع) ، وترجمة رقم (٧٥١) : هنىّ (بضم الهاء).

(٣) كما فى ترجمة رقم (٣) ، عندما قال : والقرافة بطن من المعافر. وعرّف الحدس ، والقارة فى

٣٩١

مختصرا ابتداء(١) ، أو يكتفى ببعضه لسبق ذكره مطوّلا عند الترجمة لأحد أفراد أسرة المترجم له(٢) . وقد يأتى اسم المترجم له فحسب(٣) .

وفى «تاريخ الغرباء» : وإن كانت نسبة التراجم المطوّلة أقل بكثير من المصريين ، إلا أن الأنساب اتخذت فيه أنماطا متعددة أيضا «النسب المطوّل(٤) ، والمطول نوعا ما(٥) ، والوسط(٦) ، والقصير(٧) ، والمختصر(٨) ، والاكتفاء باسم المترجم له «فقط»(٩) . ويلاحظ أن ابن يونس كان يخطئ ـ أحيانا ـ فى نسبة المترجم له إلى بلده(١٠) .

وإذا كان أصل المترجمين ، وكناهم مما نعدّه لاحقا وتابعا للنسب ، فإن مؤرخنا كان يحرص ـ فى معظم تراجمه ـ على ذكر كنية مترجميه إلا نادرا(١١) . ولما كان أصل المترجمين واضحا من أنسابهم ، فإن ابن يونس نادرا ما كان ينص على ذلك الأصل(١٢) .

٢ ـ الأساتيذ والتلاميذ :

وهى من النقاط الأصيلة فى عناصر الترجمة لدى ابن يونس ، فيما نرجح. وفى

__________________

ترجمتى (٦٤ ـ ٦٥) ، وعرّف (الحضرمى العقابى) ، فذكر أن المترجم له من بطن ، يقال له : العقابة (ترجمة رقم ١٤٩).

(١) راجع (ترجمة ١٨٤ ـ ١٨٦).

(٢) راجع (ترجمة ١٦٨ ، ٦٠٥ ، ٧١٨).

(٣) راجع (ترجمة ١٩ ، ١٨٩ ، ٤٣١).

(٤) تراجم أرقام : (١١١ ، ١١٥ ، ٢٣٨).

(٥) ترجمة (٢١ ـ ٢٢).

(٦) راجع تراجم (٢ ، ٣ ، ٥ ، ١٣٨).

(٧) تراجم أرقام : (١ ، ٤ ، ١٨٩).

(٨) ترجمة (٢٧٧ ، ٢٩٨).

(٩) ترجمة ٢٠١.

(١٠) فقد نسب ابن يونس (محمد بن حاتم بن نعيم) إلى (بغداد) فى ترجمة رقم (٥١٠). وقد ردّ الخطيب ذلك ـ وهو أدرى بالبغداديين ـ وعدّ ابن يونس واهما ، وقال : هو مروزى (تاريخ بغداد) ج ٢ ص ٢٦٩.

(١١) من هذا النادر ما ورد فى (تاريخ المصريين) ، ترجمة (٧٢٠ ـ ٧٢١). ويلاحظ أنه كان يضبط الكنية ـ أحيانا ـ بالحروف ، كما فى (تاريخ الغرباء) ، ترجمة (٢٤٥).

(١٢) ذكر فى ترجمة (جريبة بن عبد الصمد) ، رقم (٢٣١) فى (تاريخ المصريين) : أنه مصرى. وفى (المصدر السابق) ، ترجمة (الجلاح ، أبى كثير القرشى) ، رقم (٢٥٧) ، قال : كان روميا.

٣٩٢

ضوء ما تبقى من مادة كتابيه ، نلاحظ أن ذكر أساتيذ وتلاميذ المترجمين انتهج فيه مؤرخنا طرقا شتى ، منها :

أ ـ ذكر الأساتيذ ، والتلاميذ بكثرة على غير المعتاد(١) .

ب ـ الاختصار فى ذكرهم(٢) .

ج ـ الاكتفاء بذكر بعض التلاميذ(٣) .

د ـ الاكتفاء بذكر بعض الأساتيذ(٤) .

ه ـ إغفال ذكر الأساتيذ ، والتلاميذ معا(٥) .

و ـ الإشارة إلى التلاميذ بصيغة مجهولة(٦) .

ز ـ التعريف المقتضب بأحد تلاميذ المترجم له(٧) ، وأحيانا يعرّف ـ باختصار ـ بأحد أساتيذ المترجم له أيضا(٨) .

ح ـ وأخيرا ، فقد يكتفى ابن يونس بذكر تلميذ واحد للمترجم له «هو ابنه» ، ثم يتعدى ذلك إلى ذكر تلميذ واحد أيضا لابن المترجم له(٩) .

هذه هى أهم الطرق التى استخدمها مؤرخنا فى ذكر أساتيذ وتلاميذ المترجمين فى كتابيه المعروفين ، مع شىء من الاجتهاد والاستنتاج فى تجميع ما تيسر من بقايا التراجم.

__________________

(١) تاريخ المصريين : رقم (١٢ ـ ١٣ ، ١٦٥ ، ٦٢٤ ، ٦٥٢) ، (وتاريخ الغرباء) : ٢١٤.

(٢) تاريخ المصريين : رقم (١٦٦).

(٣) السابق : ٥٨٦ ـ ٥٨٧ ، ٦٥٥. وفى (تاريخ الغرباء) : أرقام (١٢٢ ، ١٦٨ ، ٢٤٧).

(٤) تاريخ المصريين : ١٦٧ ، ١٧٨. وتاريخ الغرباء : ٤ ـ ٥ ، ٧ ، ١٧٤ ، ١٨٧ ، ٥٥٧.

(٥) تاريخ المصريين : (١٧١ ـ ١٧٢ ، ١٧٥ ، ٦١٣).

(٦) السابق : ١٦٨ (حكى عنه) ، ١٧٤ (روى عنه). وفى (تاريخ الغرباء) : أرقام : ١٣٨ ، ١٥٣ ، ١٩٠ (كتب عنه) ، ٢٣٩ (وأخبرنا عنه جماعة). وفى ترجمة (حميد بن مخلد) ، رقم (١٦٦) : وردت الصيغة دقيقة كالآتى : (وحدّث بها ، وكتب عنه ، عن أبى عبيد القاسم بن سلّام كتبه المصنّفة).

(٧) تاريخ المصريين : ١٥١ ، ٤٧٥.

(٨) تاريخ الغرباء : ٦٨٥.

(٩) كما فى (تاريخ المصريين) : ٧٤٥ (عبد الله بن الصيقل اليافعى : روى عنه ابنه سهل. وروى ـ عن ابنه سهل ـ ضمام بن إسماعيل.

٣٩٣

ولم أقف على سر استخدام ابن يونس لهذه الطريقة دون تلك فى موضع بعينه ، فهو لم يوضح لنا ذلك ، والنصوص لا تشى بشىء. وعلى كل ، فالغالب على ذكر الأساتيذ والتلاميذ طابع «الاختصار» ، وهو الغالب على كتابى ابن يونس فى تراجمه ، كما سنرى بعد.

٣ ـ ثقافة المترجمين ، ومؤلفاتهم «إن وجدت» :

ترجم ابن يونس فى كتابيه للكثير من العلماء فى مختلف فروع العلم والمعرفة ، لكن القاسم المشترك بين هؤلاء هو رواية الحديث ، أو بتعبير أدق كان رصد مؤرخنا وبحثه دوما عن المرويات الحديثية للمترجمين ، وكانت عنايته بتراجم المحدّثين هى الغالبة على كتابيه ، فلا غرو ـ حينئذ ـ أن يكون الاهتمام بالجانب الحديثى هو المسيطر على محتويات تراجمه. وهاك مظاهر ذلك الاهتمام :

أ ـ درجة حفظ المحدّث المترجم له : يحفظ ويفهم(١) ، ثقة(٢) ، ثقة صالح(٣) ، ثقة مأمون(٤) .

ب ـ النقد الحديثى لبعض المترجمين : له مناكير(٥) ، لم يكن بذاك(٦) ، حدّث بمناكير(٧) ، له غرائب(٨) ، متروك الحديث(٩) ، كان يضعّف(١٠) .

ح ـ طغيان ثقافته الحديثية ، وغلبتها على أسلوبه ، وصياغة تراجمه : فنجد ابن

__________________

(١) تاريخ الغرباء : ١٣٨ ، ٤٩٠ (وإن كان أردف ذلك بأنه روى مناكير بعد ذلك ، واختلط ، فلا تجوز الرواية عنه). وهذه الرواية السابقة تعد نموذجا لترجمة المحدّث فى ذلك الكتاب ؛ لأنها تمثل جلّ ترجمة المذكور.

(٢) تاريخ المصريين : (ترجمة ٤ ـ ٦ ، ٣٨) ، و (تاريخ الغرباء) : ٣ ، ٣٠ ، ٣٢ ، ١٤٠ ، ١٨٥ ، ٣٤٠ ، ٤٨٣.

(٣) تاريخ المصريين : (ترجمة ٢٢).

(٤) المصدر السابق : (ترجمة ١١).

(٥) السابق : ٧٩. وتاريخ الغرباء : ٤٨ ، ٢٧٥ ، ٤٩٠.

(٦) تاريخ المصريين : ٨١.

(٧) تاريخ الغرباء : ٤٨.

(٨) السابق : ٢٥٠.

(٩) السابق : ٦٢٣.

(١٠) السابق : ٤٨٦.

٣٩٤

يونس يستخدم مصطلحات المحدّثين ، وهو يترجم لبعض الفقهاء(١) ، وسمّى رواية فيها شكوى والد وولده إلى عمر بأنها حديث(٢) ، وكذلك سمّى قولا لابن مسعود حديثا(٣) .

د ـ بحثه ـ فى المقام الأول ـ عن الجانب الحديثى ، وما إذا كان للمترجم له رواية أو لا ، والحرص على إثبات ذلك ، سواء كان ذلك فى تراجم الصحابة(٤) ، أم فى تراجم غيرهم(٥) . وكذلك ذكره بعض الأحاديث التى يرويها المترجمون بأسانيدها(٦) ، وحكمه على بعض الأحاديث(٧) ، وتحديده عددا من أحاديث الغرباء فى مصر(٨) .

ه ـ وأخيرا ، فإنه من خلال تتبع التراجم الواردة فى كتابى مؤرخنا ، تبين من المادة المجموعة من بقاياهما أنه نادرا ما يذكر المؤلفات العلمية ، التى يدبجها العلماء المترجمون(٩) .

٤ ـ موطن ، ومكان إقامة المترجمين :

كان لمؤرخنا «ابن يونس» اهتمام خاص بإبراز خطط المترجمين ، والتعريف بها(١٠) ،

__________________

(١) قال ابن يونس عن الطحاوى الفقيه الحنفى : ثقة ثبت (تاريخ المصريين) : ترجمة (٥١) ، وقال عن المزنى : ثقة ، لا يختلف فيه (ترجمة ١٣٢) ، وقال عن الفقيه (أحمد بن موسى المصرى) : حدّث بكتب فقهيات (السابق : ٥٩).

(٢) السابق : ٩٩.

(٣) السابق : ١٢٨.

(٤) السابق : تراجم أرقام (٥٢ ، ٢٨٨ ، ٢٩٦ ، ٣٠٢) ، وقال عن كل منهم : (لا يعرف له حديث).

(٥) السابق : ٦٣ (لم تقع إلىّ له رواية ، وله ذكر فى الأخبار) ، ١٢٩.

(٦) منها أحاديث مذكورة فى (السابق) داخل تراجم أرقام : (٨٨ ، ٩٠ ، ٣٨٢ ، وغيرها). وفى (تاريخ الغرباء) : داخل ترجمتى رقمى : (٧ ، ٣٩٨).

(٧) تاريخ المصريين : رقم (٤٦ ، ٥١٥ ، ٥٧٥). ولم يرد نص الحديث بها ، وعلّق على المشار إليه فى الترجمتين الأوليين بأنه (معلول).

(٨) ترجمة الليث بن سعد فى (السابق) ، رقم (١١٢١).

(٩) وردت العديد من تراجم العلماء المصنّفين فى (السابق) دون ذكر شىء من مؤلفاتهم (مثل : الطحاوى الفقيه الحنفى رقم ٥١ ، والمزنى الفقيه الشافعى رقم (١٣٢) ، وأشهب المالكى رقم (١٣٦) ، وابن الحداد الشافعى رقم (١١٦٣). وقد وجدت فى (تاريخ الغرباء) فى ترجمة (خشيش بن أصرم) رقم (١٨٥) ما يلى : (له كتاب مصنّف يردّ على أهل الأهواء بالحديث المروى).

(١٠) راجع (تاريخ المصريين) : ترجمة (١٤٣) ، وقال فيها : (ينزل الحمراء بجوار منزل الليث بن سعد) ، ١٩١ (ينزل البرنيل من كورة الشرقية بمصر) ، ٢٥٦ (يسكن الصّدف).

٣٩٥

وتحديدها تحديدا جغرافيا دقيقا(١) ، وبيان المكان الأصلى الذي ينسب إليه صاحب الترجمة(٢) . كان ذلك على مستوى تراجم المصريين ، الذين نتوقع إدراك مؤرخنا أماكن إقامتهم بمصر إدراكا طيّبا ؛ لأنهم بنو وطنه.

أعتقد أن مهمة ابن يونس فى تحديد بلدان المترجمين فى «تاريخ الغرباء» كانت أصعب منها فى «تاريخ المصريين». ومع ذلك ، فقد ألفيناه يولى هذا الأمر اهتمامه أيضا ، فإنه بالرغم من خلو بعض بقايا تراجمه من ذكر بلدان المترجمين(٣) ، إلا أنه كان ـ أحيانا ـ يذكر أقاليم البعض الآخر(٤) ، ومكان مولدهم ، والبلد الذي رجعوا إليه عند مغادرتهم مصر(٥) ، والبلد الأصلى للمترجم له ، والمكان الذي تحول إليه وسكنه(٦) .

وكان ـ فى بعض الأحيان ـ يرصد تنقلات العلماء بين الأقاليم المختلفة ، ويضمّنها تراجمه(٧) ، ويذكر الأقاليم التى استوطنوها بمصر عند رحيلهم إليها(٨) .

وهكذا ، كان مؤرخنا يحسن فهم الصلة الوثيقة بين «التاريخ ، والجغرافية» ، وكان يعلم أن تراجمه لهؤلاء ـ مصريين ، وغرباء ـ تكتمل معالمها ، وتتضح صورتها بذكر مواطن إقامتهم فى مصر ، مع التعريف ببلدانهم الأصلية.

٥ ـ المكانة الاجتماعية :

نظرا لطبيعة تراجم كتابى «ابن يونس» المختصرة ، فإننا لا نجد التوضيح الكافى ، ولا

__________________

(١) تاريخ المصريين : ترجمة (٥٩١): (من عسكر فسطاط مصر). ووجه الدقة أن هناك أكثر من عسكر خارج مصر (راجع : معجم البلدان ٤ / ١٣٨). وكذلك راجع تعريف ياقوت (عسكر مصر) فى (المصدر السابق) ٤ / ١٣٩.

(٢) راجع (تاريخ المصريين) ، ترجمة الطحاوى (رقم ٥١).

(٣) تاريخ الغرباء : تراجم أرقام (٧ ، ٣٧ ، ٣٩ ، ٧٠ ، ٧٦ ، ٩٠ ، ١١١ ، ١١٦).

(٤) المصدر السابق : ترجمة ٢ (أندلسى) ، ٤ (كوفى) ، ٥ (من أهل قرطبة) ، ٦ (بصرى).

(٥) كما فى ترجمة : (القاسم بن عبد الرحمن بن أبى صالح) ، رقم (٤٥٦) فى (السابق).

(٦) السابق : ترجمة (عكرمة القرشى) رقم (٣٩٥) ، وترجمة (على بن شيبة بن الصلت) ، رقم (٤٠٧).

(٧) السابق : ترجمة (يحيى بن معين) ، رقم (٦٨٣).

(٨) السابق : (ترجمة ١٢) ، وهو (إبراهيم بن أبى داود البرلسى) ، الذي لزم البرلس. وكذلك ترجمة (أحمد بن محمد بن فضالة السوسى) ، الذي نزل العسكر عند الصاغة بمصر (رقم ٧٢) ، وترجمة (بشر بن بكر التنيسى) ، رقم (١٠٩) ، الذي قال عنه : دمشقى ، أكثر مقامه ب (تنيس) ، و (دمياط) ، وتوفى بالأخيرة سنة ٢٠٥ ه‍.

٣٩٦

التفصيل الوافى ، الذي يضع أيدينا ـ بالضبط ـ على عوامل وعلل سمو المنزلة الاجتماعية ، وأهم مظاهرها فى «المجتمع المصرى» ، وطبيعة النظرة إلى العلماء المصريين ، والغرباء فى مصر من قبل الحكام ، والناس.

وعلى كل ، فإنه ـ من خلال ما تم تجميعه ـ يمكن التقاط بعض الإشارات الخفيفة.

فعلى مستوى «تاريخ المصريين» ، ذكر ابن يونس أن لبعض المترجمين مكانة لدى الحكام فى مصر(١) ، ولبعضهم مكانة متميزة لدى الخلفاء خارجها(٢) ، سواء عرفت ملامح تلك المكانة ، أم لم تعرف(٣) . وبعضهم كان شريفا بمصر فى أيامه ، وأجلّ أهل بلده ، ومن أهل النعم(٤) . والبعض استمد مكانته من رئاسته فى قومه ، وفخامة قصره ، وكثرة أتباعه وغلمانه(٥) . وأخيرا ، فإن بعض العلماء لم يكن من الأغنياء ؛ زهادة وتعففا(٦) .

وبخصوص العلماء الغرباء بمصر ، فقد حظى عدد منهم بمكانة اجتماعية سامية لدى الناس(٧) ، وبعضهم كانت له منزلته لدى السلطان والعامة(٨) ، والبعض الآخر عدّ من وجوه أهل مصر بعد إقامته بها ، حتى إنه جالس الخليفة المأمون بعد مجيئه إلى مصر(٩) .

__________________

(١) تاريخ المصريين : (ترجمة سويد بن قيس) ، رقم (٦١٦) ، الذي قال عنه : كان عبد العزيز بن مروان يرسله فى أموره.

(٢) المصدر السابق : (ترجمة ١٠٧٥) ، وفيها ترجم ل (القاسم بن سعيد) ، وقال عنه : وفد على مروان بن محمد ، وأعجب به. وكان خطيبا بليغا ، جعله يجيب الخطباء فى الآفاق.

(٣) من التراجم التى لا يعرف وجه مكانة ذويها لدى الحكام تحديدا (ترجمة ٦٤٥ ، ٧٤٩) فى (السابق). وهناك آخرون لهم مكانة عند أهل مصر ، لم تذكر تحديدا (السابق : ترجمة ١٢٣ ، ٦٢٣ ، ٦٦٩).

(٤) السابق : ٧٣١ (فى الإسكندرية) ، ١٠٧٧ (فى البلينا بالصعيد).

(٥) السابق : ترجمة رقم ١١٠٣ (هو كريب بن أبرهة ، الذي كان على عهد عبد العزيز بن مروان).

(٦) السابق : ترجمة رقم ١٢٠٨ (هو محمد بن زبّان بن حبيب) ، الذي قيل عنه : متقلل فقير ، لم يكن يقبل من أحد شيئا.

(٧) تاريخ الغرباء : (ترجمة عمرو بن أحمد بن طشويه) ، رقم (٤٢٤) ، وكان تاجرا. وترجمة (محمد بن الحسين بن زيد) ، رقم (٥٢٠) ، وقال عنه : منزلته جليلة بتنيس ، جلد عاقل ، له محل ولسان. وترجمة (محمد بن حبش الواعظ) ، رقم (٥١١) ، وبها مقومات مكانته لدى الناس : (حافظ للقرآن ، قاصّ واعظ مؤثر فى قلوب ونفوس الناس ، يصلى بهم التراويح فى رمضان ، كريم سخىّ).

(٨) المصدر السابق : (ترجمة ٤٩٧ ، ٥٥٦).

(٩) السابق : (ترجمة ٣٤٠).

٣٩٧

٦ ـ تواريخ مهمة تتصل بالمترجمين :

وهذا هو عنصر «التوقيت» ، وله أهميته القصوى فى تراجم «ابن يونس» ؛ لأنه يعرفنا العصر الذي عاش فيه المترجمون ، والتواريخ المهمة المتصلة بمواليدهم ووفياتهم ، وتلقيهم العلم ، ورحلاتهم ، وتواريخ ولايتهم مناصبهم ـ إن وجدت ـ وتواريخ عزلهم ، إلى غير ذلك مما يحتاج إلى معرفته المحدّث والمؤرخ على حد سواء.

ويمكن استعراض أهم الصور التى وردت بخصوص «التوقيت» ، فيما يلى :

١ ـ ذكر تاريخ ميلاد المترجمين(١) ، وسقوطه أحيانا(٢) .

٢ ـ ذكر تاريخ الوفاة بدقة وتفصيل(٣) ، ويكتفى ـ أحيانا ـ بإيراد شهر وسنة الوفاة(٤) .

٣ ـ الإشارة إلى الوفاة بلفظ عام(٥) ، أو ذكر تاريخ تقريبى لها «فى يوم الوفاة(٦) ، أو عامها»(٧) .

٤ ـ ذكر أكثر من تاريخ وفاة للمترجم له(٨) .

٥ ـ تعدد تواريخ الوفاة لأكثر من شخص ، يرد ذكرهم فى الترجمة الواحدة(٩) .

__________________

(١) تاريخ المصريين : (تراجم ٥١ ، ٧٦٥ ، ٧٩٤ ، ٨٦٨). وفى (تاريخ الغرباء) : ترجمة ٤٨٣ ـ ٤٨٤).

(٢) السابق : ٤٧ ، ٢٢٨ ـ ٢٢٩. وفى (تاريخ الغرباء) : ترجمة ٣٥٦ ، ٣٥٨ ، ٤١٠ ـ ٤١٢.

(٣) تاريخ المصريين : تراجم أرقام : ١١ ، ٣٨ ، ٥٣ ، ٣٥٥ (بذكر اليوم ، والشهر ، والسنة). وفى (تاريخ الغرباء) : ٣٥٦ ، ٣٥٨ ، ٤١٠ ـ ٤١٢ ، ٤٨٣.

(٤) تاريخ المصريين (تراجم أرقام : ١ ـ ٢ ، ٧ ـ ٨).

(٥) مثل : مات قديما (السابق : ترجمة ١٤٩) ، وهو قديم (السابق : ٢٤٣ ، ٣٥٧). وفى (تاريخ الغرباء) : قديم الموت (ترجمة ١٧٠) ، قديم (٤٢٨).

(٦) السابق : ترجمة ٢٩٩ (توفى بمصر فى العشر الأواخر من رجب سنة ٣٢٨ ه‍).

(٧) تاريخ المصريين : ترجمة ٢٠٦ (توفى قريبا من سنة ٢٢٠ ه‍) ، ٣٩٥ (توفى سنة نيّف وثلاثمائة) ، ٥٠٨ (توفى قبل سنة ١٥٠ ه‍) ، ٥٤٩ (وما أراه عمّر بعد سنة ١٥٢ ه‍ إلا يسيرا) ، ٨٩٥ (توفى بعد سنة ٢٧٠ ه‍). وفى (تاريخ الغرباء) : ٣٩٠ (توفى قريبا من سنة ١١٠ ه‍) ، ٤٦٤ (أدرك وفاة عبد الملك) ، ٤٦٥ (مات أيام الأمير عبد الرحمن بالأندلس) ، ٤٦٨ (توفى صدر أيام الأمير عبد الله بن محمد).

(٨) تاريخ المصريين : ١٨٣.

(٩) السابق : ٣١٤.

٣٩٨

٦ ـ ذكر وفاة المترجم له ، ومن صلّى عليه(١) ، والاهتمام بذكر مكان الوفاة(٢) .

٧ ـ الاهتمام ـ أحيانا ـ بذكر زمان الوفاة ، وتوقيت الدفن(٣) ، ومكانه(٤) .

٨ ـ مكان إيراد تاريخ الوفاة «قبل ذكر بعض سمات المترجم له الخلقية غالبا(٥) ، وفى نهاية الترجمة أحيانا»(٦) .

٩ ـ هناك مواضع يغفل فيها ابن يونس النص على تاريخ الوفاة(٧) ، وأماكن يهمل فيها التوقيت تماما(٨) .

١٠ ـ صيغ جديدة يستخدمها ابن يونس فى بعض مواضع التوقيت(٩) .

ملاحظات :

أ ـ لا يقف اهتمام مؤرخنا فى التوقيت عند تواريخ الميلاد والوفيات فحسب ، وإنما كان يهتم ـ أيضا ـ بتواريخ بعض الشهادات القضائية(١٠) ، وتاريخ أحد الفتوح الأولى فى مصر(١١) ، ووقت دخول بعض الصحابة إلى مصر(١٢) .

__________________

(١) تاريخ المصريين : ٣٤ ، ١٦٣ ، ٢٦٩. وفى (تاريخ الغرباء) : ٣٠ ، ٤٨٤.

(٢) السابق : ٤٨٦.

(٣) السابق : ترجمة (٥٠٦).

(٤) تاريخ المصريين : ترجمة (١٣٢).

(٥) السابق : تراجم (١٢٩ ، ١٣٢ ، ٢٣٢ ، ٢٥٩ ، ٢٨٩ ، ٢٩٧ ـ ٢٩٨ ، ٣١٢). وفى (تاريخ الغرباء) : تراجم (٣٧ ، ١٨٧ ، ٢٩٦. ٣٩٠). وأضيف إلى ما تقدم أن مؤرخنا يذكر ـ أحيانا ـ بعضا من تاريخ حياة المترجم له بعد ذكر تاريخ وفاته (راجع ترجمة عبد الله بن سعد فى «تاريخ المصريين» رقم ٧٣٧ ، وما ذكره عن ارتداده بعد إسلامه ، ثم تأمينه).

(٦) المصدر السابق : تراجم (١٢٢ ـ ١٢٣ ، ١٢٦ ، ٢٨٣ ، ٢٨٥ ، ٢٩١ ، ٢٩٣ ، ٣٠١).

(٧) السابق : تراجم (٤ ـ ٥ ، ٩ ، ٨٥ ، ١٦٤ ، ٢٣٥). وفى (تاريخ الغرباء) ، تراجم (٣٨٥ ، ٤١٤ ، ٤١٦ ـ ٤١٧).

(٨) تاريخ المصريين : تراجم (٩٣ ـ ٩٤ ، ٩٨ ـ ٩٩ ، ١٠١ (وهى ترجمة سطحية جدا) ، ٨٩٤ (عمر ، وعلت سنه). وفى (تاريخ الغرباء) : ترجمة (٢٢٥).

(٩) المصدر السابق : ترجمة (٤٤٩ ، وهامشها رقم ٣ : توفى سنة سبع وتسعين ، بدلا من : سبع وتسعين ومائة ، اعتمادا على سياق الترجمة) ، ٥٢٩ (توفى سلخ ذى القعدة) ، ٦٠٩ (توفى فى عشر السبعين والمائتين).

(١٠) تاريخ المصريين : ٥٤٩ (رأيت شهادته فى المحرم سنة ١٥٢ ه‍) ، ٨٩٣ (توقيتها بالعجمية).

(١١) السابق : ٧٥٨ (فتح الإسكندرية الثانى سنة ٢٥ ه‍).

(١٢) السابق : ١٠٤٨ (بعد أن فتحت مصر).

٣٩٩

ب ـ التفت مؤرخنا فى «تاريخ الغرباء» إلى ما يتلاءم مع طبيعة تراجمه ، فذكر تاريخ القدوم إلى مصر(١) ، وتاريخ خروج بعض الغرباء من بلدهم(٢) ، ومدة المكث بمصر(٣) ، ومكان وزمان وفاة الغرباء بعد الخروج من مصر(٤) .

ج ـ الاهتمام بذكر عمر المترجم له صراحة(٥) ، أو تلميحا(٦) ، وبيان مقدار ما بينه وبين والده من سنوات(٧) . وأيضا الاهتمام بتاريخ ولاية المنصب(٨) ، أو تاريخ العزل(٩) ، وقد يذكر مدة ولاية المنصب حتى الوفاة ، ويذكر تاريخ الوفاة(١٠) .

د ـ أخطأ مؤرخنا ابن يونس ، وخانته دقته فى تحديد عدد من تواريخ وفيات بعض المترجمين ، مثل : «جعثل بن هاعان»(١١) ، و «حبيب بن أبى عبيدة»(١٢) ، و «عبد الرحمن ابن عبد الحميد المهرى»(١٣) ، وذلك فى «تاريخ المصريين». أما فى «تاريخ الغرباء» فقد

__________________

(١) تاريخ الغرباء : ٣٥٢ ، ٤٤١ ، ٤٥٠ ، ٤٧٨ ، ٥٣٧ ، ٥٤٨ ، ٥٥٣ ، ٦٠٤ (وفى ترجمة ٤٥٥ : أضاف مع من جاء إليها). وقد تتعدد مرات القدوم إلى مصر ، فيذكر تاريخه أيضا (٦٩١ ، ٦٩٤. وفى الترجمة الأخيرة أضاف تاريخ الخروج من مصر ثانية). وقد يذكر تاريخ القدوم بالتقريب : (٤٥٧ ، ٥١٦). وقد يجعله عاما ، مثل قوله : قدم مصر قديما (٤٨٤ ، ٤٩٧).

(٢) السابق : (٦٢٧).

(٣) السابق : ٣٨٨.

(٤) السابق : ٣٤ ـ ٣٥ ، ٤٣ ، ٢١٠. وقد يذكر تاريخ وفاة المصريين خارج بلدهم (ترجمة ١٤١٤).

(٥) تاريخ المصريين : ١١ ، وتاريخ الغرباء : ١٩٢.

(٦) تاريخ المصريين : ٣٨ (وقد جاوز التسعين) ، ١١٦٦ (مات سنة كذا ، وقد علت سنه) ، ١٣٣٤ (توفى سنة كذا ، ولم يسنّ) ، ١٣٦٢ (مات سنة كذا ، وعمّر دهرا طويلا).

(٧) السابق : ٧٥٦.

(٨) السابق : ترجمة ٦٠٥ (السّمين بن محمد بن بحر بن ضبع : ولى مراكب دمياط سنة ١٠١ ه‍ ، فى عهد عمر بن عبد العزيز). وقد يذكر ذلك التاريخ بالتقريب (تاريخ الغرباء : ترجمة ٤٤٥ ، قال : ولى قضاء الجماعة قبل المائتين أيام الأمير الحكم بن هشام بن عبد الرحمن).

(٩) المصدر السابق : (ترجمة ٦٢٣). وفى (تاريخ الغرباء): (ترجمة ٤٠٢ ، ٥٩٨).

(١٠) المصدر السابق : (ترجمة ٦٥٦).

(١١) راجع التفاصيل فى (تاريخ المصريين) ، رقم (٢٣٤ ، وهامشها رقم ٦ ص ٨٩).

(١٢) راجع التفاصيل فى (السابق) ، رقم (٢٨٢ ، وهامشها رقم ٣. وكذلك فى «تاريخ الغرباء» ترجمة ٤٦٧ ، وهامشها رقم (١) ص ١٨١).

(١٣) ورد فى ترجمة (٨٢٦) فى (تاريخ المصريين) : أنه توفى فى المحرم سنة ١١٨ ه‍. وهذا توقيت خاطئ ؛ لأنه لا يعقل أن يروى عنه يونس بن عبد الأعلى (ولد سنة ١٧٠ ه‍). ومن هنا ،

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571