موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ الغيبة الصغرى) الجزء ١

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ الغيبة الصغرى)0%

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ الغيبة الصغرى) مؤلف:
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 663

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ الغيبة الصغرى)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
تصنيف: الصفحات: 663
المشاهدات: 35676
تحميل: 7373


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 663 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 35676 / تحميل: 7373
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ الغيبة الصغرى)

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ الغيبة الصغرى) الجزء 1

مؤلف:
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

طيب الرائحة، يتبختر في مشيته (1) . وفي رواية رابعة: أنه ليس بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللازق، بل مربوع القامة، مدور الهامة، صلب الجبين، أزج الحاجبين، أقنى الأنف، سهل الخدين، على خده الأيمن خال (2) .. إلى غير ذلك من الروايات (3) .

ونسمع من سفيره محمد بن عثمان (رضي الله عنه)، حين سئل عن رؤيته للمهدي (ع)... يصف عنقه في حسنه وغلظه، فيشير بيده ويقول: وعنقه هكذا (4) ، أو قال: ورقبته مثل هذه (5) . وإنما أكد على صفة عنقه ليدل على صفة الرجولة فيه، وأنه لم يبق كما عهده الناس في حياة أبيه صبياً صغيراً، أو غلاماً عشارياً، عليه رداء تقنع به (6) .

إذن فهو (عليه السلام)، قد تقدم وتطوّر من حيث شكله، فأصبح شاباً بعد أن كان غلاماً، وقوياً بعد أن كان ضعيفاً، وكبيراً بعد أن كان صغيراً، وكان سفراؤه يواجهونه في شبابه هذا.

ففي زمان العمري - السفير الثاني - حاول شخص أن يقابل المهدي (ع)، فوفَّر له العمري فرصة المقابلة، فرآه شاباً من أحسن

____________________

(1)غيبة الشيخ ص159

(2) المصدر ص161

(3) انظر المصدر أيضاً ص156 وص163 وص182 وغيره من المصادر كثير.

(4) المصدر ص215

(5) المصدر 219

(6) المصدر ص155

٥٤١

الناس وجهاً، وأطيبهم رائحة، بهيئة التجّار، وفي كمه شيء كهيئة التجار (1) .

وكونه (عليه السلام) بهيئة التجار، يدلنا على لباسه خلال هذه الفترة، بل على عمله أيضاً.. وهو التجارة، حيث يستطيع أن يواجه الناس كتاجر من التجار من دون أن يعرف الناس حقيقته، ولعله تاجر مستقل عن تجارة سفره أو يعمل سفيره في تجارته. وقد عرفنا مما سبق أن هيئة الكثير من علماء الخاصة، بما فيهم السفراء أنفسهم ووكلائهم وعملهم الاجتماعي الظاهر، كان على ذلك. ومن هنا اتخذ قائدهم وإمامهم نفس العمل والملبس، وهو أمر أبعد ما يكون عن إلفات النظر وإثارة الشكوك.

ثم يوصف لباسه حال الإحرام للحج، وهو (عليه السلام) يحضر الموسم كل سنة، يرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه (2) ، ويكون في أثناء حجه متزراً ببردة ومتشحاً بأخرى، وقد عطف بردائه على عاتقه (3) ، شأنه في ذلك شأن كل حاج محرم يلبس ثياب الإحرام. وفي رواية أخرى: عليه إزاران (4) .

مكانه وانتقالاته:

كان حال حياة أبيه (عليهما السلام) في سامراء؛ دلت على ذلك جميع

____________________

(1) غيبة الشيخ ص164

(2) المصدر ص221

(3) اكمال الدين المخطوط

(4) غيبة الشيخ الطوسي ص156

٥٤٢

الروايات الناقلة لمشاهدته في تلك الفترة، وقد سبق أن سمعنا قسطاً كبيراً منها. ومن الطبيعي أن يبقى في سامراء يوم وفاة أبيه، يصلّي على أبيه ويقابل وفد القميين، ليحوّلهم على بغداد، حيث يعيّن لهم سفيراً جديداً.

ويبقى في سامراء ردحاً من السنين بعد ذلك، كما تدل عليه حوادث تحويل السفيرين الأولين بأموال الوفود إلى سامراء، كما سيأتي في الحقل الخاص بذلك. ويدل عليه أيضاً ما قامت به السلطات من المطاردة له والكبس على داره في سامراء من قبل المعتمد والمعتضد. حيث يكون (عليه السلام) موجوداً هناك، ولكنه يستطيع التخلّص والهروب.

إذن، فهو إلى زمان خلافة المعتضد، التي تولاّها عام 279، كان ساكناً في دار أبيه في سامراء. فلو فرض - كما هو المظنون - أن الكبس الذي أمر به المعتضد كان في أول عام من خلافته، فمعنى ذلك أن المهدي (عليه السلام) بقي هناك تسعة عشر سنة بعد وفاة أبيه (عليه السلام).

وقد أبعد المهدي (ع) عن نفسه كل الآثار، وكل ما يلفت النظر ويثير الشك، حتى وكلائه أصبحوا بعيدين عنه، لكي لا يوجهوا الأنظار إليه أولاً ، ولكي يعيشوا في قلب الحوادث الاجتماعية، شأن كل مَن يريد أداء الخدمة الصالحة لمجتمعه وأمته ثانياً ، ولكي يبعدوا هم بدورهم عن أرصاد الدولة وعاصمة الملك حال كونها في سامراء خلال هذه التسعة عشر سنة ثالثاً .

٥٤٣

أما هو، فلا ينبغي أن يعيش الحوادث ولا أن يختلط بالناس، بل يبقى بعيداً يكتفي بسماع الأخبار والإطلاع على الآثار، يعيش هموم الأمة الإسلامية ذهنياً إن لم يستطع أن يعيشها خارجاً، حتى تهدأ النائرة، ويندمل الجرح، وتخف المطاردة، ويمضي الردح الأول من الغيبة الصغرى ليستطيع بعد ذلك أن يقوم بعمل جديد.

والمتتبّع لخروج التوقيعات والبيانات عن الإمام المهدي (عليه السلام) خلال الفترة الأولى من غيبته، يرى بوضوح قلتها وندرتها. إلى حدٍ لا يكاد ينقل عن السفير الأول، بل السفير الثاني في أول سفارته، توقيع ذو بال، إلاَّ في حدود قليلة وعند الحاجة الكبيرة، وما ذلك إلاَّ لأن الحاجة إلى الحذر في هذه الفترة ألزم، والبعد ما بين المهدي وسفرائه من حيث المكان أكثر.

وحين تنتهي هذه الفترة الحرجة، ولا يزال محمد بن عثمان سفيراً في ذلك الحين، تنفتح له (عليه السلام) فرصة جديدة في الخروج والتجول بنحو لا يمكن أن يعرفه الناس ولا أن يشار إليه بحقيقته، فإن أكثر الناس لم يروه في حياة أبيه، ومَن رآه منهم كان قد رآه طفلاً أو صبياً، والآن قد أصبح شاباً وسيماً، فلا تكاد ملامحه أن تكون محفوظة معروفة بعد مرور هذه الفترة. على أن جيلاً من الناس قد مات، وجيلاً قد واجه الحياة من جديد، وهو لا يعرف من شكل المهدي شيئاً. وكلما طالت المدة ابتعدت صورته عن أذهان الناس وذابت ذوباناً كلياً.

ومن هنا انفسحت للمهدي فرصة جديدة لأن يدخل بغداد

٥٤٤

لنراه: تارة بزي التجار (1) ، وأخرى: آمراً محمد بن علي بن بلال، أن يدفع ما لديه من الأموال إلى سفيره العمري (2) . وأصبح يحضر موسم الحج في كل عام - كما سمعنا - ماشياً (3) ، بل أصبح يخالط الحجَّاج من خواصه ويحدّثهم (4) ويعلّمهم الأدعية ويعطيهم التعليمات (5) . بل إنه ليكشف حقيقته أمام البعض إذا اقتضت المصلحة ولم يكن في ذلك خطر (6) . وكان يسكن خلال فترة الحج في تلك الديار المقدسة.

ومن هنا سنرى أن جملة من مقابلاته تمت هناك، من قبل الباحثين عنه المريدين التشرف بلقائه.

وكما يذهب إلى الحج، فإنه يذهب إلى كربلاء لزيارة جده سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين، يوم عرفة، فيوصل إلى أحدهم مالاً (7) على ما سيأتي.

بل إنه يصل إلى مصر على ما يظهر من بعض الروايات، وينزل الإسكندرية في خان ينزله الغرباء، يصلّي في مسجده بأهل ذلك الخان. ثم يسافر مع أحدهم، ويأخذ طريق البحر (8) .

____________________

(1) غيبة الشيخ الطوسي ص164

(2) المصدر ص246

(3) المصدر ص258

(4) انظر المصدر نفسه ص152

(5) المصدر ص156

(6) المصدر ص152

(7) المصدر ص 181

(8) المصدر ص183

٥٤٥

ثم إنه يعود من هذه الأسفار إلى بغداد ليباشر الاتصال بسفرائه، وإدارة مصالح المجتمع، والوقوف في وجه المنحرفين، عن طريق التوقيعات والبيانات.

هذا ونسمع قول المهدي (ع) في رواية علي بن إبراهيم بن مهزيار: (أبي أبو محمد عهد إليَّ أن لا أجاور قوماً غضب الله عليهم ولعنهم، ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم، وأمرني أن لا أسكن من الجبال إلاّ وعرها، ومن البلاد إلاّ عفرها. والله مولاكم أظهَرَ التقية، فوكلها بي، فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج) (1) .

وهذا الخبر لو صح لكان معارضاً لعدد من الأخبار، أهمها طريقة استحصال التوقيعات منه (عليه السلام)، إلاَّ ببعض الفروض البعيدة أو الإعجازية التي نحن في غنى عن افتراضها، والمهدي (ع) في غنى عن اتخاذها، ومعه تكون تلك الأخبار مقدمة على مدلول هذا الخبر. وقد سبق أن عرفنا أن الحذر والتقية يتم مع سكناه المدن أيضاً؛ لعدم معرفة الناس بشكله وعدم الالتفات إلى حقيقته. وليست التقية متوقفة على سكنى الجبال وعفر البلاد إن لم يكن ذلك ملفتاً للنظر وجالباً للشك أحياناً والله العالم بحقائق الأمور.

عمره الشريف:

ولد (عليه السلام) في النصف من شعبان عام 255 كما عرفنا، فيكون عمره حين وفاة أبيه شهر ربيع الأول من عام 260 كما سبق:

____________________

(1) غيبته الشيخ الطوسي ص161

٥٤٦

أربع سنوات وحوالي ستة أشهر.

وقال المسعودي وثمانية أشهر (1) .

ولعله مبني على رواية أخرى لم نأخذ بها، وفي هذا العمر تولّى منصب الإمامة وقيادة الأمة وآتاه الله الحكم صبياً.

وقد عرفنا أنه لم يكن شكله يوم وفاة أبيه موافقاً مع هذا العمر، بل كان صبياً يافعاً يقول من يراه أنه ابن ثمان أو عشر سنين، وقد أعطينا لذلك التبريرات الكافية فيما سبق، ويكون عمره الشريف حين شوهد في الحج عام 293، شاباً أسمر، قال الراوي: لم أر قط في حسن صورته واعتدال قامته (2) : ثمان وثلاثون عاماً.

ويكون عمره عند وفاة سفيره الثاني في جمادى الأولى عام 305: خمسين عاماً غير ثلاثة أشهر. وعند وفاة سفيره الثالث الحسين بن روح (رضي الله عنه) عام 326: واحداً وسبعين عاماً.

ويكون عمره عند وفاة سفيره الرابع الشيخ السمري، عام 329، وانتهاء فترة الغيبة الصغرى..: أربعاً وسبعين عاماً. قضى منها أربع سنين ونصف في حياة أبيه (عليه السلام)، وتسعة وستين عاماً ونصف في حياة أبيه (عليه السلام)، وتسعة وستين عاماً ونصف وخمسة عشر يوماً في الغيبة الصغرى، ثم بدأت الغيبة الكبرى حيث لا ظهور إلاّ أن يأذن الله تعالى بالفرج لكي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

ويكون عمره يوم انتهى المسعودي من كتابه (إثبات الوصية)، وهو

____________________

(1) اثبات لاوصية ص236

(2) الغيبة ص153

٥٤٧

عام اثنتين وثلاثين وثلاثمئة، أي بعد انتهاء الغيبة الصغرى بثلاث سنوات... يكون عمره الشريف: ستاً وسبعين سنة وأحد عشر شهراً ونصف شهر، كما ذكر المسعودي (1) .

هذا بحسب عدد السنين.

وأما بحسب شكله، فكان (عليه السلام) لا يزال شاباً، يقدره الناظر بحوالي العشرين عاماً على ما يستفاد من مجموع أوصافه، وهذا أمر ممكن، بل ضروري الثبوت، باعتبارين:

أحدهما - وهو الأمر الأساسي -: الإيمان بقدرة الله تعالى الذي خلقكم أول مرة، والذي يُحْيِي العظام وهي رميم، وبيده ملكوت كل شيء، وهو على كل شيء قدير.

فإذا عرفنا المصلحة الكبرى المتوقفة على وجود المهدي (ع)، والمسئولية الكبرى المناطة به، وأنها من الأهمية والرسوخ في الإسلام إلى حد يعمل الله عَزَّ وجَلَّ إرادته الخاصة في تنفيذها... نعرف كيف يمكن أن يحفظ الله تعالى المهدي لأجل ذلك الهدف الكبير.

ثانيهما: نموه البطيء في غيبته الكبرى بحيث يقدر له من العمر حين ظهوره أربعين عاماً كما ورد في الروايات (2) .

إذن، فهو بالرغم من نموه السريع في صغره في حياة أبيه، حتى نما في الأربع سنوات، ما ينمو به الإنسان خلال ثمان أو عشر سنين... أصبح نموه يتباطأ بعد ذلك. ففي خلال السبعين عاماً لغيبته الصغرى نما بمقدار حوالي العشر سنين من العمر الطبيعي، حيث كان في أولها

____________________

(1) انظر إثبات الوصية ص263.

(2) انظر الغيبة للشيخ الطوسي ص258، وكتاب المهدي ص 8.

٥٤٨

يقدّر بحوالي عشر سنوات، وكان في آخرها يقدر بحوالي العشرين.

ثم هو في السنوات المتطاولة المتمادية في غيبته الكبرى ينمو بمقدار العشرين الباقية من سن الأربعين الطبيعي للإنسان، ليظهر في آخرها وهو كابن الأربعين، وهو السن الذي يكون فيه الرجل في غاية الرشد والنضج والحنكة.

ثم أن المظنون أن نموه أمام الناس بعد ظهوره سوف يكون طبيعياً كشخص له أربعون سنة فما فوق. ومن طريف ما ورد في هذا الصدد، ما في (عقد الدرر) عن أبي عبد الله الحسن (عليه السلام)، أنه قال: (إنه لو قام المهدي لأنكره الناس؛ لأنه يرجع إليهم شاباً موفقاً. وإن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شاباً، وهم يظنونه شيخاً كبيراً) (1) . والمراد من قوله: (يرجع إليهم) أنه يظهر لهم بعد غياب، لا أنه يكون شيخاً ثم يتحول شاباً بطريق إعجازي.

هذا كله، بحسب المصالح الإلهية الكبرى، المذخورة ليومه الموعود.

فهذه لمحات من حياته الخاصة، وستعرف جملة أخرى من تفاصيلها في الحقول التالية.

الحقل الثاني:

محاولة السلطات القبض عليه

كان القبض عليه أحد الأهداف الكبرى للدولة، من حيث إنها تعلم

____________________

(1) كتاب المهدي ص208 وانظر عقد الدرر المخطوط.

٥٤٩

ما في كيانها من ضعف وانحراف وتسيب. وتعلم أن المهدي (عليه السلام) هو المذخور لرفع الظلم والجور عن بني البشر. إذن، فهو يناقض بأساس وجوده وعمق هدفه، كيان هذه الدولة من الصميم، ويشكل ضدها الخطر الأصيل.

ولم تكن الدولة لتعلم أنه سيتأخر ظهوره، ما حصل له من التأخير بعد ذلك، فإن من مميزات ظهور الإمام المهدي (ع) كونه محتمل الظهور في كل وقت، لكي يخافه كل ظالم ويخشاه كل منحرف.

وقد سبق أن دللنا على أن الخلفاء كانوا عالمين بوجوده وهدفه، ولا أقل من احتمالهم لذلك، وهو يكفي لتصديهم إلى تحصين دولتهم ضد خطره وتجريد الحملات للقبض عليه.

وقد جردت السلطات ثلاث حملات للقبض عليه، إحداها قام بها المعتمد في الفترة القليلة المتأخرة عن وفاة الإمام العسكري (عليه السلام)، والأخريان قام بهما المعتضد الذي تولّى الحكم بعده. وأما الخلفاء المـتأخرون، فلم ينقل عنهم ذلك، ولعلهم كانوا قد أيسوا من ذلك يأساً تاماً.

أما محاولة المعتمد، فقد سبق أن سمعناها في القسم الأول من هذا التاريخ، عند استعراض ما قام به جعفر بن علي من محاولات وأعمال.. فلا نعيد. وقد عرفنا ما تلا ذلك من انشغال الدولة بحرب صاحب الزنج وغيره، مما أوجب انحراف السلطات ذهنياً عن أن تجرد حملات أخرى للكبس والتفتيش، أثناء خلافة المعتمد، وهي التسعة عشر عاماً

٥٥٠

التي قضاها في الحكم بعد وفاة الإمام العسكري.

إلاَّ أن التجسّس المستمر والتلفّت الدائم من قبل السلطات، كان قائماً على قَدَم وساق، ومستمراً خلال الزمان، وكان يجابه كما عرفنا بأساليب السرية والكتمان والمضاعفة التي كان يقوم بها السفيران الأولان في هذه الفترة الصعبة من الغيبة الصغرى، بما في ذلك تحريم التصريح باسمه والدلالة على مكانه، إلاَّ لمَن امتحن الله قلبه للإيمان.

وفي خلال هذه الأعوام التسعة عشر، يكون التجسس قد أنتج شيئاً مهماً بالنسبة إلى الدولة، وهو ثبوت فكرة السفارة لديها، وأن هناك مَن يدَّعي السفارة عن الإمام المهدي (ع) ويقبض المال بالوكالة عنه (1) . إذن، فهو موجود. ليس هذا فقط، بل يحاول قيادة قواعده الشعبية وقبض الأموال منهم. ومَن ثم كانت من أعظم مهام المعتضد عند توليه الخلافة أن يجدد الحملات لمحاولات القبض على المهدي.

ومَن ثم يبادر، فيبعث على ثلاث نفر، فيهم أمرهم، رشيق صاحب الماداري، ويأمرهم أن يخرجوا إلى سامراء مخففين، لا يكون معهم قليل ولا كثير، إلاَّ أن يركب كل واحد منهم فرساً ويجنب معه آخر ووصف لهم محلة وداراً، وقال: إذا أتيتموها تجدون على الباب خادماً أسود، فاكبسوا الدار ومن رايتم فيها فأتوني برأسه (2) .

انظر لمقدار ما أتت به أخبار التجسس.. إنه يعلم بدار المهدي (ع)

____________________

(1) أعلام الورى ص421.

(2) انظر تفصيل الرواية في: الغيبة ص149 وما بعدها. الخرائج ص67. البحار ج13 ص118 .

٥٥١

وهي دار أبيه.. إنها دار معروفة في سامراء، لها تاريخ مجيد وليس في هذا ما يلفت الانتباه.. ولكنّه يعلم بالعبد الجالس على باب الدار! فإنه من الأخبار المتأخرة، إذ لم تكن الحالة في حياة الإمام العسكري بهذا الشكل بالتعيين.

كما أنه يعلم بوجود شخص آخر غير هذا العبد في داخل الدار، وهو الإمام المهدي (ع) لا محالة، وعلى الأقل يعلم أنها دار سكناه، وإن كان يحتمل عدم وجوده فيها ساعة الكبس، ولكن لا أقل من احتمال وجوده، والكبس دائماً مغامرة ومقامرة.

وهو لا يحاول أن يرى المهدي أو أن يكلِّمه، وإنما يأمر بقتله رأساً وحمل رأسه إليه، وبذلك يتحقق الهدف الأعلى لكيان الدولة الزائف. وهو لا يعيّن لهم شخصاً أو اسماً معيناً، بل يغمض من هذه الناحية، إنه يريد أن يبقي هذا الأمر خفياً حتى على هؤلاء القائمين بالجملة، ولا يهمّه بعد ذلك أن يقتلوا شخصاً غير المهدي ويأتوه برأسه، فحسبه أنه قام بالمحاولة على أي حال.

ويتوخى المعتضد من هذا الإغماض أهدافاً:

الأول: عدم إثارة مسألة المهدي إمام هؤلاء الجلاوزة، وعدم تنبيههم إلى ذلك مهما أمكن، لكي لا يكون ذلك رأس الخيط بالنسبة إليهم، أو إلى أحدهم، للبحث عن الحق في خط الإمام المهدي (ع) أو الميل إليه.

الثاني: عدم كشف مهمتهم الحقيقية أمامهم، محافظة على سمعته

٥٥٢

وسمعة الدولة. فإنهم إن عرفوا أن المعتضد يكلّفهم القبض على المهدي (ع)، أمكن تسريب الخبر إلى المجتمع، فيترتب على ذلك، ما لا يحمد عقباه للمعتضد.

الثالث: عدم كشف مهمتهم الحقيقية أمامهم للمحافظة على سرية المطلب، حتى عن خاصة الدولة وجهاز استخباراتها. فإن الأمر أهم وأدق من أن يعرفه الناس. وقد كان أشخاص الخلفاء وحدهم يعرفون ذلك في الغالب، وقد عرفنا وجه مصلحتهم في الحرص على سرية المطلب وإبهامه.

وبدأت الحملة كما أمر المعتضد، وتوجه الثلاثة إلى سامراء، وبحثوا عن الدار، فوجدوها - كما وصفها لهم المعتضد - ورأوا في الدهليز خادماً أسود وفي يده تكة ينسجها. فسألوه عن الدار ومن فيها فقال: صاحبها. قال: رشيق: فوالله ما التفت إلينا وقل اكتراثه بنا.

ثم أنهم استمروا على مهمتهم، فكبسوا الدار وجاسوا خلالها فوجدوا غرفة سرية، وعليها ستر جميل جديد. قال رشيق: ما نظرت قط إلى أنبل منه، كأن الأيدي رفعت عنه في ذلك الوقت.

ولم يكن في الدار أحد. فرفعوا الستر، فرأوا بيتاً كبيراً كأنه بحر فيه ماء، وفي أقصى البيت حصير يبدو كأنه على الماء، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة، قائم يصلي، وبقي مشتغلاً بصلاته متوجِّهاً إلى ربه لم يلتفت إليهم، كأنه لم يرهم ولم يسمعهم.

فسبق أحد الرجلين اللذين كانا مع رشيق ليتخطّى البيت، فغرق

٥٥٣

في الماء، وما زال يضطرب، حتى أنقذوه وأخرجوه، وغشي عليه وبقي ساعة، ثم هم الرجل الآخر أن يتخطى البيت فغرق في الماء أيضاً.. فأصابه ما أصاب صاحبه.

فبقي رشيق وهو قائد الحملة، مبهوتاً واجماً، وأيس من نيل الغرض، وأراد أن يلطف من خاطر هذا المصلي ويزيل ما قد يكون قد علق بذهنه من هذه الحملة، فتوجّه إليه قائلاً: المعذرة إلى الله وإليك، فوالله ما علمت كيف الخبر ولا إلى من أجيء.. وأنا تائب إلى الله. قال رشيق: فوالله ما ألتفتَ إلى شيء مما قلنا، وما انتقل عما كان فيه! فهالنا ذلك، وانصرفنا عنه.

انظر كيف انتصر المهدي (ع) على هؤلاء الجلاوزة المنحرفين، وكيف استطاع أن يؤثر على أعصابهم هذا التأثير الرهيب، فقد كان يمكنه أن يدبّر أمره بحيث يختفي منهم كما لا يراهم ولا يرون.. بأن يكون خارج تلك الدار ساعة الكبس، ولكنّه دبّر الأمر بحيث يتحدّى السلطات، يقيم عليها الحجة في إثبات حقه.

فقد ملأ مكانه، بأسلوب طبيعي أو إعجازي بالماء، وبقي آمناً لا حاجة له أن يلتفت إلى هذه الحملة، أو أن يعيرها أية أهمية، حتى خادمه الأسود، كان مطمئناً من تدابير مولاه وإمامه، وحفْظ الله تعالى إياه، فلا حاجة إلى الخوف والاهتمام.

والمهدي (عليه السلام)، يعلم سلفاً أن لا يكون مع هؤلاء الجلاوزة سلاح يُقذف به كالسهم، ليصل إليه وهو على مصلاه في نهاية الغرفة.

٥٥٤

وإنما يستصحبون معهم السيف لقطع رأسه، وهو لا يمكن أن يعمل مع هذه التدابير، والعلم بساعة ورودهم ونوع سلاحهم ونحو ذلك، ليس بدعاً على علم الإمامة، وليس أعجب من هذا التدبير الذي أرهب السلطات وانتصر عليهم.

وكان الجلاوزة ظنوا أنهم متوهّمون في حسبان المكان مملوءاً بالماء، وأنه شيء من خداع النظر. حيث حاول اثنان منهم اقتحام المكان. ونفس كلام رشيق يوحي بهذا الظن، حيث يقول: كأن بحراً فيه ماء.

وفي أقصى البيت حصير قد علما أنه على الماء، أي أنهم ظنوا ولم يتأكدوا بحسب ما يدل عليه السياق، إلاَّ أن التجربة الفعلية المكررة، في غرق اثنين منهم، يقطعون الشك باليقين، فإنه سواء كان حصول الماء طبيعياً أو إعجازياً، فإنه يوجب الغرق، ولا يعني بحال كونه وهمياً غير واقعي.

وأما وقوف الإمام (عليه السلام) على الماء، فإن كان حقيقياً، فهو إعجازي لا محالة، لا يكون إلاَّ بقدرة الله (عَزَّ وجَلَّ)، لإقامة الحجة على المنحرفين والظالمين، والمعجزة عند إقامة الحجة ممكنة، بل ضرورية كما برهنا عليه في بحوث أخرى، وعليها قامت الدعوة الإلهية في خط الأنبياء الطويل.

على أننا يمكن أن نتصور أن المهدي(ع) قد أعد لنفسه في آخر هذا الماء قطعة صغيرة من الأرض. بمقدار الحصير لكي يصلي عليها، وكان

٥٥٥

الماء يغمرها، فلم يبد منها شيء، فتوهموا أن الحصير على الماء.

وحين أيس رشيق من بلوغ الغرض، وذاق صاحباه الغرق والعذاب، اضطر إلى الانصياع للتحدي والاعتراف بالعجز. إنه لم يكن يتوقّع شيئاً مما رآه، فضلاً عن كل ما رآه، ولم يعلم إلاَّ أن المعتضد أرسله على شخص ما ليقبض عليه ويأخذ برأسه. وأما مثل هذا التدبير الحاسم، فهو لم يواجه مثله من قبل أي شخص آخر حاول القبض عليه. إنه يواجه الهول والتحدي الصريح لأول مرة في حياته، بشكل لا يجد له حيلة، ولا يعرف إلى تذليله طريقاً.

إذن، فلصاحب هذا البيت شأن غير اعتيادي، شأن أعلى من القوى الاعتيادية التي يعرفها رشيق، والمعتضد إنما أغمض له الشك لسبب في نفسه. إذن، لعله يعرف شأن صاحب هذا البيت على الإجمال. إنه هو الذي أوقعه في هذا الهول والتحدي، بالرغم أن التحدي في واقعه متوجَّه إلى المعتضد نفسه أكثر مما هو متوجّه إليه.

وعلى أي حال، فينبغي التملص من المسألة، وإلقاء المسئولية كلها على كاهل المعتضد، والاعتذار من صاحب الدار، ذي الشأن المجهول الرهيب. ولكن ماذا يجدي لديه الاعتذار، إنه اعتذار المتلبِّس بالجرم، إنه قبل لحظات، بل وحتى بعد الاعتذار، لو استطاع أن يقبض عليه ويقطع رأسه لفَعَلَ، إذن فليس لاعتذاره أي قيمة ولا أهمية... ولا ينبغي الاعتناء به بحال.

٥٥٦

وصحب هؤلاء الجلاوزة هوْلهم في داخل قلوبهم، وتوجهوا توّاً إلى بغداد، ليحملوا هذا الخبر العجيب الرهيب إلى المعتضد، وكان المعتضد ينتظرهم، وقد أمر الحجّاب والحرّس على أن يدخل هذا الوفد عليه في أي وقت كان، ليلاً أو نهاراً، فإن مهمتهم أعمق وأعقد من أن تحتمل التأجيل.

ودخل عليه الوفد يحمل هولة بين جنبيه، وصب أمامه الحكاية كما وقعت، فقال: ويحكم لقيكم أحد قبلي وجرى منكم إلى أحد سبب أو قول. فقالوا: لا. فقال: أنا نفيٌ من جدي - أي ليس من بني العباس - وحلف بأشد الإيمان له: إنه رجل إنْ بلغه أنهم أخبروا بهذين الخبر ليضربن أعناقهم. قال رشيق: فما جسرنا أن نحدّث به إلاَّ بعد موته.

إن المعتضد، لم يجد فيما رووه له، هولاً أو أمراً غريباً، فإنه يعرف أن من حاول القبض عليه من العمق والسمو بحيث لا يكون مثل هذا الأمر غريباً منه، وقد سبقت من آبائه (عليه السلام) إلى أسلاف المعتضد أمور كثيرة من هذا القبيل.

إنه يعرف ذلك جيداً، ولكنه يخاف منه على قواعده الشعبية وأساس ملكه. إن هؤلاء الثلاثة بالرغم من أنه حاول الإغماض لهم في كلامه، قد اطلعوا على الحقيقة وواجهوا الحق، حتى اضطر رشيق إلى التنازل والتوبة، إلاَّ أنه لا ينبغي أن يكون الناس الآخرون كرشيق عارفين بالحق أو منصاعين له، ومن ثم نراه يحلف لهم بأغلظ الأيمان

٥٥٧

ويهددهم بالقتل، أن بلغه أنهم أخبروا أحداً بذلك، فلم يجسروا أن يخبروا به إلاَّ بعد موته، فإن إيمانه وتهديده إنما يكون رسمياً في حال حياته وبطشه، لا بعد موته وفوته.

يبقى احتمال واحد، وهو أن لا يكون هذا الذي وجدوه هو المهدي، بل شخص آخر غيره، فإن اسمه لم يرد في الرواية، بل لعل رشيق قائد الحملة لم يعين في ذهنه، من بعد رجوعه، أنه المهدي (ع) بالتعيين.

ولكننا نستطيع الجزم بكونه هو المهدي بعدة قرائن:

الأولى: إقامة الحجة بالمعجزة أمام أعضاء الحملة والسلطات المتمثلة بالخليفة نفسه. فإن الحادثة تحتوي على عنصر غيبي لا محالة، فَلَإنْ استطعنا أن نفهم الماء الذي شاهدوه وغرقوا فيه، والحصير الذي عليه بنحو طبيعي اعتيادي.. فلا يمكن أن نفهم علمه بموعد مجيئهم ونوع سلاحهم على الطريق الاعتيادي، مع انصرافه عن المجتمع في تلك الأيام وسرية هذه الحملة سرية تامة، يهتم المعتضد بإخفائها اهتماماً بالغاً.

وقد التفت المعتضد نفسه إلى هذه الحجة الواضحة، ومن هنا زاد اهتمامه بالإخفاء؛ حفاظاً على الخط العام للدولة بين قواعدها الشعبية. وقد علمنا بالبرهان الدال على إمامة المهدي (عليه السلام)، أنه ليس هناك في ذلك العصر من يقيم المعجزة بإعداد من الله (عَزَّ وجَلَّ) سواه، فتعين القول بأن هذا الشخص الذي وجدوه هو المهدي (ع) لا سواه.

الثانية: أنه مع غض النظر عن الجانب الإعجازي، تستطيع

٥٥٨

الجزم بأنه لم يكن في العالم في ذلك العصر، فضلاً عن سامراء التي كانت مهجورة وغامرة بعد انتقاله الخلافة عنها إلى بغداد.. ليس هناك من يستطيع القيام بهذا التدبير الدقيق لتحدي السلطات والتخطيط لإرعابهم غير الإمام المهدي (ع). فإنه لم يكن التكتيك دقيقاً على أي المستويات الاعتيادية في ذلك العصر، حتى لدى السلطات نفسه، ما عدا ما كان من المهدي نفسه من إنقاذ سفرائه وقيادة قواعده الشعبية كما عرفنا مفصلاً، فليس عجيباً أن يضع مثل هذا التخطيط، مثل هذا العقل القيادي.

الثالثة : قول المعتضد - برواية الرواندي (1) - حين أمرهم بالتوجه إلى سامراء: الحقوا واكبسوا على دار الحسن بن علي، فإنه توفي، ومن رأيتم في داره فأتوني برأسه.. ومن يكون في تلك الدار يومئذ إلاَّ ابنه الإمام المهدي (عليه السلام)؟

ومن يمكن أن يخطر في ذهن المعتضد ممن يحتمل أن يسكن في تلك الدار أو يستجير بها ويكون خطراً على الدولة والكيان القائم غيره؟ وظن المعتضد، أن هذه الحملة إنما فشلت باعتبار قلة العدد وسرية التوجيه والتنفيذ. ولا أقل من احتمال نجاح الحملة أو كثر العدد وانكشف الغرض. ولم يستطع، أو لم يرد أن يفهم، أن هذا العقل الذي تحداه مرة واحدة، يمكنه أن يتحدّاه عشرات المرات. ولن تستطيع

____________________

(1) انظر: الخرائج والجرايح ص67.

٥٥٩

أي قوة في البشر أن تسيطر عليه أو أن تقضي عليه.

ومن هنا جرد حملة أكبر، وبعث عدداً أكثر، وأتبعه بجيش كبير!! فانظر إلى هذا الجبن من الفرد الواحد، والفزع الذي تتصف به الدولة تجاه هذا الأمر العظيم.

وأود في هذا الصدد أن أذكّر بالرواية بنصها (1) ، قال الراوي: ثم بعثوا عسكراً أكثر. فلما دخلوا الدار، سمعوا من السرداب قراءة القرآن، فاجتمعوا على بابه وحفظوه حتى لا يصعد ولا يخرج. وأميرهم - يعني قائد الحملة - قائم حتى يصل (2) العسكر كلهم، فخرج من السكة التي على باب السرداب، ومر عليهم. فلما غاب، قال الأمير: انزلوا عليه.

فقال: أليس هو مر عليك؟

فقال: ما رأيت.

قال: ولِم تركتموه؟

قالوا: إنا حسبنا أنك تراه.

انظر لهذا التحدي الجديد من قبل المهدي (عليه السلام) للسلطات أنه تحد أبسط، ولكنه أعمق وأعقد في نفس الوقت. فإن ذلك التحدي على تعقيده، لم يكن إلاَّ لدفع ثلاثة أنفار. وأما هذا التحدي على بساطته، فهو لدفع جيش كبير من جلاوزة السلطان، وتسجيل الفشل على مهمتهم. إنه يقرأ القرآن، وهل في قراءة القرآن أي ضير حتى في نظر السلطات؟ إن القرآن الكريم هو حلقة الوصل بين جميع الفئات

____________________

(1) انظر البحار ص118 ج13.

(2) في المصدر: يصلي. وهو غلط مطبعي لا محالة.

٥٦٠