ديوان السيد حيدر الحلي الجزء ١
0%
مؤلف: السيد حيدر الحلي
تصنيف: دواوين
الصفحات: 400
مؤلف: السيد حيدر الحلي
تصنيف: دواوين
الصفحات: 400
١- تعدد الأعراض الشعرية عند السيد حيدر قلم يدع غرضاً شعرياً إلا أجاد فيه فمن المديح الرثاء إلى الوجدانيات و التهاني و الحماسة و التخاميس و الموشحات و التقاريض و التأريخ الشعري إلى الرسائل التي هي أقرب ماتكون إلى المقامات.
٢- كان في جميع هذه المجالات الفارس المجلِّي الذي أحرز قصب السيق باعتراف الجميع، و لذلك فقد فضله بعض أعلام عصره على كثير من الشعراء العظام كالشريف الرضي و مهيار و كشاجم و غيرهم.
٣- يوصف شعره بتوفُّر فنّ الإعجاز فيه فهو الجديد دائماً مهما تقادم العهد عليه و هو الذي يفتح شهية المتلقي للمزيد إذا ما استمع لشيء منه.
٤- أما في رثاء آل البيت فإن حولياته ليس لها مثيل في شعر الرثاء ، فقد كان السيد الفارس المجلِّي السِّبَّاق في هذه الحلبة، و لذلك سمي بناعية الطف.
٥- اللغة الشعرية عنده لغة رصينة تمتاز بقوة سبك وسمو معنى، يعرف كيف ينتقي المفردة المعبِّرة على سعة معجمه اللغوي، فضلاً عن استعماله شتي المحسنات اللفظية و المعنوية بانسجام عجيب وصياغة متناهية في الدقة و الجمال.
و لم يأتِ ذلك اعتباطاً بل جاء نتيجة لمثابرة السيد حيدر منذ نعومة أظفاره في قراءة دواوين الشعراء القدامى واستيعاب و حفظ المجلدات من أشعارهم ، فأخذ عنهم الفصاحة وقوة السبك و التركيب، كيف لا وهو تلميذ عمه و مربيه الشاعر الكبير السيد مهدي الحلي شيخ أدباء الحلة وقتذاك، وهو وارث آل سليمان في علمهم و حكمتهم و أدبهم.
نماذج من شعره:
لنستمع لشاعرنا السيد حيدر في صورة شعرية يصف فيها الحسين (عليهالسلام ) في ساحة المعركة فيقول:
يَلْقَى الْكَتِيْبَةَ مُفْرَداً |
فَتَفِرُّ دَامِيَةَ الْجِرَاحِ |
وإذْا دَعَوا: حِيْدِي حَيَا |
دِ دَعَا بحَيِّ عَلَى الْكِفَاحِ |
|
وَبهَامِهَا اعْتَصَمَتْ مَخَا |
فَةَ بَأسِهِ بيْضُ الصِّفَاحِ |
|
وَ تَسَتَّرَتْ مِنْهُ حَيَا |
ءً فِي الْحَشَا سُمْرُ الرِّمَاحِ |
و عندما يتحدث عن فاجعة الطف و أهوالها يقول:
عَجَباً لِلْعُيُوْنِ لَمْ تَغْدُ بيْضاً |
لِمُصَابٍ تَحْمَرُّ فِيْهِ الدُّمُوُعٌ |
|
وَأَسىًّ شَابَتِ الْلَيَالِي عَلَيْهِ |
وَهُوَ لِلْحَشْرِ فِي الْقُلُوبِ رَضِيْعُ |
و عندما يتحدث عن أنصار أبي عبد الله الحسين (عليهالسلام ) يقول:
يَتَسَابَقُوْنَ إلَي الْكِفَاحِ ثِيَابُهُمْ |
فِيْهَا وَعِمَّتُهُمْ قَناً وَشِفَارُ |
|
مُتَنَافِسِيْنَ عَلَى الْمَنِيَّةِ بَيَّنَهُمْ |
فَكَأَنَّمَا هِيَ غَادَةٌ مِعْطَارُ |
و من القصيده نفسها يقول:
مَنَعَتْ طُرُوْقَ الضَّيْمِ فِيْهَا غُلْمَةٌ |
يَسْرِي لِوَاءُ الْعِزِّ أَنَّى سَارُوا |
|
سِمَةُ الْعَبيْدِ مِنَ الْخُشُوْعِ عَلَيْهِمُ |
للهِ إنْ ضَمَّتْهُمُ الأَسْحَارُ |
|
وَإذَا تَرَجَّلَتِ الضُّحَى شَهِدَتْ لَهُمْ |
بيْضُ الْقَوَاضِبِ أَنَّهُمْ أَحْرَارُ |
و في قصيدة أخرى يقول:
غَدَاةَ (أَبُو السَّجَّادِ)(ع) جَاءَ يَقُوْدُهَا |
أَجَادِلَ لِلْهَيْجَاءِ يَحْمِلْنَ أَنْسُرَا |
|
عَلَيْهَا مِنَ الْفِتْيَانِ كُلُّ ابْنِ نَثُرَةٍ |
يَعِدُّ قَتِيْرَ الدِّرْعِ وَشْياً مُحَبَّرَا |
|
أَشَمُّ إذَا مَا افْتَضَّ لِلْحَرْبِ عَذْرَةً |
تَنْشَّقَ مِنْ أَعْطَافِهَا النَّقْعَ عَنْبَرَا |
الى ان يقول:
كُمَاةٌ تَعِدُّ الْحَيَّ مِنْهَا إذَا انْبَرَتْ |
عَنِ الطَّعْنِ مَنْ كَانَ الصَّرِيْعَ الْمُقَطَّرَا |
|
وَ مَنْ يُخْتَرَم حَيْثُ الرِّمَاحُ تَظَافَرَتْ |
فَذَلِكَ تَدْعُوْهُ الْكَرِيْمَ الْمُظَفِّرَا |
|
فَمَا عَبَرُوا إلَّا عَلَى ظَهْرِ سَابحٍ |
إلَى الْمَوْتِ لَمَّا مَاجَتِ الْبيْضُ أَبْحُرَا |
وفي هذه القصيدة يقول:
مَشَى الدَّهْرُ يَوْمَ(الطَّفِّ)أَعْمَى فَلَمْ يَدَعْ |
عِمَاداً لَهَا إلَّا وَفِيْهِ تَعَثَّرَا |
وعندما يرثي السيد مرزا جعفر القزويني يقول:
قَدْ خَطَطْنَا لِلْمَعَالِي مَضْجَعَا |
وَدَفَنَّا الدِّيْنَ وَالدُّنْيَا مَعَا |
ترى ماذا نقول عن ديوان جلُّهُ على هذا المستوى ،أرى أن هذا الشعر لا يحتاج إلى تعليق، وها هو الديوان محققاً بين يدي القارئ ليحكم بنفسه.
وفاته:
توفيرحمهالله في الحلة في الليلة التاسعة من ربيع الأول سنة ١٣٠٤ه، وشُيِّعَ جثمانه الطاهر إلى النجف الأشرف في موكب مهيب ضم العلماء و السادات و الأدباء و الأعيان من أهالي الحلة و دفن في ما يلي رأس الإمام علي (عليهالسلام ) و دفن حذاء مقبرة الشيخ جعفر الشوشتري (تحت ميزاب الذهب)، وكان يوم وفاته يوم حزن وأسى عظيمين، وقد عطلت الدراسة في الحوزة العلمية في النجف وسامراء بأمر من المرجع الديني الكبير الإمام السيد حسن الشيرازي ،ورثاه كبار الشعراء عصره كالسيد إبراهيم الطباطبائي والسيد محمد سعيد الحبوبي النجفيين و من الحليين الشيخ حمادي بن نوح والشيخ حسون بن عبد الله والشيخ محمد بن الملا حمزة والحاج حسن القيم وولده السيد حسين وابن أخيه السيد عبد المطلب.
آثاره:
ترك لنا السيد حيدر الحلي فضلاً عن ديوانه مؤلفات مهمة أخرى هي:
١- العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل. وهو كتاب أدبى ممتع جمع فيه كثير من النكت الأدبية وأخبار الأدباء والشعراء وسائر فنون الأدب ألفه لصديقه العلامة محمد حسن كبة، ذاكراً فيه ما قيل في صديقه ذاك و في أسرة آل كبَّة.
٢- دمية القصر في شعراء العصر: ما يزال هذا الكتاب مخطوطاً ،توجد نسخة منه بخط المؤلف عند محمد مهدي كبَّة ابن الفقيه الحاج محمد حسن كبَّة ببغداد وقد جمع فيه ما نظمه نيف وثلاثون شاعراً من شعراء العراق في القرن الثالث عشر في مديح الحاج محمد صالح كبَّة البغدادي ومديح أولاده ورثاء والده الحاج مصطفى ، إلى سنة تأليفه وهي (١٢٧٥ ه) وأدرج فيه بعض مقطَّعات شعرية لنفسه لا توجد في ديوانه المطبوع بالهند، و تظهر تاريخ التأليف من مادة التأريخ المكتوبة بخط المؤلف وهي(١) :
أتاك بها الاقبال يدعو مؤرخا |
(لدارك زف المدح دمية قصرها) |
٣- الأشجان في مراثي خير إنسان: مخطوط، يوجد في مكتبة مؤسسة الامام محمد حسين كاشف الغطاء في النجف الأشرف برقم ٦٨ من فهرست الدواوين ويقع في ١٣٨ صفحة، عدد سطور الصفحة ١٥، طوله ٢٢ سم وعرضه ١٥ سم ، وسمكه ٢,٥ سم ، ويضمنه عدة رسائل، جمع فيه مراثي صديقه العلامة السيد ميرزا جعفر القزويني.
____________________
١- ينظر:الذريعة:٨/٢٦٦.
منهج التحقيق
لم اجد نسخة من الديوان بخط الشاعر رحمه الله، لذلك:
١- اعتمدت في تحقيق الديوان على أربعة مصادر هي:
أ- مخطوطة الديوان بخط السيد مرزة بن السيد عباس الحلي (ت١٣٣٩ ه) وقد رمزت لها بالرمز (أ).
ب- الطبعة الحجرية للديوان لناشرها الشيخ علي المحلاتي، الهند، ١٣١٢ه، رمزت لها بالرمز (ب).
ج- شرح ديوان السيد حيدر الحلي صالح الجعفري/الجزء الأول، المعتمِدة على مخطوطة الشيخ حسن مصبِّح الحلِّي المحررة سنة ١٣٠٦ رمزت لها بالرمز (ج).
د- ديوان السيد حيدر الحلي الناشرة علي الخاقاني ، المطبعة الحيدرية الجزء الأول سنة ١٣٦٩ه/١٩٥٠م والجزء الثاني مطبعة المعارف سنة ١٣٨٣ه/١٩٦٤م رمزت لها بالرمز (د).
٢- اختياري للمخطوطة على أن تكون هي المصدر الأساس في التحقيق ، أولاً لعدم تمكني من الوصول إلى النسخة المكتوبة بخط الشاعر نفسه رحمه الله وثانياً أن صاحب المخطوطة السيد مرزة بن السيد عباس الحلي هو ابن عم الشاعر السيد حيدر الحلي وهو الأقرب له من الآخرين مما يؤدي إلى حصوله على فرصة أكبر لجمع قصائد الديوان وضبطها، وثالثاً تأكيد صاحب المخطوطة في نهايتها أنها حوت جميع شعر السيد حيدر الحلي عدا ما فقد في حياته فهو يقول:"وهذا الذي وجدناه من شعره تغمده الله برحمته بعد أن بالغنا في طلبه فلم يذهب إلا ما كان ذاهباً في أيام حياته وقد ذهب منه ما يقرب من ألف بيت فلم نقف منه على أثر".
٣- إثبات اختلاف الروايات بين المصادر التحقيق الأربعة، مع إيراد الاختلافات بينهما وبين المصادر والمراجع التي أوردت نصوصاً من شعره.
٤- لاحظت وجود أبيات في بعض المصادر ولم ترد في مصادر التحقيق الأربعة المعتمدة، فأثبتها في نهاية الديوان.
٥- لاحظتُ وجود أخطاء في الرسم في جميع مصادر التحقيق على درجات متفاوتة، مع علمي بالجهود الكبيرة التي بذلت من أجل إخراج الديوان على أفضل وأدق صورة ، على أن بعض هذه الأخطاء تؤثر في المعني كما تؤثر في قوة سبك البيت وبلاغته ،فنبهتُ على صوابها - أو ما رجَّحتهُ.
٦- تفسير المفردات التي تحتاج إلى إيضاح ، بالرجوع إلى المعاجم المختصة بذلك.
٧- ضبط نص الديوان ضبطاً كاملاً ، يعين القارىء على سلامة نطقها اللغوي.
٨- إثبات اسم البحر لكل قصيدة أو مقطعة ،مع بيان نوع القافية.
٩- ترقيم أبيات القصائد لتسهيل الأشارة إلى البيت أو الأدبيات التي نحتاج الإشارة إليها لأي غرض مثل وجودها أو عدم وجودها في مصدر من المصادر أو التقديم و التأخير في أبيات القصيدة في مصدر ما من مصادر التحقيق.
١٠- رتبت قصائد الديوان حسب الأغراض الشعرية، فكانت حصة الجزء الأول من الديوان:
١- مدائح آل البيت ،٢- مراثي آل البيت ، ٣- الوجدانيات وتضم: ،أ- الأخوانيات ب- التهاني ، ج- العتاب ،د- الهجاء، ه- الغزل ،و ٤- الموشحات.
أما الجزء الثاني من الديوان فاحتوى على:
١- الحماسة ،٢- المدائح ،٣- المراثي ،٤- التأريخ الشعري ،٥- التقاريض ،٦- التخاميس ، ٧- الرسائل.
١١- التعريف بالأعلام والمواضع ،وما يتصل بها،ونظراً لكثرة تكرار أسماء الرسول الأكرم (صلىاللهعليهوآله ) واسماء أهل البيت الكرام، الإمام علي وفاطمة الزهراء
البتول والحسن الحسين (عليهمالسلام ) و الإمام الحجة (عج) لم أدرج أسماءهم الكريمة في فهرس الأعلام.
١٢- وصف المخطوطة وتبيان حالتها و مكان وجودها ليسهل للباحثين الوصول إليها، وإثبات صفحات مصوّرة من المخطوطة ،لِما لذلك من دلالةٍ علمية. علماً أننى حصلت على نسخة ثانية من هذه المخطوطة وبخط الناسخ نفسه إلا إنها تعاني من تلف ونقص في أوراقها في بدايتها و في نهايتها، كما نقصت منها أوراق من داخلها مما أضرَّ بها، كثيراً ،فهي بلا مقدمة ولم تحوي القسم الأخير من الديوان المتمثل في رسائل الشاعر، وبعض قصائد الديوان ناقصة بسبب فقدان بعض الأوراق منها ، ثمَّ لما طابقتها مع النسخة الأولى التي رمزت لها بالرمز (أ) وجدتها تحتوي أخطاء كثيرة تدل على أنَّ الناسخ لم يكن يهتم بها كثيراً كاهتمامه بالنسخة (أ) ووجدتها لا تصلح أن تكون نسخة معتمدة في التحقيق.
١٣- صُنع فهارس عامة وتشمل:
أ- فهرس الآيات القرآنية.
ب- فهرس الأحاديث النبوية.
ج- فهرس الأعلام.
د- فهرس المدن والأماكن والبقاع.
ه- فهرس القوافي.
و- فهرس المراجع والمصادر.
ز- فهرس المحتويات.
وصف مخطوطة الديوان
نَاسخ المخطوطة السيد مرزة بن السيد عباس الحلي(١) (ت١٣٣٩ ه) رحمه الله ، تم نسخها كما هو مثبت في آخرها سنة ١٣٢٩ ه، يبلغ طولها (٢٣) سنتمتراً ،وعرضها (١٥) سنتمتراً و سمكها(٣) سنتمترات، وعدد الأبيات في الصفحة الواحدة نحو (٢٢) بيتاً لم ترقم صفحاتها، ضمت في بدايتها مقدمة مطولة عن حياة الشاعر وشعره ونشاطه الأدبي ومساجلاته الأدبية ومنزلته الاجتماعية والأدبية وما قيل فيه من مديح ورثاء من الشعراء الذين عاصرهم إلا أن بعض أوراق هذه المقدمة تعرضت للتلف في منطقة توسطت الصفحات مع الأسف أما باقي أوراقها فهي بحالة ممتازة والخط واضح وجميل جدا ،وهو خط النسخ كما أخبرني بذلك الخبير في الخط العربي السيد حسام الشلاه عندما عرضتُ المخطوطة عليه، وأخطاء الرسم قليلة فالناسخ أجهد نفسه في سبيل إخراج المخطوطة بأدق صورة، المخطوطة موجودة الآن في مكتبة السيد الدكتور حازم الحلي.
رُتَّبَتْ قصائد الديوان في المخطوطة على أبواب حسب حرف الروي ابتداءً بالهمزة وانتهاءً بحرف الياء، وكل باب من هذه الأبواب قُسِّمَ إلى فصول :المديح ،والرثاء ،والعتاب ، والحماسة ، والهجاء والغزل وقد تقتصر قصائد الباب الواحد على فصل واحد أو اثنين أو أكثر من ذلك.
____________________
١- هو الخطيب البارع ، الشاعر الحسيني السيد مرزة بن السيد عباس الحلي صاحب الديوان المطبوع: (مراثي آل البيت) يكتب الشعر بالفصحى والدارجة أحد وجهاء اسرة آل سليمان انتقل والده السيد عباس بن السيد علاوي بن السيد حسين الحكيم من الحلة إلى قرية الحصين - بعد المشاكل التي قامت مع السلطة العثمانية - وهي القرية المجاورة إلي قرية بيرمانة التي يقيم فيها أبناء عمِّهِ أولاد السيد حيدر الحلي وتوفي في قرية الحصين في سنة ١٣٣٩ ه بعد وفاة السيد حسين بن السيد حيدر والسيد عبد المطلب - اللذَين توفيا في يوم واحد - بشهر واحد فقط.
الجُزءُ الأوَّلُ
مدائح آل البيت ( عليهمالسلام )
١- قال رحمه الله في ذكرى المبعث النبوي الشريف مهنئاً إمام المسلمين السيد حسن الشيرازي (قدسسره ) بهذه المناسبة(١) (٢) :
[من الرمل والقافية من المتواتر]
أيُّ بُشْرَى كَسَتِ الدُّنْيَا بَهَاءَ |
قُمْ ، فَهَنَّي(٣) الأَرْضَ فِيْهَا وَالسَّمَاءَ |
|
طَبَّقَ الأَرْجَاءَ مِنْهَا أَرَجٌ |
عَطَّرَتْ نَفْحةُ رَيَّاهُ الفَضَاءَ(٤) |
____________________
١- التخريج : موسوعة المصطفى والعترة :١٤/٤٧٧-٤٧٨ ،الأبيات(٢٢-٣٢) ديوان السيد حيدر الحلي لناشرة محمد رضا الكتبي: (٧٠-٧٢) القصيدة كاملة (١-٤٣) وفيها: البيت (١٤) فيه: ولبتا هل فيه ،وفيه :ولبتا هي اليوم ،والبيت (١٧) فيه: الى الرشد أهداء ، البيت(٣٥) فيه : به الأملاك في ، والبيت (٤٠) فيه : بالانفاس يضير من الهواء، والبيت (٤٢) فيه : تنفذ الأيام ،والبيت (٤٣) فيه: لاري الرحمة ، وفيه:قلت للروح لمولاها.
٢- في (أ): قال تغمده الله برحمته يمدح النبي (صلىاللهعليهوآله ) في يوم مبعثة ويمدح العسكريين (عليهماالسلام ) ويهنئ جناب فريد عصره وغرة جبين دهره العالم العامل والمجتهد الفاضل حجة الإسلام ومقزع الأنام إنسان ناظرة الزمن السيد ميرزا حسن شيرازي أدام الله أيام افادته بمحمد وآله ومن سلك من صحبه على منواله انه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وسهل كل عسير.
- السيد حسن شيرازي : هو أبو محمد معز الدين الميرزا حسن و يقال محمد حسن بن الميرزا محمود بن ميرزا أسماعيل الحسيني الشيرازي ، نزيل النجف الأشرف ثم سامراء، الشهير بالميرزا الشيرازي، حضر الدروس المرجع مرتضى الأنصاري فلازم درسه حتى وفاته سنة ١٢٨١. خرج من النجف إلى سامراء في شعبان سنة ١٢٩١ و أمضى فيها ٢١ سنة فعمرت سامراء به، توفي سنة ١٣١٢ ه بسامراء وحمل إلى النجف و دفن قرب باب الصحن الشريف العلوي المعروف بباب الطوسي.
ينظر :أيان الشيعة:٥/٣٠٤
- في(د) ذكر له علي الخاقاني ترجمة مطوله في :٢٨.
٣- في (ج): فهنٌ.
٤- الأرج: نفحة الريح الطيبة (ينظر: لسان العرب: ٢/٢٠٧ مادة أرج)، رياً كل شيء: طيب رائحته (ينظر: لسان العرب:١٤/٣٥٠ مادة روي).
بعْثةٌ أَعلنَ (جِبْريْلُ) (ع) بهَا |
قَبلَ ذا ، فِي المـَلأِ الأَعَلَى النِّدَاءَ(١) |
|
قَائِلاً : قَدْ بُعِثَ النُّورُ الذي |
ليسَ يَخْشَى أَبَدَ الدَّهْرِ انْطِفَاءَ |
|
فَهَنِيئاً، فُتِحَ الخَيْرُ بمَنْ |
خَتَمَ الرَّحْمنُ فيهِ الأَنْبيَاءَ |
|
وَأَتَى أَكْرَمُ مَبْعُوثٍ قَدِ اخْـ |
ـتَارَهُ اللهُ انْتِجَاباً وَاصْطِفَاءَ(٢) |
|
سَيِّدُ الرُّسْلِ جَميعاً (أَحْمَدٌ) (ص) |
مَنْ بعَليَاهُ أَتَى الذِّكْرُ ثَنَاءَ |
|
مَبْعَثٌ قَدْ وَلَدَتْهُ ليلةٌ |
لِلْوَرَى ظَلمَاؤُهَا كَانَتْ ضِيَاءَ(٣) |
|
بُورِكَتُ مِنْ لَيْلَةٍ في صُبْحِهَا |
كَشَفَ اللهُ عَنِ الحَقّ الغِطَاءَ |
|
خَلَعَ اللهُ عليها نَضْرَةً(٤) |
رَاقَتِ العَالَمَ زهْواً وَاجْتِلاءَ |
|
كُلَّما مَرَّتْ حَلَتْ فِي مُرِّهَا |
رَاحَةُ الأَفْرَاحِ رَشْفاً وَانْتِشَاءَ |
|
واسْتَهَلَّ الدَّهْرُ يُثْنِي مُطْرِباً، |
عِطْفَ نَشْوَانٍ وَيَخْتَالُ ازْدِهَاءَ(٥) |
|
فَلْتُهَنِّي(٦) الْمِلَّةُ الغَرَّاءُ مَنْ |
أَحْكَمَ اللهُ بهِ مِنْهَا الْبنَاءَ |
|
وَلتُباهِلْ فِيْهِ أَعْدَاءَ الْهُدَى |
وَلْتُبَاهِي(٧) اليَوْمَ فِيْهِ الْعُلمَاءَ |
____________________
١- في (أ) : نداءَ ، وفي (ب) : الفداءَ.
٢- التخاباً : اختياراً، والمنتجب : المختار و المستخلص والمصطفى من كل شئ.(ينظر : لسان العرب: ١/٧٤٨ مادة نجب.)
٣- في (أ) : كان ضياء.
٤- في (أ) و (ب) : نظرة وهو خطأ.
- النَّضْرة : النَّعْمة والعَيْش والغِنىِ ، وقيل : الحُسْن والرَّوْنَقِ (ينظر : لسان العرب: ٥/٢١٢ مادة نضر).
٥- استهل : رفع صوته. والإهلال بالحج : رفع الصوت بالتلبية (ينظر : لسان العرب ١١/٧٠١ مادة هلل)، العِطْفُ : المـَنْكِب (ينظر لسان العرب : ٩/٢٥٠ مادة عطف)، تَنَشَّى وانْتَشَى : سَكِرَ فهو نَشْوان (ينظر : لسان العرب.١٥/٣٢٥ مادة نشا).
٦- في (ج) و (د): فلتهنِّ.
٧- في (ج) و (د): ولتباه.
- البيت فيه جناس مركب بين (تباهل) و (تباهي الـ). ينظر أنوار الربيع: ٢٧=
ذُو مُحَيّاً فِيْهَ تُسْتَسْقَى(١) السَّما |
وَبَنَانٍ علَّمَ الجُوْدَ السَّمَاءَ |
|
رَقَّ بشْراً ، وَجهُهُ حَتَّى لَقَدْ |
كَادَ أَنْ يَقطُرَ مِنهُ البشْرُ مَاءَ(٢) |
|
فَعَلَى نُوْرِ الهُدَى مِنْ وَجْههِ |
وَجدَ النَّاسُ إلَى الرُّشْدِ اهْتِدَاءَ |
|
فَهْوَ ظِلُّ اللهِ فِي الأَرْضِ عَلَى |
فِئَةِ الْحَقِّ بلُطْفِ اللهِ فَاءَ(٣) |
|
فَكَفَى (هَاشِمَ)(٤) فَخْراً أَنَّهَا |
وَلَدَتهُ لِمَزَايَاهَا وعَاءَ |
|
فَلَهَا الْيَوْمَ انْتَهَى الْفَخْرُ بهِ |
وَلَهُ الْفَخْرُ ابْتِدَاءاً وَانْتِهَاءَ |
|
سَادَ أَهْلَ الدِّيْنِ عِلْماً ،وَتُقَىَّ |
وَصَلاحاً ، وَعَفَافاً ، وَإبَاءَ |
|
زَانَ (سَامَرَّا)(٥) وَكَانَتْ عَاطِلاً(٦) |
تَتَشَكَّى مِن مُحلِّيهَا الْجَفَاءَ |
|
وَغَدَتْ أَفْنَاؤُهَا آنِسَةً |
وَهْيَ كَانَتْ أَوْحَشَ الأَرْضِ فِنَاءَ |
___________________
= المباهلة : الملاعنة ( ينظر : لسان العرب : ١١/٧٢ مادة بهل) ، لمباهاة : المفاخرة (ينظر : لسان العرب: ١٤/٩٩ مادة بها)
١- في (أ) : تستسقي
- السما: السماء ، السماء: السحاب و المطر (ينظر : لسان العرب: ١٤/٣٩٩ مادة سما).
٢- عجز هذا البيت و صدر البيت الذي بعده غير موجودين في (أ).
٣- فاء : عاد ورجع (ينظر: لسان العرب: ١/١٢٥ مادة قيأ).
٤- هاشم : آل هاشم.
- هاشم : عمرو العلى أو عمرو العلاء بن عبد مناف بن قصي، سُمِّي هاشماً لأنه هشم الثريد لقومه في سني القحط و المجاعة فاطعمهم وهو أبو عبد المطلب جد رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) وهو أخو عبد شمس بن عبد مناف. ينظر: الثقات: ١/٢٧
٥- سامراء : لغة في سر من رأى، وفيها لغات : سامراء ، وسامرا و سر من رأى ،وسر من را، مدينة بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة ، كانت مدينة عتيقة من مدن الفرس تحمل إليها الإتاوة ،ثم بناها المعتصم و نزلها في سنة ٢٢١ ،وتعاقب فيه عدة ملوك من بني العباس و كان آخرهم المعتضد إذ تركها وعاد إلى بغدت بعد استفحاة أين الأتراك ، و فيها ضريح الامامين علي الهادي والحسن العسكري (عليهماالسلام ) وفيها غيبة الامام الحجة ( عج).
ينظر :معجم البلدان : ٣/١٧٣-١٧٧
٦- العاطِل من النساء: التي ليس في عُنُقها حَليٌ (ينظر: لسان العرب: ١١/٤٥٣ مادة عطل).
حَيِّ فِيْهَا (الْمَرْقَدَ الأَسْنَى)(١) وَقُلْ : |
زَادَكَ اللهُ بَهَاءً وَسَنَاءَ |
|
إنَّمَا أَنْتَ فِرَاشٌ لِلأُلَى(٢) |
جَعَلَ اللهُ السَّمَا فِيْهِمْ بنَاءَ |
|
مَا حَوَتْ أَبْراجُهَا مِنْ شُهْبهَا |
كَوجُوهٍ فيكَ فاقَتهَا بَهَاءَ |
|
قَدْ تَوارَتْ فِيْكَ أَقمَارُ هُدَىً |
ودَّتِ الشَّمسُ لَهَا تَغْدُو فِدَاءَ |
|
أَبَداً تَزْدَادُ فِي العَليَا سَناً(٣) |
وَظُهُوْراً ، كُلَّمَا زِيْدَتْ خَفَاءَ |
|
ثُمَّ نَادِ(٤) القُبَّةَ العُليَا وَقُلْ |
طَاوِلِي يَا قُبَّةَ (الْهَادِي)(ع) السَّمَاءَ(٥) |
|
بِمَعَالِي (العَسْكَريَّيْنِ) (ع) اشْمَخِي(٦) |
وَعَلَى أَفْلاكِهَا زِيْدِي عَلاءَ |
|
وَاغْلِبي زُهْرَ الدَّرَارِي فِي السَّنَا(٧) |
فَبكِ العَالَمُ لا فِيْهَا أَضَاءَ |
|
خَطَّكِ اللهُ تَعَالَى دَارَةً |
لِذُكَائَيْ شَرَفٍ فاقَا ذُكَاءَ(٨) |
|
وَبنَا عَرِّجْ عَلَى تِلْكَ الَّتِي |
أَوْدَعَتْنَا عِنْدَهَا (الْغَيْبَةُ)(٩) دَاءَ |
____________________
١- هو مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (عليهماالسلام ).
٢- في (أ) : للورى ،فيها بناء.
- الأُلى : أي الذين (ينظر: لسان العرب :١٥/٤٣٧ مادة أولى)
٣-في(د) : سنىً
- السَّناءُ : المجد والشرف، السَّنا : الضَّوْءُ (ينظر: لسان العرب: ١٤/٤٠٣ مادة سنا)
٤- في (ب) و (د) : نادي
٥- هو الإمام علي الهادي بن الإمام محمد جواد ، عاشر أئمة الهدي المعصومين (عليهمالسلام ) ولد في قرية قرب المدينة المنوَّرة سنة ٢١٢ ه أو ٢١٤ه واستشهد مسموماً في سامراء سنة ٢٥٤ه، وابنه الإمام الحسن العسكري (عليهالسلام ) ، ولد بالمدينة أيضا ونقل إلى سامرا فسميا بالعسكريين لذلك فأما الأمام علي الهادي فمقامه بسامرا عشرين سنة، وأما الإمام حسن العسكري فمات بسامرا أيضا سنة ٢٦٠ه ودفنا بها.
٦- العسكر: أو عسكر سامرا، ينسب إلى المعتصم، وقد نسب إليها قوم من الاجلاء، منهم الإمام علي الهادي وابنه الإمام الحسن العسكري(عليهماالسلام )، و فيها كانت ولادة وغيبة الإمام الحجة المنتظر (عج). معجم البلدان: ٤/١٢٣
٧- في (ج) : السنى
٨- ذُكاءُ : اسمُ الشمس (ينظر: لسان العرب: ١٤/٢٨٧ مادة ذكا)
٩- الغيبة : الموضع المقدس (السرداب) الذي غاب فيه الإمام (عج).
حَجَبَ اللهُ بهَا (الدَّاعِي)(١) الَّذِي |
هُوَ للأَعْيُنِ قَدْ كَانَ الضِّيَاءَ |
|
وَبهَا(٢) الأَمْلاكُ فِيْ أَلْطَافِهِ |
لِلْوَرَى تَهْبطُ صُبْحاً وَمَسَاءَ |
|
قِفْ وَقُلْ عَنْ مُهْجةٍ ذَائِبَةٍ |
وَمِنَ الْعَيْنَيْنِ فَانْضَحْهَا(٣) دِمَاءَ |
|
يَا (إمَامَ الْعَصْرِ)(عج) مَا أَقْتَلَهَا(٤) ؟ |
حَسْرَةً كَانَتْ هِيَ الدَّاءَ العَيَاءَ |
|
مَطَلَتْنَا البُرْءَ فِي تَعْلِيلِها |
وَسِوَى مَرآكَ لا نَلقَى شِفَاءَ |
|
بَرِئَتْ(٥) ذِمَّةُ جَبَّارِ السَّمَا |
مِنْ أُنَاسٍ مِنْكَ قَدْ أَضْحَوا بَرَاءَ |
|
فَمَتَى تَبْرُدُ أَحْشَاءٌ لَنَا؟ |
كِدْنَ بالأَنْفَاسِ يَضْرِمْنَ الهَوَاءَ |
|
وَنَرَى يَا (قَائِمَ الْحَقِّ)(٦) انْتَضَتْ |
سَيفَهَا مِنَكَ يَدُ الله انْتِضَاءَ |
|
أَفَهَلْ نَبقَى(٧) ،كَمَا تُبْصِرُنَا ؟ |
نُنْفِدُ(٨) الأَيَّامَ والصَّبرَ رَجَاءَ |
|
لا رَأَى الرَّحْمَةَ مَنْ قَالَ رِيَاءَ: |
قَلَّتِ الرُّوحُ لِمَولاهَا : فِدَاءَ |
____________________
١- هو داعي الحق الإمام الحجة (عج)
٢- في (أ)و(ب): وبه
٣- في(د) : فانضجها
٤- إمام العصر: هو الإمام الحجة المنتظر (عج)
٥- في (أ): برءت.
٦- قائم الحق: هو الإمام الحجة المنتظر (عج)
٧- في(ج) :فمتى نبقى.
٨- في (د): ننفذ
٢- وقال رحمه الله تعالى في مدح جدِّه الإمام الحسين وأخيهِ(١) العباس (عليهماالسلام )(٢) :
[من المتقارب و القافية من المتواتر]
حَبَسْتُ رَجَائِي عَنِ البَاخِليْنَ |
وَأَنْزَلْتُ فِي ابْنَيْ (عَلِيٍّ)(ع) رَجَائِي |
|
هُمَا لِيَ حِرْزٌ مِنَ النائبَا |
تِ بَلْ حَرَمٌ مِنْ جَمِيْعِ البَلاءِ |
|
فَبيْ عَائِلانِ بدَارِ الفَنَاءِ(٤) |
وَلِيْ شَافِعَانِ بدَارِ البَقَاءِ |
|
أَشِبلَيْ (عَلِيٍّ)(ع) وَمَنْ إنْ دَعَو |
تُ فِي كُلِّ خَطبٍ أَجَابَا دُعَائِي |
|
أَرَىَ الدَّهرَ، مِنْ حَيْثُ لا أَتَّقِي |
رَمَانِي(٥) ، وَيَعْلَمُ أَنْتُمْ وِقَائِي |
٣- وقالرحمهالله في مدح الإماميين الكاظمين [موسى بن جعفر ومحمد الجواد (عليهماالسلام ) :
[من الرمل والقافية من المتواتر]
مِنِّيَ القَصْدُ، وَتَحْقِيْقُ الرَّجَاءِ(٦) |
مِنْ سَلِيلَيْ آلِ طَهَ(ص) الأَصْفِيَاءِ |
|
لا أَرَى يُجْبَهُ بالرَّدِّ امْرُؤٌ |
قَارِعاً(٧) للهِ بَاباً للدُّعَاءِ |
|
فَرَجَائِي كَيْفَ يَغْدُوْ خَائِباً |
عِنْدَ بَابيْنِ لِجَبَّارِ السَّمَاءِ |
____________________
١- في(أ): عمُّه العباس.
٢- التخريج :ديوان السيد حيدر الحلي لناشره محمد رضا الكتبي: ٦٢ وفيها البيت(٢) و فيه: همالي حرز ، والبيت(٣) وفيه : بدار الفنا.
- العباس: أبو الفضل العباس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهالسلام ) حامل لواء الحسين (عليهالسلام ) يوم الطف، استشهد مع أخوته الثلاثة لأمه أم البنين فاطمة بنت أسد الكلابيه مع أخيه الحسين (عليهالسلام ) و بقية أخوته و أهل بيته. ينظر: أنصار الحسين (عليهالسلام ):١٣٠.
٣- في (ب): جرز
٤- في (أ)و(ب): بدار الفنا
٥- في(أ) : زماني
٦- في (أ)و(ب) : الرجا
٧- في (ج): قارع