تاريخ ابن يونس المصري الجزء ٢

تاريخ ابن يونس المصري13%

تاريخ ابن يونس المصري مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 571

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 2442 / تحميل: 234
الحجم الحجم الحجم
تاريخ ابن يونس المصري

تاريخ ابن يونس المصري الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

من سواحل الشام ، وقدم مصر ، وحدّث بها ، وكتبت أنا عنه سنة أربع وتسعين ومائتين(١) .

ذكر من اسمه «أمية» :

١٠٢ ـ أميّة بن يزيد بن أبى عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد : أخو عثمان ، وخالد ابنى يزيد بن أبى عثمان. حدث عنه ابن لهيعة ، ورشدين بن سعد. ذكر أنه من أهل مصر ، ولم أكن عرفته ، وهو ـ عندى ـ شامى سكن مصر. والله أعلم(٢) .

ذكر من اسمه «إهاب» :

١٠٣ ـ إهاب بن مازن النّفوسى البربرىّ(٣) : كان يكتب الحديث معنا ، ويتفقّه على مذهب «مالك بن أنس»(٤) . كتب عن أبى يزيد القراطيسى(٥) بمصر ، وطبقة بعده ، وكان كثير الصمت والعزلة(٦) ، وكان يحكى لنا عن ابن سحنون حكايات(٧) . توفى ـ قديما ، على ما بلغنى ـ بالمغرب قبل العشرين وثلاثمائة(٨) .

ذكر من اسمه «أيوب» :

١٠٤ ـ أيوب بن إسحاق بن سافرى(٩) : يكنى أبا سليمان. قدم مصر ، وحدّث بها ،

__________________

(١) الأنساب ٤ / ٢٢٦) (قال أبو سعيد بن يونس).

(٢) الإكمال ١ / ٦١ (قال ذلك ابن يونس).

(٣) السابق ١ / ٣٩٨. وفى (الأنساب) ٥ / ٥١٦ : نفوسى بربرى. وفى (السابق) ٥ / ٥١٥ : بضم النون : بطن من بربر بلاد المغرب. ونقل رأيا آخر بفتح النون ، وقال : قبيلة من البربر ، سكنت جبال إفريقية.

(٤) السابق ٥ / ٥١٦ (صدّر الترجمة بقوله : قال أبو سعيد بن يونس فى تاريخ مصر).

(٥) الإكمال ١ / ٣٩٨ (سمع أبا يزيد القراطيسى) ، والأنساب ٥ / ٥١٦.

(٦) الأنساب (٥ / ٥١٦).

(٧) الإكمال ١ / ٣٩٨ (كتبت عنه حكايات ، عن ابن سحنون) ، والأنساب ٥ / ٥١٦.

(٨) الإكمال ١ / ٣٩٨ (قال ابن يونس : توفى بالمغرب) ، والأنساب ٥ / ٥١٦.

(٩) هذا هو نسبه الذي اكتفى ابن يونس بإيراده (ذكره الخطيب فى تاريخ بغداد ٧ / ١٠ بسنده المعروف إلى ابن يونس). وزاد الخطيب فى نسبه (إبراهيم بن إسحاق) ، وذكر أنه أخو (يحيى ابن إسحاق). (السابق ٧ / ٩). أما (سافرى) ، فضبطها السمعانى بالحروف فى (الأنساب) ٣ / ١٩٩ ، وقال : هو اسم ، لا نسبة. وأضاف السمعانى فى ترجمته : أنه بغدادى ، نزيل الرملة. يروى عن يعلى بن منصور الرازى ، وزكريا بن عدىّ ، ومعاوية بن عمرو ، وغيرهم. وذكر ابن أبى حاتم : أنه كتب عنه بالرملة ، وهو صدوق.

٤١

وكان أخباريا. يقال : إنه بغدادى. ويقال : مروزىّ سكن بغداد ، وقدم إلى دمشق ، فأقام بها. وكان قدومه إلى مصر من دمشق. وكانت فى خلقه زعارة(١) . وسأله أبو حميد(٢) فى شىء ، يكتبه عنه من الأخبار ، فمطله ـ وكان شاعرا ـ فكتب إليه :

الحمد لله لا نحصى له عددا

ما زال إحسانه فينا له مددا

إذ لم أخطّ حديثا عنك أعلمه

ولا كتبت لغيرى عنك مجتهدا

إلا أحاديث خوّات وقصته

عن البعير ولمّا قال : قد شردا

فسوف أخرجها إن شئت من كتبى

ولا أعود لشىء بعدها أبدا

وله أيضا :

أبا سليمان لا عريت من نعم

ما أصبح الناس فى خصب وفى جدب

لا تجعلنّى كمن بانت إساءته

ليس المسىء كمن لم يأت بالذّنب

فأبعث إلينا ذاك الجزء ننسخه

كيما نجدّ لما يبقى من الكتب(٣)

توفى بدمشق سنة تسع وخمسين ومائتين(٤) . وقيل : توفى بدمشق يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة ، بقيت من شهر ربيع الآخر سنة ستين ومائتين(٥) .

١٠٥ ـ أيوب بن سليمان بن نصر بن منصور بن كامل المرّىّ (مرّة غطفان) : يروى عن أبيه ، وعن بقى بن مخلد. توفى (رحمه‌الله ) سنة عشرين وثلاثمائة ، وحدّث(٦) .

__________________

(١) أى : طيش وحدّة. سبق التعريف بها. وحرفت فى (تاريخ بغداد) ٧ / ١٠ إلى (دعارة).

(٢) لم أقف عليه ، ولعله أحد تلاميذ المترجم له ، أو الراوين عنه.

(٣) المقطوعتان الشعريتان من بحر (البسيط).

(٤) المصدر السابق (٧ / ١٠) (قال ابن يونس).

(٥) السابق. وقد عبّرت فى المتن ب (قيل) ؛ لتقوم مقام قول الخطيب عن ابن يونس : قال فى موضع آخر.

(٦) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ١٠٢ (ذكره أبو سعيد ، ولم يرد فيه أنه قال : وحدّث) ،

٤٢

١٠٦ ـ أيوب بن سويد الرّملىّ(١) السّيبانىّ(٢) : يكنى أبا مسعود. تكلموا فيه(٣) .

١٠٧ ـ أيوب بن نصر بن موسى العصفرىّ(٤) : يكنى أبا أحمد. بغدادى ، قدم مصر ، وحدّث بها ، وتوفى بها ليلة الخميس لست بقين من شعبان سنة ست وخمسين ومائتين(٥) .

__________________

والإكمال ٧ / ٣١٤ (توفى بها. وحذفت «بها» ، فهى لا محل لها. وختم النص بعبارة : قاله ابن يونس).

(١) ضبطها السمعانى بالحروف فى (الأنساب) ٣ / ٩١ ، وقال : نسبة إلى (الرّملة) ، وهى بلدة من بلاد فلسطين ، وهى قصبتها ، بها الرباط للمسلمين ، ويسكنها جماعة من العلماء الصالحين ؛ للمرابطة بها.

(٢) ذكرها ابن ماكولا بالسين فى (الإكمال) ٥ / ١١١ ـ ١١٢. وضبطت بالحروف فى (الأنساب) ٣ / ٣٥٤ ، وقال : سيبان بطن من حمير.

(٣) مخطوط إكمال مغلطاى ١ / ق ١٥١ (قال ابن يونس فى تاريخ الغرباء) ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٥٥ (شرحه). ويمكن مطالعة المزيد عن المترجم له فى (السابق) ١ / ٣٥٤ ـ ٣٥٥ : روى عن الأوزاعى ، ومالك ، والثورى ، يونس بن يزيد ، وأسامة بن زيد ، وغيرهم. روى عنه الشافعى ، ويونس بن عبد الأعلى ، والربيع المرادى ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. ذكر يونس : أنه جىء به إلى دار بنى فلان ، فسمع الشافعى عنه أحاديث من كتابه. روايته مستقيمة إلا ما كان من ابنه (مروان) عنه ، فإنها تتّقى. مات غريقا عند عوده من الحج ، متوجها إلى (الرملة) سنة ١٩٣ ه‍ ، وقيل : سنة ٢٠٢ ه‍.

(٤) كذا ضبط بالحروف فى (الأنساب) ٤ / ٢٠٢ ، وقال : نسبة إلى (العصفر) ، وبيعه وشرائه ، وهى شىء تصبغ به الثياب.

(٥) تاريخ بغداد ٧ / ٩ (بسنده المعهود إلى ابن يونس).

٤٣

باب الباء

ذكر من اسمه «بسطام» :

١٠٨ ـ بسطام بن حريث الأصفر : يكنى أبا يحيى. بصرى ، روى عن أشعث بن عبد الله بن جابر الحدانى ، وحفص بن سليمان المنقرىّ. روى عنه سليمان بن حرب(١) ، وسعيد بن كثير بن عفير أيضا(٢) .

ذكر من اسمه «بشر» :

١٠٩ ـ بشر بن بكر التنيسى(٣) : يكنى أبا عبد الله. دمشقى ، قدم مصر ، وحدّث بها. كان أكثر مقامه ب «تنيس ، ودمياط»(٤) . توفى ب (دمياط) فى ذى القعدة سنة خمس ومائتين(٥) .

١١٠ ـ بشر بن جنادة : كان من سكان الأندلس. أصله من البربر ، ويكنى أبا عبد الله. سمع من سحنون ، وحدّث. توفى (رحمه‌الله ) بالأندلس زمن (عبد الله بن محمد)(٦) .

__________________

(١) تهذيب الكمال ٤ / ٧٨ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٨٤.

(٢) مخطوط إكمال مغلطاى ٢ / ق ١٠ (وذكر ابن يونس فى تاريخ الغرباء) ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٨٤ (شرحه). ويلاحظ أننا سجلنا بعض أساتيذ ، وتلاميذ المترجم له على سبيل الاستنتاج من ورود كلمة (أيضا) آخر النص.

(٣) كذا ورد بهذا النسب فى (تهذيب الكمال) ٤ / ٩٥ ، وتاريخ الإسلام ١٤ / ٧٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٨٨ (مع إضافة البجلىّ). وفى (تاريخ دمشق) ١٠ / ٣٤ جعل اللقب (النّخعىّ) ، وأورد النسب بإسناده إلى أبى عمرو بن منده فى كتابه عن أبيه عبد الله ـ والصواب : عن أبى عبد الله ابن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس).

(٤) السابق (زاد ابن منده. وأعتقد أنه نقله عن ابن يونس أستاذه) ، وتهذيب الكمال ٤ / ٩٧ (ابن يونس) ، وتاريخ الإسلام ١٤ / ٧٥ (قال ابن يونس).

(٥) تاريخ دمشق ١٠ / ٣٤ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٩٧ ، وتاريخ الإسلام ١٤ / ٧٥ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٨٨ (قال ابن يونس). وأضاف ابن حجر : روى عن الأوزاعى ، وسعيد بن عبد العزيز. روى عنه دحيم ، والحميدى ، وابن وهب ، والشافعى. ولد سنة ١٢٤ ه‍.

(٦) تاريخ ابن الفرضى ١ / ٢٨٠ (قال أبو سعيد). ووردت الترجمة بالنص تقريبا فى (الجذوة) ١ / ٢٨٠ (دون أن يشير الحميدى إلى ابن يونس).

٤٤

١١١ ـ بشر بن صفوان بن تويل(١) بن بشر(٢) بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل(٣) بن عزيز(٤) بن أبى جابر بن زهير(٥) بن جنّاب بن هبل بن عبد الله بن كنانة(٦) بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب الكلبى(٧) : أمير مصر. وليها من قبل يزيد بن عبد الملك بعد موت (أيوب بن شرحبيل) فى سابع عشر شهر رمضان سنة إحدى ومائة. وحدّث عنه عبد الله بن لهيعة. يروى عن أبى فراس(٨) .

١١٢ ـ بشر بن نصر بن منصور : يكنى أبا القاسم. الفقيه على مذهب الشافعى. يعرف ب (غلام عرق)(٩) ، وعرق خادم من خدّام السلطان ، كان على البريد بمصر. وكان بشر ابن نصر قدم معه فى جملة من قدم من بغداد ، وتفقّه ، وكان فقيها متضلّعا ديّنا. توفى بمصر فى جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثمائة. وقد سمعت منه(١٠) .

__________________

(١) ضبطت بالحروف فى (الإكمال) ١ / ٥٠٤ ـ ٥٠٥. وقال ابن تغرى بردى فى (النجوم) ١ / ٣١٢ : بفتح التاء المثنّاة.

(٢) تاريخ دمشق ١٠ / ٩١ ، والنجوم ١ / ٣١٢. وحرفت فى (الإكمال) ١ / ٥٠٥ إلى (بشير).

(٣) كذا فى (الإكمال) ١ / ٥٠٥ ، وتاريخ دمشق ١٠ / ٩١. وفى (النجوم) ١ / ٣١٢ حرفت إلى (شرحبيل).

(٤) كذا فى (الإكمال) ١ / ٥٠٥. وفى (تاريخ دمشق) ١٠ / ٩١ : عرين. ويقال : عزيز. وفى (النجوم) ١ / ٣١٢ : عرين.

(٥) إلى هنا نسبه فى (المصدر السابق) ١ / ٣١٢ ، وبعده لقب (الكلبى).

(٦) إلى هنا نهاية نسبه فى (الإكمال) ١ / ٥٠٥.

(٧) إلى هنا نهاية النسب فى (تاريخ دمشق) ١٠ / ٩١ (بسنده إلى أبى عمرو ـ لا عمر ـ بن منده ، عن أبيه ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس ، فذكره).

(٨) النجوم ١ / ٣١٢ (قال ابن يونس) ، وبعده قال صاحب النجوم : انتهى كلام ابن يونس ، ولم يذكر وفاته ، ولا عزله. وفى (الإكمال) ١ / ٥٠٥ : خرج إلى المغرب فى سنة ١٠٢ ه‍. راجع أخبار ولايته على مصر فى (كتاب الولاة) للكندى ص ٧٠ ـ ٧١.

(٩) كذا ضبطه محقق (تاريخ الإسلام) ٢٣ / ٨٨. وقال السمعانى فى نسبه (العرقىّ). (الأنساب) ٤ / ١٨١ ، وهذا يشهد بصحة الضبط السابق. وعرّف ابن ماكولا (عرقة) بأنها بلدة تقارب أطرابلس الشام. ومن الواضح أن ابن يونس لم يتعرض لهذه النسبة ، واكتفى بالتعريف بغلام عرق وسيده ، كما ورد بالمتن.

(١٠) الأنساب ٤ / ١٨١ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتاريخ بغداد ٧ / ٨٨ (بسنده المعهود إلى ابن يونس) ، والمنتظم (ط. بيروت) ١٣ / ١٥٢ (بسنده إلى ابن يونس) ، وتاريخ الإسلام ٢٣ / ٨٨ (متضلّع فى الفقه ، ديّن) ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٠٠ (ذكر مجيئه إلى مصر ، وتفقهه على الشافعى ، وتديّنه ، وتاريخ وفاته بمصر. قال ابن يونس).

٤٥

١١٣ ـ بشر بن يزيد الأزدى الإفريقىّ : روى عنه ابنه عبد الرحمن بن بشر مناكير. توفى بالمغرب(١) .

ذكر من اسمه «بقى» :

١١٤ ـ بقىّ بن مخلد : يكنى أبا عبد الرحمن. أندلسى ، كانت له رحلة ، وطلب مشهور. حدّث(٢) ، وتوفى بالأندلس سنة ست وسبعين ومائتين(٣) .

ذكر من اسمه «بكار» :

١١٥ ـ بكّار بن قتيبة بن أبى برذعة(٤) بن عبيد الله بن بشير بن عبيد الله بن أبى بكرة الثقفى (صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم )(٥) : يكنى أبا بكرة(٦) . بصرى ، قدم على قضاء مصر ،

__________________

(١) ذيل ميزان الاعتدال ص ١١٠ (قال ابن يونس فى تاريخ مصر).

(٢) تاريخ دمشق ١٠ / ٢٢٣ (بسنده إلى أبى سعيد بن يونس).

(٣) السابق ١٠ / ٢٢٤ (قال أبو سعيد بن يونس فى تاريخه) ، والجذوة ١ / ٢٧٥ (شرحه) ، والبغية ٢٤٦ (شرحه) ، والصلة ١ / ١١٩ (شرحه). ويمكن مراجعة المزيد عنه فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ١ / ١٠٩ : قرطبى ، سمع يحيى بن يحيى. ورحل إلى المشرق ، فتلقى على ابن بكير ، وأبى الطاهر بن السرح ، والحارث بن مسكين. وسمع بإفريقية من سحنون ، وعون بن يوسف. ولد سنة ٢٠١ ـ ت ٢٧٦ ه‍. وجلب إلى الأندلس (مصنف ابن أبى شيبة) ، وكتاب (الفقه) ، لمحمد بن إدريس الشافعى ، و (التاريخ) لخليفة بن خيّاط ، وطبقاته له أيضا. وله مؤلفات ، منها : تفسير القرآن ، ومسند النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . كان ورعا مستجاب الدعاء. وترجم له فى (الجذوة ١ / ٢٧٤ ـ ٢٧٧ ، والبغية ص ٢٤٥ ـ ٢٤٧) ، وقد جعله الحميدى ممن شاورهم الأمير (عبد الله بن محمد) من الفقهاء ، وهو شاهد على صحة تاريخ وفاته ، الذي ذكره أبو سعيد. وهذا يعنى : أنه ما دام توفى سنة ٢٧٦ ، فهو توفى ـ إذا ـ فى بداية عهد الأمير المذكور ، الذي ولى من سنة ٢٧٥ ه‍ ـ ٣٠٠ ه‍.

(٤) كذا بالذال فى (وفيات الأعيان) ١ / ٢٧٩ ، ورفع الإصر ١ / ١٤٠. وورد بالدال فى (تاريخ دمشق) ١٠ / ٢٤٣ ، ورفع الإصر (ط. جست ، ذيول على القضاة للكندى) ص ٥٠٥. وقد قال ابن حجر فى (رفع الإصر) ١ / ١٤٠ : أسقط ابن يونس اسم (عبيد الله) بين (قتيبة) ، و (برذعة) ، بينما أثبت اسم (عبيد الله) الثانى ، وهو المعتمد.

(٥) الصحابى المشار إليه هو نفيع بن الحارث بن كلدة ، أبو بكرة الثقفى. وقد سكن البصرة. وكنى بهذه الكنية ؛ لأن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم وعد عبيد الطائف ـ إذا تدلّوا من حصنها ـ بالحرية ، فتدلّى على بكرة ، فكنى بذلك ، ونال الحرية. وكان من خيار الصحابة ، وتوفى سنة ٥٠ ه‍. (راجع ترجمته فى : (أسد الغابة ٥ / ٣٥٤ ـ ٣٥٥ ، والإصابة ٦ / ٤٦٨ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٤١٨ ـ ٤١٩).

(٦) كذا ضبطه بالشكل فى (الإكمال) ١ / ٣٤٩ (وقال : بفتح الباء).

٤٦

أراه سنة ثمان ، أو تسع وأربعين ومائتين ، فأقام على القضاء بها ، إلى أن توفى بها سنة سبعين ومائتين ، ليلة الخميس لست ليال خلون من ذى الحجة(١) . حدّث بمصر حديثا كثيرا(٢) .

ذكر من اسمه «بكر» :

١١٦ ـ بكر بن أحمد بن حفص(٣) : يكنى أبا محمد. يعرف ب (ابن الشّعرانى). قدم تنيس مع أبيه ، وكتب الحديث بالشام ، وبمصر. وكان يقدم إلى فسطاط مصر فى الأحايين ، ويكتب عنه(٤) . سمع يونس بن عبد الأعلى ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. حدثت عنه(٥) ، وكان ثقة حسن الحديث. توفى عشية الأحد ـ مع المغرب ـ لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة(٦) .

١١٧ ـ بكر بن خلف البصرى : يكنى أبا بشر. مقرئ(٧) ، توفى بمكة سنة أربعين ومائتين(٨) .

__________________

(١) تاريخ دمشق ١٠ / ٢٤٣ ، وتاج التراجم ص ٢٠ (قال ابن يونس فى الغرباء).

(٢) الترجمة كلها فى (تاريخ دمشق) ١٠ / ٢٤٣ (بسنده إلى أبى القاسم عمرو بن منده ، عن أبيه أبى عبد الله ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس). راجع تفاصيل حياة المترجم له ، ومذهبه الفقهى الحنفى ، وصدامه مع ابن طولون فى (وفيات الأعيان ١ / ٢٧٩ ـ ٢٨٢ ، ورفع الإصر ١ / ١٤٠ ـ ١٥٥). ويلاحظ اتفاق ابن خلكان مع ابن يونس فى تاريخ ولايته القضاء (وفيات الأعيان ١ / ٢٧٨) ، بينما رأى الكندى أنها كانت سنة ٢٤٦ ه‍ (القضاة : ٤٧٦).

(٣) تاريخ دمشق ١٠ / ٢٤٧ (بسنده إلى ابن يونس). ووردت بقية نسبه فى (السابق) ١٠ / ٢٤٦ :

(عمر بن عثمان بن سليمان).

(٤) تاريخ الإسلام ١٠ / ٢٤٧.

(٥) السابق : ٢٥ / ٥١.

(٦) تاريخ دمشق ١٠ / ٢٤٧ ، وتاريخ الإسلام ٢٥ / ٥٢ (قال ابن يونس : ثقة حسن الحديث ، وذكر وفاته فى ربيع الآخر من العام المذكور).

(٧) ورد فى (مخطوط إكمال مغلطاى) ٢ / ق ٢٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٢١ : أنه ختن أبى عبد الرحمن المقرئ.

(٨) مخطوط (إكمال مغلطاى) ٢ / ق ٢٤ (ذكر مكان وزمان الوفاة عن (تاريخ الغرباء) لابن يونس ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٢٢ (وذكر ابن يونس وفاته فى تاريخ الغرباء). وأضاف ابن حجر فى (السابق ١ / ٤٢١ ـ ٤٢٢) : أنه روى عن غندر ، وابن عيينة ، ومعتمر بن سليمان. روى عنه أبو داود ، وابن ماجه ، وعبد الله بن أحمد ، وغيرهم. صدوق. أمر ابن حنبل أبا داود أن يكتب عنه.

٤٧

١١٨ ـ بكر بن داود اللّبيرىّ : حدّث(١) .

ذكر من اسمه «بنان» :

١١٩ ـ بنان بن محمد بن حمدان بن سعيد : يكنى أبا الحسن. من أهل واسط ، يعرف ب (الحمّال). كان زاهدا متعبدا ، قدم إلى مصر. وكان له بمصر موضع ومنزلة عند العامّة والخاصّة ، وكانت العامّة تضرب بعبادته وزهده المثل. وكان لا يقبل من السلطان شيئا. وكان صالحا متحليا. حدّث عن الحسن بن عرفة ، وطبقة نحوه ، وبعده. وكتب عنه(٢) ، وكان ثقة. توفى بمصر يوم الأحد ، اليوم الثالث من شهر رمضان سنة ستّ عشرة وثلاثمائة. وخرج فى جنازته أكثر أهل البلد من الخاصّ والعامّ ، وكان شيئا عجبا(٣) .

ذكر من اسمه «بهلول» :

١٢٠ ـ بهلول بن صالح بن عمر بن عبيدة بن حبيب بن صالح التجيبى ، ثم الفردمىّ : يكنى أبا الحسن. مصرى يحدّث عن أبيه ، وعن مالك بن أنس ، وعبد الله بن فرّوخ ، وغيرهم. توفى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. روى عنه عثمان بن أيوب المعافرى التونسى(٤) .

__________________

(١) الإكمال ٧ / ١٩٥ (قاله ابن يونس) ، والجذوة ١ / ٢٧٨ (إلبيرى محدّث. ذكره أبو سعيد بن يونس) ، والبغية ص ٢٤٨ (شرحه).

(٢) تاريخ بغداد ٧ / ١٠٢ (بسنده المعتاد إلى ابن يونس). وورد فى (سير النبلاء) ١٤ / ٤٨٨ : وثقه أبو سعيد بن يونس ، وحدّث عنه روى عنه أيضا : الحسن بن رشيق ، وأبو بكر بن المقرئ.

(٣) تاريخ بغداد ٧ / ١٠٢ ، وسير النبلاء ١٤ / ٤٨٨ ، ٤٩٠ (قال : وثقه ابن يونس وذكر شهر وسنة وفاته ، وخروج الناس فى جنازته بمصر) ، وتاريخ الإسلام ٢٣ / ٥٠٩ ـ ٥١٠ (شرحه) ، وحسن المحاضرة ١ / ٥١٣ (شرحه). والملاحظ أن الترجمة كلها موجودة فى (تاريخ بغداد) ٧ / ١٠٢. وتوجد مزيد من أخباره ، وكراماته فى : (المصدر السابق ٧ / ١٠٠ ـ ١٠٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٨٨ ـ ٤٩٠ ، وتاريخ الإسلام ٢٣ / ٥٠٨ ـ ٥١٠ ، وحسن المحاضرة ١ / ٥١٢ ـ ٥١٣). وأود تصحيح خبر ، ورد فى كرامات هذا الرجل ، جاء فى (سير أعلام النبلاء) ١٤ / ٤٨٩ فى إحدى الروايات ، و (تاريخ الإسلام ٢٣ / ٥٠٩) ، وفيه : أنه ضرب سبع درر على يد ابن طولون ، فدعا عليه الرجل : حبسك الله بكل درّة سنة ، فحبس ابن طولون سبع سنين. والحق أن الذهبى تعجب من هذه الرواية فى (سير النبلاء) ١٤ / ٤٨٩ ، وقال : ولم أعلم أن خمارويه ، أو أباه حبسا. والصواب : أن ابن طولون هو الذي حبسه سبع سنين ، لما دعا عليه (تاريخ بغداد ٧ / ١٠١ ـ ١٠٢ ، وسير النبلاء ١٤ / ٥١٠ (فى إحدى الروايات).

(٤) الإكمال ٦ / ٥٣ (ذكره ابن يونس).

٤٨

١٢١ ـ بهلول(١) بن عمر بن صالح بن عبيدة بن حبيب بن صالح التجيبى : روى عن أبيه ، وعن غيره. روى عنه ابنه صالح بن بهلول ، وعثمان بن أيوب المعافرى(٢) . من جملة أصحاب مالك من أهل إفريقية(٣) . وابنه صالح بن بهلول يحدث عن أبيه. حدث عنه ابن عفير. ومنزلهم بإفريقية معروف(٤) .

__________________

(١) كذا فى (الإكمال). وفى (رياض النفوس) ـ ط. مؤنس ـ ج ١ / ١٩٦ : البهلول. وكناه أبا عمرو. وكذلك فى (ط. بيروت) ١ / ٢٨١.

(٢) الإكمال ٦ / ٥٣. ثم قال بعده (أى : ذكر ابن يونس ـ بعد الترجمة السابقة ـ الترجمة الحالية).

(٣) رياض النفوس (ط. مؤنس) ١ / ١٩٦ ، وط. بيروت (١ / ٢٨١ (ذكر ابن يونس).

(٤) الإكمال ٦ / ٥٣. وعلّق ابن ماكولا : وأظن الأول (أى : الترجمة السابقة) هو الثانى (المترجم له الحالى) ، وأن النسب الثانى أصح ؛ لأنى وجدت فى نسختى من (تاريخ ابن يونس) زيادة (وهى الجملة الأخيرة الواردة فى الترجمة). ثم قام ابن ماكولا بتتبع نسب عدد من أفراد الأسرة ، الذين ترجم لهم ابن يونس ، فتأكد له صحة النسب الوارد فى هذه الترجمة. وهذا يعنى أن ترجمة (١٢١) ، والتى قبلها (١٢٠) لشخص واحد ، نسبه الصحيح ورد فى الترجمة الأخيرة (رقم ١٢١) ، وكلاهما يكمل الآخر. وستأتى تراجم عدد من أفراد الأسرة فيما يلى من (تراجم تاريخ الغرباء). راجع المزيد عن المترجم له فى (رياض النفوس ط. مؤنس) ١ / ١٩٦ ـ ١٩٧ ، وط. بيروت ١ / ٢٨١ ـ ٢٨٢).

٤٩

باب التاء

ذكر من اسمه «تبيع» :

١٢٢ ـ تبيع(١) بن عامر الكلاعىّ(٢) : من ألهان(٣) . يكنى أبا غطيف(٤) . ناقلة من حمص(٥) . روى عنه أبو هند بن عاقب المعافرى ، والملامس بن جذيمة الحضرمى ، وتدوم بن صبح الميتمىّ ، وسعية الشّعبانىّ ، وعقبة بن مرّة الخولانى ، وربيعة بن سيف المعافرى ، وخثيم بن سنبتى(٦) الزّبادىّ ، وقيس بن الحجاج السّلفىّ ، وإبراهيم بن نشيط الوعلانىّ ، وغيرهم(٧) . توفى بالإسكندرية سنة إحدى ومائة(٨) . قال سعية الشعبانى : كنت مع تبيع بالإسكندرية مقفله من (رودس) ، فقال : يا معشر العرب ، إذا اعتدى مسلمة الأرض على أربعة آباء(٩) ، فعليكم بالهرب. قالوا : يا أبا غطيف ، إلى أين

__________________

(١) كذا ضبطه ابن ماكولا بالحروف فى (الإكمال) ١ / ٤٩٢.

(٢) نسبة إلى قبيلة ، يقال لها : كلاع (بفتح الكاف) ، نزلت الشام ، وأكثرهم نزل (حمص).

(الأنساب) ٥ / ١١٨.

(٣) ضبط بالحروف فى (المصدر السابق) ١ / ٢٠٥ ، وهو نسبة إلى (ألهان بن مالك ، أخى همدان ابن مالك). وضبط أوله بالضم على يد محقق (تاريخ الإسلام) ٧ / ٣٦ (قال ابن يونس).

(٤) كذا كناه ابن ماكولا ـ نقلا عن ابن يونس ـ فى (الإكمال) ١ / ٤٩٢ ، وابن عساكر فى (تاريخ دمشق) ١٠ / ٤٣٣. وله كنّى أخر ، منها : أبو حمير ، وابن امرأة كعب الأحبار (السابق). وذكر ابن حجر عدة كنى له فى (تهذيب التهذيب) ١ / ٤٤٦ : أبو عبيدة ، وابن امرأة كعب الأخبار ، ويقال : أبو عبيد ، وغير ذلك.

(٥) الإكمال ١ / ٤٩٢ (قال ابن يونس) ، وتاريخ دمشق ١٠ / ٤٣٣ (بسنده إلى أبى عبد الله محمد ابن إسحاق بن منده ، قال : أنبأ أبو سعيد بن يونس ، قال) ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٤٦ (قال ابن يونس).

(٦) حرفت فى (تاريخ دمشق) ١٠ / ٤٣٣ إلى (خيثم بن سبعى).

(٧) الإكمال ١ / ٤٩٢ ، وتاريخ دمشق ١٠ / ٤٣٣.

(٨) الإكمال ١ / ٤٩٢ ، وتاريخ دمشق ١٠ / ٤٣٣ ، ومخطوط إكمال تهذيب الكمال ٢ / ق ٣٢ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٤٦ ، والإصابة ١ / ٣٧٧ (وذكره ابن يونس فى تاريخ مصر ، ولم يحدد مكان الوفاة) ، وحسن المحاضرة ١ / ١٧٨ (ذكره فى الصحابة الذين دخلوا مصر. قال ابن يونس).

(٩) وردت فى مخطوط (إكمال تهذيب الكمال) ٢ / ق ٣٢ : أبا. وهذا الوارد بالمتن أقرب قراءة لها.

٥٠

الهرب؟ قال : إلى الآخرة ؛ فإن مسلمة الأرض سيغلبون(١) على الدنيا وأعمالها(٢) .

ذكر من اسمه «تليد» :

١٢٣ ـ تليد الخصىّ : مولى زبّان بن عبد العزيز بن مروان. حدّث عنه عمرو بن الحارث ، والليث بن سعد(٣) . أخبرنا على بن الحسن بن قديد ، نا أحمد بن عمرو ، نا ابن وهب ، حدثنى الليث : أن تليدا الحضرمى (مولى عمر بن عبد العزيز) ، حدّثه قال : كان عمر بن عبد العزيز إذا صلّى الصبح فى خلافته ، جلس فى مجلسه ، الذي ينظر فيه أمر الناس ، فلا يكلم أحدا ، حتى يقرأ :( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) (٤) . كان يفعل ذلك ، حتى مرض مرضه ، الذي مات فيه(٥) .

__________________

(١) وردت فى (مخطوط إكمال تهذيب الكمال) ٢ / ق ٣٢ : سيغلبوا. وهو خطأ نحوى.

(٢) السابق. والعبارة فيها مادة الملاحم والفتن. هذا ، وقد ترجح من نص الترجمة أن المترجم له من (حمص) أصلا ، ونزل مصر. وأعتقد أنه لا تصح له صحبة ، فيكون من الغرباء. وإن كان ابن حجر ذكره فى (الإصابة) ١ / ٣٧٧ ، فإنه ذكر فى (القسم الثالث) ، وعرّفه بأنه أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يره. وأعتقد أن هذا دقيق ؛ بدليل ما ذكره من رواية ، تسرد أنه كان دليلا للنبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فعرض عليه الإسلام ، فلم يسلم حتى وفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم أسلم فى عهد أبى بكر. ثم إنه لا وجود له فى بقية كتب الصحابة التى بين أيدينا. وأخيرا ، فقد ترجم له ابن سعد فى (الطبقة الثانية من تابعى الشام) فى (طبقاته) ٧ / ٣١٤. وأعتقد أن ما ورد لدى الناقلين عن ابن يونس ، من أنه ورد فى (تاريخ مصر) لابن يونس ، يعد من قبيل السهو من الناقلين ، أو الخطأ من النساخ ؛ لأنه من الغرباء كما ذكرنا. وأما قول ابن حجر : يغلب على ظنى أن هذا المذكور لدى ابن يونس غير (ابن امرأة كعب الأحبار). (تهذيب التهذيب ١ / ٤٤٦) ؛ فإن ذلك أمر لا دليل عليه ، ولا نعرف بهذا الاسم إلا هو.

(٣) الإكمال ٣ / ٢٤٨ (ولم ينسبه إلى ابن يونس). وأضاف : أنه روى عن مرثد الخصى ، مولى عمر بن عبد العزيز. و (تاريخ دمشق) ١٠ / ٤٣٥.

(٤) سورة وردت بالمصحف الشريف رقم (٥٠).

(٥) تاريخ دمشق ١٠ / ٤٣٥ (بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس). وقد ورد ذكر (تليد) هذا فى (فتوح مصر) لابن عبد الحكم ص ٢٠٣ ، وقد وجّهه عبد العزيز بن مروان مع ناس من أشراف أهل مصر إلى (أنطابلس) ؛ لأجل ضبطها. وقد ثقل على الناس إمامة (تليد) بهم ؛ لأنه عبد. فلما بلغ ذلك عبد العزيز بن مروان ، أرسل إليه يعتقه ، وأقام تليد ب (أنطابلس).

٥١

ذكر من اسمه «تمام» :

١٢٤ ـ تمّام بن موهب(١) : أندلسى ، يعرف ب (القبرىّ)(٢) . من أهل (قبرة). وذكره الخشنىّ فى كتابه(٣) .

__________________

(١) حرف إلى (وهب) فى (معجم البلدان) ٤ / ٣٤٧. وأضاف ياقوت قائلا : هو فقيه. لقى أبا محمد عبد الله بن أبى زيد ـ لا وزيد المحرفة ـ بالقيروان ، وأبا الحسن القابسىّ ، وغيرهما. وقد اجتهدت فى ضبط (موهب) ؛ استثناسا بمادة (الموهبىّ) المنسوبة إلى (بنى موهب) ، وهو بطن من المعافر (الأنساب ٥ / ٤١٠).

(٢) ضبطت بالشكل فى (الإكمال) ٧ / ١٣٦. وفى (معجم البلدان) ٤ / ٣٤٦ ـ ٣٤٧ : قبرة : أظنها عجمية رومية ، وهى كورة من أعمال الأندلس ، تتصل بأعمال قرطبة من قبليها ، وهى مشهورة معروفة بالزيتون.

(٣) الإكمال ٧ / ١٣٦ (قال ابن يونس). هذا ، وقد ورد نص الترجمة تقريبا ، لكن دون نسبته إلى ابن يونس ، مع إثبات ذكر ابن حارث الخشنى له فى (الجذوة ١ / ٢٨٣ ، والبغية ص ٢٥٢). وأضاف ابن الفرضى فى (تاريخه ، ط. الخانجى) ١ / ١١٥ : أنه سمع محمد بن وضاح. وكان رجلا صالحا ، حافظا للمسائل والرأى.

٥٢

باب الثاء

ذكر من اسمه «ثابت» :

١٢٥ ـ ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرّف السّرقسطىّ(١) : يكنى أبا القاسم. سمع محمد بن وضّاح ، والخشنىّ(٢) . توفى سنة أربع عشرة وثلاثمائة. وكان ابنه من الأذكياء ، مات سنة اثنتين وثلاثمائة(٣) .

١٢٦ ـ ثابت بن نذير(٤) : أندلسى ، من أهل الحديث. مات بها سنة ثمانى عشرة وثلاثمائة(٥) .

ذكر من اسمه «ثوابة» :

١٢٧ ـ ثوابة بن مسعود التّنوخى(٦) : شيخ لابن وهب. أقرأ بمصر ، وكان منكر الحديث(٧) .

__________________

(١) نسبة إلى (سرقسطة) ، وهى بلدة شهيرة ، تتصل أعمالها بأعمال (تطيلة) ، وهى مبنية على نهر كبير ، ينبعث من جبال القلاع. وهى ذات فواكه عذبة ، لها فضل على سائر فواكه الأندلس. وتشتهر بالتفرد فى نسج الثياب الرقيقة. (معجم البلدان ٣ / ٢٤٠).

(٢) يترجح لدىّ ذكر ابن يونس لذلك. (تاريخ الإسلام) ٢٣ / ٤٥٠ (ورّخه ابن يونس).

(٣) تذكرة الحفاظ (ط. دار إحياء التراث العربى) ج ٣ من مجلد ٢ / ص ٨٦٩ (ذكر أنه مات شابا بعد سنة ٣٠٠ ه‍). ورجّح أن وفاته كانت سنة ٣١٣ ه‍ ، عن ٩٥ سنة. (وهو ما نص عليه ابن الفرضى ١ / ١١٩) ، فقال : رحل ، وسمع بمصر من أحمد بن عمرو البزّار ، والنسائى. عالم بالحديث ، والفقه ، والنحو ، والشعر. قاضى سرقسطة (راجع ـ أيضا ـ الجذوة ١ / ٢٨٥ ـ ٢٨٦ ، والبغية ص ٢٥٤).

(٤) ضبطت بالحروف فى (الإكمال) ٧ / ٣٣٦ ، والجذوة ١ / ٢٨٦ ، والبغية ٢٥٤.

(٥) الإكمال ٧ / ٣٣٧.

(٦) نسبة إلى (تنوخ) ، وهو اسم لعدة قبائل ، اجتمعت قديما بالبحرين ، وتحالف أفرادها على التوازر والتناصر ، وأقاموا هناك. (الأنساب) ١ / ٤٨٤. وقد درس د. البرى نزولهم مصر ، وذكر أن لهم بطنين بها (بنى علقمة ، وآل كعب بن عدى) ، وذلك فى (القبائل العربية فى مصر) ص ٢٣٦ ـ ٢٣٧. ولم نجد ذكرا للمترجم له فى مصر ؛ مما يغلب على ظنى أنه من (الغرباء) ، ولعله قدم مصر ، فأقرأ بها وحدّث ، وعنه نقل ابن وهب.

(٧) المغنى فى الضعفاء ، للذهبى ١ / ١٢٣ (ابن يونس).

٥٣

باب الجيم

ذكر من اسمه «جابر» :

١٢٨ ـ جابر بن أبى إدريس الأندلسى : يكنى أبا القاسم. كان فقيها بمصر ، توفى بها ـرحمه‌الله ـ يوم الاثنين ليوم بقى من شهر رمضان سنة ثمان وستين ومائتين(١) .

ذكر من اسمه «جامع» :

١٢٩ ـ جامع بن القاسم بن الحسن بن حيّان البغدادى : بلخىّ قدم مصر ، وحدّث بها(٢) . توفى بمصر فى سنة ست وثمانين ومائتين(٣) .

ذكر من اسمه «جسر» :

١٣٠ ـ جسر بن عبد الله المرادى : من أهل إفريقيّة. روى عنه زفر بن خالد الصّدفىّ فى «أخبار ابن عفير»(٤) .

ذكر من اسمه «جعفر» :

١٣١ ـ جعفر بن أحمد بن سلم العبدىّ البزّار(٥) : ينتسب فى (عبد القيس). يكنى أبا

__________________

(١) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ١٢١ (قال أبو سعيد) ، ثم لقّبه ب (الباهلى) ووردت الترجمة ـ تقريبا ـ دون أن تنسب إلى ابن يونس فى (الجذوة ١ / ٢٩٠ ، والبغية ٢٦٠).

(٢) تاريخ بغداد ٧ / ٢٦٤. وأضاف الخطيب : أنه روى عن أبى عمرو الدورى ، وعمرو بن ثوابة ، وأحمد بن هاشم الرملى. روى عنه أحمد بن إبراهيم بن جامع المصرى. ويلاحظ أنه ذكر أنه بغدادى. وقد ذكر ابن يونس فى ترجمته أنه من (بلخ) ، وبالتالى فهو يخالف ما جاء فى (تاريخ بغداد) ؛ لأن مدينة بلخ جزء من خراسان (الأنساب) ١ / ٣٨٨.

(٣) تاريخ بغداد ٧ / ٢٦٤ (ذكر أبو سعيد بن يونس المصرى). وذكر له الخطيب حديث : «فصل ـ لا فضل كما حرفت ـ ما بين صيامكم وصيام أهل الكتاب أكلة السّحر». رواه الخطيب بسنده إلى المترجم له بسنده ، إلى موسى بن على ، عن أبيه ، عن أبى قيس ، عن عمرو بن العاص. أخرجه مسلم فى (صحيحه) ، فى كتاب (الصيام) ، باب (فضل السحور ، وتأكيد استحبابه) ج ٢ / ٧٧٠ ـ ٧٧١ (رقم (١٠٩٦) ، بسنده إلى (موسى بن على وما بعده ، حتى عمرو مرفوعا) ، وبلفظ (صيامنا) بدل (صيامكم).

(٤) المؤتلف والمختلف ، لعبد الغنى (ط. دار الأمين) ص ٦١ (اكتفى بمجرد ذكر نسبه ، وقال : ذكره ابن يونس فى التاريخ). والإكمال ٢ / ١٠٠ (ذكره ابن يونس).

(٥) صحّفت إلى (البزّاز) فى (الأنساب) ١ / ٣٣٦.

٥٤

الفضل. توفى فى شوال سنة ثمان وثمانين ومائتين. حدّث عنه أبو أحمد الزّيات(١) .

١٣٢ ـ جعفر بن عبد الله بن الحكم : رافع بن سنان جده لأمه(٢) . روى عنه حميد ابن مخراق(٣) .

ذكر من اسمه «جميل» :

١٣٣ ـ جميل بن كريب المعافرى : من أهل إفريقيّة. روى عن أبى عبد الرحمن الحبلىّ ، وهو عبد الله بن يزيد ، عن ابن عمرو(٤) .

__________________

(١) الإكمال ١ / ٤٢٥ ـ ٤٢٦ (قاله ابن يونس). وزاد ابن ماكولا : شيخ لعبد الغنى بن سعيد. والأنساب ١ / ٣٣٦ (شرحه).

(٢) كذا ورد نسبه فى (مخطوط إكمال تهذيب الكمال) ، لمغلطاى ٢ / ق ٨٠. وفى (تهذيب التهذيب) ٢ / ٨٤ : (جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان الأنصارى الأوسى المدنى). وذكر ابن حجر أن ابن يونس جزم أن رافع بن سنان جده لأمه.

(٣) مخطوط إكمال مغلطاى ٢ / ق ٨٠ (لم يزد ابن يونس على ذلك). وذكر ابن حجر فى ترجمته له مزيدا من المعلومات ، منها : أنه روى عن جده ، وعن عمه (عمر بن الحكم) ، وعقبة بن عامر. روى عنه ابنه (عبد الحميد) ، ويزيد بن أبى حبيب ، والليث ، وعمرو بن الحارث ، ويحيى ابن سعيد ، وغيرهم. وذكر توثيق البعض له. (تهذيب التهذيب ٢ / ٨٤).

(٤) ذيل ميزان الاعتدال ص ١٢٤ (ذكره ابن يونس فى تاريخ مصر). ولعل الصواب : فى (تاريخ الغرباء فى مصر).

٥٥

باب الحاء

ذكر من اسمه «حاتم» :

١٣٤ ـ حاتم بن سليمان بن يوسف بن أبى مسلم الزّهرى : من أهل قرطبة. توفى ـرحمه‌الله ـ آخر أيام (عبد الرحمن بن الحكم) ، وذلك قبل الأربعين ومائتين(١) .

١٣٥ ـ حاتم بن عثمان المعافرى التونسى : يكنى أبا طاهر(٢) . يحدّث عن عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم ، ومالك بن أنس. روى عنه داود بن يحيى(٣) .

ذكر من اسمه «الحارث» :

١٣٦ ـ الحارث بن أسد الإفريقى : صاحب مالك. مات سنة ثمان ومائتين(٤) .

١٣٧ ـ الحارث بن حرمل بن يغلب بن ربيعة بن نمر الحضرمى : عم توبة بن نمر بن حرمل(٥) . حدّث عن علىّ بن أبى طالب ، وابن عمرو. حدّث عنه رجاء بن حيوة ، وجندب بن عبد الله العدوانى ، وعروة بن رويم اللخمى. وكان مدديا(٦) . وقيل : هو الرّهاوىّ(٧) ، وليس هو بعم توبة بن نمر. ولا أراه عم «توبة بن نمر» ؛ لأنى لم أجد له

__________________

(١) تاريخ ابن الفرضى ١ / ١٢٧ (ولم يذكر تاريخ وفاته. قال أبو سعيد) ، وترتيب المدارك مج ٢ ص ٢٣ (قال أبو سعيد الصدفى). وأضاف المصدران السابقان فى ترجمته : أنه كان يسكن منية الخيّاطين. رحل ، وسمع من المدنيين والمصريين. فقيه فى المسائل والرأى ، موصوف بالفضل والزهد.

(٢) كناه السمعانى فى (الأنساب) ١ / ٤٩٤ : أبا طالوت.

(٣) الإكمال ١ / ٥٢٤ (قاله ابن يونس) ، والأنساب ١ / ٤٩٤ (قاله أبو سعيد بن يونس).

(٤) تاريخ الإسلام ١٤ / ٩١ (قال ابن يونس).

(٥) ترجم ابن يونس له فى (تاريخ المصريين) ، باب (التاء) برقم (٢٠١).

(٦) الإكمال ١ / ٥٠٨ (قال ذلك ابن يونس). والمددىّ : نسبة إلى (المدد) ، وهو ما أمددت به القوم فى الحرب وغيرها من طعام ، أو أعوان. وجمعه : أمداد. والخلاصة : أن المددى هو أحد الأعوان والأنصار ، الذين كانوا يمدون المسلمين فى الجهاد فى سبيل الله. (راجع : اللسان مادة : (م. د. د) ج ٦ / ٤١٥٧ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٨٩٣).

(٧) بضم الراء : بلدة من بلاد الجزيرة ، بينها وبين (حرّان) ستة فراسخ. وقد تكون بفتح الراء (الرّهاوىّ) نسبة إلى قبيلة ـ رهاء ـ لا رهاء ، كما وردت خطأ ـ وهو بطن من اليمن من مذحج. (الأنساب ٣ / ١٠٨). ولعل الرأى الأخير أصوب.

٥٦

بمصر بيتا ، ولا عقبا ، ولا ذكرا ، من حيث أثق به(١) .

ذكر من اسمه «حامد» :

١٣٨ ـ حامد بن محمد المروزىّ(٢) : يكنى أبا أحمد. يعرف ب (الزّيدىّ). قدم مصر ، وكان كتّابة للحديث ، وكان يحفظ ويفهم ، وكتب عنه. وخرج إلى بغداد ، فمات بها فى شهر رمضان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة(٣) .

١٣٩ ـ حامد بن يحيى بن هانى البلخىّ : يكنى أبا عبد الله. توفى سنة اثنتين وأربعين ومائتين ، يوم الاثنين لست ليال خلون من شهر رمضان(٤) .

ذكر من اسمه «حجاج» :

١٤٠ ـ حجّاج بن إبراهيم الأزرق : من أهل بغداد. يكنى أبا محمد. قدم مصر ، وحدّث بها ، وكان رجلا صالحّا ثقة(٥) . حدثنى محمد بن موسى الحضرمى ، قال : حدثنى أبو يزيد القراطيسى ، قال : كنت أغدو ضحّى ، أريد سوق البزّازين ، فأدخل المسجد الجامع ، فلا أرى فيه أحدا قائما يصلى ، غير حجاج الأزرق. وكان يصلى فى

__________________

(١) الإكمال ١ / ٥٠٨ (قال ابن يونس).

(٢) كذا ورد نسبه فى كتاب (ابن يونس) بسند (الخطيب البغدادى) المعتاد ، إلى ابن مسرور ، حدثنا أبو سعيد بن يونس. (تاريخ بغداد ٨ / ١٧١). وأورد الخطيب ـ بعيدا عن كتاب ابن يونس ـ نسبا مطوّلا له كالآتى : (حامد بن أحمد بن محمد بن المروزى ، أبو أحمد المعروف بالزيدى). (المصدر السابق).

(٣) السابق ٨ / ١٧١ ـ ١٧٢ ، وتذكرة الحفاظ (ط. دار إحياء التراث العربى) ج ٣ من مجلد ٢ ص ٩١٨ (قال أبو سعيد بن يونس). وعقّب الخطيب على تاريخ الوفاة المنقول عن ابن يونس قائلا : إن تاريخ سنة ٣٢٨ ه‍ ، حدده ابن الثلاج ، وهو الأصح. وأضاف الخطيب قائلا : وبلغنى أن أبا أحمد كان مولده سنة ٢٨٢ ه‍. (تاريخ بغداد) ٨ / ١٧٢.

(٤) مخطوط إكمال تهذيب الكمال ، لمغلطاى ٢ / ق ١١٠ (قال ابن يونس فى تاريخ الغرباء) ، وتهذيب التهذيب ٢ / ١٤٨ (شرحه). وأضاف ابن حجر : أنه روى عن ابن عيينة ، وأبى عبد الرحمن المقرئ ، وعبد الله بن يوسف التنيسى ، وغيرهم. روى عنه أبو داود ، وأبو زرعة ، وجعفر بن محمد الفريابىّ ، وغيرهم. قال أبو حاتم : صدوق. سكن الشام ، ومات بطرسوس. أفنى عمره بمجالسة (سفيان بن عيينة) ، وكان من أعلم الناس فى زمانه بحديثه.

(٥) تاريخ بغداد ٨ / ٢٣٩ (بسنده المعهود إلى أبى سعيد بن يونس) ، وتهذيب الكمال ٥ / ٤١٩ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٢ / ١٧٢ (قال ابن يونس).

٥٧

المؤخّر ، فأراه يراوح بين قدميه من طول القيام(١) .

قال لى محمد بن موسى الحضرمى : وحجاج بن الأزرق من أهل خراسان. أقام ببغداد ، وقدم إلى مصر ، ولم يكن له إلى الرجوع طريق ، وتوفى بمصر(٢) .

ذكر من اسمه «حديدة» :

١٤١ ـ حديدة بن الغمر(٣) : أندلسىّ وشقىّ. رحل ، وطلب ، وحدّث. توفى بالأندلس سنة ثلاثمائة(٤) .

ذكر من اسمه «حزم» :

١٤٢ ـ حزم بن الأحمر : أبو وهب ، أندلسى. توفى بالأندلس سنة خمس(٥) وثلاثمائة. حدّث(٦) .

__________________

(١) تاريخ بغداد (٨ / ٢٣٩).

(٢) المصدر السابق : ٨ / ٢٣٩ ـ ٢٤٠ ، وتهذيب الكمال ٥ / ٤١٩ ـ ٤٢٠ (قال أبو سعيد بن يونس : توفى بمصر) ، وتهذيب التهذيب ٢ / ١٧٢) وأضاف الخطيب البغدادى فى (تاريخ بغداد) ٨ / ٢٤٠ : أن يوسف بن يزيد القراطيسى قال عن المترجم له : خرج من مصر إلى الثغر ، ومات هناك ب (المصيصة) سنة ٢١٣ ه‍. ويرى الخطيب أن هذا هو تاريخ خروجه من مصر ، فأما وفاته فكانت بعد ذلك بزمان طويل.

(٣) بفتح الغين المعجمة (الإكمال) ٧ / ٣٢.

(٤) المصدر السابق ٧ / ٣٤ (قاله ابن يونس) ، والأنساب ٥ / ٦٠٥ (شرحه) ، والجذوة ١ / ٣١٨ (ذكره أبو سعيد بن يونس ، وذكروه فى المؤتلف والمختلف) ، والبغية ص ٢٨٠ (ذكره أبو سعيد بن يونس. ذكره فى المؤتلف والمختلف). ويلاحظ أن المترجم له ينسب إلى (وشقة) ، وهى ـ فى رأى ياقوت ـ بليدة بالأندلس تقع شرقى مدينة (سرقسطة). (معجم البلدان) ٥ / ٤٣٣ (وهامشها). ويبدو أن هذا هو حالها ـ فى زمن ياقوت (ت ٦٢٦ ه‍) ـ وقد تدهورت. أما فى زمان الإدريسى (ت ٥٦٠ ه‍) ، فكان يراها مدينة حسنة متحضرة ، ذات متاجر وأسواق عامرة ، وصنائع قائمة متصرفة. (نزهة المشتاق) ٢ / ٧٣٣. وأخيرا ، يمكن مراجعة ترجمة ابن الفرضى له فى (تاريخه ، ط. الخانجى) ١ / ١٤٧ (وقال عنه : لم يكن بالحافظ).

(٥) حرفت إلى (خمسين) فى (الإكمال) ٢ / ٤٤٨. والتصويب من (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ١ / ١٣٧ ، الذي أضاف : أنه من أهل (بطليوس) بالأندلس ، ومات بها. فقيه بصير بالمسائل ، حافظ للرأى ، عالم بالفرض ، مفت ببلده ، له سماع من شيوخ قرطبة فى وقته.

(٦) الإكمال ٢ / ٤٤٨ (قاله ابن يونس).

٥٨

ذكر من اسمه «حسام» :

١٤٣ ـ حسام بن ضرار الكلبى : يكنى أبا الخطّار. أمير الأندلس(١) .

ذكر من اسمه «حسان» :

١٤٤ ـ حسّان بن النّعمان الغسّانىّ(٢) : صاحب فتوح المغرب(٣) . حدّث عنه أبو قبيل. وكان ممن شهد فتح مصر ، وله رواية عن عمر بن الخطاب(٤) . توفى سنة ثمانين بأرض الروم(٥) .

١٤٥ ـ حسان بن يسار الهذلىّ : قاضى الأندلس فى إمارة عبد الرحمن بن معاوية بن هشام. توفى بها(٦) .

ذكر من اسمه «الحسن» :

١٤٦ ـ الحسن بن آدم العسقلانىّ(٧) : يكنى أبا القاسم. نزيل مصر. روى عن أحمد

__________________

(١) مخطوط تاريخ دمشق ٤ / ٣٩٨ (بسنده إلى ابن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى). وورد فى (فتوح مصر) لابن عبد الحكم ص ٢٢١ : أن هشام ابن عبد الملك وجّه (حنظلة بن صفوان) ـ عامله على مصر ، فى صفر سنة ١٢٤ ه‍ ـ إلى إفريقية ، فلما قدمها ، كتب إليه أهل الأندلس وغيرهم يسألونه أن يرسل إليه واليا ، فبعث أبا الخطّار واليا إلى الأندلس ، فقدمها فأطاعوه ، ودانت له بلادهم. (راجع مزيدا من تفاصيل ترجمة هذا الوالى فى : (الجذوة ١ / ٣١٣ ـ ٣١٥).

(٢) ينسب إلى (غسّان) ، وهى قبيلة نزلت الشام. (الأنساب ٤ / ٢٩٥).

(٣) راجع تفاصيل فتوحه فى بلاد المغرب فى عهد (عبد الملك بن مروان) ، وإلحاقه الهزيمة بجيوش الكاهنة فى : (فتوح مصر ٢٠٠ ـ ٢٠٣ ، والمقفى ٣ / ٢٨٠ ـ ٢٨٣).

(٤) مخطوط تاريخ دمشق ٤ / ٣٩٧ (بسنده المعتاد إلى ابن يونس) ، والمقفى ٣ / ٢٧٩ (ولم ينسبه إلى ابن يونس). وتجدر الإشارة إلى عدم وقوفى على ذكره فى كتب الصحابة التى طالعتها ، ويغلب على الظن أنه شامى تابعى كبير ، شهد فتح مصر ، ولم يختط بها ، وخرج إلى الشام ، حتى استنهضه عبد الملك ؛ لفتوح المغرب.

(٥) مخطوط تاريخ دمشق ٤ / ٣٩٧ ، والمقفى ٣ / ٢٨٣ (قال ابن يونس).

(٦) الإكمال ١ / ٣١٨ ـ ٣١٩ (قال ذلك ابن يونس). وأوضح ابن الفرضى فى (تاريخه ، ط. الخانجى ١ / ١٣٦) : أنه من أهل سرقسطة ، وكان قاضيها وقت دخول الإمام عبد الرحمن بن معاوية (١٣٨ ه‍).

(٧) هى عسقلان الشام المشهورة. ويذكر أن السمعانى فى (الأنساب) ٤ / ١٩١ ، وابن حجر فى تهذيب التهذيب (١ / ١٧١ ـ ١٧٢) ترجما لوالد المترجم له (آدم بن أبى إياس). واسم (أبى

٥٩

ابن أبى الخناجر. كان ثقة ، يتولى عمالات مصر. وتوفى بالفيوم فى شوال من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة(١) .

١٤٧ ـ الحسن بن إبراهيم بن الجرّاح : قدم مصر مع أبيه ، وتوفى بها سنة خمس وثمانين ومائتين(٢) .

١٤٨ ـ الحسن بن سليمان بن سلّام الفزارىّ الحافظ : المعروف ب (قبّيطة)(٣) . يكنى أبا علىّ. توفى يوم السبت لليلتين(٤) بقيتا من جمادى الآخرة سنة إحدى وستين ومائتين(٥) . وقال لى ابنه (أبو العلاء) : نحن من ولد (عيينة بن حصن الفزارىّ)(٦) .

__________________

إياس) عبد الرحمن بن محمد. نشأ ببغداد وارتحل فى طلب الحديث ، واستوطن عسقلان ، حتى مات سنة ٢٢٠ ه‍ (فى خلافة المعتصم). روى عن حماد بن سلمة ، والليث ، وجماعة. روى عنه البخارى ، والفسوىّ ، والدّارمى ، وأبو زرعة الدمشقى.

(١) تاريخ الإسلام ٢٤ / ١٧٠ (قال ابن يونس).

(٢) الطبقات السنية ٣ / ٣٦ (ذكره ابن يونس فى تاريخ الغرباء ، وقال). سبقت ترجمة والده فى هذا الكتاب (تاريخ الغرباء) ، فى باب (الألف) رقم (٧). وقد لاحظ التميمى صاحب (الطبقات السنية) ٣ / ٣٦ : أن ابن عبد الحكم له رأى آخر : أن ابنه جاء إلى مصر بعده ، وتحولت أحكام أبيه بعد مجيئه إلى الجور (راجع ما ذكرته عن ذلك فى ترجمة (٧) هامش (٧) من (تاريخ الغرباء). ويبدو أن المترجم له عاش طويلا ؛ إذ توفى بعد عزل والده من منصب القضاء ب (٧٤ سنة). وأخيرا ، يلاحظ أن ابن الفرضى سمّاه الحسين فى (الألقاب) ص ١٧٠. وهذا مخالف للراجح المذكور لدى ابن يونس. وقد ترجم ابن عساكر له ، فأوضح أن أصله من البصرة ، وسكن العسكر بمصر (مخطوط تاريخ دمشق) ٤ / ٤٥٦.

(٣) قبط الشيء يقبطه قبطا : جمعه بيده. والقبط هو الجمع. والبقط : التفرقة. والقبّاط ، والقبّيط ، والقبّيطىّ ، والقبيطاء : الناطف. والناطف : ضرب من الحلوى ، يصنع من اللّوز ، والجوز ، والفستق. (راجع : اللسان ، مادة : (ق. ب. ط) ٥ / ٣٥١٤ ، ومادة (ن. ط ، ف) ٦ / ٤٤٦٢ ، والقاموس المحيط (باب الطاء ، فصل القاف) ج ٣ ص ٣٧٦ ، والمعجم الوسيط (مادة : ن. ط. ف) ٢ / ٩٦٨). ولعله كان يعمل ببيع هذه الحلوى.

(٤) حرفت إلى (للثلاثين) فى (ذيل ميزان الاعتدال) ص ١٣٤.

(٥) مخطوط تاريخ دمشق ٤ / ٤٥٧ (بسنده المعهود إلى ابن يونس) ، وبغية الطلب ٥ / ٢٣٧٩ (كسابقه) ، وتاريخ الإسلام ١٢ / ٥٠٨ (قال ابن يونس : مات بمصر سنة ٢٦١ ه‍) ، وذيل ميزان الاعتدال ص ١٣٤ (قال ابن يونس فى تاريخ مصر).

(٦) مخطوط تاريخ دمشق ٤ / ٤٥٧ : وفيه سقطت لفظة (نحن) ، وبغية الطلب ٥ / ٢٣٧٩. ويمكن مراجعة ترجمة الصحابى (عيينة بن حصن) جد المترجم له فى : (الإصابة) ٤ / ٧٦٧ ـ ٧٧٠) ، قال : أسلم قبل الفتح ، وشهد فتح مكة ، وحنينا ، والطائف. وكان قد ارتد فى عهد أبى بكر ،

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

ثانيا ـ انه ندد بالأمويين ، وشجب سياستهم القائمة على طاعة الشيطان ، ومعصية الرحمن ، واظهار الفساد ، وتعطيل حدود اللّه ، والاستئثار بالفيء ، وتحليل الحرام ، وتحريم الحلال.

ثالثا ـ ان الامام احق وأولى من غيره بالقيام بتغيير الأوضاع الراهنة التي تنذر بالخطر على الاسلام ، فانه (ع) المسئول الأول عن القيام باعباء هذه المهمة.

رابعا ـ انه (ع) عرض لهم انه اذا تقلد شئون الحكم ، فسيجعل نفسه مع انفسهم ، واهله مع اهاليهم. من دون أن يكون له أي امتياز عليهم.

خامسا ـ انهم اذا نكثوا بيعتهم ، ونقضوا عهودهم التي اعطوها له فانه ليس بغريب عليهم فقد غدروا من قبل بابيه واخيه وابن عمه ، وقد أخطئوا بذلك حظهم ، وحرموا نفوسهم السعادة.

لقد وضع الامام بهذا الخطاب النقاط على الحروف : وفتح لهم منافذ النور ، ودعاهم الى الاصلاح الشامل الذي ينعمون في ظلاله.

ولما سمع الحر خطابه اقبل عليه فقال له : «إني اذكرك اللّه في نفسك ، فاني أشهد لئن قاتلت لتقتلن» وانبرى الامام قائلا له :

«ابالموت تخوفني ، وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني ، وما ادري ما أقول : لك؟!! ولكني اقول : كما قال اخو الأوس لابن عمه وهو يريد نصرة رسول اللّه اين تذهب فانك مقتول؟ فقال له :

سأمضي وما بالموت عار على الفتى

اذا ما نوى حقا وجاهد مسلما

وآسى الرجال الصالحين بنفسه

وخالف مثبورا وفارق مجرما

فان مت لم اندم وان عشت لم الم

كفى بك عارا ان تذل وترغما(1)

__________________

(1) تأريخ ابن الاثير 3 / 281 ، والطبري

٨١

ولما سمع الحر ذلك تنحى عنه وعرف أنه مصمم على الموت ، وعازم على التضحية في سبيل غايته الهادفة إلى الاصلاح الشامل.

التحاق جماعة من الكوفة بالامام :

ولما انتهى الامام إلى عذيب الهجانات وافاه أربعة أشخاص من أهل الكوفة جاءوا إلى نصرته ، وقد أقبلوا على رواحلهم يجنبون فرسا لنافع ابن هلال ، ولم يخرج أحد لاستقبال الحسين من اهل الكوفة سواهم وهم

1 ـ نافع بن هلال المرادي

2 ـ عمرو بن خالد الصيداوي

3 ـ سعد مولى عمرو بن خالد

4 ـ مجمع بن عبد اللّه العابدي من مذحج

وأراد الحر منعهم من الالتحاق بالحسين ، فصاح به الامام :

«اذا أمنعهم بما امنع فيه نفسي ، انما هؤلاء انصاري ، واعواني وقد جعلت لي أن لا تعرض بي حتى يأتيك كتاب ابن زياد».

وكف الحر عنهم ، فالتحقوا بالامام فرحب بهم ، وسألهم عن اهل الكوفة فقالوا له :

«اما الأشراف فقد عظمت رشوتهم ، وملئت غرائرهم(1) ليستمال ودهم ، وتستنزف نصائحهم ، فهم عليك إلبا واحدا ، وما كتبوا إليك الا ليجعلوك سوقا ومكسبا وأما سائر الناس فافئدتهم تهوي إليك ، وسيوفهم غدا مشهورة عليك»(2) .

__________________

(1) الغرائر جمع غرارة وهي الكيس من الشعر أو الصوف

(2) انساب الأشراف ق 1 ج 1 ص 241

٨٢

وكشف هذا الحديث عن نقاط بالغة الأهمية وهي :

1 ـ ان السلطة قد اشترت ضمائر الوجوه والاشراف من اهل الكوفة بالأموال واغرتهم بالجاه والنفوذ فصاروا إلبا واحدا مجمعين ومتفقين على حرب الامام ، وقد مهر الامويون في هذه السياسة الماكرة فكانوا يستميلون الوجوه بكل الوسائل الممكنة. واما الرعاع فيلهبون ظهورهم بالسياط.

2 ـ ان اشراف اهل الكوفة انما كاتبوا الحسين بالقدوم إليهم لا ايمانا منهم بعدالة قضيته وباطل الأمويين وانما كتبوا إليه ليكون سوقا ومكسبا للظفر باموال بني أمية ، فكانوا يعلنون لهم انكم ان لم تغدقوا علينا بالأموال فستكون من انصار الحسين ، فكانت كتبهم إليه وسيلة من وسائل الكسب.

3 ـ ان سواد الناس كانت قلوبهم مع الحسين ، ولكنهم منقادون لزعمائهم من دون ان تكون لهم أية ارادة او اختيار على متابعة ما يؤمنون به ، فكانوا جنود السلطة واداتها الضاربة.

هذه بعض النقاط المهمة التي حفل بها كلام هؤلاء القوم ، وقد دلت على دراستهم الوثيقة لشؤون مجتمعهم.

مع الطرماح :

والتحق الطرماح بالامام في اثناء الطريق ، وقد صحبه بعض الوقت وقد أقبل الامام على اصحابه ، فقال لهم :

«هل فيكم احد يخبر الطريق على غير الجادة؟»

فانبرى إليه الطرماح بن عدي الطائي فقال له :

٨٣

«أنا اخبر الطريق»

«سر بين أيدينا»

وسار الطرماح يتقدم موكب العترة الطاهرة ، وقد ساورته الهموم فجعل يحدو بالابل بصوت حزين وهو يرتجز :

يا ناقتي لا تذعري من زجرى

وامضي بنا قبل طلوع الفجر

بخير فتيان وخير سفر

آل رسول اللّه أهل الفخر

السادة البيض الوجوه الزهر

الطاعنين بالرماح السمر

الضاربين بالسيوف البتر

حتى تحلى بكريم النجر

بما جد الجد رحيب الصدر

أتى به اللّه لخير أمر

سأمضي وما بالموت عار على الفتى

اذا ما نوى حقا وجاهد مسلما

عمره اللّه بقاء الدهر

يا مالك النفع معا والضر

امدد حسينا سيدي بالنصر

على الطغاة من بقايا الكفر

على اللعينين سليلي صخر

يزيد لا زال حليف الخمر

والعود والصنج معا والزمر

وابن زياد العهر وابن العهر(1)

واسرعت الابل في سيرها على نغمات هذا الشعر الحزين ، وقد فاضت عيون اصحاب الحسين وأهل بيته من الدموع ، وهم يؤمنون على دعاء الطرماح للحسين بالنصر والتأييد ، وحلل الدكتور يوسف خليف هذا الرجز بقوله : «والرجز هنا ـ ولعله اول شعر كوفي يظهر فيه الحديث عن الحسين ـ يعتمد على البساطة في عرض الفكرة ، فهو لا يعدو أن يكون صورة من تحية البدو وترحيبهم بضيف عزيز قادم إليهم ، وهم خارجون لاستقباله. فالراجز يحث ناقته على السير السريع لتحل برحاب هذا الضيف

__________________

(1) مقاتل الطالبيين (ص 119) أنساب الأشراف ج 1 ق 1 ، ص 242 ، مروج الذهب 2 / 72 ، الفتوح.

٨٤

الذي يضفي عليه صفات المدح المألوفة عند البدو ، ويخلع عليه ما يتمثله البدوي في الرجل من مثل وفضائل فهو عنده كريم الأصل ، ماجد حر واسع الصدر لأن هذا الضيف ليس شخصا عاديا ، وانما هو حفيد رسول اللّه (ص) ومبعوث العناية الالهية إليهم لأمر هو خير الأمور ، ثم يختم هذه التحية البدوية بدعاء فطري ساذج ، ولكنه معبر عما يحمله له في نفسه من محبة صادقة واخلاص اكيد فيدعو أن يبقيه اللّه بقاء الدهر»(1)

وقال الطرماح للامام : «واللّه إني لأنظر فما أرى معك أحدا ، ولو لم يقاتلك إلا هؤلاء الذين أراهم ملازمين لك مع الحر لكان ذلك بلاء فكيف وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة بيوم ظهر الكوفة مملوءا رجالا فسألت عنهم فقيل ليوجهوا الى الحسين ، فناشدتك اللّه أن لا تقدم إليهم شبرا الا فعلت»(2) .

وإلى أي مكان يرجع الامام؟ واين يذهب؟ والأرض كلها تحت قبضة الأمويين ، فلم يكن له بد من الاستمرار في سفره إلى العراق ، وعرض له الطرماح أن يسير معه إلى جبل بني طي ، وتعهد له بعشرين الف طائي يقاتلون بين يديه ، ولم يستجب الامام لهذا الوعد الذي هو غير مضمون ، واستأذن الطرماح من الامام ان يمضي لأهله ليوصل إليهم الميرة ويعود إلى نصرته ، فاذن له وانصرف الى أهله ، فمكث أياما ثم قفل راجعا إلى الامام فلما وصل إلى عذيب الهجانات بلغه مقتل الامام ، فأخذ يبكي على ما فاته من شرف الشهادة مع ريحانة رسول اللّه (ص)(3) .

__________________

(1) حياة الشعر في الكوفة (ص 373)

(2) أنساب الاشراف ج 1 ق 1 ص 242

(3) تاريخ الطبري 6 / 330

٨٥

مع عبيد اللّه بن الحر :

واجتازت قافلة الامام على قصر بني مقاتل(1) ، فنزل الامام فيه وكان بالقرب منه بيت مضروب ، وامامه رمح قد غرس في الأرض يدل على بسالة صاحبه وشجاعته ، وقباله فرس ، فسأل الامام عن صاحب البيت ، فقيل له انه عبيد اللّه بن الحر ، فاوفد للقياه الحجاج بن مسروق الجعفي فخف إليه ، فبادره عبيد اللّه قائلا :

ـ ما ورائك؟

ـ قد أهدى اللّه إليك كرامة

ـ ما هي؟

ـ هذا الحسين بن علي يدعوك إلى نصرته ، فان قاتلت بين يديه أجرت ، وان مت فقد استشهدت.

ـ ما خرجت من الكوفة الا مخافة أن يدخلها الحسين وأنا فيها فلا أنصره لأنه ليس له فيها شيعة ولا أنصار إلا وقد مالوا إلى الدنيا إلا من عصم اللّه!!

وقفل الحجاج راجعا فأدى مقالته الى الامام ، ورأى (ع) أن يقيم عليه الحجة ويجعله على بينة من أمره فانطلق إليه مع الصفوة الطيبة من أهل بيته واصحابه ، واستقبله عبيد اللّه استقبالا كريما ، واحتفى به احتفاء بالغا ، وقد غمرته هيبة الامام ، فراح يحدث عنها بعد ذلك يقول :

«ما رأيت قط أحسن من الحسين ، ولا املأ للعين ، ولا رققت على أحد قط رقني عليه حين رأيته يمشي والصبيان من حوله ، ونظرت

__________________

(1) ذكر الخوارزمي في مقتله ان ملاقاة الامام بعبيد اللّه بن الحر كانت بين الثعلبية وزرود.

٨٦

إلى لحيته فرأيتها كأنها جناح غراب ، فقلت له : أسواد أم خضاب؟ قال! يا ابن الحر عجل علي الشيب فعرفت أنه خضاب»(1) .

وتعاطى الامام معه الشؤون السياسية العامة ، والأوضاع الراهنة ، ثم دعاه الى نصرته قال له :

«يا ابن الحر ان اهل مصركم كتبوا إلي أنهم مجتمعون على نصرتي وسألوني القدوم عليهم فقدمت ، وليس رأي القوم على ما زعموا فانهم اعانوا على قتل ابن عمي مسلم وشيعته ، واجمعوا على ابن مرجانة عبيد اللّه ابن زياد يا ابن الحر اعلم ان اللّه عز وجل مؤاخذك بما كسبت من الذنوب في الأيام الخالية ، وأنا أدعوك الى توبة تغسل بها ما عليك من ذنوب ادعوك الى نصرتنا أهل البيت»(2) .

والقى ابن الحر معاذيره الواهية فحرم نفسه السعادة والفوز بنصرة سبط الرسول ، قائلا :

«واللّه إني لأعلم أن من شايعك كان السعيد في الآخرة ، ولكن ما عسى أن اغني عنك ، ولم اخلف لك بالكوفة ناصرا فانشدك اللّه أن تحملني على هذه الخطة ، فان نفسي لا تسمح بالموت ، ولكن فرسي هذه «الملحقة»(3) واللّه ما طلبت عليها شيئا الا لحقته ، ولا طلبني أحد وأنا عليها الا سبقته فهي لك»(4) .

وما قيمة فرسه عند الامام فرد عليه قائلا :

«ما جئناك لفرسك وسيفك؟ انما أتيناك لنسألك النصرة ، فان

__________________

(1) انساب الأشراف 5 / 291 ، خزانة الأدب 1 / 298

(2) الفتوح 5 / 130

(3) وفي رواية «وهذه فرسي ملجمة»

(4) الأخبار الطوال (ص 249) الدر النظيم (ص 168)

٨٧

كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شيء من مالك ، ولم اكن بالذي اتخذ المضلين عضدا(1) واني انصحك إن استطعت أن لا تسمع صراخنا ولا نشهد وقعتنا فافعل ، فو اللّه لا يسمع واعيتنا احد ولا ينصرنا الا اكبه اللّه في نار جهنم»(2) .

فاطرق ابن الحر برأسه الى الأرض وقال بصوت خافت حياء من الامام.

«أما هذا فلا يكون أبدا ان شاء اللّه تعالى»(3)

وما كان مثل ابن الحر وهو الذي اقترف الكثير من الجرائم ان يوفق الى نصرة الامام ويفوز بالشهادة بين يديه.

وقد ندم ابن الحر كاشد ما يكون الندم على ما فرط في امر نفسه من ترك نصرة ريحانة رسول اللّه (ص) واخذت تعاوده خلجات حادة من وخز الضمير ، ونظم ذوب حشاه بابيات سنذكرها عند البحث عن النادمين عن نصرة الحسين (ع).

مع عمرو بن قيس :

والتقى الامام في قصر بني مقاتل بعمرو بن قيس المشرفي ، وكان معه ابن عم له ، فسلم على الامام وقال له :

«يا ابا عبد اللّه هذا الذي ارى خضابا؟

__________________

(1) الفتوح 5 / 132

(2) مقتل الحسين للمقرم (ص 224)

(3) تاريخ ابن الأثير 3 / 282

٨٨

قال (ع) : «خضاب ، والشيب إلينا بني هاشم أسرع واعجل» والتفت (ع) لهما فقال :

«جئتما لنصرتي؟»

«لا. انا كثيرو العيال» وفي ايدينا بضائع للناس ، ولم ندر ما ذا يكون؟ ونكره ان نضيع الامانة».

ونصحهما الامام فقال لهما :

«انطلقا فلا تسمعا لي واعية ، ولا تريا لي سوادا فانه من سمع واعيتنا او رأى سوادنا فلم يجبنا او يغثنا كان حقا على اللّه عز وجل أن يكبه على منخريه في النار»(1) .

وارتحل الامام من قصر بني مقاتل ، واخذت قافلته تقطع الصحارى الملتهبة ، وتجتاز اغوارها في جاهد وعناء ، وتعاني لفحها الضارب كريخ السموم.

رسالة ابن زياد للحر :

وتابعت قافلة الامام سيرها في البيداء ، وهي تارة تتيامن واخرى تتياسر ، وجنود الحر يذودون الركب عن البادية ، ويدفعونه تجاه الكوفة والركب يمتنع عليهم(2) ، وإذا براكب يجذ في سيره ويطوى الرمال فلبثوا هنيئة ينتظرونه ، واذا هو رسول من ابن زياد الى الحر ، فسلم

__________________

(1) رجال الكشي (ص 72)

(2) تاريخ ابن الأثير 3 / 282

٨٩

الخبيث على الحر ، ولم يسلم على الحسين ، وتاول الحر رسالة من ابن زياد جاء فيها :

«أما بعد : فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ، ويقدم عليك رسولي ، فلا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء ، وقد امرت رسولي أن يلزمك فلا يفارقك حتى يأتيني بانفاذك أمري والسلام»(1) .

واستثنى ابن مرجانة ما عهد به إلى الحر من القاء القبض على الامام وارساله مخفورا إلى الكوفة ، ولعله خاف من تطور الأحداث وانقلاب الأوضاع عليه ، فرأى التحجير عليه في الصحراء بعيدا عن المدن لئلا يتجاوب أهلها الى نصرته ليتم القضاء عليه بسهولة ، وتلا الحر الكتاب على الامام الحسين فاراد الامام أن يستأنف سيره متجها صوب قرية أو ماء ، فمنعهم الحر ، وقال : لا استطيع ، فقد كانت نظرات الرقيب الوافد من ابن زياد تتابع الحر ، وكان يسجل كل بادرة يخالف بها الحر أوامر ابن زياد وانبرى زهير بن القين فقال للامام :

«انه لا يكون بعد ما ترون إلا ما هو أشد منه يا ابن رسول اللّه إن قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم ، مما لا قبل لنا به».

فقال الحسين : ما كنت لأبدأهم بقتال

وتابع زهير حديثه قائلا :

«سر بنا إلى هذه القرية حتى ننزلها فانها حصينة ـ وهي على

__________________

(1) انساب الأشراف ج 1 ق 1 ص 240 ، المناقب لابن شهر اشوب 5 / 128 مصور.

٩٠

شاطئ الفرات ـ فان منعونا قاتلناهم ، فقتالهم أهون علينا من قتال من يجيء بعدهم».

وسأل الامام عن اسم تلك الأرض؟ فقالوا له : انها تسمى العقر ، فتشأم منها ، وراح يقول : اللهم اني اعوذ بك من العقر(1) ، وأصر الحر على الامام أن ينزل في ذلك المكان ولا يتجاوزه ، ولم يجد الامام بدا من النزول في ذلك المكان والقى ببصره عليه ، والتفت الى أصحابه فقال لهم :

ـ ما اسم هذا المكان؟

ـ كربلاء

ودمعت عيناه وراح يقول :

«اللهم اني اعوذ بك من الكرب والبلاء»(2) .

__________________

(1) تأريخ ابن الأثير 3 / 282 ، معجم البلدان 4 / 444.

(2) الفتوح 5 / 149 ، وفي تذكرة الخواص (ص 260) انه لما قيل للحسين هذه ارض كربلا اخذ ترابها فشمها وقال : واللّه هي الأرض التي اخبر بها جبرئيل رسول اللّه (ص) انني اقتل فيها ، وجاء في حياة الحيوان للدميري 1 / 60 ان الحسين سأل عن اسم المكان فقيل له كربلا ، فقال : ذات كرب وبلاء لقد مر أبي بهذا المكان عند مسيره إلى صفين وأنا معه فوقف وسأل عنه فأخبروه باسمه ، فقال : هاهنا محط رحالهم وهاهنا مهراق دمائهم فسئل عن ذلك؟ فقال : نفر من آل محمد ينزلون هاهنا ، ثم أمر باثقاله فحطت في ذلك المكان وكذلك جاء في مختصر صفوة الصفوة (262).

٩١

وطفق يحدث اصحابه وقد ايقن بنزول الرزء القاصم قائلا :

«هذا موضع كرب وبلاء ، هاهنا مناخ ركابنا ، ومحط رحالنا وسفك دمائنا ..».

وطافت به الذكريات ، وقد مثل امامه ذلك اليوم الذي تحدث فيه ابوه امير المؤمنين وهو في هذه البقعة ، وكان في طريقه الى صفين ، فقال : هاهنا محط رحالهم ، ومهراق دمائهم فسئل عن ذلك فقال :

نفر من آل محمد ينزلون هاهنا وذابت الدنيا في عين الامام ، وانقطع كل امل له في الحياة ، وايقن ان اوصاله سوف تتقطع على صعيد هذه الأرض الا انه خلد الى الصبر ، واستسلم لقضاء اللّه وقدره»

ونهض الامام بقوة وعزم مع أصحابه وأهل بيته الى توطيد مخدرات الرسالة وعقائل الوحي ، فنصبوا لهن الخيام وكانت خيم الأصحاب ، وخيم أهل البيت ، محيطة بها عن اليمين والشمال ، واسرع فتيان بني هاشم فانزلوا السيدات من المحامل ، وجاءوا بهن إلى خيامهن ، وقد استولى عليهن الرعب والذعر ، فقد احسسن بالاخطار الهائلة التي ستجري عليهن في هذه الأرض.

موضع الخيام :

ونصبت خيام اهل البيت (ع) في البقعة الطاهرة التي لا تزال آثارها باقية إلى اليوم(1) يقول السيد هبة الدين الشهرستاني : «وأقام الامام

__________________

(1) بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 2 / 6 للسيد عبد الحسين سادن الروضة الحسينية في مكتبة المحامي السيد عادل الكليدار.

٩٢

في بقعة بعيدة عن الماء تحيط بها سلسلة ممدودة ، وربوات تبدأ من الشمال الشرقي متصلة بموضع باب السدرة في الشمال ، وهكذا إلى موضع الباب الزينبي إلى جهة الغرب ، ثم تنزل إلى موضع الباب القبلي من جهة الجنوب وكانت هذه التلال المتقاربة تشكل للناظرين نصف دائرة ، وفي هذه الدائرة الهلالية حوصر ريحانة الرسول (ص)»(1) ونفى صديقنا الاستاذ السيد محمد حسن الكليدار أن يكون الموضع المعروف بمخيم الحسين هو الموضع الذي حط فيه الامام اثقاله ، وانما يقع المخيم بمكان نائي بالقرب من المستشفى الحسيني ، مستندا في ذلك إلى أن التخطيط العسكري المتبع في تلك العصور يقضي بالفصل بين القوى المتحاربة بما يقرب من ميلين ، وذلك لما تحتاجه العمليات الحربية من جولان الخيل وغيرها من مسافة ، كما ان نصب الخيام لا بد أن يكون بعيدا عن رمي السهام والنبال المتبادلة بين المحاربين واستند أيضا إلى بعض الشواهد التأريخية التي تؤيد ما ذهب إليه(2) .

واكبر الظن ان المخيم انما هو في موضعه الحالي ، أو يبعد عنه بقليل وذلك لأن الجيش الأموي المكثف الذي زحف لحرب الامام لم يكن قباله إلا معسكر صغير عبر عنه الحسين بالأسرة ، فلم تكن القوى العسكرية متكافئة في العدد حتى يفصل بينهما بميلين أو اكثر ..

لقد احاط الجيش الأموي بمعسكر الامام حتى انه لما اطلق ابن سعد السهم الذي انذر به بداية القتال ، واطلق الرماة من جيشه سهامهم لم يبق احد من معسكر الامام إلا اصابه سهم حتى اخترقت السهام بعض ازر النساء ، ولو كانت المسافة بعيدة لما اصيبت نساء أهل البيت بسهامهم

__________________

(1) نهضة الحسين (ص 99)

(2) مدينة الحسين 2 / 24

٩٣

ومما يدعم ما ذكرناه ان الامام الحسين (ع) لما خطب في الجيش الأموي سمعت نساؤه خطابه فارتفعت اصواتهن بالبكاء ، ولو كانت المسافة بعيدة لما انتهى خطابه إليهن ، وهناك كثير من البوادر التي تدل على أن المخيم في وضعه الحالي.

٩٤

فى كربلاء

٩٥
٩٦

وأقام موكب العترة الطاهرة في كربلا يوم الخميس المصادف اليوم الثاني من المحرم سنة (61 هـ)(1) وقد خيم الرعب على اهل البيت ، وايقنوا بنزول الرزء القاصم ، وعلم الامام مغبة الأمر ، وتجلت له الخطوب المفزعة ، والأحداث الرهيبة التي سيعانيها على صعيد كربلا ، ويقول المؤرخون : انه جمع أهل بيته واصحابه فالقى عليهم نظرة حنان وعطف وايقن انهم عن قريب سوف تتقطع أوصالهم ، فاغرق في البكاء. ورفع يديه بالدعاء يناجي ربه ، ويشكو إليه ما المّ به من عظيم الرزايا والخطوب قائلا :

«اللهم : انا عترة نبيك محمد (ص) قد أخرجنا وطردنا وازعجنا عن حرم جدنا ، وتعدت بنو أمية علينا اللهم فخذ لنا بحقنا وانصرنا على القوم الظالمين.».

ثم اقبل على اولئك الابطال فقال لهم :

«الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم فاذا محصوا بالبلاء ، قلّ الديانون»(2) .

يا لها من كلمات مشرقة حكت واقع الناس في جميع مراحل التأريخ فهم عبيد الدنيا في كل زمان ومكان ، واما الدين فلا ظل له في اعماق

__________________

(1) انساب الأشراف ق 1 ج 1 / 240 ، وكان هلال المحرم في تلك السنة يوم الأربعاء جاء ذلك في (الافادة في تأريخ الأئمة السادة)

(2) ضبط ابو هلال الحسن بن عبد اللّه العسكري في كتابه (الصناعتين) كلام الامام الحسين بهذه الصورة «الناس عبيد الدنيا والدين لغو على السنتهم يحوطونه ما درّت به معايشهم فاذا محصوا بالبلاء قلّ الديانون».

٩٧

نفرسهم ، فاذا دهمتهم عاصفة من البلاء تنكروا له وابتعدوا منه نعم ان الدين بجوهره انما هو عند الامام الحسين وعند الصفوة من أهل بيته واصحابه فقد امتزج بمشاعرهم ، وتفاعل مع عواطفهم فانبروا الى ساحات الموت ليرفعوا شأنه ، وقد اعطوا بتضحيتهم دروسا لاجيال الدنيا في الولاء الباهر للدين.

وبعد حمد اللّه والثناء عليه خاطب اصحابه قائلا :

«اما بعد : فقد نزل بنا ما قد ترون. وان الدنيا قد تغيرت ، وتنكرت وادبر معروفها ، ولم يبق منها إلاّ صبابة كصبابة الاناء ، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل(1) . الا ترون الى الحق لا يعمل به ، والى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء اللّه فاني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما»(2) .

لقد أدلى بهذا الخطاب عما نزل به من المحن والبلوى ، واعلمهم ان الظروف مهما تلبدت بالمشاكل والخطوب فانه لا ينثني عن عزمه الجبار لاقامة الحق الذي خلص له وقد وجه (ع) هذا الخطاب لاصحابه لا ليستدر عواطفهم ، ولا ليستجلب نصرهم ، فما ذا يغنون عنه بعد ما احاطت به القوى المكثفة التي ملئت البيداء ، وانما قال ذلك ليشاركونه المسئولية في اقامة الحق الذي آمن به واختاره قاعدة صلبة لنهضته الخالدة وقد

__________________

(1) المرعى الوبيل : هو الطعام الوخيم الذي يخاف وباله أي سوء عاقبته.

(2) معجم الطبراني من مصورات مكتبة امير المؤمنين ، تأريخ ابن عساكر 13 / 74 من مصورات مكتبة الامام امير المؤمنين ، تأريخ الاسلام للذهبي 2 / 345 ، حلية الأولياء 2 / 39.

٩٨

جعل الموت في هذا السبيل هو الآمل الباسم في حياته الذي لا يضارعه أي أمل آخر.

ولما انهى خطابه هبّ اصحابه جميعا ، وهم يضربون أروع الأمثلة للتضحية والفداء من أجل العدل والحق وكان اول من تكلم من اصحابه زهير بن القين وهو من افذاذ الدنيا فقد قال :

«سمعنا يا بن رسول اللّه (ص) مقالتك ، ولو كانت الدنيا لنا باقية ، وكنا فيها مخالدين لآثرنا النهوض معك على الاقامة فيها»

ومثلت هذه الكلمات شرف الانسان وانطلاقه في سبيل الخير ، وبلغ كلام زهير في نفوس الأنصار اقصى الرضا ، وحكى ما صمموا عليه من الولاء للامام والتفاني في سبيله وانبرى بطل آخر من أصحاب الامام وهو برير الذي ارخص حياته في سبيل اللّه فخاطب الامام :

«يا بن رسول اللّه لقد منّ اللّه بك علينا أن نقاتل بين يديك ، وتقطع فيك اعضاؤنا ، ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة».

لقد أيقن برير ان نصرته للامام فضل من اللّه عليه ، ليفوز بشفاعة رسول اللّه (ص) وقام نافع وهو يقرر نفس المصير الذي اختاره الأبطال من اخوانه قائلا :

«أنت تعلم أن جدك رسول اللّه (ص) لم يقدر أن يشرب الناس محبته ، ولا أن يرجعوا إلى أمره ما أحب ، وقد كان منهم منافقون يعدونه بالنصر ، ويضمرون له الغدر يلقونه بأحلى من العسل ، ويخلفونه بأمر من الحنظل ، حتى قبضه اللّه إليه ، وان أباك عليا كان في مثل ذلك فقوم قد أجمعوا على نصره وقاتلوا معه الناكثين والقاسطين والمارقين حتى أتاه أجله فمضى إلى رحمة اللّه ورضوانه وأنت اليوم عندنا في مثل تلك الحالة ، فمن نكث عهده ، وخلع بيعته فلن يضر الا نفسه واللّه مغن عنه

٩٩

فسر بنا راشدا معافى ، مشرقا إن شئت او مغربا ، فو اللّه ما اشفقنا من قدر اللّه ، ولا كرهنا لقاء ربنا ، وإنا على نياتنا وبصائرنا نوالي من والاك ونعادي من عاداك»(1) .

وتكلم اكثر اصحاب الامام بمثل هذا الكلام ، وقد شكرهم الامام على هذا الاخلاص والتفاني في سبيل اللّه.

انتظار الاسدي للامام :

والتحق بالامام فور قدومه إلى كربلا رجل من بني أسد اهمل المؤرخون اسمه ، وقد حكى قصبته العريان بن الهيثم قال : كان أبي ينزل قريبا من الموضع الذي كانت فيه واقعة الطف ، وكنا لا نجتاز في ذلك المكان الا وجدنا رجلا من بني أسد مقيما هناك ، فقال له ابي : إني اراك ملازما هذا المكان؟ فقال له : بلغني أن حسينا يقتل هاهنا ، فانما أخرج لعلي أصادفه فاقتل معه ، ولما قتل الحسين قال أبي : انطلق معي لننظر إلى الأسدي هل قتل؟ فأتينا المعركة وطفنا في القتلى فرأينا الأسدي معهم(2) لقد فاز بالشهادة بين يدي ريحانة رسول اللّه (ص) ونال أسمى المراتب ، فكان في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.

رسالة الامام لابن الحنفية :

ورفع الامام (ع) رسالة من كربلا إلى أخيه محمد بن الحنفية وسائر بنى هاشم ، نعى فيها نفسه ، واعرب عن دنو الأجل المحتوم منه هذا نصها : «أما بعد : فكأن الدنيا لم تكن وكأن الآخرة لم تزل

__________________

(1) مقتل المقرم (ص 231)

(2) تاريخ ابن عساكر 13 / 74

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571