ديوان السيد حيدر الحلي الجزء ١
0%
مؤلف: السيد حيدر الحلي
تصنيف: دواوين
الصفحات: 400
مؤلف: السيد حيدر الحلي
تصنيف: دواوين
الصفحات: 400
وَذُوْ هَيْبَةٍ لَوْ اُشْعِرَ الْلَيْثُ خَوْفَهَا |
لَمَا ثَبُتَتْ فِي الأَرْضِ مِنْهُ القَوَائِمُ |
|
وَمَدْرَهُ(١) قَوْلٍ يَغْتَدِي وَلِسَانُهُ |
لِوَجْهِ الْخُصُوْمِ الْلِّدَ بالْخِزْيِ وَاسِمُ |
|
يَنَالُ بأَطْرَافِ اليَرَاعِ بَنَانُهُ |
مِنَ الخَصْمِ مَا لَيْسَتْ تَنَالُ الْلَهَاذِمُ |
|
فَأَقْلامُهُ حَقّاً قَنَا (الخَطِّ) لا القَنَا |
وَآرَاؤُهُ لا الْمُرْهَفَاتُ الصَّوَارِمُ |
|
حَمَى اللهُ فِيْهِ حَوْزَةَ الدِّيْنِ وَاغْتَدَتْ |
تُصَانُ لأَهْلِ الْحَقِّ فِيْهِ الْمَحَارِمُ |
|
فَيَا مُنْسِياً بالْجُوْدِ (مَعْناً) وَ(حَاتِماً)(٢) |
أَلا إنَّ مَعْنَىً مَنْ مَعَانِيْكَ (حَاتِمُ) |
|
مُحَيَّاكَ صَاحٍ يُمْطِرُ البشْرَ دَائِماً |
وَكَفُّكَ بالجَدْوَى لِرَاجِيْكَ غَائِمُ |
|
وَتُخْفِضُ جُنْحاً قَدْ سَمَا بكَ فَارْتَقَى |
إلَى حَيْثُ لا بالنَّسْرِ تَسْمُو القَوَادِمُ |
|
تَدَارَكَ فِيْكَ(٣) اللهُ أَحْكَامَ مِلَّةٍ |
قَدِ انْدَرَسَتْ لَوْلاكَ مِنْهَا الْمَعَالِمُ |
|
أَلا إنَّ عَيْنَ الدَّيْنِ أَنْتَ ضِيَاؤُهَا |
وَأَنْتِ لَهَا مِنْ عَائِرِ(٤) الشِّرْكِ عَاصِمُ |
|
شَهدْتُ لأَهْلِ الفَضْلِ أَنَّكَ خَيْرَهُمُ |
شَهَادَةَ مَنْ لَمْ تَتَّبعْهُ الْلَوَائِمُ |
|
وَأَنَّكَ ظِلُّ اللهِ وَالحُجَّةُ الَّتِي |
تُدِيْنُ لَهَا أَعْرَابُهَا وَالأَعَاجِمُ |
____________________
١- في (أ): مدرة.
- المِدْرَهُ: المـُقَدَّم في اللسان واليد عند الخصومة والقتال(ينظر: لسان العرب: ١٣/٤٨٨ مادة دره).
٢- معن بن زائدة بن عبد الله الشيباني، من أشهر أجود العرب وشجعانهم، أدرك العصر الأموي والعباسي، ولاه المنصور ولاية سجستان فأقام مدة وقتل فيها سنة ١٥١ه.
ينظر: تاريخ الكوفة للسيد البراقي: ٥٠٠، الأعلام: ٧/٢٣٧
- حاتم الطائي: (ت ٤٦ ق ه/٥٧٨ م) حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج الطائي القحطاني، أبو عدي: فارس، شاعر، جواد، جاهلي. يضرب المثل بجوده كانت وفاته في السنة الثامنة بعد مولد النبي (صلىاللهعليهوآله ) .
ينظر: الإصابة ١: ٢٨٥، والأعلام: ٢/١٥١.
٣- في (د) فيه.
٤- العائِرُ من السهام والحجارةِ: الذي لا يدري مَن رماه (ينظر: لسان العرب: ٤/٦١٨ مادة عور).
وَعِنْدَكَ جُوْدٌ يَشْهَدُ الغَيْثُ أَنَّهُ |
هُوَ الغَيْثُ لا مَا جُدْنَ فِيْهِ الغَمَائِمُ |
|
يَطِبُّ بهِ الأَعْدَاءُ(١) وَالدَّاءُ مُعْضِلٌ |
وَتَرَقَى بهِ الأَيَّامُ وَهْيَ أَرَاقِمُ |
|
سَبَقْتَ لِتَفْرِيْجِ العَظَائِمِ فِي الْوَرَى |
فَحُزْتُ ثَنَاهَا وَاقْتَفَتْكَ الأَعَاظِمُ |
|
وَصَادَمَتِ الجُلَّي حَشَاكَ فَلَمْ يَكْنْ |
لِيَأْخُذَ مِنْهَا خَطْبُهَا الْمُتَفَاقِمُ |
|
فَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ رِقَّةٍ قُلْتُ مُقْسِماً |
لَقَدْ قَرَعَ الصَّلْدَ الْمُلِمُ الْمُصَادِمُ |
|
وَبالأَمْسِ لَمَّا أَحْدَثَ الدَّهْرُ نَكْبَةً |
إلَى الآنَ مِنْهَا مَدُمَعُ الفَضْلِ سَاجِمُ |
|
تَلَقَّيْتَهَا بالْحِلْمِ لا الصَّدْرُ ضَائِقٌ |
وَإنْ كَبُرَتْ فِيْهِ وَلا القَلْبُ وَاجِمُ |
|
وَأَرْدَفَهَا أُخْرَى فَكَانَتْ عَظِيْمَةً |
تَهْوْنُ لَدَيْهَا فِي الزًّمَانِ العَظَائِمُ |
|
فَصَابَرْتَهَا فِي اللهِ وَهْيَ عَظِيْمَةٌ |
أُقِيْمَتْ لَهَا فَوْقَ السَّمَاءِ الْمَآتِمُ |
|
وَحُزْتَ ثَوَاباً لَوْ يُقَسَّمُ فِي الْوَرَى |
لَحُطَّتْ بهِ فِي الحَشْرِ مِنْهَا الجَرَائِمُ |
|
فَأَنْتَ لَعَمْرِي أَصْلَبُ النَّاسِ كُلِّهَا |
قَنَاةَ عَلاً لَمْ تَسْتَلِنْهَا العَوَاجِمُ |
|
وَأَوْسَعُ أَهْلِ الحَزْمِ(٢) حِلْماً مَتَى تَضِقْ |
لَدَى الخَطْبِ مِنْ أَهْلِ الحُلُوْمِ الحَيَازِمُ |
|
عَنَتْ لَكَ أَهْلُ الكِبْرِيَاءِ وَقَبَّلَتْ |
ثَرَى نَعْلِكَ الْحُسَّادُ وَالأَنْفُ رَاغِمُ |
|
نَرَى عُلَمَاءَ الدِّيْنِ حَتْفاً تَتَابَعُوا |
وَحَسْبُ الْهُدَى عَنْهُمْ بأَنَّكَ سَالِمُ |
|
فَأَنْتَ بهَذَا العَصْرِ لِلْخَيْرِ فَاتِحٌ |
وَأَنْتَ بهِ لِلْعِلْمِ وَالْحِلْمِ خَاتِمُ |
|
وَأَنْتَ لَعَمْرِي(٣) البَحْرُ جُوْداً وَنَائِلاً |
وَأَنْمُلُكَ العَشْرُ الغُيُوْمُ(٤) السَّوَاجِمُ |
|
فَيَا مُنْفِقاً بالصَّالِحَاتِ زَمَانَهُ |
فِداً لَكَ مَنْ تُفْنِي سِنِيْهِ الْمَآثِمُ |
|
بَقِيْتَ بَقَاءً لا يُحَدُّ بغَايَةٍ |
وَأَنْتَ عَلَى حِفْظِ الشَّرِيْعَةِ قَائِمُ |
|
وَلَوْ قُلْتُ عُمْرُ الدَّهْرِ عَمَّرْتَ خِلْتَنِي |
أَسَأْتُ مَقَالِي ذَلِكَ الدَّهْرُ خَادِمُ |
____________________
١- في (ب): الاعدام.
٢- في (د): أهل الأرض.
٣- في (ب): لعمر البحر.
٤- في (د): الغيوث.
تَنَبَّهَ لِي طَرْفُ التَّفَاتِكَ نَاظِراً |
إلَيَّ، وَطَرْفُ الدَّهْرِ عَنِّيَ نَائِمُ |
|
فَأَدْعُو لِنَفْسِي إنْ أَقُلْ دُمْ لأَنَّنِي |
تَدُوْمُ لِيَ النَّعْمَا بأَنَّكَ دَائِمُ |
|
حَبَسْتُ ثَنَائِي عَنْ سِوَاكَ فَلَمْ أَكُنْ |
لأَسْأَلَ فِيْهِ أَيْنَ تَهْمِي الغَمَائِمُ(١) |
|
فَمَا أَنَا لَولا رَوْضُ خُلْقِكَ رَائِدٌ |
وَلا أَنَا لَوْلا بَرْقُ بشْرِكَ شَائِمُ |
|
وَدُوْنَكَهَا غَرَّاءَ تَنْثُرُ(٢) لُؤْلُؤاً |
مِنَ القَوْلِ لَمْ يَلْفِظْهُ بالفِكْرِ نَاظِمُ |
|
فَرَائِدُ مِنْ لَفْظٍ عَجِبْتُ بأَنَّنِي |
أَبَا عُذْرِهَا اُدْعَى وَهُنَّ يَتَائِمُ |
- قال يمدح السيد عبد الرحمن النقيب (٣) ضمن كتاب(٤) :
[من المتقارب والقافية من المتدارك]
لِيَ العُذْرُ كَلَّ لِسَانُ القَلَمْ |
وَجَفَّ بمَا فَوْقَ طِرْسِي رَسَمْ |
|
وَعِنْدِيْ وَلا عَرَبيٌّ سِوَاهُ |
لِسِانٌ بهَذَا الْمَقَامِ انْعَجَمْ(٥) |
|
أُكَلِّفُهُ نَعْتَ سَعْدِ السُّعُوْدِ |
وَمَنْ لِلثُّرَيَّا بهِ وَهْوَ(٦) فَمْ |
|
وَغَايَةُ وَصْفِي لَهُ أَنْ أَقُوْ |
لَ: يَا عَلَماً وَيَقِلُّ العَلَمْ |
____________________
١- هذا البيت غير مثبت في (أ)و(د).
٢- في (د): تبسم.
٣- عبد الرحمن النقيب: السيد عبد الرحمن بن علي بن سلمان القادري الكيلاني، نقيب أشراف بغداد، ورئيس وزارة العراق الأهلية الأولى. تولى النقابة سنة ١٣١٥ ه، ورياسة الوزراء سنة (١٣٣٨ ه/ ١٩٢٠ م) واستقال بعد تولي الملك فيصل بن الحسين عرش العراق (سنة ١٩٢١ م) ثم ألف الوزراة ثانية، فثالثة، إلى آخر أيلول ١٩٢٢ وهو الذي أمضى المعاهدة الأولى مع البريطانيين في عهد الملك فيصل، له تآليف، منها كتاب ( الفتح المبين في الرد على ترياق المحبين) ورسالة في (الأدب) ومساجلات مع السيد حيدر الحلي. توفي ببغداد سنة (١٣٤٥ ه/ ١٩٢٧م).
الأعلام: ٣/٣١٩، معجم المؤلفين: ٥/١٥٦
٤- التخريج: العقد المفصل: ٢/١٠٥-١٠٦
٥- انعجم: انغلق عليه الكلام (ينظر: تاج العروس: ١٣/٢٨٥ مادة طبق).
٦- في (أ)و(ب): (وهي فم).
تَرَكْتُ لِنَادِيْهِ عَدَّ البقَاعِ |
وَعَدَّيْتُ عَنْ قَوْلِ هَذَا الْحَرَمْ |
|
كَتَرْكِيْ لَهُ عَدَّ أَفْرَادِهَا |
وَكَيْفَ بتِعْدَادِ خَيْرِ النَّسَمْ |
|
وَقُلْتُ أَرَى الأَرْضَ فِي مَجْلِسٍ |
لِمَنْ تَحْتَ طَيِّ رِدَاهُ الأُمَمْ |
|
هَوَ البَدْرُ لَكِنَّهُ لِلْكَمَالِ |
وَبَدْرُ السَّمَا بَيْنَ نَقْصٍ وَتَمْ |
|
مِنَ الْمَاثِلِيْنَ بصَدْرِ النَّديِّ |
رَزَانُ الحُلُوْمِ رَزَانُ القِمَمْ |
|
فَيَا مَنْ إذَا غابَ قَالَ الحُضُوْرُ |
وَإنْ حَضَرَ القَوْلَ كُلٌّ أَرَمْ(١) |
|
مَنَنْتَ(٢) ابْتِدَاءاً بدُرِّ الْمَقَالِ |
وَيَا بَحْرُ بالطَّبْعِ مِنْكَ الْكَرَمْ |
|
نَعَمْ حَقَّ لِي فِيْكَ شُكْرُ الزَّمَانِ |
فَحُسْنُ اعْتِنَائِكَ أَعْلَى النِّعَمْ |
|
وَلَكِنْ عَجِزْتُ فَمَا لِي يَدٌ |
بمَا يَسْتَقِلُّ بهَدْي الْحِكَمْ |
- وقال مخاطباً الحاج محمد حسن كبَّة ضمن كتاب:
[ من الرمل والقافية من المتواتر]
كَمْ مَقَامَاتِ نُهىً حَرَّرَهَا |
لَيْسَ فِيْهَا (لِلْحَرِيْرِيِّ) مَقَامَهْ(٣) |
|
وَأَنِيْقَاتِ بَهَا لَوْ شَامَهَا |
(جَوْهَرِيُّ) الشِّعْرِ مَا سَامَ نِظَامَهْ(٤) |
____________________
١- أرمَّ: سكت لايستطيع الكلام.
٢- في (أ) و(د): منيت.
٣- الحريري ( ت ٥١٦ ه / ١١٢٢ م) القاسم بن علي بن محمد بن عثمان، أبو محمد الحريري البصري: الأديب الكبير ، صاحب " المقامات الحريرية، كان دميم الصورة غزير العلم. مولده بالمشان (بليدة فوق البصرة) ووفاته بالبصرة، ونسبته إلى عمل الحرير أو بيعه. ينظر: الأعلام: ٥/١٧٧، معجم المؤلفين: ٨/١٠٨
٤- الجوهري (ت ٣٩٣ ه/ ١٠٠٣ م) إسماعيل بن حماد الجوهري، الفارابي (أبو نصر) لغوي، أديب، ذو خط جيد أصله من بلاد الترك من فاراب، ورحل إلى العراق وقرأ العربية على أبي علي الفارسي و أبي سعيد السيرافي، وسافر إلى الحجاز وطوف=
أَفْحَمْتَنِي وَأَنَا الْمُفَوَّهْ |
وَأَرَقُّ مَنْ أَثْنَى وَنَوَّهْ |
|
أَرْتَجْتَ بَابَ رَوِيَّتِي |
فَتَبَدَّلَتْ ضَعْفاً بقُوَّه |
|
فَافْتَحْ عَلَى ذِهْنِي أَصِفْ |
مَا فِيْكَ مِنْ شَرَفِ الْفِتُوَّهُ |
|
وَتُدَانُ مِنْ فِكْرِي فَمَجْـ |
ـدُكَ لَمْ يَنَلْ فكْرٌ(٢) عُلُوَّهُ |
|
أَوَ لَسْتَ بالسَّيْفِ الَّذِي |
أَمِنَتْ مَرَجُّوْهُ نُبُوَّهْ |
|
جَمَعَ الصَّبَاحَةَ وَالسَّمَا |
حَةَ والسَّجَاحَةَ وَالْمُرُوَّهْ |
|
وَحَنَا عَلَى الدُّنْيَا فَلا |
فَقَدَتْ بَنُو الدُّنْيَا حِنُوَّهْ |
|
وَأَجَدُّ مَنْ رَسَمَ الْمَكَا |
رَمَ مَا شَكَتْ قَوْمٌ عُفُوَّهْ |
|
مَحْضُ الصَّنِيْعَةِ لا كَجُوْ |
دِ سِوَاهُ مَصْنُوْعٌ مُمَوَّهْ |
|
فِي كُلِّ يَوْمٍ عِنْدَهُ |
حُسْنَى يَسُوْءُ بهَا عَدُوَّهْ |
|
شَرَعٌ كِلا وَقْتَيْهِ أَحْـ |
ـرَزَ فِي النَّدَى بهِمَا سُمُوَّهُ |
|
فَغُدُّوَهُ كَرَوَاحِهِ |
وَرَوَاحُهُ يَحْكِيْ غُدُوَّهْ |
- وقال رحمه الله:
[ من الوافر والقافية من المتواتر]
خُذِي قَلْبي إلَيْكِ فَقَلِّبيْهِ |
تَرَي لا مَوْضِعاً لِلصَّبْرِ فِيْهِ |
____________________
= بلاد ربيعة ومضر، من تصانيفه: تاج اللغة وصحاح العربية، وكتب أخرى.
ينظر: الأعلام: ١/٣١٣، معجم المؤلفين :٢/٢٦٧
١- التخريج: العقد المفصل:٢/١٤٢ القطعة (١-١٢) وفيها: البيت(٣) فيه: من شرق الفتوه والبيت(٨) فيه: ما شكت قدماً.
٢- في(أ) و(ب): ذكرٌ
وَهَلْ لِلصَّبْرِ مَنْزَلَةٌ بقَلْبي |
بأَسْهُمِهِا النَّوَائِبُ تَدَّرِيْهِ؟ |
- وقال مخاطباً العلَّامة محمد حسن كبَّة (١) :
[من مجزوء الكامل والقافية من المتواتر]
لِلْمَجْدِ طَلْعَتُكَ الْبَهِيَّهْ |
شَمسٌ تَشُعُّ عَلَى البَرِيًّهْ |
|
وَبَنَانُ كَفِّكَ لِلنَّدَى |
(وَطْفَاءُ سَاكِبَةٌ رَوِيَّهْ)(٢) |
|
وَلَكَ الْمَنَاقِبُ فِي سَمَا |
ءِ الْفَخْرِ مُزْهِرَةٌ مُضِيَّهْ |
|
لا زِلْتَ يَا (بْنَ جَلا) هُمُوْ |
مَ الْوَفْدِ طَلَّاعُ الثَّنِيَّه |
|
كَالطَّوْدِ حِلْماً أَوْ تَهُزْ |
زُكَ لِلثَّنَاءِ الأَرْيَحِيَّهْ |
|
أَبَنِي الزَّمَانِ وَرَاءَكُمْ |
عَنْ هَذِهِ الرُّتَبُ العَلِيَّه |
|
وَدَعْوا الفَخَارِ بأَسْرِهِ |
لأَغَرَّ بَسَّامِ الْعَشِيَّهْ |
|
خَيْرُ البَرِيَّةِ مَنْ تعِيْـ |
ـشُ عَلَى عَوَارِفِهِ الْبَرِيَّهْ |
|
هَذَا(أَبُو الْهَادِي) الَّذِي |
يُعطِي وَيحْتَقِرُ الْعَطِيَّهْ |
|
لَمْ يَرْضَ بالدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا |
لِوَافِدِهِ هَدِيَّهْ |
|
كَرَماً تًبَشِّرُ وفْدَهُ |
بالنُّجْحِ بَهْجَتُهُ الوَضِيَّهْ |
|
حُلْو الْحُمَيَّا خُلْقُهُ |
مُرُّ الْحِفَاظِ مَعَ الْحَمِيَّهْ |
____________________
١- التخريج: العقد المفصل: ٢/١٤٣-١٤٤
٢- العجز تضمين من بيت السيد الحميري رحمه الله في رثاء الحسين سلام الله عليه وتمامه:
يا أعظماً لا زلت من |
وطفاء ساكبة رويّه |
مثير الأحزان: ابن نما الحلي: ٦٤، أعيان الشيعة: ١/٥٨٦
سَلامٌ برِقَّتِهِ قَدْ حَكَى |
وَنَفْسكَ رِقَّةَ أَخْلاقِهَا |
|
حَبَاكَ بهِ مُغْرَمٌ أَحْكَمَتْ |
مَوَدَّتُهُ صِدْقَ مِيْثَاقِهَا |
|
تَرِفُّ بمُهْجَتِهِ دَائِماً |
إلَيْكَ نَوَازِعُ أَشْوَاقِهَا |
|
رَآكَ تَفَرَّعْتَ مِنْ دَوْحَةٍ |
ذَكَا(١) فِي العُلَى طِيْبُ أَعْرَاقِهَا |
|
وَأَيْكَةُ مَجْدِكَ قَدْ غَرَّدَتْ |
حَمَامُ الثَّنَاءِ عَلَى سَاقِهَا |
|
وَغُرُّ(٢) مَسَاعِيْكَ فِي الْمَكْرُمَاتِ |
تَطُوْلُ بزِيْنَةِ أَعْنَاقِهَا |
|
وَفَخْرُكَ لَمْ تَحْكِ شَمْسُ السَّمَا |
سَنَاهُ ببَاهِرِ إشْرَاقِهَا |
|
فَأَهْدِي كَأَخْلاقِكَ الزَّاهِرَاتِ |
إلَيْكَ تَحِيَّةَ مُشْتَاقِهَا |
____________________
١- في (د): زكا
- ذَكا الطِيب: سطعت رائِحَته (ينظر:لسان العرب: ١٤/٢٨٧ مادة ذكا)
٢- في (ب): وعز
قَدْ كَانَ دَاؤُكَ لِلشَّرِيْعَةِ دَاءَ |
فَالآنَ صَارَ لَهَا شِفَاكَ شِفَاءَ |
|
نَزَعَتْ يَدُ البَارِي سَقَامَكُمَا(٢) مَعاً |
وَكَسَتْهُ شَاغِلَةً بهِ الأَعْدَاءَ |
|
مَسَحَتْ غِبَارَ الدَّاءِ مِنْكَ بصِحَّةٍ |
كَانَتْ لِوَجْهِ الْمَكْرُمَاتِ جَلاءَ |
|
قَرَّتْ بهَا عَيْنُ الْهِدَايَةِ وَانْثَنَتْ |
عَيْنُ الْحَوَاسِدِ تَشْتَكِي الأَقْذَاءَ |
|
وَالْمَجْدُ أَعْلَنَ فِي البَرِيَّةِ هَاتِفاً |
بُشْرَى بصِحَّةِ مَنْ شَفَى الْعَلْيَاءَ |
|
فَغَدَوا(٣) سَوَاءً فِي السُّرُوْرِ كَمَا غَدَوا |
فِي شُكْرِ نَائِلِهِ الْجَزِيْلِ سَوَاءَ |
|
فَلْتَهْنَ طَائِفَةُ الْهُدَى فِي شَيْخِهَا |
وَلِتَسْتَدِمْ، بدوَامِهِ، النَّعْمَاءَ(٤) |
|
فَإلَيْهِ أَمْلاكُ السَّمَاءِ تَطَلَّعَتْ |
فَأَقَرَّ أَعْيُنَهَا غَدَاةَ تَرَاءَ(٥) |
|
وَتَبَاشَرَتْ حَتَّى كَأَنَّ إلاهَهَا |
مِنْهَا أَزَالَ ببُرْئِهِ الأَدْوَاء(٦) |
|
وَتَنَزَّلَتْ كَيْمَا تُهَنئُ (جَعْفَراً)(٧) |
وَهْوَ الْجَدِيْرُ مَوَدَّةً وَإخَاءَ |
____________________
١- الأبيات: من ١٧-٣٨ غير مثبتة في (د).
٢- في (أ): مقامها وهو خطأ في النسخ فاضح.
٣- في (أ) و(ب)و(د): فاغدوا
٤- في(د): وَلِنسْتَدِمْ بهِ وأمه النعماء.
- مُسْتَديم: بمعنى مُنْتَظِر، اسْتَدَمْتُ الأمر إذا تأَنَّيْت فيه وانتظرت عاقبته (ينظر: لسان العرب: ١٢/٢١٣ مادة دوم).
٥- يقال قَرَّت عينُه: مأخوذ من القَرُور وهو الدمع البارد يخرج مع الفرح (ينظر: لسان العرب: ٥/٨٦ مادة قرر).
٦- تأثر الشاعر بقول عمه السيد مهدي بن داود الحلِّي:
وما عالم إلا وقال لنسه |
أديمي البكا ميعاد أحزانك النشر |
ديوانه: ١/٢٨٣
٧- الشيخ جعفر الشوشتري (ت ١٣٠٣ ه) هو جعفر بن حسين بن الحسن بن على الشوشتري، من أساتيذه الشيخ علي بن جعفر كاشف الغطاء. وصاحب الجواهر والشيخ=
لا قُلْتَ هَذَا غَيْرُ ذَاكَ، فَهَلْ تَرَى |
ماءً تَغَايَرَ، إنْ قَسَمْتَ الْمَاءَ؟ |
|
هُوَ (جَعْفَرُ) الْفَضْلِ الَّذِي أَهْلُ النُّهَى |
يَرِدُوْنَ مِنْهُ وَيَصْدُرُوْنَ رُوَاءَ |
|
وَإذَا رَقَى الأَعْوَادَ أَسْمَعَ، نَاطِقاً |
بالْوَعْظِ، حَتَّى الصَّخْرَةَ الصَّمَاءَ |
|
وَلَقَدْ سَرَى فِي الصَّالِحَاتِ لِذِكْرهِ |
أَرَجٌ يُطَبِّقُ نَشْرُهُ الأَرْجَاءَ |
|
وَأَطِلْ دُعَاكَ لَهُ وَنَادِ (مُحَمَّدَ الْـ |
ـحَسَنَ)(١) الْمُجَلِّي نُوْرُهُ الظَّلْمَاءَ |
|
أَأَبَا الشَّرِيْعَةِ أَنْتَ كَافِلُهَا الَّذِي |
أَنْسَى الْبَنِيْنَ ببرِّهِ، الآبَاءَ |
|
لا رَاعَهَا بكَ مَا يَرُوْعُ وَلا رَأَتْ |
بَعْدَ الَّذِي بكَ سَرَّهَا مَا سَاءَ(٢) |
|
فَلَقَدْ طَرَتْ تِلْكَ الشَّكَاةُ فَاعْقَبَتْ |
بُرْءً يُخَلِّدُ عِنْدَكَ السَّرَّاءَ |
|
مَرِضَ الزَّمَانُ لَهَا(٣) وَوَدَّ بأَنَّهُ |
يَغْدُو وَمِنْ فَوْقِ الصَّعِيْدِ فِدَاءَ |
|
وَدَعَا: أَلا لَيْتَ الْحَسُوْدَ وَقَاكَهَا |
لَوْ كَانَ يَصْلَحُ أَنْ يَكُوْنَ وِقَاءَ |
|
مَا غَضَّ(٤) مِنْكَ الإحْتِجَابُ لَهَا، بَلَى |
بالشَّوْقِ نَحْوَكَ قَلْقَلَ الأَحْشَاءَ |
|
فَالْبَدْرُ كَمْ حُجِبَ احْتِجَابَكَ لِلضَّنَى؟ |
وَعَلَيْهِ زُدْتَ مَعَ الظُّهُوْرِ سَنَاءَ |
|
وَخَرَجْتَ مِنْ غَمَّائِهَا مُتَهَلِّاً |
جَذِلاً بوَجْهٍ يَكْشِفُ الْغَمَّاءَ |
|
وَعَلَى جَبيْنِكَ نُوْرُ رَبِّكَ صَاطِعٌ |
أَفَتَسْتَطِيْعُ لَهُ الْعِدَى إطْفَاءَ |
|
مَا كَانَ دَاؤُكَ بالْعَيَاءِ فَيَشْمُتوا |
بَلْ كَانَ دَاءُ الشَّامِتِيْنَ عَيَاءَ |
|
وَلَقَدْ تَنَاجَى الْكَاشِحُوْنَ وَمَا دَرَوا |
أَنَّ الدُّعَاءَ لَهُ يَكُوْنُ دَوَاءَ |
____________________
= الأنصاري وكان صديق الشيخ عبد المحسن الكاظمي وشريكه في الدرس ومن أخص إخوانه سافر معه إلى شوشتر في سنة الطاعون سنة ١٢٦٤ه.
ينظر الذريعة: ١٦/٧٠، أعيان الشيعة: ٩/١٧١
- في (ج): ترجم له صالح الجعفري: ٧-٨
١- محمد حسن: هو ممدوح الشاعر الشيخ محمد حسن آل ياسين الكاظمي.
٢- هذا البيت و ما بعده إلى البيت (٣٨) غير موجودة في (د).
٣- في (أ): له.
٤- في (ب): فاغضَّ.
فَتَرَاجَعُوا فِي غَيْظِهِمْ لَمْ يَمْلُكُوا |
إلَّا بأَنْ يَتَنَفَّسُوا الصُّعَدَاءَ |
|
(بمُحَمَّدِ الْحَسَنِ) اعْتَلَى سَمْكُ الْهُدَى |
وَرَسَتْ قَوَاعِدُهُ وَطَالَ بنَاءَ |
|
بأَغَرَّ لَمْ يَضْمُمْ يَداً لَكِنَّهُ |
أَنَّى نَظَرْتَ تَجِدْ يَداً بَيْضَاءَ |
|
أَحْيَا رَجَاءَ الآمِلِيْنَ وَ غَيْرُهُ |
بالشُّحِّ كَمْ لَهُمُ أَمَاتَ رَجَاءَ |
|
يَا قَافِياً سَمْتَ النُّبُوَّةِ حَامِلاً |
ثُقْلَ الإمَامَةِ لا لَقِيْتَ عَنَاءَ |
|
سَقَتِ السَّحَائِبَ رَاحَتَاكَ سَحَائِباً |
وَ غَدَتْ عَلاؤُكَ لِلسَّمَاءِ سَمَاءَ(١) |
|
شَهَدَ الْقَرِيْضُ بأَنَّ قَدْرَكَ فَوْقَهَ |
فَمَتَى يَلِيْقُ لَكَ الْقَرِيْضُ ثَنَاءَ؟ |
|
وَ يَجِلُّ قَدْراً عَنْ سِوَاكَ فَيَغْتَدِي |
فِيهِ الْمَدِيْحُ مَذَمَّةً وَ هِجَاءَ |
|
لَوْلاكَ لَمْ نَرَ مِنْ (عَطَاءٍ وَاصِلاً) |
إذْ كَانَ جُوْدُ بَنِي الزَّمَانِ (الرَّاءَ)(٢) |
|
أَنْتَ الَّذِي مِنْكَ الشَّرِيْعَةُ أُيِّدَتْ |
بأَغَرَّ(٣) حَاطَ الْمِلَّةَ الْغَرَّاءَ |
|
قَدْ كَانَتِ الْعُلَمَاءُ أَعْضَاءً لَهَا |
وَ الرُّوْحُ أَنْتَ تُدَبِّرُ الأَعْضَاءَ |
|
وَهُمُ لَهَا كَانُوا الْوُجُوْهَ وَ أَنْتَ لَمْ |
تَبْرَحْ لِهَاتِيْكَ الْوُجُوْهِ بَهَاءَ |
|
وَ بكُمْ جَمِيْعاً أَبْصَرَتْ لَكِنَّهُمْ |
كَانُوا لَهَا حَدَقاً وَ كُنْتَ ضِيَاءَ |
____________________
١- في (أ): علاءَ.
٢- البيت فيه تورية، فالشاعر يشير إلى علاقة واصل بن عطاء و حرف الراء الذي لا يستطيع النطق به فيتحاشاه دائماً في خطبه، فيقول لممدوحه لولاك لافتقدنا الجود كافتقادنا لحرف الراء في خطب واصل بن عطاء.
- واصل بن عطاء: هو أبو حذيفة واصل بن عطاء المعتزلي المعروف بالغزال مولى بني ضُبَّة كان أحد الاْئمة البلغاء المتكلمين و لكنه كان ألثغ قبيح اللثغة في الراء فكان يخلص كلامه من الراء و لا يفطن لذلك لاقتداره على الكلام و سهولة ألفاظه و لذلك قيل عنه:
و يجعل البُرَّ قمحاً في تصرفه |
و خالف الراء حتى احتال للشعر |
|
و لم يطق مطرا و القول يعجله |
فعاذ بالغيث إشفاقا من المطر |
ينظر: و فيات الأعيان: ٦/٧ -٨
- الشاعر يقول: لولاك لكان الجود عند الناس كالراء عند واصل بن عطاء.
٣- في (ب): يا غرُّ.
أَنْتَ الْمُعَدُّ لِحِفْظِ حَوْزَتِنَا الَّتِي |
لَمْ تَحْوِ سَابغَةً وَلا عَدَّاءَ(١) |
|
مَاذَا يَضُرُّ وَمَنْكَبَاكَ لِوَاؤُنَا(٢) |
أَنْ لا نَهُزَّ عَلَى الْعُدَاةِ(٣) لِوَاءَ |
|
وَلِسَانُكَ السَّيْفُ الَّذِي أَخَذَ الْهُدَى |
بشَبَاهُ مِنْ أَعْدَائِهِ مَا شَاءَ |
|
وَإذَا جَرَى قَلَمٌ بكَفِّكَ خَالَهُ |
بحَشَاهُ(٤) خَصْمُكَ صَعْدَةً سَمْرَاءَ |
|
وَلَقَدْ جَرَيْتَ إلَى الْمَعَالِي سَابقاً |
حَتَّى تَرَكْتَ السَّابقِيْنَ وَرَاءَ |
|
غَفْراً لِذَنْبِ الدَّهْرِ إنَّ لَهُ يَداً |
عِنْدِي نَسِيْتُ لِنَفْعِهَا الضَّرَّاءِ |
|
جَلَبَ الْمَسَرَّةَ لِي بإثْرِ مَسَرَّةٍ |
سَبَقَتْ فَضَاعَفَ عِنْدِي السَّرَّاءَ |
|
بشِفَاءِ مُنْتَجَبٍ وَعُرْسِ مُهَذَّبٍ |
بَهَرَ الْبَرِيَّةَ فِطْنَةً وَذَكَاءَ |
|
إنْ غِبْتُ عَنْ ذَاكَ السُّرُوْرِ فَلَمْ يَكُنْ |
لِيَفُوْتَنِي مَا أَطْرَبَ الشُّعْرَاءَ |
|
فَبعُرْسِ (عَبْدِ اللهِ)(٥) رَوْنَقُ عَصْرِنَا |
فِي كُلِّ آوِنَةٍ يَزِيْدُ صَفَاءَ |
|
وَبأَيَّمَا وَقْتٍ حَضَرْتَ فَإنَّهُ |
لِلزَّهْوِ وَقْتٌ بالسُّعُوْدِ أَضَاءَ |
|
فَاهْتُفْ وَدُوْنَكَهُ لِتَهْنِئَةِ الْعُلَى |
وَشْياً تَفُوْقُ(٦) صِنَاعَةً (صَنْعَاءَ) |
|
بُشْرَيَ بهِ عُرْساً لأَيِّ مُرَشَّحٍ |
بعُلَى أَبيْهِ تَجَاوَزَ (الْجَوْزَاءَ) |
|
هُوَ غُصْنُ مَجْدٍ ذُو مَخَايلَ بَشَّرَتْ |
أَنْ سَوْفَ يُثْمِرَ سُؤدَداً وَعَلاءَ |
____________________
١- حوزتنا: أي ما يقع في حيازتنا يقال مانع لحَوْزَته: أَي لما في حَيَزه (ينظر: لسان العرب: ٥/٣٤٢ مادة حوز)، السابغة: الدرع، العَدَّاء: الشَّديدُ العَدْوِ (ينظر: لسان العرب: ١٥/٣١ مادة عدا).
٢- المـَنْكِب: هو مُجْتَمَعُ عَظْمِ العَضُدِ والكتِف(ينظر: لسان العرب: ١/٧٧١ مادة نكب).
٣- في (ب): على العداء.
٤- في (ب): حاله يحشاه.
٥- عبد الله: هو الشيخ عبد الله بن الشيخ باقر بن محمد حسن الكاظمي حفيد ممدوح الشاعر توفي في حياة جده الشيخ محمد حسن الكاظمي.
ينظر: أعيان الشيعة: ٩/١٧١
٦- في (د): يفوق.
لَوْ أَنَّ مَنْ نَظَمَ الْقَريْضَ بعُرْسِهِ |
نَظَمَ النُّجُوْمَ لَزَادَهَا لألاءَ |
|
سَكَرَتْ بهِ الدُّنْيَا وَلَكِنْ لَمْ تَذُقْ |
إلَّا خَلائِقَ (جَدَّهِ)(١) صَهْبَاءَ |
|
صِفْهُ وَإخْوَتَهُ فَكُلٌّ مِنْهُمْ |
فِي الْمَجْدِ أَحْرَزَ عِزَّةً قَعْسَاءَ |
|
أَحْيَوا أَبَاهُمْ (بَاقِرَ)(٢) العِلْمِ الَّذِي |
قِدْماً أَعَادَ ذَوِي النُّهَى أَحْيَاءَ |
|
مُتَكَافِئِيْنَ بفَخْرِهِ وَجَمِيْعُهُمْ |
وَلَدَتْهُمُ أُمُّ الْعُلَى أَكْفَاءَ |
|
فَلِجَدِّهِ الْبُشْرَى وَأَيْنَ كَجَدِّهِ |
لا تَطْلُبَنَّ سِوىَ ذُكَاءَ(٣) ذُكَاءَ |
|
وَلْيَهْنَ فِيْهِ (عَمُّهُ)(٤) ذَاكَ الَّذِي |
فَاتَتْ مَزَايَا فَضْلِهِ الإحْصَاءَ |
|
يَا مَنْ إذَا الْتَفَّتْ عَلَيْهِ مَجَامِعُ الـْ |
آرَاءِ فَلَّ بحَزْمِهِ(٥) الآرَاءَ |
|
دُمْ لِلشَّرِيْعَةِ كَيْ تَدُوْمَ لَنَا فَقَدْ |
جَعَلَ الإلَهُ لَهَا بَقَاكَ بَقَاءَ |
|
وَأَقِمْ عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ مُمَدَّحاً |
تُحْبَى صَبَاحاً بالسَّنَى وَمَسَاءَ |
____________________
١- جده: هو الشيخ محمد حسن الكاظمي.
٢- هو الشيخ باقر بن الشيخ محمد حسن الكاظمي.
ينظر: أعيان الشيعة ٩/١٧١
٣- في (ج): سوى ذكاه.
٤- هو الشيخ علي بن الشيخ محمد حسن الكاظمي وقد توفي في حياة أبيه.
ينظر أعيان الشيعة: ٩/١٧١
٥- في (ب): بخرمه وفي (د): فل بعزمه.
نَفَحَاتُ السُّرُوْرِ أَحْيَتْ (حَبيْبَا) |
فَحَبَتْنَا مِنَ النَّسِيْبِ (نَصِيْبَا)(٣) |
|
وَأَعَادَتْ لَنَا ( صَرِيْعَ الْغَوَانِي ) |
يَسْتَرِقُّ الْغَرَامَ وَالتَّشْبيْبَا(٤) |
|
غَادَرَتْنَا نَجُرُّ رِجْلَ خَلِيْعٍ |
غَزِلٍ، كَالصِّبَا يَعدُّ الْمَشِيْبَا |
____________________
١- السيد محمد القزويني بن السيد مهدي القزويني، ولد في الحلة وبدأ تعليمه فيها ثم هاجر إلى النجف، فأتقن العلوم العقلية والنقلية على كثير من الأساتذة العظام. له منظومة في المواريث، ورسالة في علم التجويد، ومنسك في الحج وغيرها، وبدعوة من أهل الحلة عاد واستقر فيها سنة ١٣١٣ه حتى وفاته سنه ١٣٣٥ ه رحمه الله تعالى.
ينظر: الكنى والألقاب: ٣/٦٣-٤٦ ، و معجم المؤلفين ١٢/٥٦، وديوان السيد مهدي بن داود الحلِّي: ٢/٥٦.
٢- التخريج: البابليات: ٢/١٦٠ البيتان (٥، ٩)، المصدر نفسه: ٢/١٦١ الابيات (١٢، ٨١، ٨٢) اعيان الشيعة: ٦/٢٦٩ الأبيات (١، ٢، ٤، ٥، ٧، ٨، ١١-١٦، ١٨، ١٩ وفيه: مبسما واضحا، ٢٠، ٢٣).
٣- حبيب: هو الشاعر أبو تمام (ت ٢٣١ ه/٨٦٤م): حبيب بن أوس بن الحارث الطائي الشاعر، شامي الأصل، كان موصوفا بالظرف وحسن الأخلاق وكرم النفس بداياته في مصر يستقي الماء في المسجد ثم قال الشعر وأجاد فيه فسار ذكره وقدم العراق.
ينظر: الأعلام: ٢/١٦٥، الأنساب: ٤/٣٦-٣٧
- نُصَيب: هو نصيب (ت ١٠٨ ه/٧٢٦م) بن رباح، أبو محجن، مولى عبد العزيز بن مروان: شاعر فحل، مقدم في النسيب والمدائح. كان عبدا أسود لراشد بن عبد العزى من كنانة.
ينظر: الوافي بالوفيات: ٢٧/٥٨، الأعلام: ٨/٣١-٣٢
- النَّسِيبُ: رَقيقُ الشِّعْر في النساءِ (ينظر: لسان العرب: مادة نسب ١/٧٥٥)
٤- صريع الغواني: هو مسلم بن الوليد (ت ٢٠٨ ه) الشاعر الفحل، ذكره ابن النجار فقال بصري سكن بغداد وكان شاعراً ماجناً مطبوعاً يغلب على شعره الهزل والمجون عارض مقصورة ابن دريد بمقصورة مجن فيها.
ينظر: الوافي بالوفيات: ٤/٦٤، فوات الوفيات: ٢/٥٠٩
- التَّشْبيبُ: النَّسِيبُ بالنساء (ينظر: لسان العرب: ١/٤٨١ مادة شبب).
نَعَّمَتْنَا بنَاعِمِ الْقَدِّ غَضٍّ |
قَدْ كَسَاهُ الشَّبَابُ بُرْداً قَشِيْبَا |
|
زَارَنَا وَالنَّسِيْمُ نَمَّ عَلَيْهِ |
فَكَأَنَّ النَّسِيمَ كَانَ رَقِيْبَا |
|
رَشَأٌ عَاطِشُ الْمُوَشَّحِ رَيَّانٌ |
بمَاءِ الصِّبَا يَمِيْسُ قَضِيْبَا(١) |
|
مَا نَضَا بُرْقُعَ(٢) الْمَحَاسِنِ إلَّا |
لَبسَ الْبَدْرُ لِلْحَيَاءِ الْغُرُوْبَا |
|
فَعَلَى بَانَةٍ يُجِيْلُ وِشَاحاً |
وَعَلَى نَيِّرٍ يَزُرُّ جُيُوْبَا |
|
لَوْ رَأَتْ نَارَ وَجْنَتَيْهِ النَّصَارَى |
عَبَدَتْ كَالْمَجُوْسِ مِنْهَا الْلَهِيْبَا |
|
أَوْ لَحَاهَا قِسِّيْسُهَا لأَتَتْ تُوْ |
قِدُ فِيْهَا نَاقُوْسَهَا وَالصَّلِيْبَا(٣) |
|
كَمْ لَحَانِي الْعَذُوْلُ ثُمَّ رَآهُ |
فَغَدَا شَيِّقاً إلَيْهِ طَرُوْبَا |
|
جَاءَنِي لائِماً فَعَادَ حَسُوْداً |
رُبَّ دَاءٍ سَرَى فَأَعْدَى الطَّبيْبَا |
|
يَانَدِيْمِي أَطْرَبْتَ سَمْعِي بلَمْيَا |
ءَ وَيَارَبِّ زُدْتَنِي تَعْذِيْبَا(٤) |
|
لِيَ فِيْهَا جَعَلْتَ أَلْفَ رَقِيْبٍ |
وَلِشُهْبِ السَّمَا جَعَلْتُ رَقِيْبَا(٥) |
|
ذَاتُ قَدٍ تَكَادُ تَقْصِفُ مِنْهُ |
نَسَمَاتُ الدَّلال غُصْناً رَطِيْبَا |
|
فَأَعِدْ ذِكْرَهَا لِسَمْعِيْ فَقَلْبي |
كَادَ شَوْقاً لِذِكْرِهَا أَنْ يَذُوْبَا |
|
غَنِّ لِي باسْمِهَا عَلَى نُقُلِ الرَّاحِ(٦) |
وَزِدْنِي أَفْدِي لَكَ الْعَنْدَلِيْبَا |
|
برَبيْبٍ حَوَى بَدِيْعَ جَمَالٍ |
فِيْهِ قَدْ أَخْجَلَ الْغَزَالَ الرَّبيْبَا(٧) |
____________________
١ - يَمَيْسُ: يَتَبَخْتَر (ينظر: لسان العرب: ٦/٢٢٤ مادة ميس).
٢ - في (ب): يرفع
٣- يَلْحاه لَحْيا: لامه وشتمه وعَنَّفه (ينظر: لسان العرب: ١٥/٢٤٢ مادة لحا).
٤- اللَّمْياء: من الشِّفاهِ اللطِيفةُ القليلةُ الدم (ينظر:لسان العرب: ١٥/٢٥٨ مادة لما).
٥- الشاعر يشير إلى قول الله عز وجل:( إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ) (الحجر/١٨)، قال تعالى: شهاب ولم يقل: شهب.
٦- النُّقْلُ: ما يُتَنَقَّلُ به علي الشراب (ينظر: لسان العرب: ١١/٦٧٦ مادة نقل).
٧- الرَّبيبُ: ابنُ امْرَأةِ الرَّجُل من غيرهِ (ينظر: لسان العرب: مادة ربب ١/٤٠٥)، والظبي الرَّبيبُ: ابنُ امْرَأةِ الرَّجُل من غيرهِ (ينظر: لسان العرب: مادة ربب ١/٤٠٥)، والظبي الربيب: هو الذي يُرَبَيَه الناسُ في البُيوتِ (ينظر: لسان العرب: مادة ربب ١/٤٠٢).
كَفَلاً نَاعِماً وَطَرْفاً كَحِيْلاً |
وَحَشَىً مُخْطَفاً(١) وَكَفّاً خَضِيْبَا |
|
وَكَوَرْدِ الرِّيَاضِ وَجْنَةُ خَدٍ |
يَقْطِفُ الْلَثْمَ مِنْهُ وَرْداً عَجِيْبَا |
|
كُلَّمَا طَلَّهُ الْحَيَا بنَدَاهُ(٢) |
رَشَّ مَاءً فَبَلَّ فِيْهِ الْقُلُوْبَا |
|
يَا بَعِيْداً أَثْمَرْنَ مِنْهُ أَعَالِيْ |
غُصُنِ الْقَدِّ لِي عِنَاقَاً قَرِيْبَا |
|
مَا أَجَدَّ الْفُتُوْرَ لَحْظُكَ إلَّا |
وَبلُبِ الْلَبيْبِ كَانَ لَعُوْبَا |
|
أَوْ بخَدَّيْكَ عَقْرُبُ الصُّدْغِ دَبَّتْ |
فَبقَلْبي لَهَا وَجَدْتُ دَبيْبَا |
|
لَمْ تَزَلْ تَأْلَفُ الْكَثِيْبَ وَقَلْبي |
يَتَمَنَّى بأَنْ يَكُوْنَ الْكَثِيْبَا |
|
أَنْتَ رَيْحَانَةُ الْمَشُوْقِ وَلَكِنْ |
جَاءَنَا مَا يَفُوْقُ رَيَّاكَ طِيْبَا |
|
فَلَنَا مِنْ (مُحَمَّدٍ)(٣) بشَذَاهُ |
نَسَمَاتُ الإقْبَال طَابَتْ هُبُوْبَا |
|
نَفَحَتْنَا أَعْطَافُهُ فَانْتَشَقْنَا |
أَرَجاً عَطَّرَ الصَّبَا وَالْجُنُوْبَا |
|
أَكْثَرَتْ شَوْقَهَا إلَيْهِ الْقَوَافِي |
فَأَقَلَّتْ لِلْمَدْحِ فِيْهِ النَّسِيْبَا |
|
وَدَعَتْ يَا بْنَ أَعْلَمَ الْقَوْمِ باللَـ |
ـهِ وَيَا أَكْمَلَ الْوَرَى تَهْذِيْبَا |
|
لَحَظَاتُ الإلَهِ فِي الْخَلْقِ أَنْتُمْ |
وَابْنُ رَيْبٍ مَنْ رَدَّ ذَا مُسْتَرِيْبَا(٤) |
|
وَمَتَى تَنْتَظِمْ قَنَا الْفَخْرِ كُنْتُمْ |
صَدْرَهَا وَالْكِرَامُ كَانُوا كُعُوْبَا |
|
وَإذَا أَذْنَبَ الزَّمَانُ فَأَنْتُمْ |
حَسَنَاتٌ لَهُ تَحُطُّ الذُّنُوْبَا |
|
بَرَدَتْ بالْهَنَا ثُغُوْرُ الْمَعَالِي |
وَجَلَى الإبْتِسَامُ مِنْهَا الْغُرُوْبَا(٥) |
____________________
١- مُخْطَفُ الحَشى: من إخطاف الحشى: انطواؤه. وفرس مُخطَف الحشى، إذا كان لا حِقَ ما خَلْفَ المـَحْزِمِ من بَطْنه (ينظر: لسان العرب: ٩/٧٧ مادة خطف).
٢- الطَّلُّ: المـَطَرُ الصِّغَارُ القَطر الدائمُ (ينظر: لسان العرب: ١١/٤٠٥ مادة طلل).
٣- محمد: هو السيد محمد بن السيد مهدي القزويني.
٤- لَحَظَاتُ: جَمْعُ لَحْظَةٍ وهي لَحْظَةُ العَيْنِ (ينظر: تاج العروس: ١٠/٤٩٠ مادة لحظ)، الريب: الشك.
٥- الشنب: رقة وبرد وعذوبة في الأسنان (ينظر: لسان العرب: ١/٥٠٦ مادة شنب).
وَوُجُوْهُ الأَيَّامِ قَدْ أَصْبَحَتْ تُخْطَبُ |
حُسْناً وَكُنَّ قَبْلُ خُطُوبَا(١) |
|
ضَحِكَتْ بَهْجَةً بلامِعِ بشْرٍ |
لَمْ تَدَعْ لِلتَّقْطِيْبِ فِيْهِ نَصِيْبَا(٢) |
|
لَيْتَ شِعْرِي أَكَانَ (لِلنَّجَفِ الأَشْـ |
ـرَفِ) أَمْ (لِلْفَيْحَاءِ) أَجْلَى شُحُوْبَا؟ |
|
فَرَحٌ طَافَتِ الْمَسَرَّةُ فِيْهِ |
فَأَزَالَتْ عَنِ الْقُلُوْبِ الْكُرُوْبَا |
|
فَتَعَاطَتْ عَلَى اخْتِلافِ هَوَاهَا |
ضَرَباً هَذِهِ وَتِلْكَ ضَرِيْبَا(٣) |
|
فَأَدِرْ لِيْ يَا صَاحِبي حَلَبَ الْبشْـ |
ـرِ الْمُصَفَّى وَاتْرُكْ لِغَيْري الْحَلِيْبَا(٤) |
|
أَيُّهَا الْقَادِمُ الَّذِي تَتَمَنِّى |
كُلُّ عَيْنٍ رَأَتْهُ أَنْ لا يَغِيْبَا |
|
قَدْ شَهِدْنَ الْفِجَاجُ أَنَّ بتِقْوِيْـ |
ـضِكَ، لِلْجُوْدِ فِي الفَلا تَطْنِيْبَا(٥) |
|
كُلُّ فَجً لَمْ تَرْتَحِلْ مِنْهُ إلَّا |
وَأَقَمْتَ السَّمَاحَ فِيْهِ خَطِيْبَا(٦) |
|
قَدْ بَذَلْتَ الْقِرَى لَهَا وَسَقَاهَا |
بكَ رَبُّ السَّمَاءِ غَيْثاً سَكُوْبَا |
____________________
١- تخطب: هنا استعارة من خَطَب المرأَةَ يَخْطُبها خَطْباً ذلك لجمال الأيام وهدوئها ونعومتها وهناءتها، وخُطُوب: جمع خَطْب وهو الشَّأْنُ أَو الأَمْرُ صَغُر أَو عَظُم (ينظر: لسان العرب: ١/٣٦٠ مادة خطب).
٢- قَطَّبَ ما بين عينيه: زَوَى ما بين عينيه وعَبَس وَكَلَح (ينظر: لسان العرب: ١/٦٨٠ مادة قطب).
٣- الضَّرَبُ: العَسل الأَبيض الغليظ، والضَّريبُ: الشَّهْدُ (ينظر: لسان العرب:١/٥٤٧ مادة ضرب).
٤- حَلَبُ البشْر: استعارة واضحة من الحلب فالبشر وهو الطلاقة في الوجه لا يُحلَب أنما يظهر على الوجه تعبيراً عن السعادة والإرتياح، الحلِيبُ كالحَلَب: والحَلَبُ اللَّبَنُ المـَحْلُوبُ (ينظر: لسان العرب: ١/٣٢٧ مادة حلب).
٥- في (أ): قد شهدنا.
- الفَجُّ: الطريق الواسع (ينظر: لسان العرب: ٢/٣٣٨ مادة فجج)، تقويض البيت : هدمه للإرتحال أو تغيير المكان، طَنَّبَ الخِبَاءَ تَطْنِيباً: إِذَا مَدَه بأَطنَابهِ وشَدَّه (ينظر: العرب: ١/٥٦١ مادة طنب)
- الشاعر: يستعمل لغة أكلوني البراغيث إذ يقول: قد شهدن الفجاجُ.
٦- في (أ): هذا البيت غير مذكور.
فَكَفَاهَا خِصْباً بأَنَّكَ فِيْهَا |
سِرْتَ وَالْغَيْثُ تَقْتُلانِ الْجُدُوْبَا |
|
يَا بْنَ قَوْمٍ يَكَادُ يُمْسِكُهَا (الرّكْـ |
ـنُ) كَمَا يُمْسِكُ الْحَبيْبُ الْحَبيْبَا(١) |
|
بكَ بَاهَى مَقَامُ جَدِّكَ (إبْرَا |
هِيْمَ) لَمَّا أَنْ قُمْتَ فِيْهِ مُنِيْبَا(٢) |
|
مَسَّ مِنْهُ مَنَاكِباً لَكَ مَسَّتْـ |
ـهُ، وَأَخْلِقْ(٣) ، عَنْهُ، بهَا أَنْ تَنُوْبَا |
|
وَلَوَ انَّ(٤) الْبَطْحَاءَ(٥) تَمْلُكُ نُطْقاً |
لَسَمِعْتَ التَّأْهِيْلَ وَالتَّرْحِيْبَا |
|
مِنْكَ حَيَّتْ (عَمْرَو العُلَى) ذَلِكَ الْمُكْـ |
ـثِرُ لِلضَّيْفِ زَادَهُ وَالْمُطِيْبَا |
|
وَأَرَتْهَا شَمَائِلٌ لَكَ رَاقَتْ |
أَنَّ (شَيْخَ الْبَطْحَاءِ) قَامَ مَهِيْبَا(٦) |
|
وَاسْتَهَلَّتْ طَيْرَ السَّمَاءِ وَقَالَتْ |
مُشْبعُ الطَّيْرَ جَاءَ يَطْوِي السُّهُوْبَا |
|
إنَّ هَذَا (لَشَيْبَةُ الْحَمْدِ)(٧) أَوْ لا |
فَابْنُ مَنْ سَادَهُمْ شَبَاباً وَشِيْبَا |
|
شَرَفاً يَا بَنِي الإمَامَةِ قَدْ أَلْـ |
ـلَفَ (مَهْدِيُّهَا)(٨) عَلَيْهَا الْقُلُوْبَا |
|
فِيْهِ بَانَتْ حَقَائِقُ الْفَضْلِ لِلنَّا |
سِ وَكُنَّ الأَسْمَاءَ وَالتَّلْقِيْبَا |
____________________
١ - أخذه من بيت الفرزدق في ميميته المشهورة:
يكاد يمسكه عرفان راحته |
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم |
ديوانه: ٣٦٤
٢ - منيب: من الإنابةُ، وهي الرجوعُ إِلى الله بالتَّوبة (ينظر: لسان العرب: ١/٧٧٥ مادة نوب).
٣ - يقال أَخْلِقْ به، من الخَلاقة وهي التَّمْرينُ أي صار ذلك له خُلُقاً أي مَرَنَ عليه (ينظر: لسان العرب: ١٠/٩١ مادة خلق).
٤- الشاعر يضطر إلى حذف همزة القطع في أنَّ وتحويلها إلى همزة وصل.
٥- في (ب) وج: البطاح.
٦- شيخ البطحاء: هو أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، عم رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) إذ كان هو وعبد الله والد رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) لأم واحدة، كان أبو طالب وصي عبد المطلب في ماله وفي حفظ رسول الله وبعهده على من كان يتعهده، وهو والد الإمام علي (عليهالسلام ).
٧- شيبة الحمد: هو عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله (صلىاللهعليهوآله ).
٨- مهديها: هو ممدوح الشاعر السيد مهدي القزويني.